حمزة الذهبي : متعة السفر
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي يدخل فيليب - وهو رجل خمسيني، يحب الرسم ، حياته سلسلة من الأسفار- إلى المكتبة بثيابه الغريبة، اللافتة للانتباه، ويسأل صاحبة المكتبة إذا كان لديها كتب عن أستراليا لأنه يريد السفر إلى هذا البلد – فهو رجل يحب السفر وقد زار 49 بلد من أصل 207 من البلدان الموجودة فوق الكوكب – تنصحه صاحبة المكتبة بأخذ أحد الكتب، فيأخذه ويأخذ معه دليل غاليمار حول أستراليا .تنصرم عدة أسابيع قبل أن يعود فيليب إلى المكتبة مرة أخرى، يأتي والابتسامة مرسومة على وجهه ليحكي لها بحماس وسعادة عن الأماكن التي ذهب إليها في ذلك البلد، يقول لها بأن أستراليا كانت بلد رائع !! ثم يضيف : "وقد منحتني رحلتي إلى أستراليا الرغبة في زيارة نيوزيلندا."لهذا يطلب منها أن تعطيه كتاب حول نيوزيلندا. تقدم له الكتاب وتعيره قرص دي في دي لفيلم درس البيانو وهو فيلم جرت أحدثه في نيوزيلندا. بعد شهر يعود فيليب ، لكنه لا يأتي خاوي اليدين ، يجلب لصاحبة المكتبة هدية وهي لوحة مائية ، تمثل شاطئا جميلا جدا تتكسر فوقه مياه عاصفية ، بينما يوجد بيانو وحيد وسط الساحل تجلس أمامه امرأة ، المرأة هي صاحبة المكتبة ، اكتشفت أنها كانت نموذج الرسام وأخبرها ما عرفته : المرأة هي أنت في نيوزيلندا !!! ثم طلب منها أن تنصحه ببلد يذهب إلى زيارته ، قالت له بأنها ليست " وكالة أسفار وأنت أكثر خبرة مني في هذا المجال! كيف تريد مني أن أُوجهك " فقال لها بأن لديه فكرة ، أخبريني عن آخر كتاب قرأته وأحببتيه حقا وتدور أحداثه في بلد أجنبي!! تخبره بأنها قرأت كتاب " القاضي تي" لكاتب هولندي كان متخصصا في الصين ، كتبه شديدة الحيوية وستحمله إلى صين ما قبل ماو بكيفية جيدة التوثيق !! يأخذ " القاضي تي " ودليل غاليمار حول الصين ، يحمل جسده وينصرف !!صاحبة المكتبة ، ذات مساء ، رأت معرض يعرض لوحات شبيهة باللوحة التي قدمها إليها فيليب ، هناك التقت ابنة فيليب ، تجاذبت معها أطراف الحديث واكتشفت أن فيليب لم يكن يسافر حقا .نعم لم يكن يسافر .لكنه مع ذلك كان يسافر .كان يسافر من خلال الكتب التي يقرأها .نعم لا داعي للاستغراب : الكتب أيها الأعزاء تملك هذه القدرة ، القدرة على جعلنا نسافر إلى أماكن ربما ليس في استطاعتنا أن نسافر إليها !! عندما نقرأ كتاب ما فنحن نسافر داخل تلك العوالم التي ينسجها الكاتب !! تفتح كتاب ، تستغرق في قراءته ثم تجد نفسك ولجت إلى عالمه ، تنسى العالم الخارجي ، بل يمكن القول أنه لا يبقى لك وجود خارجي ما دام الكتاب مفتوح !!! سيقول قائل أن الأمر مجرد قصة روائية لا أساس من الصحة أبدعتها يد الكاتب إيريك دو كيرميل في روايته "مكتبة ساحة الأعشاب" ، بيد أني ، من خلال تجربتي الخاصة ، أؤكد لكم ، أيها الأعزاء، أن الأمر يحدث فعلاً ، إذ خلال هذا الحجر الصحي الذي فُرض علينا نتيجة تفشي هذه الجائحة التي عصفت بالعالم ، لم يكن مسموح لنا بالخروج ، بيد أني كنت أخرج، ألتقط كتاب من مكتبتي فأجد نفسي في صحراء ليبيا تارة مع إبراهيم الكوني وتارة أخرى مع شكري في مدينة طنجة وتارة ثالثة في سيبيريا الباردة مع ديستوفسكي ، ومثل كل سفر كنت أتوه أحياناً ، لا أعرف أين أنا ، لأكتشف أن الكاتب الأرجنتيني بورخيس كان مُحقا عندما قال أن الكتاب الواحد يمكن أن يمثل مكان نضيع فيه ونتوه . فالكتب تملك هذه القدرة ، إنها ميزتها وإلا لن تكون كتب !! عود على ذي بدء :بعد عدة أسابيع يدلف فيليب إلى داخل المكتبة ويخبر صاحبة المكتبة عن رحلته الى الصين وأن بيكين مدينة يصعب العيش فيها .ثم يضيف : لكن ما إن نبتعد عن المدينة الكبي ......
#متعة
#السفر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681404
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي يدخل فيليب - وهو رجل خمسيني، يحب الرسم ، حياته سلسلة من الأسفار- إلى المكتبة بثيابه الغريبة، اللافتة للانتباه، ويسأل صاحبة المكتبة إذا كان لديها كتب عن أستراليا لأنه يريد السفر إلى هذا البلد – فهو رجل يحب السفر وقد زار 49 بلد من أصل 207 من البلدان الموجودة فوق الكوكب – تنصحه صاحبة المكتبة بأخذ أحد الكتب، فيأخذه ويأخذ معه دليل غاليمار حول أستراليا .تنصرم عدة أسابيع قبل أن يعود فيليب إلى المكتبة مرة أخرى، يأتي والابتسامة مرسومة على وجهه ليحكي لها بحماس وسعادة عن الأماكن التي ذهب إليها في ذلك البلد، يقول لها بأن أستراليا كانت بلد رائع !! ثم يضيف : "وقد منحتني رحلتي إلى أستراليا الرغبة في زيارة نيوزيلندا."لهذا يطلب منها أن تعطيه كتاب حول نيوزيلندا. تقدم له الكتاب وتعيره قرص دي في دي لفيلم درس البيانو وهو فيلم جرت أحدثه في نيوزيلندا. بعد شهر يعود فيليب ، لكنه لا يأتي خاوي اليدين ، يجلب لصاحبة المكتبة هدية وهي لوحة مائية ، تمثل شاطئا جميلا جدا تتكسر فوقه مياه عاصفية ، بينما يوجد بيانو وحيد وسط الساحل تجلس أمامه امرأة ، المرأة هي صاحبة المكتبة ، اكتشفت أنها كانت نموذج الرسام وأخبرها ما عرفته : المرأة هي أنت في نيوزيلندا !!! ثم طلب منها أن تنصحه ببلد يذهب إلى زيارته ، قالت له بأنها ليست " وكالة أسفار وأنت أكثر خبرة مني في هذا المجال! كيف تريد مني أن أُوجهك " فقال لها بأن لديه فكرة ، أخبريني عن آخر كتاب قرأته وأحببتيه حقا وتدور أحداثه في بلد أجنبي!! تخبره بأنها قرأت كتاب " القاضي تي" لكاتب هولندي كان متخصصا في الصين ، كتبه شديدة الحيوية وستحمله إلى صين ما قبل ماو بكيفية جيدة التوثيق !! يأخذ " القاضي تي " ودليل غاليمار حول الصين ، يحمل جسده وينصرف !!صاحبة المكتبة ، ذات مساء ، رأت معرض يعرض لوحات شبيهة باللوحة التي قدمها إليها فيليب ، هناك التقت ابنة فيليب ، تجاذبت معها أطراف الحديث واكتشفت أن فيليب لم يكن يسافر حقا .نعم لم يكن يسافر .لكنه مع ذلك كان يسافر .كان يسافر من خلال الكتب التي يقرأها .نعم لا داعي للاستغراب : الكتب أيها الأعزاء تملك هذه القدرة ، القدرة على جعلنا نسافر إلى أماكن ربما ليس في استطاعتنا أن نسافر إليها !! عندما نقرأ كتاب ما فنحن نسافر داخل تلك العوالم التي ينسجها الكاتب !! تفتح كتاب ، تستغرق في قراءته ثم تجد نفسك ولجت إلى عالمه ، تنسى العالم الخارجي ، بل يمكن القول أنه لا يبقى لك وجود خارجي ما دام الكتاب مفتوح !!! سيقول قائل أن الأمر مجرد قصة روائية لا أساس من الصحة أبدعتها يد الكاتب إيريك دو كيرميل في روايته "مكتبة ساحة الأعشاب" ، بيد أني ، من خلال تجربتي الخاصة ، أؤكد لكم ، أيها الأعزاء، أن الأمر يحدث فعلاً ، إذ خلال هذا الحجر الصحي الذي فُرض علينا نتيجة تفشي هذه الجائحة التي عصفت بالعالم ، لم يكن مسموح لنا بالخروج ، بيد أني كنت أخرج، ألتقط كتاب من مكتبتي فأجد نفسي في صحراء ليبيا تارة مع إبراهيم الكوني وتارة أخرى مع شكري في مدينة طنجة وتارة ثالثة في سيبيريا الباردة مع ديستوفسكي ، ومثل كل سفر كنت أتوه أحياناً ، لا أعرف أين أنا ، لأكتشف أن الكاتب الأرجنتيني بورخيس كان مُحقا عندما قال أن الكتاب الواحد يمكن أن يمثل مكان نضيع فيه ونتوه . فالكتب تملك هذه القدرة ، إنها ميزتها وإلا لن تكون كتب !! عود على ذي بدء :بعد عدة أسابيع يدلف فيليب إلى داخل المكتبة ويخبر صاحبة المكتبة عن رحلته الى الصين وأن بيكين مدينة يصعب العيش فيها .ثم يضيف : لكن ما إن نبتعد عن المدينة الكبي ......
