الحوار المتمدن
3.17K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
بديع الالوسي : أنطفأت شمعة في تكريت
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي لا اعرف لماذا يراودني الاعتقاد من أن تكريت مجرد قرية مترامية الاطراف ، بالرغم من بيوتها الحديثة ، ربما لأن أهلها ريفي الطباع والأخلاق ، وهم يحبون السمك والثريد ، ويتفاخرون بحبهم للسلاح ، وبيوتهم مشرعة لاستقبال الضيوف ... بعد سقوط النظام عدت من الغربة لرؤية اهلي ومدينتي ، فما كان من اخي التوأم إلا ان افرد احدى الامسيات للقاء به قائلا ً :ــ سنزور مسؤول تكريت للحزب الشيوعي .وحين ذهبنا لبيته ، خرج لاستقبالنا رجل تجاوز الستين عاما ً ، يرتدي دشداشة وكوفية وعقال ، بطيبته المتناهية قال لي : اخاك صديق اعتز به . لم اسأله عن الزي العشائري الذي يرتديه ، ليقيني بان هذا النوع من الملبس هو الاكثر انسجاما ً مع روح المكان ووطأة التقاليد .وما ان تجاوزنا الحديقة ودخلنا غرفة الاستقبال بطراز اثاثها الفاخر ، لم الحظ وجود مكتبة في المكان ، اثار ذلك في نفسي سؤال مباغت : من اين يستمد الرجل الثوري ثقافته ؟ ( وظل هذا السؤال يلاحقني حتى عرفت لاحقاً بان للرجل مكتبة كبيرة داخل منزله !! )في ذلك المكان تبادلنا اطراف الحديث بطيبة متناهية ، احاديث متناثرة لكن جلها دار حول جراح الوطن وهموم الناس … منذ ذلك اللقاء الحميمي وصورة ذلك الانسان الطيب ظلت ناصعة في ذهني ، لم انس ضحكته وطريقته العذبة في تناول الموضوعات ، وشعرت بانه يحمل قلباً ابوياً وروحاً بخصال عراقية اصيلة .. ومنذ ذلك اللقاء احسست انه يمتلك طاقة لمواجهة الحياة ، بمعنى ان اليأس لم يستولي عليه ، وبدا لي انه ينتمي لمعشر المناضلين الاجتماعين ، وكيف لا .. وهو يكافح في وسط عشائري متخلف ، لكنه مع ذلك لم يدخر جهدا وظل مؤمنا بعدالة قضيته وحاول ان يبدد الظلام بشمعة .في ذلك الوضع الهش والمعقد والمحفوف بالمخاطر ، كان يريد ان يثبت لنا وللحزب وللرب وللأعداء ايضا : ان النصر سيكون في النهاية حليف المؤمنين … لهذا لم يخرج من اللعبة السياسية بالرغم من كل المتاعب . بعد هذه المسيرة الحافلة بالعطاء ، وقد شارف على الثمانين من العمر ، اصيب بوباء الكورونا ، حاول كل من يعرفه ان يقدم له يد المساعدة ، لكن جسده قد خذله ، وتداعت صحته خلال ايام ، ليودعنا والى الابد ذلك الانسان الرائع والمعلم القدير ، الذي آمن طول حياته بحب الناس والمثابرة على خدمتهم ، كان يحلم مثل الكثير من المناضلين الثوريين بحتمية قدوم ذلك الزمان الذي يكون فيه الوطن حرا ً والشعب سعيدا ً .وداعا ً ابا نبيل ، وداعا ً ممدوح الحبوس ، لك الذكر الطيب ، ولنا لوعة الفراق .واعذرني فقد جفت الزهور ، وليس عندي ما اقدمه لروحك النقية غير عبارة الشاعر الفرنسي رامبو :( لقد انتهت المعركة ، انتهى الصراع ، هو ذا الفجر يطلع ( ......
#أنطفأت
#شمعة
#تكريت

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=691098
بديع الآلوسي : العم حسام الالوسي .. اجراس لذكرى رحيله .
#الحوار_المتمدن
#بديع_الآلوسي ما الزمن يا عم ؟ كل شيء حدث وكأنه البارحة ، فكيف لي ان اصدق ، انه وفي مثل هذا اليوم 7 اكتوبر ، قبل سبع سنوات في عام 2013، غادرنا والى الأبد العم حسام ، الذي كرمه المشتغلون معه ولقبوه بشيخ فلاسفة العراق .للأسف ، لم يتسع وقتي لأنعم بصحبته أو اكون قريبا منه ، وظلت علاقتي بهذا العم الطيب لا تتعدى لقاءات متباعدة واحاديث مبعثرة ، لكنني استطيع ان ازعم اليوم ، بأني قد عرفته من خلال كتبه التي اطلعت عليها في الغربة ، تلك الكتب التي اضافت لي الكثير واضاءة لي الدروب .اجل ، انفرط عقد السنين سراعا ً ، ولم تتح لي فرصة التحاور معه ، فيوم كنت في بغداد ، كان هو استاذا جامعيا ً في ليبيا والكويت واليمن ، ويوم عاد اواخر الثمانينيات ، كنت انا قد غادرت العراق ، وظل حلم اللقاء به مؤجلا لأكثر من عقدين من الزمن ، على الرغم من ذلك ، ظل العم حسام بالنسبة لي ولأخوتي ولكل من قرأ له ، مفكرا المعيا ً ذا تجربة هائلة ، يحق لنا ان نفخر به ، وكيف لا .. ومن يتتبع سيرة حياته ، يجدها كفاحا ً عنيداً ضد الجهل والتخلف ، ونضالا ً طويلا ضد الظلم بكل اشكاله والوانه ومعانيه .