آرام كربيت : أبق حيث الغناء ـ 10 ـ
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت بدأت المعاناة تفعل فعلها بي، لقد دخلت في ورطة، بقائي في الأردن مأساة لي، ليس في حوزتي المال الكافي لأبقى في البلد، ولا استطيع العودة إلى وطني خوفًا من الاعتقال. أصبحت بين نارين وعلي أن اختار، أمران أحلاهما مر.وبدأت الاسئلة المنطقية تراود عقلي، إلى متى سأبقى في بيت نجيب؟ هل سيتحملني هذا الرجل شهرين أو ثلاثة؟ ومن المعيب أن أحجز حريته وحياته الخاصة، وأبقى لديه، بيد أن السؤال يقول: ـ إلى أين سأذهب، والمال الذي في يدي قليل للغاية في بلد غال جدًا كالأردن، ماذا سأفعل بهذا الجسد، الثقل الذي أحمله على نفسي ووجودي، الذي يطلب مني أن أغذيه بالطعام والنوم والراحة والقراءة؟أنام خائفًا واستيقظ خائفًا أن تنتهي النقود التي في حوزتي وأبقى عاريًا. لم يتصل بي سوى أختي صونيا وأخي هاكوب، أصبحت وحيدًا لا صديق لي ولا معين. الفراغ قاتل، ويقتل عندما تشعر بعدم الأمان. في السجن، الدولة تؤمن لك الطعام والنوم والجلد اي الضرب اليومي، ومسؤولة عن حياتك، بمعنى هناك غطاء يحميك من التشرد والضياع، ومعك أصدقاء ورفاق يفهمون عليك وتفهم عليهم، الثقافة والمعرفة كانا كنزًا يجمعنا، والوعي والخوف والأمل بالخروج منه. قلت لنفسي:ـ آرام، اليوم أنت وحيد، تلتقي بالناس لهم هموم أكثر من همومك، معاناتهم أكثر من معاناتك، مشاكلهم وظروفهم قاتلة. ولم يعد الحديث مع الناس كالحديث مع رفاق السجن، الذين كانوا يتناولون قضايا الفكر أو السياسة أو الأدب والفن والموسيقا، أو المسرح والسينما أو كرة القدم. خرجت من عالم الثقافة، السجن، المملوء بالمثقفين، لديهم نكران قاتل للذات، مع المهمشين البسطاء وجهًا لوجه، أحاديثم تتناول هموم الحياة والمعيشة والكفاح من أجل لقمة العيش لأنفسهم وأسرهم. كنت اقرأ الخوف في نظراتهم من المستقبل، وغياب الأمل في حياة اقل قسوة. شعرت بالحسرة والحزن أنني في عالم ليس عالمي، وفي مكان ليس مكاني، ومنفصل عن كل ما يدور حولي. وكان نجيب هو الرئة الوحيدة التي مدتني بالبقاء والاستمرار، وعندما كان يرى حزني:ـ لا تخف يا آرام، أنا معك، سند لك ولن أتركك.كنت أنظر إليه بحرقة وحزن، خرجت من السجن، تدمر المدمر، لأدخل في محنة جديدة، لا أعرف ماذا أفعل، ولا أملك القدرة النفسية والجسدية على البدء من جديد، قلت لنجيب:ـ أريد أن أعمل في غسل الصحون في مطعم الفردوس الذي تعمل فيه، أو سأعود إلى سوريا، السجن.ـ لن أسمح لك بالعودة إلى السجن مهما كلف الثمن، ستبقى، وستكمل طريقك إلى الأمام. ـ وضعك المادي ليس على ما يرام، يا دوب تنقذ نفسك من براثن الفقر، أنا عبء عليك يا صديقي. والحياة صعبة في هذا البلد الصعب.ـ لن تعود، أسمع ما أقوله لك. هذا البيت بيتك، وستبقى فيه معي. وسنأكل الطعام ذاته معًا.ـ آه، لم أتعود أن أعيش عالة على أحد. أشعر بالعار.ـ أذهب إلى المفوضية وقدم أوراقك وسنرى معًا ماذا سيحدث لك؟كلام نجيب كان مشجعًا:قلت لنفسي:ـ علي بالصبر والثبات، لدي سقف وما زال الوقت مبكرًا على الحزن. ما زال المجهول هو غطاءك، تحمل يا رجل، أقبل على المخاطرة. لم يسبق أنني كنت مغامرًا، كنت وما زلت أدرس خياراتي بدقة شديدة، بيد أن الحياة تفلت مني في مواقف كثيرة ولا أستطيع القبض عليها.حددت المفوضية يومًا في الأسبوع لمن يريد أن يقدم اللجوء، اعتقد كان يوم الأربعاء، لا أذكر بالضبط، متى، لكن هذا اليوم في شهر أكتوبر من العام 2001. ذهبت صباحًا إلى مقر المفوضية، وكان يغلب عقلي حزن كبير، واسئلة كثيرة، وعزلة عن المعرفة عما يدور في هذا المكان الجديد. فلم يسبق أنني فكرت بالمفوضية، أو ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688132
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت بدأت المعاناة تفعل فعلها بي، لقد دخلت في ورطة، بقائي في الأردن مأساة لي، ليس في حوزتي المال الكافي لأبقى في البلد، ولا استطيع العودة إلى وطني خوفًا من الاعتقال. أصبحت بين نارين وعلي أن اختار، أمران أحلاهما مر.وبدأت الاسئلة المنطقية تراود عقلي، إلى متى سأبقى في بيت نجيب؟ هل سيتحملني هذا الرجل شهرين أو ثلاثة؟ ومن المعيب أن أحجز حريته وحياته الخاصة، وأبقى لديه، بيد أن السؤال يقول: ـ إلى أين سأذهب، والمال الذي في يدي قليل للغاية في بلد غال جدًا كالأردن، ماذا سأفعل بهذا الجسد، الثقل الذي أحمله على نفسي ووجودي، الذي يطلب مني أن أغذيه بالطعام والنوم والراحة والقراءة؟أنام خائفًا واستيقظ خائفًا أن تنتهي النقود التي في حوزتي وأبقى عاريًا. لم يتصل بي سوى أختي صونيا وأخي هاكوب، أصبحت وحيدًا لا صديق لي ولا معين. الفراغ قاتل، ويقتل عندما تشعر بعدم الأمان. في السجن، الدولة تؤمن لك الطعام والنوم والجلد اي الضرب اليومي، ومسؤولة عن حياتك، بمعنى هناك غطاء يحميك من التشرد والضياع، ومعك أصدقاء ورفاق يفهمون عليك وتفهم عليهم، الثقافة والمعرفة كانا كنزًا يجمعنا، والوعي والخوف والأمل بالخروج منه. قلت لنفسي:ـ آرام، اليوم أنت وحيد، تلتقي بالناس لهم هموم أكثر من همومك، معاناتهم أكثر من معاناتك، مشاكلهم وظروفهم قاتلة. ولم يعد الحديث مع الناس كالحديث مع رفاق السجن، الذين كانوا يتناولون قضايا الفكر أو السياسة أو الأدب والفن والموسيقا، أو المسرح والسينما أو كرة القدم. خرجت من عالم الثقافة، السجن، المملوء بالمثقفين، لديهم نكران قاتل للذات، مع المهمشين البسطاء وجهًا لوجه، أحاديثم تتناول هموم الحياة والمعيشة والكفاح من أجل لقمة العيش لأنفسهم وأسرهم. كنت اقرأ الخوف في نظراتهم من المستقبل، وغياب الأمل في حياة اقل قسوة. شعرت بالحسرة والحزن أنني في عالم ليس عالمي، وفي مكان ليس مكاني، ومنفصل عن كل ما يدور حولي. وكان نجيب هو الرئة الوحيدة التي مدتني بالبقاء والاستمرار، وعندما كان يرى حزني:ـ لا تخف يا آرام، أنا معك، سند لك ولن أتركك.كنت أنظر إليه بحرقة وحزن، خرجت من السجن، تدمر المدمر، لأدخل في محنة جديدة، لا أعرف ماذا أفعل، ولا أملك القدرة النفسية والجسدية على البدء من جديد، قلت لنجيب:ـ أريد أن أعمل في غسل الصحون في مطعم الفردوس الذي تعمل فيه، أو سأعود إلى سوريا، السجن.ـ لن أسمح لك بالعودة إلى السجن مهما كلف الثمن، ستبقى، وستكمل طريقك إلى الأمام. ـ وضعك المادي ليس على ما يرام، يا دوب تنقذ نفسك من براثن الفقر، أنا عبء عليك يا صديقي. والحياة صعبة في هذا البلد الصعب.ـ لن تعود، أسمع ما أقوله لك. هذا البيت بيتك، وستبقى فيه معي. وسنأكل الطعام ذاته معًا.ـ آه، لم أتعود أن أعيش عالة على أحد. أشعر بالعار.ـ أذهب إلى المفوضية وقدم أوراقك وسنرى معًا ماذا سيحدث لك؟كلام نجيب كان مشجعًا:قلت لنفسي:ـ علي بالصبر والثبات، لدي سقف وما زال الوقت مبكرًا على الحزن. ما زال المجهول هو غطاءك، تحمل يا رجل، أقبل على المخاطرة. لم يسبق أنني كنت مغامرًا، كنت وما زلت أدرس خياراتي بدقة شديدة، بيد أن الحياة تفلت مني في مواقف كثيرة ولا أستطيع القبض عليها.حددت المفوضية يومًا في الأسبوع لمن يريد أن يقدم اللجوء، اعتقد كان يوم الأربعاء، لا أذكر بالضبط، متى، لكن هذا اليوم في شهر أكتوبر من العام 2001. ذهبت صباحًا إلى مقر المفوضية، وكان يغلب عقلي حزن كبير، واسئلة كثيرة، وعزلة عن المعرفة عما يدور في هذا المكان الجديد. فلم يسبق أنني فكرت بالمفوضية، أو ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=688132
الحوار المتمدن
آرام كربيت - أبق حيث الغناء ـ 10 ـ
آرام كربيت : أبق حيث الغناء 11
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت بعد بضعة أيام من هذا الحديث جاء نجيب بالسيارة، قال لي:ـ أخذت إجازة من العمل هذا اليوم، سنذهب إلى عجلون، هناك يسكن أهلي، سننام هناك، لدي حفلة، سأغني فيها، وستكون معي ونعود في الصباح. ستتعرف على أبي وأمي وأخي طارق ورامي وأختي ليلى وسناء وزوجها كمال وابنته تغريد.جلس نجيب خلف المقود وجلست إلى جانبه، وسارت السيارة في شوارع عمان الجميلة، شوارع عريضة مخططة، نظيفة قليلة الكثافة السكانية، لا زحمة ولا عجقة.كنت أتمعن في وجوه الناس، السيارات الحديثة واقارنها بدمشق، حيث الفوضى والاضطراب في كل شيء. المحلات متباعدة في الشوارع الرئيسية، كل شيء منظم، المطاعم كبيرة، كل شيء مختلف عن سوريا إلى أن خرجنا من هذه المدينة المبهرة لي.بمجرد أن أصبحنا في الطبيعة شعرت أن هذه الأخيرة أبهجت روحي، أشجار أشجار على طرفي الطريق، تلال وراء تلال، على امتداد الأرض والسماء، اللون الأخضر الفاتح لأشجار الزيتون يبهج النفس، معاصر الزيت، بيوت مترامية الأطراف مرمية على التلال كالنجوم المتلألئة في السماء. كدت أعانق الأرض وكل ما عليها.لأول مرة شعرت أنني تحررت من السجن عندما التصقت بهذا المكان الممتد بين عمان وعجلون، كل شيء جديد علي، وأريد أن أزداد معرفة، تحررًا، والطبيعة هي الوحيدة القادرة أن تعيد للإنسان ثقته بنفسه وبالمكان والحياة.فتح نجيب مكبر صوت المسجلة، ومضينا نغني بعالي الصوت، ونضحك وكأننا نعرف بعضنا منذ عشرات السنين. الذي يوحد الإنسان بالإنسان هي الثقة بالدرجة الأولى، الوضوح، الحب، الاهتمام، الاحترام، العطاء دون حساب.في الطبيعة، يشعر المرء أنه حر دون أن يقول أو يعبر. الطبيعة هي الحرية.كانت الرحلة بالنسبة لي من عمان إلى عجلون نعمة، بهاء وجلال، سحر. المكان أضفى على قلبي الكثير من الجمال والاسترخاء. وبدد الغربة، بل دخلت في مساومة مع نفسي، قلت لها، أنس كل شيء وأبق هنا في أحضان الحياة، وحضرة المكان الجديد.على جانب الطريق رأينا امرأة كبيرة بالسن ومعها امرأة أخرى أصغر وفتاة في مقتبل العمر، ودخان خفيف يتصاعد من المكان، دققت النظر، شاهدت ساجًا على مجموعة حجارة من الصوان، وإلى جانبه أو بالقرب منه تنور، قلت لنجيب: قف هنا، دعنا نشاهد ماذا يفعلون، أنا مغرم بالتنور، بشكله وتكوينه وطريقة الخبز ووهج النار المتصاعد منه. ورأيت إلى جانب التنور الكثير من الحطب، وعدة الخبز كالوسادة التي تحمل العجين والوعاء وماء. سحرت بكوة التنور الذي يدخل فيها الوسادة المحملة بالعجين ويلصق به. في هذه اللحظة الراحلة من العمر الراحل:تذكرت أمي، التنور في الأرياف التي عشنا فيها بسبب عمل أبي، وجع التنقل من مكان إلى أخر، اهتزاز النفس وعدم استقرارها خاصة لطفل صغير في مقتبل العمر لا يتجاوز الرابعة والخامسة والسادسة، رائحة الحطب على ثياب أمي، ووهج النار المرسوم على ملامحها البيضاء كالحليب، حرائقه على قسماتها، لسعات النار على أصابعها ويديها. وكنت كما كنت، أرى وجه أمي مثل الزمن الأول والفرح الأول. وكنت مغرمًا بالعجين المختمر في الطشت، بالأغطية عليه, وأدرس الانتظار الممل والمتعب، والقلق المرسوم على وجهها وعينها المحدق في أعيننا, والترقب القلق لنضوج الرغيف.لم أعد أذكر أي تنور؟ كل التنانير كانوا معنا في رحلاتنا, في حوش مدينة رأس العين, في المناجير وتل كيفجي، في القامشلي وضيعة دبانة عندما كنا نذهب إليها في الفترات المتقطعة المتباعدة أثناء زيارتنا لبيت جدي.كان زمن طفولتنا جميلا, بريئا خاليًا من الآلات والتقنيات الحديثة، خاليًا من الهروب المنظم من الطبيعة والبراءة. وكانت سعاد ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692195