#متعة
#السفر
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=681404
الحوار المتمدن
حمزة الذهبي - متعة السفر
حمزة الذهبي : نفتقد الاطمئنان الذي كنا نحس به في السابق
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي أخيرا رفع الحجر الصحي ، أخيرا فتحت الأقفاص وأصبح مسموح لنا بالخروج والتسكع بحرية في مدينة سلا التي تفتقر إلى بركة الأجداد . أخيرا سنذهب الى الأماكن التي افتقدناها أيما افتقاد طيلة هذه الأيام التي فرض علينا فيها البقاء في المنزل والخروج فقط في حالة الضرورة القصوى بعد أن اكتسح هذا الوباء العالم وأحدث ما يشبه البلبلة . أخيرا جاء الفرج الذي انتظرناه طويلاً ، حتى ظننا أننا لن نخرج إلا بعد أن نهلك !!لكن بعد أن خرجنا :لماذا يا إلهي يبدو الخارج موحشا ؟لماذا لم يخرج البعض منا ، وحتى أن البعض من ذلك الذي خرج لا يبقى وقت طويل ويقفل عائدا إلى جحره ، أقصد منزله ؟لماذا ولماذا ؟هي أسئلة أجازف بالإجابة عنها قائلا بأن السبب يعود إلى أن علاقتنا بالخارج تغيرت !! الخارج – رأس الدرب ، المقهى ، الغابة ، الجردة - لم يعد مثلما كان عليه سابقا قبل أن تحد حريتنا في التنقل أينما نريد!! علاقتنا بالناس – الأصدقاء والمعارف - لم تعد مثل السابق !!وهذا أمر أرى أنه طبيعي ولا يدعو إلى القلق، إذ كيف يمكن أن تعود علاقتك مع أشخاص – مع مكان كان يشكل إلى وقت قريب مصدر تهديد ورعب وحيرة وشك ، لهذا من الطبيعي أن يعود المرء الى منزله ، لأن المنزل كان الى وقت قريب مصدر أمان ، فيه يتخلص المرء من الشك والارتياب الذي يرافقه مثل ظله وهو في الخارج خوفا من الاصابة بهذا الذي لا يرى لكنه يدمر جسد المصاب به !!!ربما عندما نخرج لا نفكر بالأمر من هذه الزاوية – نحس فقط بالتيهان وعدم الإطمئنان ولا نعرف أين نذهب لهذا نعود إلى أماكننا .لكن هذا في حد ذاته دليل على أن علاقتنا مع الخارج تغيرت والأمر يحتاج إلى القليل من الوقت لكي تعود أمور الى نصابها .فالإنسان كائن يتعود على كل شيء ، حتى الأوضاع التي لا ينبغي او يستحيل التعود عليها وتلك هي آفة الإنسان ، ذلك هو مجده !! ......
#نفتقد
#الاطمئنان
#الذي
#السابق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682514
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي أخيرا رفع الحجر الصحي ، أخيرا فتحت الأقفاص وأصبح مسموح لنا بالخروج والتسكع بحرية في مدينة سلا التي تفتقر إلى بركة الأجداد . أخيرا سنذهب الى الأماكن التي افتقدناها أيما افتقاد طيلة هذه الأيام التي فرض علينا فيها البقاء في المنزل والخروج فقط في حالة الضرورة القصوى بعد أن اكتسح هذا الوباء العالم وأحدث ما يشبه البلبلة . أخيرا جاء الفرج الذي انتظرناه طويلاً ، حتى ظننا أننا لن نخرج إلا بعد أن نهلك !!لكن بعد أن خرجنا :لماذا يا إلهي يبدو الخارج موحشا ؟لماذا لم يخرج البعض منا ، وحتى أن البعض من ذلك الذي خرج لا يبقى وقت طويل ويقفل عائدا إلى جحره ، أقصد منزله ؟لماذا ولماذا ؟هي أسئلة أجازف بالإجابة عنها قائلا بأن السبب يعود إلى أن علاقتنا بالخارج تغيرت !! الخارج – رأس الدرب ، المقهى ، الغابة ، الجردة - لم يعد مثلما كان عليه سابقا قبل أن تحد حريتنا في التنقل أينما نريد!! علاقتنا بالناس – الأصدقاء والمعارف - لم تعد مثل السابق !!وهذا أمر أرى أنه طبيعي ولا يدعو إلى القلق، إذ كيف يمكن أن تعود علاقتك مع أشخاص – مع مكان كان يشكل إلى وقت قريب مصدر تهديد ورعب وحيرة وشك ، لهذا من الطبيعي أن يعود المرء الى منزله ، لأن المنزل كان الى وقت قريب مصدر أمان ، فيه يتخلص المرء من الشك والارتياب الذي يرافقه مثل ظله وهو في الخارج خوفا من الاصابة بهذا الذي لا يرى لكنه يدمر جسد المصاب به !!!ربما عندما نخرج لا نفكر بالأمر من هذه الزاوية – نحس فقط بالتيهان وعدم الإطمئنان ولا نعرف أين نذهب لهذا نعود إلى أماكننا .لكن هذا في حد ذاته دليل على أن علاقتنا مع الخارج تغيرت والأمر يحتاج إلى القليل من الوقت لكي تعود أمور الى نصابها .فالإنسان كائن يتعود على كل شيء ، حتى الأوضاع التي لا ينبغي او يستحيل التعود عليها وتلك هي آفة الإنسان ، ذلك هو مجده !! ......
#نفتقد
#الاطمئنان
#الذي
#السابق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=682514
الحوار المتمدن
حمزة الذهبي - نفتقد الاطمئنان الذي كنا نحس به في السابق
حمزة الذهبي : أشخاص دفعوا الثمن نتيجة الوفاء بأفكارهم : سقراط نموذجا
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي تقديم : الفكر المخالف لما هو سائد محكوم عليه، تلقائيا، بالإقصاء والتهميش، وأحيانا بما هو أبشع وأشنع، إذ لو تأملنا التاريخ لوجدناه مليئا حد الثمالة بنماذج من هؤلاء الناس الذي تعرضوا لأشياء فظيعة وصلت حد الإعدام، وذلك فقط لأنهم تجرؤوا على النظر في اتجاه آخر غير الاتجاه الذي ينظر إليه الجميع . إن عملية رؤية الأمور عكس ما يراه الجميع، عملية ارتداء نظارات مختلفة عن النظارات التي ترتديها الجماعة، حولتهم إلى شياطين. لهذا عملت الجماعة، التي لا تحب أن ترى رأي آخر مخالف عن رأيها، على التخلص منهم. ومن بين هؤلاء، الذين يمتلئ بهم التاريخ، أختار الحديث في هذا المقال عن سقراط. أما مبرر اختياري له دون الجميع فيرجع إلى إيماني بأنه يمكننا التعلم والاستفادة منه .سقراط : سواء برأتموني أم لا.. لن أغير سلوكي. سقراط ، فيلسوف يوناني، ولد قبل ميلاد المسيح بما يقارب خمسمائة سنة ، استوحى سقراط فلسفته، مثلما ادعى ارسطو، من الشعار المنقوش على معبد أبولو في دلفي "اعرف نفسك " 1. في حين أن هناك من يرى أن فلسفته هي نتاج صوت داخلي سمعه سقراط وأملى عليه أن يوقف ما يفعله وبغير سلوكه . ونتيجة سماعه لهذا الصوت أضحى يتصرف على نحو مختلف، يتجاهل العادات، وما اجتمع عليه الناس، وينشغل بتعلم كيفية عيش أفضل حياة يمكن تصورها . ومهما كان مصدر تفلسفه، فقد تميز سقراط بشيئيين أولاً من حيث المظهر الخارجي، حيث أنه كان يعتبر قبيحا وفقا لمعايير اليونان في القرن الخامس قبل الميلاد، قلت وفقا لمعايير اليونان، إذ كما تعلمون القبح ليس ثابت، بل هو متغير بتغير الزمان والمكان، بمعنى أنه يينى اجتماعيا، وما يكون قبيحا في زمن أو مكان ما يمكن أن يكون غير ذلك في زمن أو مكان آخر. وثانيا بأسلوبه الفريد في التفلسف والذي يسمى " فن التوليد "، أي أنه كان يستخرج الأفكار من محاوريه، لا يعطيهم شيئا من عنده / يساعدهم على استخراج ما سيعرفونه انطلاقا من أنفسهم بأنفسهم. يقول عن ذلك في محاورة تيتياتورس : "إنني مثل القابلة، لا ألد الحكمة، لأنه لا حكمة عندي، إن مهمتي هي مساعدة الآخرين على الإنجاب " .ويضيف : " ليس عندي أي نوع من الحكمة، وإنما كل صناعتي هي توليد الأفكار من الرجال، إن أسئلتي ساعدت الناس الذين أجادلهم- رغم أنهم لم يستفيدوا مني شيئاً – أن يكتشفوا بأنفسهم كثيرا من الحقائق الرائعة التي تولدت منهم واستخلصت من أنفسهم وأعماقهم ". عدم ادعاءه الحكمة والمعرفة، وتوقيفه للناس في الأماكن العامة، وجعلهم يدركون، عبر أسئلته المزعجة، مدى محدودية ما يعرفونه، خلق له العديد من الأتباع، الذين اعتبروه الرجل الأكثر حكمة على قيد الحياة . بيد أنه خلق له أيضاً أعداء ضربوه، واحتقروه وسخروا منه. ووصل بهم الأمر إلى محاكمته. إذ أنه وهو في سن السبعين اتهم من قبل مواطني أثينا بتهمة الالحاد – عدم الإيمان بآلهة المدينة – وإفساد عقول الشباب . لقد خرب ، حسب قولهم ، عقول الشباب وجعلهم ينحرفون عن الطريق القويم ، وطالبوا انطلاقا من ذلك بإعدامه.في المحاكمة تصرف سقراط بشجاعة وخاطب المحكمة بجرأة قل نظيرها : " طالما أنني أتنفس وأملك القوة، لن أتوقف عن ممارسة الفلسفة واسداء النصح لكم وتوضيح الحقيقة لكل من أصادفه ... وبذلك أيها السادة... سواء برأتموني أم لا . أنتم مدركون أنني لن أغير سلوكي حتى لو مت مئة مرة " 2. ولأنه لم يتراجع عن قناعاته، ومعتقداته، فقد انتهت المحكمة بالحكم عليه بالموت : " لم يزعج الحكم سقراط بالمرة، بل ذهب بهدوء الى سجنه "3 .في السجن حاول بعض تلامذته تهريبه، لك ......
