الحوار المتمدن
3.16K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
شهد السويدي : هل نختزل أبجديتنا برشةِ عطر ؟
#الحوار_المتمدن
#شهد_السويدي قدر الزهرة أن تعطينا عطراً ليختزل الحروف بنسمات تدغدغ أحاسيسنا بشبق ذكريات مليئة بالفرح او الحزن. فيروق لي في بعض الاحيان تخيل مشهد اتأمل فيه احد اسلافي يقدم لمحبوبه زهرة سوسن او ليلك لتكون تلك الرائحة علامته ودليله الخاص عند انخماد النار في الكهف المظلم.فلكل منا بصمته العطرية الخاصة ، والتي ترتبط بايلوجياً بنوعه العرقي ومن جهة اخرى بتجربته الثقافية و الحضارية التي ورثها تبعاً لبوصلته الجغرافية.فالعرب عموماً يميلون في الغالب الى العطور التي تصرخ مكونين هالة ثرية تلفح بالنسمات العطرية لتروي عطش الرمال السرابية الجرداء .وعند انتقالنا لبلاد الساموراي مثلاً ،تلك البلاد التي لم تعاقبها الطبيعة بالرمال كما عاقبتنا ، فكانت فلسفة حياتهم تستقى من الطبيعة الجميلة "بحدائق الزن" التي تمثل اعلى درجات تأملهم الروحي ومحاولاتهم الجادة لسماع واستنشاق الحياة من خلالها ، فنجد انهم عمدوا الى العطور التي تهمس برقة تحاكي لطفهم و احترامهم لتلك الطبيعة الغناء.فبمجرد ان يعبق شذى العطر المفضل لكل منا ويصل الى المستشعرات الخاصة بحاسة الشم "والتي تكون لدى الإناث اعلى كفاءة من الذكور" ، فتسارع جزيئات تلك الرائحة للارتباط بذاكرتنا العفوية التي ندركها ولكننا لا نجيد وصفها بعكس الذاكرة اللفظية ،لنجد انفسنا ندخل في بحبوحةٍ من السلام و الراحة والطمأنينة بعد ان اخترق ذلك الاريج المغرور ذواتنا المحبوسة بوهم الوجود واستقر في احشائها .بالتالي ثمة دواعٍ كثيرة تدفعنا للاعتقاد بان الاحساس الاول للطفل يتم في مجال الشم ليتنسم "رائحة الحياة".تلك الرائحة التي سنحاول خلال رحلتنا الوجودية ربط عطر كل جهاز وخلية بها .فالكافور ذو الرائحة العطرية الخشبية الفواحة نربطه برائحة البول اذا قمنا بتخفيفه ، ونربط رائحة نبات الزعرور البري ونبات رجل الاوز برائحة الافرازات المهبلية الانثوية ، ورائحة شجر الكستناء و الزيزفون برائحة المني الذكوري ، ورائحة عرق الرجل نربطها برائحة الجبن ، ورائحة عرق المرأة نربطها برائحة البصل وهكذا دواليك.يقال ان المخطوبين حديثاً ممن يتهيأون للزواج يفضلون الجلوس في ظلال اشجار الكستناء ،والتي تُعد خير بقاع الأرض بالنسبة لهم ،ذلك إنها تصدر روائح مختمرة تبعث على الغثيان محاكيةً لرائحة المني .ويمكننا مصادفة هذا النوع من الربط في قصة كتبها "الماركيز دوساد" عن فتاة ترعرعت و تربت تربية حسنة في منزل مصون، اخذت تناقش امها عن ازهار رائحة الكستناء ، فتلك الرائحة مألوفة لديها لكنها لا تستطيع تحديد مكان انبعاثها بدقة ،مما اثار رعب القس الشاب الذي كان في زيارة للمنزل ، والذي هو ايضاً على علاقة بها .بالتالي فإن لذلك العبق بصمة لا تقلد ابداً اذ ان العطر عندما يكون داخل القارورة فله نفس الرائحة لدى الجميع ، ولكن ما ان يلامس بشرتنا ويتفاعل مع فرموناتنا وافرازاتنا الخاصة حتى نجده اصبح ذو عبق يختلف عن الاخر ومدى استجابته له .ونذكر هنا الامبراطور الفرنسي نابليون بونابرت ومدى ولعه بماء الكولونيا الذي ادى الى موتهِ بالنهاية، فكان يسكبه على رأسه وعلى كافة انحاء جسده يومياً مستهلكاً حوالي &#1634-;-&#1632-;- قارورة من العطر كل يوم ويعمد الى اخذ نفس الكمية معه في كل حرب يخوضها.وعندما يصل الامر الى محبوبته الرقيقة جوزفين فكان يبعث لها قبل العودة بايام من احدى غزواته برسالة يطلب منها عدم الاستحمام حتى يحين موعد اللقاء ليستطيع ان يشم رائحة جسدها بافرازاتها وفرموناتها ممتزجة مع عطرها المفضل . فنحن اولاً واخراً ابناء الطبيعة و لانشعر بالامان ا ......
#نختزل
#أبجديتنا
#برشةِ

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759881