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت بعد بضعة أيام من هذا الحديث جاء نجيب بالسيارة، قال لي:ـ أخذت إجازة من العمل هذا اليوم، سنذهب إلى عجلون، هناك يسكن أهلي، سننام هناك، لدي حفلة، سأغني فيها، وستكون معي ونعود في الصباح. ستتعرف على أبي وأمي وأخي طارق ورامي وأختي ليلى وسناء وزوجها كمال وابنته تغريد.جلس نجيب خلف المقود وجلست إلى جانبه، وسارت السيارة في شوارع عمان الجميلة، شوارع عريضة مخططة، نظيفة قليلة الكثافة السكانية، لا زحمة ولا عجقة.كنت أتمعن في وجوه الناس، السيارات الحديثة واقارنها بدمشق، حيث الفوضى والاضطراب في كل شيء. المحلات متباعدة في الشوارع الرئيسية، كل شيء منظم، المطاعم كبيرة، كل شيء مختلف عن سوريا إلى أن خرجنا من هذه المدينة المبهرة لي.بمجرد أن أصبحنا في الطبيعة شعرت أن هذه الأخيرة أبهجت روحي، أشجار أشجار على طرفي الطريق، تلال وراء تلال، على امتداد الأرض والسماء، اللون الأخضر الفاتح لأشجار الزيتون يبهج النفس، معاصر الزيت، بيوت مترامية الأطراف مرمية على التلال كالنجوم المتلألئة في السماء. كدت أعانق الأرض وكل ما عليها.لأول مرة شعرت أنني تحررت من السجن عندما التصقت بهذا المكان الممتد بين عمان وعجلون، كل شيء جديد علي، وأريد أن أزداد معرفة، تحررًا، والطبيعة هي الوحيدة القادرة أن تعيد للإنسان ثقته بنفسه وبالمكان والحياة.فتح نجيب مكبر صوت المسجلة، ومضينا نغني بعالي الصوت، ونضحك وكأننا نعرف بعضنا منذ عشرات السنين. الذي يوحد الإنسان بالإنسان هي الثقة بالدرجة الأولى، الوضوح، الحب، الاهتمام، الاحترام، العطاء دون حساب.في الطبيعة، يشعر المرء أنه حر دون أن يقول أو يعبر. الطبيعة هي الحرية.كانت الرحلة بالنسبة لي من عمان إلى عجلون نعمة، بهاء وجلال، سحر. المكان أضفى على قلبي الكثير من الجمال والاسترخاء. وبدد الغربة، بل دخلت في مساومة مع نفسي، قلت لها، أنس كل شيء وأبق هنا في أحضان الحياة، وحضرة المكان الجديد.على جانب الطريق رأينا امرأة كبيرة بالسن ومعها امرأة أخرى أصغر وفتاة في مقتبل العمر، ودخان خفيف يتصاعد من المكان، دققت النظر، شاهدت ساجًا على مجموعة حجارة من الصوان، وإلى جانبه أو بالقرب منه تنور، قلت لنجيب: قف هنا، دعنا نشاهد ماذا يفعلون، أنا مغرم بالتنور، بشكله وتكوينه وطريقة الخبز ووهج النار المتصاعد منه. ورأيت إلى جانب التنور الكثير من الحطب، وعدة الخبز كالوسادة التي تحمل العجين والوعاء وماء. سحرت بكوة التنور الذي يدخل فيها الوسادة المحملة بالعجين ويلصق به. في هذه اللحظة الراحلة من العمر الراحل:تذكرت أمي، التنور في الأرياف التي عشنا فيها بسبب عمل أبي، وجع التنقل من مكان إلى أخر، اهتزاز النفس وعدم استقرارها خاصة لطفل صغير في مقتبل العمر لا يتجاوز الرابعة والخامسة والسادسة، رائحة الحطب على ثياب أمي، ووهج النار المرسوم على ملامحها البيضاء كالحليب، حرائقه على قسماتها، لسعات النار على أصابعها ويديها. وكنت كما كنت، أرى وجه أمي مثل الزمن الأول والفرح الأول. وكنت مغرمًا بالعجين المختمر في الطشت، بالأغطية عليه, وأدرس الانتظار الممل والمتعب، والقلق المرسوم على وجهها وعينها المحدق في أعيننا, والترقب القلق لنضوج الرغيف.لم أعد أذكر أي تنور؟ كل التنانير كانوا معنا في رحلاتنا, في حوش مدينة رأس العين, في المناجير وتل كيفجي، في القامشلي وضيعة دبانة عندما كنا نذهب إليها في الفترات المتقطعة المتباعدة أثناء زيارتنا لبيت جدي.كان زمن طفولتنا جميلا, بريئا خاليًا من الآلات والتقنيات الحديثة، خاليًا من الهروب المنظم من الطبيعة والبراءة. وكانت سعاد ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692195
الحوار المتمدن
آرام كربيت - أبق حيث الغناء 11
آرام كربيت : أبق حيث الغناء ـ 12 ـ
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت ـ هذا بيت أهلي، أنظر إلى هناك، وأشار إلى فلسطين، هناك قلعة على ذلك الجبل المزين بالأشجار هو قلعة عجلون، سنزورها إذا وقتنا سمح بذلك.رحت أمعن، أنظر إلى عجلون وطبيعة عجلون باستغراب شديد:هل يوجد في الأردن مثل هذه الطبيعة الساحرة؟ لماذا لم أعرف أي شيء عن هذا البلد العربي الساحر؟ يا إلهي على هذا القدر الجميل، الذي جاء بي إلى نجيب وبيت أهل نجيب؟ وقلت لنفسي:ـ الانتماء إلى المكان هو جزء من جدلية الحياة والموت والبقاء. بيني وبين هذه الأرض جاذبية غريبة لا يمكن تفسيرها، أريد أن أقبض على الدهر، لأبقى ماسكًا هذه الأرض لأبقى عليها وأكون فيها. واستمر وأكون جزءًا منها. ثم قلت لنفسي، أنها السياسة، الوحشة، الفراق والافتراق، تقود إلإنسان إلى التمزق الذاتي والعملي، تشوهه، تفككه، تحوله إلى وحش كاسر، متوحش، يأكل الحجارة والبيوت والتراث والبراكين وحيتان المحيطات وأسماك السلمون والقرش. عندما تحول الإنسان إلى كائن سياسي أصبح عدوًا لذاتت، عدو البقاء على هذا الوجود، وبدأ بأكل نفسه وتمزيقها من الداخل ثم انتقل إلى اكل الطبيعة كلها، ولن يقف إلا بفناء هذا العالم. وقلت:ما أقسى أن يفكر الإنسان بمنطق أعوج.وصلنا إلى البيت، وقفت السيارة على مسافة أمتار منه، المكان هادئ، بعيد عن حركة الناس والسوق والآليات والسيارات، وفيه القليل من الناس. رأيت في عيون أهل نجيب رائحة الأرض الخضراء، حقول القمح والذرة وأقواس القزح. عائلة لها طعم الأرض المشبع بالمطر وخيوط السنابل المتمددة إلى جذور السماء، وجوه شابة بريئة، يمكننا قراءة البسمة الدافئة الرقيقة على ملامحهم، النضارة على الوجنات، والفرحة الممزوجة بالحسرة أخذتنا إلى البعيد عندما اقتربوا أكثر، ورأوا نجيب، وكأنه إله قادم من السماء. كل ما يقترب أحدهم منه يحضنه ويرحبوا به أيما ترحيب. ورحبوا بي، وتعاملوا معي كأخ وصديق لهم.دخلنا إلى البيت الواسع، على الطراز الحديث هندسيًا، بيد أن جماله جمال، جمال قابع فوق أعلى قمة من قمم عجلون، في السماء.وقفت أنظر إلى الجنوب الغربي والشمالي، مسحورًا بالمكان الأليف، واتساءل:ـ لماذا لم نرتق إلى مصاف الدول المتقدمة ولدينا كل مقومات الحياة؟ لماذا بقيت بلادنا رهينة الاستبداد الديني والاجتماعي؟ إلى متى سيبقى الشرق مثقلًا بحمولاته الداخلية ولا يرغب في الخروج منه؟ في البيت كان هناك والد نجيب الأخ العزيز سالم، الرجل الهادئ، الطويل القامة، الجميل القسمات، الأبيض الوجه. رحب بنا بسعادة بالغة. هذا الرجل كان يردد دائمًا عندما أكون بحضوره، ويعبر عن أعجاب واعتزازه بعجلون وبأرض عجلون، مسحورًا بأرض وطنه. ومرات كثيرة كنت أذهب معه إلى الأرض في الجهة الغربية من عجلون، ننزل الوادي ثم نصعد بالسيارة اللاندروفر إلى الجبل القريب من قلعة عجلون، نمشي في الأرض الخضراء، هناك تكون أم نجيب جالسة على الكرسي في انتظارنا.جالسة هناك، بالقرب من الحقل أو على جانب من جوانبه تنظر إلى الشمس أو الشجر او الحقل. واحيانًا كثيرة يتواجد الأعمام وأولاد الأعمام والخال والعمة فيتحول المكان إلى مزار أو كرنفال يشع بالناس الجميلة. وابو نجيب رجل جاد وصادق وأمين، مرات كثيرة كنت أمشي برفقته أراه مرتاح البال، في حالة استرخاء. ومرات يذهب بعيدًا، أرى المرارة تخرج من صدره وكأنه يريد القول أن زمن الأرض والشجر والناس في بلادنا مات. ومات الثمر والفرح، بيد أنه كان يعبر عن تمسكه الأصيل بالبلد، يحدثني عنه، يرافق ذلك أحيانًا كثيرة حزن دفين، يمد يده وكأنه يخرج قلبه من صدره ويعبر عن ذلك بوضوح عن عجز الأرض أن تكون أرضًا ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692301
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت ـ هذا بيت أهلي، أنظر إلى هناك، وأشار إلى فلسطين، هناك قلعة على ذلك الجبل المزين بالأشجار هو قلعة عجلون، سنزورها إذا وقتنا سمح بذلك.رحت أمعن، أنظر إلى عجلون وطبيعة عجلون باستغراب شديد:هل يوجد في الأردن مثل هذه الطبيعة الساحرة؟ لماذا لم أعرف أي شيء عن هذا البلد العربي الساحر؟ يا إلهي على هذا القدر الجميل، الذي جاء بي إلى نجيب وبيت أهل نجيب؟ وقلت لنفسي:ـ الانتماء إلى المكان هو جزء من جدلية الحياة والموت والبقاء. بيني وبين هذه الأرض جاذبية غريبة لا يمكن تفسيرها، أريد أن أقبض على الدهر، لأبقى ماسكًا هذه الأرض لأبقى عليها وأكون فيها. واستمر وأكون جزءًا منها. ثم قلت لنفسي، أنها السياسة، الوحشة، الفراق والافتراق، تقود إلإنسان إلى التمزق الذاتي والعملي، تشوهه، تفككه، تحوله إلى وحش كاسر، متوحش، يأكل الحجارة والبيوت والتراث والبراكين وحيتان المحيطات وأسماك السلمون والقرش. عندما تحول الإنسان إلى كائن سياسي أصبح عدوًا لذاتت، عدو البقاء على هذا الوجود، وبدأ بأكل نفسه وتمزيقها من الداخل ثم انتقل إلى اكل الطبيعة كلها، ولن يقف إلا بفناء هذا العالم. وقلت:ما أقسى أن يفكر الإنسان بمنطق أعوج.وصلنا إلى البيت، وقفت السيارة على مسافة أمتار منه، المكان هادئ، بعيد عن حركة الناس والسوق والآليات والسيارات، وفيه القليل من الناس. رأيت في عيون أهل نجيب رائحة الأرض الخضراء، حقول القمح والذرة وأقواس القزح. عائلة لها طعم الأرض المشبع بالمطر وخيوط السنابل المتمددة إلى جذور السماء، وجوه شابة بريئة، يمكننا قراءة البسمة الدافئة الرقيقة على ملامحهم، النضارة على الوجنات، والفرحة الممزوجة بالحسرة أخذتنا إلى البعيد عندما اقتربوا أكثر، ورأوا نجيب، وكأنه إله قادم من السماء. كل ما يقترب أحدهم منه يحضنه ويرحبوا به أيما ترحيب. ورحبوا بي، وتعاملوا معي كأخ وصديق لهم.دخلنا إلى البيت الواسع، على الطراز الحديث هندسيًا، بيد أن جماله جمال، جمال قابع فوق أعلى قمة من قمم عجلون، في السماء.وقفت أنظر إلى الجنوب الغربي والشمالي، مسحورًا بالمكان الأليف، واتساءل:ـ لماذا لم نرتق إلى مصاف الدول المتقدمة ولدينا كل مقومات الحياة؟ لماذا بقيت بلادنا رهينة الاستبداد الديني والاجتماعي؟ إلى متى سيبقى الشرق مثقلًا بحمولاته الداخلية ولا يرغب في الخروج منه؟ في البيت كان هناك والد نجيب الأخ العزيز سالم، الرجل الهادئ، الطويل القامة، الجميل القسمات، الأبيض الوجه. رحب بنا بسعادة بالغة. هذا الرجل كان يردد دائمًا عندما أكون بحضوره، ويعبر عن أعجاب واعتزازه بعجلون وبأرض عجلون، مسحورًا بأرض وطنه. ومرات كثيرة كنت أذهب معه إلى الأرض في الجهة الغربية من عجلون، ننزل الوادي ثم نصعد بالسيارة اللاندروفر إلى الجبل القريب من قلعة عجلون، نمشي في الأرض الخضراء، هناك تكون أم نجيب جالسة على الكرسي في انتظارنا.جالسة هناك، بالقرب من الحقل أو على جانب من جوانبه تنظر إلى الشمس أو الشجر او الحقل. واحيانًا كثيرة يتواجد الأعمام وأولاد الأعمام والخال والعمة فيتحول المكان إلى مزار أو كرنفال يشع بالناس الجميلة. وابو نجيب رجل جاد وصادق وأمين، مرات كثيرة كنت أمشي برفقته أراه مرتاح البال، في حالة استرخاء. ومرات يذهب بعيدًا، أرى المرارة تخرج من صدره وكأنه يريد القول أن زمن الأرض والشجر والناس في بلادنا مات. ومات الثمر والفرح، بيد أنه كان يعبر عن تمسكه الأصيل بالبلد، يحدثني عنه، يرافق ذلك أحيانًا كثيرة حزن دفين، يمد يده وكأنه يخرج قلبه من صدره ويعبر عن ذلك بوضوح عن عجز الأرض أن تكون أرضًا ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692301
الحوار المتمدن
آرام كربيت - أبق حيث الغناء ـ 12 ـ
آرام كربيت : أبق حيث الغناء 13
