الحوار المتمدن
3.11K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: بقية الفصل السابع
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 3في شتاء عام 1917، كانت المجاعة تفتك بأهالي الشام، وذلك نتيجة تمادي الدولة في مصادرة الحبوب والأغذية لصالح الجنود، المقاتلين على جبهات آسيا وأوروبا وأفريقيا. البلاد، شهدت في الآن نفسه هجرتين متعاكستين؛ إحداهما من الأرياف إلى المدن، والأخرى من المدن إلى الأرياف. الجماعتان كلاهما، وكأنما أصيبوا بلوثة في عقولهم بسبب الجوع والبرد والتعسف، توهموا أنهم ملاقون في الطرف الآخر ما يفتقدونه من غذاء وتدفئة وأمان. مع ذلك، بقيَ الحي الكرديّ أفضل حالاً ولم يغادره إلا القليل من سكانه. ذلك كان بالدرجة الأولى سببه كثرة العصابات في الحي، ممن كان أفرادها يمدون أهاليهم وأولاد جيرانهم بالقوت المسلوب بأغلبه من البساتين القريبة أو القرى الأبعد. كذلك يُمكن أن يقال في هذا الشأن، عن التواجد الكبير لأبناء جلدتهم في صفوف الجندرمة، ضباطاً وأفراداً، الذين كانوا يغضون النظر عن نشاط العصابات طالما أنه للمصلحة العامة. الزعيم، الحاج حسن، وكان قريبَ الشاب صالح كما علمنا، أسهمت أيضاً جهوده في استمرار وجود المؤن بالمخزن التابع لمجلس الحي، وكان يتم توزيعها دورياً على أسر المحتاجين سواءً المتوطّنة أو النازحة.في الأثناء، كان مسكن السيدة عائدة لا يخلو تقريباً من الحاجات الأساسية بالنظر لهمّة العشيق، المعلومة. على مقربة من المسكن، عند مدخل مقام الجهاركسية، كان ثمة حاجز للجندرمة يتولى قيادته ضابطٌ من المعارف القدامى لزوج الأرملة. بفضل الرجل، وكان يظن أن صالح من أقارب المرأة، أمكن لسيارة هذا الأخير أن تمر في كل مرة دونَ تفتيش. الضابط، وكان يُدعى " نورس بك "، أوقفَ ذات يوم سيارةَ القريب المُفترض وما لبثَ أن جلس بقربه: " ثمة مسألة عائلية، أود لو تكرمتَ وأعطيتني رأيك بها "، قال للسائق وهوَ يتمعن فيه بعينين مظللتين بحاجبين سميكين يتخللهما الشيبُ. " تفضّل، إنني رهنُ أمرك "، رد صالح فيما الوساوس بدأت تتناهبه. هز الآخرُ رأسه، معبّراً عن الامتنان، ودخل مباشرةً في صلب المسألة. قال أن لديه ابناً، تخرّج حديثاً من مدرسة الفرسان، ويرغب بتزويجه ابنة الأرملة. " سأعرضُ رغبتك على قريبتي، وآمل أن يتكلل الأمر بالتوفيق "، عقّبَ صالح ببساطة وقد أفرخ روعه. أعربَ الرجلُ عن الشكر، ثم غادر مكانه كي يدع السيارة تواصل طريقها.***ما لم يتوقعه صالح قط، أن يتسبب بمشادة حامية بين الأم وابنتها على أثر عرضه طلب الضابط. أعتقدَ أنه غير ملوم بشيء، كونه مجرد وسيطٍ لنقل رسالة. على ذلك، شعرَ بدهشة شديدة إزاء نظرات الفتاة، المفعمة في آنٍ معاً بالكراهية واللواعج الخفية. أخذ يتساءل في نفسه، ما لو أن الفتاة تتهمه برغبته في الخلاص منها بالزواج كي يخلو له الجو مع والدتها. لكنها من ناحية ثانية، كانت ترنو إليه في حنان ورجاء كما لو كان المخلّص المأمول. " قدّمتُ لكِ نصيحة حَسْب، ولن أجبرك على الاقتران بشخصٍ لا يحوز رضاكِ "، اختتمت الأم المجادلة. غبَّ مغادرة الابنة إلى غرفتها، التفتت السيدة عائدة إلى صالح وقد اشتعل البريق في عينيها الجميلتين: " كأني بك تعرف خلفيّة رفضها طالب القرب، أليسَ صحيحاً؟ "" أبداً. لكنني استغربتُ من نظراتها، وكأنها تتهمني بشيء "" إذاً لم تكن تنتبه إلى شيء، كونك عميت سوى عن الشهوة! "" ما هذا الكلام، بالله عليك؟ "" أقول أنك أعمى، لأنك لم تُدرك أن ابنتي تحبك أنتَ "" أنا! ما هذا الكلام؟ "" ما هذا الكلام، ما هذا الكلام..! بدلاً من ترديد هذه الجملة، فكّر معي الآنَ بطريقة للخروج من المأزق "، قالتها نافخةً بقنوط. بقيَ صالح صامتاً، يدوّرُ في ذهنه ما سمعه وأثارَ مزيد دهشت ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#السابع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=678920
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: بقية الفصل التاسع
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4هوَ ذا عام 1920، المُختتم بمقتل رمّو آغا على يد البدو؛ العام، الذي سيشهَدُ أيضاً رحيلَ ريما أبداً عن مَوطن الأسلاف. لم يكن بلا سببٍ ، إذن، أن يتلوّن هذا المَوطن في ذاكرتها بالأحمر القاني، طالما أنّ فراقها له اتفقَ مع نوازل مُستطيرَة، مُستهلّة بخبَر فناء أهلها في جائحَةِ الريح الأصفر. إنّ حدّو، أخاها الأصغر غير الشقيق، هوَ من تعهّدَ إخبار زوجها بالأمر، إثرَ فرارهِ من منفاه الأناضوليّ في عشيّة انتهاء الحرب ووصولِهِ إلى عامودا. ثمّة، ما لبث النبأ المشئومُ أن ذاعَ بطريقةٍ أو بأخرى. عندئذٍ، راحت ريما، المَلولة والمَصْدومة، تلحّ على رمّو آغا في العودة إلى ميكار، وكأنما لتتأكّد بنفسها من حقيقة الواقعة، الفاجعة. كان رَجُلها يُدرك، ولا مِراء، حَجْمَ هكذا مُخاطرَة؛ هوَ المَحكومُ بالنفي من لدن الدولة. علاوةً على ذلك، كان على المَرء التفكير بالأحكام العرفيّة، المَفروضة على كردستان مذ بدء العمليات العسكرية على الجبهة الروسيّة.شاءَ الآغا أن يَسلكَ طريقاً طويلاً، على شكل قوسٍ، كي يتجنّبَ المرور عبْرَ ماردين، خشيَة ً من عيون رجال الدولة. كان قد تريّث في الانطلاق إلى ميكار، لحين حلول الربيع، حيث اتجه بعدئذٍ في العربة المشدودة بالخيل صُحبَة زوجته نحوَ بلدة قوصر ( وكانت تدعى أيضاً " تل الأرمن " بالعربية ). ثمّة، في تلك البلدة الجبليّة، الجميلة، تسنى للآغا إنقاذ طفلةٍ نصرانيّة من براثن القتلة، المُتعصّبين، بأن عقدَ قرانه عليها، شكلياً. فعلَ ذلك بمَشورةٍ من الشيخ ذاته، الذي كان يقودُ الدهماءَ ويحرِّضهم صارخاً: " علينا كمسلمين فرضُ تنفيذ فرمان سلطاننا، خليفة رسول الله، القاضي بإبادة الكفار! ". من ناحيتها، فإنّ جدّتنا حَصَلتْ على " ضرّةٍ " جديدة، لا يتجاوز عمرها دزينة من الأعوام؛ هيَ من خلّفت وراءها في ماردين زوجات الآغا، اللواتي يكبرنها سناً. بيْدَ أن رَجُلَ ريما، الشهم والشجاع، لم يَبن بتلك الفتاة الأرمنيّة المتوحّدة، المُيتّمة للتوّ، بل صارَ يُعاملها كما لو كانت ابنته. وعلى أيّ حال، فإن الفتاة رافقت ركبَ الآغا وامرأته لنحو شهر، لا أكثر.