أسامة الحمصانى : بيت أبوطربوش
#الحوار_المتمدن
#أسامة_الحمصانى أختصر عنوانى دائما فى حينا العتيق فأقول أنى أسكن مقابل بيت "أبوطربوش" فيعرف السائل الطريق إلى منزلى بسهولة ويسر، ولابد أنك تتعجب لتسمية البيت بهذا الاسم، ولكن فى الحقيقة متى رأيته زال عجبك ولا تجد غرابة فى هذه الصفة. يقع هذا البيت على ناصية شارعين متلاقين فى الحى فالقادم من أحد الشارعين يجده على رأس مثلث بواجهته العريضة وشرفاته المميزة الممتلئة بالشقوق، لونه الكالح كان من عشرات السنون لونا آخر لا نعرفه .. هذا البيت لأبى جعفر وأم جعفر .. هذا على ما أعتقد فنحن لم نجد قاطناً له غيرهما .. حتى أن لميزات شكل البيت أضيفت ميزة اخرى وهى وجهى أبو جعفر وأمه فى إحدى شرفاته طوال النهار وجزء من الليل.. ولاحظ أننا لم نر المدعو جعفر هذا ولو مرة واحدة. أما تسمية الناس للبيت بأبوطربوش فذلك لصورة محفورة لفارس قديم على حصانه يحمل سيفاً قصيراً ويعتمر طربوشاً طويلاً..ولم يعد يتميز هذا البيت على تميزه إلا بذاك الفارس وطربوشه.آنذاك كانت الشقوق واسعة تفصل بين جدرانه، ترهبنى وترعب كل من يراها ولا سيما أنها تتسع يوما بعد يوم دون أن تحظى بعناية أو ترميم.والغريب أنها لا تشغل أبى وأم جعفر على الإطلاق، ولا أهل الحى الذين ألفوا رؤيتها.وسواء كانا أبى وأم جعفر فى الشرفة أو داخل البيت فإنهما لا يكفان عن الصياح والشجار لأتفه الأسباب وأبسطتها. فالرجل أحيل إلى التقاعد ولا يغادر الدار إلا لماماً لقبض معاشه الشهرى.وحتى إذا ما تدلت السلة من الشرفة إلى أحد البائعين الجائلين أو غيره، نشب الخلاف مع البائع كأمر ضرورى وإذا دخلا من الشرفة تشاجرا سوياً لأن أحدهما لم يساوم البائع كما يجب.أيقنت مع طول جوارنا لأبى وأم جعفر أن كلاهما وبالاً لا يصلح إلا لرفقة الآخر.. ورغم الإزعاج الذى يسببانه كوننا الأقرب إليهم إلا أننا ألفنا ذلك لم نعد نأبه به سواء مع الباعة أو غيرهم.فى صباح إحدى الأيام .. نزلت إلى الشارع ألقى بتحية إلى جار وأتلقاها من آخر، وهناك معركة حامية الوطيس بين أبى وأم جعفر من ناحية وأحد الباعة وقد فاض به الكيل يرجوهما سحب حبل السلة دون شراء وإنهاء الأمر.قرب غروب الشمس عدت من عملى وإذا بالشارع قد أغلق تماماً، ونفير عربات المطافى والإسعاف يصم الآذان. أمسكت بكتف صبى أسأله عما جرى فكانت الإجابة المتوقعة .."بيت أبوطربوش وقع ...." وأعتصرنى الألم لما حدث لجارى الذى لم ينصت لأى تحذير، وتمنيت ألا يكون حدث لأبى وأم جعفر أى مكروه..وسرعان ما جاء ما قطع حيرتى بين أيدى رجال الإنقاذ .. لقد ماتا تحت الدار المتهاوية.اقتربت أُلقى نظرة أخيرة على جثتيهما فإذا بهما وقد عانق كل منهما صاحبه.. وكأنه يدفع عنه الموت. ......
