الحوار المتمدن
3.14K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
أنور النُّعيمي : قرّر أنت، ماذا تكون غدًا
#الحوار_المتمدن
#أنور_النُّعيمي دخل الأستاذ إلى غرفة الصف بابتسامة خفيفة وقلب محزون على هذه الأجيال التي لم تعد تهمّ بمستوى ثقافتها ولا محاولة الفصل في ذاتها بين أن يكون طالبًا متعلمًا داخل المدرسة وبين الولد الذي لم يطوي ركبه على مقاعد التعليم، واستقى من معلمه الأدب النفيس، والمعرفة القيّمة والسلوك العالي...أشار الأستاذ إلى أحد التلاميذ الذي اختطَّ شاربه، وطال عوده، وكبر سنّهُ، وكان اسمه زيد: عزيزي الطالب منذ متى وأنت جالس على هذا المقعد؟منذ ثلاث سنوات يا أستاذ.يسأله الأستاذ بقلب مكلوم: ألم تملَّ منه يا حبيبي؟يجيبه زيد بوجه يعصره الألم وصوت ينحدر منه الأسى: نعم يا أستاذ مللت وفوق ذلك الزملاء  الذين يجتهدون وينجحون يصعدون من الصفوف الأولية إلى مرحلتي يجلسون معي كلهم صغارًا بالنسبة لعمري وحجمي وعقلي، لكنني باقٍ في هذا المقعد أفكِّر في الأصدقاء الذين نجحوا وعبروا مراحل وأنا لا زلت هنا.. لا أعرف ماذا أصنع،أحسُّ بأنهم ينظرون إلي بازدراء كبير، وتجاهل، كأنَّني شخص لا قيمة له..يقاطعه الأستاذ: لكنك لستَ قليل قيمة يا زيد ولست فاشلًا أنت إنسان محترم ومرتب وشاب راكز داخل الصف، أنا لاحظت هذا الشيء منذ بداية العام الدراسيّ، لكنّك يا زيد فقط لم تجرِّب أن تتخذ قرارًا حاسمًا إلى الآن، أنت فقط لا زلت تفكر أنَّ والدك سيأتي إلى إدارة المدرسة ويكلِّم الأساتيذ والمدير؛ لكي يساعدوك، وتنجح، أنت فقط لم تزل ترى نفسك بذات المرآة التي كنت تتململ أمامها وأنت طفل صغير، وأمُّك تعبِّئ جيب بنطالك وحقيبتك المدرسية بما تشتهي نفسك، ثم تقبِّل عينيك، وتخرج إلى الباص الخاص بك.. الآن تغيرتْ الدنيا، الوضع الاقتصاديّ تغيَّر في البلد جميعها وليس في عائلتك فقط، لم يعد بالإمكان أن يوفرَ لك والداك ما يريحك من وسيلة نقل، ولا ملبس فاخر مثلما تريد، وغيرها من المتع الصغيرة التي كنت تستمتع بها في طفولتك.الآن أنت رجل اختطّتْ شارباك، واخشوشن صوتك، وتكاملتْ شخصيَّتك، وتنامتْ أحاسيسك، ومشاعر المسؤولية الرجولية لديك، فعليك أن تكون على قدرها لا تصحو متأخرًا، ولا تتأخر في اتخاذ القرار الذي يعبِّد لك الطريق، ويضيء لك سلَّم المستقبل المتميِّز.وزيد ينظر لأستاذه بعينين يملؤها الحزن الكثيف والشغف الكبير..يكمل الأستاذ: نصيحتي لك أن تكون على قدر المسؤولية التي زرعها الله بك، فأعطاك الإيمان الواثق به، وأعطاك الملامح الإنسانية البديعة، وبثَّ فيك عطر المحبة للوجود والحياة؛ فاستثمر وجودك بالذي يرفع شأنك، ويهندم تشتتك وفوضاك، واستثمر طاقاتك الكبيرة في دراستك أولًا وفي حياتك الاجتماعية والعملية أيضًا؛ لأنَّك لن تكون شيئًا مذكورا ما لم تتعب وتبذل جهدًا لنفسك الآن، الآن..فأنت الذي يشار له بالبنان؛ لأنَّك عمود الأمةِ الفقريِّ، وذراعها المفتول، فأنت بعمر ذلك الصحابي الذي أوعز له النبي محمد _صلى الله عليه وآله وسلم_ قيادة جيش المسلمين في إحدى الحروب.وأنت ذلك الشاب الصغير الذي كان يلبس قميصًا مهترئًا بعض الشيء يسكن غرفة صغيرة في إحدى الدول الغربية، لا يعرفه أحد سوى صديقه الذي يؤمن به ويدعمه حتى في إنجازاته الصغيرة، فقرر هذا الشاب أن يفكر بصوت عالٍ، وأن يترجم أفكاره لإنجازات واقعية كبيرة، فضمَّ العالم كله في كتابه الأزرق فأصبح مليونيرًا، وأصبح أكثر شخصية مشهورة على مستوى العالم..والقصص الواقعية كثيرة جدًّا التي تصور لك النجاحات الباهرة التي اقتلعها أصحابها من بين أنياب السباع، ومن عمق الفشل المريع، ومن بين فكَّي الفقر، والتخلف، والجهل، والتردِّي، لكنَّهم قالوا كلمتهم حين نظروا إلى أعماقهم، وآمن ......
#قرّر
#أنت،
#ماذا
#تكون
#غدًا

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=757861