زهير الخويلدي : المثقفون والسلطة، مقابلة ميشيل فوكو مع جيل دولوز
#الحوار_المتمدن
#زهير_الخويلدي " ما اكتشفه المثقفون منذ الحملة الأخيرة هو أن الجماهير لا تحتاج إليهم أن يعرفوا. إنهم يعرفون بشكل أفضل وواضح أفضل بكثير مما يعرفون ؛ ويقولون ذلك بشكل جيد للغاية."تقديم:ظلت العلاقة بين الثقافة والسياسة ملتبسة وعنيدة عن كل تحليل تتراوح بين الهيمنة والتبرير وبين الاستخدام والتوظيف وبقيت صلة المثقف بالسلطة متشابكة ومليئة بالتقلبات وتشهد المراوغة والخضوع ولذلك تحتاج في كل مرة الى الاستنجاد بالفلاسفة للتقصي والتدبر والانصات الى الآراء النقدية للثقافة والتشريحية للسلطة وربما الرجوع الى هذه المقابلة بين عملاقين من الفلاسفة الجدد في فرنسا الذين ظهروا بعد انتفاضة الطلاب في 1968 بباريس وهما فيلسوف الاختلاف جيل دولوز وفيلسوف الحفريات ميشيل فوكو هو خير مثال على عمق المقاربة الفلسفية للظاهرة وإمكانية ايجاد مخرج مشرف للطرفين ورسم الحدود بين المجالين ودفع الثقافة الى الالتزام الوجودي وتقييد السلطة بأولوية الحقوق والحريات .اللافت للنظر أن الساحة الثقافية والمشهد السياسي في المنطقة شهدت تزايد المجادلات الساخنة وكثرة الشتيمة والتشويه والسباب والتراشق بالتهم والسجال عن طريق الشائعات والتخاصم بالاحتكام الى الآراء وافتقدت الى الحوارات الجادة حول البدائل والمقابلات الرصينة بين العقول المفكرة والشخصيات العاقلة.في هذا الحوار يدور معول التشريح حول ظواهر السجن والمراقبة والمعاقبة والنضال ضد الظلم والحركة الثورية وامكانية التغيير من خلال العمل الثقافي والفعل السياسي ومقاومة الهيمنة العالمية وتحقيق التحرر ويتم التطرق كذلك الى جملة من الأدبيات السياسية التي رافقت المحطات الاحتجاجية في فرنسا والعالم . من المعلوم أن فوكو كتب عن فلسفة دولوز وأن هذا الأخير كتب عن ظاهرة فوكو ولكن استعادة هذا الحوار الثري الذي ترجم في الكثير من المرات الى العديد من اللغات هو محاولة معرفية للتصدي للتسييس المبالغ فيه وللجهل المركب الذي يبدأ يغزو بشدة منذ مدة كل من المجالين السياسي والثقافي، فماهو مفهوم السلطة عند كل من دولوز وفوكو؟ وكيف عرفا الثقافة؟ وماهو تصورهما للعلاقة بين المثقف والسلطة؟ وهل هناك التقاء في الموقفين؟ وأين توجد الفوارق بين الفيلسوفين الجديدين على المدينة؟ وكيف يمكن تفادي الافراط في تسييس الثقافة وزرع الشمولية في السياسية؟ أليس المطلوب هو التعددية والتنوع؟ ماهي الشروط المقترحة للقضاء على التبعية للدول الامبرالية؟ وهل يمكن الحلم بأرض خالية من العنف؟النص المترجم" ميشيل فوكو: قال لي ماو: "سارتر ، أنا أفهم جيدًا لماذا هو معنا ، ولماذا يلعب السياسة وبأي معنى يفعل ذلك ؛ أنت ، إذا لزم الأمر ، أفهم قليلاً ، لطالما كنت تطرح مشكلة الحجز. لكن دولوز ، حقا ، أنا لا أفهم." أدهشني هذا السؤال بشكل كبير ، لأنه يبدو واضحًا جدًا بالنسبة لي.جيل دولوز:ربما أننا نعيش بطريقة جديدة في علاقات الممارسة النظرية. في بعض الأحيان تصورنا الممارسة كتطبيق للنظرية ، ونتيجة لذلك ، في بعض الأحيان ، على العكس من ذلك ، كضرورة إلهام النظرية ، باعتبارها نفسها مبدعة لشكل من أشكال النظرية القادمة. على أي حال ، تم تصور علاقاتهم في شكل عملية تجميع ، بطريقة أو بأخرى. ربما بالنسبة لنا ، يتم طرح السؤال بشكل مختلف. العلاقات بين النظرية والممارسة أكثر جزئية ومجزأة. من ناحية ، تكون النظرية دائمًا محلية ، وتتعلق بمجال صغير ، ويمكن أن يكون لها تطبيق في مجال آخر ، بشكل أو بآخر. تقرير التطبيق لا يتشابه أبداً. من ناحية أخرى ، بمجرد أن تغرق النظرية في مجالها الخاص ، فإنها تؤدي إلى عقبات وجدران واشتباكا ......