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت في اليوم التالي أخذتنا السيارة إلى قلعة عجلون وسط كم هائل من الأشجار والتلال، شعرت بالدفئ والحنان في هذا المكان الصامت، رائحة الناس، صوت أنفاسهم المشتعلة المتداخلة بين ثنائية الموت والحياة، دمائهم المسكوبة في شرخ الزمن، الصخور الكبيرة تتكلم والحجارة تنطق، تأتيني أصوات هؤلاء الذين بنوا وعمروا ثم رحلوا إلى الخلود البارد. كان النسيم يضرب وجهي في هذه الأيقونة التاريخية، زواية النبال، وجه الرجال بيدهم القوس والنشاب متحفزين قلقين، العدو في الأسفل أو على الأطراف الدائرية للقلعة يتحين الفرصة ليصعد إلى أعلى، ليصل الشرق بالغرب قاطعًا الدهر المكسور والحضارة المهزومة.كنت برفقة رامي أخو نجيب، أتامل الحياة برفقة الحياة، مذهولًا من قدرة الناس على الرحيل دون وداع، ضربات النسيم في بعضه يأخذني من يدي ويرميني في الزمن المتضارب في بعضه، ويدفعني للسؤال:ـ لماذا بنى الناس هذا الصمت الجميل قبل ألف سنة، وتركوه لنا ورحلوا، ماذا كانوا يظنون أنهم فاعلون؟قلعة عجلون في القمة كأنها صرح معلق في الفضاء لوحدها، نقطة في بحر من الأشجار والجمال والأخضرار، وأقول لنفسي، هل هناك منطقة في العالم بهذه الهيبة والوحشة والفراغ والأمتلاء، صوت التاريخ القابع في هذه المنطقة المضطربة المتحركة للحفاظ على بقايا حياة في مكان مملوء بخطوط المواصلات على في مختلف الاتجهات تسير الجمال والبغال والخيول، ليكتمل التداخل بين الشرق والغرب والتنافر والتنابذ أيضًا، طريق يأخذنا ويجيبنا الى أوروبا ويعيدنا إلى الحج والبحر وبلاد الشام والحجاز، بين طبريا ومرقد المسيح وغزوات الصليبيين، وطرق التجارة والحب والقتال. عجلون صرخة الجمال الخالد، فيها أحببت الحياة، الانتماء والانفصال والأحاسيس المختلطة المتضاربة، وكنت أقول لنفسي:ـ لمن بنوا ما دموا يعرفون أنهم راحلون، بيد إلى إين ذهبوا؟ نهر الأردن على مرمى حجر، طبريا، صوت الأنبياء المستقر في الذاكرة، التوراة والأنجيل والقرآن، الناس، ومن هنا مر الجلاوزة والعساكر حاملين سيوفهم ورماحهم، وروح السيطرة مسيطرًا عليهم، والأبراج شواهد في زواياها، جدران سميكة والخندق الذي يحيط بالمكان أعادتني هذه القلعة إلى قلعة الرحبة في الميادين، بالمواصفات المتقاربة، حلفات السهام والحاجة إلى الحماية، عندما كنت برفقة الصديق المرحوم تراك العليوي أثناء زيارتي إلى هذه البلدة السورية في فترة الشباب الأول عندما كنّا في الجيش أثناء الخدمة الإلزامية.يعزمني تراك العليوي إلى بيته، نخرج من الثكنة في المنطقة المحيطة بنادي الفرات والشرطة العسكرية وصف الضباط في مدينة دير الزور، نتبضع المدينة في انتماءنا لها، نسير بفرح الشباب وحيويته على الأقدام إلى أن نصل إلى الكراج، نصعد المكرو باص ونتجه إلى الميادين، المدينة الصغيرة المملوءة بزملائي الذين معي في الجيش، وبمجرد أن يعلموا بوجودي في البيت يتقاطرون إليه للسهر فيه معًا، نتعشى ونتجه نحو الفرات برفقة الصديق وليد مهيدي أو إلى بقرص فوقاني أو تحتاني أو أم حسن لزيارة الصديق موسى موسي، في زمن الفرح ترى الفرح يرقص أمام عينيك، تضحك دون ضحك وتساكن السرور والغبطة لأن داخلك هو الساعي للحب. قلعة صمدت في وجه الزمن وبقيت شاهدًا على البقاء.يستطيع المرء أن يرى الدهاليز والممرات والقاعات وأماكن النوم واستطبلات الخيول وآبار المياه الجافة، ووادي الأردن ومرتفعات القدس وجبال، جبل الشيخ وثلوجه، وصحارى دير الزور والسباحة في الفرات في قرية بقرص ورؤية آثارها أو حضارة ماري أول حضارة في المنطقةبعد ثلاث أشهر من وجودي في الأردن اتصلت بي موظفة في منظم ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695193
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت في اليوم التالي أخذتنا السيارة إلى قلعة عجلون وسط كم هائل من الأشجار والتلال، شعرت بالدفئ والحنان في هذا المكان الصامت، رائحة الناس، صوت أنفاسهم المشتعلة المتداخلة بين ثنائية الموت والحياة، دمائهم المسكوبة في شرخ الزمن، الصخور الكبيرة تتكلم والحجارة تنطق، تأتيني أصوات هؤلاء الذين بنوا وعمروا ثم رحلوا إلى الخلود البارد. كان النسيم يضرب وجهي في هذه الأيقونة التاريخية، زواية النبال، وجه الرجال بيدهم القوس والنشاب متحفزين قلقين، العدو في الأسفل أو على الأطراف الدائرية للقلعة يتحين الفرصة ليصعد إلى أعلى، ليصل الشرق بالغرب قاطعًا الدهر المكسور والحضارة المهزومة.كنت برفقة رامي أخو نجيب، أتامل الحياة برفقة الحياة، مذهولًا من قدرة الناس على الرحيل دون وداع، ضربات النسيم في بعضه يأخذني من يدي ويرميني في الزمن المتضارب في بعضه، ويدفعني للسؤال:ـ لماذا بنى الناس هذا الصمت الجميل قبل ألف سنة، وتركوه لنا ورحلوا، ماذا كانوا يظنون أنهم فاعلون؟قلعة عجلون في القمة كأنها صرح معلق في الفضاء لوحدها، نقطة في بحر من الأشجار والجمال والأخضرار، وأقول لنفسي، هل هناك منطقة في العالم بهذه الهيبة والوحشة والفراغ والأمتلاء، صوت التاريخ القابع في هذه المنطقة المضطربة المتحركة للحفاظ على بقايا حياة في مكان مملوء بخطوط المواصلات على في مختلف الاتجهات تسير الجمال والبغال والخيول، ليكتمل التداخل بين الشرق والغرب والتنافر والتنابذ أيضًا، طريق يأخذنا ويجيبنا الى أوروبا ويعيدنا إلى الحج والبحر وبلاد الشام والحجاز، بين طبريا ومرقد المسيح وغزوات الصليبيين، وطرق التجارة والحب والقتال. عجلون صرخة الجمال الخالد، فيها أحببت الحياة، الانتماء والانفصال والأحاسيس المختلطة المتضاربة، وكنت أقول لنفسي:ـ لمن بنوا ما دموا يعرفون أنهم راحلون، بيد إلى إين ذهبوا؟ نهر الأردن على مرمى حجر، طبريا، صوت الأنبياء المستقر في الذاكرة، التوراة والأنجيل والقرآن، الناس، ومن هنا مر الجلاوزة والعساكر حاملين سيوفهم ورماحهم، وروح السيطرة مسيطرًا عليهم، والأبراج شواهد في زواياها، جدران سميكة والخندق الذي يحيط بالمكان أعادتني هذه القلعة إلى قلعة الرحبة في الميادين، بالمواصفات المتقاربة، حلفات السهام والحاجة إلى الحماية، عندما كنت برفقة الصديق المرحوم تراك العليوي أثناء زيارتي إلى هذه البلدة السورية في فترة الشباب الأول عندما كنّا في الجيش أثناء الخدمة الإلزامية.يعزمني تراك العليوي إلى بيته، نخرج من الثكنة في المنطقة المحيطة بنادي الفرات والشرطة العسكرية وصف الضباط في مدينة دير الزور، نتبضع المدينة في انتماءنا لها، نسير بفرح الشباب وحيويته على الأقدام إلى أن نصل إلى الكراج، نصعد المكرو باص ونتجه إلى الميادين، المدينة الصغيرة المملوءة بزملائي الذين معي في الجيش، وبمجرد أن يعلموا بوجودي في البيت يتقاطرون إليه للسهر فيه معًا، نتعشى ونتجه نحو الفرات برفقة الصديق وليد مهيدي أو إلى بقرص فوقاني أو تحتاني أو أم حسن لزيارة الصديق موسى موسي، في زمن الفرح ترى الفرح يرقص أمام عينيك، تضحك دون ضحك وتساكن السرور والغبطة لأن داخلك هو الساعي للحب. قلعة صمدت في وجه الزمن وبقيت شاهدًا على البقاء.يستطيع المرء أن يرى الدهاليز والممرات والقاعات وأماكن النوم واستطبلات الخيول وآبار المياه الجافة، ووادي الأردن ومرتفعات القدس وجبال، جبل الشيخ وثلوجه، وصحارى دير الزور والسباحة في الفرات في قرية بقرص ورؤية آثارها أو حضارة ماري أول حضارة في المنطقةبعد ثلاث أشهر من وجودي في الأردن اتصلت بي موظفة في منظم ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695193
الحوار المتمدن
آرام كربيت - أبق حيث الغناء 13
آرام كربيت : أبق حيث الغناء 14
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت انتظرت أن يتصلوا بي في منظمة الأمم المتحدة في الأردن، وروح الفرح يسبقني إلى السماء، أن أقبر تجربة سجن تدمر في ذاكرتي، والفرار من السجن العربي القاسي جدًا، أن ابتعد عن النظام القابض على الدولة والمجتمع. إن أعيش حرًا في علاقتي بنفسي والعالم، أن أعود إلى نفسي أبنيها من جديد بعد التداعي النفسي والجسدي الخطير الذي عشته في وطني. بيد أنهم لم يتصلوا. انتظرت أشهر ولكنهم لم يتصلوا شعرت بالخيبة والحزن لما آلت إليه الأمور، والسؤال يدفعني إلى سؤال أخر: كيف سأبقى مدة أخرى في هذا البلد الصعب دون مال، كل المواد الغذائية غالية الثمن، من أين ابدأ وإلى أين سأذهب؟ إن العودة إلى سوريا يعني العودة للسجن والبدء بتأكل الذات من الداخل، والبقاء في الأردن محفوف بالمخاطر، ليس من الدولة الأردنية وأنما من مراقبة المخبرين المحسوبين على النظام السوري.بعد خمسة أشهر تم استدعائي إلى المنظمة مرة ثانية، استقبلتني المحققة، وفتحت التحقيق مرة ثانية، قلت لها:ـ لقد تم تبليغي أنني أصبحت مقيمًا على المنظمة وانتظر ترحيلي إلى دولة ما بعيدًا عن هنا.ـ هناك أحد الموظفين، نائب رئيس المفوضية شك بأقوالك لهذا طووا ملفك، وسأبدأ بالتحقيق معك مرة ثانية. لنقل إنه استكمال لملفك، نريد التأكد من أقوالك؟ ـ أين كنت مسجونًا، من كان معك من السجناء؟ قلت لنفسي مرة ثانية:تعرى يا آرام، تعرى. العري ليس عيبًا، أنه فضيلة وقوة. قل ما لديك من معلومات عقيمة ولا قيمة لها. وهل لدى السجين أسرار. فأنت في زمن الانكشاف الفارغ، من أجل التحكم بهذا العالم، يبدأوا بالفرد البسيط ويصعدون السلم إلى الأعلى فالأعلى، لتطمر هذه المعلومات في قلب المؤسسة العالمية لاستخلاص العبر من أجل السيطرة على كل إنسان، ان لا يبقى أي واحد بمعزل عن الاستمناء. إنه زمن الاستمناء الكبير، كل الرجال والنساء يستمنون أمام أنظار بعضهم وظنون أنفسهم أنهم لا يرون، لأنهم يخافون من بعضهم وأن يأكل أحدهم لحم نفسه أو غيره. وأضافت الموظفة، وكان في عينها ملامح الإعجاب والدهشة وتعاطف كبير، قلت لنفسي:ـ إنه تعاطف وظيفي. شغل. مجرد عمل. وتقارير تذهب وتقارير تعود، والورق يدور في الأروقة ليتحول الإنسان إلى مجرد ورقة في ملف.ـ هل كنت شيوعيًا؟ ما هو برنامجكم السياسي؟ هل هناك دعوة لحمل السلاح؟ هل هناك شخصيات معروفة في حزبكم؟ ـ كنت شيوعيًا، طرحنا برنامجًا وطنيًا للتغيير الديمقراطي، حزبنا يطرح برنامجًا لتداول السلطة سلميًا، وأن يعود الجيش إلى ثكناته ويتحول إلى جيش وطني كبديل عن الجيش العقائدي، أن تصبح الدولة دولة وطن ومؤسسات. أن تلغى الأحكام العرفية وقانون الطوارى، وأن يتحول الإنسان في وطني إلى مواطن وليس مجرد إنسان هامشي يصفق ويغني للقائد الذي نصب نفسه قائدًا للدولة والمجتمع.إن طرحنا السياسي هو أكبر من حجمنا وأوسع. حكمة رميناها في الفضاء كواجب ومسؤولية، ولا قيمة عملية لهذا البرنامج الفضفاض في بلد غارق في الجهل والأيمان الأعمى. كنت أنظر إلى المرأة الجميلة، السعادة في عينها، وكان ذهني يذهب بعيدًا، أنها قريبة من فكري وعقلي، معقول أنها شيوعية أردنية أو من دولة عربية أخرى؟تصرفت معي كصديق وليس كطالب لجوء، وهذا فهمته لأحقًا، قلت لها:ـ وضعي لا يسمح بالبقاء هناك مدة طويلة، أنا معتقل سابق وهربت من وطني من أجل الحماية لهذا اتمنى أن أخرج من هذا المغطس السري العربي. لم أعد أحس بالانتماء إلى هذه الأرض، إلى هؤلاء الناس في وطني، الغربة الذاتي أكلتني وحولت ذاتي إلى ذات منفصلة عن ذاتي. لقد مات المكان في ذاتي، ماتت سوريا ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695430
