ميثم الجنابي : انطون سعادة: مؤسس الفكرة القومية العملية 1
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي تقديم عام ولد انطون سعادة في لبنان. تلقى تعليمه الأولي في القاهرة. هاجر عام 1919 إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث عمل لأشهر في محطة للقطارات وبعدها انتقل إلى البرازيل حيث كان يعمل والده. وفيها انكب على تحصيل معارفه الجديدة في ميادين التاريخ والفلسفة والاجتماع والسياسة. وسعى منذ وقت مبكر للعمل السياسي والفكري. وتتوج عمله هذا بتأسيس الحزب القومي السوري وأيديولوجيته الخاصة. في عام 1930 عاد إلى الوطن من البرازيل، وبعد إقامة قصيرة في لبنان سافر إلى دمشق لدراسة إمكانية العمل السياسي فيها. وعمل في تدريس اللغات من أجل تأمين العيش. واعتقلته سلطات الانتداب الفرنسية مرات عديدة، بسب تهديد رؤيته وسلوكه السياسي لأهدافها الساعية لتجزئة "سوريا الطبيعية". واضطر للسفر والترحال سنوات عديدة، بما في ذلك عودته مرة أخرى للبرازيل. ورجع إلى لبنان عام 1945 بعد جلاء القوات الفرنسية. ووقفت اغلب القوى السياسية التقليدية وراء عرقلة رجوعه بحجة الحكم القضائي الصادر بحقه منذ أيام الانتداب! في 2 آذار 1947 وصل إلى بيروت فأصدرت الحكومة اللبنانية في أعقاب الاستقبال الكبير مذكرة توقيف بحقه وألغتها في تشرين الأول 1947. وعمل سعادة على تنظيم القوى في حركـة قومية شاملة خلال حرب فلسطين 1948. وبأثر ذلك قامت الحكومة اللبنانية بإصدار سلسلة قرارات منعت بموجبها الحزب القومي السوري من عقد الاجتماعات العلنية. وبعد الانتخابات البرلمانية الملغاة لجأ إلى دمشق. استقبله حسني الزعيم، وبعد شهر من وصوله سلمه للسلطات اللبنانية وفق صفقة بينهما. فاجروا له محاكمة شكلية في يوم 7 تموز 1949 حكمت عليه بالإعدام. وجرى تنفيذه بعد يوم واحد من الحكم، أي في يوم 8 تموز 1949.*** الأيديولوجية القومية الجزئيةإذا كانت الاستقامة مع النفس هي تعرج ذاتي محكوم بمعاناة البحث عن حقيقتها، فان صيغة تجسيدها النظرية والعملية المتعلقة بكيفية تأسيسها لإشكاليات الوجود التاريخي للجماعة والأمة عادة ما تتحول إلى هموم لا تنتهي. وبالأخص حالما يكون التاريخ الواقعي والفعلي للأمة زمنا متحللا في حلقات الانقطاع والهزائم. وقد كانت تلك حالة العالم العربي الفعلية في مرحلة صعوده الجديد، التي جعلت من هواجس وعيه الذاتي "انبعاثا" و"بعثا" بعد سباته الطويل في كهوف النسيان الذاتي. من هنا تحول الهواجس إلى هوس فكري وروحي متسام، وجد تعبيره النموذجي في صعود وهيمنة العقائد العملية المتنوعة. فإذا كانت عقيدة الإخوان الشاملة هي عقيدة الجهاد الشامل بسبب أصولها الدينية التوحيدية الإسلامية، فإن عقائد الفكرة القومية (الدنيوية) هي مبادئ وقواعد الكفاح والنضال من اجل صنع الوحدة الغائبة، وإعادة وحدة الجماعة المتحللة، وإرشاد القومية الضائعة، وصنع الأمة المرجوة. وقد جسدت الفكرة القومية عند انطون سعادة وميشيل عفلق هذه الحلقات الأربع والمكونات الجوهرية بصورة ترتقي إلى مصاف الصيغة الكلاسيكية الكبرى، أي الأكثر أصالة ونموذجية وتماسكا من حيث بنيتها النظرية ومبادئها العملية. فقد توصل انطون سعادة (1904-1049) في مجرى تأسيسه النظري للفكرة القومية الاجتماعية السورية إلى أن صنع الوحدة الغائبة، وإعادة وحدة الجماعة المتحللة، وإرشاد القومية الضائعة، وصنع الأمة المرجوة هي أولا وقبل كل شي فكرة عملية. مع ما ترتب عليه من تشديد على أن الطريق لبلوغ الغاية يجري عبر الإصلاح، وأن النشاط العملي السياسي هو الأسلوب الأمثل والوحيد للإصلاح الحقيقي بوصفه فكرة عملية سياسية. بمعنى ضرورة الانتقال من التنظير المجرد إلى ميدان تطبيقها العملي. لم تكن هذه الفكرة أو النتيجة ......