تلك المسيرة التي بدأها متفلسفا في مطلع شبابه ، والمتأمل لديوان الشعري ( زمن البوح ) يلحظ ذلك جليا في بواكير اشعاره ، اما سفره الحقيقي فقد بدأ مع أطروحة الدكتوراه التي حملت عنوان : ( مشكلة الخلق في الفكر الإسلامي ) .. ليواصل بعدها تدريس الفلسفة كأستاذ جامعي لنصف قرن تقريبا ، الف خلالها ما يربو على الثلاثين كتابا ً وبحثا ً اصيلا ً ، اعتمد في تأليفها على المنهج الجدلي التاريخي او ما اطلق عليه لاحقا بالمنهج التكاملي ، مؤكدا على جدلية العلاقة ما بين ( الفلسفة والعلم والفن ) وعلاقة كل ذلك لفهم الانسان والمجتمع والعالم ، من دون ان يغفل تلك الرؤية الحاذقة بربط التراث بالمعاصرة ، وهذا باعتقادي اجمل ما في كتبه ، واعني تلك النظرة الموسوعية التي يحتاجها كل قارئ له شغف بالفلسفة وحب للمعرفة .اليوم وانا احتفي بفكره النير ، واقرع الأجراس في ذكرى رحيله اقول :كثيرة هي خصاله الطيبة ، لكن اكثر ما كان يعجبني بالعم حسام الالوسي ، هو روحه المثابرة ونشاطه الدؤوب ، حيث واصل عمله في التأليف والاشراف على طلبة الدكتوراه حتى بعد احالته الى التقاعد ، وكذلك مساهماته الفاعلة كمحاضر ومحاور ومستشار في دار الحكمة . باذلا ً قصارى جهده لجعل الفلسفة زاداً يوميا في متناول الجميع ، فهل كان يحلم بتغيرنا ام بتغير العالم من خلالنا !؟ . اي تكن الاجابة لا ضير .. فهو كمثقف نوعي كان ينتمي لذلك الجيل من المثقفين العراقيين امثال : علي الوردي ، وصلاح خالص ، ومدني صالح ، وسامي عبد الحميد ، وفؤاد التكرلي ، والمخزومي ، ونوري جعفر ، ومنير بشير ، وجواد سليم ...الى اخره ، فجميع هؤلاء حاولوا تغيير العالم ، الذي للأسف لم يتغير بسبب الردة الفكرية التي حدثت في عموم عالمنا العربي !!!اما كيف تمكن الالوسي ( وسط هذه المعممة ) من التصدي لتلك الردة الظلامية ، وظل أمينا ً لرؤاه الفكرية التنويرية !؟ فالجواب برأيي : يكمن في اسلوبه الخاص بتأليف كتبه ، القائم على عرض الافكار بحيادية ، اخذا ً بالرأي وضده ، وصولا ً لما يريد قوله ضمنا ً، من دون ان ينسبه لنفسه علنا ً، وتلك لعمري براعة قل نظيرها في المؤلفين والكتاب ، ومن قرأ كتبه يفهم قولي وما اعنيه .ربما لهذا ، كان مع نخبة من المفكرين امثاله ، ممن حاولوا قرع اجراس الحقيقة وتجاوزوا الخطوط الحمراء ، وظلوا يراهنون على قدرة العقل في تفسير ......
#العم
#حسام
#الالوسي
#اجراس
#لذكرى
#رحيله

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=694783
بديع الالوسي : الخروج من بيوت الموتى
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي أيتها السماء ، ثلاثتنا وكلبنا ، جميعا ً لا نحب التفلسف ، ولا نرغب ان نرمي أرواحنا نهبا ً للغم او فريسة للهم . بما إننا لم نُصاب بعد بالكورونا ، وما زلنا نتنفس هواء الحرية والعافية ، وهروبا ً من الضجيج الداخلي خرجنا بحثا ً عن الجوز .قبل ان نترك القرية ، صرنا نراقب فتاة شابة تمتطي حصانا ً ، هي من حذرتنا قائلة ً : أنتبهوا سينهمر المطر .لم نبال ِ للشمس الغاربة خلف الغيوم والجبل ، كنا منشغلين بتحولات الغابة الشعثاء وكيف تزينت بحلة الخريف الصفراء .ونحن نتعثر بالاحجار واغصان الشجر ، جال في اذهاننا ما يردده المتحمسون من افكار تتعلق بحرية التعبير عن الرأي ، ولم ننس ان في الخندق الاخر مهاجمون تغذيهم عقلية الثأر .. كنا نصعد التله ببطئ ، لم يبادر اي منا بالقول: هل معلوم لكم ، ايها الأصدقاء ان التطرف يتحكم بكلا الطرفين .كنا نتوغل بين اشجار الأرز و بدأت ثمار الجوز تملأ جيوبنا .. حينها اختفى طائر الحناء ، لكن عصافير جريئة ما زالت تغرد للمساء كإنها تتحدى الموت .. في ذا الاثناء قال صاحبنا المحب لبوذا : ليس هنالك ما نستطيع فعله ، ايتها السماء لا تنزف ِ كثيرا ً من الدماء ..صرنا ننظر الى عقارب الساعة ، الهدوء يغمرنا ، مزاجنا بدأ يثرثر بكلمات تنبع من القلب ، وقبل ان تشع النجوم ، كنا نحلم بقضاء ليلة كاملة في احضان الطبيعة ، ربما لذلك صرنا ننشد اغاني تغمرنا بالسعادة ، مدركين ان الدنيا جميلة وقصيرة ، يا لفرحنا ، فنحن رغم كل المعانات ما زلنا على قيد الحياة .قال صاحبنا الذي يمجد المسيح معبرأ عن أضطرابه وأنزعاجه : تبا ً للإرهاب ونرجو ان تشل يده ..قلت بصوت منخفض: سيتوقف حين نربط بين الحرية والمسؤولية ..ووصلنا قمة التلة اخيرا ً ، صادفنا ثانية ً الفتاة وحصانها ، هنالك تبادنا الحديث معها ، لا اعرف لماذا صاحبنا المحب لبوذا وهو يرقب حريق السماء الدامي قال لها : يا لك من مشاكسة .لكنها ابتسمت وردت ساخرة ً : اذا اجتاحك الحب فاعطه يدك ، سترى العالم بلا مصائب .بعد ان اصغينا الى نداء الخريف والمطر ، عدنا ادراجنا ، مررنا بحجر شبيه بلوح كبير اسود ، كنا ننظر ونقرأ ما كتب عليه بخط فرنسي : الحكمة تأتنا من الـتأمل ..صرنا نردد هذه العبارة ، ونحن ننحدر مسرعين الى بيوت الموتى ، مقدرون إن الشفاء ومؤمنون ان النجاة يكمنان في قيمة العقل الراجح ... ......
