الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سامي الكيلاني : ندبة في ظاهر اليد-قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني مددت يدي معزيّاً أيمن بوفاة أخيه خليل "عظم الله أجركم، البقية بحياتك"، وقع نظري على الندبة القريبة من الإبهام في ظاهر يدي وهي متشابكة مع يده، تذكرتها وكأنها كانت غائبة عني.***كان صيف القرية موسماً خاصاً من نواحٍ عدة، أهمها عودة المغتربين العاملين خارجها لقضاء إجازاتهم، وقدوم أبنائهم بقصص وحكايات يسردونها على مسامع أطفال القرية حول الحياة التي يعيشونها في المدن، فنفتن بهذه الأحاديث، خاصة وصفهم لأفلام السينما التي شاهدوها، ونتحسر على حالنا. وكان الصيف في الوقت ذاته موسم "العزايم"، حيث يدعو المقيمون الأقارب والأصدقاء العائدين لتناول غداء أو عشاء، وذلك ترحيباً بعودتهم وشكراً لهم على هدية حملوها لهم. كان العائدون يأتون في إجازات عمل من الكويت أو السعودية في الغالب، إضافة إلى الذين بدأوا العمل في الإمارات المتصالحة في الخليج العربي، هذا الاسم الذي تعلمته من طوابع البريد التي كانت على الرسائل التي تصل جدي من خالي المغترب في أبو ظبي بعد مغادرته الكويت. كانت العزايم ترحيباً بالعائدين ولكنها أيضاً فرصة لأفراد العائلة، خاصة الأطفال، للحصول على أطباق مشتهاة تحوي الرز واللحم، بعيداً عن البرغل وطبخات الخضروات "الكذابة"، أي التي تخلو من اللحوم، فيومها كان مثل "العز للرز والبرغل شنق حاله" وصفاً حقيقياً للحال.كانت الدعوة لقريب وصديق لأبي جاء مع عائلته في إجازة. طلبت مني أمي أن أذهب لشراء اللبن الرائب من مطعم اليافاوي، إذ يبدو أن "مانوحتنا" لم تكن تدر حليباً في ذلك الوقت لأنها "معشرة"، أو أننا كنا في مرحلة انتقالية بين بيع الغنمة التي نقتنيها عادة ك"مانوحة" وشراء واحدة غيرها. حملت الطنجرة الألمنيوم الصغيرة والمبلغ في داخلها ووضعت الصندل البلاستيكي في قدمي وانطلقت لأداء المهمة المطلوبة. عندما وصلت الحارة المجاورة لحارتنا في منتصف المسافة بين البيت والمطعم التقيت بعدد من الأصحاب من أبناء الحارة، بينهم ابن صفي خليل. وقفت معهم قليلاً، تحدثنا، انتبه خليل لقلم ملون من الحبر الجاف أحمله في جيب قميصي. تناوله وتأمله، وقرر أن يمزح معي مزحة ثقيلة، مزحة أو شيطنة، رمى القلم ليسقط القلم على سطح بيت قديم مجاور. استنكرت فعلته، وربما شتمته، وكان لا بد من أن أستعيد ذلك القلم، الذي حصلت عليه من معلم قريب لنا تقديراً لاختبار أجراه لي بكلمات باللغة الإنجليزية إذ أبهرته بمعرفة كلمات متقدمة على ما يعرفه تلاميذ الصف السادس. كان البيت ملاصقاً لخرابة صغيرة، عبارة عن بيت صغير انهار سقفه فحوّله الجيران إلى مكب لنفاياتهم. تسلقت جدار الخرابة ومنها إلى سطح البيت وتناولت قلمي. فعلت ذلك كله وأنا ممسك بالطنجرة الصغيرة وبداخلها المبلغ الذي سأدفعه ثمن اللبن. بدأت الرجوع سيراً على الجدار لأنزل منه إلى داخل الخرابة ثم إلى الشارع. انفلت حجر من الجدار من تحت قدمي فوقعت داخل الخرابة التي تحوي كل ما يلقيه الجيران فيها من نفايات من بينها أوانٍ زجاجية محطمة. نهضت ساحباً يدي التي كانت وسط كومة النفايات، فانطلق دم غزير من ظاهر يدي، ينشّب في الهواء، جرحان كبيران، أحدهما يتضمن قطعاً في وعاء دموي جعل الدم ينطلق كنافورة. تجمع الأولاد وبينهم خليل يولول ويعتذر. كنت ممسكاً يدي اليمنى الجريحة بيدي اليسرى وقلت لهم أن يجمعوا الطنجرة والقروش المتناثر، أما القلم فكان في جيبي. خرجت سيدة من بوابة البيت المجاور على ضجيج الأولاد وصراخهم، أدخلتني إلى ساحة بيتهم الصغير، كانت في غاية اللطف وحاولت تهدئتي، وحاوت معالجة الوضع بالأساليب التقليدية بوضع كمية من البن على الجرح دون فائدة، فتدخلت ابنتها التي حضرت من داخل الد ......
#ندبة
#ظاهر
#اليد-قصة
#قصيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699066