#انطون
#سعادة:
#مؤسس
#الفكرة
#القومية
#العملية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709558
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي تقديم عام ولد انطون سعادة في لبنان. تلقى تعليمه الأولي في القاهرة. هاجر عام 1919 إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث عمل لأشهر في محطة للقطارات وبعدها انتقل إلى البرازيل حيث كان يعمل والده. وفيها انكب على تحصيل معارفه الجديدة في ميادين التاريخ والفلسفة والاجتماع والسياسة. وسعى منذ وقت مبكر للعمل السياسي والفكري. وتتوج عمله هذا بتأسيس الحزب القومي السوري وأيديولوجيته الخاصة. في عام 1930 عاد إلى الوطن من البرازيل، وبعد إقامة قصيرة في لبنان سافر إلى دمشق لدراسة إمكانية العمل السياسي فيها. وعمل في تدريس اللغات من أجل تأمين العيش. واعتقلته سلطات الانتداب الفرنسية مرات عديدة، بسب تهديد رؤيته وسلوكه السياسي لأهدافها الساعية لتجزئة "سوريا الطبيعية". واضطر للسفر والترحال سنوات عديدة، بما في ذلك عودته مرة أخرى للبرازيل. ورجع إلى لبنان عام 1945 بعد جلاء القوات الفرنسية. ووقفت اغلب القوى السياسية التقليدية وراء عرقلة رجوعه بحجة الحكم القضائي الصادر بحقه منذ أيام الانتداب! في 2 آذار 1947 وصل إلى بيروت فأصدرت الحكومة اللبنانية في أعقاب الاستقبال الكبير مذكرة توقيف بحقه وألغتها في تشرين الأول 1947. وعمل سعادة على تنظيم القوى في حركـة قومية شاملة خلال حرب فلسطين 1948. وبأثر ذلك قامت الحكومة اللبنانية بإصدار سلسلة قرارات منعت بموجبها الحزب القومي السوري من عقد الاجتماعات العلنية. وبعد الانتخابات البرلمانية الملغاة لجأ إلى دمشق. استقبله حسني الزعيم، وبعد شهر من وصوله سلمه للسلطات اللبنانية وفق صفقة بينهما. فاجروا له محاكمة شكلية في يوم 7 تموز 1949 حكمت عليه بالإعدام. وجرى تنفيذه بعد يوم واحد من الحكم، أي في يوم 8 تموز 1949.*** الأيديولوجية القومية الجزئيةإذا كانت الاستقامة مع النفس هي تعرج ذاتي محكوم بمعاناة البحث عن حقيقتها، فان صيغة تجسيدها النظرية والعملية المتعلقة بكيفية تأسيسها لإشكاليات الوجود التاريخي للجماعة والأمة عادة ما تتحول إلى هموم لا تنتهي. وبالأخص حالما يكون التاريخ الواقعي والفعلي للأمة زمنا متحللا في حلقات الانقطاع والهزائم. وقد كانت تلك حالة العالم العربي الفعلية في مرحلة صعوده الجديد، التي جعلت من هواجس وعيه الذاتي "انبعاثا" و"بعثا" بعد سباته الطويل في كهوف النسيان الذاتي. من هنا تحول الهواجس إلى هوس فكري وروحي متسام، وجد تعبيره النموذجي في صعود وهيمنة العقائد العملية المتنوعة. فإذا كانت عقيدة الإخوان الشاملة هي عقيدة الجهاد الشامل بسبب أصولها الدينية التوحيدية الإسلامية، فإن عقائد الفكرة القومية (الدنيوية) هي مبادئ وقواعد الكفاح والنضال من اجل صنع الوحدة الغائبة، وإعادة وحدة الجماعة المتحللة، وإرشاد القومية الضائعة، وصنع الأمة المرجوة. وقد جسدت الفكرة القومية عند انطون سعادة وميشيل عفلق هذه الحلقات الأربع والمكونات الجوهرية بصورة ترتقي إلى مصاف الصيغة الكلاسيكية الكبرى، أي الأكثر أصالة ونموذجية وتماسكا من حيث بنيتها النظرية ومبادئها العملية. فقد توصل انطون سعادة (1904-1049) في مجرى تأسيسه النظري للفكرة القومية الاجتماعية السورية إلى أن صنع الوحدة الغائبة، وإعادة وحدة الجماعة المتحللة، وإرشاد القومية الضائعة، وصنع الأمة المرجوة هي أولا وقبل كل شي فكرة عملية. مع ما ترتب عليه من تشديد على أن الطريق لبلوغ الغاية يجري عبر الإصلاح، وأن النشاط العملي السياسي هو الأسلوب الأمثل والوحيد للإصلاح الحقيقي بوصفه فكرة عملية سياسية. بمعنى ضرورة الانتقال من التنظير المجرد إلى ميدان تطبيقها العملي. لم تكن هذه الفكرة أو النتيجة ......
