خليل قانصوه : ملحوظات على شاطئ النورماندي
#الحوار_المتمدن
#خليل_قانصوه من المعروف أن شواطئ النورماندي في شمال فرنسا،شهدت في نهاية الحرب العالمية الثانية (6 حزيران . 1944 ) تطورا هاما في سياق هذه الحرب تمثلت أساسا بدخول الولايات المتحدة الأميركية ساحة المعارك في اوروبا بوسائلها واساليبها العسكرية ، تحت عنوان عملية Overlord ،التي تسلّمت قيادتها بالتنسيق مع البريطانيين . تجدر الإشارة إلى أن الإستعدادات لعملية الإنزال على الشواطئ الشمالية الفرنسية ، جرت توازيا مع المعارك الطاحنة التي كانت تجري على الجبهة الشرقية بدءا من سنة 1941 ، بعد مضي سنة على توقيع اتفاقية الهدنة بين فرنسا و ألمانيا (1940) ، بين المقاومة الروسية من جهة و قوات الغزو الاألمانية ، في إطار عملية سميت "بربوروسا " أطلقها الزعيم الألماني ، هتلر ،الذي كان مقتنعا على الأرجح ، بأن إلغاء الكينونة الأوراسية يتطلب السيطرة على ثرواتها الطبيعية و مقوماتها الإقتصادية ، هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإن اسقاط الشيوعية يمثل شرطا لازما لسيادة النازية في أوروبا . و لكن جرت الرياح بغير ماكان يشتهي ، فلقد تمكن الروس في سنة 1942 من صد هجوم قواته أمام مدينة موسكو ، حيث مثل ذلك أول مسمار في نعش النازية . يحسن التذكير في هنا ن بأن أكبر معارك الحرب العالمية الثانية دارت على الجبهة الشرقية بين الجيش الأحمر من جهة و القوات النازية من جهة ثانية ، و بأن 80 % من الخسائر التي تكبدتها هذه الأخيرة خلال سنوات 1941 – 1945 وقعت على هذه الجبهة ، الأمر الذي يدحض منطقيا الدعاية "الهوليودية" الأميركية الهادفة لمحو التمييز الإيديولوجي بين الشيوعية و النازية مقابل المبالغة في تضخيم و تعظيم الدور الذي كان للولايات المتحدة في هزيمة المانية النازية و إخفاء دور الإتحاد السوفياتي و التضحيات التي قدمها الوطنيون الروس دفاعا عن بلادهم . هذا معطى تاريخي مثبت . و لكن من البديهي أنه لا يُنقص من تضحيات الجنود الأميركيين و الإنكليز و الفرنسيين و غيرهم الذين شاركوا في سنة 1944 في الإنزال على الشواطئ الفرنسية ، حيث ما تزال بصماتهم ظاهرة عليها ، متاحف تروى فيها الملاحم القتالية ، وإنشاءات عسكرية مذهلة ، و بقايا من الأسلحة التي استخدمها آنذاك المتحاربون . مهما يكن تستوقف المرء ، و تسائله ، و تُحيّره ، المقابر العسكرية الواسعة (مساحة المقبرة الأميركية تساوي 70 هكتارا أي 700 دونم ) ، الأميركية و الإنكليزية و الألمانية ، المزروعة بشواهد القبور والنصب ، تذكيرا باسماء القتلى و أعمارهم و تاريخ استشهادهم . تأخذك القشعريرة و انت تتجول في ممرات طويلة (فقد الأميركيون على سبيل المثال ، 33 الف جندي ) .و لكن ما يثير الدهشة هو الإستغلال لذكرى هؤلاء الجنود ، الذي لم يتطوعوا في غالبيتهم للقتال ، و لم يكونوا مناضلين في سبيل قضية ، و أنما نفذوا اوامر قادتهم العسكريين .هذا لم يمنع حكام بلدانهم من الإدعاء بانهم شهود على مزايا نظامهم الفكري و السياسي ، بما هو ضمانه للعدل و الديمقراطية و الحرية على الصعيد العالمي ، بالإضافة إلى الدفاع عن حقوق الإنسان . و لكنك تعلم جيدا أن الحقيقة التي يحجبها النصب التذكاري هي في معظم الأحيان عكس الرسالة المراد إيصالها بواسطة براعة العمارة و جمال الحديقة و تنميق كلام الجدرانيات. ......
