الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعود سالم : مقابلة صحفية مع الله - الحلقة الثامنة
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم &#1640وهنا انقطع الخط فجأة ورفعت رأسي متوقفا عن الكتابة، عندما دخل صاحب المقهى حاملا كرسيه الخشبي وهو يشتم ويلعن عباد الله وينفض ملابسه من الغبار الذي سببه، على ما يبدو مرور السيارات المسرعة والذي تزايد بطريقة ملحوظة في هذا الوقت. وقال وهو يضع كرسيه في مكان غير بعيد: حيوانات، حيوانات، وظل يردد ذلك حتى رفعت رأسي مرة ثانية ونظرت إليه متسائلا، فقال وهو ينظر إلى الخارج مشيرا بيده إلى الشارع : والله الحيوانات أحسن. فقلت له محاولا تهدئة الأمر: يا راجل، مساكين هذه الحيوانات، إنهم حقا يسوقون بسرعة هذه الآلات المزعجة، ولكنهم ليسوا مسؤولين عن الغبار والطرق الغير معبدة، وواصل متظاهرا بأنه لم يسمعني : حيوانات.. همج .. حمير. فواصلت مؤكدا على فكرتي : خلليك منهم يا راجل، شوفلك مصلحة الطرق أو رئيس البلدية أو أي مسؤول آخر. فهز رأسه عدة مرات وهو يقول بمرارة: خرّف، خرّف يا صاحبي، والله لو تأتي لهم بأحسن مدير شركة في العالم فإنه لن يستطيع تنظيم هذا القطيع. فقلت له معاندا: دعك من الغضب على هؤلاء المساكين وانظر إلى الجوانب الحسنة لهذا القطيع حسب قولك، أنظر إلى القطعان الحقيقية التي تحترم تحديد السرعة والإشارات الضوئية وتتوقف في الطابور كما يجب، أما هؤلاء المساكين فإنهم ليسوا قطيعا ويتمتعون بحرية إيجابية ولا يطيعون الأوامر ويرفضون أن يكونوا قطيعا. فنهض من كرسيه واقترب من طاولتي وهو يردد: أووه يا صديقي، إنني لست ذكيا إلى هذا الحد، ليس لدرجة أن أقتنع بأن الذين وصلوا للقمر وصنعوا الطائرات ومركبات الفضاء متخلفون لأنهم يحترمون الإشارات الضوئية وتحديد السرعة واحترام بعضهم البعض. فقلت له محاولا تهدئة الوضع : لا لا لم أقل ذلك، لم أقل أنهم متخلفون، إنني فقط أؤكد أنهم قطيع، قطيع حقيقي، يطيعون الأوامر ولا يخرجون عن الطريق المرسومة من قبل رئيس القطيع. فقال وهو يضحك: ما تلخبطنيش يا صاحبي، إذا كانوا هم يتصرفون كقطيع فماذا نكون نحن إذا؟ قطيع لا يعرف قوانين القطعان؟ يبدو أنك فكرت في هذا الموضوع أما أنا فإنني أرى هؤلاء البشر وأعرفهم واحدا واحدا وأراقب تصرفاتهم وأعمالهم منذ سنوات إنهم حيوانات، حيوانات ولا يمكن أن يتطوروا حتى بمعجزة. فقلت له محاولا أن أفهم ما يعنيه بالمعجزة: هذا كلام متشائم للغاية، لا يجب أن نفقد الأمل في الإنسان، فوراء هذه القشور المهترئة وهذه الملابس المغبرة سيظهر في يوم ما القلب الحقيقي المشع ضياء والمتألق بالحب والأمل الإنساني، وكعاصفة سيقلبون الدنيا رأسا على عقب، وسترى قيمة الإنسان الحقيقية في ذلك الوقت. فبدت على وجهه علامات الحيرة للحظة تم تمالك نفسه وقال وهو يتكئ بكلتا يديه على الطاولة متحاشيا أن تلمس يداه