#انطون
#سعادة:
#مؤسس
#الفكرة
#القومية
#العملية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709558
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - انطون سعادة: مؤسس الفكرة القومية العملية(1)
ميثم الجنابي : انطون سعادة: مؤسس الفكرة القومية العملية 2
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي القومية وفكرة الجماعة الجديدةانطلق انطون سعادة في تحديده لماهية الجماعة من تحديد ماهية ونوعية "الاجتماع البشري". فقد وجد في الاجتماع البشري نوعين رئيسيين وهما كل من الاجتماع البدائي الذي تبنى روابطه الاجتماعية على أساس الدم، و"الاجتماع الراقي ورابطته الاجتماعية الاقتصادية مستمدة من حاجات الجامعة الحيوية للارتقاء والتقدم" . واعتبر الرابطة الاقتصادية هي الرابطة الاجتماعية الأولى في حياة الإنسان، أو الأساس المادي الذي يقيم الإنسان عليه عمرانه . من هنا نظرته إلى الرابطة الاقتصادية، باعتبارها الرابطة الأساسية للاجتماع البشري. وذلك لأنها تحتوي على "مصلحة تأمين حياة الجماعة وارتقائها". من هنا أهميتها القصوى. إذ اعتبر المصالح المتشابهة "من أهم المصالح الاجتماعية" . وكون المصالح الاقتصادية هي من بين أكثرها جوهرية فهو بسبب خدمتها لكافة المصالح الحيوية والنفسية للفرد والجماعة. والمجتمع الحديث والدولة الحديثة والأمة الحديثة هي الميادين التي تتكشف فيها هذه الحقيقة. إن الحقيقة الكامنة في الجماعة تترقى بالارتباط مع رقي المجتمع الإنساني لتبلغ ذروتها في المجتمع الحديث وفكرته القومية. من هنا تأكيده على أن "المصالح لا تتحدد وتتعين إلا في المجتمعات الراقية. وفي هذه المجتمعات تتحدد المصالح وتولد جمعيات معينة. والمصالح وجمعياتها تتميز وتتنوع بحيث تجعل وحدتها أتم وأوضح" . وفي هذا "المتحد" الراقي نجد المصالح جميعها تتنوع وتتعين وتؤدي إلى إنشاء جمعيات من كل نوع. وقّسم هذه المصالح إلى ثلاثة أنواع. منها ما هو أساسي ويشمل المصالح الحيوية والنفسية (وأدرج في "المصالح الحيوية" الجنسية (الاجتماعية القومية) وجمعياتها العائلية. واللاجنسية وهي ما يتعلق بالغذاء واللباس. بينما أدرج في "المصالح النفسية" كل من العلمية والفلسفية والدينية وغيرها . أما النوع الثاني فهي "المصالح الفنية" وجمعياتها المنتظمة في تشكيلات متنوعة مثل جمعيات الرسم والموسيقى والتمثيل. أما النوع الثالث فهي "المصالح الخصوصية" ويقصد بها مصالح السلطة والجاه.وليس المقصود "بالمتحد" هنا سوى الجماعة الحديثة، التي تشكل بؤرة الوجود القومي. ومن ثم فإنَّ لها تاريخها الخاص ومحدداتها التي تؤسس بدورها لكيفية تشكل الأمم وخصوصيتها. وأعتبر البيئة (الأرض) من بين أهم العوامل في تكوين شخصية الجماعة . وذلك لأن ما يميز الاجتماع الإنساني مقارنة بغيره هو وجود ظاهرتين خاصتين به، الأولى وهي استعداد الفرد لبروز شخصيته، والثانية اكتساب الجماعة شخصيتها التي تكونها من مؤهلاتها الخاصة وخصائص بيئتها . وبالتالي فإنَّ الأمة ليست شيئا ما غير وعي وجودها الذاتي. إذ ليس للأمة علاقة جوهرية باللغة والدين. وذلك لأن حقيقة الأمة هي "واقع اجتماعي"، أي "مجتمع إنساني وأرضي". من هنا فكرته القائلة، بأننا لو أطلقنا لغة واحدة في العالم كله لما جمعت العالم أمة واحدة. وينطبق هذا على الدين والمذهب. وبالتالي "فلا اللغة ولا الدين ولا الاثنان معا يجعلان الناس أمة واحدة، أي مجتمعا ذا شخصية سياسية" . واستكمل ذلك في فكرة راديكالية تقول، بأن "الفتح الحربي وتغيير لغة قوم ودينهم لا يلغيان وجود الأمة المغلوبة". وليست هذه الفكرة أو الاستنتاج سوى الصيغة الراديكالية المناسبة لما وضعه في جوهر أيديولوجيته القومية السورية. من هنا قوله، بأن "الفتح العربي قد غّير اللغة السريانية في البلاد وكذلك ديانتهم النصرانية بعد سيطرة العربية والإسلام، لكن الثقافة السورية هي التي سيطرت على اللغة العربية وبقي المجتمع السوري هو هو" . ليست هذه الصيغة الحادة والمبتسرة سوى الرد الأ ......