#الخروج
#بيوت
#الموتى

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=697885
بديع الالوسي : التوغل داخل المرايا ج 1 : مرآة النهر
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي 1 : مرآة النهرمشاغلها العائلية وكذلك العمل ومسؤولياته ، هي التي منعت ( تيريز ) من الالتحاق به . بعد عدة ايام من التردد استجابت لدعوة صديقتها ، عسى ان تنتشل روحها من مواجع تشاؤمية . كانتا معا ً هذا الصباح ، لكن صوتا ً داخليا كان يقفز ويتردد في ذهن تيريز بين حين وآخر : يا ترى كيف حال أبي الآن ؟الجميع يعرفها من عشاق النهر ، اذ لطالما رأوها هنالك تتأمل الأشياء والعالم ، من يمر بها يخالها صخرة في ذلك السكون ، تراودها افكار شتى هي مزيج بين الحزن والدهشة . كانت قسمات وجهها تتغير كلما فكرت بابيها العجوز جوستاف ، الذي يعاني الجاف . ولكونها ابنته الوحيدة ، لذلك قررت ان تترك ابنها وزوجها وتسافر في الايام القادمة ، لتكرس جل وقتها للاعتناء بوالدها ، هذا التصرف الذي يصب في جوهر الحكمة والرحمة ، هو ما تعلمته من ابيها ، الذي نفخ في روحها حب الاشجار .لكنها اليوم ارادت ان تنعم بصحبة النهر ، املاً في ان يمنحها زمن الرحلة البهيج بعض الراحة والاسترخاء وصفاء الرؤية والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة ، وربما سيساعدها على مراجعة الذات و مواجهة الموقف بعزيمة وصبر . جلستا على الحصى المحاذي للنهر الوفير المياه .. كانت صديقتها البدينة تغني تحت شمس تموز التي تنير وتعمد روح العالم بالدفء .اخيرا ، وصلت القوارب الملونة ، التي ستمكنهما من قطع مسافة 20 كم . نقيق الضفادع كالصراخ من كل صوب وحدب ، اصوات السائحين وضحكاتهم تصدح مع مرور قواربهم ، كانت رائحة النهر الجاري تغري تيريز وصاحبتها بخوض هذه المغامرة ، بعد ركوب القاربين الزاهيين ، انطلقتا حال ان نظرت البدينة الى ساعتها المشيرة الى الساعة الحادية عشر ظهرا ً .تيريز لا تخشى الماء ، قالت لصديقتها  : ان امي تنعتني بالسمكة . لكن صديقتها ارادت تجرب حظها رغم المخاطر ، ما ان جرفها التيار حتى صرخت : اذا انقلب القارب سأغرق ايتها …اما قارب تيريز فكان يقترب ويبتعد منها ، خلالها خطفت في ذهنها ذكريات عن ابيها الذي علمها السباحة في السنين الاولى من عمرها ، وكيف انه درَبها على انقاذ الغرقى في مرحلة الشباب .هي لا تعرف لماذا كلمة غرق ، جعلتها تفكير بابيها الذي يعاني عطشا ً منذ اربعة ايام . اخذهن التيار وتركن ورائهن عويل الحشرات ، كانت منشغلة بمسايرة القارب ومحاولة سحبه الى تيارات الماء لتتخلص من اعباء التجذيف . في وحدتها راودتها هواجس تتعلق بصاحبتها واصدقائها الذين لا يعيرون اهتماما ً الى الافكار الجليلة . في ذا الاثناء ، راودها تساؤل لجوج : اذا ما كان الاعتناء بابي فكرة عظيمة ... فلماذا صديقاتي لا يعرن بالاً لهذا الموضوع ولا يمجدن في حياتهن إلا اللحظة الراهنة !؟ . كل ذلك أشعرها بالحزن ، إذ لطالما ضحكن عليها كلما تحدثت معهن عن جريمة رمي الآباء في مأوى العجزة . بعد جهد توقف قاربها عند تلك الجزيرة الصغيرة ، هنالك ستلتقط انفاسها وتريح عضلاتها ، في ذا الرخاء وقع بصرها على يعسوب تلتصق شرنقته بورقة قصب ، اخذته بيدها ، وصارت تنفخ عليه ، فجأة ً تحررت اجنحته ، لا تعلم لماذا تلك الولادة ذكرتها بابيها وهو ينحدر الى عوالم غامضة كمن يدخل شرنقة الموت . فكرت بما يتوجب عليها فعله ، صار اللحاق بصديقتها أمرأ ملحا ً ، لذلك قالت لليعسوب وهي تبتسم  : ما رأيك ان نكمل الرحلة معا ً ؟لتقفز من جديد في زورقها وتدفعه نحو التيار ، بعد نصف ساعة اقترب قاربها من قارب صديقتها التي كانت ترتجف من هول التجربة وتضحك بهستيريا وهي تقول : اهلا ً وسهلا ً بالفرح .كلمة الفرح كادت تبكي ......
