حميد زناز : عن اللاهوتية المزمنة في بلداننا
#الحوار_المتمدن
#حميد_زناز لا تترك الغيبيات أية فرصة للفلسفة أو المنطق السليم لفهم الأمور وتفسيرها عقلانيا في أغلب بلاد المسلمين. يحصل كل شيء وفق الإرادة الإلهية، كل شيء كان مسطرا، مكتوبا، مُقدرا. فالفيضانات والزلازل وأسراب الجراد المتلفة للمحاصيل والحروب الأهلية وتدافع الناس وموت المئات منهم أثناء رميهم للشيطان بالحجارة في موسم الحج ... كلها من مشيئة الله. حتى داء السيدا، لم ير فيه بعض الأطباء سوى غضب الله المسلط على عباده الزانين والمثليين ومتعاطيي الكوكايين. إذا تكلم الطبيب المؤسلم فكأن الفقيه هو الذي يتكلم فيه وليس ضميره أو علمه. حتى العوام اقتنعوا أنه ليس هو الذي يشفيهم إن مرضوا وإنما الله ربّ العالمين. لا يسلم من “فلسفة المكتوب” حتى السلطات السياسية الرسمية وبعض رجال العلم، فترى رؤساء وملوكا ووزراء وفي بعض الأحيان علماء زلازل ومهندسين وخبراء الأحوال الجوية يعزون الكوارث الطبيعية إلى إرادة غيبية. وربما يجد التسيير الكارثي للكوارث التي تحصل في هذه البلدان تفسيره في هذه النظرة القاصرة لها. فمثلا لم ير الرئيس الجزائري المخلوع عبد العزيز بوتفليقة في البربرية الأصولية التي فتكت بالجزائريين طيلة عشرية كاملة سوى ابتلاء من الله ليمتحن إيمانهم. في أحد خطاباته إلى الأمة الممتحنة، يلخص فلسفة التاريخ الغريبة هذه: “لقد امتحن الله الشعب الجزائري على مر العصور وفي مختلف الظروف، سواء كان ذلك عن طريق الطبيعة كالزلازل والفيضانات والجفاف أو عن طريق الإنسان كالفتنة والإرهاب الأعمى الذي زرع الخراب والمجازر في كل أنحاء الوطن، ولم يفرق بين رضيع أو امرأة أو شيخ”. كيف يمكن أن يكون رمي الأطفال الرضع من الطابق الخامس أو السادس، وتهشيم رؤوسهم بالفؤوس وخطف القاصرات واغتصابهن وارتكاب الجرائم الشنيعة في حق البشر...امتحانا إلهيا؟ يجب أن يعطي الإنسان لعقله عطلة أبدية ليصدق مثل هذا الهراء. لكن ألم تغير السلطات الجزائرية اسم مدينة “الأصنام” فور تعرضها لزلزال عنيف كاد أن يهدمها عن آخرها في أكتوبر 1980، لأن بعض المشعوذين رأوا في الزلزال هدما من الله للأصنام؟ أما في خطب الجمعة التي تلت الزلزال الذي ضرب منطقة بومرداس، شرق الجزائر العاصمة، في شهر مايو 2003، فقد شرح أئمة المساجد الحكومية الكارثة بردها إلى فساد أخلاق النساء وفجورهن وسفورهن! يقول نيتشه صادقا إن المنحط هو ذلك الذي لا يقبل الواقع المرعب والمبهم كما هو، ويحاول إفقاده الاعتبار لينزله إلى مستوى هلوساته المثلى. أليس المنحط هو ذاك الذي يعجز أمام الواقع، فيقدح فيه ويعتبره مخطئا وسيّئا؟ تتحدث “عقول” تمدرست في أرقى جامعات أوروبا وأمريكا عن عقلانية صوم رمضان وفوائد الوضوء الصحية وحكمة تعدد الزوجات والطلاق "المنصف" على الطريقة الإسلامية والميراث "العادل" في ظلم النساء.. قرأت عن مهندسين وعلماء يعيشون في بلاد العم سام حكاية توصّلهم عن طريق الحاسوب إلى اكتشاف وجود أكثر من 120 مليونا من الملائكة، طالبوا الحكومات العربية والإسلامية استخدامها للنهوض بالتنمية.. وهو ما سبقهم إليه أحد أقطاب النظام الإسلامي في السودان .. وعلى نفس الوزن يصرح أبو جرة سلطاني لجريدة الخبر الجزائرية (03/09/2003) حينما كان يتولى وزارة مهمة في حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية والشعبية أنه لا يجد أية صعوبة في تسيير البشر في وزارته بعدما سيطر على الجن لسنوات طويلة. ربما استعان بالجن في عودته الى الواجهة اليوم بعد سقوطه مع بوتفليقة فهل يستعمل الجن وهو سيناتور اليوم في السيطرة على مجلس الامة؟ في الجزائر اليوم ألوف المحار ......
