نايف سلوم : المدينة المسحورة
#الحوار_المتمدن
#نايف_سلوم أنا الدكتور "لامدا" وقد سمّاني أبي بهذا الاسم وكان مدرساً للفلسفة في الجامعة العليا، مفتوناً باللغة اليونانية. ولأنّي ولدتُ في اليوم الحادي عشر من الشهر القمري الحادي عشر (ذو القعدة) وهو ما يوافق الحرف الحادي عشر من اللغة اليونانية (لامدا أو لامبدا( ، ورسمه باليونانية:λάμδα ؛ هو أحد حروف الأبجدية الإغريقية، وترتيبه الحادي عشر. يأخذ الحرف شكلين الكبير (Λ) و الصغير (λ) في نظام الأرقام اليونانية لامدا لديه قيمة عددية 30 . يرتبط لامدا بالحرف الفينيقي لاميد ، وبالحرف العربي لام.اعترضت أمي ، وهي ربة منزل، على الاسم لكن سرعان ما انحلت معارضتها وتلاشت. وعرفتُ لاحقاً عندما كبرت أنها لطالما كانت تشتهي تسميتي ب"مال" لحبها للنقود والتسوُّق.لن اطيل عليكم أيّها الأحبة بالحديث عن نفسي وسيرتي ، لأن ما دفعني في واقع الحال إلى هذا الحديث ، ليس العُجْب بالنفس ، ولا الزهُوّ؛ فأنا لا أملك شيئاً لنفسي، ولكن الذي دفعني وأشجاني هو هذه اللعنة التي ضربت المدينة التي أعيش فيها ، وأمارس مهنتي بين أهلها وناسها.بالمختصر المفيد: درست الطب وكان اختصاصي ب"أمراض المفاصل والروماتيزم والعضلات" . كنت أشكو دوماً وأتبرَّم من قلة المرضى والمراجعين. فالناس أصحاء وفي حركة دائبة ، وكانت هذه الصحة تثير حنقي المهني من حين لآخر ، فأضع عندها على صدري مقابل القلب لزقة طحين مُبرّد علّها تُطفئ حنقي.حتى جاء ذلك المساء المشؤوم الغريب ، جاء ومعه مريض يشكو من أعراض لم أر لها نظيراً من قبل!: التصاق في رؤوس الأصابع الثلاثة (الإبهام والسبابة والوسطى) مع تجمّد خفيف في عضلات الوجه كمن يعاني من برد شديد ، أو برداء(بَرديّة) ، مع اصطاك خفيف في الأسنان وهمهمة عند الكلام مرفقة بابتسامة غامضة كتلك التي نراها على وجه لوحة دافنشي(الجوكندا) مع تحوير بسيط : هي ابتسامة على قرب من حافة السخرية.المهم، وأنتم تعلمون أيها الأحبة أن وضع تشخيص لمرض غامض كهذا المرض يحتاج لأخذ قصة مَرَضيَّة ، واستقصاء في الماضي والحاضر. لكن ما أعاقني في استقصائي وأعاق أجوبة المريض هو ذلك التشنج الغريب في عضلات الوجه والفكين، فاستعنت على ذلك بجهاز الكتروني ، كان قد أرسله لي صديق قديم يعيش في أمريكا، له أزرار ملوّنة بعدد منازل القمر الثمانية والعشرين، يعمل على خاطر المريض. فإذا سألت المريض وخطر خاطر بباله يختار بشكل تلقائي- آلي زراً لا على التعيين ، فيظهر جزءاً من صورة على شاشة عرض ملونة أمامي.لقد نسيت أن أخبركم عن حال المدينة في هذه الأيام، (وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ )[الكهف: 63 ] . لم أخبركم أن المصالح تعطلت في المدينة ، والجيوش توقفت عن اطلاق النار، وحتى الاتصالات تأزّمت ونقصت واضطرب كل شيء ، وقعدت المدينة المنهكة وهي تضع يدها على خدها كأرملة عظيمة. بقول آخر، كأن شللاً كبيراً ضرب مفاصل المدينة، وعليكم بقبول عذري لكوني استعير عباراتي من مجال اختصاصي بالمفاصل الذي برعت فيه من دون زبائن . المهم، لن أطيل عليكم ، وبعد سلسلة من الأسئلة المكثفة والتفصيلية ، راحت الشاشة أمامي تُظهر شخصاً طويلاً طولاً فيه مبالغة كبيرة أخضر اللون مع بقع سوداء اشبه بعيون فارغة، حولها رسوم ، أو بدقة أكبر، وشم ميزتُ بين رسومه شكل عين كأنها عين تمساح أو شكل صفر بالعربية(0) وهرم مقطوع الرأس يشع من رأسه المقطوع ضوء أحمر خافت مشؤوم يكاد يضيء نفسه فحسب، أو كأنّه بقايا نار تثقب الظلام من بعيد! ولقد ميزتُ أيضاً صورة رجل كأنه حاكم لبلد كبير، وحروف رومانية كأقدام الفيلة.كان الشخص الذي ظ ......
