الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ذياب مهدي محسن : ذيبان فوق نخلة ديرية خلاسية
#الحوار_المتمدن
#ذياب_مهدي_محسن في ذاك الصباح الضاحك المتوهج بالشمس وخضرة البساط السندسي لبساتين النخل المزروعة بشلب العنبر الفواح برائحته ، والمتدلية تراجيه ، عثوق التمر التي تنضج الآن رطباً جميلا . ولذة للآكلين فلقد آنَّ للخلال أن يكون تمرا . هناك في بزايز ارضنا ، اطراف بساتين النخيل ، كان طبر يابس ( ساقية ، ترعة جافة) نامية على كتفيه " اچتافه " حشائش الحلفاء ، وشجيرات الطرفة والعاقول ، وتفترش قلبه نباتات خضراء زاحفة مزهرة بورود ملونة صغيرة وناعمة ، تجذب إليها بعض الفراشات ، وثمة نحلات ، ودبابير ، وذباب يطنطن . البلابل تغرد صادحة ، والفاختة يهدل منشرحة ، وغراب يعكر صفو الجو بنعيقه احيانا . وعلى بعض اطراف سعف النخيل ، يمام " الطبن " يتغازل بعناق مناقيره ويمارس الحب ، تحت اعثاق ناضجة ملونة يطغي الأصفر والبرتقالي بحرارة عليها لونا . العصافير تزقزق نشوانه ، انه الصيف الجميل . اللواح الأرض المزروعة بنبات العنبر الفواح ، تغمرها مياه دهلة فراتية للأرتواء . محاسن ؛ جالسة على ( چتف ) كتف الطبر ، الترعة الجافة ، عينها على بقراتها ، تسرح بالقرب منها في بستان غير ذي زرع ، وكلبها الكبير الهرم " حمور" سابل يديه باغفائة آمنة . كانت تسف من خوص سعف لب الفسائل شريط لتصنع منه حصير . ولقد عملت لي ، مهفات هوائية ، وزبيل صغير( گوشر) أو فرارات من الخوص . أنا معتلي نخلة ديرية حمراوية خلاسية ( تمرها يسمى الديري) يكون لونه أحمر عنابي جهنمي . كنت راكبا على بعض اطرافها ، في قلبها ، ومعي زبيل صغير من صنع محاسن اقطف به ما اجنيه من الرطب الديري ، هكذا أفعل حينما أصل ارضنا هناك في قرية ( عگر البعيدة) .. لم تنتبه لي محاسن أبداً . النخيل كثيف وظلاله عامر بالظل ، ونسائم مطعمة برائحة زرع شلب العنبر ، وبين بين تلفحني مويجات تنعش احاسيس الروح وتهدء النفس . أنها العطلة الصيفية اتمتع بها . ولقد سجلت في الأول متوسط ، ودب في عروقي شيء اشمشم فيه بعض هواجس الذكورية ، والبلوغ ، أشبيب والهوى يلعب ( ابعبه) بصدره . محاسن ، أعرفها فهي تكبرني بسنوات ، عشرينية العمر ، تحمل صفاة البنت الريفية الناضجة والمتأصل بها الجمال القروي بلمسات بدوية . كانت محاسن فتاة خلاسية ! كأنها غجرية اندلسية ، نعم هي محاسن بكل شيء محاسن ! مربوعة الطول ، معتدلة في مشيتها ، سارحة عبائتها ، هادلتها ، ثوبها البرتقالي المشجر متوهج منثور باشكال نباتية ، تتخلله فتحة من اعلاه حتى نهاية صدرها ، مزررة . تلفح رأسها بشيلة ( فوطة) سوداء بريسمية . ذيبان في قلب النخلة النشوة الحمراوية ، متخفي بين سعفاتها ، ومتستر بسعف النخلات المجاورة الكثيفة والمتشابكة عنها . اتلصلص عليها ، هي جالسة تراقب بقراتها وكلبها " اسمه حمور " بين فترة واخرى يرفع رأسه وينظر نحوي ، هو يعرفني حيث أكثر الأيام التقي مع محاسن في البستان وهي تسرح ببقارتها ، اجالسها ونضحك معا ، وتمازحني حينما تراني قادم عليها " هله بالحضري ، الأحييمر ، أبو الطماطة " فحمور كلبها لا يثير حراكه أو يفزع أو يستفز حينما يراني .. فجأة نهضت ، نكثت عبائتها ، مما تعلق بها من عيدان صغيرة وشيء من اتربة عالقة من " چتف الطبر" توقفتُ عن جني الرطب الحمراوي الديري العنابي اللون ، ناظرا مراقبا عليها من خلال عثق متدلي وهي تحت النخلة . " تطوش " تجمع ما تساقط من رطبِ . نهض الكلب حمور يهز ذيله ، تقرب منها ، رافع رأسه صوبي ، لم تنتبه له . متسمر أنا وحابس انفاسي ، أراقبها ماذا ستفعل!؟ تلفتت ، ثم صوتت على إحدى بقراتها ( الدبسه هووووه ، أهنأاااااااه ) البقرة كانت تريد الدخول على لوح مزروع ، فرجعت . محاسن نظرت إلى جانبيها كانها تستطلع ال ......
#ذيبان
#نخلة
#ديرية
#خلاسية

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=690375