الكراسة المفتوحة : لا أعرف ما تقصده بالضبط، ولكنني لا أفهم، أنت إنسان متعلم، تكتب أو تقرأ وتشرب الشاي، بدلا من أن تجلس في هذه القرية الملعونة التي يسكنها قطيع من الغنم الأجرب وتتحدث مع جاهل مثلي، لماذا لا تذهب إلى المدينة، هناك حيث الطرق المعبدة والأضواء والنساء والويسكي و.. فقاطعته: إنه العمل، العمل يا صديقي من أجل خبز العيال، بكل بساطة أتيت إلى هنا للشغل. وبقي صامتا للحظات وكأنه ينتظرا المزيد من التفاصيل، فواصلت : إنني أحاول كتابة مقال للجريدة التي أشتغل بها والتي تعاني من أزمة مادية كبيرة ومهددة بالتوقف عن الصدور إذا لم نتمكن من زيادة عدد القراء. فقال وهو يجذب كرسيه ويجلس قبالتي مأكدا رغبته في مواصلة الحديث: صحفي، أنت صحفي، كما ترى لا توجد جرائد هنا، ولا أي شئ آخر يمكن قرائته، القليل يقرأ الجرائد هنا، ليس لأنه لا توجد جرائد تهتم بنا ولكن لأنه حتى في ......
#مقابلة
#صحفية
#الله
#الحلقة
#الثامنة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760421
سعود سالم : مقابلة صحفية مع الله - الحلقة التاسعة
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم &#1641بقيت فترة ليس بالقصيرة محاولا التركيز على السؤال التالي، غيرأنني لم أجد هذا السؤال وذهني كان مشوشا بعض الشئ بالإضافة إلى إزدياد عدد زبائن المقهى وحديثهم الذي بدأ يعلو في بعض الأحيان رغم أن المقهى ما يزال هادئا نسبيا، وأخذت القلم وبدأت الكتابة مرة أخرى:- هذه عينة مما يمكن أن يحدث في مجتمع يخلو من العقل، أن يستعين الإنسان بما لا يراه ضد كائن لا وجود له لكي يهرب من نفسه، مجرد فكرة محاورة الله تجعله يرتعش من الرعب ويقفز إلى السماء خوفا، فما مصدر هذا الرعب الميتافيزيقي؟- إن ظاهرة الإيمان تبدو قريبة ومجاورة من تجربة الإنفعال عند البشر. فالإنسان كي يهرب من موقف صعب الإحتمال مثل جريمة قتل أو مشاهد تعذيب وتشويه جسد إنسان أو حيوان وأحيانا مجرد مشاهدة الدماء، يغيب الإنسان عن وعيه ويسقط في غيبوبة للحظات قد تطول أو تقصر حسب حساسية هذا الشخص وحسب عنف المشهد ودرجة وحشيته، أي أن الإنسان يقطع إتصاله بالأشياء ويلغي وجود العالم الخارجي لينقذ نفسه من إحتمال ما لا يحتمل. والمؤمن يتصرف بنفس الطريقة عندما يواجهه موقف لا يستطيع إحتماله، أي عندما نضع ما يؤمن به ومعتقداته ومقدساته أمام مجهر العقل للنظر إليها وتمعنها والبحث في أصولها وتحليلها، فإنه في هذه الحالة يقفل باب العقل بعنف ويسقط في غيبوبة عقلية، غيبوبة عقلية هذه المرة وليس غيبوبة الإدراك ويرفض رفضا قاطعا أن يستعمل عقله للتفكير، وهذا ما يجعل البعض منهم يذهب إلى درجة عظيمة ومرعبة من العنف، ليس لكي يثبتوا للآخرين حقيقة ما وإنما لكي يثبتوا لأنفسهم بأنهم على حق وأنهم لم يخطئوا الطريق وأن معتقداتهم هي الحقيقة التي لا يدخلها أي شك. أحيانا يبدو لهم وكأن الكلمات مسكونة