أحمد الخميسي : الــطــرف الآخــر عــنــد تــشــيــخــوف
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي كتب معظم أدباء العالم القصص عما يحدث حين يقع شابان في حب بعضهما البعض، لكن أنطون تشيخوف الوحيد الذي كتب من زاوية أخرى، أي عما يحدث حين لا يحب شابان أحدهما الآخر! كانت لديه موهبة أن يرى الأشياء والظواهر من الناحية المضادة. وهكذا حين عاش ذلك الأديب العظيم كانت الموجة الفكرية والفلسفية والأدبية السائدة تعرية الرأسمالية وشن الهجوم على الأثرياء بصفتهم مصدر الشر كله، بهذه الرؤية كتب مكسيم جوركي، وأرسكين كالدويل، وجورج أوريل، وألدوس هكسلي، وغيرهم. أما تشيخوف فقد التقط الطرف الآخر، الجهة الأخرى، فكتب قصة "البدين والنحيف"، و"موت موظف"،و" المغفلة"، في الأولى يلتقى أصدقاء الطفولة بعد عشرين عاما عند محطة قطار، يتعانقان، يتبادلان الحديث كرفاق مدرسة واحدة، وخلال الحديث يكتشف أحدهما وهو النحيف أن صديقه أصبح موظفا كبيرا في الدولة، فيبدأ النحيف الذي مازال موظفا مغمورا فقيرا في تملق الآخر. يتعجب صديقه الثري من تحول لهجة ولغة صديقه، ويتأسف كثيرا لذلك، ويفترقان. هنا يقول تشيخوف أن المأساة ليست في الأُثرياء أو الأقوياء، أو ليست فقط في ذلك، بل إنها في ضعف الطرف الآخر، وخنوعه، وخوفه. في قصة " موت موظف" يعطس موظف صغير في قفا جنرال جلس أمامه في حفل بالأوبرا، فيعتذر للجنرال الذي يتقبل الاعتذار ويعتبر ان الموضوع انتهى، إلا أن خوف الموظف الصغير يدفعه إلى مواصلة الاعتذار والتأسف وابداء الندم حتى يطرده الجنرال الذي يرى أن الموضوع لا يستحق كل ذلك! مرة أخرى يشير تشيخوف إلى الطرف الآخر، فلم يكن العيب في الجنرال، الذي تقبل العطسة والاعتذار بصفتهما من الأشياء الاعتيادية التي قد تحدث في الحياة، المشكلة أو العيب كان في خوف الموظف، في رعبه، في جبنه، حتى أنه يتجه إلى منزله ويرقد على سريره ويموت! في قصة تشيخوف الثالثة " المغفلة" تطرق خادمة باب حجرة سيدها لتحصل على أجرها الشهري وهو ستون روبلا. يقول لها السيد صاحب البيت إنها حطمت فنجانين ولهذا سيخصم منها ثلاثة روبلات، فتوافق مدهوشة لأنها لم تحطم أي شيء، ثم يضيف أنها لم تتنزه مع الطفل يوم الأحد ولهذا سيخصم من راتبها خمسة روبلات. تتلجج المسكينة وتحاول أن تنفي ما قاله، لكنه يؤكد لها أن كل شيء مسجل عنده. في النهاية يمنحها عشرة روبلات من أصل ستين، فتتسلمها ودموعها في عينيها وتكاد تنصرف، لكن السيد يستوقفها ويسألها : لماذا تقبلين بكل هذا الظلم؟ أنت تعلمين أنني خدعتك، وأنني كاذب؟ لماذا أنت ضعيفة هكذا؟. مجددا يشير تشيخوف بعبقريته التي لا تبارى إلى أن المشكلة لم تكن في صاحب البيت الثري، بل في ضعف الشغالة، وعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها، وقبولها بالظلم البين. فقط أنطون تشيخوف استطاع أن يرى أن المأساة ليست فقط في بطش القوة، ولكن أيضا وبالقدر نفسه في ضعف الحق. ليست المأساة فقط في عنف المستبدين ولكن أيضا في الضعف في مواجهة الطغاة. وستظل هذه النغمة تلمع من حين لآخر في أعمال ذلك الأديب العظيم، لتطرح السؤال بقوة، ليس فقط على المستوى الاجتماعي او السياسي، بل وحتى على المستوى الذاتي لدي كل فرد، فليست المأساة فقط في الظروف المحيطة بنا، بل وفي ضعفنا الشخصي، في أننا لا نستطيع أن نهزم الكسل، ولا نستطيع أن نضع خطة لحياتنا، وغير قادرين على تحقيق أحلامنا وتغيير الواقع. المأساة ليست فقط في الخارج، إنها أيضا في الداخل. في الطرف الآخر. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#الــطــرف
#الآخــر
#عــنــد
#تــشــيــخــوف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762619
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي كتب معظم أدباء العالم القصص عما يحدث حين يقع شابان في حب بعضهما البعض، لكن أنطون تشيخوف الوحيد الذي كتب من زاوية أخرى، أي عما يحدث حين لا يحب شابان أحدهما الآخر! كانت لديه موهبة أن يرى الأشياء والظواهر من الناحية المضادة. وهكذا حين عاش ذلك الأديب العظيم كانت الموجة الفكرية والفلسفية والأدبية السائدة تعرية الرأسمالية وشن الهجوم على الأثرياء بصفتهم مصدر الشر كله، بهذه الرؤية كتب مكسيم جوركي، وأرسكين كالدويل، وجورج أوريل، وألدوس هكسلي، وغيرهم. أما تشيخوف فقد التقط الطرف الآخر، الجهة الأخرى، فكتب قصة "البدين والنحيف"، و"موت موظف"،و" المغفلة"، في الأولى يلتقى أصدقاء الطفولة بعد عشرين عاما عند محطة قطار، يتعانقان، يتبادلان الحديث كرفاق مدرسة واحدة، وخلال الحديث يكتشف أحدهما وهو النحيف أن صديقه أصبح موظفا كبيرا في الدولة، فيبدأ النحيف الذي مازال موظفا مغمورا فقيرا في تملق الآخر. يتعجب صديقه الثري من تحول لهجة ولغة صديقه، ويتأسف كثيرا لذلك، ويفترقان. هنا يقول تشيخوف أن المأساة ليست في الأُثرياء أو الأقوياء، أو ليست فقط في ذلك، بل إنها في ضعف الطرف الآخر، وخنوعه، وخوفه. في قصة " موت موظف" يعطس موظف صغير في قفا جنرال جلس أمامه في حفل بالأوبرا، فيعتذر للجنرال الذي يتقبل الاعتذار ويعتبر ان الموضوع انتهى، إلا أن خوف الموظف الصغير يدفعه إلى مواصلة الاعتذار والتأسف وابداء الندم حتى يطرده الجنرال الذي يرى أن الموضوع لا يستحق كل ذلك! مرة أخرى يشير تشيخوف إلى الطرف الآخر، فلم يكن العيب في الجنرال، الذي تقبل العطسة والاعتذار بصفتهما من الأشياء الاعتيادية التي قد تحدث في الحياة، المشكلة أو العيب كان في خوف الموظف، في رعبه، في جبنه، حتى أنه يتجه إلى منزله ويرقد على سريره ويموت! في قصة تشيخوف الثالثة " المغفلة" تطرق خادمة باب حجرة سيدها لتحصل على أجرها الشهري وهو ستون روبلا. يقول لها السيد صاحب البيت إنها حطمت فنجانين ولهذا سيخصم منها ثلاثة روبلات، فتوافق مدهوشة لأنها لم تحطم أي شيء، ثم يضيف أنها لم تتنزه مع الطفل يوم الأحد ولهذا سيخصم من راتبها خمسة روبلات. تتلجج المسكينة وتحاول أن تنفي ما قاله، لكنه يؤكد لها أن كل شيء مسجل عنده. في النهاية يمنحها عشرة روبلات من أصل ستين، فتتسلمها ودموعها في عينيها وتكاد تنصرف، لكن السيد يستوقفها ويسألها : لماذا تقبلين بكل هذا الظلم؟ أنت تعلمين أنني خدعتك، وأنني كاذب؟ لماذا أنت ضعيفة هكذا؟. مجددا يشير تشيخوف بعبقريته التي لا تبارى إلى أن المشكلة لم تكن في صاحب البيت الثري، بل في ضعف الشغالة، وعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها، وقبولها بالظلم البين. فقط أنطون تشيخوف استطاع أن يرى أن المأساة ليست فقط في بطش القوة، ولكن أيضا وبالقدر نفسه في ضعف الحق. ليست المأساة فقط في عنف المستبدين ولكن أيضا في الضعف في مواجهة الطغاة. وستظل هذه النغمة تلمع من حين لآخر في أعمال ذلك الأديب العظيم، لتطرح السؤال بقوة، ليس فقط على المستوى الاجتماعي او السياسي، بل وحتى على المستوى الذاتي لدي كل فرد، فليست المأساة فقط في الظروف المحيطة بنا، بل وفي ضعفنا الشخصي، في أننا لا نستطيع أن نهزم الكسل، ولا نستطيع أن نضع خطة لحياتنا، وغير قادرين على تحقيق أحلامنا وتغيير الواقع. المأساة ليست فقط في الخارج، إنها أيضا في الداخل. في الطرف الآخر. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#الــطــرف
#الآخــر
#عــنــد
#تــشــيــخــوف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762619
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - الــطــرف الآخــر عــنــد تــشــيــخــوف
أحمد الخميسي : حــجــرة ثـــالـــثـــة داخـــل الــقــلـــب
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي يولد القلب وبه حجرتان، واحدة للأمل، والثانية لأشواق الحياة وأفراحها. ثم يظهر الحزن. يطرق باب القلب ويدخل، ويشرع ببطء واصرار في بناء حجرة أخرى ثالثة، بالألم يشيد منها جدارا، وبالدموع يشيد الجدار الثاني، إلى أن يكتمل بناؤها بنافذة واحدة مفتوحة على حديقة ذكريات تهتز مشاعرها في صمت وسكون. كان أبي أول من سكن تلك الحجرة، ببدنه الضخم، وصوته الجهوري، وعينيه الضاحكتين، مع أنه كان يقول لنا قبل موته بسنوات:" إذا مت ووجدتكم تحزنون وتبكون فسوف أنهض من نعشي وألعنكم. استمتعوا بالحياة، ولا تحزنوا، الحياة مبهجة وجميلة عيشوا افراحها بكل قوة". ثم توفيت أمي، فأفسح الحزن لها مكانا بجوار والدي، وأفرد لها سريرا ووضع بجواره مقعدا ومنضدة صغيرة. ثم فارقنا أخي عبد الملك أحب أخوتي إلي، وصديق مغامرات الطفولة الساذجة، فدخل الحزن مجددا إلى القلب، وأعاد ترتيب الحجرة لتتسع للجميع، وحين ألقيت نظرة عليهم وجدتهم يتبادلون الحديث بحيوية ونشاط ويلوحون بأياديهم يؤكدون شيئا أو آخر. وبمرور الوقت دخل إلى حجرة الأحزان صديقي وأخي أبو بكر يوسف، وأعقبه آخرون، واحدا بعد الآخر، حتى أصبح الذين داخل الحزن أكبر من عدد الذين خارجه، وتقلصت مساحة الأمل، ومساحة الشوق إلى الحياة، وصرت كثير التردد على الحجرة الثالثة أقضى فيها أوقاتا طويلة، وأجدها يوما بعد يوم وقد اتسعت، وارتفعت جدرانها، وصارت رائحة الذكريات فيها أقوى. ومؤخرا توفي أخي فتحي، وكان عندي أقرب إلى منزلة الابن، إذ كنا نذهب للمدرسة الابتدائية، فاتجه في الفسحة بين الحصص إلى الفصل الذي يدرس به، اسأل عنه لأطمئن إلى ان أحدا لم يضربه، وقد بدأ اهتمامه الغريزي بالموسيقا مبكرا، حتى أنه كان وهو في سن السادسة يحبس نفسه في صوان صغير ويغلق الباب عليه ويصيح : هنا القاهرة. تسمعون الآن عبد الحليم حافظ. ويبدأ في الغناء، لنفسه، ثم تجلى ذلك الاهتمام عن موهبة فلحن العديد من الأغنيات، وكتب سيمفونية تسمى غضب النيل، وقمنا معا بوضع عدد من الأوبريتات التي لم تشهد النور منها " أحمد عرابي"، ومسرحية " الجبل"، وغيرها. وانشغل فترة بنشر الوعي الموسيقي في صالون ثقافي قام بتأسيسه، ثم فارقنا، اختفى في لحظة، ودخل ليقيم في حجرة الأحزان، مع والدي وأصدقائي وجدتي خديجة وخالي عبد الرازق، لكني أراه لا يكف هناك عن شرح أهمية مسرح سيد درويش، وضرورة تطوير الأغنية الجماعية، والدور الرائد لمحمد عبد الوهاب، اراه يواصل الحياة في تلك الحجرة، حيث يزداد عطر الذكريات كثافة، ويتقطر الزمن، ويبدو الماضي كأنه الحاضر، ويلوح المستقبل تكرارا للنغمة نفسها، بكل ما فيها من فرح وأسى. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#حــجــرة