#المدينة
#المسحورة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678237
#الحوار_المتمدن
#نايف_سلوم أنا الدكتور "لامدا" وقد سمّاني أبي بهذا الاسم وكان مدرساً للفلسفة في الجامعة العليا، مفتوناً باللغة اليونانية. ولأنّي ولدتُ في اليوم الحادي عشر من الشهر القمري الحادي عشر (ذو القعدة) وهو ما يوافق الحرف الحادي عشر من اللغة اليونانية (لامدا أو لامبدا( ، ورسمه باليونانية:λάμδα ؛ هو أحد حروف الأبجدية الإغريقية، وترتيبه الحادي عشر. يأخذ الحرف شكلين الكبير (Λ) و الصغير (λ) في نظام الأرقام اليونانية لامدا لديه قيمة عددية 30 . يرتبط لامدا بالحرف الفينيقي لاميد ، وبالحرف العربي لام.اعترضت أمي ، وهي ربة منزل، على الاسم لكن سرعان ما انحلت معارضتها وتلاشت. وعرفتُ لاحقاً عندما كبرت أنها لطالما كانت تشتهي تسميتي ب"مال" لحبها للنقود والتسوُّق.لن اطيل عليكم أيّها الأحبة بالحديث عن نفسي وسيرتي ، لأن ما دفعني في واقع الحال إلى هذا الحديث ، ليس العُجْب بالنفس ، ولا الزهُوّ؛ فأنا لا أملك شيئاً لنفسي، ولكن الذي دفعني وأشجاني هو هذه اللعنة التي ضربت المدينة التي أعيش فيها ، وأمارس مهنتي بين أهلها وناسها.بالمختصر المفيد: درست الطب وكان اختصاصي ب"أمراض المفاصل والروماتيزم والعضلات" . كنت أشكو دوماً وأتبرَّم من قلة المرضى والمراجعين. فالناس أصحاء وفي حركة دائبة ، وكانت هذه الصحة تثير حنقي المهني من حين لآخر ، فأضع عندها على صدري مقابل القلب لزقة طحين مُبرّد علّها تُطفئ حنقي.حتى جاء ذلك المساء المشؤوم الغريب ، جاء ومعه مريض يشكو من أعراض لم أر لها نظيراً من قبل!: التصاق في رؤوس الأصابع الثلاثة (الإبهام والسبابة والوسطى) مع تجمّد خفيف في عضلات الوجه كمن يعاني من برد شديد ، أو برداء(بَرديّة) ، مع اصطاك خفيف في الأسنان وهمهمة عند الكلام مرفقة بابتسامة غامضة كتلك التي نراها على وجه لوحة دافنشي(الجوكندا) مع تحوير بسيط : هي ابتسامة على قرب من حافة السخرية.المهم، وأنتم تعلمون أيها الأحبة أن وضع تشخيص لمرض غامض كهذا المرض يحتاج لأخذ قصة مَرَضيَّة ، واستقصاء في الماضي والحاضر. لكن ما أعاقني في استقصائي وأعاق أجوبة المريض هو ذلك التشنج الغريب في عضلات الوجه والفكين، فاستعنت على ذلك بجهاز الكتروني ، كان قد أرسله لي صديق قديم يعيش في أمريكا، له أزرار ملوّنة بعدد منازل القمر الثمانية والعشرين، يعمل على خاطر المريض. فإذا سألت المريض وخطر خاطر بباله يختار بشكل تلقائي- آلي زراً لا على التعيين ، فيظهر جزءاً من صورة على شاشة عرض ملونة أمامي.