#المثقفون
#والسلطة،
#مقابلة
#ميشيل
#فوكو
#دولوز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677206
#الحوار_المتمدن
#زهير_الخويلدي " ما اكتشفه المثقفون منذ الحملة الأخيرة هو أن الجماهير لا تحتاج إليهم أن يعرفوا. إنهم يعرفون بشكل أفضل وواضح أفضل بكثير مما يعرفون ؛ ويقولون ذلك بشكل جيد للغاية."تقديم:ظلت العلاقة بين الثقافة والسياسة ملتبسة وعنيدة عن كل تحليل تتراوح بين الهيمنة والتبرير وبين الاستخدام والتوظيف وبقيت صلة المثقف بالسلطة متشابكة ومليئة بالتقلبات وتشهد المراوغة والخضوع ولذلك تحتاج في كل مرة الى الاستنجاد بالفلاسفة للتقصي والتدبر والانصات الى الآراء النقدية للثقافة والتشريحية للسلطة وربما الرجوع الى هذه المقابلة بين عملاقين من الفلاسفة الجدد في فرنسا الذين ظهروا بعد انتفاضة الطلاب في 1968 بباريس وهما فيلسوف الاختلاف جيل دولوز وفيلسوف الحفريات ميشيل فوكو هو خير مثال على عمق المقاربة الفلسفية للظاهرة وإمكانية ايجاد مخرج مشرف للطرفين ورسم الحدود بين المجالين ودفع الثقافة الى الالتزام الوجودي وتقييد السلطة بأولوية الحقوق والحريات .اللافت للنظر أن الساحة الثقافية والمشهد السياسي في المنطقة شهدت تزايد المجادلات الساخنة وكثرة الشتيمة والتشويه والسباب والتراشق بالتهم والسجال عن طريق الشائعات والتخاصم بالاحتكام الى الآراء وافتقدت الى الحوارات الجادة حول البدائل والمقابلات الرصينة بين العقول المفكرة والشخصيات العاقلة.في هذا الحوار يدور معول التشريح حول ظواهر السجن والمراقبة والمعاقبة والنضال ضد الظلم والحركة الثورية وامكانية التغيير من خلال العمل الثقافي والفعل السياسي ومقاومة الهيمنة العالمية وتحقيق التحرر ويتم التطرق كذلك الى جملة من الأدبيات السياسية التي رافقت المحطات الاحتجاجية في فرنسا والعالم . من المعلوم أن فوكو كتب عن فلسفة دولوز وأن هذا الأخير كتب عن ظاهرة فوكو ولكن استعادة هذا الحوار الثري الذي ترجم في الكثير من المرات الى العديد من اللغات هو محاولة معرفية للتصدي للتسييس المبالغ فيه وللجهل المركب الذي يبدأ يغزو بشدة منذ مدة كل من المجالين السياسي والثقافي، فماهو مفهوم السلطة عند كل من دولوز وفوكو؟ وكيف عرفا الثقافة؟ وماهو تصورهما للعلاقة بين المثقف والسلطة؟ وهل هناك التقاء في الموقفين؟ وأين توجد الفوارق بين الفيلسوفين الجديدين على المدينة؟ وكيف يمكن تفادي الافراط في تسييس الثقافة وزرع الشمولية في السياسية؟ أليس المطلوب هو التعددية والتنوع؟ ماهي الشروط المقترحة للقضاء على التبعية للدول الامبرالية؟ وهل يمكن الحلم بأرض خالية من العنف؟النص المترجم" ميشيل فوكو: قال لي ماو: "سارتر ، أنا أفهم جيدًا لماذا هو معنا ، ولماذا يلعب السياسة وبأي معنى يفعل ذلك ؛ أنت ، إذا لزم الأمر ، أفهم قليلاً ، لطالما كنت تطرح مشكلة الحجز. لكن دولوز ، حقا ، أنا لا أفهم." أدهشني هذا السؤال بشكل كبير ، لأنه يبدو واضحًا جدًا بالنسبة لي.جيل دولوز:ربما أننا نعيش بطريقة جديدة في علاقات الممارسة النظرية. في بعض الأحيان تصورنا الممارسة كتطبيق للنظرية ، ونتيجة لذلك ، في بعض الأحيان ، على العكس من ذلك ، كضرورة إلهام النظرية ، باعتبارها نفسها مبدعة لشكل من أشكال النظرية القادمة. على أي حال ، تم تصور علاقاتهم في شكل عملية تجميع ، بطريقة أو بأخرى. ربما بالنسبة لنا ، يتم طرح السؤال بشكل مختلف. العلاقات بين النظرية والممارسة أكثر جزئية ومجزأة. من ناحية ، تكون النظرية دائمًا محلية ، وتتعلق بمجال صغير ، ويمكن أن يكون لها تطبيق في مجال آخر ، بشكل أو بآخر. تقرير التطبيق لا يتشابه أبداً. من ناحية أخرى ، بمجرد أن تغرق النظرية في مجالها الخاص ، فإنها تؤدي إلى عقبات وجدران واشتباكا ......
#المثقفون
#والسلطة،
#مقابلة
#ميشيل
#فوكو
#دولوز
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677206
الحوار المتمدن
زهير الخويلدي - المثقفون والسلطة، مقابلة ميشيل فوكو مع جيل دولوز
إدريس غازي : فوكو وإبستيميات العصور الثلاثة
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي ( الجزء الثالث )وقفنا سابقا عند تحديد الابستيميات الثلاث : 1)العصر الوسيط و2)العصر الكلاسيكي ثم 3) عصر الحداثة .أما بخصوص الابستيمي الأول : كانت المعرفة تتمحور في العصر الوسيط حول التشابه la ressemblance والمحاكاة ، أي أن أشياء العالم تتشابه فيما بينها، كما كانت المعرفة تستند على التأليه(تنسب كل شيئ الى الالاه) وعدم الإعتراف باصطلاحية ومواضعة اللغة ؛ حيث ظللت وحدات اللغة المعجمية وكلماتها وتعابيرها عبارة عن علامات الطبيعة الأخرى كالنباتات والحيوانات والاسماك والجبال ...واعتبرت اللغة في حد ذاتها جزءا من الطبيعة، وأن التشابه في هذه المرحلة الوسطى هو " الذي قاد في جانب كبير ، تفسير l exégèse وتأويل النصوص ، وأنه هو الذي نظم كذلك لعبة الرموز symboles وأتاح الأشياء المرئية واللامرئية " ( فوكو: الكلمات والأشياء .ص.32 ) .ولعل ما أتاح لعبة الرموز هذه هو تقارب الأمكنة والإنعكاس البسيط للعبة التعاطف والتجاذب والتشابه التي كانت تمتلك القدرة على المقاربة بين الأشياء المختلفة وصهرها في هوية واحدة أساسية، وحيث إتصال هذه الأشياء ينشق التشابه ويتولد ؛ ولم يكن التماثل la similitude هنا إلا بمثابة علاقة خارجية بين الأشياء ، بل كذلك علامة على قرابة محتمة شيئا ما. ويلاحظ م.