الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
احمد رباص : فريدريك ينظر إلى الجسد كمركب من الغرائز وكإرادة قوة
#الحوار_المتمدن
#احمد_رباص لنبدأ الفصل الثاني الآخر بالقول إن الجسد مركب من أحياء متراتبة على نحو هرمي. ولكن ما هو تعريف مفهوم الجسد عند نيتشه؟ إنه ليس لا فردا ولا كلا متجانسا. الجسد (الوجود، كل ما هو موجود في واقعنا) هو مركب من الغرائز. هذه الغرائز (أو الدوافع) متعددة؛ فهي قوى في حركة دائمة تدخل في تناقض في ما بينها أو يمكن أن تساعد بعضها البعض.ويبقى الشيء الأساسي الذي يجب اعتباره هو أن نيتشه يعارض بشكل جذري الفلاسفة التقليديين، ويقترب أكثر من هيرقليط الذي عاش قبل سقراط حين يعتبر الجسد مكونا من قوى متعددة (يسميها "غرائز" أو "دوافع" لا هي من مادة ولا هي من روح) وهي في حركة دائمة.لنعد التذكير بما سبق أن قررناه في الحلقات السابقة من أن فلاسفة التقليد (أفلاطون، مثلا) يفضلون الثنائية (الجسد مقابل الروح؛ الحب مقابل الكراهية، إلخ..) والسكونية (كل ما هو ثابت دائم، غير متحرك).هذه الدوافع، هذه الغرائز، التي يتكون منها الجسد، يسميها نيتشه "أحياء". يستخدم مصطلح "حي" للإشارة إلى المظهر غير المستقر و"المتحرك" للغرائز.ولا ينبغي لنا أن ننخدع بذلك المصطلح، فهذه الغرائز ليست من مادة عضوية! الكائنات (أي الأجساد)، سواء كانت بقرة أو حجرا أو بشرا، تتكون من هذه الأحياء.نيتشه يربط هذه الأحياء بـ "الذرات الروحية، لكنها كائنات تنمو، تكافح، تنمو أو تفسد". من "شذرات منشورة بعد وفاته".[Fragments posthumes, XI, 37 [4] (in OPC, XI, trad. M. Haar et M. B. de Launay, Paris, Gallimard, 1982]كيف يمكن للجسد أن يشكل كلاً متماسكا (غير كامل) على الرغم من أنه مركب من الغرائز المتعددة وغير المستقرة بطبيعتها؟ بالنسبة لنيتشه، يتعلق الأمر هنا ب"معجزة المعجزات" [نفس المرجع]. لهذا كان من المتعين الإعجاب بالجسد وليس بالروح أو العقل.إذا كان الجسم يشكل كلا متماسكا، فذلك بسبب وجود تراتبية هرمية بين الأحياء (= الغرائز، الدوافع): بعض الأحياء تتفوق على غيرها وتفرض أوامرها على الأحياء الأخرى التي لا تملك إلا أن تطيع.وهكذا يوجد نظام يحكم أجسادنا، يمكن أن نسميه أرستقراطية الغرائز، حيث يحكم الأقوى الأضعف، وهذه هي الطريقة التي يشكل بها الجسم كلا متماسكا. هذا هو سبب تعريف نيتشه للإنسان على النحو التالي:"الإنسان عبارة عن تعددية من القوى الواقعة في تراتبية"، [نفس المرجع].لعله من المناسب لسياق هذه الحلقة ختمها برؤية نيتشه للجسد كنموذج سياسي، يشخص حلم المجتمع الأرستقراطي. علينا أن ندرك أن نيتشه يستخدم استعارة سياسية لشرح التنظيم الجيد للجسد. تماما مثل المجتمع، يتكون الجسد من قوى متعددة (أناس "أحياء") يواجهون أو يساعدون بعضهم البعض ويخضعون لسيطرة قوى أخرى متفوقة عليهم. فهل يدعو نيتشه إلى نموذج أرستقراطي لتنظيم المجتمعات البشرية؟ الجواب غامض: إذا كان بعض المعلقين مثل لوكاتش بذلوا قصارى جهدهم لوصف نيتشه، لهذا السبب على وجه الخصوص، كمفكر للنموذج النازي ("الأقوياء" (الآريون) يسيطرون على "الضعفاء")، يأتي آخرون مثل Wotling لإعادة الاعتبار لفيلسوف المطرقة.إذا قلنا مع نيتشه إن الأحياء أرواح فالأكيد أننا نكون في مواجهة مفارقات جديدة! كيف ذلك؟ لنتابع إذا أردنا معرفة الجواب.البنية التنظيمية للجسد ليست جامدة لا تتحرك. الغرائز لا تتواصل بطريقة آلية مع بعضها البعض، ولا تلعب الغرائز العليا دورا في توصيل الأوامر ميكانيكيًا إلى الغرائز السفلى. يظهر نيتشه مرة أخرى أكثر دقة في هذا الصدد: تفكيرنا متقلب لأن التراتبية الهرمية لغرائزنا هي نفسها متقلبة. هكذا نلفي، مرة أخرى، أن قابلية التحول هي المهيمنة، حتى ......
#فريدريك
#ينظر
#الجسد
#كمركب
#الغرائز
#وكإرادة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=743857