كمال جمال بك : وجه الخير - حُبّ ومنفضة الأجساد
#الحوار_المتمدن
#كمال_جمال_بك حُب – ومن أسمائه الشعبية أيضا المزمّلة أو الخابية - هو إناء فخاري مخروطي الشكل يلبسونه في كرسي خشبي أو معدني، و يملأونه ماء، ثم يغطونه بطبق، يتدلى فيه منشل معكوف من خوص النخيل، مطلي من الأسفل بالقير مخصص للشرب، وفي قعره يرسب الرمل، فيصفو المشروب منه عذبا مستساغا، وأما ناقوطه الذي يرشح في إناء خارجي فلا أطيب من طعمه لتخدير الشاي. تذكّر الغريب كلَّ حُبّ في حياته، مما وممن ارتوى منه فراتيّا في بيتي جده، وفي بيوت أصدقائه، وعند الجيران، ومن النهر إلى ماء الحسيان الكريم في عمق الصحراء، تحت حفنتين من الرمل وبعض الحصى. وشاميّا من كل سبيل دمشقي، ومن خفة تدفق صنابير الفيجة، وعند ينابيع بردى وضفافه، وعلى مدرجات جامعته، وفي غرف وطوابق وقاعات واستوديوهات عمله في الإذاعة، وبلع ريقه مرّا من حبّ الليثيوم والأركونيل والأولانزابين، مع أن الكأس الذي ناولته إياه الممرضة بارد، وماء السويد مشهود له بمذاقه.**** ****على غير هدى سار شاردا في رحاب الأروقة والممرات، وتفحص خلسة وجوها لم يألفها، لاحقا سيصير لها أسماء وأرقام غرف وحكايات وذكريات. حدثته نفسه بمقاطع كما لو أنها مكررة على آلة تسجيل لا يستطيع لجمها. فلتت بجريان حمم اختلطت فيها صرخات المعذبين في الأزقة الأمنية مع أشباح وجوههم، أنّات لم تنفع سدادات الأذن التي جلبوها له في التخفيف من استغاثاتها، وجماجم لم تفارق ظله ولا بصره في النهار، ولا مناماته وكوابيسه في الليل، ولها أجساد تمشي معه في كل مكان، مشققة الثياب الداخلية، عارية الصدر، لا تتلفت يمنة ولا يسرى، ولا تمتد أياديها الموثقة للخلف إلى عصابات الأعين لتتبين مسيرها، بل لها عصي تتوكأ عليها هياكلها.ومع انثيال تراب الموتى منهم على أنفاسه، تلبّسه شعور غامض جعله يرتاب بمن حوله في المشفى، ما دفعه إلى تجنب الاحتكاك بهم، والتأخر عن الآخرين في الطعام، من أجل الجلوس على طاولة منفردة، وانتقاء الوقت المناسب للتدخين من دون مشاركة أحد. و تساءل الغريب في سريرته: هل هؤلاء الذين يشك بهم عناصر مراقبة لا نزلاء؟ وإلى أين ذهبوا بذلك الشاب الإيراني الذي ملأ الغرفة صياحا وهو ينطح الجدران، بعدما أخرجوه منها مدمى؟ هل يا ترى هناك غرف منفردة للتعامل معه؟ **** **** في اختلاط الأسئلة مع المشاعر يتدرج الجحيم من عدم الجدوى، إلى عدم الاهتمام، إلى اللامبالاة. غير أن الساعات المعلقة على جدران المشفى لا تتوقف عن الدوران، خلافا لمستنقع أجسام المعتقلين في أقبية الموت، والمتجددة جلودهم الآدمية فيه بانسلاخها.وعلى ساعته المتخبطة في رملها تداعت سيول مواريث ظلت مخيلة الغريب نفورة منها: فالطفل ليس الجاهل. والناس غير الجهال في التضاد مع مدّعي العقل. والجاهلية لا تستقيم مع مجتمع المعلقات الشعرية المذهّبة على الكعبة. وفوق كل إرث عصا: "فالعصا غصن من الجنة"، و" العصا لمن عصا" و "اضرب المربوط كي يتربى المفلت". تداعيات ما عاشها مجتمعياً، ولا سلّمه أبوه إلى معلميه وقال لهم: " اللحم لكم، والعظم لنا"، مع أن العصا المنزلية حاضرة ومجهولة الأسباب غالبا. أما ما يفترض أن يستدعي ذلك في بلدة محافظة فتم الدفاع عنه. حين استوقف معلم الرياضة والده في الطريق وأخبره بأن ولديه يدخنان، قال له: أنا أجلب لهم علب الدخان، وهو لم يكن يعلم بأمرهما. أما أمّه فكلما شمّت رائحة احتجاج على تدخين ولدها، استحضرت أغنية شعبية من زفاف عريس من بيت الصبابغة وهم مشهورون بالحياكة وصباغة البسط، وغنت له مع التصفيق والأمنيات بالهناء:" طارت شرارة نار أحّاوحرگت زبونو لي وحّاريت التتن هنيان ......
