جواد بولس : حروب الطحينة أولًا، وبعدها حروبنا مع الكورونا
#الحوار_المتمدن
#جواد_بولس لم يشفق علينا تموز، ولم يتركنا واقفين على الريح نعصر قلقنا ونشقى في عتمةٍ أرخاها على أرواحنا مخلوق ميكروسكوبي لعين، فشل جهابذة البشرية بمواجهته ونجحوا فقط بايجاد اسم له؛ فراح "كوفيدهم التاسع عشر" يسخر من جهلنا ويضرب بموجه الغاضب شواطئنا ويحصد ضحاياه.لم تتأثر القرى والمدن العربية المحلية بهذا الفايروس مثلما تأثرت به تجمعات سكانية أخرى مع بدايات انتشاره في العالم وفي اسرائيل، وحافظت معظمها على نسب اصابات هامشية دفعت ببعض المتفائلين منا أو المدّعين الى الاعتداد بجاهزية مجتمعاتنا الوقائية اللافتة، أو حتى الى الزعم بأننا نتمتع ببنى جينية فريدة وحصينة؛ في حين بعث الكثيرون نظرية المؤامرة من جديد فكذبوا وجود الفايروس وتأثيره القاتل؛ بينما أختلف غيرهم فيما اذا كانت امريكا هي أم جائحة الكورونا أو كانت هي الصين.سقطت كل تلك الرهانات في اقل من شهرين؛ فمع بداية الموجة الثانية، تكشفت عوراتنا الانسانية أمام هذا الفايروس وصرنا مثل باقي البشر هدفًا من أهدافه، حتى سبقت، أحيانًا، بعض قرانا ومدننا سائر المواقع واحتلت بعدد اصاباتها رأس الهرم الأحمر داخل اسرائيل.واليوم، وبعد أن ثبت بالدليل القاطع ان الخطر الذي نواجهه أكبر من المقامرة على حقيقة وجوده، يُنتظر منا ان نتصرف بمسؤولية كبرى تجاه انفسنا وتجاه المجتمع باسره.فكل الدلائل تشير الى اننا على اعتاب حقبة تاريخية عالمية جديدة لا نعرف كثيرًا عن معالمها الجديدة؛ لكننا، رغم ذلك، بدأنا نشعر كيف يحاول رموز وأركان النظام الجديد في اسرائيل توظيف تداعيات هذه الجائحة لصالح مشروعهم السياسي الذي يتطلب نسف أواصر الدولة الحالية وهدم مؤسساتها ومن ثم التفرد في حكم سيقف على رأسه ديكتاتور مستبد محاطًا بأعوان لا يمارسون الا العنصرية والقمع والفساد ويطيعون سيّدهم، الحاكم القوي الجبار، بشكل مطلق. نحن مجتمع هش وضعيف ومجزّأ. مصيرنا كمواطنين كان، قبل حلول الجائحة، على كف "كوفيد" وفي مهب الريح، وبحضورها صارت أوضاعنا أخطر وأوعر؛ ورغم ذلك تسير قوافلنا نحو الهاوية وجمالنا محملة بالعجز وبالجهل وبالانتهازية. لن يختلف أثنان على توصيف فداحة واقعنا، فالشعب أعزل الا من تمائمه وأمله الأعمى، وقادته إما يحرضون على بعضهم وإما يتأتئون في ساعات المحن أو يراوحون في بقع الغبار أو يغفون على زند أمل أجرب وفي عين دعاء نحاسي.كثيرون منهم يمالقون عند اشتعال الحروب الصغيرة التي لا تزرع بيننا الا البغضاء والفتن، مثل تلك التي دارت رحاها، قبل أيام، على أرض شركة لم تتوقع صاحبتها ماذا سيحصل حين تبرعت من مالها الخاص لجمعية تدعم المثليين فقامت الدنيا ولم تهدأ؛ أو تلك الحرب التي أيقظها فرمان عثماني قضى بتحويل كنيسة "أيا صوفيا" الى جامع، فعدّ هذا الفرمان رمزًا لهزيمة البعض أو انتصار خليفة هذا الزمن على قيصر، عند آخرين. حرب الطحينة الخضراء لا أعرف أصحاب "شركة الأرز" النصراوية ولا محطات مسيرتهم المهنية ولا قصة نجاحهم التجارية؛ لكنني انكشفت، مثل الكثيرين، على بعض تفاصيل سيرتهم، بعد أن ثارت الزوبعة حولهم في اعقاب نشر صحيفة عبرية لخبر أفاد ناقله على أن أصحاب شركة طحينة الارز قرروا التبرع لاحدى الجمعيات التي تدافع عن حقوق المثليين في اسرائيل، وهو عمل يجعلها أول شركة عربية تجاهر بدعم يخصص لتمويل خط هاتفي ستستخدمه الجمعية من أجل تلقي شكاوى أفراد هذه الشريحة من المواطنين العرب واليهود.تحولت هذه الواقعة الى واحدة من أكثر القضايا التي أشعلت بيننا، في زمن الكورونا الحالي، معظم المواقع الاخبارية والترفيهية و"صفحات التراشق" الاجتماعي وأحاديث ا ......