#انطون
#سعادة:
#مؤسس
#الفكرة
#القومية
#العملية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709760
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي القومية وفكرة الجماعة الجديدةانطلق انطون سعادة في تحديده لماهية الجماعة من تحديد ماهية ونوعية "الاجتماع البشري". فقد وجد في الاجتماع البشري نوعين رئيسيين وهما كل من الاجتماع البدائي الذي تبنى روابطه الاجتماعية على أساس الدم، و"الاجتماع الراقي ورابطته الاجتماعية الاقتصادية مستمدة من حاجات الجامعة الحيوية للارتقاء والتقدم" . واعتبر الرابطة الاقتصادية هي الرابطة الاجتماعية الأولى في حياة الإنسان، أو الأساس المادي الذي يقيم الإنسان عليه عمرانه . من هنا نظرته إلى الرابطة الاقتصادية، باعتبارها الرابطة الأساسية للاجتماع البشري. وذلك لأنها تحتوي على "مصلحة تأمين حياة الجماعة وارتقائها". من هنا أهميتها القصوى. إذ اعتبر المصالح المتشابهة "من أهم المصالح الاجتماعية" . وكون المصالح الاقتصادية هي من بين أكثرها جوهرية فهو بسبب خدمتها لكافة المصالح الحيوية والنفسية للفرد والجماعة. والمجتمع الحديث والدولة الحديثة والأمة الحديثة هي الميادين التي تتكشف فيها هذه الحقيقة. إن الحقيقة الكامنة في الجماعة تترقى بالارتباط مع رقي المجتمع الإنساني لتبلغ ذروتها في المجتمع الحديث وفكرته القومية. من هنا تأكيده على أن "المصالح لا تتحدد وتتعين إلا في المجتمعات الراقية. وفي هذه المجتمعات تتحدد المصالح وتولد جمعيات معينة. والمصالح وجمعياتها تتميز وتتنوع بحيث تجعل وحدتها أتم وأوضح" . وفي هذا "المتحد" الراقي نجد المصالح جميعها تتنوع وتتعين وتؤدي إلى إنشاء جمعيات من كل نوع. وقّسم هذه المصالح إلى ثلاثة أنواع. منها ما هو أساسي ويشمل المصالح الحيوية والنفسية (وأدرج في "المصالح الحيوية" الجنسية (الاجتماعية القومية) وجمعياتها العائلية. واللاجنسية وهي ما يتعلق بالغذاء واللباس. بينما أدرج في "المصالح النفسية" كل من العلمية والفلسفية والدينية وغيرها . أما النوع الثاني فهي "المصالح الفنية" وجمعياتها المنتظمة في تشكيلات متنوعة مثل جمعيات الرسم والموسيقى والتمثيل. أما النوع الثالث فهي "المصالح الخصوصية" ويقصد بها مصالح السلطة والجاه.وليس المقصود "بالمتحد" هنا سوى الجماعة الحديثة، التي تشكل بؤرة الوجود القومي. ومن ثم فإنَّ لها تاريخها الخاص ومحدداتها التي تؤسس بدورها لكيفية تشكل الأمم وخصوصيتها. وأعتبر البيئة (الأرض) من بين أهم العوامل في تكوين شخصية الجماعة . وذلك لأن ما يميز الاجتماع الإنساني مقارنة بغيره هو وجود ظاهرتين خاصتين به، الأولى وهي استعداد الفرد لبروز شخصيته، والثانية اكتساب الجماعة شخصيتها التي تكونها من مؤهلاتها الخاصة وخصائص بيئتها . وبالتالي فإنَّ الأمة ليست شيئا ما غير وعي وجودها الذاتي. إذ ليس للأمة علاقة جوهرية باللغة والدين. وذلك لأن حقيقة الأمة هي "واقع اجتماعي"، أي "مجتمع إنساني وأرضي". من هنا فكرته القائلة، بأننا لو أطلقنا لغة واحدة في العالم كله لما جمعت العالم أمة واحدة. وينطبق هذا على الدين والمذهب. وبالتالي "فلا اللغة ولا الدين ولا الاثنان معا يجعلان الناس أمة واحدة، أي مجتمعا ذا شخصية سياسية" . واستكمل ذلك في فكرة راديكالية تقول، بأن "الفتح الحربي وتغيير لغة قوم ودينهم لا يلغيان وجود الأمة المغلوبة". وليست هذه الفكرة أو الاستنتاج سوى الصيغة الراديكالية المناسبة لما وضعه في جوهر أيديولوجيته القومية السورية. من هنا قوله، بأن "الفتح العربي قد غّير اللغة السريانية في البلاد وكذلك ديانتهم النصرانية بعد سيطرة العربية والإسلام، لكن الثقافة السورية هي التي سيطرت على اللغة العربية وبقي المجتمع السوري هو هو" . ليست هذه الصيغة الحادة والمبتسرة سوى الرد الأ ......