فوكو أن من هذا الفعل وهذه الملامسة تنشأ متشابهات جديدة بالتبادل، بحيث إن" هناك نظام موحد مفروض على التماثل كتبرير خفي للتقارب ". فكان يكفي أن يتلفظ المرء بكلمة « سكمة » مثلا حتى يحضر إلى ذهنه على الفور صورة الشيء المعني بها ، وكأن بينهما قرابة طبيعية لا مجال للشك فيها أو التمييز بينها، وأصبحت العلامة le signe هي الشيء ، والشيء هو العلامة، وبما أن الله هو الذي خلق الأشياء واللغات فقد وضع لكل إسم مسمى يرتبط به بالضرورة، ويدل عليه بشكل لازم، ولذلك كان الناس في هذه الفترة يعتقدون أنه لم تكن إلا لغة واحدة قدمها الله للبشر هدية منذ البداية . وتبدو هذه الصيغة أو هذا النمط من المعرفة الذي ساد العصور الوسطى -في اعتقاد م. فوكو - غنيا وفقيرا في ٱ-;-ن واحد : غني لأن التماثل والإحالة على عملية التشابه لا تنتهي بشكل لا محدود ، ولامتناهي . وفقير أيضا لأنه ينبني على مجرد الإضافة والإضافة فقط. لكن هذه القطيعة التي حصلت في القرن السابع عشر سرعان ما شكلت إبيستيما جديدا وهو ما سنعرض له في الفقرة الموالية .سبق لنا ان تطرقنا سابقا ،الى ديكارت ، أو بالأحرى ثورة القرن السابع عشر التي عاشها الفيلسوف، قد أحدثت قطيعة مع العصر الوسيط ، وأسست إبستيما جديدا آخر ، ترى ماهي طبيعة هذا الإبستيمي / النظام المعرفي ؟ في هذا النظام المعرفي لم يعد ثمة وجود لعملية التشابه والمحاكاة لمعرفة أشياء الكون والعالم، بل أصبح هذا النمط يدل على الوهم والارتباك .. نجد ديكارت هنا، قد ضرب التشابه عرض الحائط وأقصاه من ساحة المعرفة، ولكن هذا لا يعني أنه ألغى المقارنة بين الأشياء كوسيلة للمعرفة ،بل على العكس من ذلك ،فقد اعترف بشرعيتها في الوجود ؛ بيد أن المقارنة - كما برهن عليها فوكو في كتابه المذكور - أصبحت تعتمد على وحدات قياس صغيرة ودقيقة من أجل دراسة أشكال الأشياء وأحجامها ، وتحديد ليس فقط ، أوجه التشابه بينها وإنما أوجه الإختلاف والفرق بينها أيضأ، وأصبحت الرياضيات الديكارتية في العصر الكلاسيكي ،أداة للقياس والمقارنة بين الأشياء بصفتها علما كونيا للنظام Mathésis حتى بالنسبة للأشياء التي تتعذر على القياس الرياضي عادة . لقد حصل آنذاك تمزق في لحمة القرابة العتيقة التي تربط ......
#فوكو
#وإبستيميات
#العصور
#الثلاثة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677578
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي ( الجزء الثالث )وقفنا سابقا عند تحديد الابستيميات الثلاث : 1)العصر الوسيط و2)العصر الكلاسيكي ثم 3) عصر الحداثة .أما بخصوص الابستيمي الأول : كانت المعرفة تتمحور في العصر الوسيط حول التشابه la ressemblance والمحاكاة ، أي أن أشياء العالم تتشابه فيما بينها، كما كانت المعرفة تستند على التأليه(تنسب كل شيئ الى الالاه) وعدم الإعتراف باصطلاحية ومواضعة اللغة ؛ حيث ظللت وحدات اللغة المعجمية وكلماتها وتعابيرها عبارة عن علامات الطبيعة الأخرى كالنباتات والحيوانات والاسماك والجبال ...واعتبرت اللغة في حد ذاتها جزءا من الطبيعة، وأن التشابه في هذه المرحلة الوسطى هو " الذي قاد في جانب كبير ، تفسير l exégèse وتأويل النصوص ، وأنه هو الذي نظم كذلك لعبة الرموز symboles وأتاح الأشياء المرئية واللامرئية " ( فوكو: الكلمات والأشياء .ص.32 ) .ولعل ما أتاح لعبة الرموز هذه هو تقارب الأمكنة والإنعكاس البسيط للعبة التعاطف والتجاذب والتشابه التي كانت تمتلك القدرة على المقاربة بين الأشياء المختلفة وصهرها في هوية واحدة أساسية، وحيث إتصال هذه الأشياء ينشق التشابه ويتولد ؛ ولم يكن التماثل la similitude هنا إلا بمثابة علاقة خارجية بين الأشياء ، بل كذلك علامة على قرابة محتمة شيئا ما. ويلاحظ م.فوكو أن من هذا الفعل وهذه الملامسة تنشأ متشابهات جديدة بالتبادل، بحيث إن" هناك نظام موحد مفروض على التماثل كتبرير خفي للتقارب ". فكان يكفي أن يتلفظ المرء بكلمة « سكمة » مثلا حتى يحضر إلى ذهنه على الفور صورة الشيء المعني بها ، وكأن بينهما قرابة طبيعية لا مجال للشك فيها أو التمييز بينها، وأصبحت العلامة le signe هي الشيء ، والشيء هو العلامة، وبما أن الله هو الذي خلق الأشياء واللغات فقد وضع لكل إسم مسمى يرتبط به بالضرورة، ويدل عليه بشكل لازم، ولذلك كان الناس في هذه الفترة يعتقدون أنه لم تكن إلا لغة واحدة قدمها الله للبشر هدية منذ البداية . وتبدو هذه الصيغة أو هذا النمط من المعرفة الذي ساد العصور الوسطى -في اعتقاد م. فوكو - غنيا وفقيرا في ٱ-;-ن واحد : غني لأن التماثل والإحالة على عملية التشابه لا تنتهي بشكل لا محدود ، ولامتناهي . وفقير أيضا لأنه ينبني على مجرد الإضافة والإضافة فقط. لكن هذه القطيعة التي حصلت في القرن السابع عشر سرعان ما شكلت إبيستيما جديدا وهو ما سنعرض له في الفقرة الموالية .سبق لنا ان تطرقنا سابقا ،الى ديكارت ، أو بالأحرى ثورة القرن السابع عشر التي عاشها الفيلسوف، قد أحدثت قطيعة مع العصر الوسيط ، وأسست إبستيما جديدا آخر ، ترى ماهي طبيعة هذا الإبستيمي / النظام المعرفي ؟ في هذا النظام المعرفي لم يعد ثمة وجود لعملية التشابه والمحاكاة لمعرفة أشياء الكون والعالم، بل أصبح هذا النمط يدل على الوهم والارتباك .. نجد ديكارت هنا، قد ضرب التشابه عرض الحائط وأقصاه من ساحة المعرفة، ولكن هذا لا يعني أنه ألغى المقارنة بين الأشياء كوسيلة للمعرفة ،بل على العكس من ذلك ،فقد اعترف بشرعيتها في الوجود ؛ بيد أن المقارنة - كما برهن عليها فوكو في كتابه المذكور - أصبحت تعتمد على وحدات قياس صغيرة ودقيقة من أجل دراسة أشكال الأشياء وأحجامها ، وتحديد ليس فقط ، أوجه التشابه بينها وإنما أوجه الإختلاف والفرق بينها أيضأ، وأصبحت الرياضيات الديكارتية في العصر الكلاسيكي ،أداة للقياس والمقارنة بين الأشياء بصفتها علما كونيا للنظام Mathésis حتى بالنسبة للأشياء التي تتعذر على القياس الرياضي عادة . لقد حصل آنذاك تمزق في لحمة القرابة العتيقة التي تربط ......