#ثـــالـــثـــة
#داخـــل
#الــقــلـــب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763774
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي يولد القلب وبه حجرتان، واحدة للأمل، والثانية لأشواق الحياة وأفراحها. ثم يظهر الحزن. يطرق باب القلب ويدخل، ويشرع ببطء واصرار في بناء حجرة أخرى ثالثة، بالألم يشيد منها جدارا، وبالدموع يشيد الجدار الثاني، إلى أن يكتمل بناؤها بنافذة واحدة مفتوحة على حديقة ذكريات تهتز مشاعرها في صمت وسكون. كان أبي أول من سكن تلك الحجرة، ببدنه الضخم، وصوته الجهوري، وعينيه الضاحكتين، مع أنه كان يقول لنا قبل موته بسنوات:" إذا مت ووجدتكم تحزنون وتبكون فسوف أنهض من نعشي وألعنكم. استمتعوا بالحياة، ولا تحزنوا، الحياة مبهجة وجميلة عيشوا افراحها بكل قوة". ثم توفيت أمي، فأفسح الحزن لها مكانا بجوار والدي، وأفرد لها سريرا ووضع بجواره مقعدا ومنضدة صغيرة. ثم فارقنا أخي عبد الملك أحب أخوتي إلي، وصديق مغامرات الطفولة الساذجة، فدخل الحزن مجددا إلى القلب، وأعاد ترتيب الحجرة لتتسع للجميع، وحين ألقيت نظرة عليهم وجدتهم يتبادلون الحديث بحيوية ونشاط ويلوحون بأياديهم يؤكدون شيئا أو آخر. وبمرور الوقت دخل إلى حجرة الأحزان صديقي وأخي أبو بكر يوسف، وأعقبه آخرون، واحدا بعد الآخر، حتى أصبح الذين داخل الحزن أكبر من عدد الذين خارجه، وتقلصت مساحة الأمل، ومساحة الشوق إلى الحياة، وصرت كثير التردد على الحجرة الثالثة أقضى فيها أوقاتا طويلة، وأجدها يوما بعد يوم وقد اتسعت، وارتفعت جدرانها، وصارت رائحة الذكريات فيها أقوى. ومؤخرا توفي أخي فتحي، وكان عندي أقرب إلى منزلة الابن، إذ كنا نذهب للمدرسة الابتدائية، فاتجه في الفسحة بين الحصص إلى الفصل الذي يدرس به، اسأل عنه لأطمئن إلى ان أحدا لم يضربه، وقد بدأ اهتمامه الغريزي بالموسيقا مبكرا، حتى أنه كان وهو في سن السادسة يحبس نفسه في صوان صغير ويغلق الباب عليه ويصيح : هنا القاهرة. تسمعون الآن عبد الحليم حافظ. ويبدأ في الغناء، لنفسه، ثم تجلى ذلك الاهتمام عن موهبة فلحن العديد من الأغنيات، وكتب سيمفونية تسمى غضب النيل، وقمنا معا بوضع عدد من الأوبريتات التي لم تشهد النور منها " أحمد عرابي"، ومسرحية " الجبل"، وغيرها. وانشغل فترة بنشر الوعي الموسيقي في صالون ثقافي قام بتأسيسه، ثم فارقنا، اختفى في لحظة، ودخل ليقيم في حجرة الأحزان، مع والدي وأصدقائي وجدتي خديجة وخالي عبد الرازق، لكني أراه لا يكف هناك عن شرح أهمية مسرح سيد درويش، وضرورة تطوير الأغنية الجماعية، والدور الرائد لمحمد عبد الوهاب، اراه يواصل الحياة في تلك الحجرة، حيث يزداد عطر الذكريات كثافة، ويتقطر الزمن، ويبدو الماضي كأنه الحاضر، ويلوح المستقبل تكرارا للنغمة نفسها، بكل ما فيها من فرح وأسى. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#حــجــرة
#ثـــالـــثـــة
#داخـــل
#الــقــلـــب
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763774
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - حــجــرة ثـــالـــثـــة داخـــل الــقــلـــب
أحمد الخميسي : دكـتــور عــطــيــة .. مــزيــــل لــلــروائـــع
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي طالما رأينا في تاريخ الفكر والفقه الاسلامي مفكرين يجدون في الرسالات السماوية وحدة التجلي الإلهي ناطقة بكل اللغات وبكل البشر وبالطبيعة، والنماء والزوال. كتب عبد الحميد جودة السحار عن السيد المسيح، وكتب العقاد عن عبقريته، وغير ذلك كثير، ولم يقل لهما أحد لماذا تمتدحون المسيحية. إلا أننا في الوقت ذاته كنا شهودا على شيوخ ومفكرين يجدون أن الدفاع الوحيد عن الاسلام هو الهجوم على الرسالات الأخرى، مثلما تفضل د. عطية الشهير باستنكار اعجاب البعض بموعظة الجبل التي ألقاها السيد المسيح وبلغ به الأمر أن يقول : " بلا السيد المسيح .. بلا السيد المريخ"! وقد حاول عطية التراجع بقوله : " إنني لا أذكر أنني قلت ذلك"! فهل يمكن لهذه العبارة أن تفلت سهوا وتنسى؟ أم أنها تعبير صادق عن فكر وموقف الأستاذ الشهير؟ فهل ينتقص الاعجاب بموعظة الجبل شيئا من عظمة القرآن الكريم؟. لكن القضية أبعد من أن تكون قضية دينية يستهين فيها عطية بمشاعر أخوتنا الأقباط، فهي قضية وحدة وطنية طالما حرصنا على تقديسها وعدم المساس بها. ومثلما أن لدينا في الأسواق مزيلا للروائح، فإن لدينا مزيلا للروائع ! وأقصد بالروائع صفحات الوحدة الوطنية المصرية التي امتدت وتجلت في كل زقاق، وكل قلب، بدءا من العسكرية التي ضمت عبد المنعم رياض وباقي زكي يوسف، ومرورا بالفكر بدءا من لويس عوض ومحمد مندور، وانتهاء بالابداع مع يوسف شاهين وصلاح أبوسيف، ويوسف إدريس ويوسف الشاروني. هذه هي روائع الوحدة الوطنية المصرية التي يحاول د. عطية أن يزيلها فلا يزيد عن أنه " يعطن " الجو ! وإني لأتساءل : ماذا كان سيحدث لو أن مواطنا مسيحيا قال لا قدر الله : " بلا سيدنا محمد .. بلا .. كذا أو كيت". في ثورة يناير 2011 كنت أقف مع أخي اسحق حنا، أهتف ويردد من بعدي : " يا أحمد روح قول لحنا .. بكره بلدنا ح تصبح جنه "، وفي يونيو وقفت مع أخي حسام عند قصر الاتحادية نرفع شعار " ارحل "، وكل محاولة لتجريح الأقباط هي محاولة لتجريح الوحدة الوطنية والنيل من هذه الصخرة التي تحفظ لمصر بطولتها وريادتها وتقدمها إلى الأمام رغم كل الصعاب. لقد فتحت عيني شخصيا على كتب سلامة موسى، هو الذي علمني حب العدالة، وفتحت قلبي على أغنيات فيروز والرحبانية، وعلى ضحكات ماري منيب مع اسماعيل يس، وعلى شعر خليل مطران وحافظ ابراهيم، وحين نتهكم بسخافة على موعظة الجبل أو السيد المسيح فإننا لا نفعل سوى تمكين المتربصين بمصر من مستقبلنا وحاضرنا. ولن يفلح د. عطية مزيل الروائع في إزالة روائع الوحدة الوطنية، ولا تبديد المحبة التي تجعل الأقباط يوزعون إفطار رمضان على أخوتهم في الشوارع، وقد جرب الكثيرون من قبل أن يكونوا " أنبوبة " معبأة بالكراهية لأزالة المحبة فلم يفلحوا. ستبقى مصر أقوى من كل تلك السلع الرخيصة، وأرحب صدرا، وأكثر حنانا على الوطن، وأما أنابيب الكراهية فمصيرها إلى زوال مثل كل السلع الرخيصة. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#دكـتــور
#عــطــيــة
#مــزيــــل
#لــلــروائـــع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763970
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي طالما رأينا في تاريخ الفكر والفقه الاسلامي مفكرين يجدون في الرسالات السماوية وحدة التجلي الإلهي ناطقة بكل اللغات وبكل البشر وبالطبيعة، والنماء والزوال. كتب عبد الحميد جودة السحار عن السيد المسيح، وكتب العقاد عن عبقريته، وغير ذلك كثير، ولم يقل لهما أحد لماذا تمتدحون المسيحية. إلا أننا في الوقت ذاته كنا شهودا على شيوخ ومفكرين يجدون أن الدفاع الوحيد عن الاسلام هو الهجوم على الرسالات الأخرى، مثلما تفضل د. عطية الشهير باستنكار اعجاب البعض بموعظة الجبل التي ألقاها السيد المسيح وبلغ به الأمر أن يقول : " بلا السيد المسيح .. بلا السيد المريخ"! وقد حاول عطية التراجع بقوله : " إنني لا أذكر أنني قلت ذلك"! فهل يمكن لهذه العبارة أن تفلت سهوا وتنسى؟ أم أنها تعبير صادق عن فكر وموقف الأستاذ الشهير؟ فهل ينتقص الاعجاب بموعظة الجبل شيئا من عظمة القرآن الكريم؟. لكن القضية أبعد من أن تكون قضية دينية يستهين فيها عطية بمشاعر أخوتنا الأقباط، فهي قضية وحدة وطنية طالما حرصنا على تقديسها وعدم المساس بها. ومثلما أن لدينا في الأسواق مزيلا للروائح، فإن لدينا مزيلا للروائع ! وأقصد بالروائع صفحات الوحدة الوطنية المصرية التي امتدت وتجلت في كل زقاق، وكل قلب، بدءا من العسكرية التي ضمت عبد المنعم رياض وباقي زكي يوسف، ومرورا بالفكر بدءا من لويس عوض ومحمد مندور، وانتهاء بالابداع مع يوسف شاهين وصلاح أبوسيف، ويوسف إدريس ويوسف الشاروني. هذه هي روائع الوحدة الوطنية المصرية التي يحاول د. عطية أن يزيلها فلا يزيد عن أنه " يعطن " الجو ! وإني لأتساءل : ماذا كان سيحدث لو أن مواطنا مسيحيا قال لا قدر الله : " بلا سيدنا محمد .. بلا .. كذا أو كيت". في ثورة يناير 2011 كنت أقف مع أخي اسحق حنا، أهتف ويردد من بعدي : " يا أحمد روح قول لحنا .. بكره بلدنا ح تصبح جنه "، وفي يونيو وقفت مع أخي حسام عند قصر الاتحادية نرفع شعار " ارحل "، وكل محاولة لتجريح الأقباط هي محاولة لتجريح الوحدة الوطنية والنيل من هذه الصخرة التي تحفظ لمصر بطولتها وريادتها وتقدمها إلى الأمام رغم كل الصعاب. لقد فتحت عيني شخصيا على كتب سلامة موسى، هو الذي علمني حب العدالة، وفتحت قلبي على أغنيات فيروز والرحبانية، وعلى ضحكات ماري منيب مع اسماعيل يس، وعلى شعر خليل مطران وحافظ ابراهيم، وحين نتهكم بسخافة على موعظة الجبل أو السيد المسيح فإننا لا نفعل سوى تمكين المتربصين بمصر من مستقبلنا وحاضرنا. ولن يفلح د. عطية مزيل الروائع في إزالة روائع الوحدة الوطنية، ولا تبديد المحبة التي تجعل الأقباط يوزعون إفطار رمضان على أخوتهم في الشوارع، وقد جرب الكثيرون من قبل أن يكونوا " أنبوبة " معبأة بالكراهية لأزالة المحبة فلم يفلحوا. ستبقى مصر أقوى من كل تلك السلع الرخيصة، وأرحب صدرا، وأكثر حنانا على الوطن، وأما أنابيب الكراهية فمصيرها إلى زوال مثل كل السلع الرخيصة. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#دكـتــور
#عــطــيــة
#مــزيــــل
#لــلــروائـــع
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763970
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - دكـتــور عــطــيــة .. مــزيــــل لــلــروائـــع !