#أشخاص
#دفعوا
#الثمن
#نتيجة
#الوفاء
#بأفكارهم
#سقراط
#نموذجا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724699
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي تقديم : الفكر المخالف لما هو سائد محكوم عليه، تلقائيا، بالإقصاء والتهميش، وأحيانا بما هو أبشع وأشنع، إذ لو تأملنا التاريخ لوجدناه مليئا حد الثمالة بنماذج من هؤلاء الناس الذي تعرضوا لأشياء فظيعة وصلت حد الإعدام، وذلك فقط لأنهم تجرؤوا على النظر في اتجاه آخر غير الاتجاه الذي ينظر إليه الجميع . إن عملية رؤية الأمور عكس ما يراه الجميع، عملية ارتداء نظارات مختلفة عن النظارات التي ترتديها الجماعة، حولتهم إلى شياطين. لهذا عملت الجماعة، التي لا تحب أن ترى رأي آخر مخالف عن رأيها، على التخلص منهم. ومن بين هؤلاء، الذين يمتلئ بهم التاريخ، أختار الحديث في هذا المقال عن سقراط. أما مبرر اختياري له دون الجميع فيرجع إلى إيماني بأنه يمكننا التعلم والاستفادة منه .سقراط : سواء برأتموني أم لا.. لن أغير سلوكي. سقراط ، فيلسوف يوناني، ولد قبل ميلاد المسيح بما يقارب خمسمائة سنة ، استوحى سقراط فلسفته، مثلما ادعى ارسطو، من الشعار المنقوش على معبد أبولو في دلفي "اعرف نفسك " 1. في حين أن هناك من يرى أن فلسفته هي نتاج صوت داخلي سمعه سقراط وأملى عليه أن يوقف ما يفعله وبغير سلوكه . ونتيجة سماعه لهذا الصوت أضحى يتصرف على نحو مختلف، يتجاهل العادات، وما اجتمع عليه الناس، وينشغل بتعلم كيفية عيش أفضل حياة يمكن تصورها . ومهما كان مصدر تفلسفه، فقد تميز سقراط بشيئيين أولاً من حيث المظهر الخارجي، حيث أنه كان يعتبر قبيحا وفقا لمعايير اليونان في القرن الخامس قبل الميلاد، قلت وفقا لمعايير اليونان، إذ كما تعلمون القبح ليس ثابت، بل هو متغير بتغير الزمان والمكان، بمعنى أنه يينى اجتماعيا، وما يكون قبيحا في زمن أو مكان ما يمكن أن يكون غير ذلك في زمن أو مكان آخر. وثانيا بأسلوبه الفريد في التفلسف والذي يسمى " فن التوليد "، أي أنه كان يستخرج الأفكار من محاوريه، لا يعطيهم شيئا من عنده / يساعدهم على استخراج ما سيعرفونه انطلاقا من أنفسهم بأنفسهم. يقول عن ذلك في محاورة تيتياتورس : "إنني مثل القابلة، لا ألد الحكمة، لأنه لا حكمة عندي، إن مهمتي هي مساعدة الآخرين على الإنجاب " .ويضيف : " ليس عندي أي نوع من الحكمة، وإنما كل صناعتي هي توليد الأفكار من الرجال، إن أسئلتي ساعدت الناس الذين أجادلهم- رغم أنهم لم يستفيدوا مني شيئاً – أن يكتشفوا بأنفسهم كثيرا من الحقائق الرائعة التي تولدت منهم واستخلصت من أنفسهم وأعماقهم ". عدم ادعاءه الحكمة والمعرفة، وتوقيفه للناس في الأماكن العامة، وجعلهم يدركون، عبر أسئلته المزعجة، مدى محدودية ما يعرفونه، خلق له العديد من الأتباع، الذين اعتبروه الرجل الأكثر حكمة على قيد الحياة . بيد أنه خلق له أيضاً أعداء ضربوه، واحتقروه وسخروا منه. ووصل بهم الأمر إلى محاكمته. إذ أنه وهو في سن السبعين اتهم من قبل مواطني أثينا بتهمة الالحاد – عدم الإيمان بآلهة المدينة – وإفساد عقول الشباب . لقد خرب ، حسب قولهم ، عقول الشباب وجعلهم ينحرفون عن الطريق القويم ، وطالبوا انطلاقا من ذلك بإعدامه.في المحاكمة تصرف سقراط بشجاعة وخاطب المحكمة بجرأة قل نظيرها : " طالما أنني أتنفس وأملك القوة، لن أتوقف عن ممارسة الفلسفة واسداء النصح لكم وتوضيح الحقيقة لكل من أصادفه ... وبذلك أيها السادة... سواء برأتموني أم لا . أنتم مدركون أنني لن أغير سلوكي حتى لو مت مئة مرة " 2. ولأنه لم يتراجع عن قناعاته، ومعتقداته، فقد انتهت المحكمة بالحكم عليه بالموت : " لم يزعج الحكم سقراط بالمرة، بل ذهب بهدوء الى سجنه "3 .في السجن حاول بعض تلامذته تهريبه، لك ......
#أشخاص
#دفعوا
#الثمن
#نتيجة
#الوفاء
#بأفكارهم
#سقراط
#نموذجا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=724699
الحوار المتمدن
حمزة الذهبي - أشخاص دفعوا الثمن نتيجة الوفاء بأفكارهم : سقراط نموذجا
حمزة الذهبي : فاتحة مرشيد تعطي صوتا لمن لا صوت له
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي فاتحة مرشيد روائية مغربية تكتب غالبا حول شخصيات، يمكن القول أنها شاذة وغير سوية بالنسبة للمجتمع ، دون أن تتخذ منها موقفا سلبيا أو تصدر حولها أحكاما أخلاقية. لأن الروائي، كما تردد الكاتبة في حواراتها، ليس قاضيا ولا واعظا ولا مُنظرا . تُؤمن بأن الكلمة قادرة على ترميم شروخ الأرواح ، وأن الإبداع إكسير الحياة ، وتعمل بوصية الوجودي الفرنسي ألبير كامي وذلك بحرصها على إمتاع القارئ وفي الوقت نفسه مخاطبة ذكائه . وذلك دون أن تسعى إلى تقديم أجوبة له على طبق من ذهب وإنما تجعله يبحث بنفسه عن أجوبة للأسئلة التي يقدح زنادها النص الروائي . تقول في أحد الحوارات التي أجريت معها: " ما يهمني هو طرح الأسئلة أساسا وللقارئ بعد ذلك إيجاد أجوبته وحلوله الخاصة ". كأنها تقول للقارئ :ابحث عن أجوبة للأسئلة التي أثارها النص الروائي بنفسك، استخرجها من ذاتك أو من الآخرين أو من بطون الكتب، المهم أن لا تتوقف عن البحث.تعتبر اليوم من بين أهم وأبرز الروائيات العرب ، فقد استطاعت، بما لا يدع مجالا للشك، أن تترك بصمتها على هذا الجنس الأدبي الإبداعي، فهي إن جاز القول رقم صعب ، يصعب الحديث عن الرواية التي تكتبها المرأة المغربية والعربية ، دون التوقف عند تجربتها الروائية المتميزة : أولا بمضامينها التي تكون في الغالب جريئة، تُعري ، تظهر المستور، تميط اللثام عن المخفي، تكشف عن اللامفكر فيه ، تسمي الأشياء بمسمياتها بدون لف أو دوران ، غير مبالية بسخط الساخطين، ولا بلوم اللائمين، ولا بصراخ الصارخين، ولا بتنديد المنددين، فالروائي، كما نعلم ، ذلك آخر همه ، لأن من مهام الأدب ، كما ترى الكاتبة فاتحة مرشيد ، هي مشاغبة القيم التقليدية السائدة، والثوابت الراسخة والوعي الراكد. فالأدب بمثابة تلك الحجارة التي نلقيها في البرك الآسنة قصد تحريكها. لذا فأعمالها غالبا ما تكون مفاجئة للقارئ العربي الذي لم يتعود ولم يألف أن تملك امرأة مثل هذه الجرأة والشجاعة الفذة ، في كسر واختراق الطابوهات – في السير فوق أرض مليئة بالألغام القابلة للانفجار في أي لحظة. ثانيا بأسلوبها السهل الممتنع ، الشعري الشاعري، اللافت للانتباه والجاذب للمتلقي ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أنها كانت شاعرة قبل أن تصبح روائية. مع فاتحة مرشيد، نكتشف الكثير. معها نرى معاناة أشخاص محرومين من الكلام والفعل. شخصيات مسكوت عنها في أدبنا، معها نكتشف ما يعيشه السحاقيات والمثليين والمتحولين جنسيا . معها نرى ما يمكن أن تفعله البطالة في الشباب وذلك بدفعهم إلى بيع أجسادهم إلى نساء يبحثن عن حب / شباب مفقود مقابل ثمن. نساء يشترين المتعة من شباب يصغرونهم سنا. وندرك كيف أن " للمتعة (..) مخالب قد تخدشنا .. قد توجعنا .. قد تدمينا .. وقد تفتك بنا ذات جرعة زائدة " ونكتشف ، دون أن نصدق ذلك، كيف أن الجنس يمكن أن يكون محفز على الابداع، تقول شخصية من شخصياتها "قصتي مع الكتابة ممزوجة بقصتي مع الحب ، حيث يصعب علي معرفة من منهما سبق الآخر .. أو أدى إليه . كل ما أذكره هو جلوسي إلى المكتب ، بعد أول ممارسة للحب عن حب ، لأمسك بالقلم ، وأشرع في الكتابة دون سابق قرار أو تفكير .. أكتب .. وأكتب .. وما زالت النشوة تسري في عظامي .. كانت متعة مضاعفة .. كأن تفريغ قلم يستوجب حتما تفريغ آخر " ......
#فاتحة
#مرشيد
#تعطي
#صوتا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729697
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي فاتحة مرشيد روائية مغربية تكتب غالبا حول شخصيات، يمكن القول أنها شاذة وغير سوية بالنسبة للمجتمع ، دون أن تتخذ منها موقفا سلبيا أو تصدر حولها أحكاما أخلاقية. لأن الروائي، كما تردد الكاتبة في حواراتها، ليس قاضيا ولا واعظا ولا مُنظرا . تُؤمن بأن الكلمة قادرة على ترميم شروخ الأرواح ، وأن الإبداع إكسير الحياة ، وتعمل بوصية الوجودي الفرنسي ألبير كامي وذلك بحرصها على إمتاع القارئ وفي الوقت نفسه مخاطبة ذكائه . وذلك دون أن تسعى إلى تقديم أجوبة له على طبق من ذهب وإنما تجعله يبحث بنفسه عن أجوبة للأسئلة التي يقدح زنادها النص الروائي . تقول في أحد الحوارات التي أجريت معها: " ما يهمني هو طرح الأسئلة أساسا وللقارئ بعد ذلك إيجاد أجوبته وحلوله الخاصة ". كأنها تقول للقارئ :ابحث عن أجوبة للأسئلة التي أثارها النص الروائي بنفسك، استخرجها من ذاتك أو من الآخرين أو من بطون الكتب، المهم أن لا تتوقف عن البحث.تعتبر اليوم من بين أهم وأبرز الروائيات العرب ، فقد استطاعت، بما لا يدع مجالا للشك، أن تترك بصمتها على هذا الجنس الأدبي الإبداعي، فهي إن جاز القول رقم صعب ، يصعب الحديث عن الرواية التي تكتبها المرأة المغربية والعربية ، دون التوقف عند تجربتها الروائية المتميزة : أولا بمضامينها التي تكون في الغالب جريئة، تُعري ، تظهر المستور، تميط اللثام عن المخفي، تكشف عن اللامفكر فيه ، تسمي الأشياء بمسمياتها بدون لف أو دوران ، غير مبالية بسخط الساخطين، ولا بلوم اللائمين، ولا بصراخ الصارخين، ولا بتنديد المنددين، فالروائي، كما نعلم ، ذلك آخر همه ، لأن من مهام الأدب ، كما ترى الكاتبة فاتحة مرشيد ، هي مشاغبة القيم التقليدية السائدة، والثوابت الراسخة والوعي الراكد. فالأدب بمثابة تلك الحجارة التي نلقيها في البرك الآسنة قصد تحريكها. لذا فأعمالها غالبا ما تكون مفاجئة للقارئ العربي الذي لم يتعود ولم يألف أن تملك امرأة مثل هذه الجرأة والشجاعة الفذة ، في كسر واختراق الطابوهات – في السير فوق أرض مليئة بالألغام القابلة للانفجار في أي لحظة. ثانيا بأسلوبها السهل الممتنع ، الشعري الشاعري، اللافت للانتباه والجاذب للمتلقي ولا غرابة في ذلك إذا علمنا أنها كانت شاعرة قبل أن تصبح روائية. مع فاتحة مرشيد، نكتشف الكثير. معها نرى معاناة أشخاص محرومين من الكلام والفعل. شخصيات مسكوت عنها في أدبنا، معها نكتشف ما يعيشه السحاقيات والمثليين والمتحولين جنسيا . معها نرى ما يمكن أن تفعله البطالة في الشباب وذلك بدفعهم إلى بيع أجسادهم إلى نساء يبحثن عن حب / شباب مفقود مقابل ثمن. نساء يشترين المتعة من شباب يصغرونهم سنا. وندرك كيف أن " للمتعة (..) مخالب قد تخدشنا .. قد توجعنا .. قد تدمينا .. وقد تفتك بنا ذات جرعة زائدة " ونكتشف ، دون أن نصدق ذلك، كيف أن الجنس يمكن أن يكون محفز على الابداع، تقول شخصية من شخصياتها "قصتي مع الكتابة ممزوجة بقصتي مع الحب ، حيث يصعب علي معرفة من منهما سبق الآخر .. أو أدى إليه . كل ما أذكره هو جلوسي إلى المكتب ، بعد أول ممارسة للحب عن حب ، لأمسك بالقلم ، وأشرع في الكتابة دون سابق قرار أو تفكير .. أكتب .. وأكتب .. وما زالت النشوة تسري في عظامي .. كانت متعة مضاعفة .. كأن تفريغ قلم يستوجب حتما تفريغ آخر " ......
