محمد فرحات : قطار الليل نحو لشبونه
#الحوار_المتمدن
#محمد_فرحات أن يقرأ فقرة من كتاب بلغة غريبة، فيقرر أن كاتبها ما كتبها إلا له، فيقرر التوقف عن إكمال روتين حياته، يترك كل شئ، يذهب يبحث عن كاتب تلك الفقرة التي قلبت حياته وغيرتها تماما، يبحث عنه في حياة كل من عاش معه، هل تبدو فكرة رواية قطار الليل للشبونة خيالية نوعا، هل بحثك عن شغف ما قد يأسرك بين ما يقارب الستمائة صفحة. ولكما قررت أن تغلق الرواية ولا تعود إليها، تراك تعاودها وتزيل ما علق بها من غبار آثار ملل ينمو كطحالب خضراء بين جنبات سلم رطب مهجور...رواية "قطار الليل نحو لشبونة." للفيلسوف الفرنسي باسكال مرسييه، رواية ساكنة ليست متحركة، تدور حول نصوص كتبها أحدهم بكتابه يحكي تجربته ومحنته، لم يكن البطل في الحقيقة يبحث عن الكاتب أو ملابسات ما كتبه، بقدر ما كان يبحث عن نفسه هو ذاته.وحينما تكشفت ذاته لذاته فقد حياته وداعي وجودها، حينما تلبس بالمعرفة الحقيقة فقد قدرته على الاستمرار بالحياة ذاتها.لم يكن أماديو برادو الطبيب الفيلسوف الثائر بأحد المنظمات اليسارية ضد ديكتاتورية حكم سالازار الرهيب، في حقيقته غير موندوس جريجوريس عالم اللغات الميتة الممل والذي لم تطق زوجه رتابة حياته فهجرته لتعيش مع غيره.لم تكن تلك العلاقات الطارئة على حياة موندوس غير صور مما تمنى أن يتلبس بها طيلة حياته.تحول النص الروائي لفيلم سينمائي رائع يأخذك بعيدا لتتفحص تلك الكهوف الغائرة بنفسك تكلله اقتباسات فلسفية لبسكال مرسييه حول الذات البشرية وتباينها حيال الوجود الثابت المراقب بصمت سادر في تأمل مصائر البشر ومآلاتهم.والفيلم بطولة الممثل البريطاني المخضرم الذي لم ينل ولو قدر يسير من الشهرة التي يستحقها هوليوديا جيريمي إيرنز يؤدي الدور الرئيسي في الفيلم ـ كما هو في الرواية ـ لمدرس تاريخ لغات سويسري ـ ريموند غريغوريوس ـ يلتقي صدفة فتاة برتغالية تحاول الانتحار من على جسر قرب مدرسته، فينقذها وتختفي تاركة كتابا غريبا يلفت انتباهه ويشكل كل قصة الفيلم.أغلب التصوير الخارجي في البرتغال، وبعضه في سويسرا وهناك تصوير في ألمانيا بالطبع (بلد الانتاج).الكتاب لطبيب برتغالي متوفى شارك في المقاومة ضد ديكتاتورية حكم سالازار، لكن أفكاره أثارت اهتمام المدرس السويسري، فترك مدرسته وسافر إلى لشبونة للبحث عن المؤلف وحكايته.في الفيلم ثلاثة أطباء، الطبيب أمادو دا برادو (يؤدي دوره الممثل البريطاني جاك هستون) بطل الحكاية وابن قاض رفيع المستوى في برتغال سالازار، ورفيقه في الدراسة والنضال جورج، غريمه في حب بطلة الحكاية والمقاومة ستيفانيا سبينوزا (تلعب دورها الممثلة الفرنسية ميلاني لوران) وهو طبيب صيدلي.والطبيبة الثالثة هي طبيبة العيون ماريانا (تؤدي دورها الممثلة الألمانية مارتينا غيديك) التي تعالج المدرس في لشبونة، وعمها المسن هو الضلع الرابع في خلية المقاومة مع أمادو وجورج وستيفانيا.أماديو الطبيب الذي أراد ان يكون كاتبا ولم تجعله مهنة الطب مقاوما شرسا مثل رفيقه جورج يتمرد على أرستقراطية أبيه وإن تعلق بأخته (التي جمعت مذكراته بعد وفاته ونشرتها في الكتاب محور القصة) وتحبه ستيفانيا فتفرق بينه وبين رفيق عمره ... ويموت بسبب حالة صحية يعاني منها تؤدي إلى انفجار شريان في مخه.تبقى كلماته بالنسبة للمدرس السويسري أكثر من أي شئ آخر، ويبقى نبل ممارسته للطب لدى أخته التي لا تعتبره متوفيا، ويبقى إخلاصه للصداقة وللمقاومة عند رفيقه جورج ويبقى حبه الطاغي لدى ستيفانيا.عقدة الفيلم الفلسفية حين ينقذ الطبيب (المقاوم سرا) رئيس البوليس السري مينديز بعدما هاجمه متظ ......