أحمد الخميسي : كــنــيــســة إمــبــابــة .. الــحــرائـــق الـــتـــي تـــوحـــدنــــأ
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي لقد أثبتت الوحدة الوطنية المصرية أنها مثل الكرة كلما ضربوها لأسفل قفزت إلى أعلى. وكل المحن التي تمر بها مصر أحيانا، مثل حادثة كنيسة إمبابة، لم تكسر هذه الوحدة الصلبة، بل زادتها وهجا وشبابا وجمالا، ورسختها في الحقول والمصانع والجامعات وفي القصائد والأحلام والتمتمات الخافتة في الصلاة. ولا أتخيل طعما للحياة من دون أصدقائي اسحق حنا، وأبانوب نعيم، وحسام، والمهندس ماجد، وأمير زكي، ونورا، ومن قبلهم يوسف الشاروني، ولا أتخيل أيامي من دون مكالماتهم الهاتفية ومزاحهم ومواعيدهم غير الدقيقة. ألم يقل البابا تواضروس الثاني منذ عام في حواره مع قناة "اكسترا نيوز" : " لو حرقوا الكنايس سوف نصلي مع أخوتنا المسلمين في المساجد ولو حرقوا المساجد سوف نصلي معهم في الشارع"؟. ألم يتبرع محمد صلاح بثلاثة ملايين جنيه لترميم الكنيسة؟ ألم يهب محمد يحيي من سكان إمبابة إلى انقاذ الكثيرين من أشقائه المسيحيين غير مبال بالنيران والدخان حتى أصيب باختناق ونقل إلى المستشفى؟. ألم يختلط دم غريب عبد التواب في معارك أكتوبر 1973 بدماء شنودة راغب، واستشهد الاثنان متعانقين؟. تخرج الوحدة الوطنية كل مرة من كل محنة أقوى، وأجمل، وأكثر شبابا وفتوة وقدرة على التجدد والحياة. ألم يكتب طه حسين في كتابه " الثقافة المصرية" عام 1938: " لعل الاختلاف بين المسلمين والأقباط في الدين أن يكون أشبه بهذا الاختلاف الذي يكون بين الأنغام الموسيقية فهو لا يفسد وحدة اللحن وانما يقويها ويزكيها ويمنحها بهجة وجمالا"؟ كان مؤلما إلى أقصى درجة أن تتطلع إلى صور الأطفال الأبرياء الذين ذهبوا ضحية الحريق، من بينهم ثلاثة صغار لأم واحدة. وفي مصر تقول الأم عن ابنها أو ابنتها : " ضناي"، أي تعبي ومشقتي وجهدي كله. إلا أن الحريق المؤسف التهم الأخشاب وحدها وعلق سواده بالجدران، ولم تقترب ألسنته قط من صلب العلاقة بين المصريين، ولم يعلق سواده بالنفوس. ورأينا كيف كانت الأمهات المحجبات يقفن بجوار الأمهات القبطيات يبكين معا بالدمع الغزيز أطفال الجنة وملائكتها. لم تفلح إذن جهود الجماعات المتطرفة الفكرية في النيل من الوحدة الوطنية، ولا فلحت في طمس هذه الجوهرة ، حتى ليجوز القول إن مصر هبة هذه الوحدة الانسانية الأخلاقية التي لا تتمسك بتفاصيل الطقوس الدينية قدر تشبثها بجوهر الدين، فتدعو وتنادي بالصلاة معا، في المساجد أو الكنائس، كما كان الأب جرجيوس يلقي خطبه في المساجد خلال ثورة 19، وكما كان الشيوخ يلقون خطبهم في الكنائس. لقد خلقت آلام كنيسة إمبابة فرحة أخرى، وإن كانت فرحة دامعة، فرحة أننا معا، لاشيء يفرقنا، وأن كل محنة تضاعف من شباب مصر، وآمالها، وقوتها، وتغذي قصائدها بكل المعاني الجميلة التي نستند إليها ونحن نتقدم بأحلامنا إلى الأمام. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#كــنــيــســة
#إمــبــابــة
#الــحــرائـــق
#الـــتـــي
#تـــوحـــدنــــأ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766093
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي لقد أثبتت الوحدة الوطنية المصرية أنها مثل الكرة كلما ضربوها لأسفل قفزت إلى أعلى. وكل المحن التي تمر بها مصر أحيانا، مثل حادثة كنيسة إمبابة، لم تكسر هذه الوحدة الصلبة، بل زادتها وهجا وشبابا وجمالا، ورسختها في الحقول والمصانع والجامعات وفي القصائد والأحلام والتمتمات الخافتة في الصلاة. ولا أتخيل طعما للحياة من دون أصدقائي اسحق حنا، وأبانوب نعيم، وحسام، والمهندس ماجد، وأمير زكي، ونورا، ومن قبلهم يوسف الشاروني، ولا أتخيل أيامي من دون مكالماتهم الهاتفية ومزاحهم ومواعيدهم غير الدقيقة. ألم يقل البابا تواضروس الثاني منذ عام في حواره مع قناة "اكسترا نيوز" : " لو حرقوا الكنايس سوف نصلي مع أخوتنا المسلمين في المساجد ولو حرقوا المساجد سوف نصلي معهم في الشارع"؟. ألم يتبرع محمد صلاح بثلاثة ملايين جنيه لترميم الكنيسة؟ ألم يهب محمد يحيي من سكان إمبابة إلى انقاذ الكثيرين من أشقائه المسيحيين غير مبال بالنيران والدخان حتى أصيب باختناق ونقل إلى المستشفى؟. ألم يختلط دم غريب عبد التواب في معارك أكتوبر 1973 بدماء شنودة راغب، واستشهد الاثنان متعانقين؟. تخرج الوحدة الوطنية كل مرة من كل محنة أقوى، وأجمل، وأكثر شبابا وفتوة وقدرة على التجدد والحياة. ألم يكتب طه حسين في كتابه " الثقافة المصرية" عام 1938: " لعل الاختلاف بين المسلمين والأقباط في الدين أن يكون أشبه بهذا الاختلاف الذي يكون بين الأنغام الموسيقية فهو لا يفسد وحدة اللحن وانما يقويها ويزكيها ويمنحها بهجة وجمالا"؟ كان مؤلما إلى أقصى درجة أن تتطلع إلى صور الأطفال الأبرياء الذين ذهبوا ضحية الحريق، من بينهم ثلاثة صغار لأم واحدة. وفي مصر تقول الأم عن ابنها أو ابنتها : " ضناي"، أي تعبي ومشقتي وجهدي كله. إلا أن الحريق المؤسف التهم الأخشاب وحدها وعلق سواده بالجدران، ولم تقترب ألسنته قط من صلب العلاقة بين المصريين، ولم يعلق سواده بالنفوس. ورأينا كيف كانت الأمهات المحجبات يقفن بجوار الأمهات القبطيات يبكين معا بالدمع الغزيز أطفال الجنة وملائكتها. لم تفلح إذن جهود الجماعات المتطرفة الفكرية في النيل من الوحدة الوطنية، ولا فلحت في طمس هذه الجوهرة ، حتى ليجوز القول إن مصر هبة هذه الوحدة الانسانية الأخلاقية التي لا تتمسك بتفاصيل الطقوس الدينية قدر تشبثها بجوهر الدين، فتدعو وتنادي بالصلاة معا، في المساجد أو الكنائس، كما كان الأب جرجيوس يلقي خطبه في المساجد خلال ثورة 19، وكما كان الشيوخ يلقون خطبهم في الكنائس. لقد خلقت آلام كنيسة إمبابة فرحة أخرى، وإن كانت فرحة دامعة، فرحة أننا معا، لاشيء يفرقنا، وأن كل محنة تضاعف من شباب مصر، وآمالها، وقوتها، وتغذي قصائدها بكل المعاني الجميلة التي نستند إليها ونحن نتقدم بأحلامنا إلى الأمام. د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#كــنــيــســة
#إمــبــابــة
#الــحــرائـــق
#الـــتـــي
#تـــوحـــدنــــأ
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766093
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - كــنــيــســة إمــبــابــة .. الــحــرائـــق الـــتـــي تـــوحـــدنــــأ
أحمد الخميسي : ربـاط عــنــق بــيــن الــقــاهــرة ومــدريـــد
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي أنصفتني إسبانيا منحازة إلى صفي في النقاش بشأن رباط العنق وإن جاء انصافها بعد نصف قرن مع تصريح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مؤتمر صحفي :" يلاحظ الجميع أنني لا أرتدي رباط عنق، وقد طلبت من وزرائي أن يفعلوا ذلك أيضا، لأن التخلي عن الزائد من الملابس يحد من الحاجة إلى تشغيل المكيفات مما يقلل استهلاك الطاقة". منذ أكثر من نصف قرن، كنت أعمل أنا والشاعرين أمل دنقل وأحمد نجم في دار الأدباء التي يشرف عليها يوسف السباعي، وكانت مشكلتي الوحيدة مع يوسف السباعي اصراره على أن أرتدي رباط عنق عند حضوري العمل، وعندما لم أستجب إلى طلبه اكتفى كلما رآني بتوجيه بصره إلى عنقي، هناك حيث ينبغي أن يعقد الرباط، كأنه يلومني بصمت. الآن هناك دعوة رسمية في إسبانيا لنبذ تلك القماشة الطويلة التي لا أدري فائدتها أو نفعها، اللهم إلا إن كانت لقياس المسافة من عنق الانسان إلى سرته، ومثل تلك القماشة كثير في تاريخ البشرية، وكنا منذ نحو قرن نرى الأفلام التي تصور الرجال في الحفلات وهم في بدلة ذات ذيل طويل مشقوق من الخلف إلى نصفين، ونساء يرتدين قبعات يبرز منها ريش طويل يخزق عيون المارة، وفساتين تجر ذيولا كأنما لمسح الأرض. اختفى