لقد نسيت أن أخبركم عن حال المدينة في هذه الأيام، (وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ )[الكهف: 63 ] . لم أخبركم أن المصالح تعطلت في المدينة ، والجيوش توقفت عن اطلاق النار، وحتى الاتصالات تأزّمت ونقصت واضطرب كل شيء ، وقعدت المدينة المنهكة وهي تضع يدها على خدها كأرملة عظيمة. بقول آخر، كأن شللاً كبيراً ضرب مفاصل المدينة، وعليكم بقبول عذري لكوني استعير عباراتي من مجال اختصاصي بالمفاصل الذي برعت فيه من دون زبائن . المهم، لن أطيل عليكم ، وبعد سلسلة من الأسئلة المكثفة والتفصيلية ، راحت الشاشة أمامي تُظهر شخصاً طويلاً طولاً فيه مبالغة كبيرة أخضر اللون مع بقع سوداء اشبه بعيون فارغة، حولها رسوم ، أو بدقة أكبر، وشم ميزتُ بين رسومه شكل عين كأنها عين تمساح أو شكل صفر بالعربية(0) وهرم مقطوع الرأس يشع من رأسه المقطوع ضوء أحمر خافت مشؤوم يكاد يضيء نفسه فحسب، أو كأنّه بقايا نار تثقب الظلام من بعيد! ولقد ميزتُ أيضاً صورة رجل كأنه حاكم لبلد كبير، وحروف رومانية كأقدام الفيلة.كان الشخص الذي ظ ......
#المدينة
#المسحورة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678237
الحوار المتمدن
نايف سلوم - المدينة المسحورة
عادل امليلح : -الطحونة المسحورة-
#الحوار_المتمدن
#عادل_امليلح ما إن يقبل زائر ما على مدشار العناثين حتى تترأى له حقول الزيتون الكثيفة تنتظم في دوائر راكبة سفوح الجبال والتلال على مد البصر، أشجار شاهقة معمرة لمئات السنوات، وأخرى صغيرة زرعت حديثا.. هكذا تمتزج أجيال الزيتون هنا، تحمل رواسب الزمن وعلاقة الإنسان العناثي بمجاله الجبلي، هذا الامتزاج ولّد مجموعة من الأحكام.. فالزيتون المعمر الذي يعكس حكمة الأجداد وإن قلت غلته، فزيتونه مكتنز وزيته وافر، لا يبخل على أحد.. عكس الزيتون الجديد "زيتون الدولة" الذي يكون عطائه من الزيت أقل، فهو شحيح.. وهذا الحكم لا يقتصر على الزيتون وحسب بل إنه يمتد إلى كل شيء هنا.. فالمعاصر مدان بنقص الجودة وقلة العطاء، وتهديد الإرث ومعاداة الأصول والدين، وكأنه بدعة.. عكس القديم الذي يشكل أساس العطاء وتمسكا بالصالح، هذا ما لاحظه الوافي عندما اكتشف أن العديد من أهل المدشار يدينون كل شيء جديد لسببين، اعتقادهم أن ذلك يتعارض مع الدين وتقاليديهم ويفوق فهمهم.. وثانيا، يؤدي لبروز نخبة منهم تتسلط عليهم مع عدم قدرتهم على توظيفها، لعوز في مواردهم ونذرتها..