الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
باسل محمد عبد الكريم : رسائل جندي منسية
#الحوار_المتمدن
#باسل_محمد_عبد_الكريم من حرب الثمانينات 1980 – 1988 (هذه الرسائل هي شهادة واقعية وتعبيرية مجتزأة من أوراق جندي مغمور في حرب مشتعلة طيلة أكثر من ثمان سنوات تتناوب فيها الهموم الذاتية والموضوعية، أنها شهادة لزمن مرير).بقلم باسل محمد عبد الكريم.(القسم الأول)"مطر... مطر، أتعلمين أي حزن يبعث المطر؟ وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر؟ وكيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟ بلا انتهاء – كالدم المراق، كالجياع، كالحب، كالأطفال، كالموتى – هو المطر!". السياب(1)...إنهم يبتكرون وسائل عديدة لتزويد طاحونة الموت بالوقود الإنساني الرخيص، يحيى الإنسان هنا، جميع عمره في لحظة لأنه يموت أيضاً في لحظة!في الثكنات، نتجرع الذل حتى الثمالة، يسوموننا شتى اشكال المهانة، نشربها جميعاً مرعوبين مهزوزين، متناسين ملامحنا الأليفة، ووجوه أحبتنا، مرات عديدة أنسى ملامحك وأتخيل أني وحيداً، وأتصرف على ضوء وحدتي الموحشة، ماذا يفعل رجل وحيد يشرب ذله يومياً وينسى حتى اسمه أحياناً، تلك الأسماء التي لا نختارها... كيف يذل الإنسان، كيف يهان، كيف يحاصر، كيف يتم ابتزازه ومصادرته، كيف يتم إلغاءه وتحويله إلى عدة أصفار، كيف يتحول إلى لا شيء، كل ذلك يحدث على هذه الأرض الضيقة – الواسعة التي تسمى الوطن، ما هو شكل الرعب الذي يحيطنا إذاً، وكيف تكون وحشيته وهمجيته وصلافته؟ كيف يكون لنا، إذاً، الاحتفاظ بمعادلتنا متوازنةً، أهو الموت إذاً "إن كان هو الموت دوماً، فهو يأتي تالياً، الحرية دائماً، هي الأولى" يانيس ريتسوس – شاعر يوناني.(2)حديث الجنود الدائم هو الحرب، نستمع إلى هذا الحديث بلهفة مرعوبة، لهفة الاكتشاف ورعب الموت المجاني، هنا لا يمكن إلا أن (تعيش) هذه الأحاديث، ويبدو أن مجموعة المدفع المضاد للطائرات قد تكيفت مع نفسها ومع هذه الصحراء الملعونة، هنا تكتشف الآخر بسهولة، فإنه لا يملك إلا أن يقدم نفسه ليكسر حدة الرتابة المميتة التي تقيده إلى نفسه وإلى المكان. (شاكر) بحار سابق عرفته موانئ البحر الأسود وحانات دولة البلقان، في قسماته حدة وفي كلماته سخرية مرة، مما تلمسته أصابعه وشاهدته عيناه، يدعوك لأن تتعامل معه بجدية وحذر، خصوصاً وإن بدايات معرفته بالعالم في أزقة بغداد القديمة قادته لخيارات متعصبة وولاءات شوفينية ممجوجة. (3)كل شيء هنا غير متوقع بل ومحكوم بالصدف والمفاجئات، القصف المدفعي، الخوف ونسيان الأشياء الجميلة، يدفعنا إلى أن ننصهر ضمن دورة الحياة في ملجأ تحت الأرض تعبث فيه الجرذان والنمل القاسي، حيث تكتسب الأشياء خشونتها وفضاضتها، من خلال قسوة الواقع ويباسه وأحاديث العائدين من الموت نشم رائحة الحياة المصادرة دونما ثمن أو مبدأ. "أليس من حقنا أن نعيش الحياة أو نختار الهواء الذي نتنفس.." تلك بعض كلمات (محمد حسن) ذاك الفتى الغريب الطباع المتلهف لأن يعرف شيئا عن العالم منذ التقيته، شعرت أنه قريب مني عبر محاولاته المستمرة لأن يكتشف تلك العوالم التي أبحرنا فيها عبر أدواتنا المعرفية في أجواء تكاد تكون ملغومة ومتخمة بالرياء، أخيرا وجد نفسه محاولاً العبور وقد عبر. أنه رفيق الخنادق والمتاريس له رواية بعنوان (هبوط الملائكة) صدرت أواخر عام 2014 ويقيم في بلجيكا. (4)ها هي البصرة، مصبوغة باللون (الخاكي) شعراءها غابوا ونخيلها الأخضر الزاهي يعيش خيبته السوداء، ليس فيها من البصرة إلا الاسم، عندما يدخلها القطار صباحاً، تكون مسكونة بالفاجعة صفراء ورمادية، ما هذا الهلع الحربي الذي رسمته أيادي القتلة، وأي التبريرات يمكن أن تزرع القناعة، بل أي قناعة تكون في ......
#رسائل
#جندي
#منسية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682677