#الخير
#حُبّ
#ومنفضة
#الأجساد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764982
#الحوار_المتمدن
#كمال_جمال_بك حُب – ومن أسمائه الشعبية أيضا المزمّلة أو الخابية - هو إناء فخاري مخروطي الشكل يلبسونه في كرسي خشبي أو معدني، و يملأونه ماء، ثم يغطونه بطبق، يتدلى فيه منشل معكوف من خوص النخيل، مطلي من الأسفل بالقير مخصص للشرب، وفي قعره يرسب الرمل، فيصفو المشروب منه عذبا مستساغا، وأما ناقوطه الذي يرشح في إناء خارجي فلا أطيب من طعمه لتخدير الشاي. تذكّر الغريب كلَّ حُبّ في حياته، مما وممن ارتوى منه فراتيّا في بيتي جده، وفي بيوت أصدقائه، وعند الجيران، ومن النهر إلى ماء الحسيان الكريم في عمق الصحراء، تحت حفنتين من الرمل وبعض الحصى. وشاميّا من كل سبيل دمشقي، ومن خفة تدفق صنابير الفيجة، وعند ينابيع بردى وضفافه، وعلى مدرجات جامعته، وفي غرف وطوابق وقاعات واستوديوهات عمله في الإذاعة، وبلع ريقه مرّا من حبّ الليثيوم والأركونيل والأولانزابين، مع أن الكأس الذي ناولته إياه الممرضة بارد، وماء السويد مشهود له بمذاقه.**** ****على غير هدى سار شاردا في رحاب الأروقة والممرات، وتفحص خلسة وجوها لم يألفها، لاحقا سيصير لها أسماء وأرقام غرف وحكايات وذكريات. حدثته نفسه بمقاطع كما لو أنها مكررة على آلة تسجيل لا يستطيع لجمها. فلتت بجريان حمم اختلطت فيها صرخات المعذبين في الأزقة الأمنية مع أشباح وجوههم، أنّات لم تنفع سدادات الأذن التي جلبوها له في التخفيف من استغاثاتها، وجماجم لم تفارق ظله ولا بصره في النهار، ولا مناماته وكوابيسه في الليل، ولها أجساد تمشي معه في كل مكان، مشققة الثياب الداخلية، عارية الصدر، لا تتلفت يمنة ولا يسرى، ولا تمتد أياديها الموثقة للخلف إلى عصابات الأعين لتتبين مسيرها، بل لها عصي تتوكأ عليها هياكلها.ومع انثيال تراب الموتى منهم على أنفاسه، تلبّسه شعور غامض جعله يرتاب بمن حوله في المشفى، ما دفعه إلى تجنب الاحتكاك بهم، والتأخر عن الآخرين في الطعام، من أجل الجلوس على طاولة منفردة، وانتقاء الوقت المناسب للتدخين من دون مشاركة أحد. و تساءل الغريب في سريرته: هل هؤلاء الذين يشك بهم عناصر مراقبة لا نزلاء؟ وإلى أين ذهبوا بذلك الشاب الإيراني الذي ملأ الغرفة صياحا وهو ينطح الجدران، بعدما أخرجوه منها مدمى؟ هل يا ترى هناك غرف منفردة للتعامل معه؟ **** **** في اختلاط الأسئلة مع المشاعر يتدرج الجحيم من عدم الجدوى، إلى عدم الاهتمام، إلى اللامبالاة. غير أن الساعات المعلقة على جدران المشفى لا تتوقف عن الدوران، خلافا لمستنقع أجسام المعتقلين في أقبية الموت، والمتجددة جلودهم الآدمية فيه بانسلاخها.