عندما يقترب موعد جني الزيتون تتوجه لالة علالة راكبة حمارها إلى حقل القصب في الوادي.. لتقطع ما يلزمها من قصب تستخدمه في جني الزيتون، وفي ذهنها تحاول أن تحدد عدد القصب الذي يلزمها لتلك المهمة، أربع حزم وفي كل حزمة ثلاثين قصبة!! إذ تقيس ذلك على السنة الفارطة وما قيمته من كلام زوجها سي العربي حول غلة هذه السنة، لكنها أيضا تتوخى الحيطة والحذر، لأن القصب موطن الخنزير البري.. هذا الكائن الذي له حكايات عديدة مع أهل المدشار تقشعر لها الأبدان وتدنو لها الرقاب، فسي العربي ما يزال يذكر ذلك اليوم الذي اعترضه فيه خنزيرا بريا بالطريق عندما كان عائدا بغنمه من المرعى، وتسبب في كسر ساقه الأيمن، ولكنه ما ينفك يقول: إن ذلك أكثر ما يمكن لرجل شجاع أن يحققه مع خنزير بري، خاصة إذا كان "فرديا" أو كما يسمى هنا "الفردي" .. لكن من الناذر مواجهة خنزيا بريا هذه الأيام، نظرا لتقلص الغابة المحيطة بالمدشار بسبب الحرائق المتكررة وتوسيع الناس لأرضهم على حساب الغابة، ولم يعد يشاهد إلا ناذرا في موسم التين.. ورغم ذلك فقد وجد عدة مرات في حقل القصب بحسب ما حكى بعض الناس الذين عاينوه ليلا هناك، واستدلوا على وجوده من خلال الخدوش والأثار التي تركها فوق الرمل، حيث يسعى خلف البصليات المموجودة هناك، ولكثرت جحور النمل.. ولذات الغرض يتبع علالة ثلاثة كلاب "بلدية"، شرسة لها خبرة في التعاطي مع الخنزير البري.. وحمارها الأشهب ينذرها بشهيقه بمجرد ما يحس بوجود حيوان قريب حتى لو كان فأرا.. تسير علالة لنصف ساعة نازلة الجبل في اتجاه الوادي، حيث يمتد الطريق الوحيد والضيق، الذي يقطع أحراشا تمتد على كل أطرافه من قمة الجبل إلى قدمه.. إنه فصل الصيف وهذا شهر غشت بحرارته الصيفية الحارقة، ولكن علالة تقي نفسها الحر من خلال قبعتها الكبيرة، ومئزرها الصوفي الذي يعد واقيا من الشمس، إذ يقال هنا أن ما يقي البرد يقي الشمس..لكن الحمار العجوز الذي لم يعد يقدر على السير كما كان.. إلا إذا انهالت عليه علالة بهراوة خشبية تحملها في يدها، وما تتوقف على سبه وقذفه بكل الشتائم والأوصاف.. ورغم ذلك فما إن تسهو عنه حتى تتباطأ حركته ويسير يقطف من عرائش الأشنات على الطريق، عندما تصل علالة وتقترب من المقصبية ينتابها خوف من شيء مجهول، ذكرياتها تستعيد كل ما يقال.. عن هذا المكان الشاسع الذي يحتضن قصبا كثيفا يشكل ملجأ للغربان وطيور المالك الحزين... وتسود فيه الأفاعي الكبيرة التي يقدرها البعض بالأمتار، وبسمك يثير الخوف والدهشة.. وتار ......
