الحوار المتمدن
3.18K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
محمد حسين يونس : ما فائدة إضاءة الانوار في منزل يقطنه عميان.
#الحوار_المتمدن
#محمد_حسين_يونس أمضيت عمرى أكافح كي أشعل شمعة بدلا من أن ألعن الظلام .. بعد ثمانية عقود من ميلادى ..ماذا كانت النتيجة .. الإحباط و الفشل .. إذ ما فائدة إضاءة الأنوار في منزل يقطنه العميان .. بصراحة في هذا العمر أصبحت الحياة بالنسبة لي أضيق من سمت إبرة .. لقد توقف الحلم ..وفشل صراعنا من أجل تحسين شكل المستقبل ..و إضمحلت قوى الحفاظ علي الوضع الطبقي .. فكان السقوط متتاليا مدويا , لم تعد تعنيني مباهج الحياة السوقية التي يبشرون بها .. و لا مشاكلها المفتعلة بقصد .. ولم يعد لي أهداف أود أن أحققها .. لقد تقلصت إرادتني في رغبة البعد عن سكان هذا المكان من الظلمة أو الأغبياء ..وإنهاء اللعبة بأقل التنازلات .. و إغلاق الكتاب .. و الرحيل غير أسف علي حياة أصبحت دون عمق .. خطرة علي مسن مثلي يعيش بين الذئاب و الضوارى التي لا تتوقف عن نهش كل ما تطوله حتي الرمم . أشعر بنفس المرارة التي تكلم بها أصدقاء (سيفاكاس ) و هم يودعونه قبل الرحيل النهائي في رواية كازنتزاكي العبقرية عن مجتمع جزيرة كريت في زمن الإحتلال العثماني (( الحرية أو الموت )). فلنجول قليلا فيما قدمه المبدع اليوناني من أفكارعن كلمة النهاية لأربعة نماذج من المعمرين ( مماثلين لي ) أنفقوا حياتهم يعيشون في ظل جور الأتراك المستعمرين . ونرى بعد أن نقارنها بحالنا هل تغيرت الأمور .. عما كانت عليه في القرن التاسع عشر . فلنتأمل كيف نتلف (نحن) أيام حياتنا ..بعد أن أصبح الجور صناعة محلية يقوم به بعض الأشقياء من أبناء المكان .. تغلبوا علينا بقوة السلاح .. و عاشوا بيننا يستمتعون بالقصور و الترف و السلطة و الجبروت .. و يتركون الفتات مع الفقر و العنت و العنف و التضليل لابناء الشعوب المغلوبة علي أمرها .فنجد أنه حتي شرف الكفاح ضد الغاصب لم يعد متاحا بعد تطور أساليب السيطرة .. وانه لا أمل .. فمهما قدم المفكرون من أفكار .. أو دقوا نواقيس الخطر ..وأضاءوا الأنوار.. فإنه لا نفع منها و لا جديد .. لان من يقطن المنزل باتوا من فاقدى البصر و البصيرة . . عندما إقتربت النهاية ( الفصل قبل الأخير من الرواية ) .. طلب الجد العجوز ( سيفاكاس ) من الأبناء والأحفاد الذين إلتفوا حوله ..أن يخرجوه إلي الفناء و يضعونه فوق الأرض تحت شجرة الليمون (( أريد أن الفظ أخر أنفاسي هناك حيث تلمس الأرض جسدى و حيث المس أنا الأرض )) ثم طلب أن يحضروا له ثلاثة من الأصدقاء المقاربين له في السن و لهم تاريخ مشترك في مقاومة العثمانلي . . .أقام لهم وليمة أكلوا فيها حتي شبعوا و سكروا حتي ثملوا .. كان يريد أن يراهم و يستضيفهم لاخر مرة .. و يسألهم سؤالا يلح علية قبل أن يرحل . (( حسن فإستمعوا إلي إذن .. لقد بلغت من العمر مائة عام و أنتم جميعا تشهدون بأنني حاربت و عملت و بأنني سعدت و حزنت و بأنني أديت واجبي كرجل و ها قد حانت ساعتي فالأرض تفتح لي بابها و هي تريد كما يبدو أن تبتلعني .. حسن فلتبتلعني .. )). ثم سألهم (( إني عندما أستعرض حياتي و أنظر إلي موتي.. أظل أفكر و أفكر من أين جئنا و إلي أين المصير؟ )) بعد حوار طويل و شيق في الرواية .. لا داعي لإيراده حتي لا يثقل المقال . كان الكابتن ماندكاس أول المتكلمين .. أخرج من جرابه إناء زجاجيا واسع الفوهه و مكسو بالجلد ثم شرح (( عندما أسقطني أحد الأتراك فوق الأرض و قضم أذنا من أذني أقسمت أن أقطع أذنا من أذني كل تركي أقتله ثم أضعها داخل هذا الإناء .. قصة حياتي هي ما يقال عن هذه ألأذان يكفي أن أنظر إلي أذن بعدأخرى ثم أحكي قصتها)).. لتعر ......
#فائدة
#إضاءة
#الانوار
#منزل
#يقطنه
#عميان.

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735070