#ملحوظات
#شاطئ
#النورماندي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756685
#الحوار_المتمدن
#خليل_قانصوه من المعروف أن شواطئ النورماندي في شمال فرنسا،شهدت في نهاية الحرب العالمية الثانية (6 حزيران . 1944 ) تطورا هاما في سياق هذه الحرب تمثلت أساسا بدخول الولايات المتحدة الأميركية ساحة المعارك في اوروبا بوسائلها واساليبها العسكرية ، تحت عنوان عملية Overlord ،التي تسلّمت قيادتها بالتنسيق مع البريطانيين . تجدر الإشارة إلى أن الإستعدادات لعملية الإنزال على الشواطئ الشمالية الفرنسية ، جرت توازيا مع المعارك الطاحنة التي كانت تجري على الجبهة الشرقية بدءا من سنة 1941 ، بعد مضي سنة على توقيع اتفاقية الهدنة بين فرنسا و ألمانيا (1940) ، بين المقاومة الروسية من جهة و قوات الغزو الاألمانية ، في إطار عملية سميت "بربوروسا " أطلقها الزعيم الألماني ، هتلر ،الذي كان مقتنعا على الأرجح ، بأن إلغاء الكينونة الأوراسية يتطلب السيطرة على ثرواتها الطبيعية و مقوماتها الإقتصادية ، هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإن اسقاط الشيوعية يمثل شرطا لازما لسيادة النازية في أوروبا . و لكن جرت الرياح بغير ماكان يشتهي ، فلقد تمكن الروس في سنة 1942 من صد هجوم قواته أمام مدينة موسكو ، حيث مثل ذلك أول مسمار في نعش النازية . يحسن التذكير في هنا ن بأن أكبر معارك الحرب العالمية الثانية دارت على الجبهة الشرقية بين الجيش الأحمر من جهة و القوات النازية من جهة ثانية ، و بأن 80 % من الخسائر التي تكبدتها هذه الأخيرة خلال سنوات 1941 – 1945 وقعت على هذه الجبهة ، الأمر الذي يدحض منطقيا الدعاية "الهوليودية" الأميركية الهادفة لمحو التمييز الإيديولوجي بين الشيوعية و النازية مقابل المبالغة في تضخيم و تعظيم الدور الذي كان للولايات المتحدة في هزيمة المانية النازية و إخفاء دور الإتحاد السوفياتي و التضحيات التي قدمها الوطنيون الروس دفاعا عن بلادهم . هذا معطى تاريخي مثبت . و لكن من البديهي أنه لا يُنقص من تضحيات الجنود الأميركيين و الإنكليز و الفرنسيين و غيرهم الذين شاركوا في سنة 1944 في الإنزال على الشواطئ الفرنسية ، حيث ما تزال بصماتهم ظاهرة عليها ، متاحف تروى فيها الملاحم القتالية ، وإنشاءات عسكرية مذهلة ، و بقايا من الأسلحة التي استخدمها آنذاك المتحاربون . مهما يكن تستوقف المرء ، و تسائله ، و تُحيّره ، المقابر العسكرية الواسعة (مساحة المقبرة الأميركية تساوي 70 هكتارا أي 700 دونم ) ، الأميركية و الإنكليزية و الألمانية ، المزروعة بشواهد القبور والنصب ، تذكيرا باسماء القتلى و أعمارهم و تاريخ استشهادهم . تأخذك القشعريرة و انت تتجول في ممرات طويلة (فقد الأميركيون على سبيل المثال ، 33 الف جندي ) .و لكن ما يثير الدهشة هو الإستغلال لذكرى هؤلاء الجنود ، الذي لم يتطوعوا في غالبيتهم للقتال ، و لم يكونوا مناضلين في سبيل قضية ، و أنما نفذوا اوامر قادتهم العسكريين .هذا لم يمنع حكام بلدانهم من الإدعاء بانهم شهود على مزايا نظامهم الفكري و السياسي ، بما هو ضمانه للعدل و الديمقراطية و الحرية على الصعيد العالمي ، بالإضافة إلى الدفاع عن حقوق الإنسان . و لكنك تعلم جيدا أن الحقيقة التي يحجبها النصب التذكاري هي في معظم الأحيان عكس الرسالة المراد إيصالها بواسطة براعة العمارة و جمال الحديقة و تنميق كلام الجدرانيات. ......
#ملحوظات
#شاطئ
#النورماندي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=756685
الحوار المتمدن
خليل قانصوه - ملحوظات على شاطئ النورماندي