الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سامي الكيلاني : تحليق عابر لطيور الذاكرة 13: صالح وجميلة ونورس إميرالد
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني كل شيء في النوارس جميل سوى زعيقها وشجارها. تراقبها كلما جئت إلى مسطح مائي وهي تحوم حوله وفوقه وتغطس في مياهه. اليوم عند بحيرة إميرالد- المنتجع الذي جئت إليه مع العائلة وقد وفّقتم في العثور على مكان جيد للجلوس ووضع الأمتعة رغم الأعداد الكبيرة ووصولكم متأخرين. تجلس في ظل ثلاث شجرات تشكل معاً مثلث ظل دائم مهما تحركت الشمس في السماء مراقباً هذه الطيور وهي تحلق ثم تهبط على المسطحات الخضراء ولا تهبط على البحيرة الصغيرة، لأن البحيرة مليئة بالبشر، كباراً وصغاراً. تلقي للنوارس على العشب بفتات الخبز أو الكعك فتأتي هذه تباعاً، تتسابق على القطعة التي تقع بين العشب، أحياناً يستحوذ واحد منها بعدوانية على الكثير من القطع، يدفع غيره بقوة وعدوانية ويزعق زعيقه الممجوج، فتنثر اللقيمات الصغيرة بعيداً عنه لتصل المستضعفين فتنجح الخطة أحياناً، وتفشل أحياناً لأنه يهجم حتى من بعيد.تتوقف عن نثر الفتات حتى تهدأ الأمور فتراه يتبختر مستعرضاً قوته، فتنثر دفعة جديدة من الفتات بعيداً عنه نكاية بعنجهيته، تأخذ الأمر على محمل الجد وتتخذ منه موقفاً، تصبح معادياً له، يذكّرك ببشر مثله في العدوانية والعنجهية.بعد نهاية جولة من هذا اللعب، حين تتوقف عن تزويدها بالطعام، تنتظر النوارس فترة حولك عسى أن تعود فتطعمها، وحين تيأس من ذلك تقرر الطيران عالياً فوق البحيرة في الاتجاه الآخر.بعد فترة تلاحظ نورساً يقف على رجل واحدة فوق مقعد خشبي والرجل الأخرى معلقة لا تصل سطح المقعد، تدقق من زوايا مختلفة لتتأكد من حالته، فقد يكون يمارس تمرين يوغا كبعض الطيور التي تفعل ذلك، مثل تلك البطة التي وقفت برجل واحدة على صخرة في حديقة كاريا لأكثر من نصف ساعة، وتضامنت معها وفي النهاية وجدتها تفرد جناحها وتمد رجلها المرفوعة إلى الخلف لتمارس تمارين شد العضلات، أما هذا النورس فقد كان فعلاً بقدم مبتورة. تقرر أن تخصه ببعض فتات الكعك بعيداً عن أعين النوارس الأخرى، تذهب لتحضر الكيس، ما أن تستدير لتعود نحوه حتى تجد أنه قد طار واختفى.تفكر في أمره، تنثر بعض الفتات فقد يعود مع العائدين، تنثرها فيهجم عدد من النوارس البيضاء والمرقطة، لم يكن بينها، فتتوقف عن إلقاء المزيد.تفكر، ماذا يدعى مبتور القدم من الناس والطير، فتسأل غوغل باستعمال هاتفك المحمول، فلا تجد ضالتك، ولكنك وجدت قصة تتعلق بالموضوع، قصة الزمخشري وعصفور تسبب في قطع رجله، تقول القصة:"كان الزمخشري مقطوع الساق يمشى على ساق من خشب. وذات يوم جلس يحكى لأصدقائه سبب قطع سـاقه، فقال: مسكت عصفوراً صغيراً، وربطته بخيط في رجله، فدخل بين حَجَرين، فجذبته بالخيط بعُنف فانقطعت رجله، فتألمت أمي وقالت: "قطع الله رجلك كما قطعت رجل العصفور". فلما كَبِرتُ وأردت السفر لطلب العلم سقطت من فوق الدابة فانكسرت رِجلِي وقُطِعَت واستجاب الله لدعاء أمي".تعود للنورس، ترى هل تسبب أحد ما في قطع قدم هذا النورس، وهل دعت عليه أمه أن تقطع قدمه جزاء ما فعل، ويسير الآن بقدم صناعية أو بدونها لأنه تسبب في قطع قدم هذا النورس الذي رغبت أن تخصه بلذيذ الكعك، لكنه طار واختفى.فكّرت بالأمر كأنه يعنيك جداً، تساءلت: هل تسبب قطع قدم هذا النورس في قطع رجل إنسان دعت عليه والدته في هذه البلاد المتعددة الثقافات واللغات، وبأية لغة كانت دعوة الأم المفترضة، التي استجيبت؟ ثم تساءلت بحيرة شديدة: هل تستطيع أم بصدق أن تدعوَ على ابنها بأذى؟ لماذا كان قلب أم الزمخشري قاسياً إلى هذا الحد؟طار نورس أميرالد، حلّق بعيداً، لم يعد، ولكنه استحضر طيوراً أخرى وتركها تحلّق وتسحب بمناقيرها خيوط الذاكرة ......