***" سنضطرّ لتجَشم مَشقة السّفر إلى حلب، كي نحاول العثور على أقاربها "خاطبَ الآغا زوجته ريما، وهوَ يُومئ إلى ناحية مرافقتهما الأرمنية. كانوا عند ذلك يَجتازون نواحي ديريك بعربتهم، وقد بَدَت علاماتُ القلقِ والتوجّس على ملامحهم. فجراً، حينما كانت العتمة البهيمة تستأنسُ بعدُ بقرص القمر المُنير، تسللتْ العربة خِللَ الدروب المُوحِشة، المُقفِرة، في طريقها إلى حاضرة جبل ميكار. إذ سبقَ وأن أنذِرَ رمّو آغا من طرف أحد أقارب زوجته، بضرورة مغادرة القرية على إثر ورود خبَرٍ عن عِلْمِ السلطات بوجودِهِ فيها. الحق، فلم يكن ثمّة ما يُغري بالبقاء، بما أن ريما ألقت النظرة الأخيرة على تربة أهلها وقرأت الفاتحة على أرواحهم. إنّ السنجق نفسَهُ، بل والبلاد كلّها، أضحَت غريبة الآن في عيون الآغا وامرأتِهِ؛ العيون المُفعمَة بدموع الحزن والغضب والقهر، بعدما أبصرَت خلال الأيام الأخيرة أهوالَ القتل والاستباحة والنهب والسلب والحرق والتدمير.***قبل انتهاء نار الحريق العالميّ، الأول، بعام أو نحوه، قتلَ رمّو آغا أحدَ مشايخ العرب، المعروفين، من المستوطنين مع قبيلته على أطراف ماردين. زوج جدّتي هذا، الأول، حُكِمَ عليه من لدن الأتراك بالنفي إلى بلدة عامودا، في حين تمت سرغنة أخيها الأصغر، غير الشقيق، إلى غرب الأناضول بتهمة إعانة صهره خلال التخطيط للكمين القاتل. الأخ غير الشقيق، حدّو، نجا بذلك من جائحة الريح الأصفر. والدة حدّو، كانت بنفسها ا ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#التاسع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=679860
محمد الطيب بدور : سقوط الشجرة التي تغطي بقية من غابة
#الحوار_المتمدن
#محمد_الطيب_بدور لأن قضايا المجتمع ترتبط بشكل منظومي و كذلك مؤسساته الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الاعلامية ، و لأن صانعي السياسات في كل المجالات تقريبا يتغاضون عن التمفصل الضروري حتى لا تنهار إحداها فتجر بقية النسيج الى انهيارات متتالية ، فإن مستويات التحليل لتشخيص الأزمات الحادة يكون هو الآخر مجانبا لنظرة شاملة تبحث أصول المشكلات و ترتيبها و التوليف بينها.في الواقع لم يعرّ واقع الصحة البنى التحتية و نسيج الرعاية الصحية و استراتيجيات السياسات الصحية فحسب ، فكثيرة هي الأصوات التي نادت بضرورة الاستفاقة لوضع الصحة من أولويات المجتمع منذ الشعور بالغبن و العجز عن العلاج الذي يكفل الحياة تبعا لتداخل و تعقيد مسالك الاستفادة من الخدمات الصحية و انتشار سوق لنهب مقدرات الناس و الاستغناء عن طواقم و خبرات لم تعد تجد في البلد غيرالتحقير و التدجين و الرضا بالدون .بإمكانك أن تحصر القول بوجهة نظر أحادية الجانب و تسهب في تشريح المجال الصحي كما يكون الحال عندما يتعلق الأمر بالتعليم أو النقل أو غيرها من المجالات الحيوية و لكن بعض الأسئلة التي يمكن أن تسلط الضوء لنفهم كيف وصلنا الى هذا المستوى من التداعي في جميع المجالات .ــ ما علاقة الصحة كمجال حيوي يهم حياة الناس بالتعليم و البحث و دور المجتمع ليظل أولوية قصوى ؟هل في موازنات الدولة ما يشير صراحة غيرالخطابات السياسية الى الاستثمار في صحة الناس لصالح المجالات الأخرى ؟ــ أين تكمن العطالة في جعل الصحة مفهوما يتعلق بالبيئة ينسجم مع نظرة معينة مع التناول العلمي و ثقافة الانضباط الى الخبرة و التجربة العلمية ؟ــ أي اعتبار لمواكبة المستجدات الطبية في غياب استراتيجيات التكامل بين الموارد و مخرجات التعليم الجامعي و بنى تقنية عالية و مخابر البحث التي تدعم الاستقلالية و السبق و التوقي ؟