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت انتظرت أن يتصلوا بي في منظمة الأمم المتحدة في الأردن، وروح الفرح يسبقني إلى السماء، أن أقبر تجربة سجن تدمر في ذاكرتي، والفرار من السجن العربي القاسي جدًا، أن ابتعد عن النظام القابض على الدولة والمجتمع. إن أعيش حرًا في علاقتي بنفسي والعالم، أن أعود إلى نفسي أبنيها من جديد بعد التداعي النفسي والجسدي الخطير الذي عشته في وطني. بيد أنهم لم يتصلوا. انتظرت أشهر ولكنهم لم يتصلوا شعرت بالخيبة والحزن لما آلت إليه الأمور، والسؤال يدفعني إلى سؤال أخر: كيف سأبقى مدة أخرى في هذا البلد الصعب دون مال، كل المواد الغذائية غالية الثمن، من أين ابدأ وإلى أين سأذهب؟ إن العودة إلى سوريا يعني العودة للسجن والبدء بتأكل الذات من الداخل، والبقاء في الأردن محفوف بالمخاطر، ليس من الدولة الأردنية وأنما من مراقبة المخبرين المحسوبين على النظام السوري.بعد خمسة أشهر تم استدعائي إلى المنظمة مرة ثانية، استقبلتني المحققة، وفتحت التحقيق مرة ثانية، قلت لها:ـ لقد تم تبليغي أنني أصبحت مقيمًا على المنظمة وانتظر ترحيلي إلى دولة ما بعيدًا عن هنا.ـ هناك أحد الموظفين، نائب رئيس المفوضية شك بأقوالك لهذا طووا ملفك، وسأبدأ بالتحقيق معك مرة ثانية. لنقل إنه استكمال لملفك، نريد التأكد من أقوالك؟ ـ أين كنت مسجونًا، من كان معك من السجناء؟ قلت لنفسي مرة ثانية:تعرى يا آرام، تعرى. العري ليس عيبًا، أنه فضيلة وقوة. قل ما لديك من معلومات عقيمة ولا قيمة لها. وهل لدى السجين أسرار. فأنت في زمن الانكشاف الفارغ، من أجل التحكم بهذا العالم، يبدأوا بالفرد البسيط ويصعدون السلم إلى الأعلى فالأعلى، لتطمر هذه المعلومات في قلب المؤسسة العالمية لاستخلاص العبر من أجل السيطرة على كل إنسان، ان لا يبقى أي واحد بمعزل عن الاستمناء. إنه زمن الاستمناء الكبير، كل الرجال والنساء يستمنون أمام أنظار بعضهم وظنون أنفسهم أنهم لا يرون، لأنهم يخافون من بعضهم وأن يأكل أحدهم لحم نفسه أو غيره. وأضافت الموظفة، وكان في عينها ملامح الإعجاب والدهشة وتعاطف كبير، قلت لنفسي:ـ إنه تعاطف وظيفي. شغل. مجرد عمل. وتقارير تذهب وتقارير تعود، والورق يدور في الأروقة ليتحول الإنسان إلى مجرد ورقة في ملف.ـ هل كنت شيوعيًا؟ ما هو برنامجكم السياسي؟ هل هناك دعوة لحمل السلاح؟ هل هناك شخصيات معروفة في حزبكم؟ ـ كنت شيوعيًا، طرحنا برنامجًا وطنيًا للتغيير الديمقراطي، حزبنا يطرح برنامجًا لتداول السلطة سلميًا، وأن يعود الجيش إلى ثكناته ويتحول إلى جيش وطني كبديل عن الجيش العقائدي، أن تصبح الدولة دولة وطن ومؤسسات. أن تلغى الأحكام العرفية وقانون الطوارى، وأن يتحول الإنسان في وطني إلى مواطن وليس مجرد إنسان هامشي يصفق ويغني للقائد الذي نصب نفسه قائدًا للدولة والمجتمع.إن طرحنا السياسي هو أكبر من حجمنا وأوسع. حكمة رميناها في الفضاء كواجب ومسؤولية، ولا قيمة عملية لهذا البرنامج الفضفاض في بلد غارق في الجهل والأيمان الأعمى. كنت أنظر إلى المرأة الجميلة، السعادة في عينها، وكان ذهني يذهب بعيدًا، أنها قريبة من فكري وعقلي، معقول أنها شيوعية أردنية أو من دولة عربية أخرى؟تصرفت معي كصديق وليس كطالب لجوء، وهذا فهمته لأحقًا، قلت لها:ـ وضعي لا يسمح بالبقاء هناك مدة طويلة، أنا معتقل سابق وهربت من وطني من أجل الحماية لهذا اتمنى أن أخرج من هذا المغطس السري العربي. لم أعد أحس بالانتماء إلى هذه الأرض، إلى هؤلاء الناس في وطني، الغربة الذاتي أكلتني وحولت ذاتي إلى ذات منفصلة عن ذاتي. لقد مات المكان في ذاتي، ماتت سوريا ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695430
الحوار المتمدن
آرام كربيت - أبق حيث الغناء 14
آرام كربيت : أبق حيث الغناء 15
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت استأجرت بيتنا بمبلغ أربعين دينارًا في الشهر، حوالي ستين دولارًا في حي المدينة الرياضية. عبارة عن غرفة واحدة ثلاث أمتار في ثلاثة أمتار، في داخل هذه الغرفة الحمام والمرحاض دون باب. جلب لي نجيب سريرًا وفراشًا ولحاف ووسادة ومدفئة على الكاز وبابور. لم يكن لدي كرسيًا أو أي شكل من أشكال الرفاهية في هذا البيت الصغير البائس. احيانًا كثيرة كانت المجارير الطافية تدخل الغرفة فتملأ الغرفة بمياه المراحيض، اضطر لتنظيفها كل أسبوع مرتين، ولم يكن أي إنسان يستطيع دخول بيتي، يهرب بسرعة البرق بسبب الرائحة الكريهة. مرات كثيرة أخبرت ابو هاني، صاحب الملك الذي تتكون عمارته من خمس طوابق، حجارته بيضاء صقيلة عن معاناتي فيرد:ـ غدًا سيذهب أبني هاني إلى مصلح المجاري ويطلبه ليحل هذا الموضوع. بيد أنه كان يكذب، في محاولة التنصل من إصلاح المجارير التي تأتي من أعلى الطوابق وتنزل في غرفتي. أبو هاني إنسان بخيل جدًا، إلهه ودينه المال، إنسان كريه جدًا نتنًا قذرًا في شكله وتكوينه ومزاجه وسلوكه ونذالته. مرات كثيرة كان يأتي لغرفتي، يجلس على سريري كضيف أو لأخذ قسط من الراحة أو لألتقاط أنفاسه من عناء الصعود على الدرج إلى شقته في الطابق الثالث لكونه كان مريضًا بالسكري ويعاني من ضغط الدم المرتفع، وكان عصبيًا نزقًا دائم التوتر والغضب، ومتدينًا، بيد أن القرش كان لديه أهم من الأيمان.كانت قدمه مفتوحه ولديه مرض بالقلب، لكنه دائم النشاط والحركة والحيوية، ويتعب بسرعة، حب المال يدفعه دفعًا لملاحقة أعماله وأمواله ومتابعة شؤونه المالية العالقة هنا وهناك.رجل عملي جدًا، عمل وكد واجتهد واشتغل في السعودية، تغرب عن بلده، فهو فلسطيني أردني، وحصل المال بجهده، وبنى هذا المبنى الضخم ولديه سيارة، ومسيطر على بيته وعائلته، ومغلق على نفسه والأخرين نفسيًا وعقليًا.كنت أقرف منه، فعينه زائغة نحو النسوان بالرغم من أنه أقرب إلى القبر من الحياة. لم أعد أرى نجيب إلا نادرًا أو في المناسبات، أقضي أغلب وقتي في مكتبة شومان، أخذ معي بعض الأوراق والقلم وأمشي من المدينة الرياضية إلى جبال عمان، في المكتبة أخذ زاوية معينة، استعير كتابًا ما وابدأ بالقراءة. أخرج من البيت في التاسعة صباحًا بعد أن أفطر وأدوش ثم أسير قاطعًا المسافة لوحدي، الذي أقدره باكثر من ثماني كيلومترات لتوفير خمسة عشرة قرشًا أردنيًا، أي بمقدار كيلو خبز في الأردن في ذلك الوقت.لم يكن لدي صديق مقرب أبثه همومي أو أحزاني أو ظروفي الصعبة، انطويت على نفسي وبقيت أساير وحدتي ووجعي. عندما كنت أعود إلى البيت أطبخ طبخة ليومين أو أكثر، اختار أرخص المواد لأمرر الأيام بالأيام.لم استدن من إنسان ما قرشًا واحد، أرسلت لي أختي صونيا مع بقية أخواتي في السويد خلال وجود في الأردن مدة سنة وتسعة أشهر ألفي دولار ومئتي دولار. كما أعطتني أختي أنجيل أثناء عبورها من اليمن إلى سوريا حوالي أربعمائة دولار.بعد الغذاء أذهب إلى المدينة الرياضية أجلس هناك في صمت مع نفسي تحت ظلال الأشجار وحركة الناس، رياضتهم، أشاهد لقاء العشاق خفية أو بالسر، يجلس الحبيب مع حبيبه بغنج ودلال بعيدًا عن أعين الأهل والناس. المدنية الرياضية كبيرة جدًا ربما طولها أكثر من ألف متر وعرضها يوازي طولها تقريبًا في حي جميل في عمان، ربما في وسطها وكان الملعب البلدي في داخل هذه المدينة، أسمع تشجيع اللأعبين، صراخهم وصافرة الحكم وأحيانًا عراك المشجعين أثناء جلوسي أو المشي في هذا المكان الكبيرة مساحة وجمالا.وفي داخل هذه المدينة يوجد مكتبة لم أعد اذكر اسمها، ربما المكتبة ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695633
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت استأجرت بيتنا بمبلغ أربعين دينارًا في الشهر، حوالي ستين دولارًا في حي المدينة الرياضية. عبارة عن غرفة واحدة ثلاث أمتار في ثلاثة أمتار، في داخل هذه الغرفة الحمام والمرحاض دون باب. جلب لي نجيب سريرًا وفراشًا ولحاف ووسادة ومدفئة على الكاز وبابور. لم يكن لدي كرسيًا أو أي شكل من أشكال الرفاهية في هذا البيت الصغير البائس. احيانًا كثيرة كانت المجارير الطافية تدخل الغرفة فتملأ الغرفة بمياه المراحيض، اضطر لتنظيفها كل أسبوع مرتين، ولم يكن أي إنسان يستطيع دخول بيتي، يهرب بسرعة البرق بسبب الرائحة الكريهة. مرات كثيرة أخبرت ابو هاني، صاحب الملك الذي تتكون عمارته من خمس طوابق، حجارته بيضاء صقيلة عن معاناتي فيرد:ـ غدًا سيذهب أبني هاني إلى مصلح المجاري ويطلبه ليحل هذا الموضوع. بيد أنه كان يكذب، في محاولة التنصل من إصلاح المجارير التي تأتي من أعلى الطوابق وتنزل في غرفتي. أبو هاني إنسان بخيل جدًا، إلهه ودينه المال، إنسان كريه جدًا نتنًا قذرًا في شكله وتكوينه ومزاجه وسلوكه ونذالته. مرات كثيرة كان يأتي لغرفتي، يجلس على سريري كضيف أو لأخذ قسط من الراحة أو لألتقاط أنفاسه من عناء الصعود على الدرج إلى شقته في الطابق الثالث لكونه كان مريضًا بالسكري ويعاني من ضغط الدم المرتفع، وكان عصبيًا نزقًا دائم التوتر والغضب، ومتدينًا، بيد أن القرش كان لديه أهم من الأيمان.كانت قدمه مفتوحه ولديه مرض بالقلب، لكنه دائم النشاط والحركة والحيوية، ويتعب بسرعة، حب المال يدفعه دفعًا لملاحقة أعماله وأمواله ومتابعة شؤونه المالية العالقة هنا وهناك.رجل عملي جدًا، عمل وكد واجتهد واشتغل في السعودية، تغرب عن بلده، فهو فلسطيني أردني، وحصل المال بجهده، وبنى هذا المبنى الضخم ولديه سيارة، ومسيطر على بيته وعائلته، ومغلق على نفسه والأخرين نفسيًا وعقليًا.كنت أقرف منه، فعينه زائغة نحو النسوان بالرغم من أنه أقرب إلى القبر من الحياة. لم أعد أرى نجيب إلا نادرًا أو في المناسبات، أقضي أغلب وقتي في مكتبة شومان، أخذ معي بعض الأوراق والقلم وأمشي من المدينة الرياضية إلى جبال عمان، في المكتبة أخذ زاوية معينة، استعير كتابًا ما وابدأ بالقراءة. أخرج من البيت في التاسعة صباحًا بعد أن أفطر وأدوش ثم أسير قاطعًا المسافة لوحدي، الذي أقدره باكثر من ثماني كيلومترات لتوفير خمسة عشرة قرشًا أردنيًا، أي بمقدار كيلو خبز في الأردن في ذلك الوقت.لم يكن لدي صديق مقرب أبثه همومي أو أحزاني أو ظروفي الصعبة، انطويت على نفسي وبقيت أساير وحدتي ووجعي. عندما كنت أعود إلى البيت أطبخ طبخة ليومين أو أكثر، اختار أرخص المواد لأمرر الأيام بالأيام.لم استدن من إنسان ما قرشًا واحد، أرسلت لي أختي صونيا مع بقية أخواتي في السويد خلال وجود في الأردن مدة سنة وتسعة أشهر ألفي دولار ومئتي دولار. كما أعطتني أختي أنجيل أثناء عبورها من اليمن إلى سوريا حوالي أربعمائة دولار.بعد الغذاء أذهب إلى المدينة الرياضية أجلس هناك في صمت مع نفسي تحت ظلال الأشجار وحركة الناس، رياضتهم، أشاهد لقاء العشاق خفية أو بالسر، يجلس الحبيب مع حبيبه بغنج ودلال بعيدًا عن أعين الأهل والناس. المدنية الرياضية كبيرة جدًا ربما طولها أكثر من ألف متر وعرضها يوازي طولها تقريبًا في حي جميل في عمان، ربما في وسطها وكان الملعب البلدي في داخل هذه المدينة، أسمع تشجيع اللأعبين، صراخهم وصافرة الحكم وأحيانًا عراك المشجعين أثناء جلوسي أو المشي في هذا المكان الكبيرة مساحة وجمالا.وفي داخل هذه المدينة يوجد مكتبة لم أعد اذكر اسمها، ربما المكتبة ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695633
الحوار المتمدن
آرام كربيت - أبق حيث الغناء 15
آرام كربيت : أبق حيث الغناء 16
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت كان لدي جار فلسطيني كبير في السن، بابي ملتصق في بابه، لديه شابان وفتاتان، وزوجته متوفيه، يأتي إلى غرفتي بعض المرات، يسألني إن كنت محتاجًا إلى شيء ما؟ واحيانًا كان يأخذي في جولة إلى بعض الأماكن، يمشي بصعوبة وعنده عرج في رجله، وأولاده أصغر مني، شعره أبيض اللون كالحليب،و لم يكن بيننا أي لغة مشتركة.تعرفت على ابنه فراس لأحقًا، كان مهندسًا زراعيًا، بيد أنه دائم الحزن وربما حمل نفسه الكثير من الهموم أكثر مما يحتمل. وأغلب هموم الناس في بلادنا خاصة فئة الشباب هو قلة المال، أو الشح في تأمين متطلبات الحياة، وهناك الحرمان العاطفي والجنسي وأن تتحول المرأة إلى مجرد ذاكرة تدغدغ الذاكرة في الحلم، وانفصال طويل عن بعضهما بقوة العادات والتقاليد والأرث الديني والعقلي المعشعش حياة الناس في منطقتنا.إن الحرمان من الحبيب يطلق الخيال المريض إلى البعيد ويحول الأفراد إلى كائنات هشة ضعيفة، غير واقعية، بل إلى مجرد كائنات عاجزة عن إنتاح علاقات طبيعية بين الناس.إن المجتمعات الدينية تعيش كوارث اجتماعية في عصرنا، بشر غرباء عن بعضهم، لا يتواصلون إلا كجسد منفصل عن بعضه. وأفلب تواصله مقونن، هذا يستدعي القول أن المجتمع مفكك لا رابط عاطفي بينه، هناك جفاف وغربة ويتم حقيقي في المجتمع الواحد، ونستطيع القول أنه مجتمع ميت يخدم الدين الميت.ففي بلاد الأيمان والمحبة، المحبة جافة أو ميتة، وصعوبة الوصول والوصال مع المرأة في الضوء صعب للغاية، لأن الحب المقونن لا يمكنه الخروج من مكمنه إلا بإذن الله والمال والأهل وعموم المجتمع المشارك في المذبحة.كان فراس دائم التأفف دون أن يذكر لي السبب، يذهب إلى عمله يوميًا في الصباح الباكر ويعود متأخرًا، ويلتقي بي مرات، ولم يكن بينا أي شيء مشترك، بيد أنه كان رقيقًا جدًا، لطيفًا مؤدبًا في كلامه وحديثه، وكنت أعطف عليه ويعطف علي، ونتأمل واقعنا من مواقع الأخ والصديق. وإن فارق العمر بيننا لم يكن يمنعنا من الجلوس معًا، نشرب الشاي والتحدث عن معاناتنا، اسأله:ـ لماذا لا تتخذ لك صديقة ما دمت شابًا في السادسة والعشرون من العمر؟ أنك في أجمل مراحل العمر وهذا وقت الفرح والحلم، ستندم إن لم تملأه بالفرح والتجارب العاطفية وتغنيه بالوصال.يرد علي بنبرة حزينة، يهز رأسه متذمرًا:ـ أي حب يا آرام، عن ماذا تتحدث؟ وأية امرأة تقبل برجل مثلي؟ أنظر إلى وضعي، الهموم التي أحملها على كتفي؟ـ ولماذا، لديك الشباب؟ـ أي شباب يا رجل؟ يا دوب أستطيع أن أصرف على البيت، وهل يستطيع واحد مثلي أن يصل إلى المرأة، طوال اليوم في العمل وراتبي لا يكفي لقمة العيش وليس لدي الوقت اللأزم للتعرف على فتاة ما، وهذا التعارف يستلزم أن يكون مربوطًا بالزواج، وهذا الزواج بعيد للغاية، لأنه يحتاج إلى المال لتجهيز البيت ومستلزمات الفرح. الأمر معقد للغاية، وليس كما تظن.ـ أعرف بلادنا يا صديقي، تعقيدات العلاقات الفائضة عن اللأزم، أعرف أن الله في بلاد المؤمنين لا يسمح بالعلاقات الحرة، لأن الله ذاته مسور نفسه بالأسر ومغلق على نفسه، ومقيده نفسه بالسلاسل الحديدية. كل شيء مركب في شيء أخر، إذا بقي الله حيًا سنبقى أسرى سجنه ومضافته النتنة.ـ هذا واقعنا.ـ وهل ترأني قادمًا من بلاد الحرية والسعادة، الحال من بعضه يا صديقي، لقد مررت بالظروف التي تمر بها مع فارق أن عددكم خمسة، بينما عددنا كان عشرة.ذهبت برفقة نجيب إلى البحر الميت ثلاث مرات في رحلة جميلة برفقة صديقة له، رحلة من العمر. في هذا المكان تعود بي الذاكرة مرة أخرى إلى نهر الأردن وبحيرة طبريا وفلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695990