بمخلوقات بالغة القوة أو بأشباح وعفاريت قادرة على سحقهم لمجرد سماعهم لهذه الكلمات، فيقفلون آذانهم ويتعوذون بالله من الشيطان الرجيم. الحقيقة أنهم يخافون من أن تسقط فجأة كل معتقداتهم وتنكسر إلى ألف قطعة وتحترق كل أصنامهم وتصبح رمادا. صاحبك هذا والذي ما يزال يردد تعويدته، مجرد التفكير بأن يكون الله متواجدا في قهوته وجودا يسمح له بالتحدث معه يخيفه إلى درجة الموت ويبعث في قلبه رعبا كونيا لا يستطيع فهم مصدره. رغم أنه يتقبل أن ما يقرأه في بعض الكتب هو كلام الله وان هذا الكلام قد نقله بعض البشر مثله من لحم ودم رغم أنه يضفي عليهم نوعا من القدسية المسطحة والمفتعلة وذلك لعلمه بأنهم كانوا بشرا عاديين يأكلون ويشربون وينكحون مثلهم مثل بقية البشر في عصرهم البعيد. في الحقيقة هؤلاء الناس لا يعرفون الله ولا يخافونه لأنهم لم يروه ولم يسمعوه في حياتهم، إنهم فقط يصدقون إشاعة قديمة تحولت مع مرور الوقت إلى حقيقة. - هل معنى ذلك أنه يمكن فهم الدين أو الظاهرة الدينية بواسطة أداة التحليل السيكولوجي؟- الدين هو ظاهرة إجتماعية لها مؤسساتها ومعابدها وبيروقراطيتها وكهانها مثلها مثل أي شركة أو مؤسسة خاصة أو حكومية ويمكن دراستها إجتماعيا وإقتصاديا وسياسيا وتاريخيا ولكن لا دخل للسيكولوجيا في هذا الأمر، أما الإيمان فهو ظاهرة فردية ولا تخص أحد غيره ولا يمكن معرفتها إلا ببعض الظواهر الخارجية والتي غالبا ما يصعب التحقق من صدقها. وهذه الظاهرة الفردية يمكن دراسة بعض جوانبها من الناحية النفسية، حيث أن الإيمان كظاهرة نفسية تقع كما سبق القول في نفس الحيز الوجودي الذي تتواجد فيه ظاهرة الإنفعال. فالإيمان إذا ظاهرة لا تتعلق بالدين فقط وإنما بكل ما يمكن أن يسمى بالمنظومات الفكرية عموما، فهناك مؤمنون بدون أديان وأديان بدون مؤمنين.- في الحقيقة، لم يكن غرض هذا اللقاء تحلي ......
#مقابلة
#صحفية
#الله
#الحلقة
#التاسعة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760803
سعود سالم : مقابلة صحفية مع الله - الحلقة العاشرة
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم - في هذه الحالة، هل يمكن معرفة من أنت، بغض النظر عن إشكالية الوجود أو عدمه؟- هويتي مزيج مركب من مئات الصور والمفاهيم التي هي نتاج الفكر البشري طوال فترة زمنية طويلة، نابعة عن تنوع نشاط الإنسان وتنوع بيئته وتاريخه. ففي البدايات الأولى للأديان يبدو أن أول إله هو "آن" أو "آنو" في سجلات أخرى، تكون من زبد البحر وهو السماء العليا أو قبة السماء، غير أنه يبدو ككائن بعيد وقصي ولا يمارس عملا حقيقيا، نوع من القوة الكامنة هناك بعيدا في القبة الزرقاء، تراقب العالم في صمت من وراء بوابة السماء. وتواصل " آنو " بالأرض " كي " وتكون من هذا الإختلاط إله آخر يسمى " إنليل " أو سيد الهواء، والعالم في ذلك الوقت ظلام دامس مطلق وإنليل وجد نفسه حبيسا