ــ كيف تشتغل الآلة السياسية من حيث :ـ وضوح الرؤية أو عدمها بخصوص الرعاية الصحية للجميع و على أي أساس ؟ـ أي ثقافة و مآلات صحية في مناخ تسييس الكثير من الخدمات و رهن مستقبل الصحة بتوجهات متضاربة و لوبيات تتحكم في كل مفاصل الحياة ؟ـ أي خطاب صحي في علاقة بثقافة تعلي من شأن الحسم العلمي داخل النسيج المجتمعي في ضوء خطابات السلعنة و التخلف و الشعوذة و تسطيح الفكر ؟ـ أي مقاربات تعليمية منذ بداية الدراسة تهيىء الجيل الى نظرة شاملة للصحة بما في ذلك التربية على الاكتشاف و الاستشراف و خدمة الرفاه الصحي كحد أدنى لإنسان إيجابي يؤدي دوره المجتمعي دون خوف على مصيره و مصير أبنائه و بقية النسيج المترابط من المجتمع ؟أسئلة قد تفتح تحليلا منظوميا في زمن الكورونا ، و لكن سنتساءل أيضا ، هل عرّت هذه الجائحة هشاشة كل المنظومات و المناعة المزيفة ؟ يكفي أن نعد ما يتوفر من مخزون غذائي و حجم العوز و دخول لوبيات الاحتكار و النهب و نقف على أزمة قيمية حادة تعكس الكسر الذي أصاب في مقتل أخلاقيات الكثير من المهن ، أزمة كان من المتوقع أن تحصل حسب المراقبين المتابعين لشأن مجتمع تتقاذفه التجاذبات حول أهداف أنانية لم يكن من نتائجها غير تهرئة التعليم و الصحة و المزيد من الفقر و الجريمة ..قد نشهد استفاقة حينية حيث ترتب أولويات المجتمع لكن ليس الى درجة الكسب ..فآلة توزيع ما يحقق الحياة الكريمة ليست بيد من يفتقرون لوسائل تحقيقها و إنجازها ... ربما ننسى الحجر الصحي الذي قرب الأسرة في سجن الخوف و الرعب ، ربما تعودنا رؤية من يستميت في الحصول على ذرة سميد يسد بها رمق أطفال ، ربما لم ننزع الى الآن قناع النفاق و لم نعرّ الى الآن زيف جلادينا ..و خو ......
#سقوط
#الشجرة
#التي
#تغطي
#بقية
#غابة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680492
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: بقية الفصل العاشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4 على الأثر، توقفت نيللي ثم طلبت أن يعودا أدراجهما من نفس الدرب: " لقد أخذني الحديث، فلم انتبه إلى الطريق. الحقيقة أن منزل بربارا ابنة خالتي على مقربة من محطة القطار، لكنني شئتُ سلكَ دروبٍ فرعية كيلا نصطدمَ بالجندرمة "" لكن حارسي أكّدَ أن الفرنسيين باتوا يسيطرون على المنطقة، وإلا لكان من المحال أن يدعني أهرب لما في ذلك من مسئولية عليه "" لنأمل بأنه حقيقة وليسَ شائعة، خبرُ دخول الفرنسيين. على أي حال، الدولة هُزمت في الحرب وستدفع ثمن جرائمها جميعاً "، قالتها نيللي بنبرةٍ تنبض ألماً وحقداً معاً. غير أن ذلك لم يطمئن خاطر الفتى، المحكوم بالنفي: أينجو من عقوبة ثلاثة أعوام شغل، لكي يقع بين أيدي منتقمين لن يتورعوا عن قتله ـ كما حصل في بداية الحرب، لما اجتاح الجيش الروسيّ الولايات الشمالية وتسلى مع حلفائه الأرمن والنساطرة بقتل المدنيين المسلمين من كرد وشركس وترك وغيرهم. ***كان ثمة ضباب خفيف، تغلغل في الشارع العام لحي البلديات، لم ينتبه له حدّو في خلال سيره الملهوج والمضطرب. ذلك تتميّز به فجراً، المدنُ الواقعة على مسافة قريبة