حسن أحراث : بوح في ذكرى ميلاد رفيقتي نعيمة حسن ونعيمة
#الحوار_المتمدن
#حسن_أحراث ارتبطت بي رفيقتي نعيمة الزيتوني سنة 1990، وهي في السابعة والعشرين (27) من عمرها. إنه سن الزهور، سن النضج والتجربة والمسؤولية.. ارتبطت بي في عمق دهاليز المركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء (موريزكو)، بل في فرن حارق ونحن في السنة الخامسة (05) من الإضراب اللامحدود عن الطعام.. كانت شابة جميلة ومرحة من مدينة سيدي قاسم، حي أفكا.. كانت لمستها "بردا وسلاما" وهي تستبدل المسبار (SONDE GASTRIQUE) الذي كان يخترق رغما عنا تضاريس جسدنا الباطنية، عبر الأنف والبلعوم والمريء (œsophage) حتى أعماق المعدة.. ممرضة أنيقة ولطيفة، ووصفها يفوق إبداع رابح درياسة.. كان عمري حينذاك يتجاوز الستين (60) سنة.. كنت شيخا، بل كهلا هرما غارقا في "أوحالي" ..أعتذر، أمزح فقط.. كنت في الواحد والثلاثين سنة (31).. كنت شابا على الورق وفي أعين رفيقتي؛ لكني بالفعل كنت في صورة عجوز، كهل هرم بفعل سنوات الإضراب عن الطعام والحصار والشعر الكث والمتسخ والتجاعيد والأظافر/المخالب...كانت مستقرة مهنيا واجتماعيا، بينما كنت مكبلا بقيود الجلاد وبسلاسل زمن الطاعة والولاء.. كنت غارقا في غياهب المجهول.. امتطت من أجلي صهوة تسع سنوات انتظارا (حتى سنة 1999).. لكنها ربحت الرهان وتعانقنا بعيدا عن أعين الجلاد الجاحظة سنة 1991.. رسمنا معا ملامح المستقبل.. كان تفاؤلنا بدون ضفاف وبدون شطآن.. كان حلمنا يسع الكون.. انتزعنا لحظات فرح ومرح وصنعنا مجدنا بأيدينا، بل وحددنا مصيرنا..قالت عن اقتناع وعلى رؤوس الأشهاد: "خذوا المناصب، خذوا المكاسب؛ لكن خلو لي حبيبي/رفيقي/قضيتي" (عن لطفي بوشناق بتصرف)..اصطدمنا بالواقع المر والمُجحف وأرهقتنا طعنات الغدر، كما "رفاق" كثيرين.. صمدت رفيقتي نعيمة وقاومت، "ولم تنزو في ثياب" النكوص أو الخضوع (عن مارسيل خليفة بتصرف).. لم يخنقها غبار الطريق ولم ينل من عزيمتها هول الانكسارات.. تحدت "بؤسي" وتجاهلت سنوات اعتقالي (15 سنة) وواصلت المشي على الجرح، بينما خان "رفاق" كثيرون وارتدوا وانهزموا.عبرت سدودا وجسورا لتصل إلينا، ولتنثر "عبوات" الحياة والأمل داخل القبو الذي كانت جدرانه الصدئة تضغط على أضلاعنا.. مر الآن عمر جميل.. اثنان وثلاثون (32) سنة من الحب والوفاء والإخلاص للعهد..ردح/دهر أثمر ثلاثة أبناء وتضحيات وعلاقات إنسانية رائعة وطيبة في صفوف العائلتين والأصدقاء والرفاق.. "هرمنا"، لكن حبّنا يشعّ شبابا ووفاء لمسار نضالي متواصل..ذكرى ميلاد سعيدة رفيقتي الغالية نعيمة... ......