بين السماء والأرض في ليل أبدي بلا شموع، فكون " نانا " أو "سين " والذي كان يمضي مبحرا في زورقه ليجلب الضياء إلى السموات. "إنليل" هو الملك الحقيقي كما يبدو، حيث استولى على السلطة وانفرد بها، فهو العاصفة والريح والزوبعة " طوفان متدفق يكدر وجوه البشر وإعصار يدمر الحصون" كما ورد حرفيا في بعض التقارير. وهناك إله آخر، يعنينا في هذا المقام أكثر من غيره وهو "إنكي" أو "إيا" إله الحكمة والتأقلم ونفاذ البصيرة، إله المياه الصافية الخالصة، فهو خالق البشر ومهندس الإنسانية والمدبر لأمورها. الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فهناك أيضا "شمش" الإله الذي يعلم تفاصيل كل ما يجري في السماء والأرض، وهو أيضا القاضي الرحيم الذي يلوذ به البشر مستغيثين عند الضرورة وفي أوقات المحن، وهو إله الوحي والنبوءات والرؤى والأحلام، إنه الهادي والمنار الذي يعبر فوق البحار اللانهائية والتي لا يعرف ألهة السماء العظام أغوارها. وهكذا ترى أنه في البداية كانت هويتي مقسمة ومشتتة بين عشرات الذوات المختلفة ولكل منهم مهمته ووظيفته. اليوم لملمت ذواتي في هوية واحدة ولم أعد أعاني من إنفصام الشخصية. ومع ذلك فما زال هناك من يراني كـ"أب" خالق للبشرية يرشد ويحمي ويحاسب ويعاقب أطفاله، ويجب التوجه إليه صباح مساء لدعوته وشكره والإمتنان له. ومنهم من يراني مجرد قوة مطلقة ومجردة، ممتلئة بالعلم والمعرفة والإرادة، خلقت الكون والإنسان. ومنهم من يرى بأنني الطبيعة ذاتها أو الطاقة المطلقة التي تسري في الكون ومصدر الحياة والموت، ومهما كانت ماهيتي المتخيلة وقدرتي الفائقة فهناك حد منطقي لا يتجاوزه هذا الخيال وهو عدم إمكانية أن أخلق إلها آخر يساويني أو يتجاوزني في القوة.أنا كإله أعيش موقفا عبثيا بكل معنى الكلمة، وأمثل العبث ذاته في أقصى قوته الوجودية. إذ أنه رغم كمالي ولا نهائية إمكانياتي وقوتي المطلقة ومعرفتي للماضي والحاضر والمستقبل، إلا أنه لابد لي من الإنسان، أو أي كائن آخر له وعي بوجودي وضرورتي لكي أكون إلها. إشكاليتي الكبرى ومصيبتي الأساسية هي إنني غير كاف لنفسي، وعلي كإله أن أواجه كل هذه التناقضات الناتحة عن هذا الموقف. كيف يمكن للإنسان أن يتصور ذاتا إلهية مثلي دون أن يفقد إنسانيته كوعي مفكر ؟ إن وجودي وكينونتي وهويتي المفترضة غير منطقية حسب معايير الفكر الإنساني. ربما يجب التذكير بالسؤال الطفولي الذي كان يوجهه طلبة المدارس الإعدادية لتعجيز بعضهم البعض: هل يستطيع الله أن يخلق حجرا ضخما وثقيلا لدرجة أنه هو نفسه لا يستطيع أن يرفعه ؟ رجال الدين والمؤمنون لا يتقبلون هذا التساؤل، ويرون أن مجرد السؤال البسيط هل يقدر الله أن يخلق صخرة لا يمكنه حملها هو من باب الإلحاد والكفر بقوة الله. ويبررون ذلك بمنطق أعوج مفاده بأنه إذا كان الله مطلق القدرة فإن أي فرضية تتعارض مع قدرته المطلقة تسقط وتعتبر ......
