السيد إبراهيم أحمد : عزة أبو العز ترصد -نَزْفُ الْوَرْدَةِ- في بوحٍ جديد..
#الحوار_المتمدن
#السيد_إبراهيم_أحمد وقفت الكاتبة عزة أبو العز في مجموعتها القصصية ”نزف الوردة” الصادرة عن سلسلة كتاب طيوف لعام 2020م على قارعة الزمان لتجمع ـ عبر جغرافية المكان والإنسان معا ـ أزاهير النزف المتنوع والمتباين؛ فأتت بهذه المجموعة التي استعدتْ لها بإحكام وإتقان، وأنضجتها على نار هادئة عبر خطة بحثية أشبه بالأكاديمية، التزمت خلالها بالمناهج التاريخية، والوصفية والتحليلية، فأخرجت للحياة كتابًا مرجعيا يفيد منه قارئ القص، ودارس علمي النفس والاجتماع، بل ومن يدرس الجغرافية البشرية، ومن يهتم بالتغير الاجتماعي ونظرياته، والإنسان وتحولاته، والدارس لعلم الأخلاق، والأكسيولوجي أي مبحث القيم في نسبيته وإطلاقه ثباتًا وتغيرا.​​فالرصد من الكاتبة ـ كما جاء في العنوان ـ مقصود؛ فلم تجمع كل نزفٍ صادفته في رحلتها المريرة بعمق مرارة تجارب كل صاحبة نزف، بل جَدْوَلتْ، وصَنَّفتْ واختارت بحنكة وحكمة؛ فلا يجد القارئ نزفًا لوردة يشبه نزف الأخرى، ولا استعارت تشبيها أو عنوانا من قصة لقصصها نفسها في قصة أخرى، كما التزمت النهج العلمي الحيادي في تجنب التدخل المباشر منها أو الغير المباشر، فالراوي يأخذ مهمة سرد الحوادث، ووصف الأماكن، وتقديم الشخصيات، ونقل كلامها، والتعبير عن أفكارها ومشاعرها وأحاسيسها، كما تقول سيزا قاسم في "بناء الرواية"، على أنها حاولت أن تتوسط المسافة بين الراوي العليم أو "كلي العلم" الذي يعلم بكل شيء متعلق بما يرويه، والراوي المحدود العلم أو "جزئي العلم" الذي غالبا ما يكون هو نفسه شخصية من شخصيات الرواية أو القصة.​​غير أن الكاتبة هنا قد نجحت في عبور جسر الذاتية المتمثل في مجموعتها السابقة "بوح الروح" لتقدم بوحًا جديدًا لا يعلم القارئ الغريب عنها الفواصل التاريخية بين قصتها وقصص الآخرين؛ فقد صار لون نزفها من لونهن، وأنَّاتها من أناتهن، وصرخاتها الموجوعة المكتومة من صرخاتهن، كما نجحت في عبور جسر نزفها لتقدمه للمكتبة الأدبية الإنسانية في عمومها قصًا إنسانيا عالميا مضمونه الإنسان في كل الكون عبر كل الأزمنة، ونجحت الكاتبة أيضًا في سردها دون أن تتدخل بحذف أو وضع نهاية غير التي انتهت بها كل قصة في الواقع، حتى في تحليلها للعلاقات بين الشخصيات قدمتها بما يخدم النص المحكي دون الميل الوجداني لشخصية دون أخرى، تاركة للقارئ إسقاط الوصف المناسب على كل شخصية؛ فلم تنصِّبْ من نفسها قاضية تصدر الأحكام.​​ربما تخيل القارئ أن تحكي هذه المجموعة القصصية للكاتبة عزة أبو العز نزفها الذاتي، وهذا تخيل منه صحيح في توقفه عند إهداء الكاتبة: (إلى مَنْ جعلني أنزفُ بغَزَارَةٍ وبعُمْقٍ وفي صمتٍ، إلى مَنْ ذبحني في الليلة ألف مرةٍ؛ لأفقِد قدرتي على البوحِ والتحليقِ والاتِّـزان، إلى مَنْ أراد موتى بنزفي؛ فبثَّ في جَـنَبَـاتِ روحي القُدرةَ على الشعور والرؤية والتأمل؛ حتى باتت كل آلامِي الجَسِيمَةِ ذرَّاتٍ مُتَنَاهِيَةً فى خِضَـمِّ نزْفِه الغائر)، غير أنه سيغادره هذا التوهم عندما يدخل في المتن الحكائي لقصص المجموعة، كما كان الإهداء منها نيابة منها عن حال النازفات المنتصرات على من تعمدوا طعنهن وقتلهن، فصار الإهداء في ذاته قصة قصيرة جدا عند إتمام قراءته: (أُهديكَ ـ وكُلَّ مَنْ علَى شاكِلَـتِك من أشباهِ الرجال ـ "نزْف الوردة" لعلَّ وعسى أنْ تعترفُوا بِـأنَّ مُهلِكَ الوردة ليس كـراعِيها، فشَـتَّان ما بين القُبحِ والجَمال)، وجمعها الرجل أو شبيهه على أشباه الرجال هو ما يلامس الذاتية ويفارقها في آن، ويؤكد نيابتها عن النازفات. ​​جاء عنوان المجموعة "نزفُ الوردةِ ......
#العز
#ترصد
#-نَزْفُ
#الْوَرْدَةِ-
#بوحٍ
#جديد..