#فوكو
#وإبستيميات
#العصور
#الثلاثة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677578
الحوار المتمدن
إدريس غازي - فوكو وإبستيميات العصور الثلاثة
إدريس غازي : مشيل فوكو وايبيستيميات العصور الثلاث
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي (الجزء الثالث)وقفنا سابقا عند تحديد الابستيميات الثلاث : 1)العصر الوسيط و2)العصر الكلاسيكي ثم 3) عصر الحداثة .أما بخصوص الابستيمي الأول : كانت المعرفة تتمحور في العصر الوسيط حول التشابه la ressemblance والمحاكاة ، أي أن أشياء العالم تتشابه فيما بينها، كما كانت المعرفة تستند على التأليه(تنسب كل شيئ الى الالاه) وعدم الإعتراف باصطلاحية ومواضعة اللغة ؛ حيث ظللت وحدات اللغة المعجمية وكلماتها وتعابيرها عبارة عن علامات الطبيعة الأخرى كالنباتات والحيوانات والاسماك والجبال ...واعتبرت اللغة في حد ذاتها جزءا من الطبيعة، وأن التشابه في هذه المرحلة الوسطى هو " الذي قاد في جانب كبير ، تفسير l exégèse وتأويل النصوص ، وأنه هو الذي نظم كذلك لعبة الرموز symboles وأتاح الأشياء المرئية واللامرئية " ( فوكو: الكلمات والأشياء .ص.32 ) .ولعل ما أتاح لعبة الرموز هذه هو تقارب الأمكنة والإنعكاس البسيط للعبة التعاطف والتجاذب والتشابه التي كانت تمتلك القدرة على المقاربة بين الأشياء المختلفة وصهرها في هوية واحدة أساسية، وحيث إتصال هذه الأشياء ينشق التشابه ويتولد ؛ ولم يكن التماثل la similitude هنا إلا بمثابة علاقة خارجية بين الأشياء ، بل كذلك علامة على قرابة محتمة شيئا ما. ويلاحظ م.فوكو أن من هذا الفعل وهذه الملامسة تنشأ متشابهات جديدة بالتبادل، بحيث إن" هناك نظام موحد مفروض على التماثل كتبرير خفي للتقارب ". فكان يكفي أن يتلفظ المرء بكلمة « سكمة » مثلا حتى يحضر إلى ذهنه على الفور صورة الشيء المعني بها ، وكأن بينهما قرابة طبيعية لا مجال للشك فيها أو التمييز بينها، وأصبحت العلامة le signe هي الشيء ، والشيء هو العلامة، وبما أن الله هو الذي خلق الأشياء واللغات فقد وضع لكل إسم مسمى يرتبط به بالضرورة، ويدل عليه بشكل لازم، ولذلك كان الناس في هذه الفترة يعتقدون أنه لم تكن إلا لغة واحدة قدمها الله للبشر هدية منذ البداية . وتبدو هذه الصيغة أو هذا النمط من المعرفة الذي ساد العصور الوسطى -في اعتقاد م. فوكو - غنيا وفقيرا في ٱن واحد : غني لأن التماثل والإحالة على عملية التشابه لا تنتهي بشكل لا محدود ، ولامتناهي . وفقير أيضا لأنه ينبني على مجرد الإضافة والإضافة فقط. لكن هذه القطيعة التي حصلت في القرن السابع عشر سرعان ما شكلت إبيستيما جديدا وهو ما سنعرض له في الفقرة الموالية .سبق لنا ان تطرقنا سابقا ،الى ديكارت ، أو بالأحرى ثورة القرن السابع عشر التي عاشها الفيلسوف، قد أحدثت قطيعة مع العصر الوسيط ، وأسست إبستيما جديدا آخر ، ترى ماهي طبيعة هذا الإبستيمي / النظام المعرفي ؟ في هذا النظام المعرفي لم يعد ثمة وجود لعملية التشابه والمحاكاة لمعرفة أشياء الكون والعالم، بل أصبح هذا النمط يدل على الوهم والارتباك .. نجد ديكارت هنا، قد ضرب التشابه عرض الحائط وأقصاه من ساحة المعرفة، ولكن هذا لا يعني أنه ألغى المقارنة بين الأشياء كوسيلة للمعرفة ،بل على العكس من ذلك ،فقد اعترف بشرعيتها في الوجود ؛ بيد أن المقارنة - كما برهن عليها فوكو في كتابه المذكور - أصبحت تعتمد على وحدات قياس صغيرة ودقيقة من أجل دراسة أشكال الأشياء وأحجامها ، وتحديد ليس فقط ، أوجه التشابه بينها وإنما أوجه الإختلاف والفرق بينها أيضأ، وأصبحت الرياضيات الديكارتية في العصر الكلاسيكي ،أداة للقياس والمقارنة بين الأشياء بصفتها علما كونيا للنظام Mathésis حتى بالنسبة للأشياء التي تتعذر على القياس الرياضي عادة . لقد حصل آنذاك تمزق في لحمة القرابة العتيقة التي تربط ال ......