#أبوطربوش
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762245
#الحوار_المتمدن
#أسامة_الحمصانى أختصر عنوانى دائما فى حينا العتيق فأقول أنى أسكن مقابل بيت "أبوطربوش" فيعرف السائل الطريق إلى منزلى بسهولة ويسر، ولابد أنك تتعجب لتسمية البيت بهذا الاسم، ولكن فى الحقيقة متى رأيته زال عجبك ولا تجد غرابة فى هذه الصفة. يقع هذا البيت على ناصية شارعين متلاقين فى الحى فالقادم من أحد الشارعين يجده على رأس مثلث بواجهته العريضة وشرفاته المميزة الممتلئة بالشقوق، لونه الكالح كان من عشرات السنون لونا آخر لا نعرفه .. هذا البيت لأبى جعفر وأم جعفر .. هذا على ما أعتقد فنحن لم نجد قاطناً له غيرهما .. حتى أن لميزات شكل البيت أضيفت ميزة اخرى وهى وجهى أبو جعفر وأمه فى إحدى شرفاته طوال النهار وجزء من الليل.. ولاحظ أننا لم نر المدعو جعفر هذا ولو مرة واحدة. أما تسمية الناس للبيت بأبوطربوش فذلك لصورة محفورة لفارس قديم على حصانه يحمل سيفاً قصيراً ويعتمر طربوشاً طويلاً..ولم يعد يتميز هذا البيت على تميزه إلا بذاك الفارس وطربوشه.آنذاك كانت الشقوق واسعة تفصل بين جدرانه، ترهبنى وترعب كل من يراها ولا سيما أنها تتسع يوما بعد يوم دون أن تحظى بعناية أو ترميم.والغريب أنها لا تشغل أبى وأم جعفر على الإطلاق، ولا أهل الحى الذين ألفوا رؤيتها.وسواء كانا أبى وأم جعفر فى الشرفة أو داخل البيت فإنهما لا يكفان عن الصياح والشجار لأتفه الأسباب وأبسطتها. فالرجل أحيل إلى التقاعد ولا يغادر الدار إلا لماماً لقبض معاشه الشهرى.وحتى إذا ما تدلت السلة من الشرفة إلى أحد البائعين الجائلين أو غيره، نشب الخلاف مع البائع كأمر ضرورى وإذا دخلا من الشرفة تشاجرا سوياً لأن أحدهما لم يساوم البائع كما يجب.أيقنت مع طول جوارنا لأبى وأم جعفر أن كلاهما وبالاً لا يصلح إلا لرفقة الآخر.. ورغم الإزعاج الذى يسببانه كوننا الأقرب إليهم إلا أننا ألفنا ذلك لم نعد نأبه به سواء مع الباعة أو غيرهم.فى صباح إحدى الأيام .. نزلت إلى الشارع ألقى بتحية إلى جار وأتلقاها من آخر، وهناك معركة حامية الوطيس بين أبى وأم جعفر من ناحية وأحد الباعة وقد فاض به الكيل يرجوهما سحب حبل السلة دون شراء وإنهاء الأمر.قرب غروب الشمس عدت من عملى وإذا بالشارع قد أغلق تماماً، ونفير عربات المطافى والإسعاف يصم الآذان. أمسكت بكتف صبى أسأله عما جرى فكانت الإجابة المتوقعة .."بيت أبوطربوش وقع ...." وأعتصرنى الألم لما حدث لجارى الذى لم ينصت لأى تحذير، وتمنيت ألا يكون حدث لأبى وأم جعفر أى مكروه..وسرعان ما جاء ما قطع حيرتى بين أيدى رجال الإنقاذ .. لقد ماتا تحت الدار المتهاوية.اقتربت أُلقى نظرة أخيرة على جثتيهما فإذا بهما وقد عانق كل منهما صاحبه.. وكأنه يدفع عنه الموت. ......
