الحوار المتمدن
3.08K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ابو يوسف الغريب : الطنين
#الحوار_المتمدن
#ابو_يوسف_الغريب الطنين. قصة قصيرة. آوى الشيخ المثخن بالهموم الى فراشه ليلابعد عناء نهار مثقل بالمتاعب أخيرا إستلقى على حصيرةِ القصب تحت سقف كوخه المهلهل،يأمل نوم خاليا من الوجع ولو لبضع ساعات،لما لا وقد عقد اتفاقا مع آوجاعه على تقاسم الليل ،وماهي الا اغفائة عابرة حتى طرق سمعه جَلَبَة أصواتٍ آتية من اللامكان. رباه ، ماهذا الضجيج،أ طبول حرب ام جلاجل افعى !طبول حرب ! ولماذا نحارب ! ومن نحارب! الا تكفينا حروبنا الماضية فضلا عن الغابرة!هل عندنا نقص في الارامل والايتام!هل نسينا هزائمنا في كل الحروب التي خضناها!هل نسينا ضحايانا ، مقعدينا، معوقينا !هل نسينا طريق الموت !هل نسينا ذلنا في خيمة صفوان ! وهل وهل وهل !!!ولكن لا ،هذه الاصوات ليست طبول حرب ، انا اعرف طبول الحرب فقد عايشتها ، ماذا إذن ! هل هي أفعى مجلجلة تسللت الى الكوخ!إذن سأموت بالسم لا محالة ، رحمة الله علي من الآن،لا لا ، الافعى لها فحيح وانا لا اسمع فحيحها ، اها تذكرت ، انه صوت الجرس الذي علقته في رقبة الحمار لكي اسمعه حين يدور في دلاء الناعور التي ترفع الماء من النهر الى ساقية الحقل، واعلم من رنينه ،انه (اي الحمار)لم يتوقف عن الدوران. ولكن مهلا يا ذاكرتي ، مالك تنسين ما جرى، انا بعت الحمار قبل شهر واشتريت بثمنه دواءاً لذات الرئة المزمن. وما زلت أسعل،بعته بعد ان جف ماء النهر وتقاعدت الدلاء. يا رب اعني لاعرف هذه الاصوات التي تشبهضرب غجري مبتدئ على آلة الطبلة.لقد ذهب النوم بعيدا عني وصحوت تماما والصوت يقترب مني، يقض مضجعي ،اها ، الان عرفته ، انه الطنين الذي يعزف على اُذُنَيْعاد لي بعد ان اعتقني لسنين خلت ، الطنين الذي اصاب اُذُنَيْ بعد سقوط قذيفة مدفع 106 بالقرب مني على نهر الكارونومزقت جسد صديقي سلام الخالدي اشلاء .كان سلام هذا وحيد والديه ، أكمل كلية التربية والتحق بخدمة العلم ، وكان طموحه ان يصبح استاذا في الفيزياء النووية ، وكأن قذيفة المدفع الغادرةعلمت بطموحه فقضت عليه . ياه، يالها من ذكرى حزينة تتجدد كلما عزف الطنين ،عتبي على شلة الأوجاع التي نقصت الاتفاق بيننا.لم اكمل حقي بالنوم لسويعات .ليس البشر فقط من ينقض العهود.وقد عرفت الان ، انهم شنوا الحرب لاجل ان اُصابُ انا بالطنين ، وكفاني ترفا اني عشت كل هذه السنين ، بعد سلام ،مع الطنين.ملاحظة : قصة سلام الخالدي هي مأسات كل شاب عراقي فقد حياته في حروبنا العبثيةابو يوسف الغريب. ......
#الطنين

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767873