#التوغل
#داخل
#المرايا
#مرآة
#النهر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698749
بديع الالوسي : توغل داخل المرايا _ ج 2 : مرآة العطش
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي 2 : مرآة العطشنداءات من عوالم بعيدة صار يسمعها الاب جوستاف ، ولم يجرؤ على البوح بها للآخرين ، مخافة ان يتهمونه بالجنون .. بالرغم من كل ذلك كان حتى اللحظة يتحلى برباطة جأشه ، متوقعا ً حضور تيريز في اي لحظة قادمة . منذ عشر أيام وهو طريح الفراش ، ومنذ اربعة ايام لم يحتس ِ صفار البيض او الحليب بالبروتين ، زوجته المسكينة كانت تحاول معالجة الموقف بتقطير جرعات من الماء المحلى بالعسل في فمه بين الحين والآخر .كم كان يرغب برؤية الشمس كي يدفئ عظامه وبشرته التي صارت شفافة كقشرة البصل .ظل يردد طوال الليل : يا الهي .. رحمتك ....فقد جوستاف اربعة كيلوغرامات خلال الشهرين المنصرمين ، فهو يعاني من تقلص بصمام المعدة منذ ربع قرن ، من دون ان يجد لهذه المشكلة من حل جذري ، وظل طوال تلك السنوات يتناول طعامه مهروسا ً ويتجاوز ازماته بالصبر وشرب السوائل فقط .وظل على هذا الحال حتى تدهور وضعه الصحي هكذا فجأة بعد ايام من عيد ميلاده الثمانين ، هذا السبب الطاري وليس غيره هو الذي جعل ابنته الوحيدة تيريز ان تترك قريتها في مدينة ليون وتقرر ان تحزم اغراضها وتسافر في التاسعة ليلا ً صوب الجنوب ، وظلت طوال الطريق تردد : لدي ما يفرحك من الاخبار . اما ابوها فلم ينم تلك الليلة ، كان ينتظر ، اراد ان يبلغ ابنته بأمر هام يتعلق بزوجته ، التي بدأت تعاني من فقدان الذاكرة منذ العام المنصرم .حتى غلبه الوهن والنعاس ، اما تيريز فقد وصلت متعبة في الساعة الثانية صباحا ً ، لتفاجأه مع شروق الشمس بسؤال محدد : هل تريد ان نعطيك غذائك عبر الوريد ؟فيما مضى كان يرفض كل المحاولات التي من شأنها ان تطيل في عمره ، اما الآن وقد مسه العطش ، فقد جاء قراره مختلفا ً ، لم تفهم تيريز سبباً لهذا التراجع ، هل بسبب الخوف من الموت ام بوازع حب الحياة !؟ ، وظل يحدق بها بعينين جامدتين ، من دون ان يترك لها مجالا لمزيد من الذهول ، وباغتها على غير عادته ، مستسلماً لمقترحها الجديد ، ليقول لهما :ــ ذهبت كل السعادات يا تيريز ، ذهبت والى الأبد ، فأنقذيني من الألم ، انقذيني ... باي ثمن . صدمت تيريز لقول والدها ، كونها لأول مرة تسمع منه كلاما كهذا ، والذي ينبئ ضمناً بانهياره واستسلامه ، فقد شعرت بأنه يريد ان يقول لها ان الالم اشد وطأة من الموت ، محاولا اقناع ذهنه بأهمية راحة الجسد ، مؤمنا ً ان داخل كل حياة قوة مهمتها الفناء والانتهاء . في كل المرات الماضية التي كانت تسأله فيها زوجته او تيريز : هل عشت الحياة كما تتمنى بالرغم من تجاوزك عقدك الثمانين ؟ كان يفتح فمه الكبير ويطلق العنان لمخيلته ليثرثر بموضوعات تدور جُلها حول حبه للأرض والحقول التي زرع فيها اكثر من عشرة آلاف شجرة ، كما كان يعرج في كل تلك الأحاديث ليتحدث عن تيريز التي وهبها كل ما في قلبه من عاطفة ، لذا لا غرابة ان يطلق عليها ملاكي الحارس ، فهي وحدها من تعرف ماذا يعني الجفاف وما اثره على الروح قبل الجسد . الى الآن لا من احد يعرف من الذي اوحى بالفلاح المخضرم جوستاف بان يستل قلمه ويشرع في الكتابة .. فهو وعلى الرغم من عدم معرفة لفنون الكتابة ، لكنه في السنين الخمسة الاخيرة من عمرة ، عكف على كتابة ثلاثة دفاتر تنتمي الى السيرة الذاتية ، كان يسرد على سجيته ، لكن بعض الصفحات اشبه بحلم لم ينضج ، او هواجس تحوم حول تساؤل غريب : من سيستفاد من كل هذه المسودات التي اكتبها !؟ فعله العجيب هذا اذهل تيريز وحفزها ذات مرة لأن تقول له :ــ انك ما تزال تمتلك ......