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت كان لدي جار فلسطيني كبير في السن، بابي ملتصق في بابه، لديه شابان وفتاتان، وزوجته متوفيه، يأتي إلى غرفتي بعض المرات، يسألني إن كنت محتاجًا إلى شيء ما؟ واحيانًا كان يأخذي في جولة إلى بعض الأماكن، يمشي بصعوبة وعنده عرج في رجله، وأولاده أصغر مني، شعره أبيض اللون كالحليب،و لم يكن بيننا أي لغة مشتركة.تعرفت على ابنه فراس لأحقًا، كان مهندسًا زراعيًا، بيد أنه دائم الحزن وربما حمل نفسه الكثير من الهموم أكثر مما يحتمل. وأغلب هموم الناس في بلادنا خاصة فئة الشباب هو قلة المال، أو الشح في تأمين متطلبات الحياة، وهناك الحرمان العاطفي والجنسي وأن تتحول المرأة إلى مجرد ذاكرة تدغدغ الذاكرة في الحلم، وانفصال طويل عن بعضهما بقوة العادات والتقاليد والأرث الديني والعقلي المعشعش حياة الناس في منطقتنا.إن الحرمان من الحبيب يطلق الخيال المريض إلى البعيد ويحول الأفراد إلى كائنات هشة ضعيفة، غير واقعية، بل إلى مجرد كائنات عاجزة عن إنتاح علاقات طبيعية بين الناس.إن المجتمعات الدينية تعيش كوارث اجتماعية في عصرنا، بشر غرباء عن بعضهم، لا يتواصلون إلا كجسد منفصل عن بعضه. وأفلب تواصله مقونن، هذا يستدعي القول أن المجتمع مفكك لا رابط عاطفي بينه، هناك جفاف وغربة ويتم حقيقي في المجتمع الواحد، ونستطيع القول أنه مجتمع ميت يخدم الدين الميت.ففي بلاد الأيمان والمحبة، المحبة جافة أو ميتة، وصعوبة الوصول والوصال مع المرأة في الضوء صعب للغاية، لأن الحب المقونن لا يمكنه الخروج من مكمنه إلا بإذن الله والمال والأهل وعموم المجتمع المشارك في المذبحة.كان فراس دائم التأفف دون أن يذكر لي السبب، يذهب إلى عمله يوميًا في الصباح الباكر ويعود متأخرًا، ويلتقي بي مرات، ولم يكن بينا أي شيء مشترك، بيد أنه كان رقيقًا جدًا، لطيفًا مؤدبًا في كلامه وحديثه، وكنت أعطف عليه ويعطف علي، ونتأمل واقعنا من مواقع الأخ والصديق. وإن فارق العمر بيننا لم يكن يمنعنا من الجلوس معًا، نشرب الشاي والتحدث عن معاناتنا، اسأله:ـ لماذا لا تتخذ لك صديقة ما دمت شابًا في السادسة والعشرون من العمر؟ أنك في أجمل مراحل العمر وهذا وقت الفرح والحلم، ستندم إن لم تملأه بالفرح والتجارب العاطفية وتغنيه بالوصال.يرد علي بنبرة حزينة، يهز رأسه متذمرًا:ـ أي حب يا آرام، عن ماذا تتحدث؟ وأية امرأة تقبل برجل مثلي؟ أنظر إلى وضعي، الهموم التي أحملها على كتفي؟ـ ولماذا، لديك الشباب؟ـ أي شباب يا رجل؟ يا دوب أستطيع أن أصرف على البيت، وهل يستطيع واحد مثلي أن يصل إلى المرأة، طوال اليوم في العمل وراتبي لا يكفي لقمة العيش وليس لدي الوقت اللأزم للتعرف على فتاة ما، وهذا التعارف يستلزم أن يكون مربوطًا بالزواج، وهذا الزواج بعيد للغاية، لأنه يحتاج إلى المال لتجهيز البيت ومستلزمات الفرح. الأمر معقد للغاية، وليس كما تظن.ـ أعرف بلادنا يا صديقي، تعقيدات العلاقات الفائضة عن اللأزم، أعرف أن الله في بلاد المؤمنين لا يسمح بالعلاقات الحرة، لأن الله ذاته مسور نفسه بالأسر ومغلق على نفسه، ومقيده نفسه بالسلاسل الحديدية. كل شيء مركب في شيء أخر، إذا بقي الله حيًا سنبقى أسرى سجنه ومضافته النتنة.ـ هذا واقعنا.ـ وهل ترأني قادمًا من بلاد الحرية والسعادة، الحال من بعضه يا صديقي، لقد مررت بالظروف التي تمر بها مع فارق أن عددكم خمسة، بينما عددنا كان عشرة.ذهبت برفقة نجيب إلى البحر الميت ثلاث مرات في رحلة جميلة برفقة صديقة له، رحلة من العمر. في هذا المكان تعود بي الذاكرة مرة أخرى إلى نهر الأردن وبحيرة طبريا وفلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695990
الحوار المتمدن
آرام كربيت - أبق حيث الغناء 16
آرام كربيت : أبق حيث الغناء 17
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت ربما كان رأي البعض أو الكثير من الكتاب الاردنيين أن يد النظام السوري تطال حياة الكثير من المعارضين السوريين ولديه الكثير من المخبرين الذين يراقبون كل شاردة وواردة. وكان الأردني ينظر إلى سوريا كبلد عملاق وكبير بقدراته وطاقاته وامكانته المادية والبشرية، وأعجابهم بالإنسان السوري، بيد أن الكثير منهم كان يستهزئ من تسيب الدولة وسماحها لموظفيها بالرشوة في كل كل مجالات الحياة ابتداءًا من الشرطة إلى أصغر موظف. ثم كان هناك الكثير من المستفيدين من النظام السوري على الصعيد المادي، وهناك حزب البعث الأردني المرتبط بنهج النظام السوري، والعلاقات بينهما كانت قوية ووشيجة. ويستطيع المستفيد من النظام المرتبط به أن يرسل أبنه إلى دمشق ليدرس في الجامعات السورية على حساب الدولة، وأن يأخذ منحة لبعض أقاربه، وأن يساعدوه ماديًا.أثناء وجودي في المكتبة وكنت برفقة نجيب، سأل نجيب البائع أثناء إحدى زياراتنا إلى هذا المكان لشراء بعض الكتب والدردشة معه:ـ هل تحتاج إلى عامل في مكتبك، الأخ سوري ويريد أن يسافر، صديقي يريد الحصول على عمل مؤقت، أنه سجين سياسي سابق، ومحتاج جدًا للعمل، هل لديك القدرة على تأمين عمل له؟ قال لنا، لحظة صغيرة، سأسال العين. وكان في المكتبة رجل طويل القامة عليه هيئة الوجاهة والنعمة، مرتديًا طقمًا جميلًا كاريه، وعلى عنقه ربطة عنق منتقاة بدقة، والوسامة مرسومة بدقة على ملامحه، وكبير في السن ربما تجاوز السبعين في العمر في ذلك الوقت:ـ سيدي العين، وهذا الأسم ينسب إلى الأعيان الأردنيين القريبين من الملك، يشكلهم على مقاسه في المملكة كرديف للبرلمان، وهذا النوع من البشر لديهم مكانتهم وأموالهم وعلاقاتهم، وهم وجاهة، هذا الشاب من سوريا، لجأ إلى الأدرن وسيسافر إلى خارج وطننا ويحتاج إلى العمل، وسجين سياسي سابق.نظر الرجل في شكلي، درس ملامحي بدقة من أخمص القدمين إلى الرأس والشعر والعينين والأذنين. قال:ـ هل تعرف أحد ما من سوريا في الأردن؟ـ لا.. لا أعرف إلا صديقي نجيب، هذا هو.قال نجيب:لقد لجأ إلي، وهو صديقي وطيب القلب والمعشر، وصلته معي وحدي. قال العين:ـ يوجد الكثير من الأردنيين المحسوبين على النظام السوري ولديهم مصالح وتداخل معه، ويعملون لتنفيذ مصالحه، ويوجد منهم الكثير من الفاسدين والمخبرين، ألم تسمع بهم.ـ لا.. ليس لدي أي احتكاك مع السوريين، ولم أقل لأي إنسان سوري بوجودي هنا. لا أمارس أي نشاط سياسي هنا، لعلمي السابق أن علاقات الدول العربية متداخلة.السياسة في الدول العربية فخ عميق إذا دخله المرء لن يخرج منه سالمًا وأمامك عينة فريدة من نوعها، مشرد دون ودون بيت أو مال، هو أنا.ـ جميل جدًا. لماذا سجنت، وإلى حزب كنت منتميًا؟ـ الحزب الشيوعي السوري ـ المكتب السياسي. سجنت لأني منتميًا إلى هذا الحزب، هذا هو جرميـ رياض الترك؟ـ نعم.أخرج كرت صغير من جيبه وأعطاها لي، قال:ـ في الكرت الذي في يدك رقم تلفوني وعنوان مكتبي يمكنك الاتصال بي ونتقابل في الوقت الذي نحدده معًا. تعال ولا تتأخر.طبعًا كلام هذا العين لم يكن يخلوا من الفوقية والإحساس بالمكانة والقوة والرفعة. هذه الدونيات القذرة هي من السيئات التي ابتلت بها بلادنا المريضة المجنونة، أحدنا بمجرد أن يصبح له مكانة ما يتحول إلى زبالة فوق ما هو زبالة.لم يسأل عني أسمي، مملوء ثقة بالنفس الفارغة، كأنه كان يعتبر نفسه خارج السياق الزمني للبشر أو خارج السياق المكاني، وكأنه عين أو نائب في دولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية.عندما خرجنا من المكتبة وودع ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696386
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت ربما كان رأي البعض أو الكثير من الكتاب الاردنيين أن يد النظام السوري تطال حياة الكثير من المعارضين السوريين ولديه الكثير من المخبرين الذين يراقبون كل شاردة وواردة. وكان الأردني ينظر إلى سوريا كبلد عملاق وكبير بقدراته وطاقاته وامكانته المادية والبشرية، وأعجابهم بالإنسان السوري، بيد أن الكثير منهم كان يستهزئ من تسيب الدولة وسماحها لموظفيها بالرشوة في كل كل مجالات الحياة ابتداءًا من الشرطة إلى أصغر موظف. ثم كان هناك الكثير من المستفيدين من النظام السوري على الصعيد المادي، وهناك حزب البعث الأردني المرتبط بنهج النظام السوري، والعلاقات بينهما كانت قوية ووشيجة. ويستطيع المستفيد من النظام المرتبط به أن يرسل أبنه إلى دمشق ليدرس في الجامعات السورية على حساب الدولة، وأن يأخذ منحة لبعض أقاربه، وأن يساعدوه ماديًا.أثناء وجودي في المكتبة وكنت برفقة نجيب، سأل نجيب البائع أثناء إحدى زياراتنا إلى هذا المكان لشراء بعض الكتب والدردشة معه:ـ هل تحتاج إلى عامل في مكتبك، الأخ سوري ويريد أن يسافر، صديقي يريد الحصول على عمل مؤقت، أنه سجين سياسي سابق، ومحتاج جدًا للعمل، هل لديك القدرة على تأمين عمل له؟ قال لنا، لحظة صغيرة، سأسال العين. وكان في المكتبة رجل طويل القامة عليه هيئة الوجاهة والنعمة، مرتديًا طقمًا جميلًا كاريه، وعلى عنقه ربطة عنق منتقاة بدقة، والوسامة مرسومة بدقة على ملامحه، وكبير في السن ربما تجاوز السبعين في العمر في ذلك الوقت:ـ سيدي العين، وهذا الأسم ينسب إلى الأعيان الأردنيين القريبين من الملك، يشكلهم على مقاسه في المملكة كرديف للبرلمان، وهذا النوع من البشر لديهم مكانتهم وأموالهم وعلاقاتهم، وهم وجاهة، هذا الشاب من سوريا، لجأ إلى الأدرن وسيسافر إلى خارج وطننا ويحتاج إلى العمل، وسجين سياسي سابق.نظر الرجل في شكلي، درس ملامحي بدقة من أخمص القدمين إلى الرأس والشعر والعينين والأذنين. قال:ـ هل تعرف أحد ما من سوريا في الأردن؟ـ لا.. لا أعرف إلا صديقي نجيب، هذا هو.قال نجيب:لقد لجأ إلي، وهو صديقي وطيب القلب والمعشر، وصلته معي وحدي. قال العين:ـ يوجد الكثير من الأردنيين المحسوبين على النظام السوري ولديهم مصالح وتداخل معه، ويعملون لتنفيذ مصالحه، ويوجد منهم الكثير من الفاسدين والمخبرين، ألم تسمع بهم.ـ لا.. ليس لدي أي احتكاك مع السوريين، ولم أقل لأي إنسان سوري بوجودي هنا. لا أمارس أي نشاط سياسي هنا، لعلمي السابق أن علاقات الدول العربية متداخلة.السياسة في الدول العربية فخ عميق إذا دخله المرء لن يخرج منه سالمًا وأمامك عينة فريدة من نوعها، مشرد دون ودون بيت أو مال، هو أنا.ـ جميل جدًا. لماذا سجنت، وإلى حزب كنت منتميًا؟ـ الحزب الشيوعي السوري ـ المكتب السياسي. سجنت لأني منتميًا إلى هذا الحزب، هذا هو جرميـ رياض الترك؟ـ نعم.أخرج كرت صغير من جيبه وأعطاها لي، قال:ـ في الكرت الذي في يدك رقم تلفوني وعنوان مكتبي يمكنك الاتصال بي ونتقابل في الوقت الذي نحدده معًا. تعال ولا تتأخر.طبعًا كلام هذا العين لم يكن يخلوا من الفوقية والإحساس بالمكانة والقوة والرفعة. هذه الدونيات القذرة هي من السيئات التي ابتلت بها بلادنا المريضة المجنونة، أحدنا بمجرد أن يصبح له مكانة ما يتحول إلى زبالة فوق ما هو زبالة.لم يسأل عني أسمي، مملوء ثقة بالنفس الفارغة، كأنه كان يعتبر نفسه خارج السياق الزمني للبشر أو خارج السياق المكاني، وكأنه عين أو نائب في دولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية.عندما خرجنا من المكتبة وودع ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696386