وعلى ساعته المتخبطة في رملها تداعت سيول مواريث ظلت مخيلة الغريب نفورة منها: فالطفل ليس الجاهل. والناس غير الجهال في التضاد مع مدّعي العقل. والجاهلية لا تستقيم مع مجتمع المعلقات الشعرية المذهّبة على الكعبة. وفوق كل إرث عصا: "فالعصا غصن من الجنة"، و" العصا لمن عصا" و "اضرب المربوط كي يتربى المفلت". تداعيات ما عاشها مجتمعياً، ولا سلّمه أبوه إلى معلميه وقال لهم: " اللحم لكم، والعظم لنا"، مع أن العصا المنزلية حاضرة ومجهولة الأسباب غالبا. أما ما يفترض أن يستدعي ذلك في بلدة محافظة فتم الدفاع عنه. حين استوقف معلم الرياضة والده في الطريق وأخبره بأن ولديه يدخنان، قال له: أنا أجلب لهم علب الدخان، وهو لم يكن يعلم بأمرهما. أما أمّه فكلما شمّت رائحة احتجاج على تدخين ولدها، استحضرت أغنية شعبية من زفاف عريس من بيت الصبابغة وهم مشهورون بالحياكة وصباغة البسط، وغنت له مع التصفيق والأمنيات بالهناء:" طارت شرارة نار أحّاوحرگت زبونو لي وحّاريت التتن هنيان ......
#الخير
#حُبّ
#ومنفضة
#الأجساد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764982
الحوار المتمدن
كمال جمال بك - وجه الخير - حُبّ ومنفضة الأجساد
وليد الأسطل : رواية فاعل الخير .. سوزان سونتاج
#الحوار_المتمدن
#وليد_الأسطل "فاعل الخير" The Benefactor ، أول رواية للأديبة الأمريكية "سوزان سونتاج"، والتي نُشرت في عام 1963، يمكن تصنيفها، على أنها خيال "قاري"، تماما مثلما توجد في نظر الأمريكيين، فلسفة "قارية"، أي، أوروبية، على عكس ما يسمى بالفلسفة "التحليلية"، الأثيرة عند الأنجلو ساكسون (بوتنام، إلخ). هذه الرواية، الغارقة في المصادر الألمانية والفرنسية، المشبعة بالمراجع الأوروبية، حتى أنها تقع، على الرغم من الغموض المتعمد، في باريس، إنها تتعارض مع البانوراما الأدبية الأمريكية، التي لا تبدو أنها قادرة على الارتباط بها بسهولة.إنها من خلال أسلوبها نفسه، تثير شكلا من أشكال الفجوة مع النمط الأمريكي الشائع. تعمل الرواية بأكملها حول المفاهيم والمفاتيح والمعايير الأوروبية التي أعيد استخدامها عن قصد في منظور نقدي. يلاحظ القارئ، إشارة إلى "أنطونين أرتو"، وأخرى إلى "جان جونيه"، وثالثة إلى "إلياس كانيتي"، ورابعة إلى "هرمان هيسه"، وخامسة إلى "فرويد". هذه الخلفية الأوروبية، المألوفة نسبيا للقارئ المثقف قليلا، تعطي هذه الرواية الغريبة، هذه الرواية من الأفكار، تشابها معينا مع التيار الطليعي للرواية في أوروبا الغربية. لم تعد تحظى هذه الرواية، اليوم، باهتمام كبير. لقد انتهى زمن المهام النقدية الكبيرة - في الغرب وفي الشرق - لم يعد الأدب التجريبي يغري كثيرا. لقد أصبح القراء يقنعون بالنظر إلى الغلاف الخلفي لرواية ما، مكتفين بقراءة تعابير مثل: "رحلة نفسية عظيمة"، "صراحة العصر الحديث"، "رواية بيكاريسكية"، "صورة رائعة وذكية لاذعة من بيئة بوهيمية "، إلخ. هذه التعريفات القليلة، حتى التعريفات الصحيحة، لا تقول ما يكفي. إن رواية فاعل الخير، رواية صعبة، غير مؤكدة، باعتراف سوزان سونتاج نفسها في مقابلة لاحقة مع إيفانز تشان. تقاوم هذه الرواية وبشدة، تدقيق النقاد العميق، لدرجة أنني أعترف أن قرار استكشافي لجوانب معينة منها كان قرارا جريئا للغاية.