#انطون
#سعادة:
#مؤسس
#الفكرة
#القومية
#العملية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709760
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - انطون سعادة: مؤسس الفكرة القومية العملية(2)
ميثم الجنابي : انطون سعادة: مؤسس الفكرة القومية العملية 3
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي الفكرة القومية وقضايا اللغة والدين وينطبق هذا على تأسيس موقفه وفهمه الخاص لعلاقة القومية واللغة. بمعنى محاولته البرهنة على أن اللغة ليست مكونا جوهريا للقومية وفكرتها الذاتية. وانطلق في موقفه هذا من أن الجماعة التي تتكلم لغة واحدة لا يعني بالضرورة أنها أمة واحدة، كما هو على سبيل المثال بالنسبة لسويسرا وبلجيكا. وجعل من هذه المقدمة أساسا للحكم على إمكانية تطبيقها على الشعوب التي تتكلم الانجليزية والاسبانية أو العربية. والسبب يكمن حسبما يقول انطون سعادة من أن التقاليد القومية تظل افعل من اللغة في حياة الأمم . غير أن ذلك لا يعني انعدام قيمة اللغة بالنسبة للأمة. فاللغة ضرورية للأمة بقدر ما هي ضرورية لأدبها، كما يقول انطون سعادة. لكن اللغة وحدها "لا تفيد شيئا للأمة إلا بالمعاني المخصوصة المكتسبة من التعابير الأدبية. وهي من هذه الوجهة فقط تكون عاملا قوميا ضروريا لوحدة الأمة الروحية" . وذلك لأن "الحقيقة التي يؤيدها الواقع هي أنه ليس من الضروري أن يميل كل الذين يتكلمون لغة واحدة إلى تكوين أمة واحدة... ولكن الذين يؤلفون أمة واحدة يميلون إلى التكلم بلغة واحدة" . عندما تصبح "هذه اللغة ضرورية لاستكمال الوحدة الروحية في الأمة" .لم يقف انطون سعادة عند حدود الرؤية النقدية للأفكار الأكثر شيوعا آنذاك عن ارتباط القومية باللغة والدين، بل تعداها في مجرى محاولاته النظرية تأسيس الفكرة القومية إلى إرساء ما يمكن دعوته بفلسفة القومية السورية. فقد كانت هذه الأخيرة محور تأملاته الفكرية وتنظيره الأيديولوجي وعمله السياسي. ومن الممكن رؤية هذا الهاجس العميق بوصفه وحدة نظرية وعملية متجانسة. لهذا نراه ينطلق مما اسماه بالمبدأ العلمي في الموقف من القضية القومية، أي تجريدها مما لصق بها من اعتبارات "خارجية" عبر إرجاعها إلى أصولها الذاتية التي وجدها في الأرض والتراث الذاتي.انطلق انطون سعادة هنا من أن العلوم الطبيعية على اختلافاتها اثبتت، بأن الحياة أقدم كثيرا مما قال به التعليل الديني، وأن "الأنواع من حيوان ونبات متصلة اتصالا وثيقا ينفي مبدأ الخلق المستقل" . وبالتالي، فإن التعليل العلمي يأتي بدلائل تعطي برهانا معقولا لوجودنا وكيفية حدوثه . ومن ثم، فإذا كانت الفكرة الدينية سابقا هي الأشد خطورة فيما يتعلق بفهم وتعليل الفكرة القومية، فإنه ليس هناك من عقيدة أشد منافسة لها في العالم الحديث أكبر من عقيدة السلالة (العرق) من حث تأثيرها على عواطف الأقوام . الأمر الذي حدد بدور وجهة نظره النقدية تجاه هذا الوهم الجديد، الذي عمّ القارة الأوربية والأمريكية وتراثهما السياسي والفكري الحديث. بحث تحولت فكرة السلالة إلى عقيدة "قومية" كبرى وجدت بمن يعارضها "مدّنسا" لمبادئها "المقدسة" . ففي انكلترا انتشرت أيضا فكرة الاعتقاد بتفوق السلالة الانجلوسكسونية على العنصر الايرلندي الكلتي. بينما أدى انتصار عقيدة السلالية في ألمانيا إلى احتقارهم الشعوب اللاتينية والكلتية والسلافية والسامية وغيرها. في حين اتخذت في الولايات المتحدة الأمريكية هيئة التعارض والتمايز بين الأبيض والأسود. بل توجد في أمريكا دائما أرض خصبة للتحامل . كما أن فكرة السامي - الآري تسير ضمن هذا السياق. إذ تستمد نظرية السلالة الآرية أصولها من "أدلة لغوية خداعة" . بينما اليهود (الساميون) يعتبرون أنفسهم "شعب الله المختار" والآخرين غوييم (ليسوا بشرا). بينما ينظر الآريون إلى الساميين نظرتهم إلى جيفة نتنة. ولم يشذ تاريخ العرب عن ذلك، بمعنى انتشار وهيمنة فكرة التفوق العنصري (السلالي). إذ اخذ العرب نصيبا كبيرا من الاهتمام بالأوه ......
