الحوار المتمدن
3.05K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد المحسن : قراءة قي قصيدة -شيرينُ..يمامة توارت خلف الغيوم..- للشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي
#الحوار_المتمدن
#محمد_المحسن ليس الشعر إلا صياغة ساحرة وعذبة لما يختمر في داخلنا،ويعبر عن تجربة إنسانية ذاتية وشاملة.هو رؤية عميقة أداتها اللغة،وحصانها الخيال،تسافر وتجنح بدلالة اللغة الحقيقية إلى دلالات مبتكرة غير التي وضعت لها بالأصل،وتكون مليئة بالمعاني الجديدة والإشارات والإيحاءات المدهشة.والشاعر لا يقدر على فهم تجربة الحياة دون الغوص في المشاكل الإنسانية الكبرى.يتأمل ويتنقل في عالم الإنسان والكون الذي يعيش فيه.تؤرق الكتابة الشاعر التونسي القدير د-طاعر مشي،والشعر بالنسبة له فعل حياة،وإبداعه الشعري يلتقط نبض الحياة،ويحاول الإمساك بلحظات فرح غير آبه بالوجع،وبجرأة مندفعة تغوص في الحياة الصاخبة التي لا تهدأ لإعادة اكتشافها من جديد.إن الآلام التي يعبر عنها الشاعر نابعة من قلبه،وقلبه هو منبع وجعه،وكما يقول الشابي: "إن قلبي..هو مصدر آلام هاته النفس التائهة المعذبة، وهذا الجسد المُعنّى المنهوك.وما دمت أحمل بين أجنحتي مثل هذا القلب الكبير،وما دامت هاته الحياة تهد منه ولا ترحم فإنني أشقى أبنائها"فحين تشعر بذلك الوميض من النبض في شعر الشاعر «د-طاهر مشي» تتضح لنا تلك الخافية التي يخفيها عن قرائه في واقعه واسلوبه البلاغي ومعجمه اللغوي اللفظي لتلك المفردات التي تكشف براعة شاعرنا وتألقه في كتابة الشعر،وبذلك برز شاعرنا في هذه القصيدة التي صاغها بحبر الروح،ترحما على "اليمامة الراحلة عبر الغيوم" كما وصفها شاعرنا ونقصد الشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي اغتالها حفاة الضمير..وىشذاذ الآفاق-رحمها الله رحمة واسعة-لقد تأثرتُ كثيراً بهذه القصيدة على وجه التحديد لأنها نابعة من وجدان مفعم بالإنسانية..شيرينُ..يمامة توارت خلف الغيوم..فَكَمْ شيرينُ قد ذاقتْ وَذُقْنابساحاتِ الوَغى لا مَا افْتَرقْنا!تجوبُ الرُّوحُ في كلِّ الدّروبِويبقى في المَدى طيْفاً عَشِقنافنامي يا شِرينَ الشّرقِ ناميفإنْ هبّ الهوى يوماً عُتِقْناوإن سالتْ دموعُ العيْن حيناًفجرحُ الغدْرِ يبقى لوْ رَتَقْنا!وصوتُ الحقِّ لا يعلوهُ صوتٌرَصاصُ الغَدرِ من ظُلمٍ لَحِقْناسلامي لِلّتي في الحرب كانتْتُغَطّي في جِنينَ الثّأرَ لَحْناكما المَسجون في قفْرِ الصّحارىنذوقُ المُر َّ ظنَّ الشّهدِ ذُقْناهوَى الإعلامِ في الأوْصال يسريوكم كأسٍ من المُرّ ارْتَشفْنا!لِتَمضِي شهيدةً مِنْ أجلِ أرضٍرصاصُ الغدر شيرينا سرَقْناستبقَى شِرينُ جمْراً في حَشاكُمْصهايِنُ جُرْمُكمْ غَطّى وَعَنّى!ونبقى راصدينَ لكم خَزايابإعلامٍ لَنا فَخُذوها رَنّا!(طاهر مشّي)إني أرى هذا الشاعر الفذ يحمل بين طياته الكثير من الحزن والوجع ..وبالرغم من سوداوية الشعور العام هنا ..إلا أن ذلك لم ينتقص شيئاً من جمال هذه القصيدة وعذوبتها التي بالفعل لامست شغافَ قلبي ..لقد مضى الشاعر في تطريز قصيدته تطريزًا نابعا من صدق الإحساس المفجّر لصور إبداعيّة فيها عمق الألم المولّد لقوة العبارة والاختلاف تجعلنا ندرك الفرق بين حزين وحزين فَحَدَثُ الفَقْد تجد له ألف حزين،بينما تجد حزينا متفرّدًا في حزنه يعبّر عنه بشكل يغوص في أعماق جُرحِهِ فيبدع ويعلو وهو يحلّق بعيدًا خارج السرب.إن الفقد لا يمثل حالة إنسانية طارئة،ومن خلال الشعر وحده يمكن أن نشعر بالمعنى متجدداً، بالقفز على فجوة الفراغ الذي تخلفه أكثر أحزاننا قتامة،وباللغة التي تنطلق لتعكس هذه السمة الإنسانية الأصيل ......
#قراءة
#قصيدة
#-شيرينُ..يمامة
#توارت
#الغيوم..-
#للشاعر
#التونسي
#الكبير
-طاهر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755993