كافي علي : نعمة الحواس ومعجزة الإحساس
#الحوار_المتمدن
#كافي_علي كان لي جدة اسمها شنينة، والشنينة تعني اللبن الزبادي المخفف بالماء. كانت جدتي لذيذة وطيبة كاللبن، خاصة عندما تضمنا نحن أحفادها بين ذراعيها لتقبلنا وتشمنا حتى قطع النفس لتجعل من قبلتها ذاكرة راسخة في مخيلتنا.لم تكن لجدتي شبيهة في نساء القبيلة، وكانت اينما ذهبت تثير غيرة النساء منها، فإن لم تكن هناك امرأة تغار من جمالها الأخاذ وقوامها الممشوق، فهي تغار من كبريائها وعزة نفسها. ورغم أنها كانت جميلة النساء إلا أنها كانت تفكر وتعمل وتدير شؤون أبنائها وبناتها وأحفادها كرجال القبيلة.لا أتذكر بأن أحد تجرأ على الوقوف في وجهها أو تعامل معها كالضد للضد أو الند للند إلا تلك المرة التي هرب بها حفيدها من أمه واختبأ خلفها فتجرأت كنتها على سحبه بجسارة رغم رفضها، حينها غضبت جدتي وبرقت عينيها ورعد صوتها حتى خافت الأرض ولم تعد تقوى على حملها، فسقطت مشلولة ومنذ حينها دار زمانها وتغيرت احوالنا واحوالها.ولأن قوتها كانت تتدفق من عنادها وكبريائها وعزيمتها لا من جسدهاقررت أن تستعيد عافيتها بإرادتها وإصرارها، وبالفعل تمكنت من النهوض من فراشها والمشي على اقدامها. في الصباح الباكر كانت جدتي تطلب مني مرافقتها ومساعدها للتوازن اثناء سيرها وهي تقول خذني إلى الخارج اشبع من هواء الله ودنياه.كانت تستنشق بعمق هواء الصباح البارد، وتلتهم بعينيها الخضراوين الواسعتين كوسع صبرها كل ما يقع عليه بصرها،الطريق، الناس، البيوت، الاشجار. وكانت الحكمة تتدفق كالنبع الصافي من فمها، وأنا أجعل من رأسي وعاء يحتفظ بكل كلمة تقولها.جدتي شنينة علمتني بأن النعم ليس بين جدران البيوت فقط، ولكن في كل ما تراه العيون وتسمعه الآذان وتشمه الأنوف، وبأن الأفواه لم تُخلق للذيذ الطعام فقط ولكن لطيب الكلام وزاد الحكمة.علمتني بأن الحواس نعمة والإحساس معجزة، وقيمة الموجودات لا بذاتها ولكن بمتعة الشعور بها، فكل ثمين رخيص عندما نفقد الشعور به ......
