الفضل شلق : دعوية الحزب الديني تميزه عن الحزب الطائفي
#الحوار_المتمدن
#الفضل_شلق يختلف الحزب الديني عن بقية الأحزاب الأخرى، يمينية كانت أو يسارية، أو حتى طائفية. هو مضطر بحكم العقيدة الى جعل الوجود خاضعاً لغاية إلهية. الغاية تعلو على الوجود. تتسامى فوقه. تجعله خاضعاً لقضية؛ جوهر القضية غائيتها. الأحزاب الأخرى تنطلق من وجود الناس. تعدهم بتلبية المطالب والرغبات. ليست الغاية، إلهية أو غير إلهية، هي ما تستند إليه الأحزاب الأخرى، بل وجود الناس؛ على الأقل بنظر أصحابها. أما الحزب الديني فهو ملتزم حكماً بما يتعدى الناس ووجودهم. بين الوجود والقضية، يخضع الوجود للقضية. لما كانت القضية إلهية بمقتضى ما يفرضه الدين، يحتاج الحزب الديني الى مواجهة مع خصوم الدين أو أعدائه. فالواجب يقضي دعوة الآخرين وهدايتهم. فينشأ لدى الحزب الديني جهاز دعوة يتحوّل أحياناً، أو في معظم الأحيان الى مجاهدة تكون باستعمال العنف المسلّح. جهاز الدعوة يتوازى مع جهاز المجاهدة. لما كانت الدولة الحديثة هي من يُفترض بها أن تحتكر العنف المسلّح، يضطر الحزب الديني الى إنشاء “التنظيم” خارج إطار الدولة. “التنظيم” المسلّح بدأ عند الاخوان المسلمين قبل غيرهم من المذاهب الإسلامية. ومطلب تطبيق الشريعة ذاته يفترض دولة خارج إطار الدولة الرسمي، أو ما يسمى دولة ضمن دولة. كل دولة غير دينية، لا تستحق الاعتبار بنظرهم، لأنها ليست صادرة عن الله.يخجل أتباع الطوائف من تعصبهم، ربما لأن الطائفة تعني بما تعنيه، نهب الدولة والسطو على حصص الطوائف الأخرى. لا يخجل أصحاب الأحزاب الدينية من دعوتهم وتدينهم. فهم يعتبرون أنفسهم وأحزابهم مكرسين لله والهداية للإيمان. هؤلاء يتعاملون مع الآخرين باستعلاء وسخرية. لا يهمهم الناس ولا حياة الناس ومطالبهم، ولا يجدون أنفسهم مضطرين لأي ولاء للناس أو للدولة. ولاؤهم لله وحده. له يدينون والقضية التي يعملون من أجلها ذات قدسية تفيض عليهم. هم يتعاملون بالمقدس والحلال في وجه الحرام. الحزب الطائفي يتواضع إذا ظهر ما يبطنه. يتباهى أصحاب الحزب الديني بما يظهرونه ويبطنونه. يخفي الطائفي مشاعره الحقيقية. أبناء الأحزاب الدينية لا يفصلون بين ما يضمرون وما يبطنون. الدعوة لله في كل شيء يفعلونه. هذه العلاقة تحصنهم أخلاقياً في المواجهة بينهم وبين أنفسهم، ومع الآخرين. الأخلاق علاقات بين البشر. هي في أحسن الأحوال تجسيد لعلاقة مع المتسامي. وما بينهم وبينه يعلو على كل علاقة دنيوية بين البشر. كل شيء مسخّر للغاية. والغاية هي المتسامي والدعوة له. يندمجون في قضيتهم اندماج الصوفيين في حلقات الذكر. يخاطبون أنفسهم ولا يبادلون الناس الخطاب. لا فضاء للحوار والنقاش. كل فعل يصدر عن تكليف. صاحب الأمر والنهي يتوجه الى أبناء حزبه بعلاقة ذات اتجاه واحد. تصدر عنه وتصل إليهم في مجال غير سياسي. إذا مارسوا السياسة فذلك ليس لخدمة الناس في إدارة المجتمع بل لإثبات أن كل شيء في خدمة الباري تعالى. يتعالون مع تعاليه. يتسامون مع تساميه. تساميهم يجعلهم جماعة دون الناس.هم غير الآخرين في تساميهم. جماعة مغلقة. انغلاقها ينبع من التغاير. ما يسري عليهم لا يسري على غيرهم. الخير والشر لا يتعلقان بالفعل بل يصدران عن أنفسهم. صاحب النفس النبيلة يفعل الخير دائماً. كأنهم نيتشويون (من نيتشه). ما يفعلونه هو الخير حتى ولو تشابه مع ما يفعله الآخرون واعتُبِرً شراً. سفارتهم رحلة الى المتسامي؛ خير دائم. سفارات الآخرين رحلات الى الشياطين ومن بينهم الشيطان الأكبر الذي يتولى الامبراطورية. حتى ولو اتصلوا بالشيطان الأكبر فذلك ابتلاء. هم مبتلون بهذه الدنيا. ومن أسباب وجودهم فيها الابتلاء بما كان ولا يزال هو الوسواس ال ......