#فاتحة
#مرشيد
#تعطي
#صوتا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=729697
الحوار المتمدن
حمزة الذهبي - فاتحة مرشيد تعطي صوتا لمن لا صوت له
حمزة الذهبي : الكتب وحوش جائعة
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي 1خامرتني فكرة الكتابة بهذا الشكل، بعد أن قرأت بيسوا خالق أنداد، الشاعر الذي كان حشداً كما يصفه إدواردو غليانو في روايته أبناء الأيام ، ذلك الشخص الذي كان الأدب كله. الحياة بكل تناقضاتتها.. صراحة ، أي شيء يحدث للمرء ، داخليا ، عندما يتعرف على هذا الكائن الممجد الأسطوري . الذي يشك المرء في وجوده مثلما يشك في وجود الأشباح...بل إن أحد أنداد بيسوا يذهب إلى تأكيد ذلك وهو ألبارو دي كامبوس إذ يقول : فرناندو بيسوا ، إن تحرينا الدقة ، غير موجود. إنه كائن متعدد ، أليس هو القائل كن متعددا مثل الكون ، لهذا فهو مليئ حد الألم بشخصيات بعضها رئيسي وبعضها هامشي وصلت لأكثر من سبعين شخصية . لكل منها : إسم ، أسلوب الكتابة وتاريخ الميلاد ... أطلق عليها بيسوا إسم الأنداد ، تتحكم فيه لا يتحكم فيها. دليل ذلك عندما وقع بيسوا في الحب مع أوفيليا كويرز . عمل نده ألبارو دي كامبوس الذي إعتبر حب بيسوا لأوفيليا كويرز حب سخيف على إفساد هذه العلاقة بكل الطرق الممكنة ونجح في ذلك .2بيسوا مات صغيرا ، في حوالي الأربعين من عمره، مثل كافكا، هذا حال الناس العظام، يخطفهم الموت باكرا ، لم ينشر إلا القليل من الأعمال وهو على قيد الحياة بينما ترك أعماله كلها ، يومياته ، شذراته ، حياته ، في حقيبته التي عثر عليها بعد مرور أكثر من عشرين سنة على وفاته.ليصبح أحد أكبر الكتاب ، ليس في البرتغال فقط ، بل في العالم بأكمله . كأن الأمر مثلما يذهب إلى ذلك الفيلسوف نيتشه في كتابه عدو المسيح : بعضهم يولد غداة وفاته.**عقب أخيلها أنا أقف مسمرا في مكاني ، مشدوه ، غير مصدق أن الحياة هزمتني. ، مثل محارب أسطوري ظن أنه لن يخسر، أنه غير قابل لأن يكون خاسرا، لكنه نسي في غمرة ذلك كله أن لكل كائن بشري عقب أخيل. أي نقطة ضعف .**ضجيج:أعرف أشخاصا قرأوا الاف الكتب ولا يحدثون الضجيج الذي يحدثه ذلك الذي لا يقرأ .- ما الذي يعنيه هذا ؟هذا يعني أن الفارغ وحده من يحدث الضجيج. ربما . لكني أعتقد – حسب رأيي الشخصي – أنه يعني شيئا آخر. مغاير للأول .. وهو أن الضجيج الذي يحدثه ذلك الذي لا يقرأ كما يقرأ الآخرين ، لا يعود إلى الفراغ ..وإنما إلى الإمتلاء . بمعنى آخر أننا كلما قرأنا أكثر ، كلما أصبحنا فارغين أكثر وبالتالي جنحنا إلى الصمت ، ليس حكمة وإنما لأنه لم يعد لدينا ما نقوله .. على هذا الأساس يمكن القول أن القراءة ، تتخذ معنى مغاير عن المعنى الشائع . ليست إملاء وإنما إفراغ .**من يقرض من ؟هناك أمر يؤرقني هذه الأيام ويشغل بالي :هل أنا الذي أقرض أوراق الكتب ؟ أم أنها هي التي تقرضني من الداخل؟لماذا أطرح هذا السؤال :لإنه يخيل إلي أحيانا بل وغالبا ، أن الكتب هي من تلتهمني وليس أنا من تلتهمها ...- كيف ذلك ؟الجواب بمنتهى البساطة ، أنه أمام كل كتاب ألتهمه ـ فكرة تسقط مني ، حقيقة أو ما كنت أظن أنه حقيقة ، تتهدم أمامي مثلما يتهدم ركام منزل عتيق . وهو ما يجعل التفكير في الأمر مرعبا ، لأنني غدا لن أجدني سأكون شخصا آخر ، فمن أنا غير أفكاري ، التي يبدو أنه يتم إلتهامها**من حسن – سوء- الحظ :عندما كنتُ يافعا ،غالبا ما كنت أقضي وقتي مصغياة إلى إحدى /أحد الأشخاص الذين يقطنون في حينا ، كان يبدو لي مثقفا...يعرف العديد من الأمور..كنت مسحور ومنبهر بكمية المعلومات التي يعرفها.. بئر لا ينضب يروي نهمي ، تعطشي الذي لا يرتوي نحو للمعرفة .مؤخرا ، أدركت أن معظم تلك المعرفة/المعلومات كانت زائفة ومزيفة... فمن محاسن ......
#الكتب
#وحوش
#جائعة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730050
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي 1خامرتني فكرة الكتابة بهذا الشكل، بعد أن قرأت بيسوا خالق أنداد، الشاعر الذي كان حشداً كما يصفه إدواردو غليانو في روايته أبناء الأيام ، ذلك الشخص الذي كان الأدب كله. الحياة بكل تناقضاتتها.. صراحة ، أي شيء يحدث للمرء ، داخليا ، عندما يتعرف على هذا الكائن الممجد الأسطوري . الذي يشك المرء في وجوده مثلما يشك في وجود الأشباح...بل إن أحد أنداد بيسوا يذهب إلى تأكيد ذلك وهو ألبارو دي كامبوس إذ يقول : فرناندو بيسوا ، إن تحرينا الدقة ، غير موجود. إنه كائن متعدد ، أليس هو القائل كن متعددا مثل الكون ، لهذا فهو مليئ حد الألم بشخصيات بعضها رئيسي وبعضها هامشي وصلت لأكثر من سبعين شخصية . لكل منها : إسم ، أسلوب الكتابة وتاريخ الميلاد ... أطلق عليها بيسوا إسم الأنداد ، تتحكم فيه لا يتحكم فيها. دليل ذلك عندما وقع بيسوا في الحب مع أوفيليا كويرز . عمل نده ألبارو دي كامبوس الذي إعتبر حب بيسوا لأوفيليا كويرز حب سخيف على إفساد هذه العلاقة بكل الطرق الممكنة ونجح في ذلك .2بيسوا مات صغيرا ، في حوالي الأربعين من عمره، مثل كافكا، هذا حال الناس العظام، يخطفهم الموت باكرا ، لم ينشر إلا القليل من الأعمال وهو على قيد الحياة بينما ترك أعماله كلها ، يومياته ، شذراته ، حياته ، في حقيبته التي عثر عليها بعد مرور أكثر من عشرين سنة على وفاته.ليصبح أحد أكبر الكتاب ، ليس في البرتغال فقط ، بل في العالم بأكمله . كأن الأمر مثلما يذهب إلى ذلك الفيلسوف نيتشه في كتابه عدو المسيح : بعضهم يولد غداة وفاته.**عقب أخيلها أنا أقف مسمرا في مكاني ، مشدوه ، غير مصدق أن الحياة هزمتني. ، مثل محارب أسطوري ظن أنه لن يخسر، أنه غير قابل لأن يكون خاسرا، لكنه نسي في غمرة ذلك كله أن لكل كائن بشري عقب أخيل. أي نقطة ضعف .**ضجيج:أعرف أشخاصا قرأوا الاف الكتب ولا يحدثون الضجيج الذي يحدثه ذلك الذي لا يقرأ .- ما الذي يعنيه هذا ؟هذا يعني أن الفارغ وحده من يحدث الضجيج. ربما . لكني أعتقد – حسب رأيي الشخصي – أنه يعني شيئا آخر. مغاير للأول .. وهو أن الضجيج الذي يحدثه ذلك الذي لا يقرأ كما يقرأ الآخرين ، لا يعود إلى الفراغ ..وإنما إلى الإمتلاء . بمعنى آخر أننا كلما قرأنا أكثر ، كلما أصبحنا فارغين أكثر وبالتالي جنحنا إلى الصمت ، ليس حكمة وإنما لأنه لم يعد لدينا ما نقوله .. على هذا الأساس يمكن القول أن القراءة ، تتخذ معنى مغاير عن المعنى الشائع . ليست إملاء وإنما إفراغ .**من يقرض من ؟هناك أمر يؤرقني هذه الأيام ويشغل بالي :هل أنا الذي أقرض أوراق الكتب ؟ أم أنها هي التي تقرضني من الداخل؟لماذا أطرح هذا السؤال :لإنه يخيل إلي أحيانا بل وغالبا ، أن الكتب هي من تلتهمني وليس أنا من تلتهمها ...- كيف ذلك ؟الجواب بمنتهى البساطة ، أنه أمام كل كتاب ألتهمه ـ فكرة تسقط مني ، حقيقة أو ما كنت أظن أنه حقيقة ، تتهدم أمامي مثلما يتهدم ركام منزل عتيق . وهو ما يجعل التفكير في الأمر مرعبا ، لأنني غدا لن أجدني سأكون شخصا آخر ، فمن أنا غير أفكاري ، التي يبدو أنه يتم إلتهامها**من حسن – سوء- الحظ :عندما كنتُ يافعا ،غالبا ما كنت أقضي وقتي مصغياة إلى إحدى /أحد الأشخاص الذين يقطنون في حينا ، كان يبدو لي مثقفا...يعرف العديد من الأمور..كنت مسحور ومنبهر بكمية المعلومات التي يعرفها.. بئر لا ينضب يروي نهمي ، تعطشي الذي لا يرتوي نحو للمعرفة .مؤخرا ، أدركت أن معظم تلك المعرفة/المعلومات كانت زائفة ومزيفة... فمن محاسن ......