#مقابلة
#صحفية
#الله
#الحلقة
#العاشرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760999
سعود سالم : مقابلة صحفية مع الله - الحلقة الحاديةَ عَشْرَةَ
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم &#1633-;-&#1633-;-توقفت يدي عن الكتابة وانقطع خط الوعي فجأة وتناهت إلى سمعي بعض الأصوات الخافتة وبعض الظلال ورفعت رأسي عن الكراسة حيث رأيت بعض زبائن المقهى واقفين ليس بعيدا عني يتهامسون بقلق مع صاحب المقهى الجالس على كرسيه دون أن يبدو على وجهه أي تعبير، ولحظتها انفتح باب المقهى ودخل شرطيان الواحد وراء الآخر، نهض صاحب المقهى وحياهم بصوت خافت ورجع جالسا على كرسيه. أتجه الشرطيان نحوي يتبعهم بعض الزبائن من على مسافة، وقال أحدهم وهو يقف أمامي بأدب: أيها السيد .. رئيس المركز يطلب مقابلتك، أرجو أن تأتي معنا إلى مركز الشرطة إذا سمحت. كنت كمن استيقظ من النوم فجأة ولم أستطع سوى أن أتمتم: مركز الشرطة؟ مركز الشرطة لماذا؟ فقال الشرطي الآخر بهدوء مصطنع: لمجرد روتين إداري على ما أعتقد، الرئيس سيخبرك عن السبب بلا شك، نحن هنا فقط ننفذ الأوامر. يبدو أنه لا مجال للنقاش، وأقفل الشرطي الأول الكراسة التي كانت أمامي ووضعها تحت إبطه بكل بساطة وقال بصوت حازم لا مجال لعدم إطاعته : هيا هيا. لقد حدث الأمر بسرعة غريبة لم أستطع معها أن أفكر في مواجهة الموقف، رغم حركاتي الغير منظمة التي تشير إلى الكراسة مطالبا إعادتها لي، فنهضت وتبعتهم بصمت ودون أن تخطر في ذهني فكرة الرفض أو المقاومة. كان الزبائن قد التفوا حول صاحب المقهى في نقاش بدأ يعلو تدريجيا ورفعت يدي أحييهم وسرت وراء الشرطي الأول بينما كان الآخر يسير ورائي وكأنه يخاف أن أهرب. كان بعض المارة وأصحاب الدكاكين ينظرون إلي باستغراب وتشع في عيونهم تلك الرغبة الملحة التي لا يمكن كبتها في معرفة الأخبار التي لا تعنيهم ولا تخصهم، ماذا فعلت يا ترى في هذه الظهيرة المحرقة؟ ومن أنا ؟ وماذا أتيت أفعل في هذا المكان ؟ سرنا في الشوارع المتربة عدة دقائق، حتى وصلنا إلى المركز الذي لم يكن بعيدا وأدخلوني إلى حجرة صغيرة وطلبوا مني الإنتظار ثم أقفلوا الباب وراءهم، دون أن أجد الوقت أو الفرصة للإحتجاج. بقيت للحظات واقفا أنظر إلى الباب المغلق آملا أن يفتح من جديد، ثم أدرت نظري في أنحاء الزنزانة الصغيرة، جدران قديمة مقشرة الطلاء، الذي لا يمكن تحديد لونه ولم تكن هناك أية فتحة أو نافذة، الضوء الوحيد صادر من لمبة صفراء معلقة في وسط السقف بخيوط سوداء مغبرة، والجدران تبدو وكأنها تتأهب للحركة وللإنقضاض علي، وتقترب من بعضها البعض في بطء مشبوه لتحولني في النهاية إلى مكعب صغير كالنرد. الحجرة كانت عارية وخالية من أي أثات، فارغة، فجلست على الأرض وبدأت أفكر في ما يحدث وسألت الله عن كيفية الخروج من هذا المأزق. ليست لدي كراسة ولا أوراق للكتابة، غير أن الجواب كان واضحا وشفافا في وعيي.- ليس هناك معنى خفي لما يحدث، أنت وحدك وليس غيرك المسؤول عن الأحداث التي تخصك. لقد حفرت قبرك بيديك كما يقولون. لماذا أخبرت هذا الرجل بما تكتبه؟ ماذا يفيدك ذلك؟ لماذا جعلت منه "بصاصا" للشرطة وقد كان يقوم بعمله بشرف وبساطة؟ لماذا أدخلته في قصتك وهو لم يطلب منك شيئا؟- لم أكن أتوقع أن يذهب إلى الشرطة ليخبرهم عن حديث دار بيني وبينه في محل عمله، إنه لم يحترم حتى ما يسمى بسر المهنة، لقد كنت زبونا لديه. - هذه مشكلتك، فأنت الذي أدخلته في قصتك وعليك أن تخرجه منها إذا كنت تعتقد أن هذا الأمر لا ضرورة له، فأنت الذي خلقت هذه الشخصية وعليك تدبير أمورك معه.وحل صمت طويل وبقيت جالسا على الأرض واضعا رأسي بين يدي، وأحسست برغبة ملحة في سيجارة وفنجان من القهوة أو كأس من الماء أو البيرة أو الويسكي أو أي شئ سائل يمكن شرابه.- الويسكي مضر بالصحة كما تعرف، بالإضافة إلى أنه يجب الإختيا ......
