الحوار المتمدن
3.05K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
راتب شعبو : المعارضة السورية المؤبدة
#الحوار_المتمدن
#راتب_شعبو يلفت النظر في سورية التعاملُ مع صفة "مُعارض" وكأنها صفة ثابتة للمُعرف به، وكأنها مهنة ثانية له، فيقال: فنان معارض، أو كاتب معارض أو سياسي معارض ... الخ. ويمتد ذلك ليشمل التعريف بوسائل الإعلام، فيقال مجلة معارضة أو قناة فضائية معارضة ... الخ. بالفعل شكلت سورية، خلال العقود الستة المنصرمة، نموذجاً توضيحياً لظاهرة المعارضة المؤبدة. والحق إنه لا يصعب فهم هذا الثبات في الصفة، حين نتأمل الحال بوجود سلطات حاكمة تسعى إلى أن تكون مؤبدة ويتوفر لها من الوسائل والسبل ما يمكنها من تحقيق سعيها ذاك. من طبيعة الأمور أن توجد إلى جوار السلطات المؤبدة، معارضات مؤبدة لا تكف عن معارضة السلطة الحاكمة، في حين ينقصها، على نحو ثابت، وسائل تغيير هذه السلطة، فتكون، والحال هذه، ضحية مؤبدة لسلطة أغلقت كل سبل التغيير المشروعة وغير المشروعة، وحبست المعارضة في المعارضة. السلطة المؤبدة أنتجت كتلة سياسية صماء عبر صهر السلطة مع الدولة ثم احتلال المجتمع بمزيج من القمع والترهيب والتحكم بالعناصر الأساسية للحياة العادية. هذا التكوين المسخي الرهيب الذي يختفي وراء اسم وشكل الدولة، يتغذى على الفساد والعصبيات، وتستره أيديولوجيا سياسية بسيطة ومرنة، غايتها تعطيل إمكانية أي عمل سياسي معارض، ايديولوجيا تقوم على تأبيد الاستثناء والطارئ: استحضار خطر خارجي لا يزول أو الاستناد إلى كلام عن الخصوصية واستبطان المؤامرة، أو إلى "أبوة" أو "عبقرية" القيادة التي نادراً ما يجود الزمان بمثلها ... الخ. الثابت في هذا المجهود الأيديولوجي المسطح، هو إنكار مبدئي لحق أي معارضة بالوجود، ذلك أن الإقرار بحق وجود معارضة يقود إلى نسف مبدأ أبدية السلطة، لأنه يفتح، في النظرية على الأقل، إمكانية وجود سلطة أخرى، وهذا في عرف السلطات الأبدية ضرب من الشِرك.انتهى هذا الواقع الثقيل (امتلاك السلطات إمكانيات هائلة لتأبيد نفسها، في مقابل فراغ يد المعارضة) إلى تحطيم كل صوت معارض أو حتى مستقل، وإلى إنتاج ملايين الكوارث الحزبية والشخصية والعائلية ليس فقط لمن تجرأ على رفع الصوت، بل ولمن لم يكن ممتثلاً بما يكفي لوضعه خارج دائرة الشك والشبهة، وبما يكفي لحمايته من كيد أو غيرة "مواطنين" آخرين ممتثلين، نقول لم يؤد هذا الواقع إلى ذلك فقط، بل تسلل إلى ذهنية ونفسية المعارضة وأنتج لديها شكلاً من التكيف، أو الاستسلام والقبول النفسي باستحالة الخروج من حالة المعارضة، أي القبول الضمني باستحالة الانتصار. بات في قرارة نفس المعارضة السورية قنوط شبه تام من إمكانية التغيير، فتحول النشاط المعارض إلى ما يشبه الفعل الأخلاقي بوصفه "موقفاً للتاريخ" أو "كلمة حق في وجه سلطان جائر" يمكن أن تودي بقائلها، ولكن لا بد من قولها.الأخلاقية في هذا النوع من المعارضة غطت على الضعف السياسي، بمعنى إن القمع المديد للمعارضة أعطاها قيمة معنوية مستقلة عن السياسة، قيمة مستمدة من الجرأة والتضحية والحق بالوجود بصرف النظر عن جودة أو رداءة الأفكار السياسية. على هذا، باتت الشكوى من بطش السلطة وفسادها تتفوق لدى هذه المعارضة على الاجتهاد في اجتراح السبل والمخارج المدروسة والعملية من الأزمات، ذلك أن حوافز مثل هذا الجهد، إذا توفرت الكفاءات، تبدو أقل بكثير من متاعبه، نظراً إلى أن مثل هذا الجهد لا يجد سبيله إلى الاختبار في الواقع، ولا يوجد من يكترثون به لأنه صادر عن جهة لا تمتلك من أمر تنفيذه شيئاً. الصعوبة "الأمنية" للعمل المعارض، ترافقت مع سهولة سياسية في هذا العمل، فالنشاط السياسي المعارض صار مزيجاً من هجاء سهل لسلطات مكروهة سلفاً، وتكرار ممل لعيوب هذه السلطات و ......
#المعارضة
#السورية
#المؤبدة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757864