#الكتب
#وحوش
#جائعة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730050
الحوار المتمدن
حمزة الذهبي - الكتب وحوش جائعة
حمزة الذهبي : المكتبة
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي تخيلت الفردوس على شكل مكتبة- بورخيستلقيت قبل لحظات اتصالاً هاتفيا من أمي فاطنة ، أخبرتني فيه بخبر مفزع وصادم، توفي مُعلمي " بوعزة "، صاحب مكتبة صوفي، المثقف الموسوعي، المحب للكتب حد الافتتان إن لم أقل حد الهوس . ذلك الذي يمكن نعته بالملاك والذي أنقذ شباب حي بأكمله من الضياع ـ مات.***إنني أتذكر بوضوح، اللحظة التي بسببها لم يعد فيها ذلك الحي ذا البنايات الموحشة ، الآيلة للخراب ، مكان مُنتج فقط للصوص والمنحرفين والمتطرفين وبائعات الهوى، بل أضحى كذلك مكان منتج للكتاب والشعراء والفنانين والطلبة المتفوقين . حدث ذلك ، قبل سبعة عشر سنة من الآن ، حين قدم إلى الحي بوعزة ، هذا الرجل الذي قضى قرابة عشرين سنة مغتربا في بلاد المهجر، بعد أن هاجر إليها سرا ، وهو في مقتبل العمر، على قوارب الموت شأنه شأن العديد من شبابنا بحثا عن مستقبل أفضل . أول شيء فعله لما استقر نهائيا هنا ، هو أنه اشترى بناية كبيرة ذات ثلاثة طوابق ، هدمها وأعاد بناءها من جديد ، جاعلا من الطابق الأرضي والأول مكتبة أطلق عليها اسم "مكتبة صوفي" ، مفتوحة بالكامل لسكان الحي ، مليئة بأصناف عديدة من الكتب التي لا يمكن عدها ، كتب قديمة وجديدة ، تغط في نوم عميق، أو تتظاهر بذلك ، منتظرة امتداد أيادي القراء لها لتستيقظ . الدخول إلى المكتبة كان بالمجان ، وإذا أردت أن تستعير كتاب فلا ضير في ذلك بشرط أن تعيده ما إن تنتهي من قراءته . أما الطابق الثاني فقد جعله مكان للقيام ، بقرءات جماعية ، مناقشة روايات ، تمثيل مسرحيات ، الخ من الأنشطة. هو كان يقطن في الطابق الثالث ، وحده ، ليس له أبناء ، زوجته الفرنسية صوفي ، توفيت سنة قبل عودته بشكل نهائي إلى المغرب ، إثر حادثة سير مأسوية ، يقال أن فكرة المكتبة كانت فكرة زوجته ، لهذا فعل ذلك كي يضمن ذكرها. بيد أنه مجرد قول لا أساس له من الصحة ، لأنه قال لي أنه راودته فكرة إنشاء مكتبة منذ طفولته ، لأن الكتب حوله تجعله يشعر بشعور جيد وبالتالي لما تمكن من أن يصبح ميسور الحال ، بحث عن مكان تكون فيه المكتبة ذات أثر واسع يمكن أن يلاحظه ملاحظة مباشرة ، لهذا لم يجد أفضل من هذا المكان السيئ السمعة . إنها تجربة ، استغرقت منه عمرا بأكمله ثم أضاف وعيناه تومض ببريق خاص : اليوم عندما أشاهدك أنت ، محمد ، إلياس ، فؤاد ، سعيد وسعد ، سمية وفاطمة علاوة على شابات و شبان آخرين من الأحياء المجاورة يكتبون قصص وروايات ومقالات صحفية ويقرضون شعرا ، ويعملون في وظائف جيدة ـ ويتصرفون بشكل جيد ، ويعرفون ما لهم وما عليهم ، أحس بمتعة لا تضاهيها متعة أخرى .. ما قمت به لم يذهب سدى ..ثم يضيف ممازحا : الأرض التي كنت أسقيها لم تنتج الشوك ـ أنتجت أزهار وورود جميلة . أليس كذلك؟***بعد أن تلقيت خبر وفاته ، أحسست بأني فقدت أبي ـ لأن من خطفه الموت ، لم يكن مجرد شخص عادي مر في حياتي مرور الكرام ، لقد شكلني ، جعلني ما أنا عليه الآن، حيث أني كنت قد طُردت من المدرسة في سنتي التاسعة إعدادي ، وخرجت إلى العمل: صباغ ، سيكليس ، ميكانيكي ، عامل بناء ، بائع للسمك ، وأحيانا لص - مع خجلي بالاعتراف بهذا – وذلك عندما كان يتعذر حصولي على عمل ما . لكن عندما افتتحت المكتبة وطلب مني بوعزة أن أساعده في مكتبته مقابل مبلغ شهري ، تغير كل شيء ،أعترف أنه في البداية كانت تبدو لي الكتب ، شيئا ثقيلا على القلب ، أنا الذي لم أقرأ يوما ما ، في حياتي ، كتاب خارج المقرر الدراسي ، لذا كنت أكتفي في الأيام الأولى وأنا أعمل في المكتبة ، بترتيبها و مسح الغبار عنها ، بيد أنه سرعان ما بدأ ا ......
#المكتبة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730057
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي تخيلت الفردوس على شكل مكتبة- بورخيستلقيت قبل لحظات اتصالاً هاتفيا من أمي فاطنة ، أخبرتني فيه بخبر مفزع وصادم، توفي مُعلمي " بوعزة "، صاحب مكتبة صوفي، المثقف الموسوعي، المحب للكتب حد الافتتان إن لم أقل حد الهوس . ذلك الذي يمكن نعته بالملاك والذي أنقذ شباب حي بأكمله من الضياع ـ مات.***إنني أتذكر بوضوح، اللحظة التي بسببها لم يعد فيها ذلك الحي ذا البنايات الموحشة ، الآيلة للخراب ، مكان مُنتج فقط للصوص والمنحرفين والمتطرفين وبائعات الهوى، بل أضحى كذلك مكان منتج للكتاب والشعراء والفنانين والطلبة المتفوقين . حدث ذلك ، قبل سبعة عشر سنة من الآن ، حين قدم إلى الحي بوعزة ، هذا الرجل الذي قضى قرابة عشرين سنة مغتربا في بلاد المهجر، بعد أن هاجر إليها سرا ، وهو في مقتبل العمر، على قوارب الموت شأنه شأن العديد من شبابنا بحثا عن مستقبل أفضل . أول شيء فعله لما استقر نهائيا هنا ، هو أنه اشترى بناية كبيرة ذات ثلاثة طوابق ، هدمها وأعاد بناءها من جديد ، جاعلا من الطابق الأرضي والأول مكتبة أطلق عليها اسم "مكتبة صوفي" ، مفتوحة بالكامل لسكان الحي ، مليئة بأصناف عديدة من الكتب التي لا يمكن عدها ، كتب قديمة وجديدة ، تغط في نوم عميق، أو تتظاهر بذلك ، منتظرة امتداد أيادي القراء لها لتستيقظ . الدخول إلى المكتبة كان بالمجان ، وإذا أردت أن تستعير كتاب فلا ضير في ذلك بشرط أن تعيده ما إن تنتهي من قراءته . أما الطابق الثاني فقد جعله مكان للقيام ، بقرءات جماعية ، مناقشة روايات ، تمثيل مسرحيات ، الخ من الأنشطة. هو كان يقطن في الطابق الثالث ، وحده ، ليس له أبناء ، زوجته الفرنسية صوفي ، توفيت سنة قبل عودته بشكل نهائي إلى المغرب ، إثر حادثة سير مأسوية ، يقال أن فكرة المكتبة كانت فكرة زوجته ، لهذا فعل ذلك كي يضمن ذكرها. بيد أنه مجرد قول لا أساس له من الصحة ، لأنه قال لي أنه راودته فكرة إنشاء مكتبة منذ طفولته ، لأن الكتب حوله تجعله يشعر بشعور جيد وبالتالي لما تمكن من أن يصبح ميسور الحال ، بحث عن مكان تكون فيه المكتبة ذات أثر واسع يمكن أن يلاحظه ملاحظة مباشرة ، لهذا لم يجد أفضل من هذا المكان السيئ السمعة . إنها تجربة ، استغرقت منه عمرا بأكمله ثم أضاف وعيناه تومض ببريق خاص : اليوم عندما أشاهدك أنت ، محمد ، إلياس ، فؤاد ، سعيد وسعد ، سمية وفاطمة علاوة على شابات و شبان آخرين من الأحياء المجاورة يكتبون قصص وروايات ومقالات صحفية ويقرضون شعرا ، ويعملون في وظائف جيدة ـ ويتصرفون بشكل جيد ، ويعرفون ما لهم وما عليهم ، أحس بمتعة لا تضاهيها متعة أخرى .. ما قمت به لم يذهب سدى ..ثم يضيف ممازحا : الأرض التي كنت أسقيها لم تنتج الشوك ـ أنتجت أزهار وورود جميلة . أليس كذلك؟***بعد أن تلقيت خبر وفاته ، أحسست بأني فقدت أبي ـ لأن من خطفه الموت ، لم يكن مجرد شخص عادي مر في حياتي مرور الكرام ، لقد شكلني ، جعلني ما أنا عليه الآن، حيث أني كنت قد طُردت من المدرسة في سنتي التاسعة إعدادي ، وخرجت إلى العمل: صباغ ، سيكليس ، ميكانيكي ، عامل بناء ، بائع للسمك ، وأحيانا لص - مع خجلي بالاعتراف بهذا – وذلك عندما كان يتعذر حصولي على عمل ما . لكن عندما افتتحت المكتبة وطلب مني بوعزة أن أساعده في مكتبته مقابل مبلغ شهري ، تغير كل شيء ،أعترف أنه في البداية كانت تبدو لي الكتب ، شيئا ثقيلا على القلب ، أنا الذي لم أقرأ يوما ما ، في حياتي ، كتاب خارج المقرر الدراسي ، لذا كنت أكتفي في الأيام الأولى وأنا أعمل في المكتبة ، بترتيبها و مسح الغبار عنها ، بيد أنه سرعان ما بدأ ا ......