#توغل
#داخل
#المرايا
#مرآة
#العطش

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698817
بديع الالوسي : توغل داخل المرايا ج 3 مرآة البحر
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي ( 3 ) مرآة البحرما زالت تيريز تعتقد ان البحر طوق نجاة لها ، تهرع اليه كلما شعرت بضجر او حاجة ملحة ً للسباحة والترويح عن النفس ، ربما لهذا كانت تشكر الحياة دائماً لأن بيت والدها ليس بعيدا ً عن البحر ، مع ذلك ذهبت بسيارتها للبحر هذه المرة ، وفي الطريق كانت تخشى ما تخشاه ان تراودها افكار شيطانية بسبب الاعياء من السهر ومن عدم تحمل امها التي كانت لا تكف طوال النهار من ترديد : اريد ان اموت معه .فبعد اسبوع من الاعتناء بوالدها ، وبعد ان تيقنت بان مخالب الموت غرست بلحمه المتبقي ، صارت تعرف بانه ما عاد بالإمكان ان يستعيد عافيته ، ولكي تقاوم كل هذا الجزع وافقت على مقترح جارتها التي ختمته : اذهبي الى البحر انه بانتظارك . كم كانت تيريز بحاجة الى مثل هذا المقترح الذي ينم عن حس انساني وموقف نبيل جاء في الوقت المناسب .وما ان همت بالخروج حتى التفتت وقالت لها : ـ هاتفي المحمول معي ، متى احتجت الي ، ستجديني عندك . وقبل الظهر بقليل ، انطلقت ، وحال وصولها رمت بحذائها في السيارة ونزلت حافيةً ، كان البحر رهواً والشمس ساطعة ً تبث بدفئها على الساحل الرملي ، مما حدى بتيريز ان تنصرف لهواية طفولتها ، حيث بدأت تنبش الرمل الرطب وتغطي جسدها به ، حاولت ان تتمدد بسلام ، ولا تدري كيف انها افلحت بأخذ اغفاءة استمرت اقل من ساعة بقليل ، لكنها كانت كافية لتزودها بجرعةٍ من الطاقة والامل الكبيرين . نفضت الرمل عن جسدها ، وقضت وقتا ً طيبا ً في البحث عن الاصداف والقواقع ، نزهتها بين الكثبان الرملية ساعدها على ترتيب افكارها والعثور على هدوئها الداخلي ، عادت بها الذكريات لأيام طفولتها حين كانت ترى الاشباح تطاردها وتفز مرعوبة ً ، وكيف ان والدها كان يحضر في الوقت المناسب لينتشلها من براثن الرعب ، ربما لهذا صارت تحب اباها اكثر من امها ، وظلت كذلك طوال سنين طفولتها ، تعتبره كتلة من الحنان ، وجل ما كانت تخشاه ، اذا ما افتقدته ، فسوف لا تجد بديلا يعوضها عنه . مع ذلك وفي لحظة وجد يشوبها الحزن ، تمنت له ان ينطفئ مثل شمعة ، وان يخطفه الموت على حين غره ، مشاعرها تلك لم تنم عن حقد او كراهية ، بل لتحافظ في ذهنها على صورة ابيها الجميلة والقوية والمبتسمة للحياة ، قبل ان يتحول الجسد الى كتلة لحم اخرس او كومة عظام بلهاء ، وهذا ما عبرت عنه لأمها : انا متأكدة انه يريد ان نصلي لأجله .لكن الام ردت متسائلة  بهدوء : وما فائدة الصلاة !! هل تعتقدين بانها ستساعد روحه على المغادرة بسلاسة ؟. في ذا الاثناء ، ووقت زلوف الشمس للمغيب ، ومشاهدتها النوارس تغادر الصخور الى عرض البحر ، شعرت بالعزلة القاتلة وبانها وحيدة في هذا العالم ، مما جعلها تنفجر باكية ، متذكرة اباها الذي شقى عقودا من الزمن وبذل كل ما بوسعه كي تنعم هي بحياة مفعمة بالسعادة . كانت في تلك اللحظات اكثر يقينا ً برحيل ابيها خلال الايام القادمة ، مع ذلك ظلت تراقب الأفق ، مرددةً في سرها كلاما لا يخلو من الزهو والفخر بابيها  : ستبقى قبلاتك اللطيفة على جبيني كدليلٍ على عظمتك . المشي على الرمال الساخنة جعل ذهنها يعقد حوارات متخيلة مع والدها ، الذي اكتفى بسؤال واضح : لماذا الحياة قصيرة ؟ امام البحر الذي تعالت امواجه على حين غرة ، قررت ان لا تترك للحزن منفذا ً ليتسلل الى قلبها ، لكنها وضعت نصب عينيها ما يجب ان تقوم به من واجبات حيال والدها حتى نهاية المشوار . كل ذلك ساعدها على طرد التساؤلات المشؤومة التي ارقتها طوال الليلة الماضية ......