#مشيل
#فوكو
#وايبيستيميات
#العصور
#الثلاث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677572
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي (الجزء الثالث)وقفنا سابقا عند تحديد الابستيميات الثلاث : 1)العصر الوسيط و2)العصر الكلاسيكي ثم 3) عصر الحداثة .أما بخصوص الابستيمي الأول : كانت المعرفة تتمحور في العصر الوسيط حول التشابه la ressemblance والمحاكاة ، أي أن أشياء العالم تتشابه فيما بينها، كما كانت المعرفة تستند على التأليه(تنسب كل شيئ الى الالاه) وعدم الإعتراف باصطلاحية ومواضعة اللغة ؛ حيث ظللت وحدات اللغة المعجمية وكلماتها وتعابيرها عبارة عن علامات الطبيعة الأخرى كالنباتات والحيوانات والاسماك والجبال ...واعتبرت اللغة في حد ذاتها جزءا من الطبيعة، وأن التشابه في هذه المرحلة الوسطى هو " الذي قاد في جانب كبير ، تفسير l exégèse وتأويل النصوص ، وأنه هو الذي نظم كذلك لعبة الرموز symboles وأتاح الأشياء المرئية واللامرئية " ( فوكو: الكلمات والأشياء .ص.32 ) .ولعل ما أتاح لعبة الرموز هذه هو تقارب الأمكنة والإنعكاس البسيط للعبة التعاطف والتجاذب والتشابه التي كانت تمتلك القدرة على المقاربة بين الأشياء المختلفة وصهرها في هوية واحدة أساسية، وحيث إتصال هذه الأشياء ينشق التشابه ويتولد ؛ ولم يكن التماثل la similitude هنا إلا بمثابة علاقة خارجية بين الأشياء ، بل كذلك علامة على قرابة محتمة شيئا ما. ويلاحظ م.فوكو أن من هذا الفعل وهذه الملامسة تنشأ متشابهات جديدة بالتبادل، بحيث إن" هناك نظام موحد مفروض على التماثل كتبرير خفي للتقارب ". فكان يكفي أن يتلفظ المرء بكلمة « سكمة » مثلا حتى يحضر إلى ذهنه على الفور صورة الشيء المعني بها ، وكأن بينهما قرابة طبيعية لا مجال للشك فيها أو التمييز بينها، وأصبحت العلامة le signe هي الشيء ، والشيء هو العلامة، وبما أن الله هو الذي خلق الأشياء واللغات فقد وضع لكل إسم مسمى يرتبط به بالضرورة، ويدل عليه بشكل لازم، ولذلك كان الناس في هذه الفترة يعتقدون أنه لم تكن إلا لغة واحدة قدمها الله للبشر هدية منذ البداية . وتبدو هذه الصيغة أو هذا النمط من المعرفة الذي ساد العصور الوسطى -في اعتقاد م. فوكو - غنيا وفقيرا في ٱن واحد : غني لأن التماثل والإحالة على عملية التشابه لا تنتهي بشكل لا محدود ، ولامتناهي . وفقير أيضا لأنه ينبني على مجرد الإضافة والإضافة فقط. لكن هذه القطيعة التي حصلت في القرن السابع عشر سرعان ما شكلت إبيستيما جديدا وهو ما سنعرض له في الفقرة الموالية .سبق لنا ان تطرقنا سابقا ،الى ديكارت ، أو بالأحرى ثورة القرن السابع عشر التي عاشها الفيلسوف، قد أحدثت قطيعة مع العصر الوسيط ، وأسست إبستيما جديدا آخر ، ترى ماهي طبيعة هذا الإبستيمي / النظام المعرفي ؟ في هذا النظام المعرفي لم يعد ثمة وجود لعملية التشابه والمحاكاة لمعرفة أشياء الكون والعالم، بل أصبح هذا النمط يدل على الوهم والارتباك .. نجد ديكارت هنا، قد ضرب التشابه عرض الحائط وأقصاه من ساحة المعرفة، ولكن هذا لا يعني أنه ألغى المقارنة بين الأشياء كوسيلة للمعرفة ،بل على العكس من ذلك ،فقد اعترف بشرعيتها في الوجود ؛ بيد أن المقارنة - كما برهن عليها فوكو في كتابه المذكور - أصبحت تعتمد على وحدات قياس صغيرة ودقيقة من أجل دراسة أشكال الأشياء وأحجامها ، وتحديد ليس فقط ، أوجه التشابه بينها وإنما أوجه الإختلاف والفرق بينها أيضأ، وأصبحت الرياضيات الديكارتية في العصر الكلاسيكي ،أداة للقياس والمقارنة بين الأشياء بصفتها علما كونيا للنظام Mathésis حتى بالنسبة للأشياء التي تتعذر على القياس الرياضي عادة . لقد حصل آنذاك تمزق في لحمة القرابة العتيقة التي تربط ال ......