#أبوطربوش
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762245
الحوار المتمدن
أسامة الحمصانى - بيت أبوطربوش
أسامة الحمصانى : التيه
#الحوار_المتمدن
#أسامة_الحمصانى نهض من نومه يدفع ذلك الهول الذى رأه، وقفت الكلمات والحروف فى حلقه، لا يستطيع حتى الصراخ، لم يرى أشباحاً وأنما الظلام أفزع لديه من وجوه القتلى .. كل ما يتذكر .. أنه رأى هوية .. بطاقة .. لم يكن بها إلا صورة ، بغير اسم، بلا عنوان، لا شيئ سوى الصورة، ربما .. ربما يعرف صاحب الصورة!!! ولا يجد اسمه. بصعوبة شديدة استطاع أن يميز الأشياء حولـــه الستائر داكنة اللون تنسدل، المصباح الخافت الواهن، الأريكة المواجهة لفراشه، الطاولة التى ترك عليها لتوه كتاباً مفتوحاً.. كل ما يراه .. كل ما بداخله صخب .. صرخ مشيراً إلى كل ما حوله .. ما كل هذا؟؟؟ ببطء شديد يسترجع كفاه أمام عيناه، يمعن النظر فيهما يتفحصهما، يد؟ أصابع؟ ما معنى أن يكون لى يد أو أصابع؟ ما معنى هذه العلامات والخطوط بين أصابعى وعلى كفى؟ ألتفت بسرعة إلى باقى الفراش فاصطدم بشيئ لين .. استدار بحذر .. ترى من هذه؟ إمرأة؟ نعم .. نعم .. ماذا؟ كيف؟ أزاح عنها غطاؤها وراح يدفعها مرات لعلها تصدر صوتاً .. أنفاسها منتظمة!! استدارت احاطته بذراعها.. انتفض مذعوراً .. دفعها .. ماذا بها؟ تغط .. تستفزنى .. لا .. لعلنى مخطئ!! ولكن من تكون؟ لمح إطاراً لصورة عروس يحوطها رجلاً بذراعيه مبتهجاً .. جذب الإطار.. قربه للضوء الخافت .. فأزداد إندهاشه .. نعم إنها هى الغارقة فى نومها .. لكن ترى من ذاك السعيد؟؟ أعرفه !! لا شك أعرفه .. أكاد أعرفه .. ملامحه لا تغيب عن ذاكرتى ولكن فقط اسمه .. لطالما كانت الاسماء تغيب عنى .. لا أنه هو .. صاحب الهوية التى رأيتها للتو فى حلمى .. رباه من يكون؟لابد أن أتخلص من هذا الوضع السخيف!!! من يكون صاحب هذا الفراش البارد الذى أتدثر بغطائه .. لم أصبر حتى يظهر نور الصباح سأذهب لحال سبيلى الآن .. ولكن إلى أين؟ لا أعرف أين أنا .. ولا إين أذهب!!لن أنتظر ثانية واحدة فى هذا المكان الغريب!! لن أنتظر ثانية واحدة فى هذا المكان الغريب!!خرج .. صفق الرجل الباب خلفه .. يهبط الدرج ... صوت المؤذن يدعو لفجر جديد . ......