يتم تقديم هذه الرواية في شكل سيرة ذاتية - أو ربما اعتراف طويل - لرجل اسمه هيبوليت، يبلغ من العمر ستين عاما، في نهاية حياته. يستأنف هيبوليت، في صمت نضجه، بالقلم، خيط حياة الاكتفاء الذاتي المكرس لنفسه، لأحلامه، لوجوده النفسي. الراوي، المحروم من الطموحات الفنية و الإجتماعية، المتجه نحو نفسه وإشباع رغباته، يأخذ القلم فقط "ليقول الحقيقة"، أو بالأحرى، للتعبير عن بعض الحقيقة دون الإهتمام الفوري بمحاوره، دون الرغبة في إقناع أحد، دون الرغبة في تحقيق النجاح أو الإلتزام بشخصه وخياراته.إن سعي الراوي هو السعي وراء حقيقته الشخصية، وعلينا أن ننتظر حتى الفصل الأخير لفهم الوظيفة العميقة والأساسية التي يمكن أن يمتلكها مثل هذا البحث، من أجل نفسية هيبوليت المضطربة. في الواقع، بالنسبة إلى راوي هذه المتاهة التفسيرية والخيالية، لن تكون هناك حقيقة يمكن الوصول إليها من خلال الإنتاج الأدبي: مصدر الانعكاسات التي تتضاعف في المرايا السردية غير معروف ولا يمكن معرفته. هناك غموض مؤسِس. سيذكر هيبوليت في عدة مناسبات لاحقا، أنه رفض باستمرار بلورة حياته النفسية في الأعمال، ليكون فنانا، وينتج، وبالتالي يضع نفسه في علاقة منتج يغذي الجمهور. حبس نفسه في نفسه. منطق الراوي مغلق. إنه يريد أن يصل إلى نفسه، في نهاية وجوده، في شفافية صِدقٍ تام - ومن هنا جاءت كلمة الإعتراف التي استخدمتها أعلاه - من خلال تأليف نص الحقيقة دون أوهام المجد أو النجاح.هذا الموقف، الذي ورد في الصفحات الأولى، محكوم عليه بالفشل بالطبع، يعبر بالفعل عن الفكرة الرئيسة لهذه الرواية، بالغمو ......
#رواية
#فاعل
#الخير
#سوزان
#سونتاج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765744
#الحوار_المتمدن
#وليد_الأسطل "فاعل الخير" The Benefactor ، أول رواية للأديبة الأمريكية "سوزان سونتاج"، والتي نُشرت في عام 1963، يمكن تصنيفها، على أنها خيال "قاري"، تماما مثلما توجد في نظر الأمريكيين، فلسفة "قارية"، أي، أوروبية، على عكس ما يسمى بالفلسفة "التحليلية"، الأثيرة عند الأنجلو ساكسون (بوتنام، إلخ). هذه الرواية، الغارقة في المصادر الألمانية والفرنسية، المشبعة بالمراجع الأوروبية، حتى أنها تقع، على الرغم من الغموض المتعمد، في باريس، إنها تتعارض مع البانوراما الأدبية الأمريكية، التي لا تبدو أنها قادرة على الارتباط بها بسهولة.إنها من خلال أسلوبها نفسه، تثير شكلا من أشكال الفجوة مع النمط الأمريكي الشائع. تعمل الرواية بأكملها حول المفاهيم والمفاتيح والمعايير الأوروبية التي أعيد استخدامها عن قصد في منظور نقدي. يلاحظ القارئ، إشارة إلى "أنطونين أرتو"، وأخرى إلى "جان جونيه"، وثالثة إلى "إلياس كانيتي"، ورابعة إلى "هرمان هيسه"، وخامسة إلى "فرويد". هذه الخلفية الأوروبية، المألوفة نسبيا للقارئ المثقف قليلا، تعطي هذه الرواية الغريبة، هذه الرواية من الأفكار، تشابها معينا مع التيار الطليعي للرواية في أوروبا الغربية. لم تعد تحظى هذه الرواية، اليوم، باهتمام كبير. لقد انتهى زمن المهام النقدية