#انطون
#سعادة:
#مؤسس
#الفكرة
#القومية
#العملية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710176
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي الفكرة القومية وقضايا اللغة والدين وينطبق هذا على تأسيس موقفه وفهمه الخاص لعلاقة القومية واللغة. بمعنى محاولته البرهنة على أن اللغة ليست مكونا جوهريا للقومية وفكرتها الذاتية. وانطلق في موقفه هذا من أن الجماعة التي تتكلم لغة واحدة لا يعني بالضرورة أنها أمة واحدة، كما هو على سبيل المثال بالنسبة لسويسرا وبلجيكا. وجعل من هذه المقدمة أساسا للحكم على إمكانية تطبيقها على الشعوب التي تتكلم الانجليزية والاسبانية أو العربية. والسبب يكمن حسبما يقول انطون سعادة من أن التقاليد القومية تظل افعل من اللغة في حياة الأمم . غير أن ذلك لا يعني انعدام قيمة اللغة بالنسبة للأمة. فاللغة ضرورية للأمة بقدر ما هي ضرورية لأدبها، كما يقول انطون سعادة. لكن اللغة وحدها "لا تفيد شيئا للأمة إلا بالمعاني المخصوصة المكتسبة من التعابير الأدبية. وهي من هذه الوجهة فقط تكون عاملا قوميا ضروريا لوحدة الأمة الروحية" . وذلك لأن "الحقيقة التي يؤيدها الواقع هي أنه ليس من الضروري أن يميل كل الذين يتكلمون لغة واحدة إلى تكوين أمة واحدة... ولكن الذين يؤلفون أمة واحدة يميلون إلى التكلم بلغة واحدة" . عندما تصبح "هذه اللغة ضرورية لاستكمال الوحدة الروحية في الأمة" .لم يقف انطون سعادة عند حدود الرؤية النقدية للأفكار الأكثر شيوعا آنذاك عن ارتباط القومية باللغة والدين، بل تعداها في مجرى محاولاته النظرية تأسيس الفكرة القومية إلى إرساء ما يمكن دعوته بفلسفة القومية السورية. فقد كانت هذه الأخيرة محور تأملاته الفكرية وتنظيره الأيديولوجي وعمله السياسي. ومن الممكن رؤية هذا الهاجس العميق بوصفه وحدة نظرية وعملية متجانسة. لهذا نراه ينطلق مما اسماه بالمبدأ العلمي في الموقف من القضية القومية، أي تجريدها مما لصق بها من اعتبارات "خارجية" عبر إرجاعها إلى أصولها الذاتية التي وجدها في الأرض والتراث الذاتي.انطلق انطون سعادة هنا من أن العلوم الطبيعية على اختلافاتها اثبتت، بأن الحياة أقدم كثيرا مما قال به التعليل الديني، وأن "الأنواع من حيوان ونبات متصلة اتصالا وثيقا ينفي مبدأ الخلق المستقل" . وبالتالي، فإن التعليل العلمي يأتي بدلائل تعطي برهانا معقولا لوجودنا وكيفية حدوثه . ومن ثم، فإذا كانت الفكرة الدينية سابقا هي الأشد خطورة فيما يتعلق بفهم وتعليل الفكرة القومية، فإنه ليس هناك من عقيدة أشد منافسة لها في العالم الحديث أكبر من عقيدة السلالة (العرق) من حث تأثيرها على عواطف الأقوام . الأمر الذي حدد بدور وجهة نظره النقدية تجاه هذا الوهم الجديد، الذي عمّ القارة الأوربية والأمريكية وتراثهما السياسي والفكري الحديث. بحث تحولت فكرة السلالة إلى عقيدة "قومية" كبرى وجدت بمن يعارضها "مدّنسا" لمبادئها "المقدسة" . ففي انكلترا انتشرت أيضا فكرة الاعتقاد بتفوق السلالة الانجلوسكسونية على العنصر الايرلندي الكلتي. بينما أدى انتصار عقيدة السلالية في ألمانيا إلى احتقارهم الشعوب اللاتينية والكلتية والسلافية والسامية وغيرها. في حين اتخذت في الولايات المتحدة الأمريكية هيئة التعارض والتمايز بين الأبيض والأسود. بل توجد في أمريكا دائما أرض خصبة للتحامل . كما أن فكرة السامي - الآري تسير ضمن هذا السياق. إذ تستمد نظرية السلالة الآرية أصولها من "أدلة لغوية خداعة" . بينما اليهود (الساميون) يعتبرون أنفسهم "شعب الله المختار" والآخرين غوييم (ليسوا بشرا). بينما ينظر الآريون إلى الساميين نظرتهم إلى جيفة نتنة. ولم يشذ تاريخ العرب عن ذلك، بمعنى انتشار وهيمنة فكرة التفوق العنصري (السلالي). إذ اخذ العرب نصيبا كبيرا من الاهتمام بالأوه ......
