الحوار المتمدن
3.14K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
مصطفى حمدان : ذاكرةٌ للموتى «قصة قصيرة» 3 والأخير
#الحوار_المتمدن
#مصطفى_حمدان أيُ عالمٍ هذا الذي يحيط بي ، وما هذا المكان الذي لا زلت أجهله ، وإلى أين نذهب بعد هذا المكانلكنه يبدوا أن للأموات مجتمع وأماكن كالأحياء ، ولهم طقوسهم وعلاقاتهم كما الأحياء ، أمواتٌ يواسون بعضهم ، وكلما جائهم ميت جديد ، هبوا لمواساته وليضموه إلى جموعهم .نعم أنا رجلٌ ميت كهؤلاء ، وهذه الحقيقة التي آراها الآن ، ولا أستطيع أن أغير هذا الواقع أبداً ، وأفضل شيء أفعله هو الإنضمام اليهم .هذه التساؤلات التي تدور وتعبث بأفكار رأسه ، أكدت له حقيقة موته ، وإبتعاده عن الأحياء والحياة .ومِن جديد أخذ الجميع يُرَبت على كتفيه ومعانقته محاولين تخفيف صدمة إكتشافه بحقيقة أنه مجرد إنسان قد غادر الحياة ومات ، وما يحدث في هذا الوقت ألا هو نوع من طقوس الموت وتفاصيل ما بعد الموت .يتقدم الكهل قائلاً ! لا تحزن يا صديقي ولا تُثقِل رأسك بمزيد من التساؤلات والاستفسار ، لأنها لن تجدي شيء ولن تعيدك الى الحياة أبداً ، وهذا هو واقعك ، ونحن معك جميعاً يواجه نفس المصير .لمْ نلتقي أثناء الحياة ولكننا التقينا ونحن أموات ، فانضم الينا لنكمل هذه الطقوس كما يفعل كل الأموات ، نموت بسلام وسكينة بعيداً عن ضجيج الأحياء وزحمتهم وتفاصيل حياتهم المعقدة ،وصدقني يا صديقي أن الأحياء سينسونا قريباً ، أو ربما نسونا بأي حال .ينضم الرجل لجموع الناس التي ما زالت تتكلم جميعها دون توقف ، ويبدوا أنهم يسردون قصص موتهم وتفاصيلها لبعضهم البعض ، يمشون ببطئ نحو تلك الكتلة الضبابية التي خرجوا منها .واثناء المشي وكالجميع بدأ يتحدث مع من حوله ، يشاركهم الحديث ويسأل ؟- كيف مُتَ أنت ؟- كنت عائداً إلى بيتي قادماً من العمل - ماذا حدث ؟- قتلتني السرعة والمركبة - لماذا ؟- كنت على عجلٍ لأصل البيت - ثم ماذا حدث ؟- لم أصِل للبيت ، مُتُ بعيداً عنه- وأنت كيف مُتَ ؟ - كنت أسبح في البحر - لماذا ؟- هربت من الحرب والموت في بلدي- وماذا حدث ؟- قتلتني الأمواج وغرقت ، لم أصِل الجهة المقابلة- وأنتِ يا صبية كيف مُتي ؟- أحببت شخصاً بالحي والتقينا - ماذا حدث ؟- قتلني أبي وأخوتي - لماذا ؟- لا أعلم - وأنتَ كيف مُت ؟- توقف قلبي عن العمل- لماذا ؟- كنت أكتب قصيدة عن الفقراء- ماذا حدث ؟- لَمْ أكمل القصيدة ومُت- وأنتَ يا صغير كيف مُت ؟- لا أدري ولكني كنت بحضن أمي ومت- لماذا ؟- أصابني المرض - وماذا حدث ؟- لا تملك أمي ثمن الدواء فمُت- وأنت يا صديقي كيف مُت ؟- كنت جندياً في معركة- وماذا حدث ؟- سقطتُ في المعركة- هل انتصر جيشكم ؟- لا أعلم - وأنتم يبدوا أنكم متم مع بعض ؟- نعم فنحن أخوة- ماذا حدث ؟- كنا نائمين فاخترقت قذيفة سقف بيتنا ومُتنا - ولماذا أنتم ؟- لا ندري ، هم يطلقون القذائف من طائراتهم في كل مكان ودون سبب- وأنتَ كيف مُت ؟- أطلق أحدهم الرصاص علي فقتلني - لماذا ؟- كنت أحاول أن أسرق شيئاً من بيته لأسدَ جوعي- ولماذا ؟- لأني لا أملك شيء ولا أستطيع أن أجد عمل- وأنتِ كيف مُتِ ؟- خرجت في مظاهرة أطالب بحريتي- ماذا حدث ؟- أطلقوا الرصاص علينا - من هم ؟- رجال الأمن- وماذا حدث ؟ - سقطت اليافتة من يدي ، قتلتني رصاصة - وأنتَ كيف مُت ؟ - قلت شيئاً عن الحاكم ، فاعتقلوني - وماذا حدث ؟ - مُتُ تحت التعذيب في الزنزانةيسأك المزيد ويتحدث مع كل من حوله ، ويسمع الكثير من القصص وا ......
#ذاكرةٌ
#للموتى
#«قصة
#قصيرة»
#والأخير

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=695391