كل ذلك، كما اختفى من قبل الخلخال من قدم الفلاحات وكما اختفى الطربوش الذي كان الجميع يرتدونه حتى مطلع الخمسينيات، وجاء اختفاء الطربوش بعد معركة اجتماعية وفكرية واسعة النطاق في المفاضلة بين " الطربوش"، و" القبعة"، سخر خلالها توفيق الحكيم من الطربوش وأصرعلى اعتمار"البيريه" الأوروبي حتى نهاية العمر، أما سلامة موسى فكتب أن القبعة:"رمز الحضارة يلبسها كل رجل متحضر"، بينما دعا المحافظون إلى التمسك بالطربوش بصفته رمز العروبة والاسلام وكفروا كل من دعا إلى خلعه! وهاجموا أنصار القبعة حتى بلغ الأمر أن كتب مصطفى صادق الرافعي أن" القبعة على رأس المصري تهتك أخلاقي"! ومع ذلك زال الطربوش، كما زال الخلخال، وتراجعت مفاهيم جمالية كانت ترى أن المرأة الجميلة لابد أن تكون بدينة. وقد كان رباط العنق، والطربوش، وغيره علامات على طريق الجمال أو التجمل لكنها لم تكن مرتبطة بوظيفة أو بضرورة أو حاجة واقعية، وأكثر الجمال يذبل ويتوارى إذا لم يرتبط بحاجة واقعية ملموسة، سواء أكان ذلك في الملابس أو الفن. وفي الأدب على سبيل المثال كان السجع والجناس في وقت ما من المحسنات الأدبية، رغم أنه لم تكن هناك ضرورة لذلك، وظل نجيب محفوظ ظل يستخدم السجع حتى " الثلاثية" عندما يكتب " الزمان عدود لدود للورود"، ثم تخلى عنه لاحقا، لأنه لا يمثل ضرورة في التعبير الأدبي. يشحب الجمال ويختفي مالم يكن مرتبطا بحاجة واضحة، ومعبرا عن ضرورة، أو وظيفة، سواء أكان ذلك رباط عنق أو سجع أو فساتين بذيول طويلة، تظهر فقط لمجرد أن ذلك منظر جميل. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#ربـاط
#عــنــق
#بــيــن
#الــقــاهــرة
#ومــدريـــد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766502
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي أنصفتني إسبانيا منحازة إلى صفي في النقاش بشأن رباط العنق وإن جاء انصافها بعد نصف قرن مع تصريح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مؤتمر صحفي :" يلاحظ الجميع أنني لا أرتدي رباط عنق، وقد طلبت من وزرائي أن يفعلوا ذلك أيضا، لأن التخلي عن الزائد من الملابس يحد من الحاجة إلى تشغيل المكيفات مما يقلل استهلاك الطاقة". منذ أكثر من نصف قرن، كنت أعمل أنا والشاعرين أمل دنقل وأحمد نجم في دار الأدباء التي يشرف عليها يوسف السباعي، وكانت مشكلتي الوحيدة مع يوسف السباعي اصراره على أن أرتدي رباط عنق عند حضوري العمل، وعندما لم أستجب إلى طلبه اكتفى كلما رآني بتوجيه بصره إلى عنقي، هناك حيث ينبغي أن يعقد الرباط، كأنه يلومني بصمت. الآن هناك دعوة رسمية في إسبانيا لنبذ تلك القماشة الطويلة التي لا أدري فائدتها أو نفعها، اللهم إلا إن كانت لقياس المسافة من عنق الانسان إلى سرته، ومثل تلك القماشة كثير في تاريخ البشرية، وكنا منذ نحو قرن نرى الأفلام التي تصور الرجال في الحفلات وهم في بدلة ذات ذيل طويل مشقوق من الخلف إلى نصفين، ونساء يرتدين قبعات يبرز منها ريش طويل يخزق عيون المارة، وفساتين تجر ذيولا كأنما لمسح الأرض. اختفى كل ذلك، كما اختفى من قبل الخلخال من قدم الفلاحات وكما اختفى الطربوش الذي كان الجميع يرتدونه حتى مطلع الخمسينيات، وجاء اختفاء الطربوش بعد معركة اجتماعية وفكرية واسعة النطاق في المفاضلة بين " الطربوش"، و" القبعة"، سخر خلالها توفيق الحكيم من الطربوش وأصرعلى اعتمار"البيريه" الأوروبي حتى نهاية العمر، أما سلامة موسى فكتب أن القبعة:"رمز الحضارة يلبسها كل رجل متحضر"، بينما دعا المحافظون إلى التمسك بالطربوش بصفته رمز العروبة والاسلام وكفروا كل من دعا إلى خلعه! وهاجموا أنصار القبعة حتى بلغ الأمر أن كتب مصطفى صادق الرافعي أن" القبعة على رأس المصري تهتك أخلاقي"! ومع ذلك زال الطربوش، كما زال الخلخال، وتراجعت مفاهيم جمالية كانت ترى أن المرأة الجميلة لابد أن تكون بدينة. وقد كان رباط العنق، والطربوش، وغيره علامات على طريق الجمال أو التجمل لكنها لم تكن مرتبطة بوظيفة أو بضرورة أو حاجة واقعية، وأكثر الجمال يذبل ويتوارى إذا لم يرتبط بحاجة واقعية ملموسة، سواء أكان ذلك في الملابس أو الفن. وفي الأدب على سبيل المثال كان السجع والجناس في وقت ما من المحسنات الأدبية، رغم أنه لم تكن هناك ضرورة لذلك، وظل نجيب محفوظ ظل يستخدم السجع حتى " الثلاثية" عندما يكتب " الزمان عدود لدود للورود"، ثم تخلى عنه لاحقا، لأنه لا يمثل ضرورة في التعبير الأدبي. يشحب الجمال ويختفي مالم يكن مرتبطا بحاجة واضحة، ومعبرا عن ضرورة، أو وظيفة، سواء أكان ذلك رباط عنق أو سجع أو فساتين بذيول طويلة، تظهر فقط لمجرد أن ذلك منظر جميل. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#ربـاط
#عــنــق
#بــيــن
#الــقــاهــرة
#ومــدريـــد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766502
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - ربـاط عــنــق بــيــن الــقــاهــرة ومــدريـــد
أحمد الخميسي : علي الغاياتي .. الشعر والوطنية
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي في 27 أغسطس عام 1956 توفي الشاعر الوطني العظيم علي الغاياتي الذي ربما لم تسمع باسمه الأجيال الجديدة. ولو بيدي لأقمت له نصبا تذكاريا ضخما في دمياط حيث ولد عام 1885 وأطلقت اسمه على شارع كبير عامر بالحركة وجعلت حياته الفريدة وكفاحه الثابت جزءا من التعليم المقرر في المدارس. ولد الغاياتي وقد وقعت مصر لتوها في قبضتي الاحتلال الانجليزي واستبداد الخديو، وما إن اشتد عوده حتى انضم إلى صفوف الحزب الوطني مع مصطفى كامل ومحمد فريد حملة شعلة النضال الوطني الذي تفجرت بعده ثورة 1919، وخاض على صفحات مجلة كان يصدرها الشاعر خليل مطران أولى معاركه الصحفية عام 1907 ضد رجال الدين الموالين للقصر والاحتلال ووصفهم بأنهم:"من ذوي الأفكار العتيقة البالية الجهلة"، فسجنته الحكومة جراء شجاعته نحو أسبوعين، خرج بعدها ينشر قصائده النارية ويؤيد كل فعل ثائر في مصر والهند من أجل جلاء الانجليز والعمل بالدستور ومكافحة الفساد ونشر التعليم. وحين زار مصر الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت عام 1910 وأشاد في زيارته بالاحتلال البريطاني هاجمه الغاياتي بعنف على صفحات الجرائد، فلفقت له الحكومة تهمة سجن بسببها فلم يغير السجن منه شيئا، وخرج ليواصل مقالاته وقصائده حتى أصدر عام 1910 ديوانه الشهير " وطنيتي"، وكان الزعيم محمد فريد قد كتب مقدمة للديوان، وأضاف الشيخ عبد العزيزجاويش كلمة إليها، فقدرت الحكومة أن الديوان المشحون بالغضب على الاحتلال والقصر عمل عدائي، وحكمت على محمد فريد وجاويش بستة أشهر سجن وسنة كاملة لعلي الغاياتي، لكن الشاعر الوطني العظيم كان قد قص شاربه ولبس نظارة سوداء وتنكر في ملابس أفرنجية ( وهو أزهري) ثم تمكن من ميناء الاسكندرية من الهروب إلى تركيا ! ويقول فتحي رضوان في كتابه " عصر ورجال" عن ديوان وطنيتي الذي سجن ثلاثة رجال : " إنه بلا شك ديوان الوطنية المصرية في الفترة ما بين سنة 1907 حتى سنة 1911 وإذا قرأته اكتملت لديك صورة كاملة للعهد الذي ظهر فيه . إذ لم تترك قصيدة منه حدثا سياسيا إلا وتعرضت له بروح ثائرة محبة للوطن". لم يطل الغاياتي إقامته في تركيا حيث كان يصدر جريدته " دار الخلافة" فهاجر إلى سويسرا وتزوج هناك من سيدة فرنسية وعاش على تدريس اللغة العربية وأصدر في جنيف صحيفته " الشرق" وداوم على الكتابة لصحيفة الحزب الوطني في مصر، مجاهرا في كل مكان بعدائه الثابت للاحتلال والاستبداد.وقد حاول الغاياتي العودة الى مصر عدة مرات، أولها عام ١-;-٩-;-١-;-٧-;-، حين عاد متخفيا أملا فى حفظ القضية، فنصحه أصدقاؤه بعدم المحاولة، ثم ثم حاول مرة ثانية بعد صدور دستور ٢-;-٣-;-، لكن الانجليز كانوا له بالمرصاد نظرا لنشاطه الوطنى فى جنيف. وهكذا أقام علي الغاياتي في جنيف حتى الخامس من فبراير 1937 حين صدر عفو ملكي عنه، فرجع إلى القاهرة ليصدر مرة أخرى جريدة " منبر الشرق" ويعيد طباعة ديوانه وطنيتي ويواصل الشعر في محبة الوطن. يستحق الغاياتي محبة كل أبناء الوطن في ذكرى وفاته السادسة والستين التي تحل في 27 أغسطس الحالي 2022.د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#الغاياتي
