سعود سالم : المتسكع
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم هواجس السيد نون30 - المراقبة ولا شك أن السيد نون خرج من المقهى ناسيا مظلته، لأنه في هذا اليوم عاد إلى حجرته في الطابق الثاني مبللا وهو يعطس ويرتجف من البرد، ورغم ذلك فقد اتجه مباشرة إلى الطاولة وأخرج كراسته. أراقب يد السيد نون الممسكة بالقلم وهو يتحرك على ورق كراسته ذات المربعات الصغيرة، وكنت أستطيع أن أدرك كل ما يدور في ذهنه تقريبيا وأعرف ما يفكر فيه، وأحيانا أستطيع أن أخمن الكلمة أو الجملة حتى قبل أن يخطها على الورق. وعندما يكف عن الكتابة لسبب أو آخر ويترك القلم بين صفحتين من الكراسة المفتوحة، عادة ما يتجه إلى النافذة ويطل برأسه إلى الخارج محدقا في السماء أولا ثم يدير رأسه ناحية اليسار للحظات ثم ناحية اليمين مراقبا الحركة المستمرة في الشارع، حركة المارة والسيارات والعربات المختلفة وصياح الباعة وزحمة وضجيج السوق في منتصف النهار. يبقي هكذا للحظات طويلة متكئا بمرفقيه على حافة النافذة ثم ينتصب فجأة ويستقيم واقفا ويقفل مصراعي النافذة ويتجه إلى المدخل ويأخذ معطفه المعلق في شماعة وراء الباب، ثم ينطلق خارجا. واستمع إلى خطواته وهو ينزل درجات السلم حتى الطابق الأول ثم تخفت تدريجيا حتى يختفي الصوت تماما. وفي بعض الإحيان عندما لا أكون مستلقيا على السرير فقد أتجه بدوري إلى النافذة، كما هو الحال في هذا الصباح الممطر، وأطل برأسي متفاديا البلل وأراقب السيد نون وهو يخرج من باب المبنى بمعطفه المميز حيث يفتح مظلته إتقاء للمطر ويتجه ناحية اليمين بخطا مسرعة على الرصيف الذي يرتاده قليل من المارة في هذه الساعة المبكرة من النهار، متحاشيا أن يصطدم بمظلته المفتوحة بأحد المارة ومتحاشيا أن يلمس أحدا أو يلمسه أحد. أظل أراقب جسده الطويل وهو يتحرك حتى يختفي في شارع أو زقاق جانبي من الشوارع والأزقة التي تتكون منها خارطة تنقلاته اليومية. وحتى بعد أن يختفي، أواصل تتبع خطواته في شوارع المدينة وفي الطرق المهجورة وداخل المقاهي والحانات التي تعود على إرتيادها من حين لآخر. ......
#المتسكع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746719
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم هواجس السيد نون30 - المراقبة ولا شك أن السيد نون خرج من المقهى ناسيا مظلته، لأنه في هذا اليوم عاد إلى حجرته في الطابق الثاني مبللا وهو يعطس ويرتجف من البرد، ورغم ذلك فقد اتجه مباشرة إلى الطاولة وأخرج كراسته. أراقب يد السيد نون الممسكة بالقلم وهو يتحرك على ورق كراسته ذات المربعات الصغيرة، وكنت أستطيع أن أدرك كل ما يدور في ذهنه تقريبيا وأعرف ما يفكر فيه، وأحيانا أستطيع أن أخمن الكلمة أو الجملة حتى قبل أن يخطها على الورق. وعندما يكف عن الكتابة لسبب أو آخر ويترك القلم بين صفحتين من الكراسة المفتوحة، عادة ما يتجه إلى النافذة ويطل برأسه إلى الخارج محدقا في السماء أولا ثم يدير رأسه ناحية اليسار للحظات ثم ناحية اليمين مراقبا الحركة المستمرة في الشارع، حركة المارة والسيارات والعربات المختلفة وصياح الباعة وزحمة وضجيج السوق في منتصف النهار. يبقي هكذا للحظات طويلة متكئا بمرفقيه على حافة النافذة ثم ينتصب فجأة ويستقيم واقفا ويقفل مصراعي النافذة ويتجه إلى المدخل ويأخذ معطفه المعلق في شماعة وراء الباب، ثم ينطلق خارجا. واستمع إلى خطواته وهو ينزل درجات السلم حتى الطابق الأول ثم تخفت تدريجيا حتى يختفي الصوت تماما. وفي بعض الإحيان عندما لا أكون مستلقيا على السرير فقد أتجه بدوري إلى النافذة، كما هو الحال في هذا الصباح الممطر، وأطل برأسي متفاديا البلل وأراقب السيد نون وهو يخرج من باب المبنى بمعطفه المميز حيث يفتح مظلته إتقاء للمطر ويتجه ناحية اليمين بخطا مسرعة على الرصيف الذي يرتاده قليل من المارة في هذه الساعة المبكرة من النهار، متحاشيا أن يصطدم بمظلته المفتوحة بأحد المارة ومتحاشيا أن يلمس أحدا أو يلمسه أحد. أظل أراقب جسده الطويل وهو يتحرك حتى يختفي في شارع أو زقاق جانبي من الشوارع والأزقة التي تتكون منها خارطة تنقلاته اليومية. وحتى بعد أن يختفي، أواصل تتبع خطواته في شوارع المدينة وفي الطرق المهجورة وداخل المقاهي والحانات التي تعود على إرتيادها من حين لآخر. ......
#المتسكع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746719
الحوار المتمدن
سعود سالم - المتسكع