الحوار المتمدن
آرام كربيت - أبق حيث الغناء 17
آرام كربيت : أبق حيث الغناء 18
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت بعد لقائي مع الكاتب والمفكر موفق محادين بأسبوع واحد حصلت على الأقامة المؤقتة في منظمة الأمم المتحدة في الأردن.ذهبت إلى مقر المنظمة في الشميساني وهي منطقة راقية في وسط عمان، أخذت بطاقة الهوية الجديدة التي تدل على قبولي فيها.قالت لي المسؤولة:ـ هناك دورة للغة الأنكليزية في أحد أحياء عمان، لم أعد أذكر أسمه، هل ترغب في الدراسة؟ـ بالطبع أرغب.وعملت مقابلة معي عن ظروفي وطريقة عيشي ومواليدي وحياتي السابق تدون كل شيء في جهاز الكومبيوتر، ثم وضعت اسم السويد، قلت لها:ـ لماذا وضعت اسم السويد مباشرة دون أن تسأليني؟ـ لأنه لديك أقرباء فيها، هذا سيسهل لك اللجوء.ـ حسنًا، شكرًا لك. ولكن لماذا تعطون البعض بعض النقود ولا تعطونه لغيرهم؟ـ في مثل وضعك، لديك أقرباء في السويد وبالتأكيد لست بحاجة للنقود؟ابتسمت ابتسامة صفراء ساخرة، قلت:ـ تقررون بالنيابة عن الأخر، من قال لك أنهم يرسلون لي النقود؟ لكن لا مشكلة.شعرت بالارتياح، أنني لن أعود إلى سوريا أو إلى السجن.وبمجرد أن خرجت من سوريا ذهب الأمن السياسي والعسكري إلى بيتنا في الحسكة، وسألوا والدي المسنين:ـ من أين حصل آرام على الجواز السفر؟ من سهل له الحصول عليه؟كانت لهجتهم عدوانية جدًا فيها غرابة كبيرة وحيرة. وكيف أنني خرجت بسهولة من سوريا دون أن يعرفوا.في الحقيقة حصلت على الجواز في السادس من أيلول العام 2001، بقيت في بيت أهلي يومين، وزرت بيت أخواتي في القامشلي، ودعتهم، ثم عدت إلى الحسكة، وفي الثامن من أيلول اتجهت إلى دمشق، وفي التاسع منه توعدنا أنا وسمر على اللقاء في حديقة الجاحظ، في موقف الحجاز التقينا ثم ركبنا التكسي معًا باتجاه أبو رمانة، وقبل أن ندخل الحديقة اشترينا فنجانين من القهوة، ودخلنا إليها وأخذنا مقاعدنا، ننظر إلى بعضنا دون أن تعلم أنني حصلت على الجواز، ولم اتصل بها أخبرها مخافة أن يكون هاتف بيتنا مراقبًا.بعد أن استرخينا قليلًا، وفنجان القهوة والسائل يتحركان في يدي، قلت لسمر:ـ لقد حصلت على جواز السفر وسأسافر قريبًا!ـ ستسافر، متى؟ـ غدًا.ـ ماذا.. ماذا تقول، كيف ستسافر وتتركني.ـ تحدثنا حول هذا الموضوع مرات كثيرة، وقلت لك سأسافر بمجرد حصولي على جواز السفر. سأرحل عن هذا البلد نهائيًا، ولن أعود إليه مرة ثانية. الذين يحكمون هذا البلد همج برعاية دولية همجينة. إن السجون فيه سيستمر ما دام هناك الولايات المتحدة مهيمنة على النظام الدولي. أريد أن نرحل معًا، أن أسبقك أولًا ثم تلحقين بي، ونصل معًا إلى السويد ونبدأ حياتنا هناك.قالت لي:ـ لن أترك سوريا، هذا وطني ولن أبدله بكنوز الأرض كلها. أبق معي يا آرام لا ترحل، الغربة عالم الموات والقهر والعزلة.ـ ليس لي مستقبل في هذا البلد. لقد اكل لحمي وعظامي. لقد شوهني وقتل الجمال والحرية في داخلي وحولني إلى كائن منفصل عن عالمي. لا أحد يعرف مأساة السجين كالسجين ذاته. ماتت الحياة في حياتي، في هذا المكان اشعر بالقرف من كل شيء، الصنم ذاته، أي النظام في مكانه ولن يرحل، الفتور ذاته في عيون الناس.بكت صديقتي، وجهها الأبيض الجميل المورد بان آية في الجمال، قالت:ـ هل ستتركني وحدي للوحدة والفقد والغياب والانتظار؟ أبق هنا نبني حياتنا معًا. أنا في الثامنة والعشرين، ما زال الوقت مفتوحًا لنا أن ننجب طفلًا ونبي بيتًا وأسرةـ الموضوع لا علاقة له بما تقولين، هذا الوطن لم يعد وطنًا، أنه وطن المخبرين والمخابرات، وأنا لست على استعداد أن أذهب كل يوم إلى فرع المخابرات عندما يتم استدعائي، لقد ملت ذاكرة بل تعبت ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696424
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت بعد لقائي مع الكاتب والمفكر موفق محادين بأسبوع واحد حصلت على الأقامة المؤقتة في منظمة الأمم المتحدة في الأردن.ذهبت إلى مقر المنظمة في الشميساني وهي منطقة راقية في وسط عمان، أخذت بطاقة الهوية الجديدة التي تدل على قبولي فيها.قالت لي المسؤولة:ـ هناك دورة للغة الأنكليزية في أحد أحياء عمان، لم أعد أذكر أسمه، هل ترغب في الدراسة؟ـ بالطبع أرغب.وعملت مقابلة معي عن ظروفي وطريقة عيشي ومواليدي وحياتي السابق تدون كل شيء في جهاز الكومبيوتر، ثم وضعت اسم السويد، قلت لها:ـ لماذا وضعت اسم السويد مباشرة دون أن تسأليني؟ـ لأنه لديك أقرباء فيها، هذا سيسهل لك اللجوء.ـ حسنًا، شكرًا لك. ولكن لماذا تعطون البعض بعض النقود ولا تعطونه لغيرهم؟ـ في مثل وضعك، لديك أقرباء في السويد وبالتأكيد لست بحاجة للنقود؟ابتسمت ابتسامة صفراء ساخرة، قلت:ـ تقررون بالنيابة عن الأخر، من قال لك أنهم يرسلون لي النقود؟ لكن لا مشكلة.شعرت بالارتياح، أنني لن أعود إلى سوريا أو إلى السجن.وبمجرد أن خرجت من سوريا ذهب الأمن السياسي والعسكري إلى بيتنا في الحسكة، وسألوا والدي المسنين:ـ من أين حصل آرام على الجواز السفر؟ من سهل له الحصول عليه؟كانت لهجتهم عدوانية جدًا فيها غرابة كبيرة وحيرة. وكيف أنني خرجت بسهولة من سوريا دون أن يعرفوا.في الحقيقة حصلت على الجواز في السادس من أيلول العام 2001، بقيت في بيت أهلي يومين، وزرت بيت أخواتي في القامشلي، ودعتهم، ثم عدت إلى الحسكة، وفي الثامن من أيلول اتجهت إلى دمشق، وفي التاسع منه توعدنا أنا وسمر على اللقاء في حديقة الجاحظ، في موقف الحجاز التقينا ثم ركبنا التكسي معًا باتجاه أبو رمانة، وقبل أن ندخل الحديقة اشترينا فنجانين من القهوة، ودخلنا إليها وأخذنا مقاعدنا، ننظر إلى بعضنا دون أن تعلم أنني حصلت على الجواز، ولم اتصل بها أخبرها مخافة أن يكون هاتف بيتنا مراقبًا.بعد أن استرخينا قليلًا، وفنجان القهوة والسائل يتحركان في يدي، قلت لسمر:ـ لقد حصلت على جواز السفر وسأسافر قريبًا!ـ ستسافر، متى؟ـ غدًا.ـ ماذا.. ماذا تقول، كيف ستسافر وتتركني.ـ تحدثنا حول هذا الموضوع مرات كثيرة، وقلت لك سأسافر بمجرد حصولي على جواز السفر. سأرحل عن هذا البلد نهائيًا، ولن أعود إليه مرة ثانية. الذين يحكمون هذا البلد همج برعاية دولية همجينة. إن السجون فيه سيستمر ما دام هناك الولايات المتحدة مهيمنة على النظام الدولي. أريد أن نرحل معًا، أن أسبقك أولًا ثم تلحقين بي، ونصل معًا إلى السويد ونبدأ حياتنا هناك.قالت لي:ـ لن أترك سوريا، هذا وطني ولن أبدله بكنوز الأرض كلها. أبق معي يا آرام لا ترحل، الغربة عالم الموات والقهر والعزلة.ـ ليس لي مستقبل في هذا البلد. لقد اكل لحمي وعظامي. لقد شوهني وقتل الجمال والحرية في داخلي وحولني إلى كائن منفصل عن عالمي. لا أحد يعرف مأساة السجين كالسجين ذاته. ماتت الحياة في حياتي، في هذا المكان اشعر بالقرف من كل شيء، الصنم ذاته، أي النظام في مكانه ولن يرحل، الفتور ذاته في عيون الناس.بكت صديقتي، وجهها الأبيض الجميل المورد بان آية في الجمال، قالت:ـ هل ستتركني وحدي للوحدة والفقد والغياب والانتظار؟ أبق هنا نبني حياتنا معًا. أنا في الثامنة والعشرين، ما زال الوقت مفتوحًا لنا أن ننجب طفلًا ونبي بيتًا وأسرةـ الموضوع لا علاقة له بما تقولين، هذا الوطن لم يعد وطنًا، أنه وطن المخبرين والمخابرات، وأنا لست على استعداد أن أذهب كل يوم إلى فرع المخابرات عندما يتم استدعائي، لقد ملت ذاكرة بل تعبت ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=696424
الحوار المتمدن
آرام كربيت - أبق حيث الغناء 18
آرام كربيت : أبق حيث الغناء ـ 19 ـ
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت في الموعد المحدد للمدرسة الأنكليزية ذهبت إليها في الصباح الباكر في الموعد المحدد. كان المبنى جميلًا جدًا واسعًا فيه عدد كبير من الطلاب الذين حازوا على الأقامة الموقتة في منظمة الأمم المتحدة.شعرت بالراحة النفسية والروحية عندما رأيت الكم الكبير من الناس من مختلف المشارب الاجتماعية والفئات العمرية، ومن دول عربية عديدة. عندما وصلت ودخلت الصف، قدمت أسمي كما هو متعارف عليه في أي مؤسسة في العالم سواء في بلادنا أو غيرها. جاءت المعلمة، وكانت أمريكية الأصل ولهجتها أمريكية أصلية، اسمها فيرجينا، رحبت بي وأشارت بيدها أن أختار مقعدي في الصف الممملوء بالطلاب، قدمتني وعرفتني عليهم وعرفت نفسها علي. وكان جلهم من العراق الشقيق ومن محافظاته.كان الصف نموذجيًا له مقاعد حديثة وسبورة حديثة، وفيرجينا شابة في بداية الثلاثين من عمرها، متزوجة من شاب أمريكي وسيم وأنيق. في عيد الفطر جاءا إلى بيتي في المدينة الرياضة في عمان دون سابق إنذار، وعندما قرعا الباب علي، فتحت الباب فرأيتهما في الباب، وقفت مذهولًا مستغربًا عندما رأيتهما، وكانت فرجينيا تتقن اللغة العربية باللهجة الأردنية بطلاقة. وعندما جلسا قدمت لهما الشاي، وتحدثنا عن سوريا والواقع السوري والأردني شعرت أنها كانت مطلعة على أغلب شؤون المنطقة، وعندما قلت لها أنا من أصول مسيحية ولا احتفل بعيد الفطر أو غيره من الأعياد لأنني ملحد، غير مؤمن ولا احتفل بالأعياد الدينية، ردت علي بلباقة وبلغة سلسلة وشفافة، أن لا مشكلة في كوني احتفل أو لا، المهم أننا التقينا بك وجلسنا بصحبتك، وأنها سعيدة بهذه الزيارة. بينما زوجها الأمريكي الوسيم كان أغلب الأوقات صامتًا وعندما كنت أريد منه المشاركة في الحديث كنت اشعر أنه يفهم القليل من المفردات والجمل العربية. ما يسر الخاطر بالناس الغربيين أنهم طبيعيون جدًا متواضعون، هكذا كانت فرجينيا وهكذا كان زوجها، ولمست هذا بعد مجيء إلى السويد. الإنسان الغربي عمومًا في سيكولوجيته قريب من بعضه، طبعًا هناك استثناءات، أغلبهم متواضع ولديهم أذن تسمع وتصيخ السمع، وعيونهم في عيونك عندما تتكلم مع أحدهم، هذا الأدب الجم يجري تعليمه من البيت والمدرسة، هذا الشعور بالمودة اكثر من ضروري، حتى يشعرك بالاهتمام ويتابع كل كلمة تقولها. على عكس بلادنا الجهة الوحيدة الذي ينصت إلى كل كلمة تقولها بدقة وعمق هي المخابرات، ليس حبًا بك أو أن لك قيمة معنوية أو إنسانية وأنما من أجل ان تقع في أيديهم ككبش فداء لهم لذبحك. بالعموم أغلبنا لا يسمع بعضه ولا يهتم بالأخر، بك أو ببكاءك أو حزنك، وأغلب علاقاتنا مزيفة وقائمة على اللف والدوران والكذب والغش، وذهن أغلبنا مشتت خاصة عندما تتكلم معه تراه شرد وذهب ذهنه إلى مكان أخر، بل ينسى وجودك كله أمامه.كانت فرجينا معلمة قديرة وذكية، وأعطت التدرس مكانة رفيعة، ربطت الصف في بعضه، وحولت علاقتها مع الطلاب إلى حميمية راقية، تحولت إلى ندية وقوية.في المدرسة تعرفت على الكثير من الأصدقاء من العراق الشقيق، وحدثت بيننا صداقة عميقة جدًا ما زالت مستمرة إلى اليوم مع بعضهم.تعرفت على الشاب الجميل، جميل أحمد من مدينة البصرة في أقصى جنوب شرق العراق التي تقع على مسافة قريبة من شط العرب وجنوب الكويت وشرقها إيران، وهي ثاني مدن هذه الدولة العملاقة.وموسى الحيدري وأخيه حسن، ووسن الكعبي وأختها نيران، ورانيا بوشي وأمها، وثلاث فنانين تشكليين مع زوجاتهم، وشاب أرمني قليل الكلام، كان مخرجًا سينمائيًا، لم أجلس معه على أنفراد ولم نتحادث، ذهنه مشغول طوال الوقت، وشاب اسمه جعفر من السودان، وبعض ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699257