#نعمة
#الحواس
#ومعجزة
#الإحساس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723998
#الحوار_المتمدن
#كافي_علي كان لي جدة اسمها شنينة، والشنينة تعني اللبن الزبادي المخفف بالماء. كانت جدتي لذيذة وطيبة كاللبن، خاصة عندما تضمنا نحن أحفادها بين ذراعيها لتقبلنا وتشمنا حتى قطع النفس لتجعل من قبلتها ذاكرة راسخة في مخيلتنا.لم تكن لجدتي شبيهة في نساء القبيلة، وكانت اينما ذهبت تثير غيرة النساء منها، فإن لم تكن هناك امرأة تغار من جمالها الأخاذ وقوامها الممشوق، فهي تغار من كبريائها وعزة نفسها. ورغم أنها كانت جميلة النساء إلا أنها كانت تفكر وتعمل وتدير شؤون أبنائها وبناتها وأحفادها كرجال القبيلة.لا أتذكر بأن أحد تجرأ على الوقوف في وجهها أو تعامل معها كالضد للضد أو الند للند إلا تلك المرة التي هرب بها حفيدها من أمه واختبأ خلفها فتجرأت كنتها على سحبه بجسارة رغم رفضها، حينها غضبت جدتي وبرقت عينيها ورعد صوتها حتى خافت الأرض ولم تعد تقوى على حملها، فسقطت مشلولة ومنذ حينها دار زمانها وتغيرت احوالنا واحوالها.ولأن قوتها كانت تتدفق من عنادها وكبريائها وعزيمتها لا من جسدهاقررت أن تستعيد عافيتها بإرادتها وإصرارها، وبالفعل تمكنت من النهوض من فراشها والمشي على اقدامها. في الصباح الباكر كانت جدتي تطلب مني مرافقتها ومساعدها للتوازن اثناء سيرها وهي تقول خذني إلى الخارج اشبع من هواء الله ودنياه.كانت تستنشق بعمق هواء الصباح البارد، وتلتهم بعينيها الخضراوين الواسعتين كوسع صبرها كل ما يقع عليه بصرها،الطريق، الناس، البيوت، الاشجار. وكانت الحكمة تتدفق كالنبع الصافي من فمها، وأنا أجعل من رأسي وعاء يحتفظ بكل كلمة تقولها.جدتي شنينة علمتني بأن النعم ليس بين جدران البيوت فقط، ولكن في كل ما تراه العيون وتسمعه الآذان وتشمه الأنوف، وبأن الأفواه لم تُخلق للذيذ الطعام فقط ولكن لطيب الكلام وزاد الحكمة.علمتني بأن الحواس نعمة والإحساس معجزة، وقيمة الموجودات لا بذاتها ولكن بمتعة الشعور بها، فكل ثمين رخيص عندما نفقد الشعور به ......
#نعمة
#الحواس
#ومعجزة
#الإحساس
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=723998
الحوار المتمدن
كافي علي - نعمة الحواس ومعجزة الإحساس
سعود سالم : الإنسان ومعجزة العقل
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم لقد تحدثنا في سلسلة من المقالات السابقة عن الإنسان كـ " حيوان قاتل " له القدرة على إزهاق أرواح بشرية أخرى وقطع رؤوسها وتفجير أجسادها بالديناميت، غير أن الإنسان قبل أن يكون حيوانا يقتل ويدمر وينشر الخراب في العالم، فإنه حيوان "عاقل" حسب ما اتفق عليه العديد من الفلاسفة والعلماء قديما وحديثا. ذلك أن عملية القتل ذاتها تتطلب مجموعة من العمليات العقلية المنظمة والمتراتبة ليكتمل الفعل ويصل إلى مستواه النهائي. فلابد للقاتل من أن يحدد ضحيته أو هدفه ويحدد الوسيلة التي يريد إستعمالها وكذلك المكان والزمن.. إلخ. وكل هذه العمليات تتطلب شيئا نسميه