#مقابلة
#صحفية
#الله
#الحلقة
#الحاديةَ
َشْرَةَ

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761192
سعود سالم : مقابلة صحفية مع الله - الحلقة الثانيةَ عَشْرَةَ
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم الحلقة الثانيةَ عَشْرَةَ12شعرت بالنعاس يدب في أوصالي من شدة الحرارة وشعرت بالرغبة في الإستلقاء على الأرضية الإسمنتية الباردة، لحظة سمعت خطوات ثقيلة في الممر، انفتح بعدها باب الزنزانة وظهر شرطي يتثائب على المدخل يبدو كأنه استيقظ لتوه من قيلولة طويلة وأشار لي بأن أتبعه، وقبل أن أتحرك سألته إن كان بالإمكان أن أذهب لدورة المياه، وضحك ضحكة أوتوماتيكية لم أعرف لا المعنى ولا السبب، ولم يرد على سؤلي، وأدركت فشل المحاولة، ونهضت متثاقلا وسألته إن كا بإمكانه أن ينقذني بسيجارة، ولكنه لم يرد على السؤال، كأنه خمن عملية الإستفزاز، وسرت ورائه في ممر طيل به حجرات عديدة على كلا الجانبين، ويبدو وجود العديد من الناس في هذه الحجرات المغلقة، حيث العديد من الأصوات تتناهى من بعضها. وفي نهاية الممر توقف الشرطي أمام باب مكتب حديث الطلاء وطرق مرتين طرقات خفيفة وفتح الباب ثم تنحى جانبا قائلا لي : تفضل، ودخلت وقفل الباب ورائي.كان الضابط، أو ما أفترضت أنه ضابط، لعدم درايتي بالرتب العسكرية أو بالتراتب الإداري في مثل هذه المؤسسات، كان وراء مكتبه يتصفح كراستي بدون إهتمام واضح، واتجهت نحوه وجلست على الكرسي الوحيد المتواجد أمام المكتب. وقال وهو ما يزال يقرأ آخر صفحة كتبتها في المقهى: تفضل، إجلس. فقلت له: شكرا، يا .. وأشار لي بيده دون أن ينظر إليّ إشارة مفادها أن أسكت أو أنتظر أو كلاهما معا. وتململت في مكاني منزعجا من إشارته وكذلك لأنه يقرأ أوراقي الشخصية دون أن يكون له الحق في ذلك. ونهضت في النهاية غاضبا ووقفت أمامه قائلا بصوت هادئ ولكن بحزم: يا حضرة الضابط، لقد بقيت ساعة أو أكثر في زنزانة لا نوافذ لها بحجة أن رئيس مركز الشرطة يريد مقابلتي أو التحقيق معي في قضية أجهلها. ومددت يدي وأخذت كراستي من يديه بهدوء وبدون عنف، وواصلت : هذه أمور شخصية يا حضرة الضابط ولا يحق لأحد الإطلاع عليها .. إلا بأمر من القضاء. لم يرد ولم يظهر على وجهه أي تعبير، وبقي صامتا ينظر إلى الكراسة في يدي وكأنه يحلم أو يتضاهر بالحلم. فقلت له: الآن ما الذي تريده مني؟ لماذا بعث شرطيين لإحضاري وكأنني أرتكبت جريمة، لقد كنت جالسا في مكان عام يسمى المقهى أشرب قهوتي، فهل هذه جريمة ؟ الآن كان ينظر إلي من وراء نظارته وكأنه يفكر أو يدبر أمرا ما، وفي نهاية الأمر أتكأ بكرسييه إلى الوراء قائلا وكأنه يريد تغيير موضوع الحديث: هل تعرف بأنك تعيش في مجتمع تقليدي، نحترم العرف والعادات التي نقلها لنا آبائنا وأجدادنا ؟ هل تعرف أن الإستخفاف بالدين أوالتعدي على الدين أوإهانة الدين جريمة يعاقب عليها القانون؟ أما التعدي على جلالة الله فعقابها قطع الرأس، ثم واصل بغضب: هل تعرف ذلك، قطع الرأس. فقلت له بوقاحة غير مقصودة: هل رفع الله ضدي قضية ؟ هل أشتكى الله من تصرفاتي أو من آرائى نحوه ؟ ومن أخبرك بأنني تعديت على صاحب الجلالة ؟ وهل كلفك الله للدفاع عنه ؟ وفي نهاية الأمر، هل أنت في خدمة الشعب أم في خدمة صاحب الجلالة ؟ من يدفع راتبك ؟ فنزع نظارته متمتما: أستغفر الله .. أستغفر الله .. أستغفر الله .. أعوذ بالله، ثم قال مشيرا لي بسبابته متوعدا: لا تلعب معي هذه اللعبة، لدي دليل واضح مكتوب بخط يدك. قال ذلك وهو يشير إلى كراستي التي وضعتها في جيبي وجزء منها ما زال بارزا. وواصل مغتاضا : ما علي إلا أن أكتب تقريرا وأرسلك للقاضي. فقلت له: يالا على بركة الله، وتوجهت إلى مدخل المكتب بهدوء، وسمعت صوت صرير كرسيه وهو ينهض ثم يصرخ قائلا : إسمع ، أنت في مركز شرطة، مع رئيس مركز الشرطة، عليك أولا أن تحترم الأوامر، أنا الذي يوجه الأسئلة هنا وأنا الذ ......
#مقابلة
#صحفية
#الله
#الحلقة
#الثانيةَ
َشْرَةَ

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761412
سعود سالم : مقابلة صحفية مع الله - الحلقة الأخيرة
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم وحاولت الدفاع عن نفسي بدون قناعة حقيقية : أيها السيد الضابط المحترم، إنني لم أجدف ولم أجرح أو أهين أي أحد. ألله سميع عليم ومجيب على من يتوجه إليه، ولم أفعل غير ذلك لقد سمعني وأجابني، إن الأمر بيني وبينه فما دخل الشرطة والعدالة في هذا الأمر الشخصي؟ وهنا قال لي بحزم: اسمع، أنا أيضا سألت الله، ونصحني بأن أحسن الحلول هو أن تعود للزنزانة التي تعرفها حتى الغد، وحينها أفكر في الأمر. ثم نادى بأعلى صوته على الشرطي طالبا منه إعادتي إلى الزنزانة الصغيرة بدون فتحات، وقبل أن يدخل الشرطي سألت الضابط لأهدئ الأمر: هذا ليس ممكنا، لا بد أن يوجد حل آخر؟ فقال مفكرا: نعم يوجد حل آخر، مشيرا إلى الكراسة في جيبي، أن تمزق هذه الأوراق وننسى الأمر كله. وترددت للحظات ثم قلت له بحزم : مستحيل، هذا أمر مبدئي، لن أرضخ لمثل هذه المطالب اللاقونية من ناحية، ومن ناحية أخرى حتى لو كانت قانونية فإنني لن أرضخ لها لإنها غير عادلة وغير ديموقراطية. أخرجت الكراسة من جيبي قائلا: إنها مجرد كلمات، حبر على ورق، أنت تعرف أنها مجرد قصة، قصة خيالية وليس لها