#التيه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762244
#الحوار_المتمدن
#أسامة_الحمصانى نهض من نومه يدفع ذلك الهول الذى رأه، وقفت الكلمات والحروف فى حلقه، لا يستطيع حتى الصراخ، لم يرى أشباحاً وأنما الظلام أفزع لديه من وجوه القتلى .. كل ما يتذكر .. أنه رأى هوية .. بطاقة .. لم يكن بها إلا صورة ، بغير اسم، بلا عنوان، لا شيئ سوى الصورة، ربما .. ربما يعرف صاحب الصورة!!! ولا يجد اسمه. بصعوبة شديدة استطاع أن يميز الأشياء حولـــه الستائر داكنة اللون تنسدل، المصباح الخافت الواهن، الأريكة المواجهة لفراشه، الطاولة التى ترك عليها لتوه كتاباً مفتوحاً.. كل ما يراه .. كل ما بداخله صخب .. صرخ مشيراً إلى كل ما حوله .. ما كل هذا؟؟؟ ببطء شديد يسترجع كفاه أمام عيناه، يمعن النظر فيهما يتفحصهما، يد؟ أصابع؟ ما معنى أن يكون لى يد أو أصابع؟ ما معنى هذه العلامات والخطوط بين أصابعى وعلى كفى؟ ألتفت بسرعة إلى باقى الفراش فاصطدم بشيئ لين .. استدار بحذر .. ترى من هذه؟ إمرأة؟ نعم .. نعم .. ماذا؟ كيف؟ أزاح عنها غطاؤها وراح يدفعها مرات لعلها تصدر صوتاً .. أنفاسها منتظمة!! استدارت احاطته بذراعها.. انتفض مذعوراً .. دفعها .. ماذا بها؟ تغط .. تستفزنى .. لا .. لعلنى مخطئ!! ولكن من تكون؟ لمح إطاراً لصورة عروس يحوطها رجلاً بذراعيه مبتهجاً .. جذب الإطار.. قربه للضوء الخافت .. فأزداد إندهاشه .. نعم إنها هى الغارقة فى نومها .. لكن ترى من ذاك السعيد؟؟ أعرفه !! لا شك أعرفه .. أكاد أعرفه .. ملامحه لا تغيب عن ذاكرتى ولكن فقط اسمه .. لطالما كانت الاسماء تغيب عنى .. لا أنه هو .. صاحب الهوية التى رأيتها للتو فى حلمى .. رباه من يكون؟لابد أن أتخلص من هذا الوضع السخيف!!! من يكون صاحب هذا الفراش البارد الذى أتدثر بغطائه .. لم أصبر حتى يظهر نور الصباح سأذهب لحال سبيلى الآن .. ولكن إلى أين؟ لا أعرف أين أنا .. ولا إين أذهب!!لن أنتظر ثانية واحدة فى هذا المكان الغريب!! لن أنتظر ثانية واحدة فى هذا المكان الغريب!!خرج .. صفق الرجل الباب خلفه .. يهبط الدرج ... صوت المؤذن يدعو لفجر جديد . ......
#التيه
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762244
الحوار المتمدن
أسامة الحمصانى - التيه
أسامة الحمصانى : أم أحمد
#الحوار_المتمدن
#أسامة_الحمصانى فوق قفص من أغصان النخيل، راحت العجوز "أم أحمد" تصف بضاعتها الطازجة من الأوراق الخضراء بدءاً من الفجل وإنتهاءاً بالكرات. وبين دقيقة وأخرى تملأ كفها المعروق بالماء البارد تنثره على الخضروات. وعلى غير عادة الباعة كانت أم أحمد لا تروج بضاعتها بالنداء ولم أذكر مرة أن بارت تجارتها البسيطة.. ساكنة .. هادئة .. تستوطن قبضتها أسفل خدها دائما بنيان صخرى من القوة والتحمل .. منذ أن وطأت المدينة منذ سنوات بعيدة لم تعد تحسبها .. بعد أن وقع إختيار أبا أحمد عليه وتزوج منها .. جاءت تشاركه همومه ونصبه والسعى وراء رزق ضئيل .. أحست لحياتها طعماً عندما تحرك فى أحشائها ما خبأت من بذار الحياة .. وضعت حملها فكان أحمد .. تعجب الناس من ظروف مولده ولكنها إرادة الله .. اختلط بكاؤه بنحيب أمه لموت أبيه .. جاءوا به قبيل الغروب .. والموت لا يجيب أسئلة مثل كيف؟ لماذا؟ أين؟ استسلمت أم أحمد للأمر .. كان من السهل عليها أن تشد الرحال إلى قريتها عائدة بوليدها بين أحضانها .. ولا أعرف الأسباب التى دعتها للبقاء .. ولكن بعد أيام قلائل كان قفصها الشهير بما عليه .. لم تتغير جلستها حتى الآن.!!بدأ أحمد حساب أيام السنة الأولى فى العشر الثالثة من عمره .. مع إكتواء قلبه بنيران الحب .. وتأجج المشاعر .. لا يطيق البعد عن جوار أمه حتى لا يفارق معشوقته .. ويعلم تماماً أنها لا تبادله حباً أو حتى تشعر به، كيف ذلك وليس به أى مزية ناهيك عن دمامته.لم يجد بداً من مفاتحة أمه فى الأمر.. فلم تكترث .. فهما يحصلان على قوتهما بالكاد، وهو لا يواظب على عمل استجدته أمه من الأسطى على النجار..متى علم أحمد أن أحد شباب الحى قد تقدم لفتاته .. حتى جن جنونه وأقسم ليقتلنها أو ليقتل نفسه .. وحاول مراراً أن يجد مخرجا للكارثة مع أمه ولم تبال العجوز .. كانت مقتنعة تماماً بمقولة رحم الله إمرئٍ عرف قدر نفسه .. فقد أحمد الأمل فى أن يأتى حلاً عن طريق أمه .. سهر الليل كله .. فى الصباح .. أيقن أن الحياة لا معنى لها .. وأتفه من أن يبقى فيها .. سكب على رأسه كثيرا من الوقود .. أشعل عود الثقاب .. ثم ندم ندماً شديداً بعد أن لفته النار بثوبها .. ما من تراجع الآن .. صرخ .. جرى .. لم يجد منقذا بالبيت .. نزل للشارع يستجير بالناس .. ولكن من يقدم على كرة من النار تجرى فى كل مكان .. أخيرا وجد جسوراً يطرحه أرضا يلفه بما يطفئ النار.. ثلاث ليال من الجحيم بعدها أسلم أحمد الروح ... أقبلت على أم أحمد معزياً .. مازالت فى تقاسيم وجهها القوة .. الآن عبراتها تنعى فقيدين .. أعاد فراق أحمد ما أختزنته من حزن على حبيب قديم سنوات طويلة هى عمر أحمد .. ترتعش شفتيها المنقوشة بوشم أخضر داكن بفعل زمن أعمل فرشاته بقسوة .. بعد حداد وجيز .. عادت أم أحمد بقفصها تجلس خلفه تندى أوراقها الخضراء .. شامخة جلدة ..ذات صباح وجدت القفص فى مكانه دون صاحبته لن تعود .. فقد ذهبت فى ليلتهاالماضية إلى معشوقيها...! ......
#أحمد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762243
#الحوار_المتمدن