#مشيل
#فوكو
#وايبيستيميات
#العصور
#الثلاث
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677572
الحوار المتمدن
إدريس غازي - مشيل فوكو وايبيستيميات العصور الثلاث
إدريس غازي : فوكو وإبيستيميات العصور الثلاثة: 2 العصر الكلاسيكي
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي تناولنا في مقالتنا السابقة حول إبيستيميات العصور الثلاثة: العصر الوسيط، كيف تشكل إبيستيمي هذه الحقبة، وبينا فيها تحول العلاقة بين الكلمات والأشياء من العصر الوسيط إلى العصر الكلاسيكي، ودشنا معالجة تلك العلاقة في العصر الكلاسيكي كما سنرى. إن هذه العلاقة بالنظام العام للأشياء ،أو نسق الأشياء ، هي التي تميز إبيستيمي العصر الكلاسيكي، كما أن التأويل اللانهائي يميز إبيستيمي العصور الوسطى ،حتى نهاية القرن السادس عشر . وبما أن المعرفة في تلك الحقبة كانت تعتمد على التشابه ودراسة أوجه التماثل بين الأشياء ،فإن معرفة العصر الكلاسيكي أصبحت تعتمد على العلامات signes بصفتها وسائل لتشكيل المعارف التجريبية عن طريق دراسة أوجه التماثل والاختلاف ؛ لكن يتساءل مشيل فوكو عما تعنيه العلامة في العصر الكلاسيكي ؟ فيلاحظ أن الذي تغير في النصف الأول من القرن السادس عشر ، هو النظام الكامل للعلامات ، والشروط التي من خلالها تكون مرآة للعالم ، إذ لم تعد العلامة تحيل إلى التشابه، كما كان الأمر إبان العصر الوسيط بل أصبحت مع بداية القرن السابع عشر أداة لتحليل الواقع وتنضيد أجزاءه وفرزها وترتيبها على هيئة جدول تصنيفي عام . يرى م. فوكو أن الشيء الجديد الذي جعل الإبستيمي الكلاسيكي ممكن الوجود ، والشيء الذي جعله مشروع علم عام ، بل ونظرية عامة العلامات ممكنة الوجود ، هو استخدام مقياس التمييز والقياس الرياضي كما سبقت الإشارة إلى ذلك لقياس البنى البسيطة ( انظر المقال السابق حول ابيستيمي العصر الوسيط). وعندئذ يصبح الواقع والعالم من بدايته إلى نهايته قابلا للتصنيف والتحليل .ومع ثورة هذا العصر خرجت الكلمات من العالم الذي كانت تحيى فيه لتصبح ممثلة للعالم ،هو نفسه قيد التمثيل، يقول فوكو عن هذا الانفصال " ستنفصل الكلمات عن الأشياء وستنصرف العين للرؤية والرؤية فقط، والأذن للسماع فقط، وستكون مهمة الخطاب هي قول ما هو كائن، إلا أنه لن يكون غير ما يقوله " ، فابتداء من القرن السابع عشر انقلب وضع العلامات وغدت مزدوجة . إن إعادة الترتيب هاته ، في ثقافة العصر الكلاسيكي، والتي كانت تشكل مرحلة أولى ، كان لها الدور الأبرز في تشكيل إبستيمي جديد، يقول م. فوكو بهذا الصدد، أن النظام لم يعد كامنا في الحركة المتواصلة للتشابهات ، بل في إقامة المتواليات والجداول والتي تتعاقب فيها التمثلات وتتجاور ...ويرى أيضا أن مغامرات " دون كيشوت Don Quichotte هي التي رسمت الحد : عندها كفت اللعبة القديمة للتشابه والعلامات ،وهنا ولدت علاقة جديدة في شخصية " دون كيشوت " إنها ليست شخصية شادة كما ساد الإعتقاد، أو إنسان خارق للعادة extravagance بل إنه رجل شديد التدقيق، خطى خطوة هامة أمام كل مظاهر المحاكاة ." إن دون كيشوت هو الكتاب الذي يتم فيه التعبير عن هذا الانتقال من التشابه إلى الجنون ... ويدخل التشابه هنا عصرا ،هو عصر الحمق والخيال ( الكلمات والأشياء.ص.62 ) .. ولعل هذا العصر الذي صار تحليليا من هذه الحقبة فصاعدا ،لا يريد أن يعرف غير شكلين من أشكال المقارنة هما : "مقارنة القياس la mesure " و " مقارنة النظام Ordre" ، في هذه اللحظة بالذات ولد الانسان أمام ذاته، وأصبح موضوعا للمعرفة. إن هذه الطفرة ،كما قلنا ،افتتحها " دون كيشوت " الذي حاول أن يقرأ العالم لكي يبرهن على صحة الكتب، لكنه سرعان ما اصطدم بعدم التوافق بين العلامات ( الكلمات ) والواقع ،لقد كان يفسر العالم عبر منظار ضيق وبائد ، هذا وإن انقلاب الأطوار الذي يعيشه " دون كيشوت " وانفصاله عن الواقع، وانفصام العلا ......
#فوكو
#وإبيستيميات
#العصور
#الثلاثة:
#العصر
#الكلاسيكي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677599
#الحوار_المتمدن
#إدريس_غازي تناولنا في مقالتنا السابقة حول إبيستيميات العصور الثلاثة: العصر الوسيط، كيف تشكل إبيستيمي هذه الحقبة، وبينا فيها تحول العلاقة بين الكلمات والأشياء من العصر الوسيط إلى العصر الكلاسيكي، ودشنا معالجة تلك العلاقة في العصر الكلاسيكي كما سنرى. إن هذه العلاقة بالنظام العام للأشياء ،أو نسق الأشياء ، هي التي تميز إبيستيمي العصر الكلاسيكي، كما أن التأويل اللانهائي يميز إبيستيمي العصور الوسطى ،حتى نهاية القرن السادس عشر . وبما أن المعرفة في تلك الحقبة كانت تعتمد على التشابه ودراسة أوجه التماثل بين الأشياء ،فإن معرفة العصر الكلاسيكي أصبحت تعتمد على العلامات signes بصفتها وسائل لتشكيل المعارف التجريبية عن طريق دراسة أوجه التماثل والاختلاف ؛ لكن يتساءل مشيل فوكو عما تعنيه العلامة في العصر الكلاسيكي ؟ فيلاحظ أن الذي تغير في النصف الأول من القرن السادس عشر ، هو النظام الكامل للعلامات ، والشروط التي من خلالها تكون مرآة للعالم ، إذ لم تعد العلامة تحيل إلى التشابه، كما كان الأمر إبان العصر الوسيط بل أصبحت مع بداية القرن السابع عشر أداة لتحليل الواقع وتنضيد أجزاءه وفرزها وترتيبها على هيئة جدول تصنيفي عام . يرى م. فوكو أن الشيء الجديد الذي جعل الإبستيمي الكلاسيكي ممكن الوجود ، والشيء الذي جعله مشروع علم عام ، بل ونظرية عامة العلامات ممكنة الوجود ، هو استخدام مقياس التمييز والقياس الرياضي كما سبقت الإشارة إلى ذلك لقياس البنى البسيطة ( انظر المقال السابق حول ابيستيمي العصر الوسيط). وعندئذ يصبح الواقع والعالم من بدايته إلى نهايته قابلا للتصنيف والتحليل .