#توغل
#داخل
#المرايا
#مرآة
#البحر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698973
بديع الالوسي : التوغل داخل المرايا ج 4 : مرآة الاحتضار
#الحوار_المتمدن
#بديع_الالوسي 4 : مرآة الاحتضاربعد اربعة ايام من زيارة البحر ومن الجفاف الذي طال جسده ، استلم جوستاف نبئاً غريباً من ابنته : ستنعم بالراحة . على اثر ذلك ما عاد من احد يزعجه ، بعد ان عزلوا زوجته عنه ، ليرقد بسلام بعيدا ً عن هذياناتها وصراخها غير المبرر . هذه الليلة هي الاولى التي ينام فيها معلقا ً بين الغيبوبة واليقظة . مشوشا الحواس ، غير قادر على التعبير عما يجيش في قلبة من ارتباك مزعج ، هو مزيج من مشاعر متطاحنة . ربما لهذا لطالما ردد في خلده : مشيئتك يا رب .بما انه غير قادر على الكلام ، ترك لذهنه ان يسافر بعيدا عن الواقع ، ومرارا ً فكر في صلواته بالملكوت و تخيله كحلم وردي او تجربة روحية ، ما اثار عجبه انه انتظر طويلا ً تلك اللحظة التي تطير فيها الروح محفوفة بملائكة يرتلون صلوات ربانية ، كم كان يتوق لرؤية المسيح وتقبيل يد السيدة العذراء . ولكن كل هذه الامور المتخيلة لم تحدث !!ربما لهذ كان الليل طويلا ً ، حتى صار فتح عيناه يشكل عبئا ً عليه ، في ذا الاثناء تجسدت له هشاشة ايمانه ، وصار كلما اقترب من نهايته انتفض من جديد ليتشبث بالحياة اكثر . اصبح الزمن ترابياً ، حتى انه لم يعرف الوقت الذي دخلت عليه زوجته التي قالت لأبنتها : انه يتنفس ، هذا يعني انه ما زال على قيد الحياة . فتح عيناه بتثاقل ، رأى وجوهاً غريبةً تتأمله وتنصرف ، قال الطبيب الاصلع : النبض دون الثامنة سيموت خلال الليل . في ذا الاثناء ، ادارت تيريز وجهه صوب النافذة ، احبت ان يرى الشمس وهي تغرب .. داهمه الحزن وهو يتذكر نصيحة طبيبه الخاص ، التي لطالما رددها على مسامعه في السنوات الخوالي : بإمكاننا تبديد الشكوك والهموم بالاعتماد على استنشاق كميات كبيرة من الاوكسجين .حاول جاهدا ً ان تبقى نظراته شاخصة ً الى الصليب الخشبي الملون ، كانت زوجته سعيدة بحضور الراهب الذي زارهم عدة مرات وتحدث مطولا ً عن اثر التنازل عن اللذة للعبور الى عالم الملكوت السماوي ، اما اليوم فقد جاء بروح منكسرة ، اقترب منه وامسك بيد صاحبه وبصوت منخفض قال : هل عرفتني ؟ حضوره وطريقة حديثة اوحت لتيريز انه يضمر سؤالاً لم يجرؤ ان يفصح به ، ملخصه  : الى متى ستستمر مقاومتك يا جاستوف ؟محنة الراهب ، لم تمنعه من ان يضع يده على جبين صاحبه وهو يردد الصلاة ، استدار نحو الاخرين ، وراح يفرك فروة رأس الاب ، كمن يبحث عن معجزة ما ، حرك الصليب الفضي الصغير امام عينيه ، ومن ثم التفت وقال للحضور : صلوا لأجله بخشوع ، ليس من داع للبكاء ؟.صحيح ان جوستاف المغمض العينين ، لم يهتم او يرَ كل هذه التفاصيل لكنه شم رائحة البخور ، فجأة ً وجد نفسه وحيدا ً بعد ان اطفأت تيريز الاضواء وانسحب الجميع الى الصالون . وقبل ان ينصرف ، شعر الراهب بالخجل ، لعدم قيامه بواجبه المقدس ، لذا عاد هذه المرة الى الغرفة بمفرده ، امسك بحديد السرير ، انحنى قليلا ، ردد بأذن جوستاف : ــ هيا تشجع يا اخي ، الحياة لا تستحق كل هذا العناء .وقبل ان يغلبه النعاس ، اسدل الراهب جفون الاب ، متوقعاً بان هذا الفعل سيساعده على الانفصال عن بهرج الحياة ، وسيسهم في انطلاق الروح برحلة هادئة ، ظنا منه بانتهاء صلاحية البقاء والتمتع بتفاصيل دنيوية جديدة . لكن الاب وبدل ان يمتثل لنصيحة الراهب ، اخرج يده من تحت الشرشف الثقيل ، واخذ يربت على يد صاحبه مبتسما ً كمن يشكر الحياة !!! بعد منصف الليل ، احس الاب بوجود تيريز الى جواره ، وهي تقوم برفع رأسه وتفعل ما تراه مناسبا ً ، و ......
#التوغل
#داخل
#المرايا
#مرآة
#الاحتضار

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=699059
بديع الآلوسي : لكن ماذا رأى ؟
#الحوار_المتمدن
#بديع_الآلوسي الشاعر المتصوف ( فريد الدين العطار ) وحيدا ً في صومعته ، حياته التي امتلأت بالمجد تقترب من نهايتها ، ما زال يفكر في اشياء كثيرة منها : ماذا يعني ان اكون على قيد الحياة ؟اضطرب من صوت يخاطبه ان يتهيء .. كان سعيدا ً وهو يرى الغيوم تتلون وترقص وتركض ، قال في تلك الليلة الخريفية ثلاث مرات ( شكرا ً ) ، قلبه أمتلأ بالرضى والتوحد ، ومفعم أكثر بمسرات يجهلها . ها هو يدرك متأخرا ً أن قلبه يحترق ، أراد ان يعتذر من المحبوب ، كم ارتجى في لحظة ضعف ان يكون كباقي خلق الله ، ان يغني كالأطفال .. بعد كل المجاهدات شعر كمن فقد البوصلة ، لم يعد يعرف في لحظة يأس كيف يكون فارسا ً منتصرا ًعلى الاشباح .تاق إلى الوجد ، اراد ان يتسلل الهيام إلى قلبه ، كصبي يرتعد أمام تجربته الأولى .بقى العطار يحدق بالنجوم اللواتي يشبهن عيون الله ، كم كان فرحا ً لو انه لم يتساءل : لماذا جئت إلى هذا العالم ؟وبدأ المطر يسقط على الجبل ، وصارت الريح تعزف لحنها الغريب ، تجليات الطبيعة جعلت من عقله كحصان جامح ، يتبع هوى القلب ، أشتاق الى من ياخذ بيده ويهمس باذنه : لا تأخد الحياة على محمل الجد .حتى في الحلم كان يتردد عليه تساؤل ملحاح : يا هذا الى اين تريد ان تصل ؟ وحين يصحو لم يجد الذين يحبهم ، ولا حتى صديقه الغريب الأطوار وهو يحدثه عن جميلات الجنة الراقصات حول النار كفراشات .. وبما ان العطار ما زال على قيد الحياة فمن حقه ان يترك ذهنه يسرح بجولة حرة ، أدرك ان لا أمل إلا بحب ٍ يتغاضى العدم ، لكن المأساة ان كل شيء يغرق في البحر حتى الصلوات , مع ذلك حاول تبديد مخاوفه ، اعتمد على عشقه اللامحدود ، ظل يظن إلى آخر لحظة ، انه سيطير بالجسد كنسر خرافي ، حال ان تنبت له جناحان عظيمان .. راجيا ً تأخر المنية حتى تشرق المعجزة ، او الى ان يتيقن من الهتاف الذي يشبة إيماءات حالمة . قال يوما ً لصديقه وهما على حافة البحر : (ما ان اصاب العشق روحي بجبروته حتى اصبحت بحر مضطرب الامواج ) .الآن ما عاد من أخبار تفرحه ولا من مواجع تحزنه ، دون تفكير وبلا مبالات ، ابتسم واغمص عينيه ، هذا كل ما استطاع فعله ، هكذا خمدت النار ، هكذا رأى ما لم يرَ . ......