من البحر والجبال. أشار إليه، وكأنما يراه لأول مرة مذ خروجه من محطة القطار: " ضباب.. "" هذا هوَ، أخيراً، منزل ابنة خالتي "، كذلك كان رد رفيقة الرحلة. كان للمنزل واجهة متواضعة، يتصل مدخله مع الباب الرئيس بسلم خشبيّ من بضع درجات. عدد من الأشجار الصنوبرية، بقامات قصيرة نوعاً، توزعت على مقربة من الجدران وكانت تلوح مثل الأشباح في هذا الوقت من الفجر. لحُسن الحظ، وصلوا في الوقت المناسب. لأن الطفل أفاقَ جائعاً، فأخذ يئنُ فيما يتطلع بفضول إلى الغلام الغريب. أخذته الأم من حدّو، وما لبثت أن ارتقت السلم الخشبيّ: " إننا في منزل خالتك مجدداً، فالشكر للرب أن منحنا النجاة "، خاطبته وهيَ تقبّله. هنيهة، واشتعل مصباح مدخل المنزل، الكهربائيّ. ثم ظهرت على الأثر سيدة شابة عند الباب الموارب، رآها الغلامُ الغريبُ حسناءً برغم علامات النوم على سحنتها. ***مثلما انقشعَ الضبابُ مع أولى خيوط الشمس، كذلك كان حال مخاوف الفتى حدّو. لكن الأمرَ لم يحصل بين يوم وضحاه، بل مع مرور الوقت في هذه المدينة الجميلة ذات الحدائق والمنتزهات المتعددة. برغم أنه قضى عاماً في أضنة، حَسْب، فإنه بقيَ يحتفظ عنها في ذهنه بأروع الذكريات. كما أن الذكرى، تواءمت مع اسم لا يقل إثارة؛ " بربارا "، التي تعرف فيها على المرأة، للمرة الأولى! حدّو، تعرف قبل كل شيء على عالم آخر، شكّلته المدينة الكبيرة. لكن الطابع الريفيّ كان غالباً على هذا الحي، برغم قدمه وقربه من المركز. سيعلمُ فيما بعد من المضيفة، أن هؤلاء الريفيين الكرد استولوا ببساطة على منازل النصارى وذلك عقبَ فتنة عام 1905. بينما آخرون استغلوا ظروفَ فرمان تهجير الأرمن، بعد عقد من السنين، كي يجلبوا المزيدَ من أقاربهم من القرى والضواحي القريبة والبعيدة. مع ذلك، حافظ جيرانُ بربارا على علاقة وثيقة معها، بحيث أنها لم تفكّر بالنزوح كما فعل عدد من أقاربها. نيللي، من ناحيتها،، بقيت على قلقٍ مقيم وحلم الاستقرار في بلد آخر ما ينفك يراودها. هذا، مع أن الفصائل الأرمنية سرعان ما سيطرت على إقليم كيليكيا كله، فشكّلت إدارة حكم بعدما رفرفت أعلامها الوطنية على المباني الرسمية في أضنة ومرسين. بسبب ندرة أبناء جلدتهم في الإقليم، اضطر هؤلاء إلى استبعاد أي إجراءات انتقامية بحق السكان المسلمين. غير أن الفضل الأساس في ذلك، كان يعود لوجود القوات الفرنسية. " فلول الجيش العثماني، تجمعت في الولايات الوسطى والشرقية تحت قيادة ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#العاشر

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=680678
دلور ميقري : بضعة أعوام ريما: بقية الفصل الثاني عشر
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 4ونشبت الحربُ فعلاً بعد بضعة أعوام، وكانت عالمية الطابع شأن تلك، التي سبقتها وعُرفت على لسان أهالي بلاد الشام ب " سفر برلك ". السنة الأولى من الحرب، مرت دونَ أن يشعر بها الأهالي؛ اللهم إلا ممن يتابعون الأخبار، وكل منهم تحمّسَ لطرف من المتحاربين. صالح، كون شيمته لا تسمح له بالاهتمام بالقضايا العامة، بقيَ بمنأى عما يحصل في القارة العجوز من معارك كبرى، سجّل فيها الألمان انتصارات سريعة وحاسمة. لكن عليه كان