#دعوية
#الحزب
#الديني
#تميزه
#الحزب
#الطائفي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753892
#الحوار_المتمدن
#الفضل_شلق يختلف الحزب الديني عن بقية الأحزاب الأخرى، يمينية كانت أو يسارية، أو حتى طائفية. هو مضطر بحكم العقيدة الى جعل الوجود خاضعاً لغاية إلهية. الغاية تعلو على الوجود. تتسامى فوقه. تجعله خاضعاً لقضية؛ جوهر القضية غائيتها. الأحزاب الأخرى تنطلق من وجود الناس. تعدهم بتلبية المطالب والرغبات. ليست الغاية، إلهية أو غير إلهية، هي ما تستند إليه الأحزاب الأخرى، بل وجود الناس؛ على الأقل بنظر أصحابها. أما الحزب الديني فهو ملتزم حكماً بما يتعدى الناس ووجودهم. بين الوجود والقضية، يخضع الوجود للقضية. لما كانت القضية إلهية بمقتضى ما يفرضه الدين، يحتاج الحزب الديني الى مواجهة مع خصوم الدين أو أعدائه. فالواجب يقضي دعوة الآخرين وهدايتهم. فينشأ لدى الحزب الديني جهاز دعوة يتحوّل أحياناً، أو في معظم الأحيان الى مجاهدة تكون باستعمال العنف المسلّح. جهاز الدعوة يتوازى مع جهاز المجاهدة. لما كانت الدولة الحديثة هي من يُفترض بها أن تحتكر العنف المسلّح، يضطر الحزب الديني الى إنشاء “التنظيم” خارج إطار الدولة. “التنظيم” المسلّح بدأ عند الاخوان المسلمين قبل غيرهم من المذاهب الإسلامية. ومطلب تطبيق الشريعة ذاته يفترض دولة خارج إطار الدولة الرسمي، أو ما يسمى دولة ضمن دولة. كل دولة غير دينية، لا تستحق الاعتبار بنظرهم، لأنها ليست صادرة عن الله.يخجل أتباع الطوائف من تعصبهم، ربما لأن الطائفة تعني بما تعنيه، نهب الدولة والسطو على حصص الطوائف الأخرى. لا يخجل أصحاب الأحزاب الدينية من دعوتهم وتدينهم. فهم يعتبرون أنفسهم وأحزابهم مكرسين لله والهداية للإيمان. هؤلاء يتعاملون مع الآخرين باستعلاء وسخرية. لا يهمهم الناس ولا حياة الناس ومطالبهم، ولا يجدون أنفسهم مضطرين لأي ولاء للناس أو للدولة. ولاؤهم لله وحده. له يدينون والقضية التي يعملون من أجلها ذات قدسية تفيض عليهم. هم يتعاملون بالمقدس والحلال في وجه الحرام. الحزب الطائفي يتواضع إذا ظهر ما يبطنه. يتباهى أصحاب الحزب الديني بما يظهرونه ويبطنونه. يخفي الطائفي مشاعره الحقيقية. أبناء الأحزاب الدينية لا يفصلون بين ما يضمرون وما يبطنون. الدعوة لله في كل شيء يفعلونه. هذه العلاقة تحصنهم أخلاقياً في المواجهة بينهم وبين أنفسهم، ومع الآخرين. الأخلاق علاقات بين البشر. هي في أحسن الأحوال تجسيد لعلاقة مع المتسامي. وما بينهم وبينه يعلو على كل علاقة دنيوية بين البشر. كل شيء مسخّر للغاية. والغاية هي المتسامي والدعوة له. يندمجون في قضيتهم اندماج الصوفيين في حلقات الذكر. يخاطبون أنفسهم ولا يبادلون الناس الخطاب. لا فضاء للحوار والنقاش. كل فعل يصدر عن تكليف. صاحب الأمر والنهي يتوجه الى أبناء حزبه بعلاقة ذات اتجاه واحد. تصدر عنه وتصل إليهم في مجال غير سياسي. إذا مارسوا السياسة فذلك ليس لخدمة الناس في إدارة المجتمع بل لإثبات أن كل شيء في خدمة الباري تعالى. يتعالون مع تعاليه. يتسامون مع تساميه. تساميهم يجعلهم جماعة دون الناس.هم غير الآخرين في تساميهم. جماعة مغلقة. انغلاقها ينبع من التغاير. ما يسري عليهم لا يسري على غيرهم. الخير والشر لا يتعلقان بالفعل بل يصدران عن أنفسهم. صاحب النفس النبيلة يفعل الخير دائماً. كأنهم نيتشويون (من نيتشه). ما يفعلونه هو الخير حتى ولو تشابه مع ما يفعله الآخرون واعتُبِرً شراً. سفارتهم رحلة الى المتسامي؛ خير دائم. سفارات الآخرين رحلات الى الشياطين ومن بينهم الشيطان الأكبر الذي يتولى الامبراطورية. حتى ولو اتصلوا بالشيطان الأكبر فذلك ابتلاء. هم مبتلون بهذه الدنيا. ومن أسباب وجودهم فيها الابتلاء بما كان ولا يزال هو الوسواس ال ......
#دعوية
#الحزب
#الديني
#تميزه
#الحزب
#الطائفي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753892
الحوار المتمدن
الفضل شلق - دعوية الحزب الديني تميزه عن الحزب الطائفي