#ماذا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701225
بديع الآلوسي : المتطفّل
#الحوار_المتمدن
#بديع_الآلوسي كثفت السماء ولم تمطر ، مشى على العشب والثلج ، عاد متذمرا ً ، فالوليمة التي ذهب اليها دون دعوة ، جعلته يتساءل : الى متى ادس انفي فيما لا يعنيني ؟ ، يجلس وحيدا ً ورجله اليسرى ضمدت على اثر جرح بليغ ، محدقا ً في طفلته التي ما عادت تغني كي تطربه ، يفكر بحياته المهلهة التي تبعثرت ، بعد كل الذي جرى لم يقوَ على البكاء ، المتطفل المستغرق في سرد ذكرياته واحساء الويسكي بعد انحسار الضياء ، صار يعد موجات الزمن التي رسمت على وجهه علامات الشيخوخة ، احيانا يجد ظلال العدم على مرآة الحمام ، لم يعد يعرف ماذا يفعل في نهاره الطويل ، قال : لأتطفّل على صديقتي الفرنسية ، لكنها لم تعد تمتص مواجعه ، بل صارت تتألم من فراغه الروحي ، ذكرياته لم تيقظ فيها سوى الامبالاة ، لكنها تلفنت له لتسأله : اين عاطفة الأمس ؟المتطفل كمن في غيبوبة مخدرة يراقب شال حرير زوجته ، التي صارت تعيش تفاصيل يومها وغدها من دون التفكير بحياتهما المشتركة ، قال : ساحيا الى ان يهطل المطر او الى الربيع المنتظر ، كانت رائحة النرجس تعكر مزاجه ، و حين يدق الموت على بابه ، يخشى الفوضى لأنها تداهمه وتعتصر قلبه ، روحه تخاف سماع الالحان الجنائزية . هكذا صار يرى لون العبث يتناسل ويتحول الى لغة مرئية ، وحين يخلو الى نفسه يجد قلبه قد تصحر كمن اصيب بوعكة مدمرة ، وحاصرته العزلة وخنقه الروتين . على الرغم من صفاء السماء هذا المساء ، لكنه لا يحب الذهاب الى المنتزه ، كان يواصل رحلته مع الموت وهو مبتسم ومتمتع بتطفله على جزئيات الحياة الحالمة ، يريد خلوداً ً ويحاول الفكاهة حين يرى ضيفا ًمن خلال النافذة ، يفرح معتقدا ً انه سيلد من جديد ما ان يبدأ بسرد مغامرته القديمة التي تسرف بالخيالات والخسارات، ما بوسعه ان يفعل في زمنه الرديء أكثر من ان يتساءل : هل انا رجل احمق ؟ ......
#المتطفّل

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=702022
بديع الآلوسي : الأرمني الجميل
#الحوار_المتمدن
#بديع_الآلوسي مصائرنا لا تتشابه يا ابو غايب ، اشتاق لرؤيتك ، او سماع صوتك من بعيد ، واتمنى لو لمرة واحده نمشي صامتين معا ً ,هل تسمح لي بعد كل هذا الزمن ان احدثهم عنك ، ان اسرد سطور عن غيابك . كنا لا نريد سماع تلك الطلقة ، التي خسفت ارواحنا ، وخنقت حكاياتنا . حتى الكلام اصبح دون معنى ، حتى النضال صار سرابا ً .عن اي شئ تهامست الطيور لتريح روحك .حين كنا معا ً، كنت تحدثني عن جمال روسيا وارمينيا ، كنت احدثك عن المعانات داخل الوطن وعن حبي لشقائق النعمان ، لكنك وبصوت محموم كنت تقول لي : طفلي وزوجتي ينتظران . في اليوم الأخير لم تذرف دمعة ، لكن حتما ً كان قلبك الدافئ يعصف به اعصار من القلق والتردد .. لم يصغِ لك من أحد ، لم ينصحك الطبيب بتجاوز الحزن والكمد.. هكذا وبلمح البصر اختفيت في باطن وادي الخيول ، هكذا نمت َ بين مروج وسحر جبل متين . بعد عام كلنا هجرنا المكان مرغمين ، في ذلك المساء الحزين بقى قبرك علامة دالة على الخسارة والوجع . باي اعجوبة حطمت كل شيء، حتى صمتك صار يصرخ : لا تتركوني وحيدا ً نائحا ً كالمفجوعين ، لم تمت او هكذا بقيت ذكراك يصدح بها الشرفاء الطيبين ، سنتذكرك في الجبل والسهل في اليأس والأمل وكلما ابكانا الحنين …*************************************في الجبل ، الرفيق اخو الرفيق ، القوي يسند الضعيف ، لكن ابو غائب كان مذياعه العتيق له خير صديق ، كان يحل ضيفا ً علينا ، هاربا ً من مناكدات الآخرين ، في موقع الدوشكة عرفته عن قرب . في المساءات الشتوية الطويلة وطردا ً للكآبة ، كان يلاعبنا الشطرنج ، ويقول لنا غرائب وعجائب الحرب الملعونة ، ويهمس لي : الفرج قريب ، وسيلتقي الحبيب بالحبيب .