#تحليق
#عابر
#لطيور
#الذاكرة
#صالح
#وجميلة
#ونورس
#إميرالد

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765948
سامي الكيلاني : تحليق عابر لطيور الذاكرة 14: أصدقاء دوليون
#الحوار_المتمدن
#سامي_الكيلاني من منجم الذاكرة المادي، من بين الرسائل والقصاصات المخزونة تطل برأسها كأنها تتسابق مع غيرها للفوز، رسالة من صديق دولي. الرسالة مطبوعة بشكل أنيق على وجهي الورقة التي تتسبب شفافيتها بتشويش الوجه الذي تقرأه بسبب المكتوب على الوجه الآخر، ومرتبة وفق ترتيب الرسائل الرسمية، رغم أنها ليست رسمية، بل على العكس فإنها مليئة بالمشاعر الرقيقة والود والتضامن. على الزاوية اليمنى العليا العنوان والتاريخ: 59أ سانت جونز وود هاي ستريت، لندن، الخامس من كانون الثاني 1985. وتجلب معها رسالة أخرى من الشخص نفسه، تختلف عنها، مكتوبة بخط اليد، من الصعب قراءة بعض الكلمات مما يجعلك تعيد قراءة الفقرة أو السطر لتكتشف وتفك الخط وتقرأ الكلمة. التوقيع نيل.نيل واحد من الأصدقاء الدوليين الأوائل الذين دامت الصلة معهم لفترات طويلة وكانوا مصدر دعم معنوي لك في فترات الاعتقال والإقامة الجبرية. كان من مجموعة الأصدقاء المتطوعين الذين حضروا إلى فلسطين لإعطاء دورات في اللغة الإنجليزية في جامعة النجاح الوطنية في سنواتها الأولى. كانت الدورة لزملاء من العاملين في الجامعة وآخرين من المجتمع المحلي. كان المتطوعون خمسة، كلهم أو بعضهم، أعضاء في منظمة أوكسفام الإنسانية. بقيت علاقتي لفترة طويلة بثلاثة منهم: جيم هوارد وزوجته ميفز، شخصان رائعان في طيبتهما ومواقفهما الإنسانية أكبر أعضاء الفريق سناً، ومثلهما نيل صاحب الرسالة المذكورة. كانت الدورة مفيدة جداً، وكانت فائدتها بالنسبة لي تتمثل في الأساس في تعزيز مهارات التواصل والمحادثة أكثر من الفائدة في معرفة اللغة، إذ كان مستوى معرفتي باللغة الإنجليزية متقدماً على غالبية المشاركين، وبالتالي كانت بالنسبة لي فرصة لعمل صداقات وتواصل مع أناس دوليين وأمل في فتح باب لإكمال دراستي العليا التي قطع الاعتقال لثلاث سنوات التحضيرات التي كنت قد أخذتها لإكمالها. كان المدرب الرابع شخص مرح تتخلل مداخلاته النكتة الخفيفة، وكان من جزيرة مان الواقعة في منتصف البحر الإيرلندي بين إنجلترا وإسكتلندا وإيرلندا، وعندما طُرِح على المشاركين والمدربين ضمن تمرين للمحادثة سؤال حول أهم ما يميز المكان الذي يعيش الواحد منهم فيه، قال صاحبنا إن أهم ما يميز جزيرتهم أن قططها بدون ذنب، وهي القطط التي تنسب إليها باسم Manx، ضحكنا واعتقدنا ذلك جزءاً من مرحه، ولكنه أكد أن الأمر حقيقة، وهو كذلك. أما المدربة الخامسة والتي اختفت تفاصيل شخصيتها من الذاكرة، للأسف، سوى صورة ذلك الوجه المستدير الهادئ والشعر القصير نسبياً، فمن حقها هي الأخرى أن تذكر.استمرت رسائل نيل لفترة أثناء معاناتي من الإقامة الجبرية التي فرضت عليّ في بلدتي يعبد، بعيداً عن بيتي وعملي في الجامعة في نابلس، ومن ثم في الاعتقالات القصيرة "الاحترازية" التي كانت تقوم بها سلطات الاحتلال خلال تلك الفترة، وفي الاعتقالات الإدارية التي يبلغ كل منها ستة شهور. استمرت رسائل نيل ثم انقطعت فجأة. بقيت صورة نيل في الذاكرة، ولكن أخباره انقطعت. بعد سنوات طويلة وخلال فترة الانتفاضة الثانية، وفي عز الحصار على مدينة نابلس، دخل نيل إلى مكتبي في جامعة النجاح الوطنية في دائرة العلاقات العامة حيث كنت أعمل مديراً للدائرة في فترة من أصعب الفترات التي مرت على الجامعة. كان ضمن وفد تضامني زائر لفلسطين، دخلوا المكتب، وتحدث أحدهم معرفاً بالوفد وبأنهم من أستراليا ومعتذراً أن هذه زيارة سريعة ويأملون العودة لزيارة أطول، وذكر اسمه، كانت مفاجأة رائعة بالنسبة لي، إنه نيل، لمعت الذاكرة، رددت متقدماً نحوه "أنا سامي الكيلاني يا نيل، هل تذكرني"، تصافحنا مرة أخرى بقوة وسط ......
#تحليق
#عابر
#لطيور
#الذاكرة
#أصدقاء
#دوليون

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766623