#أسامة_الحمصانى فوق قفص من أغصان النخيل، راحت العجوز "أم أحمد" تصف بضاعتها الطازجة من الأوراق الخضراء بدءاً من الفجل وإنتهاءاً بالكرات. وبين دقيقة وأخرى تملأ كفها المعروق بالماء البارد تنثره على الخضروات. وعلى غير عادة الباعة كانت أم أحمد لا تروج بضاعتها بالنداء ولم أذكر مرة أن بارت تجارتها البسيطة.. ساكنة .. هادئة .. تستوطن قبضتها أسفل خدها دائما بنيان صخرى من القوة والتحمل .. منذ أن وطأت المدينة منذ سنوات بعيدة لم تعد تحسبها .. بعد أن وقع إختيار أبا أحمد عليه وتزوج منها .. جاءت تشاركه همومه ونصبه والسعى وراء رزق ضئيل .. أحست لحياتها طعماً عندما تحرك فى أحشائها ما خبأت من بذار الحياة .. وضعت حملها فكان أحمد .. تعجب الناس من ظروف مولده ولكنها إرادة الله .. اختلط بكاؤه بنحيب أمه لموت أبيه .. جاءوا به قبيل الغروب .. والموت لا يجيب أسئلة مثل كيف؟ لماذا؟ أين؟ استسلمت أم أحمد للأمر .. كان من السهل عليها أن تشد الرحال إلى قريتها عائدة بوليدها بين أحضانها .. ولا أعرف الأسباب التى دعتها للبقاء .. ولكن بعد أيام قلائل كان قفصها الشهير بما عليه .. لم تتغير جلستها حتى الآن.!!بدأ أحمد حساب أيام السنة الأولى فى العشر الثالثة من عمره .. مع إكتواء قلبه بنيران الحب .. وتأجج المشاعر .. لا يطيق البعد عن جوار أمه حتى لا يفارق معشوقته .. ويعلم تماماً أنها لا تبادله حباً أو حتى تشعر به، كيف ذلك وليس به أى مزية ناهيك عن دمامته.لم يجد بداً من مفاتحة أمه فى الأمر.. فلم تكترث .. فهما يحصلان على قوتهما بالكاد، وهو لا يواظب على عمل استجدته أمه من الأسطى على النجار..متى علم أحمد أن أحد شباب الحى قد تقدم لفتاته .. حتى جن جنونه وأقسم ليقتلنها أو ليقتل نفسه .. وحاول مراراً أن يجد مخرجا للكارثة مع أمه ولم تبال العجوز .. كانت مقتنعة تماماً بمقولة رحم الله إمرئٍ عرف قدر نفسه .. فقد أحمد الأمل فى أن يأتى حلاً عن طريق أمه .. سهر الليل كله .. فى الصباح .. أيقن أن الحياة لا معنى لها .. وأتفه من أن يبقى فيها .. سكب على رأسه كثيرا من الوقود .. أشعل عود الثقاب .. ثم ندم ندماً شديداً بعد أن لفته النار بثوبها .. ما من تراجع الآن .. صرخ .. جرى .. لم يجد منقذا بالبيت .. نزل للشارع يستجير بالناس .. ولكن من يقدم على كرة من النار تجرى فى كل مكان .. أخيرا وجد جسوراً يطرحه أرضا يلفه بما يطفئ النار.. ثلاث ليال من الجحيم بعدها أسلم أحمد الروح ... أقبلت على أم أحمد معزياً .. مازالت فى تقاسيم وجهها القوة .. الآن عبراتها تنعى فقيدين .. أعاد فراق أحمد ما أختزنته من حزن على حبيب قديم سنوات طويلة هى عمر أحمد .. ترتعش شفتيها المنقوشة بوشم أخضر داكن بفعل زمن أعمل فرشاته بقسوة .. بعد حداد وجيز .. عادت أم أحمد بقفصها تجلس خلفه تندى أوراقها الخضراء .. شامخة جلدة ..ذات صباح وجدت القفص فى مكانه دون صاحبته لن تعود .. فقد ذهبت فى ليلتهاالماضية إلى معشوقيها...! ......