#المكتبة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730057
الحوار المتمدن
حمزة الذهبي - المكتبة
حمزة الذهبي : الكتاب الذي جعل من نيتشه فيلسوفا
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي " قرأت كتابا في يوم ما فتغيرت حياتي كلها "- أورهان باموق فريدريك نيتشه ، فيلسوف ألماني، ولد في منتصف القرن التاسع عشر ، قوبل بتجاهل شبه تام في الفترة التي كان فيها سليم العقل. بيد أنه بعد أن تدهورت صحته العقلية، وأضحى طريح الفراش، بدأت شهرته تزداد شيئا فشيئا الى أن وصلت الى ما هي عليه اليوم ، إذ يعتبر في وقتنا الراهن، على رغم من مرور أكثر من مائة سنة على رحيله عن هذه الأرض، من بين الفلاسفة الأكثر شهرة، الأكثر قراءة والأكثر لفت للانتباه وإثارة للإعجاب . فالرجل الذي يرى أن مهنته هي تحطيم الأصنام وكشف الأوهام، له العديد من المعجبين – والمريدين - الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم . هناك نوع من الهوس، والافتتان حول الرجل، بلغ ويبلغ حد التقديس من طرف البعض. نيتشه نفسه كان متخوفا من أن يتم تقديسه في المستقبل، إذ قال من بين ما قال : " لدي خوف رهيب من أن يتم اعتباري مقدسا يوم ما".هذا الفيلسوف بسبب كتاب، عثر عليه بالصدفة، تغيرت حياته وصار فيلسوفا. كيف ذلك ؟ إذ أنه في عمر الحادية والعشرين، وقد كان طالبا آنذاك، ولج بالصدفة إلى إحدى المكتبات التي تبيع الكتب المستعملة وهناك، بينما يبحث عن ما يطلع عليه، حمل بالصدفة، مثلما يدعي، كتاب للفيلسوف المتشائم شوبنهاور " العالم كإرادة وتمثل" . يقول عن ذلك : (وضعت ( كتاب شوبنهاور) في يدي وكان مجهولا تماما بالنسبة إلي وبدأت في تقليب الصفحات، لا أعلم أي روح حارسة كانت تهمس لي : " خذ هذا الكتاب إلى المنزل" . في جميع الأحوال هذا ما حدث، مع أنه كان مناقضا لعادتي بعدم التعجل بشراء كتاب أبداً .) أخذ الكتاب معه ، وصل الى المنزل وبدأ في قراءته فأحس بأن شوبنهاور قد كتب الكتاب من أجله ، وعندما انتهى من قراءة الكتاب ، دوّن في أوراقه متحدثا عن الكتاب : "هنا يصرخ كل سطر عن رفض ونكران زاهد للذات وترويض للنفس، هنا رأيت مرآة لمحت فيها العالم والحياة وروحي في تمجيد رهيب" . فأضحى تلميذا له، مؤمنا به وبما يقوله، ومبشرا بمذهبه. قبل أن ينقلب على معلمه، ويشق لنفسه فلسفته الخاصة التي تمجد الحياة وتنتصر للجسد. ......
#الكتاب
#الذي
#نيتشه
#فيلسوفا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730964
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي " قرأت كتابا في يوم ما فتغيرت حياتي كلها "- أورهان باموق فريدريك نيتشه ، فيلسوف ألماني، ولد في منتصف القرن التاسع عشر ، قوبل بتجاهل شبه تام في الفترة التي كان فيها سليم العقل. بيد أنه بعد أن تدهورت صحته العقلية، وأضحى طريح الفراش، بدأت شهرته تزداد شيئا فشيئا الى أن وصلت الى ما هي عليه اليوم ، إذ يعتبر في وقتنا الراهن، على رغم من مرور أكثر من مائة سنة على رحيله عن هذه الأرض، من بين الفلاسفة الأكثر شهرة، الأكثر قراءة والأكثر لفت للانتباه وإثارة للإعجاب . فالرجل الذي يرى أن مهنته هي تحطيم الأصنام وكشف الأوهام، له العديد من المعجبين – والمريدين - الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم . هناك نوع من الهوس، والافتتان حول الرجل، بلغ ويبلغ حد التقديس من طرف البعض. نيتشه نفسه كان متخوفا من أن يتم تقديسه في المستقبل، إذ قال من بين ما قال : " لدي خوف رهيب من أن يتم اعتباري مقدسا يوم ما".هذا الفيلسوف بسبب كتاب، عثر عليه بالصدفة، تغيرت حياته وصار فيلسوفا. كيف ذلك ؟ إذ أنه في عمر الحادية والعشرين، وقد كان طالبا آنذاك، ولج بالصدفة إلى إحدى المكتبات التي تبيع الكتب المستعملة وهناك، بينما يبحث عن ما يطلع عليه، حمل بالصدفة، مثلما يدعي، كتاب للفيلسوف المتشائم شوبنهاور " العالم كإرادة وتمثل" . يقول عن ذلك : (وضعت ( كتاب شوبنهاور) في يدي وكان مجهولا تماما بالنسبة إلي وبدأت في تقليب الصفحات، لا أعلم أي روح حارسة كانت تهمس لي : " خذ هذا الكتاب إلى المنزل" . في جميع الأحوال هذا ما حدث، مع أنه كان مناقضا لعادتي بعدم التعجل بشراء كتاب أبداً .) أخذ الكتاب معه ، وصل الى المنزل وبدأ في قراءته فأحس بأن شوبنهاور قد كتب الكتاب من أجله ، وعندما انتهى من قراءة الكتاب ، دوّن في أوراقه متحدثا عن الكتاب : "هنا يصرخ كل سطر عن رفض ونكران زاهد للذات وترويض للنفس، هنا رأيت مرآة لمحت فيها العالم والحياة وروحي في تمجيد رهيب" . فأضحى تلميذا له، مؤمنا به وبما يقوله، ومبشرا بمذهبه. قبل أن ينقلب على معلمه، ويشق لنفسه فلسفته الخاصة التي تمجد الحياة وتنتصر للجسد. ......
#الكتاب
#الذي
#نيتشه
#فيلسوفا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=730964
الحوار المتمدن
حمزة الذهبي - الكتاب الذي جعل من نيتشه فيلسوفا
حمزة الذهبي : محمد شكري - من الكتابة كامتياز الى الكتابة كاحتجاج
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي في نهاية العشرينات من عمره، لم يكن محمد شكري معروفا، كان يعيش في الظل وكان يبحث عن طريقة لينال بها احترام الناس من حوله . كان يبحث عن طريقة يجعل، من خلالها، الأضواء مسلطة عليه، وذلك كي لا يبقى في العتمة. محمد شكري، الذي تحيط به آنذاك جدران من كل جانب تجعله غير مرئي، كان متشوقا ليجد طريقة يصبح من خلالها مرئي. كانت تتملكه الرغبة في أن لا يظل نكرة . تستبد به الرغبة في الخروج من حالة أنت لا تساوي شيء الى أنت كل شيء. كان مسكون بهاجس تغيير نظرة الناس إليه .ولم يدم انتظاره طويلاً، سرعان ما عثر على الطريقة والوسيلة التي يمكن أن يرد بها الاعتبار لنفسه. إذ أنه ذات مساء وهو جالس يحتسي مشروبه في مقهى أغلب رواده أنيقون تبدو على وجوههم أثار النعمة على عكس وجهه الذي يذل على الفقر والقهر. لفت أنتباهه، شخص أنيق المظهر، محاط بثلة من رواد المقهى، الذين يعاملونه باحترام كبير، هنا تلبس محمد شكري الفضول، واستبد به سؤال من يكون هذا الشخص الذي هو موضوع احترام هؤلاء الناس. ولكي يجيب عن هذا السؤال، التفت شكري الى شخص يجلس بجانبه وسأله قائلاً : من يكون ذلك الشخص ؟ أجابه الشاب قائلا : ألا تعرفه ؟ انه الأديب محمد الصباغ . فكر شكري في نفسه قائلا : إذن الكتابة امتياز. حمل جسده وخرج من المقهى، وأول شيء فعله أنه اشترى كتب محمد الصباغ وانكب على قراءتها، استغرق الأمر منه يومين فقط لقراءة أربعة كتب، فشكري يقرأ بسرعة، يقرأ بنهم، كأنه يريد أن يتدارك ما فاته، ينتقم من أيام الأمية التي عاشها. إذ كما تعلمون، شكري لم يعش طفولة سوية، طفولته كانت مثال لما لا ينبغي أن تكون عليه الطفولة، عاش صدمات لا حصر لها، لم يتعلم القراءة والكتابة إلا متأخرا، وعانى الجوع، الفقر المدقع، التهميش، التشرد، أي عاش حياة منقطعي الجذور. فعندما كان الأطفال مثله يلعبون ألعابهم الطفولية ويمرحون ويملئون الحي ضجيجا ، كان شكري ينتقل من وظيفة سيئة إلى وظيفة أسوأ، و يعاني من ألم الجوع – الجوع نفسه الذي أخذ روح خاله – وكي يسكت جوعه ، كان يضطر إلى أكل ما يعثر عليه وسط القمامة، وبالأخص قمامة الأجانب الذين يسكنون طنجة، مثلما يقول في سيرته الروائية الشهيرة الخبز الحافي. وما إن انتهى من قراءة كتب محمد الصباغ حتى قال مخاطبا نفسه : " إذا كانوا يحترمون من يكتب مثل هذه الأشياء. فأنا أستطيع أن أكتب مثلها أو افضل منها .. لماذا لا أصبح أنا الآخر كاتبا حتى يحترمني الناس." وكانت هذه بداية محمد شكري في الكتابة، بمعنى أنه لم يرتمي في أحضان الكتابة ليدافع اول الأمر على المقهورين والبؤساء . ليكتب تاريخ من سكت عنهم التاريخ. لا لم يكن الأمر كذلك ، بل كتب ليسلط الأضواء على نفسه . كتب ليشبع رغبته الدفينة في أن يكون ذا قيمة في مجتمع يحسسه دائماً بأنه بلا قيمة .لكن فيما بعد ، اكتسب شكري وعيا، وأدرك أنه يملك سلاحا ويجب أن يوجهه نحو غاية نبيلة ، أدرك أن مهمة الكتابة والأدب خصوصاً هي الاستنكار والاحتجاج والتمرد على واقع مسكون بالبؤس والعفونة والاستغلال البشع . هكذا أصبح شكري يكتب للاحتجاج على القبح والظلم المستشري ... يكتب لرد الاعتبار للمهمشين و البؤساء والجائعين والمقهورين والمعدومين أمثاله ، الذين لا يعترف بهم التاريخ المأجور خوفا من أن يلوثوا مجده المزيف.. يكتب للانتصار لكل ما هو جميل في هذه الحياة . ......