الكبيرة - في الغرب وفي الشرق - لم يعد الأدب التجريبي يغري كثيرا. لقد أصبح القراء يقنعون بالنظر إلى الغلاف الخلفي لرواية ما، مكتفين بقراءة تعابير مثل: "رحلة نفسية عظيمة"، "صراحة العصر الحديث"، "رواية بيكاريسكية"، "صورة رائعة وذكية لاذعة من بيئة بوهيمية "، إلخ. هذه التعريفات القليلة، حتى التعريفات الصحيحة، لا تقول ما يكفي. إن رواية فاعل الخير، رواية صعبة، غير مؤكدة، باعتراف سوزان سونتاج نفسها في مقابلة لاحقة مع إيفانز تشان. تقاوم هذه الرواية وبشدة، تدقيق النقاد العميق، لدرجة أنني أعترف أن قرار استكشافي لجوانب معينة منها كان قرارا جريئا للغاية.يتم تقديم هذه الرواية في شكل سيرة ذاتية - أو ربما اعتراف طويل - لرجل اسمه هيبوليت، يبلغ من العمر ستين عاما، في نهاية حياته. يستأنف هيبوليت، في صمت نضجه، بالقلم، خيط حياة الاكتفاء الذاتي المكرس لنفسه، لأحلامه، لوجوده النفسي. الراوي، المحروم من الطموحات الفنية و الإجتماعية، المتجه نحو نفسه وإشباع رغباته، يأخذ القلم فقط "ليقول الحقيقة"، أو بالأحرى، للتعبير عن بعض الحقيقة دون الإهتمام الفوري بمحاوره، دون الرغبة في إقناع أحد، دون الرغبة في تحقيق النجاح أو الإلتزام بشخصه وخياراته.إن سعي الراوي هو السعي وراء حقيقته الشخصية، وعلينا أن ننتظر حتى الفصل الأخير لفهم الوظيفة العميقة والأساسية التي يمكن أن يمتلكها مثل هذا البحث، من أجل نفسية هيبوليت المضطربة. في الواقع، بالنسبة إلى راوي هذه المتاهة التفسيرية والخيالية، لن تكون هناك حقيقة يمكن الوصول إليها من خلال الإنتاج الأدبي: مصدر الانعكاسات التي تتضاعف في المرايا السردية غير معروف ولا يمكن معرفته. هناك غموض مؤسِس. سيذكر هيبوليت في عدة مناسبات لاحقا، أنه رفض باستمرار بلورة حياته النفسية في الأعمال، ليكون فنانا، وينتج، وبالتالي يضع نفسه في علاقة منتج يغذي الجمهور. حبس نفسه في نفسه. منطق الراوي مغلق. إنه يريد أن يصل إلى نفسه، في نهاية وجوده، في شفافية صِدقٍ تام - ومن هنا جاءت كلمة الإعتراف التي استخدمتها أعلاه - من خلال تأليف نص الحقيقة دون أوهام المجد أو النجاح.هذا الموقف، الذي ورد في الصفحات الأولى، محكوم عليه بالفشل بالطبع، يعبر بالفعل عن الفكرة الرئيسة لهذه الرواية، بالغمو ......
#رواية
#فاعل
#الخير
#سوزان
#سونتاج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765744
الحوار المتمدن
وليد الأسطل - رواية فاعل الخير .. سوزان سونتاج
كمال جمال بك : وجه الخير و أهل البركة
#الحوار_المتمدن
#كمال_جمال_بك قصص وأعتاب ونواصي، جمع قُصة أي غرّة الشّعر للنساء غالبا، وجمع عتبة كناية عن البيوت والمنازل، وجمع ناصية كناية عن الخيل، عبارة يُعلّق الناس عليها آمالهم أو خيباتهم في سعة العيش وحسن الحال، أو الابتلاء والشدّة.