#أحمد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762243
الحوار المتمدن
أسامة الحمصانى - أم أحمد
أسامة الحمصانى : الهيكل
#الحوار_المتمدن
#أسامة_الحمصانى بعد طول بحث تأكدت أننى لن أجد مرادى إلا فى المعارض المواجهة لمستشفى قصر العينى، هناك كافة المستلزمات اللازمة لطلاب الطب والأطباء. عندما سألنى البائع عما أريد .. لم أعرف الإجابة .. فجميع رواد مثل هذه الأماكن يعرفون ماذا يريدون إلا أنا .. حتى أننى لا أعرف الإسم العلمى لما أريد .. هيكل عظمى .. أنا أريد هيكل عظمى .. هل هذا غريباً بعض الشيئ؟ .. من المعلوم أن الإنسان يخاف ما يجهل.. وأنا أجهل الموت وأخافه .. وعندما سألت قالوا .. إن خفت .. واجه ما تخاف .. مرة واحدة .. يذهب خوفك بلا رجعة .. أشك فى ذلك!! ولكن لنجرب ..عدت للبيت .. أغرى شكل الحقيبة زوجتى وتوقعت هدية عظيمة .. تجهمت حتى لا تبقى آمالها كثيرا .. تبعتنى لحجرتى، وانتظرت أن أنبس بكلمة بخصوص الهدية المنتظرة ولكنها وجدت تجاهلى فى المقابل .. زادها ذلك فضولاً .. فلم تجد بداً من السؤال المباشر..- الشنطة ده فيها ايه؟وجاءت إجابتى بهدوء وبساطة لعلها تكون بردا وسلاماً .. ولكنها صرخت مذعورة وانطلقت نحو باب الحجرة فلحقت بها حتى لا تفزع الأطفال، ولكنها أقسمت بأغلظ الأيمان ألا تبيت ليلة واحدة إن بقيت هذه الحقيبة..!! حاولت اقناعها دون جدوى، واخرجت قطعة من الحقيبة لأوضح لها أنه من البلاستيك .. لا فائدة .. وتلقيت منها كل ما يصفنى بالبله والعته إلى آخره.فكرت وأنا أهبط السلم حاملاً الحقيبة .. أن منزل أمى هو الملاذ الآمن وخير مكان أخبئ فيه سرى العظيم، وعزمت على ألا أخبرها عما بالحقيبة من مصيبة وحذرتها وأنا أضعها فوق دولابها العتيق أن يعبث بها أحد وقبلت يدها وانصرفت مسرعا داعياً أن يتبدد ما رأيت على وجهها من ريبة وقلق وراجياً ألا يسوقها سوء ظنها بى وبالأمر فى النهاية إلى فتح الحقيبة. قرب منتصف الليل دق الهاتف وعلى الجانب الآخر .. وبعد أن فتحت أمى الحقيبة .. فاصلاً من السباب وتذكرنى بكل ما هو قديم من مصائب مشابهة .. بصعوبة وعدتها أن أكون أمامها مع أول ضوء لأخلصها من هذه "البلوة" كما وصفتها ..عجزت عن إيجاد مكان آمن لحقيبتى وما بها مع رغبة عنيدة للإحتفاظ بها .. وفجأة .. تذكرت أن منزلى خالٍ من زوجتى وأطفالى .. قفزت فرحاً .. أخيراً نلت مرادى ولن أخسر ما دفعته فى هذه الحقيبة.ما هى إلا دقائق حتى كنت أخلى الفراش فى غرفة نومى، أفتح الحقيبة أفرغ محتوياتها وأعمل فى تركيب أجزاء الهيكل متبعاً ارشادات الدليل المرفق. الرأس، العمود الفقرى، القفص الصدرى والأطراف هاهو قد اكتمل، يتمدد فى فراشى كما هو فى الـ .... يا إلهى .. رحت أتأمله من كل الجوانب والزوايا .. حتى لو كان مصنوعاً من الماس .. فقد سرت فى نفسى قشعريرة جعلتنى أفزع أن يغلق علينا باب الحجرة، رحت افتح الباب والنافذة على مصراعيها لعلى أهرب من الفزع.فتحت الحقيبة أضع فيها أجزاء الهيكل دون ترتيب أو تنظيم ملقياً فوقها كتاب الارشادات.هبطت السلم مسرعاً .. استقبلنى البائع بابتسامته من جديد .. وأنا مازلت ألهث وضعته أمامه وعدت أدراجى دون أن أنطق ببنت شفة. ......