#الشعر
#والوطنية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766798
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي في 27 أغسطس عام 1956 توفي الشاعر الوطني العظيم علي الغاياتي الذي ربما لم تسمع باسمه الأجيال الجديدة. ولو بيدي لأقمت له نصبا تذكاريا ضخما في دمياط حيث ولد عام 1885 وأطلقت اسمه على شارع كبير عامر بالحركة وجعلت حياته الفريدة وكفاحه الثابت جزءا من التعليم المقرر في المدارس. ولد الغاياتي وقد وقعت مصر لتوها في قبضتي الاحتلال الانجليزي واستبداد الخديو، وما إن اشتد عوده حتى انضم إلى صفوف الحزب الوطني مع مصطفى كامل ومحمد فريد حملة شعلة النضال الوطني الذي تفجرت بعده ثورة 1919، وخاض على صفحات مجلة كان يصدرها الشاعر خليل مطران أولى معاركه الصحفية عام 1907 ضد رجال الدين الموالين للقصر والاحتلال ووصفهم بأنهم:"من ذوي الأفكار العتيقة البالية الجهلة"، فسجنته الحكومة جراء شجاعته نحو أسبوعين، خرج بعدها ينشر قصائده النارية ويؤيد كل فعل ثائر في مصر والهند من أجل جلاء الانجليز والعمل بالدستور ومكافحة الفساد ونشر التعليم. وحين زار مصر الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت عام 1910 وأشاد في زيارته بالاحتلال البريطاني هاجمه الغاياتي بعنف على صفحات الجرائد، فلفقت له الحكومة تهمة سجن بسببها فلم يغير السجن منه شيئا، وخرج ليواصل مقالاته وقصائده حتى أصدر عام 1910 ديوانه الشهير " وطنيتي"، وكان الزعيم محمد فريد قد كتب مقدمة للديوان، وأضاف الشيخ عبد العزيزجاويش كلمة إليها، فقدرت الحكومة أن الديوان المشحون بالغضب على الاحتلال والقصر عمل عدائي، وحكمت على محمد فريد وجاويش بستة أشهر سجن وسنة كاملة لعلي الغاياتي، لكن الشاعر الوطني العظيم كان قد قص شاربه ولبس نظارة سوداء وتنكر في ملابس أفرنجية ( وهو أزهري) ثم تمكن من ميناء الاسكندرية من الهروب إلى تركيا ! ويقول فتحي رضوان في كتابه " عصر ورجال" عن ديوان وطنيتي الذي سجن ثلاثة رجال : " إنه بلا شك ديوان الوطنية المصرية في الفترة ما بين سنة 1907 حتى سنة 1911 وإذا قرأته اكتملت لديك صورة كاملة للعهد الذي ظهر فيه . إذ لم تترك قصيدة منه حدثا سياسيا إلا وتعرضت له بروح ثائرة محبة للوطن". لم يطل الغاياتي إقامته في تركيا حيث كان يصدر جريدته " دار الخلافة" فهاجر إلى سويسرا وتزوج هناك من سيدة فرنسية وعاش على تدريس اللغة العربية وأصدر في جنيف صحيفته " الشرق" وداوم على الكتابة لصحيفة الحزب الوطني في مصر، مجاهرا في كل مكان بعدائه الثابت للاحتلال والاستبداد.وقد حاول الغاياتي العودة الى مصر عدة مرات، أولها عام ١-;-٩-;-١-;-٧-;-، حين عاد متخفيا أملا فى حفظ القضية، فنصحه أصدقاؤه بعدم المحاولة، ثم ثم حاول مرة ثانية بعد صدور دستور ٢-;-٣-;-، لكن الانجليز كانوا له بالمرصاد نظرا لنشاطه الوطنى فى جنيف. وهكذا أقام علي الغاياتي في جنيف حتى الخامس من فبراير 1937 حين صدر عفو ملكي عنه، فرجع إلى القاهرة ليصدر مرة أخرى جريدة " منبر الشرق" ويعيد طباعة ديوانه وطنيتي ويواصل الشعر في محبة الوطن. يستحق الغاياتي محبة كل أبناء الوطن في ذكرى وفاته السادسة والستين التي تحل في 27 أغسطس الحالي 2022.د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#الغاياتي
#الشعر
#والوطنية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766798
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - علي الغاياتي .. الشعر والوطنية
أحمد الخميسي : حــديـــث حـــول جـــوربـــاتـــشــوف
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي توفي في 30 أغسطس 2022 ميخائيل جورباتشوف آخر الزعماء السوفيت في التجربة الاشتراكية التي استمرت ثلاثة أرباع قرن كاملة. وقد اشتد الجدل مع وفاته عما إن كان جورباتشوف مجرد عميل أمريكي فكك دولة عظمى لمصلحة الغرب أم أنه كان كما تقدمه وسائل الاعلام الغربية حكيما، متيما بحب الانسانية حتى الدموع، حتى يكاد أن يكون قديسا نورانيا رفعه الغرب إلى أعلى المراتب بينما وصفه الشعب الروسي بأنه " المسيح الدجال"؟. قال في رثائه الرئيس الأمريكي بايدن : " لقد قام بإصلاحات ديمقراطية خلال قيادته بعد عقود من القمع السياسي الوحشي". والمقصود أساسا بالإصلاحات تفكيك الدولة السوفيتية وفتح أسواق روسيا للرأسمالية العالمية، وخصخصة الملكية العامة التي بيعت فيها أضخم المصانع الروسية بتراب الأرض لزعماء العصابات ورجال السوق السوداء، وإنهاء الحرب الباردة وتقليص نفوذ روسيا الاقتصادي والسياسي في محيطها وخارج حدودها. هذا بينما عبر الشعب الروسي عن تقديره لجورباتشوف ساخرا به في النكت ومنها أن مواطنا روسيا سأل صديقه:" ما الذي تعنيه بالنسبة إليك سياسة جورباتشوف؟ تقدما أم خداعا؟ "، فأجابه : " تقدما للخداع "! وصل جورباتشوف إلى الحكم عام 1985 وراح في سنواته الأولى يدعو إلى اشتراكية ذات طابع إنساني، ديمقراطي، تزيح أخطاء التجربة الاشتراكية جانبا، وتتقدم في بناء عالم المساواة، مما حرك لدي الكثيرين الأمل في تطوير التجربة لكن ليس هدمها، وسرعان ما تبين أن تلك كانت كلمات عبور المرحلة المؤقتة نحو هدم التجربة من أساسها. ورغم عدائه العميق للاشتراكية، فقد سجل الأديب الكبير سولجينتسين رغم أنه عاني من السجن والنفى تقديره لإصلاحات جورباتشوف بقوله:" لقد فعل الديمقراطيون الروس بروسيا ما لم تفعله بها سبعون عاما من الشيوعية"! كان للتجربة الاشتراكية أخطاؤها التي لا تخفى على عين وفي مقدمتها غياب الديمقراطية وقمع المعارضين، وتبلور فئة حزبية بيروقراطية تنهب ما تشاء مالا وامتيازات، والعجز الاقتصادي عن توفير احتياجات المواطنين وأحيانا الأساسية منها. وقد لخص الشعب هناك تلك الأخطاء والتناقضات في النكتة التالية" المعجزات السبع للسلطة السوفيتية هي : أولا – ليس لدينا بطالة لكن لا أحد يعمل. ثانيا: لا أحد يعمل، لكن يتم تنفيذ خطة الانتاج الخمسية. ثالثا: يتم تنفيذ الخطة لكن لا شيء تشتريه في الأسواق. رابعا:لا شيء تشتريه لكن الطوابير في المحلات. خامسا: لا شيء في المحلات لكن الثلاجات عامرة في البيوت. سادسا: الثلاجات عامرة لكن الناس غاضبون. سابعا: الناس غاضبون لكنهم جميعا يصوتون في الانتخابات بنعم! ". ولم يكن لجورباتشوف أن يصعد إلى الحكم وأن يقوم بذلك التحول العاصف إلا باستغلال أوجه النقص في التجربة الاشتراكية والنفاذ منها إلى سياسة أخرى، ذلك أن الخصم الرأسمالي لم يكن لينفذ إلى الاتحاد السوفيتي إلا عبر نقاط الضعف، مثلما أن المياه التي تحيط بالسفينة ليست هي التي تغرقها، لكن تغرقها المياه التي تنفذ إلى داخلها من الثقوب. هل كان جورباتشوف عميلا أمريكيا كما يصر البعض أم نبيا كما يصر الغرب؟ سؤال لا يمكن الاجابة عنه قطعيا إلا بعد عقود حين ترفع السرية عن ملفات المخابرات الأمريكية، لكن حكما بما قام به فإن سياساته لم تخدم سوى مصالح الرأسمالية العالمية وفي المقدمة منها المصالح الأمريكية التي تحرص وسائل إعلامها الآن على تقديم جورباتشوف بصفته نبي الإنسانية، مع أن جورباتشوف نفسه لم يكن حريصا على صورته حتى أنه لم يترفع عن تقديم إعلان عن" بيتزا هت" عام 1997 مقابل حفنة من الدولارات! د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#حــديـــث
#حـــول