مؤقتا "العقل" قادر على تنظيم وتنفيذ هذه السلسلة من الأعمال من بدايتها إلى نهايتها. ولا نشك لحظة واحدة في أن عقل القاتل لا يختلف في جوهره عن عقل المقتول .. فنحن جميعا نمتلك هذه الخاصية العجيبة المتمثلة في القدرة على "التفكير" والتنظيم والإعداد لأعمال مستقبلية وإيجاد العلاقات بين الأشياء والمواقف وتوقع النتائج لتفاديها أو لتأكيدها. فالعقل "فعل" قائم على التجريد وإيجاد علاقات الارتباط والاقتران والتتابع بين الأشياء والظواهر كما تتجلى في علاقات عديدة كالسببية والتعليل والإستنباط والتدليل .. فالقول بأن الإنسان حيوان "قاتل"، هو مجرد تعبير مجازي للدلالة على أن بعض أفراد قبيلة "الإنسان" قادرون على هذا الفعل كما هناك آخرون قادرون على أفعال أخرى مغايرة متعددة. وهنا لا بد من الإعتراف بأن العنف لايشكل في صورته التاريخية التي درسناها في المواضيع السابقة، طبيعة البشرأو جوهرالبشرية، لأن أغلبية البشر ليسوا قتلة ولأن أغلبية العائلة الإنسانية لا تمارس العنف أو الإرهاب وإنما تمارس " الحياة " ببساطتها ورتابتها رغم خلوها من المعنى أو من أي هدف غائي أو متعال. فالإنسان، حسب التعريفات المتعددة المتفق عليها، هو كائن حي مثله مثل كل الكائنات، ينتصب واقفا على قدمين وله القدرة على الحركة، يمشي ويتسكع ويجري ويتسلق الأشجار والهضاب .. يمتلك جهاز عصبي مركزه" الدماغ " عالي التطوروشديد التعقيد، يمكن الإنسان من التفكير المجرد وتكوين المفاهيم والتصورات والمقولات مستخدما اللغة والتفكير والحلم والتخيل وقادر على التوصل لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي يواجهها. ويمتلك جسدا منتصبا ذا أطراف يسهل تحريكها وتعمل بتناسق كامل مع الدماغ تجعل من الإنسان الكائن الحي الوحيد الذي يستطيع توظيف قدراته العقلية والجسدية لصناعة الأدوات التي يحتاجها من المواد الطبيعية التي يستخرجها من باطن الأرض أو التي تتواجد حوله، وقادر أيضا على تغيير "الطبيعة " واستغلالها فيما يسهل حياته اليومية. بالإضافة، الإنسان مثل معظم الرئيسيات العليا كائن "اجتماعي"، يعيش في مجموعات بشرية متفاوتة الحجم مثل القطعان ولكنه يتميز بقدرته على خلق شبكات معقدة من العلاقات الاجتماعية للتعبير عن الذات وتبادل الأفكار والمعلومات والتجارب والخبرات وتنظيم هياكل ومؤسسات اجتماعية بالمشاركة مع قطعان أخرى بدءا من تكوين العائلات والقبائل وانتهاءا بالشعوب والأمم. التفاعل الاجتماعي بين البشر كضرورة حيوية في محيط طبيعي شرس أسفر عن ظهور منظومات واسعة ومتنوعة من المقاييس والمعايير والمبادئ لتنظيم الحياة داخل كل خلية بشرية، وكذلك العديد من القيم والقوانين الاجتماعية والطقوس الدينية التي تشكل عمليا أساس كل مجتمع إنساني. ويتميز الإنسان أيضا بما يسمى بالحس الجمالي وتذوقه لظاهرة الجمال والإستمتاع، وهو ما يبعث في الإنسان الحاجة للتعبير عن الذات بواسطة الخلق والإبداع في الفن والأدب والموسيقى والأكل واللباس والسكن. وكذلك قدرة ......