في القصص ولد الغريب في بيت التنّور والنخلة وسرداب المؤونة لأهل أمه، بعيدا عن أبيه المعتصم في غرفته مرضاً. وعلى أعتاب الدار مأوى آمن للأعشاب الطرية، لها نصيب من ماء الطيبة، ورائحة التراب الأحمر المرشوش بعد قيلولة صيف لاهبة، ولها وافر من محبة خيوط السّحاب المتدلية بأنوار شتائية ضاحكة. "قُصّته خير على أخواله" عبارة حلّقت بجناحي الابتسامات، حتى من قبل أن يولد، حيث أهداه جده المطوّف عبد الله، وهو في الرحم، حزامه الحريري الخمري رفيقه في الحج قائلا لأمه: هذا قماطه. وعلى حليب دافئ في بساط ثلاث سنوات تنعّم بحضني أمه وحبابته زهرة، ومع أيادي أخواله، وعلى رقاب خالاته، في سباق إشباعه ما يشتهي من لقمة طيبة، أو حفلة عرس، أو حكايات وأغاني.وفي دهليز حكاية أحبَّ عبد الله زهرة، وفي حبكتها طلب والدها سلمان مهرها 50 نيرة ذهبية، وفي سردها راح جده العنيد يحوك البُسط والشُّفوف الكبيرة التي تُعلّق على الحيطان، ومع كل نسج بين اللُّحمة والسُّداة تشدو قطرات العرق:يا ريمتي فرّعي ربّ السما فوگكسنتين خادم هلك كلو لاجل شوگكوالله ان ما اعطوني هلك بالليل لابوگكحسّو علي الصبح گالوا حرامية وفي الحكاية أيضا أنقذ الدركي الخيّال عبد الله فتاة كردية أخوتها مطاردون، جاء بها أخوه سالم من القامشلي مكرّمة لتكون زوجة للقائم مقام. ساهم موت أبناء زهرة في اقتراحها سلطانة زوجة ثانية لعبد الله، عسى أن تكون قُصتها خيرا، وكان ما كان من ذرية بالعشرات منهما.******* ********تناوبت الحبابتان رعاية الأبناء والأحفاد حدّ عدم التمييز بينهم أحيانا إلى أي أم تنتمي هذه البنت أو ذاك الابن.وبفارق ألمي على مسطرة الزمن غادرت حبابته زهرة الدنيا مع بدايات ثورة الشعب في سورية متجاوزة المئة بخمس سنوات، لحقتها بعد سنوات قليلة حبابته سلطانة متجاوزة المئة بسنوات أيضا. ولها من الحكايات ما يختلف عن حكايات زهرة، في المضمون والأسلوب والطريقة والهدف. تطول الحكاية وينعس الصوت مادامت العيون نصف مغمضة، وتقصر مع لحظات صمت حين تميل الرؤوس على متكئ من تعب اللعب نهارا أو من خشية من الشخصيات الخرافية الشريرة غالبا. ونادرا ما تحمل الحنافيش والسعليات والغيلان سمة الخير، إلا لغرض يتضح في الخواتيم:"كان يا ما كانكان في بنية ضايعة بالغابةوجدت قصر كبيرفيه أربعين سريرعرفت بعدين انها لأربعين حنفيشلما رجعوا للقصر لقوها تحت سريرقالوا لها: أنت أختناوعاشت معهمبحثوا أهلها عنها ولقوهارادوا يأخذوها ما قبلتبعدين أخذها واحد من الحنافيش لأهلهامحملة بالذهب والفضة والألماسوقالوا لها: إن ضامك ضيم نحن موجودين".******* ********خلال عزاء حبابته زهرة شارك الشاعر والصحفي أبناء بلدته البوكمال في مظاهرة سلمية للمرة الأولى، لم تكن مقررة بل ارتجلوها لقدومه عند الساحة العامة أمام مخفر الشرطة، امتزجت فيها الشعارات مع الأغاني، واختتمت بصوت رجاء من أحدهم " يا شباب ما في مظاهرة بكرا. جماعة النظام عندهم مسيرة، ما نريد مشاكل يتهمونا بيها". قبلها في الشام بجانب بيته وليس بعيدا عن عمله، سبقتها مشاركتان، في قدسيّا وجد الناس ينتظمون في صفوف على الرصيفين، ووجد نفسه معهم، حاملا أكياس التسوق إلى الأعلى ها ......