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت في الموعد المحدد للمدرسة الأنكليزية ذهبت إليها في الصباح الباكر في الموعد المحدد. كان المبنى جميلًا جدًا واسعًا فيه عدد كبير من الطلاب الذين حازوا على الأقامة الموقتة في منظمة الأمم المتحدة.شعرت بالراحة النفسية والروحية عندما رأيت الكم الكبير من الناس من مختلف المشارب الاجتماعية والفئات العمرية، ومن دول عربية عديدة. عندما وصلت ودخلت الصف، قدمت أسمي كما هو متعارف عليه في أي مؤسسة في العالم سواء في بلادنا أو غيرها. جاءت المعلمة، وكانت أمريكية الأصل ولهجتها أمريكية أصلية، اسمها فيرجينا، رحبت بي وأشارت بيدها أن أختار مقعدي في الصف الممملوء بالطلاب، قدمتني وعرفتني عليهم وعرفت نفسها علي. وكان جلهم من العراق الشقيق ومن محافظاته.كان الصف نموذجيًا له مقاعد حديثة وسبورة حديثة، وفيرجينا شابة في بداية الثلاثين من عمرها، متزوجة من شاب أمريكي وسيم وأنيق. في عيد الفطر جاءا إلى بيتي في المدينة الرياضة في عمان دون سابق إنذار، وعندما قرعا الباب علي، فتحت الباب فرأيتهما في الباب، وقفت مذهولًا مستغربًا عندما رأيتهما، وكانت فرجينيا تتقن اللغة العربية باللهجة الأردنية بطلاقة. وعندما جلسا قدمت لهما الشاي، وتحدثنا عن سوريا والواقع السوري والأردني شعرت أنها كانت مطلعة على أغلب شؤون المنطقة، وعندما قلت لها أنا من أصول مسيحية ولا احتفل بعيد الفطر أو غيره من الأعياد لأنني ملحد، غير مؤمن ولا احتفل بالأعياد الدينية، ردت علي بلباقة وبلغة سلسلة وشفافة، أن لا مشكلة في كوني احتفل أو لا، المهم أننا التقينا بك وجلسنا بصحبتك، وأنها سعيدة بهذه الزيارة. بينما زوجها الأمريكي الوسيم كان أغلب الأوقات صامتًا وعندما كنت أريد منه المشاركة في الحديث كنت اشعر أنه يفهم القليل من المفردات والجمل العربية. ما يسر الخاطر بالناس الغربيين أنهم طبيعيون جدًا متواضعون، هكذا كانت فرجينيا وهكذا كان زوجها، ولمست هذا بعد مجيء إلى السويد. الإنسان الغربي عمومًا في سيكولوجيته قريب من بعضه، طبعًا هناك استثناءات، أغلبهم متواضع ولديهم أذن تسمع وتصيخ السمع، وعيونهم في عيونك عندما تتكلم مع أحدهم، هذا الأدب الجم يجري تعليمه من البيت والمدرسة، هذا الشعور بالمودة اكثر من ضروري، حتى يشعرك بالاهتمام ويتابع كل كلمة تقولها. على عكس بلادنا الجهة الوحيدة الذي ينصت إلى كل كلمة تقولها بدقة وعمق هي المخابرات، ليس حبًا بك أو أن لك قيمة معنوية أو إنسانية وأنما من أجل ان تقع في أيديهم ككبش فداء لهم لذبحك. بالعموم أغلبنا لا يسمع بعضه ولا يهتم بالأخر، بك أو ببكاءك أو حزنك، وأغلب علاقاتنا مزيفة وقائمة على اللف والدوران والكذب والغش، وذهن أغلبنا مشتت خاصة عندما تتكلم معه تراه شرد وذهب ذهنه إلى مكان أخر، بل ينسى وجودك كله أمامه.كانت فرجينا معلمة قديرة وذكية، وأعطت التدرس مكانة رفيعة، ربطت الصف في بعضه، وحولت علاقتها مع الطلاب إلى حميمية راقية، تحولت إلى ندية وقوية.في المدرسة تعرفت على الكثير من الأصدقاء من العراق الشقيق، وحدثت بيننا صداقة عميقة جدًا ما زالت مستمرة إلى اليوم مع بعضهم.تعرفت على الشاب الجميل، جميل أحمد من مدينة البصرة في أقصى جنوب شرق العراق التي تقع على مسافة قريبة من شط العرب وجنوب الكويت وشرقها إيران، وهي ثاني مدن هذه الدولة العملاقة.وموسى الحيدري وأخيه حسن، ووسن الكعبي وأختها نيران، ورانيا بوشي وأمها، وثلاث فنانين تشكليين مع زوجاتهم، وشاب أرمني قليل الكلام، كان مخرجًا سينمائيًا، لم أجلس معه على أنفراد ولم نتحادث، ذهنه مشغول طوال الوقت، وشاب اسمه جعفر من السودان، وبعض ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699257
الحوار المتمدن
آرام كربيت - أبق حيث الغناء ـ 19 ـ
آرام كربيت : أبق حيث الغناء ـ 20 ـ
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت كان جعفر القادم من السودان دائم الابتسام، خفيف الظل، مرح جدًا. وكان من جماعة حسن التربي وربما من حراسه، ومرات كثيرة كان يكمن عند باب هذا الأخير، لجأ إلى الكنيسة البروتستانتية على ما أذكر وأعلن مسيحيته وخوفه أن يعتقل أو يعدم، طالبًا منهم الحماية من أجل السفر إلى الخارج.عملت الكنيسة على تأمين كل مستلزمات السفر له إلى أن خرج من السودان، وربما قدم لجوء على هذا الأساس. في الحقيقية لم أستطع أن أفهم جعفر في بداية الأمر، وكنا نراه نادرًا، ونلتقي به في المدرسة الأنكليزية ونذهب معًا إلى السوق برفقة الكثير من الأصدقاء.كان جعفر يعمل في القطاع الخاص، بيد أنه لم يذكر أي شيء عن عمله، ولم يسمح لأي كائن أن يدخل مكان عمله ويعرف مديره ونوعية عمله.وانطباعي الأولي عنه أعماني عن معرفة مكنوناته وعقله وتفكيره. كان كذابًا من طراز رفيع، معدوم الضمير مثل الكثير من الناس الذين يعيشون في البلدان الاستبدادية، دينيًا وقوميًا وسياسيًا وثقافيًا واجتماعيًا. غاب عن عقلي أن الإنسان المقهور مختل نفسيًا، غير متوازن سلوكًا وممارسة، وعلى المرء أخذ الحيطة والحذر دائمًا في علاقاته. أكاد أقول لا يوجد كائن واحد في البلدان الاستبدادية متحرر من الاحساس بالذل والمهانة أو النفاق والازدواجية في الممارسة والسلوك. وإن أغلبنا أو كل واحد منّا يضع على وجهه قناع أو عدة أقنعة في اليوم الواحد، يزيح بعضها ويضع أخر حسب مستلزمات الشغل وعدة الشغل والنصب والاحتيال ووقت الحاجة. الدين هو المنتج الأول للخضوع، والإنسان الخاضع إنسان ضعيف مهزوم داخليًا، بله مكسور وجوديًا لا يمكنه الوقوف على قدميه إلا ما ندر.سألته إحدى المرات بينما كنّا نمشي في الشارع:ـ جعفر ماذا كان شعورك عندما وصلت الأردن؟قال:ـ عندما نزلت من الطائرة صدمت بالناس في هذا البلد، وجوه الناس البيضاء، وجوه لا تشبه وجهي.قلت له كيف، ماذا تقصد بهذا الكلام، الا يوجد في السودان وجوه بيضاء، وما الضير إن لم يكن أيضًا؟ كلنا بشر يا جعفر. قال:ـ طوال الفترة الأولى التي امتدت إلى ستة أشهر كنت اخجل النظر في وجوه الناس. وجهي أضحى مشكلة معيبة لي. لم أكن استطيع النظر في الوجوه المغايرة لوجهي. اتحاشى كل من ينظر نحوي، وأصبحت أكفر من ملامحي واعاتب ربي، واستغفر الله، على تكويني المشوه، ووجهي الأسود الكالح كما ترى.قلت له:ـ هل تقبل أن نتبادل الوجوه، تأخذ سنين عمري وأنا أخذ وجهك وأنت تأخذ وجهي. قال:ـ أقبل وفوقه عشرين سنة أخرى.ـ معقول؟ ـ نعم معقول.تذكرت مسرحية عطيل، البطل المغربي النبيل الذي عاش في البندقية ـ ايطاليا، الشخصية اللطيفة الخيرة، الذي أرسله الملك إلى البحر لمواجة الأسطول التركي، ليصل إلى قبرص فيرى هذا الأخير دمر بفعل العاصفة ولتدور أحداثها فوق هذه الأرض، أي جزيرة قبرص، برفقة حبيبته البيضاء كالثلج، الجميلة كالجمال المنهمر من الينابيع المنبثقة من جدوع الأرض والسماء.ياغو، أحد الشخصيات الشريرة في المسرحية، دون ذكر الأحداث بتفاصيلها، يرمي كلمة واحد في بحر عطيل المضطرب، يقول له:ـ زوجتك ديموندة خانتك مع كاسيو.هذه الكلمة لم توقظ الشك والغيرة في قلب عطيل، أنما أيقظت الإحساس بالدونية في داخل ودخيلة عطيلأ أيقظ في ذاته الكامنة وراء الستار إحساس ذاتي بالقهر من ملامحه، ليسأل نفسه، ويدخل في حوار معها بطريقة إذلاليه قاسية جدًا:ـ كلام ياغو صحيح مئة بالمئة، أنا زنجي أسود، معقول تحبني امرأة بيضاء بهذا الجمال والبهاء؟ من أنا حتى تحبني؟ أنا حشرة لا قيمة لها، يليق بها واحد مثل كاسيو، وليس أنا. < ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700355
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت كان جعفر القادم من السودان دائم الابتسام، خفيف الظل، مرح جدًا. وكان من جماعة حسن التربي وربما من حراسه، ومرات كثيرة كان يكمن عند باب هذا الأخير، لجأ إلى الكنيسة البروتستانتية على ما أذكر وأعلن مسيحيته وخوفه أن يعتقل أو يعدم، طالبًا منهم الحماية من أجل السفر إلى الخارج.عملت الكنيسة على تأمين كل مستلزمات السفر له إلى أن خرج من السودان، وربما قدم لجوء على هذا الأساس. في الحقيقية لم أستطع أن أفهم جعفر في بداية الأمر، وكنا نراه نادرًا، ونلتقي به في المدرسة الأنكليزية ونذهب معًا إلى السوق برفقة الكثير من الأصدقاء.كان جعفر يعمل في القطاع الخاص، بيد أنه لم يذكر أي شيء عن عمله، ولم يسمح لأي كائن أن يدخل مكان عمله ويعرف مديره ونوعية عمله.وانطباعي الأولي عنه أعماني عن معرفة مكنوناته وعقله وتفكيره. كان كذابًا من طراز رفيع، معدوم الضمير مثل الكثير من الناس الذين يعيشون في البلدان الاستبدادية، دينيًا وقوميًا وسياسيًا وثقافيًا واجتماعيًا. غاب عن عقلي أن الإنسان المقهور مختل نفسيًا، غير متوازن سلوكًا وممارسة، وعلى المرء أخذ الحيطة والحذر دائمًا في علاقاته. أكاد أقول لا يوجد كائن واحد في البلدان الاستبدادية متحرر من الاحساس بالذل والمهانة أو النفاق والازدواجية في الممارسة والسلوك. وإن أغلبنا أو كل واحد منّا يضع على وجهه قناع أو عدة أقنعة في اليوم الواحد، يزيح بعضها ويضع أخر حسب مستلزمات الشغل وعدة الشغل والنصب والاحتيال ووقت الحاجة. الدين هو المنتج الأول للخضوع، والإنسان الخاضع إنسان ضعيف مهزوم داخليًا، بله مكسور وجوديًا لا يمكنه الوقوف على قدميه إلا ما ندر.سألته إحدى المرات بينما كنّا نمشي في الشارع:ـ جعفر ماذا كان شعورك عندما وصلت الأردن؟قال:ـ عندما نزلت من الطائرة صدمت بالناس في هذا البلد، وجوه الناس البيضاء، وجوه لا تشبه وجهي.قلت له كيف، ماذا تقصد بهذا الكلام، الا يوجد في السودان وجوه بيضاء، وما الضير إن لم يكن أيضًا؟ كلنا بشر يا جعفر. قال:ـ طوال الفترة الأولى التي امتدت إلى ستة أشهر كنت اخجل النظر في وجوه الناس. وجهي أضحى مشكلة معيبة لي. لم أكن استطيع النظر في الوجوه المغايرة لوجهي. اتحاشى كل من ينظر نحوي، وأصبحت أكفر من ملامحي واعاتب ربي، واستغفر الله، على تكويني المشوه، ووجهي الأسود الكالح كما ترى.قلت له:ـ هل تقبل أن نتبادل الوجوه، تأخذ سنين عمري وأنا أخذ وجهك وأنت تأخذ وجهي. قال:ـ أقبل وفوقه عشرين سنة أخرى.ـ معقول؟ ـ نعم معقول.تذكرت مسرحية عطيل، البطل المغربي النبيل الذي عاش في البندقية ـ ايطاليا، الشخصية اللطيفة الخيرة، الذي أرسله الملك إلى البحر لمواجة الأسطول التركي، ليصل إلى قبرص فيرى هذا الأخير دمر بفعل العاصفة ولتدور أحداثها فوق هذه الأرض، أي جزيرة قبرص، برفقة حبيبته البيضاء كالثلج، الجميلة كالجمال المنهمر من الينابيع المنبثقة من جدوع الأرض والسماء.ياغو، أحد الشخصيات الشريرة في المسرحية، دون ذكر الأحداث بتفاصيلها، يرمي كلمة واحد في بحر عطيل المضطرب، يقول له:ـ زوجتك ديموندة خانتك مع كاسيو.هذه الكلمة لم توقظ الشك والغيرة في قلب عطيل، أنما أيقظت الإحساس بالدونية في داخل ودخيلة عطيلأ أيقظ في ذاته الكامنة وراء الستار إحساس ذاتي بالقهر من ملامحه، ليسأل نفسه، ويدخل في حوار معها بطريقة إذلاليه قاسية جدًا:ـ كلام ياغو صحيح مئة بالمئة، أنا زنجي أسود، معقول تحبني امرأة بيضاء بهذا الجمال والبهاء؟ من أنا حتى تحبني؟ أنا حشرة لا قيمة لها، يليق بها واحد مثل كاسيو، وليس أنا. < ......