#حروب
#الطحينة
#أولًا،
#وبعدها
#حروبنا
#الكورونا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685077
#الحوار_المتمدن
#جواد_بولس لم يشفق علينا تموز، ولم يتركنا واقفين على الريح نعصر قلقنا ونشقى في عتمةٍ أرخاها على أرواحنا مخلوق ميكروسكوبي لعين، فشل جهابذة البشرية بمواجهته ونجحوا فقط بايجاد اسم له؛ فراح "كوفيدهم التاسع عشر" يسخر من جهلنا ويضرب بموجه الغاضب شواطئنا ويحصد ضحاياه.لم تتأثر القرى والمدن العربية المحلية بهذا الفايروس مثلما تأثرت به تجمعات سكانية أخرى مع بدايات انتشاره في العالم وفي اسرائيل، وحافظت معظمها على نسب اصابات هامشية دفعت ببعض المتفائلين منا أو المدّعين الى الاعتداد بجاهزية مجتمعاتنا الوقائية اللافتة، أو حتى الى الزعم بأننا نتمتع ببنى جينية فريدة وحصينة؛ في حين بعث الكثيرون نظرية المؤامرة من جديد فكذبوا وجود الفايروس وتأثيره القاتل؛ بينما أختلف غيرهم فيما اذا كانت امريكا هي أم جائحة الكورونا أو كانت هي الصين.سقطت كل تلك الرهانات في اقل من شهرين؛ فمع بداية الموجة الثانية، تكشفت عوراتنا الانسانية أمام هذا الفايروس وصرنا مثل باقي البشر هدفًا من أهدافه، حتى سبقت، أحيانًا، بعض قرانا ومدننا سائر المواقع واحتلت بعدد اصاباتها رأس الهرم الأحمر داخل اسرائيل.واليوم، وبعد أن ثبت بالدليل القاطع ان الخطر الذي نواجهه أكبر من المقامرة على حقيقة وجوده، يُنتظر منا ان نتصرف بمسؤولية كبرى تجاه انفسنا وتجاه المجتمع باسره.فكل الدلائل تشير الى اننا على اعتاب حقبة تاريخية عالمية جديدة لا نعرف كثيرًا عن معالمها الجديدة؛ لكننا، رغم ذلك، بدأنا نشعر كيف يحاول رموز وأركان النظام الجديد في اسرائيل توظيف تداعيات هذه الجائحة لصالح مشروعهم السياسي الذي يتطلب نسف أواصر الدولة الحالية وهدم مؤسساتها ومن ثم التفرد في حكم سيقف على رأسه ديكتاتور مستبد محاطًا بأعوان لا يمارسون الا العنصرية والقمع والفساد ويطيعون سيّدهم، الحاكم القوي الجبار، بشكل مطلق. نحن مجتمع هش وضعيف ومجزّأ. مصيرنا كمواطنين كان، قبل حلول الجائحة، على كف "كوفيد" وفي مهب الريح، وبحضورها صارت أوضاعنا أخطر وأوعر؛ ورغم ذلك تسير قوافلنا نحو الهاوية وجمالنا محملة بالعجز وبالجهل وبالانتهازية. لن يختلف أثنان على توصيف فداحة واقعنا، فالشعب أعزل الا من تمائمه وأمله الأعمى، وقادته إما يحرضون على بعضهم وإما يتأتئون في ساعات المحن أو يراوحون في بقع الغبار أو يغفون على زند أمل أجرب وفي عين دعاء نحاسي.كثيرون منهم يمالقون عند اشتعال الحروب الصغيرة التي لا تزرع بيننا الا البغضاء والفتن، مثل تلك التي دارت رحاها، قبل أيام، على أرض شركة لم تتوقع صاحبتها ماذا سيحصل حين تبرعت من مالها الخاص لجمعية تدعم المثليين فقامت الدنيا ولم تهدأ؛ أو تلك الحرب التي أيقظها فرمان عثماني قضى بتحويل كنيسة "أيا صوفيا" الى جامع، فعدّ هذا الفرمان رمزًا لهزيمة البعض أو انتصار خليفة هذا الزمن على قيصر، عند آخرين. حرب الطحينة الخضراء لا أعرف أصحاب "شركة الأرز" النصراوية ولا محطات مسيرتهم المهنية ولا قصة نجاحهم التجارية؛ لكنني انكشفت، مثل الكثيرين، على بعض تفاصيل سيرتهم، بعد أن ثارت الزوبعة حولهم في اعقاب نشر صحيفة عبرية لخبر أفاد ناقله على أن أصحاب شركة طحينة الارز قرروا التبرع لاحدى الجمعيات التي تدافع عن حقوق المثليين في اسرائيل، وهو عمل يجعلها أول شركة عربية تجاهر بدعم يخصص لتمويل خط هاتفي ستستخدمه الجمعية من أجل تلقي شكاوى أفراد هذه الشريحة من المواطنين العرب واليهود.تحولت هذه الواقعة الى واحدة من أكثر القضايا التي أشعلت بيننا، في زمن الكورونا الحالي، معظم المواقع الاخبارية والترفيهية و"صفحات التراشق" الاجتماعي وأحاديث ا ......
#حروب
#الطحينة
#أولًا،
#وبعدها
#حروبنا
#الكورونا
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685077
الحوار المتمدن
جواد بولس - حروب الطحينة أولًا، وبعدها حروبنا مع الكورونا