#الإنسان
#ومعجزة
#العقل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744280
#الحوار_المتمدن
#سعود_سالم لقد تحدثنا في سلسلة من المقالات السابقة عن الإنسان كـ " حيوان قاتل " له القدرة على إزهاق أرواح بشرية أخرى وقطع رؤوسها وتفجير أجسادها بالديناميت، غير أن الإنسان قبل أن يكون حيوانا يقتل ويدمر وينشر الخراب في العالم، فإنه حيوان "عاقل" حسب ما اتفق عليه العديد من الفلاسفة والعلماء قديما وحديثا. ذلك أن عملية القتل ذاتها تتطلب مجموعة من العمليات العقلية المنظمة والمتراتبة ليكتمل الفعل ويصل إلى مستواه النهائي. فلابد للقاتل من أن يحدد ضحيته أو هدفه ويحدد الوسيلة التي يريد إستعمالها وكذلك المكان والزمن.. إلخ. وكل هذه العمليات تتطلب شيئا نسميه مؤقتا "العقل" قادر على تنظيم وتنفيذ هذه السلسلة من الأعمال من بدايتها إلى نهايتها. ولا نشك لحظة واحدة في أن عقل القاتل لا يختلف في جوهره عن عقل المقتول .. فنحن جميعا نمتلك هذه الخاصية العجيبة المتمثلة في القدرة على "التفكير" والتنظيم والإعداد لأعمال مستقبلية وإيجاد العلاقات بين الأشياء والمواقف وتوقع النتائج لتفاديها أو لتأكيدها. فالعقل "فعل" قائم على التجريد وإيجاد علاقات الارتباط والاقتران والتتابع بين الأشياء والظواهر كما تتجلى في علاقات عديدة كالسببية والتعليل والإستنباط والتدليل .. فالقول بأن الإنسان حيوان "قاتل"، هو مجرد تعبير مجازي للدلالة على أن بعض أفراد قبيلة "الإنسان" قادرون على هذا الفعل كما هناك آخرون قادرون على أفعال أخرى مغايرة متعددة. وهنا لا بد من الإعتراف بأن العنف لايشكل في صورته التاريخية التي درسناها في المواضيع السابقة، طبيعة البشرأو جوهرالبشرية، لأن أغلبية البشر ليسوا قتلة ولأن أغلبية العائلة الإنسانية لا تمارس العنف أو الإرهاب وإنما تمارس " الحياة " ببساطتها ورتابتها رغم خلوها من المعنى أو من أي هدف غائي أو متعال. فالإنسان، حسب التعريفات المتعددة المتفق عليها، هو كائن حي مثله مثل كل الكائنات، ينتصب واقفا على قدمين وله القدرة على الحركة، يمشي ويتسكع ويجري ويتسلق الأشجار والهضاب .. يمتلك جهاز عصبي مركزه" الدماغ " عالي التطوروشديد التعقيد، يمكن الإنسان من التفكير المجرد وتكوين المفاهيم والتصورات والمقولات مستخدما اللغة والتفكير والحلم والتخيل وقادر على التوصل لإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي يواجهها. ويمتلك جسدا منتصبا ذا أطراف يسهل تحريكها وتعمل بتناسق كامل مع الدماغ تجعل من الإنسان الكائن الحي الوحيد الذي يستطيع توظيف قدراته العقلية والجسدية لصناعة الأدوات التي يحتاجها من المواد الطبيعية التي يستخرجها من باطن الأرض أو التي تتواجد حوله، وقادر أيضا على تغيير "الطبيعة " واستغلالها فيما يسهل حياته اليومية. بالإضافة، الإنسان مثل معظم الرئيسيات العليا كائن "اجتماعي"، يعيش في مجموعات بشرية متفاوتة الحجم مثل القطعان ولكنه يتميز بقدرته على خلق شبكات معقدة من العلاقات الاجتماعية للتعبير عن الذات وتبادل الأفكار والمعلومات والتجارب والخبرات وتنظيم هياكل ومؤسسات اجتماعية بالمشاركة مع قطعان أخرى بدءا من تكوين العائلات والقبائل وانتهاءا بالشعوب والأمم. التفاعل الاجتماعي بين البشر كضرورة حيوية في محيط طبيعي شرس أسفر عن ظهور منظومات واسعة ومتنوعة من المقاييس والمعايير والمبادئ لتنظيم الحياة داخل كل خلية بشرية، وكذلك العديد من القيم والقوانين الاجتماعية والطقوس الدينية التي تشكل عمليا أساس كل مجتمع إنساني. ويتميز الإنسان أيضا بما يسمى بالحس الجمالي وتذوقه لظاهرة الجمال والإستمتاع، وهو ما يبعث في الإنسان الحاجة للتعبير عن الذات بواسطة الخلق والإبداع في الفن والأدب والموسيقى والأكل واللباس والسكن. وكذلك قدرة ......
#الإنسان
#ومعجزة
#العقل
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744280
الحوار المتمدن
سعود سالم - الإنسان ومعجزة العقل