أن يواجه حرباً في بيته، وعلى عدة جبهات. افتتحَ العام 1940 بوفاة السيدة شملكان، وكانت برغم شيخوختها المتأخرة تلعبُ دوراً مهماً في حياة الأسرة، بالأخص تأثيرها الكبير على ابنها. قبل ذلك بسنتين، دفنت ابنها البكر، حاجي، وكان كما علمنا يعاني منذ الصغر من تخلّف عقلي. الضربة الأخرى، التي تلقاها صالح، ولم تكن أقل إيلاماً من رحيل الأم، تمثلت في موت السيدة عايدة. إذاك، كانت ابنتها مليحة قد حصلت على الطلاق البائن، فحكم لها القاضي برعاية ولديها الصغيرين. الابنة البكر، " رودا "، كانت في التاسعة؛ فيما شقيقها، " أوسمان "، يصغرها بثلاث سنين. وكان صالح قد بقيَ على عهده حتى العام الأخير، الشاهد على مرض والدة طليقته، العضال، يمر بين يوم وآخر على منزلها وهوَ يحمل ما أمكن من الزاد فضلاً عن الهدايا لطفليه. إذا كان انقطع عن ذلك عقبَ رحيل السيدة عايدة، فلأن ابنتها طلبت منه أن يكتفي بدفع النفقة لها ولابنيهما: لم تعُد تطيق رؤيته، وكان هوَ يُبادلها نفسَ الشعور. ***هوَ ذا رجلٌ قصير القامة في قيافة عناصر الجيش الفرنسيّ، يُذكّر من يراه متبختراً في الشارع بالمحاربين على جبهات أوروبا. جاء حدّو إلى الحارة، وما لبثَ أن حل ضيفاً على أخته ريما. فاجأ الصهرَ، بينما كان يُعزيه بوفاة والدته. إذ انهمرت الدموع من عينيه، مع أنه بالكاد عرفَ السيدة شملكان أو رآها أكثر من بضع مرات منذ ظهوره فجأة في الشام قبل أربعة عشرة عاماً. الرجلُ الملول، استعادَ في حقيقة الحال صورةَ بربارا، حاميته وعشيقته، وكانت قد رحلت عن الدنيا قبل نحو سنة على أثر نوبة قلبية حادة. غبَّ استيلاء أقاربها على منزل بحمدون، استأجرَ حدّو شقة صغيرة في بيروت لحين أن سعى في نقله إلى الشام. سرعانَ ما صارَ سائقَ جنرالٍ فرنسيّ، يُشرف على إدارة القسم العسكريّ من مطار المزة في دمشق. مثلما سبقَ وذكرنا في مكان آخر، أنّ صالح عرضَ على حدّو قطعةَ أرضٍ، لصق منزل المرحومة زَري، فقام هذا الأخير بتعمير بعض الحجرات على مهل وبما يسمح له دخله. لما انتقلت خدمته إلى دمشق، كان المنزلُ قد أضحى مكتملاً تقريباً؛ فتكوّنَ من قسمٍ علويّ لغرف النوم، وقسم سفليّ للمطبخ والحمّام علاوةً على صالة الاستقبال والحديقة الصغيرة." ما شاء الله، ابنتك أضحت بعُمر العرائس. أذكرها لما كانت بعدُ طفلة في العربة، وكنتُ أمشّيها في أرض الديار! "، قالها لحواء لما حضرت كي تسلّم عليه. ابتسمت المرأة الحزينة، ولم تعلّق بشيء. كانت ابنتها، ديبة، على وشك فعلاً أن تغدو عروساً. ابن خالها، ويُدعى " محمد "، سبقَ أن خطبها من والدتها وأعربت له هذه عن قبولها. لما فاتحت طليقها صالح بالأمر، قال لها عابساً أنه يرفض تزويج ابنته لأحد شبان آل لحّو: " ألم تتعظي بما عانيتِ منهم، يا امرأة؟ "، اختتمَ محاضرته بهذا السؤال الساخر. ***أسبوعٌ على الأثر، ثم فاتحَ صالح امرأته ريما بخصوص ديبة: " لقد طلبها مني أخوك حدّو، وأنا وجدته مناسباً "" كيفَ وجدته مناسباً، وهوَ يكبرها كثيراً؟ "، تساءلت ريما باستنكار. كانت تحب أخاها، بل إنها كانت له بمثابة الأم سواءً في موطن الأسلاف ......
#بضعة
#أعوام
#ريما:
#بقية
#الفصل
#الثاني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681777