#الهيكل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762242
#الحوار_المتمدن
#أسامة_الحمصانى بعد طول بحث تأكدت أننى لن أجد مرادى إلا فى المعارض المواجهة لمستشفى قصر العينى، هناك كافة المستلزمات اللازمة لطلاب الطب والأطباء. عندما سألنى البائع عما أريد .. لم أعرف الإجابة .. فجميع رواد مثل هذه الأماكن يعرفون ماذا يريدون إلا أنا .. حتى أننى لا أعرف الإسم العلمى لما أريد .. هيكل عظمى .. أنا أريد هيكل عظمى .. هل هذا غريباً بعض الشيئ؟ .. من المعلوم أن الإنسان يخاف ما يجهل.. وأنا أجهل الموت وأخافه .. وعندما سألت قالوا .. إن خفت .. واجه ما تخاف .. مرة واحدة .. يذهب خوفك بلا رجعة .. أشك فى ذلك!! ولكن لنجرب ..عدت للبيت .. أغرى شكل الحقيبة زوجتى وتوقعت هدية عظيمة .. تجهمت حتى لا تبقى آمالها كثيرا .. تبعتنى لحجرتى، وانتظرت أن أنبس بكلمة بخصوص الهدية المنتظرة ولكنها وجدت تجاهلى فى المقابل .. زادها ذلك فضولاً .. فلم تجد بداً من السؤال المباشر..- الشنطة ده فيها ايه؟وجاءت إجابتى بهدوء وبساطة لعلها تكون بردا وسلاماً .. ولكنها صرخت مذعورة وانطلقت نحو باب الحجرة فلحقت بها حتى لا تفزع الأطفال، ولكنها أقسمت بأغلظ الأيمان ألا تبيت ليلة واحدة إن بقيت هذه الحقيبة..!! حاولت اقناعها دون جدوى، واخرجت قطعة من الحقيبة لأوضح لها أنه من البلاستيك .. لا فائدة .. وتلقيت منها كل ما يصفنى بالبله والعته إلى آخره.فكرت وأنا أهبط السلم حاملاً الحقيبة .. أن منزل أمى هو الملاذ الآمن وخير مكان أخبئ فيه سرى العظيم، وعزمت على ألا أخبرها عما بالحقيبة من مصيبة وحذرتها وأنا أضعها فوق دولابها العتيق أن يعبث بها أحد وقبلت يدها وانصرفت مسرعا داعياً أن يتبدد ما رأيت على وجهها من ريبة وقلق وراجياً ألا يسوقها سوء ظنها بى وبالأمر فى النهاية إلى فتح الحقيبة. قرب منتصف الليل دق الهاتف وعلى الجانب الآخر .. وبعد أن فتحت أمى الحقيبة .. فاصلاً من السباب وتذكرنى بكل ما هو قديم من مصائب مشابهة .. بصعوبة وعدتها أن أكون أمامها مع أول ضوء لأخلصها من هذه "البلوة" كما وصفتها ..عجزت عن إيجاد مكان آمن لحقيبتى وما بها مع رغبة عنيدة للإحتفاظ بها .. وفجأة .. تذكرت أن منزلى خالٍ من زوجتى وأطفالى .. قفزت فرحاً .. أخيراً نلت مرادى ولن أخسر ما دفعته فى هذه الحقيبة.ما هى إلا دقائق حتى كنت أخلى الفراش فى غرفة نومى، أفتح الحقيبة أفرغ محتوياتها وأعمل فى تركيب أجزاء الهيكل متبعاً ارشادات الدليل المرفق. الرأس، العمود الفقرى، القفص الصدرى والأطراف هاهو قد اكتمل، يتمدد فى فراشى كما هو فى الـ .... يا إلهى .. رحت أتأمله من كل الجوانب والزوايا .. حتى لو كان مصنوعاً من الماس .. فقد سرت فى نفسى قشعريرة جعلتنى أفزع أن يغلق علينا باب الحجرة، رحت افتح الباب والنافذة على مصراعيها لعلى أهرب من الفزع.فتحت الحقيبة أضع فيها أجزاء الهيكل دون ترتيب أو تنظيم ملقياً فوقها كتاب الارشادات.هبطت السلم مسرعاً .. استقبلنى البائع بابتسامته من جديد .. وأنا مازلت ألهث وضعته أمامه وعدت أدراجى دون أن أنطق ببنت شفة. ......
#الهيكل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762242
الحوار المتمدن
أسامة الحمصانى - الهيكل