ومع ثورة هذا العصر خرجت الكلمات من العالم الذي كانت تحيى فيه لتصبح ممثلة للعالم ،هو نفسه قيد التمثيل، يقول فوكو عن هذا الانفصال " ستنفصل الكلمات عن الأشياء وستنصرف العين للرؤية والرؤية فقط، والأذن للسماع فقط، وستكون مهمة الخطاب هي قول ما هو كائن، إلا أنه لن يكون غير ما يقوله " ، فابتداء من القرن السابع عشر انقلب وضع العلامات وغدت مزدوجة . إن إعادة الترتيب هاته ، في ثقافة العصر الكلاسيكي، والتي كانت تشكل مرحلة أولى ، كان لها الدور الأبرز في تشكيل إبستيمي جديد، يقول م. فوكو بهذا الصدد، أن النظام لم يعد كامنا في الحركة المتواصلة للتشابهات ، بل في إقامة المتواليات والجداول والتي تتعاقب فيها التمثلات وتتجاور ...ويرى أيضا أن مغامرات " دون كيشوت Don Quichotte هي التي رسمت الحد : عندها كفت اللعبة القديمة للتشابه والعلامات ،وهنا ولدت علاقة جديدة في شخصية " دون كيشوت " إنها ليست شخصية شادة كما ساد الإعتقاد، أو إنسان خارق للعادة extravagance بل إنه رجل شديد التدقيق، خطى خطوة هامة أمام كل مظاهر المحاكاة ." إن دون كيشوت هو الكتاب الذي يتم فيه التعبير عن هذا الانتقال من التشابه إلى الجنون ... ويدخل التشابه هنا عصرا ،هو عصر الحمق والخيال ( الكلمات والأشياء.ص.62 ) .. ولعل هذا العصر الذي صار تحليليا من هذه الحقبة فصاعدا ،لا يريد أن يعرف غير شكلين من أشكال المقارنة هما : "مقارنة القياس la mesure " و " مقارنة النظام Ordre" ، في هذه اللحظة بالذات ولد الانسان أمام ذاته، وأصبح موضوعا للمعرفة. إن هذه الطفرة ،كما قلنا ،افتتحها " دون كيشوت " الذي حاول أن يقرأ العالم لكي يبرهن على صحة الكتب، لكنه سرعان ما اصطدم بعدم التوافق بين العلامات ( الكلمات ) والواقع ،لقد كان يفسر العالم عبر منظار ضيق وبائد ، هذا وإن انقلاب الأطوار الذي يعيشه " دون كيشوت " وانفصاله عن الواقع، وانفصام العلا ......
#فوكو
#وإبيستيميات
#العصور
#الثلاثة:
#العصر
#الكلاسيكي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=677599
الحوار المتمدن
إدريس غازي - فوكو وإبيستيميات العصور الثلاثة: 2) العصر الكلاسيكي
عماد الحسناوي : لماذا قال ميشيل فوكو أن مشروعه لن يطول؟
#الحوار_المتمدن
#عماد_الحسناوي بداية أود الاشارة الى أن معظم أعمال فوكو تمحورت حول الاسئلة التالية: ماذا يمكن للإنسان أن يقوله حول ذاته حين يفكر فيها من منظور مخالف ومغاير (اللاشعور) ؟ (كتاب تاريخ الجنون).كيف ينظر الى ذاته حينما يذكرها انطلاقا من ظاهرة المرض؟ (كتاب ميلاد العيادة). وكيف يبني ذاته كونه كائنا حيا وناطقا؟ (كتاب الكلمات والاشياء). وكيف تبدو للانسان محاكمته لذاته من حيث خضوعه للمراقبة والعقاب؟ (كتاب المراقبة والعقاب). وأخيرا كيف ينظر الى رغباته ويهتم بذاته؟ (كتاب ثلاثية تاريخ الحياة، الجنسانية).هل كان فوكو على حق عندما قال أن فلسفته لن تطول ولن نجدها في كل العصور؟ لعل الدافع الاساسي الذي جعل من ميشيل فوكو يقول بهذا، هو أن فلسفته تركز على الحاضر وعلى المفاهيم المهملة و المتخلي عنها،إن المفاهيم التي تدور خارج دائرة الوعي.فمثلا يؤكد على فكرة أساسية مفادها أن كل ممارسة ليست تطبيقا لمبدأ، لأن الممارسة هي مبدأ. لهذا نفصل بين الممارسة والفكر، فما نقوم به في الحقيقة هو رفع مكانة الوعي على حساب اللاوعي الذي هو الجسد. والنظر الى كل ما يقع على أنه نتيجة لعلة، في حين أن العلة والمعلول شيء واحد. وهنا يقول فوكو في كتابه جينالوجيا المعرفة ص59 « كل ما يقع يقع على السطح بالتالي ليس هناك عمق." وباستخدامه للمنهج الجينالوجي يتوصل فوكو الى أن الحقيقة هي ما يقع في الحاضر. فالحقيقة ليست وحدة متجانسة كما ذهب ديكارت وكانط وهيجل... فالحاضر حسب فوكو هو استعادة للماضي بشكل مختلف. لهذا فالحاضر هو تجلي للماضي بشكل مختلف. بلغة نيتشه العودة الى الماضي بشكل جديد. وفي علاقته بالسلطة يتحدث فوكو عن مفهوم اساسي أخده من نيتشه وهو إرادة الحقيقة، بمعنى الدعوة الى الفصل بين الحقيقة والخطأ أو الوهم، لأننا يستحيل فهم التاريخ بالنظر الى الحقيقة كصدق وكحق. لان ما نسميه حقيقة يمكن أن ينقلب وينتقل الى ما يناقضه. فمع فوكو لم تعد الحقيقة ثابثة ولا أزلية.. ولعل هذا العامل هو السبب الرئيسي في تأكيد فوكو على أن فلسفته لن تستمر في كل العصور. عكس الفلسفت النسقية التي جعلت الانسان في سكينة وأمل، وخلقت له عالما أخرا وأطفت عليه أبهى صورة كرمز للخير والصدق والمثال.. في حين أن فلسفة فوكو و استاذه نيتشه تميزت بكونها فلسفة تغرد خارج النسق المغلق، وهذا يتجلى أساسا في إعادة الاعتبار لبعض المفاهيم المهملة منذ ميلاد الفلسفة وهي اللاوعي و الجسد والرغبة والجنون...كما أنه لم يكتفي بإعادة الاهتمام لهذه المفاهيم وإنما كشف وعر مجموعة من المفاهيم الميتافيزيقيا مثل العقل والنزعة الانسانية. وفي هذا الصدد يقول فوكو "إن النزعة الانسانية هي أثقل ميراث انحدر إلينا من القرن التاسع عشر، وقد حان الأوان للتخلص منه، ومهمتنا الراهنة هي العمل على التحرر نهائيا من هذه النزعة."اذن الغاية الاسمى حسب فوكو لا يتعلق بتخليص الحقيقة من منظومة السلطة، إذ أن ذلك عين الوهم ما دامت الحقيقة ذاتها سلطة، وإنما بإبعاد سلطة الحقيقة من أشكال الهيمنة. بالتالي فإن المسألة السياسية ليست هي الخطأ والوهم والوعي المستلب أو الايديولوجيا، وإنما هي الحقيقة ذاتها. ......