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701538
#الحوار_المتمدن
#السيد_إبراهيم_أحمد وقفت الكاتبة عزة أبو العز في مجموعتها القصصية ”نزف الوردة” الصادرة عن سلسلة كتاب طيوف لعام 2020م على قارعة الزمان لتجمع ـ عبر جغرافية المكان والإنسان معا ـ أزاهير النزف المتنوع والمتباين؛ فأتت بهذه المجموعة التي استعدتْ لها بإحكام وإتقان، وأنضجتها على نار هادئة عبر خطة بحثية أشبه بالأكاديمية، التزمت خلالها بالمناهج التاريخية، والوصفية والتحليلية، فأخرجت للحياة كتابًا مرجعيا يفيد منه قارئ القص، ودارس علمي النفس والاجتماع، بل ومن يدرس الجغرافية البشرية، ومن يهتم بالتغير الاجتماعي ونظرياته، والإنسان وتحولاته، والدارس لعلم الأخلاق، والأكسيولوجي أي مبحث القيم في نسبيته وإطلاقه ثباتًا وتغيرا.​​فالرصد من الكاتبة ـ كما جاء في العنوان ـ مقصود؛ فلم تجمع كل نزفٍ صادفته في رحلتها المريرة بعمق مرارة تجارب كل صاحبة نزف، بل جَدْوَلتْ، وصَنَّفتْ واختارت بحنكة وحكمة؛ فلا يجد القارئ نزفًا لوردة يشبه نزف الأخرى، ولا استعارت تشبيها أو عنوانا من قصة لقصصها نفسها في قصة أخرى، كما التزمت النهج العلمي الحيادي في تجنب التدخل المباشر منها أو الغير المباشر، فالراوي يأخذ مهمة سرد الحوادث، ووصف الأماكن، وتقديم الشخصيات، ونقل كلامها، والتعبير عن أفكارها ومشاعرها وأحاسيسها، كما تقول سيزا قاسم في "بناء الرواية"، على أنها حاولت أن تتوسط المسافة بين الراوي العليم أو "كلي العلم" الذي يعلم بكل شيء متعلق بما يرويه، والراوي المحدود العلم أو "جزئي العلم" الذي غالبا ما يكون هو نفسه شخصية من شخصيات الرواية أو القصة.​​غير أن الكاتبة هنا قد نجحت في عبور جسر الذاتية المتمثل في مجموعتها السابقة "بوح الروح" لتقدم بوحًا جديدًا لا يعلم القارئ الغريب عنها الفواصل التاريخية بين قصتها وقصص الآخرين؛ فقد صار لون نزفها من لونهن، وأنَّاتها من أناتهن، وصرخاتها الموجوعة المكتومة من صرخاتهن، كما نجحت في عبور جسر نزفها لتقدمه للمكتبة الأدبية الإنسانية في عمومها قصًا إنسانيا عالميا مضمونه الإنسان في كل الكون عبر كل الأزمنة، ونجحت الكاتبة أيضًا في سردها دون أن تتدخل بحذف أو وضع نهاية غير التي انتهت بها كل قصة في الواقع، حتى في تحليلها للعلاقات بين الشخصيات قدمتها بما يخدم النص المحكي دون الميل الوجداني لشخصية دون أخرى، تاركة للقارئ إسقاط الوصف المناسب على كل شخصية؛ فلم تنصِّبْ من نفسها قاضية تصدر الأحكام.​​ربما تخيل القارئ أن تحكي هذه المجموعة القصصية للكاتبة عزة أبو العز نزفها الذاتي، وهذا تخيل منه صحيح في توقفه عند إهداء الكاتبة: (إلى مَنْ جعلني أنزفُ بغَزَارَةٍ وبعُمْقٍ وفي صمتٍ، إلى مَنْ ذبحني في الليلة ألف مرةٍ؛ لأفقِد قدرتي على البوحِ والتحليقِ والاتِّـزان، إلى مَنْ أراد موتى بنزفي؛ فبثَّ في جَـنَبَـاتِ روحي القُدرةَ على الشعور والرؤية والتأمل؛ حتى باتت كل آلامِي الجَسِيمَةِ ذرَّاتٍ مُتَنَاهِيَةً فى خِضَـمِّ نزْفِه الغائر)، غير أنه سيغادره هذا التوهم عندما يدخل في المتن الحكائي لقصص المجموعة، كما كان الإهداء منها نيابة منها عن حال النازفات المنتصرات على من تعمدوا طعنهن وقتلهن، فصار الإهداء في ذاته قصة قصيرة جدا عند إتمام قراءته: (أُهديكَ ـ وكُلَّ مَنْ علَى شاكِلَـتِك من أشباهِ الرجال ـ "نزْف الوردة" لعلَّ وعسى أنْ تعترفُوا بِـأنَّ مُهلِكَ الوردة ليس كـراعِيها، فشَـتَّان ما بين القُبحِ والجَمال)، وجمعها الرجل أو شبيهه على أشباه الرجال هو ما يلامس الذاتية ويفارقها في آن، ويؤكد نيابتها عن النازفات. ​​جاء عنوان المجموعة "نزفُ الوردةِ ......
#العز
#ترصد
#-نَزْفُ
#الْوَرْدَةِ-
#بوحٍ
#جديد..
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=701538
الحوار المتمدن
السيد إبراهيم أحمد - عزة أبو العز ترصد -نَزْفُ الْوَرْدَةِ- في بوحٍ جديد..