#انطون
#سعادة:
#مؤسس
#الفكرة
#القومية
#العملية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710176
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - انطون سعادة: مؤسس الفكرة القومية العملية(3)
ميثم الجنابي : انطون سعادة وفلسفة الفكرة القومية السورية 5
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي حقيقة العقل السوري القوميوحدد هذا بدوره مقومات الوجود الثقافي الخاص للفكرة القومية السورية. فقد اتجه الكنعانيون اتجاها جديدا في الرقي الثقافي عما كان سابقا، كما يقول انطون سعادة. فعلى خلاف غيرهم اهتموا "بالتغلب على صعوبات الحياة العمرانية بترتيب ثقافتهم الاقتصادية على أساس زراعة راقية غنية جدا حتى سمي وطنهم الأرض التي تفيض لبنا وعسلا" . واستكملوا ذلك بفكرة وأسلوب التجارة، بوصفها أحد العوامل العظمى في تفاعل الثقافات. إذ مكنت التجارة السوريين من التعويض عن فقر أراضيهم من المعادن ونقص المواد الخام. وبهذا يكون السوريون الكنعانيون والآراميون قد خطوا إلى التجارة وثقافة الإنتاج التجاري . ولازم ذلك تشكل مؤسسة ما أطلق عليه انطون سعادة عبارة "الاستعمار السوري". وكتب بهذا الصدد يقول، بأن الثقافة السورية كانت الأصل في وضع "طور الاستعمار" الذي ادخل البحر المتوسط كله في "نطاق الثقافة السورية الجديدة التي هي بدء التمدن الحديث" . وقد يكون صنع الإمبراطورية من بين أكثرها جلاء، بمعنى كيفية بلورتها للنموذج السوري الخاص القائم توحيده النموذجي بين النزعة القومية والكونية. فقد ساهمت سورية أيضا في إرساء أسس الدولة البرية. ففي مشرقها نشأت الإمبراطورية الأكادية والإمبراطورية الكلدانية، وفي شمالها الإمبراطورية الآشورية والحثية . تماما كما أدى إدراك الفينيقيون ممكنات البحر إلى إنشاء الإمبراطورية البحرية. فالإمبراطورية البحرية السورية كانت أول إمبراطورية بحرية في العالم، والتي بلغت أوجها في صور وقرطاجة . ذلك يعني أنهم جمعوا بين قوى عديدة جرى توليفها في قوة كبرى أصيلة وهي الدولة البرية والبحرية، والسياسة والاقتصاد، والإنتاج والتجارة. أما ذروة كل هذا الإبداع التاريخي الهائل فقد وجد انعكاسه فيما أطلق عليه انطون سعادة عبارة "الثورة الثقافية" التي استكملها الكنعانيون (الفينيقيون) عبر "استنباط الأحرف الهجائية". وبهذا تكون "ثورتهم الثقافية التي فتحت طريقا جديدا للارتقاء الثقافي" أن ترسي قواعد "التمدن الحديث" . الأمر الذي يجعل من الممكن القول بالقيمة الجوهرية والتأسيسية للسوريين في وضع أسس الحضارة العالمية. ووضع انطون سعادة هذا الاستنتاج في عبارة تقول:"متى القينا نظرة على هذا الصرح الضخم من الحياة المدنية التي تحرز بعد كل فترة نصرا جديدا للإنسان على أسرار الطبيعة، أدركنا قيمة الثورة السورية ومعناها الكبير" . ووضع انطون سعادة هذه الأفكار في أساس استنتاجه النظري العام القائل بإبداع العقل السوري نماذجه الخاصة في كل شيء. وقد يكون موقفه من نموذج النظام السياسي والدولة الصيغة الأكثر جوهرية. فالعقل السوري العملي لم يكن يميل إلى تخيلات فاسدة من الوجهة العملية وخيال سخيف كالقول بأن يكون كل فرد من أفراد المدينة المعترف بهم "شريكا" فعليا في إدارة الدولة، كما يقول انطون سعادة. ذلك يعني أن المدينة السورية ظلت محافظة على الفرق بين السياسة والاجتماع. وهذا الفرق هو ما مكّن الدولة من اطراد تقدمها . فإذا كانت التجربة الإغريقية التي ألغت الدولة، فإن التجربة السورية على العكس من ذلك قد كانت على الدوام الممثل النموذجي للدولة. وبهذا يكون النموذج السوري الأكثر تماما وديمومة وتأثيرا بما في ذلك بالنسبة للدولة الحديثة. وذلك لأن "الأسلوب الذي جرت عليه الدولة في تقدمها وارتقائها كان الأسلوب السوري الذي ارتقى في قرطاجة إلى الديمقراطية ووضوح الحقوق المدنية والحقوق الشخصية، مع بقاء الدولة شيئا متميزا عن الشعب" . وينطبق هذا أيضا على مقارنة العقل السوري بالروماني في مجال الشرع. فإذا كان "تاريخ روما الثق ......