#الغناء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=700355
الحوار المتمدن
آرام كربيت - أبق حيث الغناء ـ 20 ـ
آرام كربيت : أدم وحواء
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت الله لم يدقق على موضوع التفاح، هذا رأي الأنبياء لأنهم كانوا جائعين. أساسًا، لم تكن هذه الفاكهة متوفرة في بلادهم، لهذا وضعوها في تراثهم كنوع من الرغبة والحاجة للتأمل والحزن على الفقدان.كان أدم عازفًا ماهرًا على الكمان، هرب مع حواء إلى حقول البرتقال، هناك كانت تسترخي على أنغامه الشجية أو تنام أو ترقص أو تغني الله تلصلصل عليهما مرات كثيرة، حزن على نفسه لأنه وحيد، فدبت الغيرة والحزن على نفسه وقلبه، وأراد أن يتشبه بهما. ولإنه لم يستطع أن ينجب شيئًا شبيهًا بنفسه، لهذا أخذ أحد السهام القريبة منه، ووضعه في القوس ورمى به أدم وحواء، فهربا ركضًا مثل البرق إلى أن وصلا إلى نهاية حدود الأرض، فوقعا من السماء على الأرض عراة مثلما خلقهما.نظر أحدهما إلى الآخر باستغراب، هنا تفاجئت حواء فسألت:ـ ماذا نحن فاعلان لوحدنا يا أدم؟ كيف سنعيش في هذا المكان المقفر؟ قال لها:ـ سنبني لأنفسنا كوخًا من الصلصال، ونزرع الأرض بالفواكه والقمح، وإلى حين تنبت الأرض علينا ان نأكل الخبيزة والسبانخ وحشائش الأرض والحرشف. إن نعتمد على أنفسنا بطريقة أفضل وأجدى من الاعتماد على إله غيور، حسود، أعزل لا يحب الموسيقا.ـ وماذا أيضًا؟ـ من خشب المشمش سأصنع لك نايًا أعزف لك عليه في الليل، ثم كمانًا، وسننجب لنا أولادًا وبنات.ـ ما قصرت يا أدم أنك هربت من ذلك الشرير الذي شغلته مراقبتنا، ومسألته لنا ليلا نهارًا. يا رجل، على الأقل نحن أحرار في خياراتنا.ـ لنتكل على أنفسنا ونشق طريقنا، وسنتعلم من تجاربنا العملية كيف نبي عالمنا الجديد مع أولادنا.والأن صعنت لك فراشًا، ننام عليه، حضني في حضنك. ......
#وحواء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702952
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت الله لم يدقق على موضوع التفاح، هذا رأي الأنبياء لأنهم كانوا جائعين. أساسًا، لم تكن هذه الفاكهة متوفرة في بلادهم، لهذا وضعوها في تراثهم كنوع من الرغبة والحاجة للتأمل والحزن على الفقدان.كان أدم عازفًا ماهرًا على الكمان، هرب مع حواء إلى حقول البرتقال، هناك كانت تسترخي على أنغامه الشجية أو تنام أو ترقص أو تغني الله تلصلصل عليهما مرات كثيرة، حزن على نفسه لأنه وحيد، فدبت الغيرة والحزن على نفسه وقلبه، وأراد أن يتشبه بهما. ولإنه لم يستطع أن ينجب شيئًا شبيهًا بنفسه، لهذا أخذ أحد السهام القريبة منه، ووضعه في القوس ورمى به أدم وحواء، فهربا ركضًا مثل البرق إلى أن وصلا إلى نهاية حدود الأرض، فوقعا من السماء على الأرض عراة مثلما خلقهما.نظر أحدهما إلى الآخر باستغراب، هنا تفاجئت حواء فسألت:ـ ماذا نحن فاعلان لوحدنا يا أدم؟ كيف سنعيش في هذا المكان المقفر؟ قال لها:ـ سنبني لأنفسنا كوخًا من الصلصال، ونزرع الأرض بالفواكه والقمح، وإلى حين تنبت الأرض علينا ان نأكل الخبيزة والسبانخ وحشائش الأرض والحرشف. إن نعتمد على أنفسنا بطريقة أفضل وأجدى من الاعتماد على إله غيور، حسود، أعزل لا يحب الموسيقا.ـ وماذا أيضًا؟ـ من خشب المشمش سأصنع لك نايًا أعزف لك عليه في الليل، ثم كمانًا، وسننجب لنا أولادًا وبنات.ـ ما قصرت يا أدم أنك هربت من ذلك الشرير الذي شغلته مراقبتنا، ومسألته لنا ليلا نهارًا. يا رجل، على الأقل نحن أحرار في خياراتنا.ـ لنتكل على أنفسنا ونشق طريقنا، وسنتعلم من تجاربنا العملية كيف نبي عالمنا الجديد مع أولادنا.والأن صعنت لك فراشًا، ننام عليه، حضني في حضنك. ......
#وحواء
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702952
الحوار المتمدن
آرام كربيت - أدم وحواء
آرام كربيت : الأثير
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت رواية الأثير للأديبة اللبنانية إيمان بقاعي، الصغيرة الحجم، الكبيرة بأحداثها، نستطيع أن نسميها بأدب الحرب الأهلية، وحربها لم تكن عشوائية كما يظن الكثير من الناس، كانت حرباً استراتيجية أو وظيفية لخطف الأنظار عن العمليات السياسية المهمة التي حدثت على أطراف الدولة المبتلية بهذه الحرب.رواية متداخلة جدًا، تبدو من الخارج بسيطة، بيد أنها معقدة، تتناول الحرب الأهلية لخدمة أجندة خارجية بأدوات محلية: ولئلا تعتقدي أن القناص هو مجرد قاتل محترف، إنه جزء لا يتجزأ من استراتيجية حرب المدن.هذه الجمل تلخص الهدف الحقيقي من الحروب الأهلية المعاصرة، أن تفرغ الأوطان من النخب الثقافية والفنية والقوى المدنية الحية، وتبقي على العاجز والخانع والضعيف، وتبقي الجرح مفتوحًا إلى أمد طويل.رواية مركبة تبدو لنا الشخصيات تتحرك في فضاء طبيعي بسيط وسهل ثم نكتشف أنها أخذتنا إلى اليم العميق فنغرق في عمق الأحداث القاهرة التي مر بها لبنان في الحرب التي امتدت مذ العام 1975 إلى العام 1990، بأسلوب سهل ومعقد للغاية، تترك الشخصيات تتحدث ببساطة، ثم نرى أنها تنفث النيران فيما حدث في الواقع، بل تترك القارئ في حيرة، يسرح في التجوال في عمق الأزمة العميقة، بحيث تأسر لبّنا وتتركنا نتوه في أتون الدمار والضياع الذي عاشه هذا البلد المنكوب.رواية قصيرة لا تتجاوز المئة صفحة بقليل، مكثفة جدًا مملوءة بالحيوية والتفاعل، تدخل البيت اللبناني من أوسع أبوابه، التجربة المترابطة مع القضية الفلسطينية، نذهب مع النص عندما تم اختطاف الأستاذ، وأظنه المفكر اللبناني مصطفى جحا.أراد أنصار هذا المفكر استرجاعه، أن يفعلوا شيئًا، بعفوية الإنسان الطبيعي البسيط، أن يلجؤوا إلى الاختطاف بقصد مبادلته.تتدخل المرأة الفلسطينية رضوى المعجبة بفكر هذا الأستاذ، إذا بها تقف ضد هذا التوجه:أتعتقدون أن الأستاذ سيكون سعيدًا بفعلتكم هذه؟ أتذهبون إلى الخطف كما لو كنتم تردون على عضة الكلب بعضة؟إذن سيسهل على العصابات أن تستقطبكم بحجة مدكم بالرجال والسلاح فالمال، وسيقنعكم زعماؤها بأنكم ستحصلون على لقب” لبناني جيد” تمامًا كما أقنع” اختيار” الشباب الفلسطيني بلقب” فلسطيني جيد” وستساقون مثلما سيقوا من جامعاتكم إلى الموت المجاني العبثي وأنتم تبتسمون كالبله من دون أن يسمح لكم أن تطرحوا أي سؤال، فأبناء الحرب غير أبناء الأكاديميا.كأن الروائية اللبنانية إيمان بقاعي لا تتحدث عن الحرب الأهلية اللبنانية فحسب، بل كأنها تتحدث عن سوريا اليوم وليبيا واليمن أو أي بقع فيها أمراض اجتماعية وسياسية وتدخلات خارجية، وعرضة للمذبحة الوطنية الذاتية.كأن الرواية فخ للقارئ، تبدأ بلغة عربية بليغة رائعة، جذلة، جذابة تمسك الكلمات وكأنها تعزف، تتفنن في نقل الأحداث بإتقان ثم تتوسع وتدخل أرض الواقع بأدق تفاصيله مستخدمة براعتها وتمكنها من أدوات الكتابة، تفعل الشخصيات، تتحدث ببساطة وكأنهم شخصية عادية، ثم تنتقل معهم نقلات نوعية لا نكون مستعدين لها، عندما تبدأ هذه الشخصيات البسيطة في التحول رويدًا رويدا إلى شخصيات ممتلئة،معقدة وعميقة جدًا، تنفث النار في مفاصل العمل، تعري الواقع المعرى بتفعيل تعريته وإخراجه من العادي إلى الحقيقة الحقيقية عبر الأدب وتجعل المرء يمسك الأحداث، يمسك بلب المجتمع وأمراضه وقواه.ربما هذه الرواية، الأثير، كانت تحتاج إلى أربعمئة صفحة لتقرب الأحداث من القارئ، بيد أننا كقراء التقطنا حبكة العمل بقدرتها على اختصار الزمن والوقت وإيصال الحدث إلينا بكل بساطة ويسر، ولكن على المرء، القارئ أن يركز على الشخصيات، لأنها متماسكة الحبكة ......
#الأثير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705104
#الحوار_المتمدن
#آرام_كربيت رواية الأثير للأديبة اللبنانية إيمان بقاعي، الصغيرة الحجم، الكبيرة بأحداثها، نستطيع أن نسميها بأدب الحرب الأهلية، وحربها لم تكن عشوائية كما يظن الكثير من الناس، كانت حرباً استراتيجية أو وظيفية لخطف الأنظار عن العمليات السياسية المهمة التي حدثت على أطراف الدولة المبتلية بهذه الحرب.رواية متداخلة جدًا، تبدو من الخارج بسيطة، بيد أنها معقدة، تتناول الحرب الأهلية لخدمة أجندة خارجية بأدوات محلية: ولئلا تعتقدي أن القناص هو مجرد قاتل محترف، إنه جزء لا يتجزأ من استراتيجية حرب المدن.هذه الجمل تلخص الهدف الحقيقي من الحروب الأهلية المعاصرة، أن تفرغ الأوطان من النخب الثقافية والفنية والقوى المدنية الحية، وتبقي على العاجز والخانع والضعيف، وتبقي الجرح مفتوحًا إلى أمد طويل.رواية مركبة تبدو لنا الشخصيات تتحرك في فضاء طبيعي بسيط وسهل ثم نكتشف أنها أخذتنا إلى اليم العميق فنغرق في عمق الأحداث القاهرة التي مر بها لبنان في الحرب التي امتدت مذ العام 1975 إلى العام 1990، بأسلوب سهل ومعقد للغاية، تترك الشخصيات تتحدث ببساطة، ثم نرى أنها تنفث النيران فيما حدث في الواقع، بل تترك القارئ في حيرة، يسرح في التجوال في عمق الأزمة العميقة، بحيث تأسر لبّنا وتتركنا نتوه في أتون الدمار والضياع الذي عاشه هذا البلد المنكوب.رواية قصيرة لا تتجاوز المئة صفحة بقليل، مكثفة جدًا مملوءة بالحيوية والتفاعل، تدخل البيت اللبناني من أوسع أبوابه، التجربة المترابطة مع القضية الفلسطينية، نذهب مع النص عندما تم اختطاف الأستاذ، وأظنه المفكر اللبناني مصطفى جحا.أراد أنصار هذا المفكر استرجاعه، أن يفعلوا شيئًا، بعفوية الإنسان الطبيعي البسيط، أن يلجؤوا إلى الاختطاف بقصد مبادلته.تتدخل المرأة الفلسطينية رضوى المعجبة بفكر هذا الأستاذ، إذا بها تقف ضد هذا التوجه:أتعتقدون أن الأستاذ سيكون سعيدًا بفعلتكم هذه؟ أتذهبون إلى الخطف كما لو كنتم تردون على عضة الكلب بعضة؟إذن سيسهل على العصابات أن تستقطبكم بحجة مدكم بالرجال والسلاح فالمال، وسيقنعكم زعماؤها بأنكم ستحصلون على لقب” لبناني جيد” تمامًا كما أقنع” اختيار” الشباب الفلسطيني بلقب” فلسطيني جيد” وستساقون مثلما سيقوا من جامعاتكم إلى الموت المجاني العبثي وأنتم تبتسمون كالبله من دون أن يسمح لكم أن تطرحوا أي سؤال، فأبناء الحرب غير أبناء الأكاديميا.كأن الروائية اللبنانية إيمان بقاعي لا تتحدث عن الحرب الأهلية اللبنانية فحسب، بل كأنها تتحدث عن سوريا اليوم وليبيا واليمن أو أي بقع فيها أمراض اجتماعية وسياسية وتدخلات خارجية، وعرضة للمذبحة الوطنية الذاتية.كأن الرواية فخ للقارئ، تبدأ بلغة عربية بليغة رائعة، جذلة، جذابة تمسك الكلمات وكأنها تعزف، تتفنن في نقل الأحداث بإتقان ثم تتوسع وتدخل أرض الواقع بأدق تفاصيله مستخدمة براعتها وتمكنها من أدوات الكتابة، تفعل الشخصيات، تتحدث ببساطة وكأنهم شخصية عادية، ثم تنتقل معهم نقلات نوعية لا نكون مستعدين لها، عندما تبدأ هذه الشخصيات البسيطة في التحول رويدًا رويدا إلى شخصيات ممتلئة،معقدة وعميقة جدًا، تنفث النار في مفاصل العمل، تعري الواقع المعرى بتفعيل تعريته وإخراجه من العادي إلى الحقيقة الحقيقية عبر الأدب وتجعل المرء يمسك الأحداث، يمسك بلب المجتمع وأمراضه وقواه.ربما هذه الرواية، الأثير، كانت تحتاج إلى أربعمئة صفحة لتقرب الأحداث من القارئ، بيد أننا كقراء التقطنا حبكة العمل بقدرتها على اختصار الزمن والوقت وإيصال الحدث إلينا بكل بساطة ويسر، ولكن على المرء، القارئ أن يركز على الشخصيات، لأنها متماسكة الحبكة ......
#الأثير
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=705104
الحوار المتمدن
آرام كربيت - الأثير