#قطار
#الليل
#لشبونه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744073
#الحوار_المتمدن
#محمد_فرحات أن يقرأ فقرة من كتاب بلغة غريبة، فيقرر أن كاتبها ما كتبها إلا له، فيقرر التوقف عن إكمال روتين حياته، يترك كل شئ، يذهب يبحث عن كاتب تلك الفقرة التي قلبت حياته وغيرتها تماما، يبحث عنه في حياة كل من عاش معه، هل تبدو فكرة رواية قطار الليل للشبونة خيالية نوعا، هل بحثك عن شغف ما قد يأسرك بين ما يقارب الستمائة صفحة. ولكما قررت أن تغلق الرواية ولا تعود إليها، تراك تعاودها وتزيل ما علق بها من غبار آثار ملل ينمو كطحالب خضراء بين جنبات سلم رطب مهجور...رواية "قطار الليل نحو لشبونة." للفيلسوف الفرنسي باسكال مرسييه، رواية ساكنة ليست متحركة، تدور حول نصوص كتبها أحدهم بكتابه يحكي تجربته ومحنته، لم يكن البطل في الحقيقة يبحث عن الكاتب أو ملابسات ما كتبه، بقدر ما كان يبحث عن نفسه هو ذاته.وحينما تكشفت ذاته لذاته فقد حياته وداعي وجودها، حينما تلبس بالمعرفة الحقيقة فقد قدرته على الاستمرار بالحياة ذاتها.لم يكن أماديو برادو الطبيب الفيلسوف الثائر بأحد المنظمات اليسارية ضد ديكتاتورية حكم سالازار الرهيب، في حقيقته غير موندوس جريجوريس عالم اللغات الميتة الممل والذي لم تطق زوجه رتابة حياته فهجرته لتعيش مع غيره.لم تكن تلك العلاقات الطارئة على حياة موندوس غير صور مما تمنى أن يتلبس بها طيلة حياته.تحول النص الروائي لفيلم سينمائي رائع يأخذك بعيدا لتتفحص تلك الكهوف الغائرة بنفسك تكلله اقتباسات فلسفية لبسكال مرسييه حول الذات البشرية وتباينها حيال الوجود الثابت المراقب بصمت سادر في تأمل مصائر البشر ومآلاتهم.والفيلم بطولة الممثل البريطاني المخضرم الذي لم ينل ولو قدر يسير من الشهرة التي يستحقها هوليوديا جيريمي إيرنز يؤدي الدور الرئيسي في الفيلم ـ كما هو في الرواية ـ لمدرس تاريخ لغات سويسري ـ ريموند غريغوريوس ـ يلتقي صدفة فتاة برتغالية تحاول الانتحار من على جسر قرب مدرسته، فينقذها وتختفي تاركة كتابا غريبا يلفت انتباهه ويشكل كل قصة الفيلم.أغلب التصوير الخارجي في البرتغال، وبعضه في سويسرا وهناك تصوير في ألمانيا بالطبع (بلد الانتاج).الكتاب لطبيب برتغالي متوفى شارك في المقاومة ضد ديكتاتورية حكم سالازار، لكن أفكاره أثارت اهتمام المدرس السويسري، فترك مدرسته وسافر إلى لشبونة للبحث عن المؤلف وحكايته.في الفيلم ثلاثة أطباء، الطبيب أمادو دا برادو (يؤدي دوره الممثل البريطاني جاك هستون) بطل الحكاية وابن قاض رفيع المستوى في برتغال سالازار، ورفيقه في الدراسة والنضال جورج، غريمه في حب بطلة الحكاية والمقاومة ستيفانيا سبينوزا (تلعب دورها الممثلة الفرنسية ميلاني لوران) وهو طبيب صيدلي.والطبيبة الثالثة هي طبيبة العيون ماريانا (تؤدي دورها الممثلة الألمانية مارتينا غيديك) التي تعالج المدرس في لشبونة، وعمها المسن هو الضلع الرابع في خلية المقاومة مع أمادو وجورج وستيفانيا.أماديو الطبيب الذي أراد ان يكون كاتبا ولم تجعله مهنة الطب مقاوما شرسا مثل رفيقه جورج يتمرد على أرستقراطية أبيه وإن تعلق بأخته (التي جمعت مذكراته بعد وفاته ونشرتها في الكتاب محور القصة) وتحبه ستيفانيا فتفرق بينه وبين رفيق عمره ... ويموت بسبب حالة صحية يعاني منها تؤدي إلى انفجار شريان في مخه.تبقى كلماته بالنسبة للمدرس السويسري أكثر من أي شئ آخر، ويبقى نبل ممارسته للطب لدى أخته التي لا تعتبره متوفيا، ويبقى إخلاصه للصداقة وللمقاومة عند رفيقه جورج ويبقى حبه الطاغي لدى ستيفانيا.عقدة الفيلم الفلسفية حين ينقذ الطبيب (المقاوم سرا) رئيس البوليس السري مينديز بعدما هاجمه متظ ......