#محمد
#شكري
#الكتابة
#كامتياز
#الكتابة
#كاحتجاج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744151
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي في نهاية العشرينات من عمره، لم يكن محمد شكري معروفا، كان يعيش في الظل وكان يبحث عن طريقة لينال بها احترام الناس من حوله . كان يبحث عن طريقة يجعل، من خلالها، الأضواء مسلطة عليه، وذلك كي لا يبقى في العتمة. محمد شكري، الذي تحيط به آنذاك جدران من كل جانب تجعله غير مرئي، كان متشوقا ليجد طريقة يصبح من خلالها مرئي. كانت تتملكه الرغبة في أن لا يظل نكرة . تستبد به الرغبة في الخروج من حالة أنت لا تساوي شيء الى أنت كل شيء. كان مسكون بهاجس تغيير نظرة الناس إليه .ولم يدم انتظاره طويلاً، سرعان ما عثر على الطريقة والوسيلة التي يمكن أن يرد بها الاعتبار لنفسه. إذ أنه ذات مساء وهو جالس يحتسي مشروبه في مقهى أغلب رواده أنيقون تبدو على وجوههم أثار النعمة على عكس وجهه الذي يذل على الفقر والقهر. لفت أنتباهه، شخص أنيق المظهر، محاط بثلة من رواد المقهى، الذين يعاملونه باحترام كبير، هنا تلبس محمد شكري الفضول، واستبد به سؤال من يكون هذا الشخص الذي هو موضوع احترام هؤلاء الناس. ولكي يجيب عن هذا السؤال، التفت شكري الى شخص يجلس بجانبه وسأله قائلاً : من يكون ذلك الشخص ؟ أجابه الشاب قائلا : ألا تعرفه ؟ انه الأديب محمد الصباغ . فكر شكري في نفسه قائلا : إذن الكتابة امتياز. حمل جسده وخرج من المقهى، وأول شيء فعله أنه اشترى كتب محمد الصباغ وانكب على قراءتها، استغرق الأمر منه يومين فقط لقراءة أربعة كتب، فشكري يقرأ بسرعة، يقرأ بنهم، كأنه يريد أن يتدارك ما فاته، ينتقم من أيام الأمية التي عاشها. إذ كما تعلمون، شكري لم يعش طفولة سوية، طفولته كانت مثال لما لا ينبغي أن تكون عليه الطفولة، عاش صدمات لا حصر لها، لم يتعلم القراءة والكتابة إلا متأخرا، وعانى الجوع، الفقر المدقع، التهميش، التشرد، أي عاش حياة منقطعي الجذور. فعندما كان الأطفال مثله يلعبون ألعابهم الطفولية ويمرحون ويملئون الحي ضجيجا ، كان شكري ينتقل من وظيفة سيئة إلى وظيفة أسوأ، و يعاني من ألم الجوع – الجوع نفسه الذي أخذ روح خاله – وكي يسكت جوعه ، كان يضطر إلى أكل ما يعثر عليه وسط القمامة، وبالأخص قمامة الأجانب الذين يسكنون طنجة، مثلما يقول في سيرته الروائية الشهيرة الخبز الحافي. وما إن انتهى من قراءة كتب محمد الصباغ حتى قال مخاطبا نفسه : " إذا كانوا يحترمون من يكتب مثل هذه الأشياء. فأنا أستطيع أن أكتب مثلها أو افضل منها .. لماذا لا أصبح أنا الآخر كاتبا حتى يحترمني الناس." وكانت هذه بداية محمد شكري في الكتابة، بمعنى أنه لم يرتمي في أحضان الكتابة ليدافع اول الأمر على المقهورين والبؤساء . ليكتب تاريخ من سكت عنهم التاريخ. لا لم يكن الأمر كذلك ، بل كتب ليسلط الأضواء على نفسه . كتب ليشبع رغبته الدفينة في أن يكون ذا قيمة في مجتمع يحسسه دائماً بأنه بلا قيمة .لكن فيما بعد ، اكتسب شكري وعيا، وأدرك أنه يملك سلاحا ويجب أن يوجهه نحو غاية نبيلة ، أدرك أن مهمة الكتابة والأدب خصوصاً هي الاستنكار والاحتجاج والتمرد على واقع مسكون بالبؤس والعفونة والاستغلال البشع . هكذا أصبح شكري يكتب للاحتجاج على القبح والظلم المستشري ... يكتب لرد الاعتبار للمهمشين و البؤساء والجائعين والمقهورين والمعدومين أمثاله ، الذين لا يعترف بهم التاريخ المأجور خوفا من أن يلوثوا مجده المزيف.. يكتب للانتصار لكل ما هو جميل في هذه الحياة . ......
#محمد
#شكري
#الكتابة
#كامتياز
#الكتابة
#كاحتجاج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=744151
الحوار المتمدن
حمزة الذهبي - محمد شكري - من الكتابة كامتياز الى الكتابة كاحتجاج
حمزة الذهبي : ما يمكن للقراءة أن تفعله : فريدريك دوغلاس نموذجا
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي القراء تلعب دور مهم، فهي تغير المرء، تفتح عيونه، تقلب منظوره للحياة، وتسمح له برؤية العالم " متحررا من خطاب الآخر، من الدوكسا، من الرأي " مثلما تقول الكاتبة المغربية ليلى السليماني في أحد حواراتها . علاوة على ذلك فهي تجعل المرء يدرك الوضع الذي يقبع فيه، وعندما يدرك المرء وضعه، فهو تلقائيا يعمل على تغييره و الخروج منه . انطلاقا من ذلك، فإني في هذا المقال، سأحاول أن أبين كيف تلعب القراءة هذا الدور وذلك من خلال نموذج يستحق الوقوف عنده ، وهو فريدريك دوغلاس الذي لعب دوراً ثوريا في تحرير السود من أهوال العبودية .فريدريك دوغلاس : يكتشف القوة خلف الكلمات . ولد ، الأفروامريكي ، فريدريك دوغلاس، في أوائل القرن التاسع عشر، في ظل نظام العبودية الذي كان سائد آنذاك في جنوب امريكا، حيث كانت العبودية ممارسة شائعة وقانونية، فقد كان السود، الذين نُقلوا من افريقيا الى أمريكا، يجردون من إنسانيتهم ويتم معاملتهم معاملة قاسية خالية من الإنسانية : يشترون ويباعون كممتلكات خاصة ويجبرون على العمل في المنازل او الحقول في ظروف قاسية وبدون أجر . لم يكن يعرف والده، وقد كانت له شكوك في أنه من الممكن أن يكون والده أحد الأسياد ذوي البشرة البيضاء، وذلك لان لون بشرة دوغلاس لم يكن داكنا مثل لون بشرة اخوته . إضافة الى ذلك فقد كان من الشائع أن يمارس الأسياد البيض الجنس مع العبيد الذين في ملكيتهم – سواء بإرادتهم أو بغير ارادتهم - فالمالك، كانت له سلطة مطلقة يفعل في عبيده ما يحلو له متى شاء . وبالتالي فقد رجح فكرة أن يكون أحد الأسياد هو والده . تم فصله في وقت مبكر عن والدته التي بالكاد يعرفها، إذ أنه تم تأجيرها إلى مزرعة أحد الأسياد، فقد كان من العادات الشائعة في ذلك الوقت فصل الأطفال عن أمهاتهم ووضع الأطفال تحت رعاية امرأة عجوز أكبر من أن تعمل في الحقل . وتلك المرأة العجوز التي وضع عندها دوغلاس لم تكن سوى جدته من أمه، هناك في منزل الجدة عاش طفولة سعيدة ، مفعمة بالحيوية وصاخبة . بيد أنه عندما بلغ السادسة من عمره تغير عالمه وانفتحت أبواب الجحيم في وجهه، وذلك عندما تمت إعادته الى منزل سيده، حيث خدم هناك في ظروف سيئة وشاهد أمور مرعبة وعرف معنى أن يكون المرء عبد، فأن يكون المرء عبد معناه أنه محكوم عليه بالخنوع والخضوع، معناه أن لا يملك نفسه، معناه أنه أداة في يد السيد الذي يملك سلطة ليس فقط على جسده، بل على حياته وموته. معناه أنه خاضع بشكل تام لرغبات شخص آخر.من حسن حظ دوغلاس – وهو ما يشكل لحظة فارقة في حياته - أنه بعد فترة وجيزة من إقامته في مزرعة السيد، تمت إعارته الى منزل أحد الأسياد ليعمل كخادم عندهم. كانت مهمته الاعتناء بطفل يبلغ من العمر سنتين، وقد عاملته زوجة سيد المنزل، صوفيا التي لم تكن لها نفس الآراء نحو السود، بلطف كما لو كان ابنها . وعلمته قراءة الحروف الأبجدية وساعدته على تهجئة الكلمات، وكانت سعيدة أيما سعادة باهتمامه بتعلم القراءة . لكن عندما علم زوجها بما تقوم به، غضب غضبا شديدا، وأخبرها بأن تعليم العبيد هو أمر مخالف للقانون - ففي الولايات المتحدة الأمريكية ، وبالأخص في الجنوب كانت هناك قوانين تحظر تعليم العبيد القراءة والكتابة وذلك من أجل إبقاء العبيد في حالة جهل كي يسهل السيطرة عليهم ، فتعلم القراءة والكتابة كان بمثابة تهديد لنظام العبودية السائد آنذاك . لأنه إذا قرأ العبيد فإنهم سيقرؤون عن حركة إلغاء الرق التي تهدف إلى إلغاء العبودية نهائيا وسيعلمون أن هناك أماكن في الشمال يعيش فيها العبيد أحرار، وسيعلمون أنه ما بين 1803 و 1 ......