#جـــوربـــاتـــشــوف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767401
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي توفي في 30 أغسطس 2022 ميخائيل جورباتشوف آخر الزعماء السوفيت في التجربة الاشتراكية التي استمرت ثلاثة أرباع قرن كاملة. وقد اشتد الجدل مع وفاته عما إن كان جورباتشوف مجرد عميل أمريكي فكك دولة عظمى لمصلحة الغرب أم أنه كان كما تقدمه وسائل الاعلام الغربية حكيما، متيما بحب الانسانية حتى الدموع، حتى يكاد أن يكون قديسا نورانيا رفعه الغرب إلى أعلى المراتب بينما وصفه الشعب الروسي بأنه " المسيح الدجال"؟. قال في رثائه الرئيس الأمريكي بايدن : " لقد قام بإصلاحات ديمقراطية خلال قيادته بعد عقود من القمع السياسي الوحشي". والمقصود أساسا بالإصلاحات تفكيك الدولة السوفيتية وفتح أسواق روسيا للرأسمالية العالمية، وخصخصة الملكية العامة التي بيعت فيها أضخم المصانع الروسية بتراب الأرض لزعماء العصابات ورجال السوق السوداء، وإنهاء الحرب الباردة وتقليص نفوذ روسيا الاقتصادي والسياسي في محيطها وخارج حدودها. هذا بينما عبر الشعب الروسي عن تقديره لجورباتشوف ساخرا به في النكت ومنها أن مواطنا روسيا سأل صديقه:" ما الذي تعنيه بالنسبة إليك سياسة جورباتشوف؟ تقدما أم خداعا؟ "، فأجابه : " تقدما للخداع "! وصل جورباتشوف إلى الحكم عام 1985 وراح في سنواته الأولى يدعو إلى اشتراكية ذات طابع إنساني، ديمقراطي، تزيح أخطاء التجربة الاشتراكية جانبا، وتتقدم في بناء عالم المساواة، مما حرك لدي الكثيرين الأمل في تطوير التجربة لكن ليس هدمها، وسرعان ما تبين أن تلك كانت كلمات عبور المرحلة المؤقتة نحو هدم التجربة من أساسها. ورغم عدائه العميق للاشتراكية، فقد سجل الأديب الكبير سولجينتسين رغم أنه عاني من السجن والنفى تقديره لإصلاحات جورباتشوف بقوله:" لقد فعل الديمقراطيون الروس بروسيا ما لم تفعله بها سبعون عاما من الشيوعية"! كان للتجربة الاشتراكية أخطاؤها التي لا تخفى على عين وفي مقدمتها غياب الديمقراطية وقمع المعارضين، وتبلور فئة حزبية بيروقراطية تنهب ما تشاء مالا وامتيازات، والعجز الاقتصادي عن توفير احتياجات المواطنين وأحيانا الأساسية منها. وقد لخص الشعب هناك تلك الأخطاء والتناقضات في النكتة التالية" المعجزات السبع للسلطة السوفيتية هي : أولا – ليس لدينا بطالة لكن لا أحد يعمل. ثانيا: لا أحد يعمل، لكن يتم تنفيذ خطة الانتاج الخمسية. ثالثا: يتم تنفيذ الخطة لكن لا شيء تشتريه في الأسواق. رابعا:لا شيء تشتريه لكن الطوابير في المحلات. خامسا: لا شيء في المحلات لكن الثلاجات عامرة في البيوت. سادسا: الثلاجات عامرة لكن الناس غاضبون. سابعا: الناس غاضبون لكنهم جميعا يصوتون في الانتخابات بنعم! ". ولم يكن لجورباتشوف أن يصعد إلى الحكم وأن يقوم بذلك التحول العاصف إلا باستغلال أوجه النقص في التجربة الاشتراكية والنفاذ منها إلى سياسة أخرى، ذلك أن الخصم الرأسمالي لم يكن لينفذ إلى الاتحاد السوفيتي إلا عبر نقاط الضعف، مثلما أن المياه التي تحيط بالسفينة ليست هي التي تغرقها، لكن تغرقها المياه التي تنفذ إلى داخلها من الثقوب. هل كان جورباتشوف عميلا أمريكيا كما يصر البعض أم نبيا كما يصر الغرب؟ سؤال لا يمكن الاجابة عنه قطعيا إلا بعد عقود حين ترفع السرية عن ملفات المخابرات الأمريكية، لكن حكما بما قام به فإن سياساته لم تخدم سوى مصالح الرأسمالية العالمية وفي المقدمة منها المصالح الأمريكية التي تحرص وسائل إعلامها الآن على تقديم جورباتشوف بصفته نبي الإنسانية، مع أن جورباتشوف نفسه لم يكن حريصا على صورته حتى أنه لم يترفع عن تقديم إعلان عن" بيتزا هت" عام 1997 مقابل حفنة من الدولارات! د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#حــديـــث
#حـــول
#جـــوربـــاتـــشــوف
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767401
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - حــديـــث حـــول جـــوربـــاتـــشــوف
أحمد الخميسي : دراجات نارية - قصة قصيرة
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي فجأة رأيته. شوقي فهيم، نعم. هو. اللغز الذي حيرنا سنوات الاعتقال ولم نصل إلى سره. قضيت نحو عامين في الحبس وخرجت وظل شوقي وراء الأسوار. لم أره من ساعة خروجي، لكنه شوقي. نعم. لا شك في هذا. كان قادما من الاتجاه المقابل. يسير على الرصيف بقامته الطويلة، تلفه سكينة من توحده، يتفرج بواجهات المحلات. لم يرني ونفسي تجيش بذكريات عزيزة عكرتها درجة من الحذر جعلتني أتردد في أن أستوقفه، فتثاقلت خطواتي وأنا أتلفت وأهمس لنفسي" أليس من الأفضل أن أواصل سيري؟". من شتت التردد تولدت صور قديمة من الحبسة التي جمعتني به سنوات لم يبح شوقي خلالها بسبب سجنه ولا ألمح إليه، وكان يروغ من الإجابة بلباقة إذا تطرقنا إلى الموضوع، وها هو الآن أمامي، لغزا مازال، بهدوئه ولطفه. ضقت بحذري ومخاوفي فقطعت الطريق عليه، وقفت أمامه فاتحا صدري ووضعت يدي اليمنى على كتفه. التفت إلي. حدق بي مذهولا. صاح بدهشة : " معقول؟!". ضحكت سعيدا أنني استوقفته وقلت: " نعم. معقول جدا". رنا إلى بنظرة تألقت بالتذكر ثم السرور:" ياسلام.. مفاجأة.. وأي مفاجأة!". اندفع ليعانقني، وصددته لأستبقي وجهه أمامي. هتف مبتسما: " الدنيا صغيرة حقا. دعنا نجد مكانا لنجلس وندردش. أي مكان". أحنى رأسه إلى أسفل كأنما يفتش بين أقدامنا عن موضع ثم اعتدل وقهقهه مندهشا مما فعله. سرنا على مهل نبحث عن مقهى. كل منا يربت على كتف الآخر، ويقاطعه بكلمات الاشتياق ونتف الذكريات والاستفسار عن الحال. في العنبر بالمعتقل حافظ شوقي على مسافة محسوبة بينه وبيننا، لكنه كان يقربها بالتودد وتقاسم السجائر والنقود والأطعمة التي تأتي بها أخته في الزيارات الشهرية. كان يومنا محكوما بنظام حياة متكرر، الصحو مبكرا والافطار والشاي، وطابور الفسحة الرابعة عصرا حين يخرجون بنا إلى فناء المعتقل المغطى بالرمل الأصفر، وأيادي كل اثنين منا مقيدة بسلسلة. وكان شوقي يفضل صحبتي فنقطع معا الفناء الأصفر في دورات، تتابعنا من الأكشاك الأربعة أعلى الأسوار أعين وبنادق الحراس. لم يكن شوقي يتكلم كثيرا، لكنه كان يعرب بمرارة عن أسفه على اغلاق مكتبه الهندسي، وانفصال زوجته عنه، أحيانا قليلة يتحدث عن مشاريع المستقبل عندما يطلق سراحه. لكنه لزم الصمت تماما عن سبب حبسه حتى تصور البعض أنه مدسوس علينا ليتلقط أقوالنا. لم أسترح منذ البداية إلى ذلك الارتياب مهتديا بشعوري بأن إنسانا له نظرة شوقي المستقيمة الواضحة يستحيل أن يبيع نفسه لمهمة رخيصة، لأن لأولئك نظرة مختلفة، جارحة ونادمة، أقرب إلى شظايا روح تحطمت. يعودون بنا ويغلقون باب العنبر في الخامسة عصرا، وفي المساء يتضح لنا بقوة أننا محبوسون بالفعل، ويزول في العتمة آخر أمل أن نفتح لأنفسنا طريقا إلى الخارج إلى الهواء والحرية فينفتح الطريق إلى الداخل حيث الذكريات والماضي وأسماء الزوجات والأبناء وعبارات من أفلام قديمة ونكات لم تعد مضحكة بالمرة. يصبح الماضي حاضرا، ويورق كل ما ولى وذبل، لولا أن الحياة عنيدة تدافع عن حقها في البقاء فتسوقنا إلى اختراع حاضر، نصنع كوتشينة من أوراق علب السجائر، نتجمع في حلقات حول حشايا النوم، نفتح نقاشا سياسيا أو فكريا، وفي تلك الأثناء يجلس شوقي صامتا ينصت لنا بتعبير مهذب، مكتفيا بهزة رأس أو كلمة مقتضبة لا تؤيد رأيا ولا تختلف مع أحد. بمرور الوقت نشأت بيننا قرابة روحية من صرير الأبواب الحديدية الذي يفري أعصابنا، ومن التحديق بخيالات الأحبة بسقف العنبر في الليل. لكن حتى تلك الصلة لم تدفع شوقي إلى الفضفضة الصريحة مع أي منا، إلى أن حدث ذات يوم أن أقبل الشاويش شعبان مهرولا في الممر بين الزنازين متجها نحو عنبرنا. توق ......