#قطار
#الليل
#لشبونه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744073
الحوار المتمدن
محمد فرحات - قطار الليل نحو لشبونه
دعد دريد ثابت : قطار ومسافات
#الحوار_المتمدن
#دعد_دريد_ثابت ماذا يُقّيدكِ؟القيد.مم تخافين؟الخوف.أحاول بجهد بعثرة الضبابلعلني أجدهلاتسألوا ماذا؟عوضاً عن ذلكيتكسر مني كليلا يبقى الا قطار التهمهأقطع أحشاؤهتمتد مصاريني بمقصوراتهتنشب يداي مقطورته لتلسع القضبان التي يعدوهاأما رأسي فينفث فحمهخرافة الأحلامأصابني عسر الهضملكثرة نحيب الوداعحتى تقئ القطار دخاني أبيضاًتشنج وتلوىوفي آخر رمقهقذفنيهنالك على رصيفتقف منذ زمن سحيقحكيمة محطات الضياع تنتظر وصوليمذ أعلنت الساعة الحفرة والنصفتجشأتُ بقايا القطارأزلتُ بقايا خشب آبنوس مقاعده من بين أسنانيووقفتُ مهئية كخرقاء المسافاتفسألتها:لم يقول الناسُ عني أنني طيبة؟فكشرت وأنفرج فمها عن سن واحد أعزلكرمح واحد يكفي أن يميتوأجابت:لأنك لم تفعلي ماتريدين ......
#قطار
#ومسافات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744852
#الحوار_المتمدن
#دعد_دريد_ثابت ماذا يُقّيدكِ؟القيد.مم تخافين؟الخوف.أحاول بجهد بعثرة الضبابلعلني أجدهلاتسألوا ماذا؟عوضاً عن ذلكيتكسر مني كليلا يبقى الا قطار التهمهأقطع أحشاؤهتمتد مصاريني بمقصوراتهتنشب يداي مقطورته لتلسع القضبان التي يعدوهاأما رأسي فينفث فحمهخرافة الأحلامأصابني عسر الهضملكثرة نحيب الوداعحتى تقئ القطار دخاني أبيضاًتشنج وتلوىوفي آخر رمقهقذفنيهنالك على رصيفتقف منذ زمن سحيقحكيمة محطات الضياع تنتظر وصوليمذ أعلنت الساعة الحفرة والنصفتجشأتُ بقايا القطارأزلتُ بقايا خشب آبنوس مقاعده من بين أسنانيووقفتُ مهئية كخرقاء المسافاتفسألتها:لم يقول الناسُ عني أنني طيبة؟فكشرت وأنفرج فمها عن سن واحد أعزلكرمح واحد يكفي أن يميتوأجابت:لأنك لم تفعلي ماتريدين ......