أية علاقة بالواقع، فلماذا تتدخل الشرطة في هذا الأمر، لماذا لا تتركون الأمر للنقاد ليحكموا إن كانت تستحق القراءة . فقال وهو يفتح درجا في مكتبه: أتريد أن تمزق هذه الأوراق أم لا، هذا هو السؤال الآن. كان الشرطي قد فتح الباب وظل واقفا منتظرا أوامر الظابط . كان مجرد التفكير في العودة إلى الحجرة الضيقة وقضاء ساعات أخرى بدون ضوء الشمس يملأني رعبا، وبقيت واقفا في منتصف المكتب مترددا، غير قادر على إتخاذ أي قرار. كان الضابط ينظر إلي من وراء مكتبه، تبدو على وجهه إمارات الإنتصار كأنه متأكد من القرار الذي سأتخذه. ففتحت الكراسة، ومزقت الصفحات القليلة المكتوبة ووضعتها أمامه على المكتب بغضب بدون أن أستطيع البوح بأي كلمة، فأزاحها جانبا بيده ثم أشار للشرطي أن يخرج وقال : حسنا، إجلس الآن وسنتكلم بهدوء عن سبب إستدعائي لك. وعدت وجلست على الكرسي أمامه وفي قلبي غصة لا سبيل لتحديد طبيعتها، نوع من القلق الغريب الذي لا يمكن تفسيره، وكأنني فقدت شيء ما من كينونتي كإنسان. ثم قال بصوت هاديء : لا يهمني أن تكتب عن الله أو عن الشيطان، فهذه الأمور لها قسم آخر يهتم بها وليست من إختصاصاتنا. وأخرج من وراء مكتبه ملفا سميكا وفتحه وأخرج منه ورقة رسمية مزينة بعدة أختام، ثم واصل وهو يهز الورقة في يده: هذا أمر من وزارة الداخلية بالتحقيق معك، والمطلوب مني كتابة تقرير مفصل عن كل كبيرة وصغيرة لها علاقة بك من بعيد أو من قريب، وكل تحركاتك، ماذا تأكل وماذا تشرب، ماذا تقول ولمن، أين تنام وأين تجلس .. وتعرف بقية القائمة حتى تغادر هذه المدينة. فقلت له وقد شعرت بجسدي كله يرتعش: لقد سخرت مني يا حضرة الضابط. فقال بهدوء: إنني لم أسخر منك، فليس لدي الوقت لذلك، ولكن سذاجتك المفرطة أجبرتني على أن أتصرف بهذه الطريقة، ولكن للحقيقة، الموضوع لا علاقة له بالدين ولا بالتجذيف، مجرد صدفة أن الشرطي أخذ منك الكراسة بطريقة غير قانونية وإلا لما أثرت الموضوع. نحن هنا في مدينة صغيرة وليس لنا إمكانيات كبيرة، كان من المفترض أن أرسل لك شرطيا مدنيا متمرسا ويعرف كيف يعالج هذه الأمور. فقلت له : إذا ليس صاحب القهوة هو الذي أدلكم على سبب ومكان وجودي ؟ فقال وهو يضحك: لا لا لا، السيد يوسف، لالا .. لا علاقة له بالأمر، بالعكس إنه رجل لا يحب الشرطة ورفض التعاون معنا، ولا يحبنا حتى كزبائن في ملابس مدنية، لا يا سيدي، أنا أيضا سميع عليم، ولدي عيون وآذان في كل مكان، نعرف كل خطوة خطوتها منذ وصولك للمدينة ولا حاجة لنا بأصحاب الد ......
#مقابلة
#صحفية
#الله
#الحلقة
#الأخيرة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761666