ويخبرني عن اجمل ايام شبابه في بغداد ، واحلى سنين العمر في مدن روسية ، وكيف كان هنالك يضحك بقلب يمجد الحياة مع وزوجته وطفلته . ومرت السنين الجميلة كنسيم الربيع ، حينها كانت الدنيا بخير والحب يدور ويدور ، حينها لم يتخيل نهايته ولم يفكر او يقول: انّ الحرّ مَن يختار الدخول الى العدم .حدَثني عن لعبة الشطرنج ، وكيف كان يقهقه في سره بعد كل انتصار ، قال : كنت طائشا ً ، الى ان اصطدمت بثلاث خسارات على التوالي ، وبما ان روحي لا تقبل الهزيمة ، اخذني الغضب وأنهارت ثقتي وكأن القدر ابتلعني ، خرجت في ليل بغداد البارد ، ابحث عن ذاتي ، تسكعت في الحانات والنوادي، راجعت آمالي وذكرياتي ، عرفت ان النار تحرقني وينتاب روحي الكدر . كان درسا ً هائلا ً في الخسارة والندم .قلت له : الحياة كالشطرنج تحتاج إلى قلب يمتلك وجهة نظر .حدق بي ّ مطولا ً ثم ابتسم ، ونفخ دخان سجارته كمن أعتاد على تجاوز المحن . من يعرفه جيدا ً يجد في جسده القوي المكافح يقبع قلب طفل مشاكس ، لكنه احدى المرات باح عن ما في روحه من ألم ، ضرب جبهته براحة يده كاشفا عما يصيبنا من خلل : يا إلهي كم نحن اغبياء حد النخاع والعظم ؟ .رأيته في آخر يوم مهموما ً ، كمن ما عاد وادي الخيول يتسع لروحه المضطربة ، كان مرغما ً لا بطل ، لم يجد من منقذ لا برب طيب ولا بنبي يرفع الهمم .وظل وحيدا ً متأرجحا ً بين الصواب و الخطأ، ربما جرب التصويب على قلبه في البدء ، لكنه في نهاية الأمر دس فوهة بندقيته حتى ملأت الفم ، لم تعد له من أمنية ونحسر الضوء ، وقبل ان تخونه الشجاعة او يطاله الندم ، ضغط على الزناد ، أحتجاجا ً ضد من كان سببا ً في ما كابده من حيف وضيم ، وكان الذي كان وتناثر الدم . بعدها اظلمت الدنيا وحدث الخلاص المنتظر .يارب ايوب ،اغفر لأبو غايب فعلته البريئة ، ما تأهب للرحيل إلا بسبب مسؤولينا الحمقى ، الذين لم يبادرُ بمساعدت ......
#الأرمني
#الجميل

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703000
بديع الآلوسي : الكرسمس
#الحوار_المتمدن
#بديع_الآلوسي ثلاث ايام والثلج يتساقط ، كنت العب مع اخي الصغير قرب الموقد ، اشعلت امي شمعة وقالت : هذه للعذراء .. وصارت ترتل اغنية حزينة ، كان القِدرُ فارغا ً من الحليب ، في حين كان الصغير يردد كلمات لا تفهما سوى امي ، استمر الطفل بهز رأسه وهو يغمغم : (حل ، حلي ، جو ، جوع .. )لم ننم تلك الليلة ، في ساعة متأخرة ، بينما كنا ننظر من خلف زجاج الشباك ، اتى ذو اللحية الفضية حاملا ً كيسا ً من الهدايا ، التي بثت في ارواحنا النشاط و المسرات ، تسارعت دقات قلبي وتراقصت على اطراف اصابعي ..قالت امي : اسمعا ، سنخرج من المنزل بعد ان يختفي بابا نويل ، صرت اقفز وانا اصرخ : ماذا جلب لنا … ماذا .. ؟ـ كفوا عن الصراخ بهذه الطريقة ..فتحنا الباب ، كانت ريحا ً زمهريرا ً ، ونظرنا في الليل الدامس والى الاضواء البعيدة والنجوم المتغامزة ، صارت امي تغني : ليلة عيد ، ليلة عيد ، الليلة ليلة عيد ، زينة وناس ، صوت اجراس عم بترن بعيد .لم يخيب نويل ظن أمي ، فقد جلب لها علبه االحليب المجفف ، وغمرنا بهدايا صغيرة جعلتني أنط كالأرنب متجاهلا ً برودة الثلج ..لم نقل للجيران شيئا ً عن مصدر الهدايا ، كنا نخاف من ان تكون اسرار رجل الثلج عرضة للأكتشاف .. وقالت امي كلاما ً كثير بهذا الشأن ، فهمت منه فكرة واحدة ، هي ان بابا نويل يعيش في الحقل المجاور .لكنا حافظنا على السر سنين طويلة ولم نكشف امره الى الاخرين . لذلك إذا ما سألنا الجيران او اطفال الاغنياء : من اعطاكم كل هذه اللعب الملونة ؟نكتفي بالصمت ، نضحك وننصرف بسرعة ، بعد ذلك بزمن طويل ، كنت اردد بيني وبين نفسي : هل يحمل ملامح رجل اسباني او انجليزي او عربي مثل كثير من البشر، لكن ما اذكره ان أمي كانت كل 25 ديسمبر تناديني والابتسامة تملا ُ وجهها قائلةً : سياتي من خلف تلال الثلج الشيوعي الكريم .لذلك نكتفي بالصمت مخافة ان يقتل الأشرار ذلك الإنسان الرئع ، و الذي يوزع على الفقراء الفرح .. ربما لذلك نحبه اكثر مما تتصورون ... ......
#الكرسمس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=703912