#قطار
#ومسافات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744852
الحوار المتمدن
دعد دريد ثابت - قطار ومسافات
فوز حمزة : امرأة في قطار
#الحوار_المتمدن
#فوز_حمزة انتظر مرور عشر دقائق ليصل إلى موظفة الحجز التي أخبرته بوجود مقعد في آخرِ مقطورة .. عليه اتخاذ القرار بسرعة فالقطار سينطلق من السويد إلى الدنمارك بعد أربع دقائق ..وضع التذكرة في جيب بنطاله وبدأ يهرول للوصول للقطار رقم ..6 Bأدرك بعد انغلاق الأبواب إنه الراكب الأخير .. شعور بالانزعاج سرعان ما ألم به حين وجد امرأة قاعدة بجانب النافذة .. ذلك لم يمنعه من أن يطلب منها تبادل الأمكنة عندما وجدها مشغولة بقراءة كتاب وغير مهتمة بما يوجد خلف النافذة ..شكرها وهو يضع حقيبته داخل الرف ..بعد دقائق بدأت بوادر الملل تظهر عليه .. المناظر بدأت تتكرر أمامه .. بنايات شاهقة وبيوت تتدلى النباتات من شرفاتها .. أشجار داكنة الخضرة .. مزارع شاسعة .. أبقار ترعى ورجال يعملون .. جسور وأنفاق .. بحر وزوارق ونوارس .. وزمن يمضي دون عودة ..تصفح جواله كمحاولة لتبديد الملل ..الذي حصل هو العكس تمامًا ..التفت نحو المرأة .. وقع بصره على عنوان الكتاب الذي تقرأه .. الفلسفة الحديثة .. ذكره العنوان بصديق له كان يدرس الفلسفة .. سألها دون مقدمات:- هل تدرسين الفلسفة ؟!..رفعتْ رأسها ببطْء من على الكتاب وابتسمت قبل أن تجيبه:- لا . أنا أستاذة مادة الفلسفة الحديثة ..علتْ الدهشة وجهه وهو يسألها ثانية:- وهل الفلسفة قديمة ..نظرات عينيها التي راحت تدور بصمت في المكان أشعرته بغبائه .. فتدارك الموقف بسؤال آخر: - ماذا تعني كلمة فلسفة ؟؟- تعني دراسة للكون وللإنسان وعقله وقيمه ولنظريات المعرفة التي توصل إليها البشر وإيجاد العلاقة بين كل هذه الأشياء .. بالرغم من إنه أبدى اهتمامًا بحديثها لكنه في قرارة نفسه لم يفقه شيء ..تساءل مع نفسه كيف لجميلة مثلها الانشغال بدراسة شيء غير مجدي ..وبالرغم من ذلك شعر بالضيق من وجودها .. لكنه لم يدرك له سببًا .. في خضم تلك الأفكار وجلبتها في رأسه سألته:- ألم تقرأ عن الفلسفة من قبل ؟!.. شعر بالحرج من سؤالها .. ابتسم قبل الرد ..- أنا لا أقرأ .. هاجرت من بلادي منذ خمس سنوات لأعمل هنا .. أنا الآن مسافر لألمانيا .. حصلت على عمل في جامعتها براتب أعلى ..سألته بدهشة :- ماذا ستعمل ..- سأعمل طباخاً .. بعد ارتشاف القليل من القهوة .. استأنفت حديثها :- عليك إذن أن تستقل قطارًا آخر ..- نعم ..و محاولة منه لتغيير دفة الحديث سألها :- وأنتِ .. هل ذاهبة للعمل أم سياحة ؟..- أنا ذاهبة لإلقاء محاضرة في إحدى جامعات الدنمارك ..خطر في باله أن يسألها عن فائدة مثل هذه المحاضرة .. لكنه اكتفى بالدهليز الذي وجد نفسه فيه ..- من أي البلاد أنت ؟..- أنا عربي ..وهما يفترقان عند وصول القطار .. ودعته ثم تمنت له حظًا سعيدًا ..الأصوات التي تعلن عن موعد وصول القطارات وضجيج تلك القطارات والضوضاء الصادرة من حركة المسافرين والقادمين ..سبب له شعورًا بالضياع .. تعزز لديه هذا الشعور حين فشل في معرفة مكان القطار الذي يذهب للعاصمة الألمانية .. وضع حقيبته على الأرض وهو يلعن كل شيء ..إلا أن كفاً ربتت على كتفه برفق جعلته يلتفت بسرعة كبيرة ..إنها امرأة القطار .. قالت له باستغراب واضح :- انطلق القطار منذ زمن وأنت ما زلت تدور•• ......
