الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
احمد الحاج : ياعاشق الثلج الترفيهي المؤنس رفقا بضحايا الثلوج الموحشة
#الحوار_المتمدن
#احمد_الحاج عشت وسط الثلوج وفوق القمم الجبلية وعلى سفحها لخمس سنين متتالية وأعلم يقينا ما يعنيه البرد القارس بوجود الثلج الموحش برغم بياضه وانخفاض درجات الحرارة مادون الصفر بكثير وذلك بغياب كل وسائل الراحة والتدفئة والنقل"القديمة منها والحديثة" ذاك أن العيش في منطقة باردة ومثلجة بوجود الطعام والشراب الساخن والسكن الآمن المريح والمكيف، مع سخان الماء ، والانارة ، والنفط والغاز والمرافق الصحية النظيفة ، اضافة الى توفر الغطاء والفراش الجاف الدافئ والملابس الدافئة غير الرطبة شيء ، وبين أن تعيش في خيمة أو في خندق أو مغارة أو كوخ او كهف بغياب كل الوسائل الانسانية الانفة شيء آخر تماما ..في الاجواء الثانية والنائية انت لن تلهو بكرات الثلج وتقضي وقتا ممتعا كما في افلام رأس السنة وليس لديك متسع من الوقت لمثل هذا الترف ، هناك لن تسعد باللعب مع الرجل الثلجي المؤنس ..هناك الثلح الموحش هو من سيلعب بك تماما وقد يقضي عليك او يقطع اطرافك في حال اصابتك بـ لسعة برد حادة !لقد كنا نصحوا أياما لنجد أن البغال - البغل حيوان هجين ثمرة تزاوج فرس مع ذكر حمار- قد ماتت من شدة البرد ليلا، وكان يتوجب علينا ارسال ارقامها الى الخلفيات - لكل بغل جبلي عسكري رقم خاص كرقم السيارة مكتوب أعلى لثته - ، كانت العاصفة الثلجية الهوجاء حين تدهمنا فجأة ومن دون سابق انذار تقطع علينا كل السبل ولأيام عدة من دون طعام ولا شراب ولا وقود ولا اتصال حتى ، من يمرض منا او يصاب بالزحار فعليه ان يصبر ويتصابر مع ترديد الشهادتين بإستمرار حيث لاطبيب يداوي ولا دواء ...كل شيء كان رطبا ويقطر ماءا بما فيها الاغطية والفرش والسقف والجدران والملابس وكأننا نعيش داخل مجمدة ، كنت كرجال الاسكيمو ألبس - نصف كنتور - من الملابس الجوخ الشتوية الثقيلة مع تغطية كامل الرأس والوجه والكفين وما ازال اشعر بالبرد ، ولا ادري كيف كنت اتحرك أو اتنفس يومئذ ، حتى - تراب التيمم -كان رطبا في حال انعدام الماء ، لأن الثلج وبغياب الخشب اللازم لإشعال النيران لن يتحول الى ماء لغرض الغسل أو الوضوء ..ولو سخنت ماء الثلج لغرض الطبخ أو الشرب فتسجد فيه من الشوائب ما يجعلك تنفر منه ...!ذات يوم وبعد ان اجهد شح الماء النظيف كل من كان بمعيتي فقد تطوعت للذهاب منفردا الى مسافة طويلة من قمة الجبل تجاه الوادي لجلب المياه وسط عاصفة ثلجية لاتكاد تتوقف منذ ثلاثة ايام طاوعني خلالها - الكديش وهو ابن انثى الحمير وفحل الخيول - والذي كان يسير امامي بكل ادب ووقار طيلة فترة الذهاب ولم اكن أعلم ماكان يضمره لي في قرارة نفسه بعد ان ضربه في اليوم السابق وبقسوة احد - الادميين الكدش من فاقدي الضمير - ، كنا نشق الطريق المغطى بالثلوج سوية وبصعوبة بالغة وكانت اقدامنا تغوص في الثلج مع كل خطوة الى عمق يعيق حركتنا ويشلها تماما ، ساعتها حاولت تقليد بعض الافلام السينمائية - الثلجية - التي اعشقها وتقمصت شخصية - بطل الفيلم - وصرت اسأل نفسي لماذا تدريبنا كله كان صحراويا من الفه الى يائه حيث الشمس اللاهبة ، والجفاف ، والعطش ، والحر الشديد ، والمسيرات الطويلة الراجلة وسط الاشواك والعاقول والكثبان الرملية ، في حين أن خدمتنا جلها كانت ثلجية جبلية لم نر فيها اثرا للرمال ولا للشمس طويلا ، ولعل هذه واحدة من عيوب المدارس والمناهج العسكرية التي تدرب عناصرها على - نصف مناخ، وربع طبوغرافيا ، وثلث جغرافيا - ويفوتها تدريب طواقمها على كل الاجواء والمناخات وجميع الطبوغرافيات والجغرافيات تحسبا لكل الاحتمالات ..وما ان وصلنا الى النهر شبه المنجمد عند الوادي وبينما كنت اسحب - الكديش - بحبل متدل من رق ......
#ياعاشق
#الثلج
#الترفيهي
#المؤنس
#رفقا
#بضحايا
#الثلوج
#الموحشة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744351