#لماذا
#ميشيل
#فوكو
#مشروعه
#يطول؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681184
#الحوار_المتمدن
#عماد_الحسناوي بداية أود الاشارة الى أن معظم أعمال فوكو تمحورت حول الاسئلة التالية: ماذا يمكن للإنسان أن يقوله حول ذاته حين يفكر فيها من منظور مخالف ومغاير (اللاشعور) ؟ (كتاب تاريخ الجنون).كيف ينظر الى ذاته حينما يذكرها انطلاقا من ظاهرة المرض؟ (كتاب ميلاد العيادة). وكيف يبني ذاته كونه كائنا حيا وناطقا؟ (كتاب الكلمات والاشياء). وكيف تبدو للانسان محاكمته لذاته من حيث خضوعه للمراقبة والعقاب؟ (كتاب المراقبة والعقاب). وأخيرا كيف ينظر الى رغباته ويهتم بذاته؟ (كتاب ثلاثية تاريخ الحياة، الجنسانية).هل كان فوكو على حق عندما قال أن فلسفته لن تطول ولن نجدها في كل العصور؟ لعل الدافع الاساسي الذي جعل من ميشيل فوكو يقول بهذا، هو أن فلسفته تركز على الحاضر وعلى المفاهيم المهملة و المتخلي عنها،إن المفاهيم التي تدور خارج دائرة الوعي.فمثلا يؤكد على فكرة أساسية مفادها أن كل ممارسة ليست تطبيقا لمبدأ، لأن الممارسة هي مبدأ. لهذا نفصل بين الممارسة والفكر، فما نقوم به في الحقيقة هو رفع مكانة الوعي على حساب اللاوعي الذي هو الجسد. والنظر الى كل ما يقع على أنه نتيجة لعلة، في حين أن العلة والمعلول شيء واحد. وهنا يقول فوكو في كتابه جينالوجيا المعرفة ص59 « كل ما يقع يقع على السطح بالتالي ليس هناك عمق." وباستخدامه للمنهج الجينالوجي يتوصل فوكو الى أن الحقيقة هي ما يقع في الحاضر. فالحقيقة ليست وحدة متجانسة كما ذهب ديكارت وكانط وهيجل... فالحاضر حسب فوكو هو استعادة للماضي بشكل مختلف. لهذا فالحاضر هو تجلي للماضي بشكل مختلف. بلغة نيتشه العودة الى الماضي بشكل جديد. وفي علاقته بالسلطة يتحدث فوكو عن مفهوم اساسي أخده من نيتشه وهو إرادة الحقيقة، بمعنى الدعوة الى الفصل بين الحقيقة والخطأ أو الوهم، لأننا يستحيل فهم التاريخ بالنظر الى الحقيقة كصدق وكحق. لان ما نسميه حقيقة يمكن أن ينقلب وينتقل الى ما يناقضه. فمع فوكو لم تعد الحقيقة ثابثة ولا أزلية.. ولعل هذا العامل هو السبب الرئيسي في تأكيد فوكو على أن فلسفته لن تستمر في كل العصور. عكس الفلسفت النسقية التي جعلت الانسان في سكينة وأمل، وخلقت له عالما أخرا وأطفت عليه أبهى صورة كرمز للخير والصدق والمثال.. في حين أن فلسفة فوكو و استاذه نيتشه تميزت بكونها فلسفة تغرد خارج النسق المغلق، وهذا يتجلى أساسا في إعادة الاعتبار لبعض المفاهيم المهملة منذ ميلاد الفلسفة وهي اللاوعي و الجسد والرغبة والجنون...كما أنه لم يكتفي بإعادة الاهتمام لهذه المفاهيم وإنما كشف وعر مجموعة من المفاهيم الميتافيزيقيا مثل العقل والنزعة الانسانية. وفي هذا الصدد يقول فوكو "إن النزعة الانسانية هي أثقل ميراث انحدر إلينا من القرن التاسع عشر، وقد حان الأوان للتخلص منه، ومهمتنا الراهنة هي العمل على التحرر نهائيا من هذه النزعة."اذن الغاية الاسمى حسب فوكو لا يتعلق بتخليص الحقيقة من منظومة السلطة، إذ أن ذلك عين الوهم ما دامت الحقيقة ذاتها سلطة، وإنما بإبعاد سلطة الحقيقة من أشكال الهيمنة. بالتالي فإن المسألة السياسية ليست هي الخطأ والوهم والوعي المستلب أو الايديولوجيا، وإنما هي الحقيقة ذاتها. ......
#لماذا
#ميشيل
#فوكو
#مشروعه
#يطول؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681184
الحوار المتمدن
عماد الحسناوي - لماذا قال ميشيل فوكو أن مشروعه لن يطول؟