#انطون
#سعادة
#وفلسفة
#الفكرة
#القومية
#السورية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710782
#الحوار_المتمدن
#ميثم_الجنابي حقيقة العقل السوري القوميوحدد هذا بدوره مقومات الوجود الثقافي الخاص للفكرة القومية السورية. فقد اتجه الكنعانيون اتجاها جديدا في الرقي الثقافي عما كان سابقا، كما يقول انطون سعادة. فعلى خلاف غيرهم اهتموا "بالتغلب على صعوبات الحياة العمرانية بترتيب ثقافتهم الاقتصادية على أساس زراعة راقية غنية جدا حتى سمي وطنهم الأرض التي تفيض لبنا وعسلا" . واستكملوا ذلك بفكرة وأسلوب التجارة، بوصفها أحد العوامل العظمى في تفاعل الثقافات. إذ مكنت التجارة السوريين من التعويض عن فقر أراضيهم من المعادن ونقص المواد الخام. وبهذا يكون السوريون الكنعانيون والآراميون قد خطوا إلى التجارة وثقافة الإنتاج التجاري . ولازم ذلك تشكل مؤسسة ما أطلق عليه انطون سعادة عبارة "الاستعمار السوري". وكتب بهذا الصدد يقول، بأن الثقافة السورية كانت الأصل في وضع "طور الاستعمار" الذي ادخل البحر المتوسط كله في "نطاق الثقافة السورية الجديدة التي هي بدء التمدن الحديث" . وقد يكون صنع الإمبراطورية من بين أكثرها جلاء، بمعنى كيفية بلورتها للنموذج السوري الخاص القائم توحيده النموذجي بين النزعة القومية والكونية. فقد ساهمت سورية أيضا في إرساء أسس الدولة البرية. ففي مشرقها نشأت الإمبراطورية الأكادية والإمبراطورية الكلدانية، وفي شمالها الإمبراطورية الآشورية والحثية . تماما كما أدى إدراك الفينيقيون ممكنات البحر إلى إنشاء الإمبراطورية البحرية. فالإمبراطورية البحرية السورية كانت أول إمبراطورية بحرية في العالم، والتي بلغت أوجها في صور وقرطاجة . ذلك يعني أنهم جمعوا بين قوى عديدة جرى توليفها في قوة كبرى أصيلة وهي الدولة البرية والبحرية، والسياسة والاقتصاد، والإنتاج والتجارة. أما ذروة كل هذا الإبداع التاريخي الهائل فقد وجد انعكاسه فيما أطلق عليه انطون سعادة عبارة "الثورة الثقافية" التي استكملها الكنعانيون (الفينيقيون) عبر "استنباط الأحرف الهجائية". وبهذا تكون "ثورتهم الثقافية التي فتحت طريقا جديدا للارتقاء الثقافي" أن ترسي قواعد "التمدن الحديث" . الأمر الذي يجعل من الممكن القول بالقيمة الجوهرية والتأسيسية للسوريين في وضع أسس الحضارة العالمية. ووضع انطون سعادة هذا الاستنتاج في عبارة تقول:"متى القينا نظرة على هذا الصرح الضخم من الحياة المدنية التي تحرز بعد كل فترة نصرا جديدا للإنسان على أسرار الطبيعة، أدركنا قيمة الثورة السورية ومعناها الكبير" . ووضع انطون سعادة هذه الأفكار في أساس استنتاجه النظري العام القائل بإبداع العقل السوري نماذجه الخاصة في كل شيء. وقد يكون موقفه من نموذج النظام السياسي والدولة الصيغة الأكثر جوهرية. فالعقل السوري العملي لم يكن يميل إلى تخيلات فاسدة من الوجهة العملية وخيال سخيف كالقول بأن يكون كل فرد من أفراد المدينة المعترف بهم "شريكا" فعليا في إدارة الدولة، كما يقول انطون سعادة. ذلك يعني أن المدينة السورية ظلت محافظة على الفرق بين السياسة والاجتماع. وهذا الفرق هو ما مكّن الدولة من اطراد تقدمها . فإذا كانت التجربة الإغريقية التي ألغت الدولة، فإن التجربة السورية على العكس من ذلك قد كانت على الدوام الممثل النموذجي للدولة. وبهذا يكون النموذج السوري الأكثر تماما وديمومة وتأثيرا بما في ذلك بالنسبة للدولة الحديثة. وذلك لأن "الأسلوب الذي جرت عليه الدولة في تقدمها وارتقائها كان الأسلوب السوري الذي ارتقى في قرطاجة إلى الديمقراطية ووضوح الحقوق المدنية والحقوق الشخصية، مع بقاء الدولة شيئا متميزا عن الشعب" . وينطبق هذا أيضا على مقارنة العقل السوري بالروماني في مجال الشرع. فإذا كان "تاريخ روما الثق ......
#انطون
#سعادة
#وفلسفة
#الفكرة
#القومية
#السورية
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710782
الحوار المتمدن
ميثم الجنابي - انطون سعادة وفلسفة الفكرة القومية السورية(5)