#امرأة
#قطار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746710
#الحوار_المتمدن
#فوز_حمزة انتظر مرور عشر دقائق ليصل إلى موظفة الحجز التي أخبرته بوجود مقعد في آخرِ مقطورة .. عليه اتخاذ القرار بسرعة فالقطار سينطلق من السويد إلى الدنمارك بعد أربع دقائق ..وضع التذكرة في جيب بنطاله وبدأ يهرول للوصول للقطار رقم ..6 Bأدرك بعد انغلاق الأبواب إنه الراكب الأخير .. شعور بالانزعاج سرعان ما ألم به حين وجد امرأة قاعدة بجانب النافذة .. ذلك لم يمنعه من أن يطلب منها تبادل الأمكنة عندما وجدها مشغولة بقراءة كتاب وغير مهتمة بما يوجد خلف النافذة ..شكرها وهو يضع حقيبته داخل الرف ..بعد دقائق بدأت بوادر الملل تظهر عليه .. المناظر بدأت تتكرر أمامه .. بنايات شاهقة وبيوت تتدلى النباتات من شرفاتها .. أشجار داكنة الخضرة .. مزارع شاسعة .. أبقار ترعى ورجال يعملون .. جسور وأنفاق .. بحر وزوارق ونوارس .. وزمن يمضي دون عودة ..تصفح جواله كمحاولة لتبديد الملل ..الذي حصل هو العكس تمامًا ..التفت نحو المرأة .. وقع بصره على عنوان الكتاب الذي تقرأه .. الفلسفة الحديثة .. ذكره العنوان بصديق له كان يدرس الفلسفة .. سألها دون مقدمات:- هل تدرسين الفلسفة ؟!..رفعتْ رأسها ببطْء من على الكتاب وابتسمت قبل أن تجيبه:- لا . أنا أستاذة مادة الفلسفة الحديثة ..علتْ الدهشة وجهه وهو يسألها ثانية:- وهل الفلسفة قديمة ..نظرات عينيها التي راحت تدور بصمت في المكان أشعرته بغبائه .. فتدارك الموقف بسؤال آخر: - ماذا تعني كلمة فلسفة ؟؟- تعني دراسة للكون وللإنسان وعقله وقيمه ولنظريات المعرفة التي توصل إليها البشر وإيجاد العلاقة بين كل هذه الأشياء .. بالرغم من إنه أبدى اهتمامًا بحديثها لكنه في قرارة نفسه لم يفقه شيء ..تساءل مع نفسه كيف لجميلة مثلها الانشغال بدراسة شيء غير مجدي ..وبالرغم من ذلك شعر بالضيق من وجودها .. لكنه لم يدرك له سببًا .. في خضم تلك الأفكار وجلبتها في رأسه سألته:- ألم تقرأ عن الفلسفة من قبل ؟!.. شعر بالحرج من سؤالها .. ابتسم قبل الرد ..- أنا لا أقرأ .. هاجرت من بلادي منذ خمس سنوات لأعمل هنا .. أنا الآن مسافر لألمانيا .. حصلت على عمل في جامعتها براتب أعلى ..سألته بدهشة :- ماذا ستعمل ..- سأعمل طباخاً .. بعد ارتشاف القليل من القهوة .. استأنفت حديثها :- عليك إذن أن تستقل قطارًا آخر ..- نعم ..و محاولة منه لتغيير دفة الحديث سألها :- وأنتِ .. هل ذاهبة للعمل أم سياحة ؟..- أنا ذاهبة لإلقاء محاضرة في إحدى جامعات الدنمارك ..خطر في باله أن يسألها عن فائدة مثل هذه المحاضرة .. لكنه اكتفى بالدهليز الذي وجد نفسه فيه ..- من أي البلاد أنت ؟..- أنا عربي ..وهما يفترقان عند وصول القطار .. ودعته ثم تمنت له حظًا سعيدًا ..الأصوات التي تعلن عن موعد وصول القطارات وضجيج تلك القطارات والضوضاء الصادرة من حركة المسافرين والقادمين ..سبب له شعورًا بالضياع .. تعزز لديه هذا الشعور حين فشل في معرفة مكان القطار الذي يذهب للعاصمة الألمانية .. وضع حقيبته على الأرض وهو يلعن كل شيء ..إلا أن كفاً ربتت على كتفه برفق جعلته يلتفت بسرعة كبيرة ..إنها امرأة القطار .. قالت له باستغراب واضح :- انطلق القطار منذ زمن وأنت ما زلت تدور•• ......
#امرأة
#قطار
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746710
الحوار المتمدن
فوز حمزة - امرأة في قطار