#-الطحونة
#المسحورة-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688679
#الحوار_المتمدن
#عادل_امليلح ما إن يقبل زائر ما على مدشار العناثين حتى تترأى له حقول الزيتون الكثيفة تنتظم في دوائر راكبة سفوح الجبال والتلال على مد البصر، أشجار شاهقة معمرة لمئات السنوات، وأخرى صغيرة زرعت حديثا.. هكذا تمتزج أجيال الزيتون هنا، تحمل رواسب الزمن وعلاقة الإنسان العناثي بمجاله الجبلي، هذا الامتزاج ولّد مجموعة من الأحكام.. فالزيتون المعمر الذي يعكس حكمة الأجداد وإن قلت غلته، فزيتونه مكتنز وزيته وافر، لا يبخل على أحد.. عكس الزيتون الجديد "زيتون الدولة" الذي يكون عطائه من الزيت أقل، فهو شحيح.. وهذا الحكم لا يقتصر على الزيتون وحسب بل إنه يمتد إلى كل شيء هنا.. فالمعاصر مدان بنقص الجودة وقلة العطاء، وتهديد الإرث ومعاداة الأصول والدين، وكأنه بدعة.. عكس القديم الذي يشكل أساس العطاء وتمسكا بالصالح، هذا ما لاحظه الوافي عندما اكتشف أن العديد من أهل المدشار يدينون كل شيء جديد لسببين، اعتقادهم أن ذلك يتعارض مع الدين وتقاليديهم ويفوق فهمهم.. وثانيا، يؤدي لبروز نخبة منهم تتسلط عليهم مع عدم قدرتهم على توظيفها، لعوز في مواردهم ونذرتها..عندما يقترب موعد جني الزيتون تتوجه لالة علالة راكبة حمارها إلى حقل القصب في الوادي.. لتقطع ما يلزمها من قصب تستخدمه في جني الزيتون، وفي ذهنها تحاول أن تحدد عدد القصب الذي يلزمها لتلك المهمة، أربع حزم وفي كل حزمة ثلاثين قصبة!! إذ تقيس ذلك على السنة الفارطة وما قيمته من كلام زوجها سي العربي حول غلة هذه السنة، لكنها أيضا تتوخى الحيطة والحذر، لأن القصب موطن الخنزير البري.. هذا الكائن الذي له حكايات عديدة مع أهل المدشار تقشعر لها الأبدان وتدنو لها الرقاب، فسي العربي ما يزال يذكر ذلك اليوم الذي اعترضه فيه خنزيرا بريا بالطريق عندما كان عائدا بغنمه من المرعى، وتسبب في كسر ساقه الأيمن، ولكنه ما ينفك يقول: إن ذلك أكثر ما يمكن لرجل شجاع أن يحققه مع خنزير بري، خاصة إذا كان "فرديا" أو كما يسمى هنا "الفردي" .. لكن من الناذر مواجهة خنزيا بريا هذه الأيام، نظرا لتقلص الغابة المحيطة بالمدشار بسبب الحرائق المتكررة وتوسيع الناس لأرضهم على حساب الغابة، ولم يعد يشاهد إلا ناذرا في موسم التين.. ورغم ذلك فقد وجد عدة مرات في حقل القصب بحسب ما حكى بعض الناس الذين عاينوه ليلا هناك، واستدلوا على وجوده من خلال الخدوش والأثار التي تركها فوق الرمل، حيث يسعى خلف البصليات المموجودة هناك، ولكثرت جحور النمل.. ولذات الغرض يتبع علالة ثلاثة كلاب "بلدية"، شرسة لها خبرة في التعاطي مع الخنزير البري.. وحمارها الأشهب ينذرها بشهيقه بمجرد ما يحس بوجود حيوان قريب حتى لو كان فأرا.. تسير علالة لنصف ساعة نازلة الجبل في اتجاه الوادي، حيث يمتد الطريق الوحيد والضيق، الذي يقطع أحراشا تمتد على كل أطرافه من قمة الجبل إلى قدمه.. إنه فصل الصيف وهذا شهر غشت بحرارته الصيفية الحارقة، ولكن علالة تقي نفسها الحر من خلال قبعتها الكبيرة، ومئزرها الصوفي الذي يعد واقيا من الشمس، إذ يقال هنا أن ما يقي البرد يقي الشمس..لكن الحمار العجوز الذي لم يعد يقدر على السير كما كان.. إلا إذا انهالت عليه علالة بهراوة خشبية تحملها في يدها، وما تتوقف على سبه وقذفه بكل الشتائم والأوصاف.. ورغم ذلك فما إن تسهو عنه حتى تتباطأ حركته ويسير يقطف من عرائش الأشنات على الطريق، عندما تصل علالة وتقترب من المقصبية ينتابها خوف من شيء مجهول، ذكرياتها تستعيد كل ما يقال.. عن هذا المكان الشاسع الذي يحتضن قصبا كثيفا يشكل ملجأ للغربان وطيور المالك الحزين... وتسود فيه الأفاعي الكبيرة التي يقدرها البعض بالأمتار، وبسمك يثير الخوف والدهشة.. وتار ......
#-الطحونة
#المسحورة-
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688679
الحوار المتمدن
عادل امليلح - -الطحونة المسحورة-