#دراجات
#نارية
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767677
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي فجأة رأيته. شوقي فهيم، نعم. هو. اللغز الذي حيرنا سنوات الاعتقال ولم نصل إلى سره. قضيت نحو عامين في الحبس وخرجت وظل شوقي وراء الأسوار. لم أره من ساعة خروجي، لكنه شوقي. نعم. لا شك في هذا. كان قادما من الاتجاه المقابل. يسير على الرصيف بقامته الطويلة، تلفه سكينة من توحده، يتفرج بواجهات المحلات. لم يرني ونفسي تجيش بذكريات عزيزة عكرتها درجة من الحذر جعلتني أتردد في أن أستوقفه، فتثاقلت خطواتي وأنا أتلفت وأهمس لنفسي" أليس من الأفضل أن أواصل سيري؟". من شتت التردد تولدت صور قديمة من الحبسة التي جمعتني به سنوات لم يبح شوقي خلالها بسبب سجنه ولا ألمح إليه، وكان يروغ من الإجابة بلباقة إذا تطرقنا إلى الموضوع، وها هو الآن أمامي، لغزا مازال، بهدوئه ولطفه. ضقت بحذري ومخاوفي فقطعت الطريق عليه، وقفت أمامه فاتحا صدري ووضعت يدي اليمنى على كتفه. التفت إلي. حدق بي مذهولا. صاح بدهشة : " معقول؟!". ضحكت سعيدا أنني استوقفته وقلت: " نعم. معقول جدا". رنا إلى بنظرة تألقت بالتذكر ثم السرور:" ياسلام.. مفاجأة.. وأي مفاجأة!". اندفع ليعانقني، وصددته لأستبقي وجهه أمامي. هتف مبتسما: " الدنيا صغيرة حقا. دعنا نجد مكانا لنجلس وندردش. أي مكان". أحنى رأسه إلى أسفل كأنما يفتش بين أقدامنا عن موضع ثم اعتدل وقهقهه مندهشا مما فعله. سرنا على مهل نبحث عن مقهى. كل منا يربت على كتف الآخر، ويقاطعه بكلمات الاشتياق ونتف الذكريات والاستفسار عن الحال. في العنبر بالمعتقل حافظ شوقي على مسافة محسوبة بينه وبيننا، لكنه كان يقربها بالتودد وتقاسم السجائر والنقود والأطعمة التي تأتي بها أخته في الزيارات الشهرية. كان يومنا محكوما بنظام حياة متكرر، الصحو مبكرا والافطار والشاي، وطابور الفسحة الرابعة عصرا حين يخرجون بنا إلى فناء المعتقل المغطى بالرمل الأصفر، وأيادي كل اثنين منا مقيدة بسلسلة. وكان شوقي يفضل صحبتي فنقطع معا الفناء الأصفر في دورات، تتابعنا من الأكشاك الأربعة أعلى الأسوار أعين وبنادق الحراس. لم يكن شوقي يتكلم كثيرا، لكنه كان يعرب بمرارة عن أسفه على اغلاق مكتبه الهندسي، وانفصال زوجته عنه، أحيانا قليلة يتحدث عن مشاريع المستقبل عندما يطلق سراحه. لكنه لزم الصمت تماما عن سبب حبسه حتى تصور البعض أنه مدسوس علينا ليتلقط أقوالنا. لم أسترح منذ البداية إلى ذلك الارتياب مهتديا بشعوري بأن إنسانا له نظرة شوقي المستقيمة الواضحة يستحيل أن يبيع نفسه لمهمة رخيصة، لأن لأولئك نظرة مختلفة، جارحة ونادمة، أقرب إلى شظايا روح تحطمت. يعودون بنا ويغلقون باب العنبر في الخامسة عصرا، وفي المساء يتضح لنا بقوة أننا محبوسون بالفعل، ويزول في العتمة آخر أمل أن نفتح لأنفسنا طريقا إلى الخارج إلى الهواء والحرية فينفتح الطريق إلى الداخل حيث الذكريات والماضي وأسماء الزوجات والأبناء وعبارات من أفلام قديمة ونكات لم تعد مضحكة بالمرة. يصبح الماضي حاضرا، ويورق كل ما ولى وذبل، لولا أن الحياة عنيدة تدافع عن حقها في البقاء فتسوقنا إلى اختراع حاضر، نصنع كوتشينة من أوراق علب السجائر، نتجمع في حلقات حول حشايا النوم، نفتح نقاشا سياسيا أو فكريا، وفي تلك الأثناء يجلس شوقي صامتا ينصت لنا بتعبير مهذب، مكتفيا بهزة رأس أو كلمة مقتضبة لا تؤيد رأيا ولا تختلف مع أحد. بمرور الوقت نشأت بيننا قرابة روحية من صرير الأبواب الحديدية الذي يفري أعصابنا، ومن التحديق بخيالات الأحبة بسقف العنبر في الليل. لكن حتى تلك الصلة لم تدفع شوقي إلى الفضفضة الصريحة مع أي منا، إلى أن حدث ذات يوم أن أقبل الشاويش شعبان مهرولا في الممر بين الزنازين متجها نحو عنبرنا. توق ......
#دراجات
#نارية
#قصيرة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767677
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - دراجات نارية - قصة قصيرة
أحمد الخميسي : الــتــجــأرة بــالــمــرأة وشــعــارات الــحــريــة
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي صرحت إحدى النسويات من صاحبات دكاكين التمويل الأجنبي:" المرأة ليست ملزمة بالرضاعة". وعلينا أن نتساءل أولا : لماذا تطرح قضايا المرأة من زاوية نقاط الاختلاف والشقاق، والعداء المفترض، من منظور التنافر وليس التكامل؟ بمنطق هي غير ملزمة بهذا، وهو غير مطالب بذلك، بينما تنمو العلاقات في المجالات كافة على أساس من الالتزام الطوعي المتبادل بين الطرفين؟ باختصار لماذا لا نبحث في العلاقة بين الرجل والمرأة من منظور البناء وليس المشاحنات والكراهية كما تصر على طرحها المنظمات النسوية المتمولة. لعل هذا ما دفع شيخ الأزهر د. أحمد الطيب إلى التصريح بأن تغذية روح المادية والعدائية داخل الأسرة " جريمة أخلاقية"، وهي جريمة ترتكبها النسويات اللواتي يموهن بوعي على قضايا المرأة الحقيقية بأخرى مصطنعة من باب تحليل القرشين واللمعة الاعلامية. في السياق نفسه تصرح سيدة أخرى منهن بأن أول ما قالته لزوجها أنه لا حقوق لديه " إلا في السرير". وتضيف:" الست عندها رسالة أحسن من شغل البيت، إنها تدلع جوزها"! هكذا تشوه النسوية عندنا قضايا المرأة بخليط قضايا مفتعلة مفتعلة، ثم تحيل المرأة إلى موضوع جنسي، فلا يعود هناك فرق بين نظرة الحركات السلفية والنسوية إلى المرأة سوى أن السلفية تجعل المرأة موضوعا جنسيا في إطار التقاليد والتراث، بينما تضعها النسوية في الاطار نفسه لكن تحت راية التحرر، وتصبح النسوية والسلفية وجهين لعملة واحدة، تتجاهل القضايا الأصلية وترى قيمة المرأة كلها على السرير. وبقضية" غير ملزمة بالرضاعة" ومثيلاتها، يفتعلون صراعا بين المرأة والرجل، بدلا من أن رؤية الطرفين وحدة إنسانية تتكامل وتنمو بالحب والتعاطف والالتزامات المتبادلة. وبالصراع المفتعل والتركيز على ثنائية " الذكر والأنثى" تتم التغطية على أن الطرفين يواجهان معا المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، كما يتم التمويه على قضايا المرأة النوعية الحقيقية وفي مقدمتها ارتفاع نسبة الأمية بين النساء لدينا حتى أنها تصل إلى اربعين بالمئة، وهي ضعف النسبة بين الرجال. وقضية العبء الواقع على المرأة نتيجة أن خمس عشرة بالمئة من الأسر المصرية تعولها الأم، وأن أجور المرأة المنخفضة قياسا بأجر الرجل الذي يصل في القطاع الخاص في المتوسط إلى نحو تسعمئة جنيه، بينما تحصل المرأة على سبعمئة جنيه، وهي مشكلة عالمية لأن فجوة الأجور هذه تصل إلى خمسة وعشرين % على مستوى العالم، حتى أن الأمم المتحدة خصصت يوما للمساواة في الأجور في 18 سبتمبر من كل عام، بل وسنجد أنه حتى ساعات العمل أزيد عند المرأة منها عند الرجل. أيضا ترتطم المرأة المصرية بمجموعة تشريعات تحتاج إلى تعديل، منها أن شهادة المرأة في قضايا الأحوال الشخصية تعد نصف شهادة، بالرغم من أنه لا توجد في القانون مادة تنص على ذلك، لكن المحاكم بشكل تلقائي تعمل على أساس أن شهادة المرأة نصف شهادة. أيضا تعاني المرأة من مشكلة أحكام بيت الطاعة، رغم أن شيخ الأزهر قد صرح بأنه " لاوجود لبيت الطاعة في الإسلام". هذه هي مشكلات المرأة الحقيقية وليس أن المرأة غير ملزمة بالرضاعة، وهي مشكلات سيحلها الرجل والمرأة معا، بالالتزامات المتبادلة، والمحبة، وليس بالتنقيب عن نقاط الكراهية والتنافر، ويشهد تاريخ الفكر المصري بأن الرجال كانوا أول من ناصر حقوق المرأة قبل أن تظهر نسوية التمويل بزمن طويل، وتموه على هموم المرأة بقضايا موهومة لمجرد اللمعة الاعلامية وشغل الأنظار عن الواقع تحت رايات التحرر، ووسط زغاريد زائفة. ***د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#الــتــجــأرة
#بــالــمــرأة
#وشــعــارات
#الــحــريــة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768292
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي صرحت إحدى النسويات من صاحبات دكاكين التمويل الأجنبي:" المرأة ليست ملزمة بالرضاعة". وعلينا أن نتساءل أولا : لماذا تطرح قضايا المرأة من زاوية نقاط الاختلاف والشقاق، والعداء المفترض، من منظور التنافر وليس التكامل؟ بمنطق هي غير ملزمة بهذا، وهو غير مطالب بذلك، بينما تنمو العلاقات في المجالات كافة على أساس من الالتزام الطوعي المتبادل بين الطرفين؟ باختصار لماذا لا نبحث في العلاقة بين الرجل والمرأة من منظور البناء وليس المشاحنات والكراهية كما تصر على طرحها المنظمات النسوية المتمولة. لعل هذا ما دفع شيخ الأزهر د. أحمد الطيب إلى التصريح بأن تغذية روح المادية والعدائية داخل الأسرة " جريمة أخلاقية"، وهي جريمة ترتكبها النسويات اللواتي يموهن بوعي على قضايا المرأة الحقيقية بأخرى مصطنعة من باب تحليل القرشين واللمعة الاعلامية. في السياق نفسه تصرح سيدة أخرى منهن بأن أول ما قالته لزوجها أنه لا حقوق لديه " إلا في السرير". وتضيف:" الست عندها رسالة أحسن من شغل البيت، إنها تدلع جوزها"! هكذا تشوه النسوية عندنا قضايا المرأة بخليط قضايا مفتعلة مفتعلة، ثم تحيل المرأة إلى موضوع جنسي، فلا يعود هناك فرق بين نظرة الحركات السلفية والنسوية إلى المرأة سوى أن السلفية تجعل المرأة موضوعا جنسيا في إطار التقاليد والتراث، بينما تضعها النسوية في الاطار نفسه لكن تحت راية التحرر، وتصبح النسوية والسلفية وجهين لعملة واحدة، تتجاهل القضايا الأصلية وترى قيمة المرأة كلها على السرير. وبقضية" غير ملزمة بالرضاعة" ومثيلاتها، يفتعلون صراعا بين المرأة والرجل، بدلا من أن رؤية الطرفين وحدة إنسانية تتكامل وتنمو بالحب والتعاطف والالتزامات المتبادلة. وبالصراع المفتعل والتركيز على ثنائية " الذكر والأنثى" تتم التغطية على أن الطرفين يواجهان معا المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، كما يتم التمويه على قضايا المرأة النوعية الحقيقية وفي مقدمتها ارتفاع نسبة الأمية بين النساء لدينا حتى أنها تصل إلى اربعين بالمئة، وهي ضعف النسبة بين الرجال. وقضية العبء الواقع على المرأة نتيجة أن خمس عشرة بالمئة من الأسر المصرية تعولها الأم، وأن أجور المرأة المنخفضة قياسا بأجر الرجل الذي يصل في القطاع الخاص في المتوسط إلى نحو تسعمئة جنيه، بينما تحصل المرأة على سبعمئة جنيه، وهي مشكلة عالمية لأن فجوة الأجور هذه تصل إلى خمسة وعشرين % على مستوى العالم، حتى أن الأمم المتحدة خصصت يوما للمساواة في الأجور في 18 سبتمبر من كل عام، بل وسنجد أنه حتى ساعات العمل أزيد عند المرأة منها عند الرجل. أيضا ترتطم المرأة المصرية بمجموعة تشريعات تحتاج إلى تعديل، منها أن شهادة المرأة في قضايا الأحوال الشخصية تعد نصف شهادة، بالرغم من أنه لا توجد في القانون مادة تنص على ذلك، لكن المحاكم بشكل تلقائي تعمل على أساس أن شهادة المرأة نصف شهادة. أيضا تعاني المرأة من مشكلة أحكام بيت الطاعة، رغم أن شيخ الأزهر قد صرح بأنه " لاوجود لبيت الطاعة في الإسلام". هذه هي مشكلات المرأة الحقيقية وليس أن المرأة غير ملزمة بالرضاعة، وهي مشكلات سيحلها الرجل والمرأة معا، بالالتزامات المتبادلة، والمحبة، وليس بالتنقيب عن نقاط الكراهية والتنافر، ويشهد تاريخ الفكر المصري بأن الرجال كانوا أول من ناصر حقوق المرأة قبل أن تظهر نسوية التمويل بزمن طويل، وتموه على هموم المرأة بقضايا موهومة لمجرد اللمعة الاعلامية وشغل الأنظار عن الواقع تحت رايات التحرر، ووسط زغاريد زائفة. ***د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#الــتــجــأرة
#بــالــمــرأة
#وشــعــارات
#الــحــريــة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768292
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - الــتــجــأرة بــالــمــرأة وشــعــارات الــحــريــة
أحمد الخميسي : شنودة .. لمن ؟
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي في 2008 كتبت قصة بعنوان" الباب المغلق" عن طفلة يتيمة تتبناها أسرة مسيحية فيتم انتزاع الطفلة من الأسرة لأسباب دينية، والمعروف أن الخيالات الأدبية لا تنقلب إلى حقائق في الواقع، لكن ذلك ما حدث في فقد تحولت القصة المؤلفة إلى حقيقة مع أخبار الطفل شنودة الذي عثرت عليه أسرة مسيحية لا تنجب في حمام كنيسة وعمره أيام، وقامت بتربيته أربع سنوات، إلى أن تقدمت قريبة الزوج حرصا على الميراث ببلاغ تطعن في تبني الطفل فانتزعته السلطات من الزوجين وأودعته دار أيتام واعتبرته مسلما فغيرت اسمه من" شنودة " إلى يوسف. ورفع الأبوان دعوى هي الأولى من نوعها ضد وزارة التضامن الاجتماعي، يلتمسان فيها تسليم الصغير إليهما ووقف تغيير ديانته، فقد عثرا عليه في كنيسة وهناك شهود من المسلمين والمسيحيين على ذلك. وقد ودع الطفل أباه لحظة انتزعوه من البيت قائلا :"ماتزعلش ماما في حاجة.. ماما بتحبك"، بينما أعرب أبوه عن استعداده وزوجته للعمل خادمين في دار الرعاية فقط ليظلا بجوار شنودة. إلى هذا الحد يصل بنا الألم من حكاية تمزيق المحبة والأسرة لمصلحة القانون، بينما المفترض أن يخدم القانون الإنسان لا أن يجرده مما لديه. وتطرح تلك الواقعة مشكلة تحديد ديانة مجهولي النسب، كما في حالة شنودة، إذ يستند قانون التبني في مصر إلى الشريعة الاسلامية التي تعتبر أن فاقد الأهلية كالأطفال مسلم بالفطرة، وتطرح الواقعة ضرورة تعديل التشريعات، والاسراع بتسليم الطفل شنودة إلى أبويه اللذين قاما بتربيته ورعايته أربع سنوات، فأمسى قطعة منهما كما أنهما قطعة منه. مأساة التفرقة بين الوالدين والطفل تستدعي إلى الذهن مسرحية بريخت " دائرة الطباشير القوقازية" التي عرضت لأول مرة عام 1948، وفيها ملكة تتخلى عن طفلها خلال هروبها من تمرد سياسي، فترعاه الخادمة وتقوم على تربيته سنوات طوال، وتعود الملكة مع استقرار الأوضاع وتطالب بالطفل، لكن الخادمة تتمسك به، ويحتار القاضي أيهما أم الطفل؟ هل هي تلك التي أنجبته؟ أم التي تعبت عليه؟ فيرسم دائرة ويضع بداخلها الطفل ويطلب من الملكة والخادمة أن يجذباه لخارج الدائرة. تنجح الملكة في انتزاعه لأن الخادمة من حبها للصغير أشفقت عليه من عنف التجاذب فتركته، وهنا يحكم القاضي لمصلحتها، لأن الأم الحقيقية حسب فكرة الكاتب قد لا تكون من أنجبت لكن من تعبت وربت وسهرت. وقد فعل والدا شنودة بالتبني كل ذلك فهما والداه وليست دور الرعاية الحكومية. لقد تحولت قصة" الباب المغلق" وهي من خيالي إلى حقيقة مؤلمة في حكاية شنودة. وأذكر أن الشاعر الكبير أحمد حجازي تناول تلك القصة في جريدة الأهرام في مقال خاص بعنوان" الباب لايزال مغلقا" في 15 يناير 2014، وقال فيه إن:" حياتنا المشتركة التي بدأناها معا قبل عشرة آلاف عام فوق هذه الأرض وعلي ضفتي هذا النهر وتحت هذه السماء, قبل أن نكون مسلمين وقبل أن نكون مسيحيين هي الأصل, هل نضحي بهذه الحياة المشتركة لأننا أصبحنا ندين بدينين مختلفين؟.. إنني أدعوكم ليس فقط لنقرأها معا, بل لنتقدم نحو هذا الباب المغلق حتي نفتحه". نحن في أمس الحاجة إلى تغيير التشريعات التي تتعلق بالتمييز، وأن نتصدى لكل أشكاله في الجامعات ونوادي كرة القدم وغيرها، وأن نكرس الشعور بالوحدة ، وبأن الدين لله والوطن للجميع، وحينئذ سيكون شنودة لمصر كلها.. تتقدم به، وبأخوته، وبنا ، وتنجح، وتنتصر. ***د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#شنودة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768813
#الحوار_المتمدن
#أحمد_الخميسي في 2008 كتبت قصة بعنوان" الباب المغلق" عن طفلة يتيمة تتبناها أسرة مسيحية فيتم انتزاع الطفلة من الأسرة لأسباب دينية، والمعروف أن الخيالات الأدبية لا تنقلب إلى حقائق في الواقع، لكن ذلك ما حدث في فقد تحولت القصة المؤلفة إلى حقيقة مع أخبار الطفل شنودة الذي عثرت عليه أسرة مسيحية لا تنجب في حمام كنيسة وعمره أيام، وقامت بتربيته أربع سنوات، إلى أن تقدمت قريبة الزوج حرصا على الميراث ببلاغ تطعن في تبني الطفل فانتزعته السلطات من الزوجين وأودعته دار أيتام واعتبرته مسلما فغيرت اسمه من" شنودة " إلى يوسف. ورفع الأبوان دعوى هي الأولى من نوعها ضد وزارة التضامن الاجتماعي، يلتمسان فيها تسليم الصغير إليهما ووقف تغيير ديانته، فقد عثرا عليه في كنيسة وهناك شهود من المسلمين والمسيحيين على ذلك. وقد ودع الطفل أباه لحظة انتزعوه من البيت قائلا :"ماتزعلش ماما في حاجة.. ماما بتحبك"، بينما أعرب أبوه عن استعداده وزوجته للعمل خادمين في دار الرعاية فقط ليظلا بجوار شنودة. إلى هذا الحد يصل بنا الألم من حكاية تمزيق المحبة والأسرة لمصلحة القانون، بينما المفترض أن يخدم القانون الإنسان لا أن يجرده مما لديه. وتطرح تلك الواقعة مشكلة تحديد ديانة مجهولي النسب، كما في حالة شنودة، إذ يستند قانون التبني في مصر إلى الشريعة الاسلامية التي تعتبر أن فاقد الأهلية كالأطفال مسلم بالفطرة، وتطرح الواقعة ضرورة تعديل التشريعات، والاسراع بتسليم الطفل شنودة إلى أبويه اللذين قاما بتربيته ورعايته أربع سنوات، فأمسى قطعة منهما كما أنهما قطعة منه. مأساة التفرقة بين الوالدين والطفل تستدعي إلى الذهن مسرحية بريخت " دائرة الطباشير القوقازية" التي عرضت لأول مرة عام 1948، وفيها ملكة تتخلى عن طفلها خلال هروبها من تمرد سياسي، فترعاه الخادمة وتقوم على تربيته سنوات طوال، وتعود الملكة مع استقرار الأوضاع وتطالب بالطفل، لكن الخادمة تتمسك به، ويحتار القاضي أيهما أم الطفل؟ هل هي تلك التي أنجبته؟ أم التي تعبت عليه؟ فيرسم دائرة ويضع بداخلها الطفل ويطلب من الملكة والخادمة أن يجذباه لخارج الدائرة. تنجح الملكة في انتزاعه لأن الخادمة من حبها للصغير أشفقت عليه من عنف التجاذب فتركته، وهنا يحكم القاضي لمصلحتها، لأن الأم الحقيقية حسب فكرة الكاتب قد لا تكون من أنجبت لكن من تعبت وربت وسهرت. وقد فعل والدا شنودة بالتبني كل ذلك فهما والداه وليست دور الرعاية الحكومية. لقد تحولت قصة" الباب المغلق" وهي من خيالي إلى حقيقة مؤلمة في حكاية شنودة. وأذكر أن الشاعر الكبير أحمد حجازي تناول تلك القصة في جريدة الأهرام في مقال خاص بعنوان" الباب لايزال مغلقا" في 15 يناير 2014، وقال فيه إن:" حياتنا المشتركة التي بدأناها معا قبل عشرة آلاف عام فوق هذه الأرض وعلي ضفتي هذا النهر وتحت هذه السماء, قبل أن نكون مسلمين وقبل أن نكون مسيحيين هي الأصل, هل نضحي بهذه الحياة المشتركة لأننا أصبحنا ندين بدينين مختلفين؟.. إنني أدعوكم ليس فقط لنقرأها معا, بل لنتقدم نحو هذا الباب المغلق حتي نفتحه". نحن في أمس الحاجة إلى تغيير التشريعات التي تتعلق بالتمييز، وأن نتصدى لكل أشكاله في الجامعات ونوادي كرة القدم وغيرها، وأن نكرس الشعور بالوحدة ، وبأن الدين لله والوطن للجميع، وحينئذ سيكون شنودة لمصر كلها.. تتقدم به، وبأخوته، وبنا ، وتنجح، وتنتصر. ***د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري ......
#شنودة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768813
الحوار المتمدن
أحمد الخميسي - شنودة .. لمن ؟