#ذكرى
#ميلاد
#رفيقتي
#نعيمة
#ونعيمة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768209
#الحوار_المتمدن
#حسن_أحراث ارتبطت بي رفيقتي نعيمة الزيتوني سنة 1990، وهي في السابعة والعشرين (27) من عمرها. إنه سن الزهور، سن النضج والتجربة والمسؤولية.. ارتبطت بي في عمق دهاليز المركز الاستشفائي ابن رشد بالدار البيضاء (موريزكو)، بل في فرن حارق ونحن في السنة الخامسة (05) من الإضراب اللامحدود عن الطعام.. كانت شابة جميلة ومرحة من مدينة سيدي قاسم، حي أفكا.. كانت لمستها "بردا وسلاما" وهي تستبدل المسبار (SONDE GASTRIQUE) الذي كان يخترق رغما عنا تضاريس جسدنا الباطنية، عبر الأنف والبلعوم والمريء (œsophage) حتى أعماق المعدة.. ممرضة أنيقة ولطيفة، ووصفها يفوق إبداع رابح درياسة.. كان عمري حينذاك يتجاوز الستين (60) سنة.. كنت شيخا، بل كهلا هرما غارقا في "أوحالي" ..أعتذر، أمزح فقط.. كنت في الواحد والثلاثين سنة (31).. كنت شابا على الورق وفي أعين رفيقتي؛ لكني بالفعل كنت في صورة عجوز، كهل هرم بفعل سنوات الإضراب عن الطعام والحصار والشعر الكث والمتسخ والتجاعيد والأظافر/المخالب...كانت مستقرة مهنيا واجتماعيا، بينما كنت مكبلا بقيود الجلاد وبسلاسل زمن الطاعة والولاء.. كنت غارقا في غياهب المجهول.. امتطت من أجلي صهوة تسع سنوات انتظارا (حتى سنة 1999).. لكنها ربحت الرهان وتعانقنا بعيدا عن أعين الجلاد الجاحظة سنة 1991.. رسمنا معا ملامح المستقبل.. كان تفاؤلنا بدون ضفاف وبدون شطآن.. كان حلمنا يسع الكون.. انتزعنا لحظات فرح ومرح وصنعنا مجدنا بأيدينا، بل وحددنا مصيرنا..قالت عن اقتناع وعلى رؤوس الأشهاد: "خذوا المناصب، خذوا المكاسب؛ لكن خلو لي حبيبي/رفيقي/قضيتي" (عن لطفي بوشناق بتصرف)..اصطدمنا بالواقع المر والمُجحف وأرهقتنا طعنات الغدر، كما "رفاق" كثيرين.. صمدت رفيقتي نعيمة وقاومت، "ولم تنزو في ثياب" النكوص أو الخضوع (عن مارسيل خليفة بتصرف).. لم يخنقها غبار الطريق ولم ينل من عزيمتها هول الانكسارات.. تحدت "بؤسي" وتجاهلت سنوات اعتقالي (15 سنة) وواصلت المشي على الجرح، بينما خان "رفاق" كثيرون وارتدوا وانهزموا.عبرت سدودا وجسورا لتصل إلينا، ولتنثر "عبوات" الحياة والأمل داخل القبو الذي كانت جدرانه الصدئة تضغط على أضلاعنا.. مر الآن عمر جميل.. اثنان وثلاثون (32) سنة من الحب والوفاء والإخلاص للعهد..ردح/دهر أثمر ثلاثة أبناء وتضحيات وعلاقات إنسانية رائعة وطيبة في صفوف العائلتين والأصدقاء والرفاق.. "هرمنا"، لكن حبّنا يشعّ شبابا ووفاء لمسار نضالي متواصل..ذكرى ميلاد سعيدة رفيقتي الغالية نعيمة... ......
#ذكرى
#ميلاد
#رفيقتي
#نعيمة
#ونعيمة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=768209
الحوار المتمدن
حسن أحراث - بوح في ذكرى ميلاد رفيقتي نعيمة (حسن ونعيمة)