#يمكن
#للقراءة
#تفعله
#فريدريك
#دوغلاس
#نموذجا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751417
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي القراء تلعب دور مهم، فهي تغير المرء، تفتح عيونه، تقلب منظوره للحياة، وتسمح له برؤية العالم " متحررا من خطاب الآخر، من الدوكسا، من الرأي " مثلما تقول الكاتبة المغربية ليلى السليماني في أحد حواراتها . علاوة على ذلك فهي تجعل المرء يدرك الوضع الذي يقبع فيه، وعندما يدرك المرء وضعه، فهو تلقائيا يعمل على تغييره و الخروج منه . انطلاقا من ذلك، فإني في هذا المقال، سأحاول أن أبين كيف تلعب القراءة هذا الدور وذلك من خلال نموذج يستحق الوقوف عنده ، وهو فريدريك دوغلاس الذي لعب دوراً ثوريا في تحرير السود من أهوال العبودية .فريدريك دوغلاس : يكتشف القوة خلف الكلمات . ولد ، الأفروامريكي ، فريدريك دوغلاس، في أوائل القرن التاسع عشر، في ظل نظام العبودية الذي كان سائد آنذاك في جنوب امريكا، حيث كانت العبودية ممارسة شائعة وقانونية، فقد كان السود، الذين نُقلوا من افريقيا الى أمريكا، يجردون من إنسانيتهم ويتم معاملتهم معاملة قاسية خالية من الإنسانية : يشترون ويباعون كممتلكات خاصة ويجبرون على العمل في المنازل او الحقول في ظروف قاسية وبدون أجر . لم يكن يعرف والده، وقد كانت له شكوك في أنه من الممكن أن يكون والده أحد الأسياد ذوي البشرة البيضاء، وذلك لان لون بشرة دوغلاس لم يكن داكنا مثل لون بشرة اخوته . إضافة الى ذلك فقد كان من الشائع أن يمارس الأسياد البيض الجنس مع العبيد الذين في ملكيتهم – سواء بإرادتهم أو بغير ارادتهم - فالمالك، كانت له سلطة مطلقة يفعل في عبيده ما يحلو له متى شاء . وبالتالي فقد رجح فكرة أن يكون أحد الأسياد هو والده . تم فصله في وقت مبكر عن والدته التي بالكاد يعرفها، إذ أنه تم تأجيرها إلى مزرعة أحد الأسياد، فقد كان من العادات الشائعة في ذلك الوقت فصل الأطفال عن أمهاتهم ووضع الأطفال تحت رعاية امرأة عجوز أكبر من أن تعمل في الحقل . وتلك المرأة العجوز التي وضع عندها دوغلاس لم تكن سوى جدته من أمه، هناك في منزل الجدة عاش طفولة سعيدة ، مفعمة بالحيوية وصاخبة . بيد أنه عندما بلغ السادسة من عمره تغير عالمه وانفتحت أبواب الجحيم في وجهه، وذلك عندما تمت إعادته الى منزل سيده، حيث خدم هناك في ظروف سيئة وشاهد أمور مرعبة وعرف معنى أن يكون المرء عبد، فأن يكون المرء عبد معناه أنه محكوم عليه بالخنوع والخضوع، معناه أن لا يملك نفسه، معناه أنه أداة في يد السيد الذي يملك سلطة ليس فقط على جسده، بل على حياته وموته. معناه أنه خاضع بشكل تام لرغبات شخص آخر.من حسن حظ دوغلاس – وهو ما يشكل لحظة فارقة في حياته - أنه بعد فترة وجيزة من إقامته في مزرعة السيد، تمت إعارته الى منزل أحد الأسياد ليعمل كخادم عندهم. كانت مهمته الاعتناء بطفل يبلغ من العمر سنتين، وقد عاملته زوجة سيد المنزل، صوفيا التي لم تكن لها نفس الآراء نحو السود، بلطف كما لو كان ابنها . وعلمته قراءة الحروف الأبجدية وساعدته على تهجئة الكلمات، وكانت سعيدة أيما سعادة باهتمامه بتعلم القراءة . لكن عندما علم زوجها بما تقوم به، غضب غضبا شديدا، وأخبرها بأن تعليم العبيد هو أمر مخالف للقانون - ففي الولايات المتحدة الأمريكية ، وبالأخص في الجنوب كانت هناك قوانين تحظر تعليم العبيد القراءة والكتابة وذلك من أجل إبقاء العبيد في حالة جهل كي يسهل السيطرة عليهم ، فتعلم القراءة والكتابة كان بمثابة تهديد لنظام العبودية السائد آنذاك . لأنه إذا قرأ العبيد فإنهم سيقرؤون عن حركة إلغاء الرق التي تهدف إلى إلغاء العبودية نهائيا وسيعلمون أن هناك أماكن في الشمال يعيش فيها العبيد أحرار، وسيعلمون أنه ما بين 1803 و 1 ......
#يمكن
#للقراءة
#تفعله
#فريدريك
#دوغلاس
#نموذجا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=751417
الحوار المتمدن
حمزة الذهبي - ما يمكن للقراءة أن تفعله : فريدريك دوغلاس نموذجا
حمزة الذهبي : الكتابة هي نتاج القراءة
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي خلف كل كاتب جيد يتواجد قارئ جيد. يتسلح بصبره، ويسبر غور الكلمات مسترشدا بضوئها. ليصير ما هو عليه . كأن القراءة تترك وراءها بقايا، أحجار، يبني عليها الكاتب عمله/ حياته . فلا يمكن لأي أحد أن يكون كاتب ما لم يكن قارئ جيد، شغوف بالكتب، محب لها الى درجة تصل أحياناً إلى حد الهوس. جاعلا من القراءة دأبه ومن المطالعة ديدنه. بينما ذهنه يمتلء بالدهشة والحبور ومتع لا توصف وهو يحيط نفسه بعقول ذات مستوى عالي من الجودة ، ليدخل معها في حوارات عدة، ليصل به الأمر أنه لا يريد احيانا مفارقة هذه العقول. لأنها فتحت أمامه أبواب عالم كل شيء فيه ممكن، بيد أنه مرغم على ذلك . مرغم على غلق الكتاب – والتوقف عن محادثة الموتى والأحياء الذين يقبعون في الكتب منتظرين أن تمتد إليهم يد القارئ - فهناك حياة في الخارج تنتظره ، حياة سيراها بمنظور آخر مختلف وسيكون فيها أكثر تعاطف وتسامح ما دام أنه جرب آن يلبس جلباب مئات الشخصيات وهو منغمس في القراءة التي من بين معانيها أن نصبح آخر غير أنفسنا. في نص له منشور ضمن كتاب مشترك تحت عنوان " رسائل الى شاب مغربي " يؤكد، الكاتب المغربي الطاهر بن جلون على دور القراءة في تعلم الكتابة، إذ يقول: " كثيراً ما يسألني أطفال او مراهقون: كيف يصبح المرء كاتبا ؟ اكرر نفس الجواب دائما وأبدا للرد عليهم : عن طريق القراءة، القراءة يوميا. قراءة الأعمال الخالدة او الكتب المتواضعة. قراءة الكتاب الكلاسيكيين والعصريين. فعل القراءة هو الذي يعلمنا الكتابة " . لهذا فالطامح لأن يكون كاتبا سيصير كذلك من خلال فعل القراءة،. فالقراءة، القراءة المتعددة، هي التي تجعل من الشخص كاتبا. ولو درسنا حياة معظم مؤلفي الكتب الكبار سنجد أنهم قبل أن يصبحوا مراجع يحتذى بها في عالم الأدب، كانوا قراء كبار. فالجاحظ كانت الكتب شغله الشاغل، حيث أنه كان يكتري دكاكين الورّاقين – بائعي الكتب – ويبيت فيها اللَّيل كلّه يتصفّحُ الكتب بمتعة ولذة إلى أن يبزغ الفجر.. والكاتب الاسباني سرفانتس الذي لا نعرفه بقدر ما نعرف شخصيته دون كيشوت التي تقاتل طواحين الهواء معتقدا أنهم عمالقة. كان شغوفا بالقراءة لدرجة أنه كان يقرأ حتى الأوراق التي يعثر عليها ملقاة في الشوارع. ومحمد شكري كان ينفق على شراء الكتب اكثر مما ينفق على المأكل والمشرب والمسكن. والارجنتيني بورخيس الذي كرس حياته للأدب، كان يفخر بكونه قارئ أكثر من فخره بكونه كاتب. بل إن هناك من لم يكتب إلا لأنه لم يجد الكتاب الذي يبحث عنه لقراءته. ولنتذكر في هذا الصدد الكاتبة الأمريكية من أصل إفريقي توني موريسون . فهي لم تكن لتكتب رواياتها الأولى – التي تدور حول فتاة سوداء تحلم بعيون زرقاء – لو أنها عثرت على رواية مثلها، فقد كتبت هذه الرواية لأنها لم تعثر عليها . وعليه فالأساس الذي تقوم عليه الكتابة هو القراءة . ودون هذه الأخيرة لا يمكن للمرء أن يكون كاتبا . وحتى لو كان، فأي كاتب سيكون بدون قراءة؟ ......
#الكتابة
#نتاج
#القراءة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753589
#الحوار_المتمدن
#حمزة_الذهبي خلف كل كاتب جيد يتواجد قارئ جيد. يتسلح بصبره، ويسبر غور الكلمات مسترشدا بضوئها. ليصير ما هو عليه . كأن القراءة تترك وراءها بقايا، أحجار، يبني عليها الكاتب عمله/ حياته . فلا يمكن لأي أحد أن يكون كاتب ما لم يكن قارئ جيد، شغوف بالكتب، محب لها الى درجة تصل أحياناً إلى حد الهوس. جاعلا من القراءة دأبه ومن المطالعة ديدنه. بينما ذهنه يمتلء بالدهشة والحبور ومتع لا توصف وهو يحيط نفسه بعقول ذات مستوى عالي من الجودة ، ليدخل معها في حوارات عدة، ليصل به الأمر أنه لا يريد احيانا مفارقة هذه العقول. لأنها فتحت أمامه أبواب عالم كل شيء فيه ممكن، بيد أنه مرغم على ذلك . مرغم على غلق الكتاب – والتوقف عن محادثة الموتى والأحياء الذين يقبعون في الكتب منتظرين أن تمتد إليهم يد القارئ - فهناك حياة في الخارج تنتظره ، حياة سيراها بمنظور آخر مختلف وسيكون فيها أكثر تعاطف وتسامح ما دام أنه جرب آن يلبس جلباب مئات الشخصيات وهو منغمس في القراءة التي من بين معانيها أن نصبح آخر غير أنفسنا. في نص له منشور ضمن كتاب مشترك تحت عنوان " رسائل الى شاب مغربي " يؤكد، الكاتب المغربي الطاهر بن جلون على دور القراءة في تعلم الكتابة، إذ يقول: " كثيراً ما يسألني أطفال او مراهقون: كيف يصبح المرء كاتبا ؟ اكرر نفس الجواب دائما وأبدا للرد عليهم : عن طريق القراءة، القراءة يوميا. قراءة الأعمال الخالدة او الكتب المتواضعة. قراءة الكتاب الكلاسيكيين والعصريين. فعل القراءة هو الذي يعلمنا الكتابة " . لهذا فالطامح لأن يكون كاتبا سيصير كذلك من خلال فعل القراءة،. فالقراءة، القراءة المتعددة، هي التي تجعل من الشخص كاتبا. ولو درسنا حياة معظم مؤلفي الكتب الكبار سنجد أنهم قبل أن يصبحوا مراجع يحتذى بها في عالم الأدب، كانوا قراء كبار. فالجاحظ كانت الكتب شغله الشاغل، حيث أنه كان يكتري دكاكين الورّاقين – بائعي الكتب – ويبيت فيها اللَّيل كلّه يتصفّحُ الكتب بمتعة ولذة إلى أن يبزغ الفجر.. والكاتب الاسباني سرفانتس الذي لا نعرفه بقدر ما نعرف شخصيته دون كيشوت التي تقاتل طواحين الهواء معتقدا أنهم عمالقة. كان شغوفا بالقراءة لدرجة أنه كان يقرأ حتى الأوراق التي يعثر عليها ملقاة في الشوارع. ومحمد شكري كان ينفق على شراء الكتب اكثر مما ينفق على المأكل والمشرب والمسكن. والارجنتيني بورخيس الذي كرس حياته للأدب، كان يفخر بكونه قارئ أكثر من فخره بكونه كاتب. بل إن هناك من لم يكتب إلا لأنه لم يجد الكتاب الذي يبحث عنه لقراءته. ولنتذكر في هذا الصدد الكاتبة الأمريكية من أصل إفريقي توني موريسون . فهي لم تكن لتكتب رواياتها الأولى – التي تدور حول فتاة سوداء تحلم بعيون زرقاء – لو أنها عثرت على رواية مثلها، فقد كتبت هذه الرواية لأنها لم تعثر عليها . وعليه فالأساس الذي تقوم عليه الكتابة هو القراءة . ودون هذه الأخيرة لا يمكن للمرء أن يكون كاتبا . وحتى لو كان، فأي كاتب سيكون بدون قراءة؟ ......
#الكتابة
#نتاج
#القراءة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=753589
الحوار المتمدن
حمزة الذهبي - الكتابة هي نتاج القراءة