#اللاهوتية
#المزمنة
#بلداننا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755277
#الحوار_المتمدن
#حميد_زناز لا تترك الغيبيات أية فرصة للفلسفة أو المنطق السليم لفهم الأمور وتفسيرها عقلانيا في أغلب بلاد المسلمين. يحصل كل شيء وفق الإرادة الإلهية، كل شيء كان مسطرا، مكتوبا، مُقدرا. فالفيضانات والزلازل وأسراب الجراد المتلفة للمحاصيل والحروب الأهلية وتدافع الناس وموت المئات منهم أثناء رميهم للشيطان بالحجارة في موسم الحج ... كلها من مشيئة الله. حتى داء السيدا، لم ير فيه بعض الأطباء سوى غضب الله المسلط على عباده الزانين والمثليين ومتعاطيي الكوكايين. إذا تكلم الطبيب المؤسلم فكأن الفقيه هو الذي يتكلم فيه وليس ضميره أو علمه. حتى العوام اقتنعوا أنه ليس هو الذي يشفيهم إن مرضوا وإنما الله ربّ العالمين. لا يسلم من “فلسفة المكتوب” حتى السلطات السياسية الرسمية وبعض رجال العلم، فترى رؤساء وملوكا ووزراء وفي بعض الأحيان علماء زلازل ومهندسين وخبراء الأحوال الجوية يعزون الكوارث الطبيعية إلى إرادة غيبية. وربما يجد التسيير الكارثي للكوارث التي تحصل في هذه البلدان تفسيره في هذه النظرة القاصرة لها. فمثلا لم ير الرئيس الجزائري المخلوع عبد العزيز بوتفليقة في البربرية الأصولية التي فتكت بالجزائريين طيلة عشرية كاملة سوى ابتلاء من الله ليمتحن إيمانهم. في أحد خطاباته إلى الأمة الممتحنة، يلخص فلسفة التاريخ الغريبة هذه: “لقد امتحن الله الشعب الجزائري على مر العصور وفي مختلف الظروف، سواء كان ذلك عن طريق الطبيعة كالزلازل والفيضانات والجفاف أو عن طريق الإنسان كالفتنة والإرهاب الأعمى الذي زرع الخراب والمجازر في كل أنحاء الوطن، ولم يفرق بين رضيع أو امرأة أو شيخ”. كيف يمكن أن يكون رمي الأطفال الرضع من الطابق الخامس أو السادس، وتهشيم رؤوسهم بالفؤوس وخطف القاصرات واغتصابهن وارتكاب الجرائم الشنيعة في حق البشر...امتحانا إلهيا؟ يجب أن يعطي الإنسان لعقله عطلة أبدية ليصدق مثل هذا الهراء. لكن ألم تغير السلطات الجزائرية اسم مدينة “الأصنام” فور تعرضها لزلزال عنيف كاد أن يهدمها عن آخرها في أكتوبر 1980، لأن بعض المشعوذين رأوا في الزلزال هدما من الله للأصنام؟ أما في خطب الجمعة التي تلت الزلزال الذي ضرب منطقة بومرداس، شرق الجزائر العاصمة، في شهر مايو 2003، فقد شرح أئمة المساجد الحكومية الكارثة بردها إلى فساد أخلاق النساء وفجورهن وسفورهن! يقول نيتشه صادقا إن المنحط هو ذلك الذي لا يقبل الواقع المرعب والمبهم كما هو، ويحاول إفقاده الاعتبار لينزله إلى مستوى هلوساته المثلى. أليس المنحط هو ذاك الذي يعجز أمام الواقع، فيقدح فيه ويعتبره مخطئا وسيّئا؟ تتحدث “عقول” تمدرست في أرقى جامعات أوروبا وأمريكا عن عقلانية صوم رمضان وفوائد الوضوء الصحية وحكمة تعدد الزوجات والطلاق "المنصف" على الطريقة الإسلامية والميراث "العادل" في ظلم النساء.. قرأت عن مهندسين وعلماء يعيشون في بلاد العم سام حكاية توصّلهم عن طريق الحاسوب إلى اكتشاف وجود أكثر من 120 مليونا من الملائكة، طالبوا الحكومات العربية والإسلامية استخدامها للنهوض بالتنمية.. وهو ما سبقهم إليه أحد أقطاب النظام الإسلامي في السودان .. وعلى نفس الوزن يصرح أبو جرة سلطاني لجريدة الخبر الجزائرية (03/09/2003) حينما كان يتولى وزارة مهمة في حكومة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية والشعبية أنه لا يجد أية صعوبة في تسيير البشر في وزارته بعدما سيطر على الجن لسنوات طويلة. ربما استعان بالجن في عودته الى الواجهة اليوم بعد سقوطه مع بوتفليقة فهل يستعمل الجن وهو سيناتور اليوم في السيطرة على مجلس الامة؟ في الجزائر اليوم ألوف المحار ......
#اللاهوتية
#المزمنة
#بلداننا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=755277
الحوار المتمدن
حميد زناز - عن اللاهوتية المزمنة في بلداننا