#الخير
#البركة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769232
#الحوار_المتمدن
#كمال_جمال_بك قصص وأعتاب ونواصي، جمع قُصة أي غرّة الشّعر للنساء غالبا، وجمع عتبة كناية عن البيوت والمنازل، وجمع ناصية كناية عن الخيل، عبارة يُعلّق الناس عليها آمالهم أو خيباتهم في سعة العيش وحسن الحال، أو الابتلاء والشدّة.في القصص ولد الغريب في بيت التنّور والنخلة وسرداب المؤونة لأهل أمه، بعيدا عن أبيه المعتصم في غرفته مرضاً. وعلى أعتاب الدار مأوى آمن للأعشاب الطرية، لها نصيب من ماء الطيبة، ورائحة التراب الأحمر المرشوش بعد قيلولة صيف لاهبة، ولها وافر من محبة خيوط السّحاب المتدلية بأنوار شتائية ضاحكة. "قُصّته خير على أخواله" عبارة حلّقت بجناحي الابتسامات، حتى من قبل أن يولد، حيث أهداه جده المطوّف عبد الله، وهو في الرحم، حزامه الحريري الخمري رفيقه في الحج قائلا لأمه: هذا قماطه. وعلى حليب دافئ في بساط ثلاث سنوات تنعّم بحضني أمه وحبابته زهرة، ومع أيادي أخواله، وعلى رقاب خالاته، في سباق إشباعه ما يشتهي من لقمة طيبة، أو حفلة عرس، أو حكايات وأغاني.وفي دهليز حكاية أحبَّ عبد الله زهرة، وفي حبكتها طلب والدها سلمان مهرها 50 نيرة ذهبية، وفي سردها راح جده العنيد يحوك البُسط والشُّفوف الكبيرة التي تُعلّق على الحيطان، ومع كل نسج بين اللُّحمة والسُّداة تشدو قطرات العرق:يا ريمتي فرّعي ربّ السما فوگكسنتين خادم هلك كلو لاجل شوگكوالله ان ما اعطوني هلك بالليل لابوگكحسّو علي الصبح گالوا حرامية وفي الحكاية أيضا أنقذ الدركي الخيّال عبد الله فتاة كردية أخوتها مطاردون، جاء بها أخوه سالم من القامشلي مكرّمة لتكون زوجة للقائم مقام. ساهم موت أبناء زهرة في اقتراحها سلطانة زوجة ثانية لعبد الله، عسى أن تكون قُصتها خيرا، وكان ما كان من ذرية بالعشرات منهما.******* ********تناوبت الحبابتان رعاية الأبناء والأحفاد حدّ عدم التمييز بينهم أحيانا إلى أي أم تنتمي هذه البنت أو ذاك الابن.وبفارق ألمي على مسطرة الزمن غادرت حبابته زهرة الدنيا مع بدايات ثورة الشعب في سورية متجاوزة المئة بخمس سنوات، لحقتها بعد سنوات قليلة حبابته سلطانة متجاوزة المئة بسنوات أيضا. ولها من الحكايات ما يختلف عن حكايات زهرة، في المضمون والأسلوب والطريقة والهدف. تطول الحكاية وينعس الصوت مادامت العيون نصف مغمضة، وتقصر مع لحظات صمت حين تميل الرؤوس على متكئ من تعب اللعب نهارا أو من خشية من الشخصيات الخرافية الشريرة غالبا. ونادرا ما تحمل الحنافيش والسعليات والغيلان سمة الخير، إلا لغرض يتضح في الخواتيم:"كان يا ما كانكان في بنية ضايعة بالغابةوجدت قصر كبيرفيه أربعين سريرعرفت بعدين انها لأربعين حنفيشلما رجعوا للقصر لقوها تحت سريرقالوا لها: أنت أختناوعاشت معهمبحثوا أهلها عنها ولقوهارادوا يأخذوها ما قبلتبعدين أخذها واحد من الحنافيش لأهلهامحملة بالذهب والفضة والألماسوقالوا لها: إن ضامك ضيم نحن موجودين".******* ********خلال عزاء حبابته زهرة شارك الشاعر والصحفي أبناء بلدته البوكمال في مظاهرة سلمية للمرة الأولى، لم تكن مقررة بل ارتجلوها لقدومه عند الساحة العامة أمام مخفر الشرطة، امتزجت فيها الشعارات مع الأغاني، واختتمت بصوت رجاء من أحدهم " يا شباب ما في مظاهرة بكرا. جماعة النظام عندهم مسيرة، ما نريد مشاكل يتهمونا بيها". قبلها في الشام بجانب بيته وليس بعيدا عن عمله، سبقتها مشاركتان، في قدسيّا وجد الناس ينتظمون في صفوف على الرصيفين، ووجد نفسه معهم، حاملا أكياس التسوق إلى الأعلى ها ......
#الخير
#البركة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769232
الحوار المتمدن
كمال جمال بك - وجه الخير و أهل البركة