كمال الجزولي : روزنامةُ الأسبوع ـ سلطةُ الترامادول
#الحوار_المتمدن
#كمال_الجزولي الاثنينمنذ حين والمبادرات السِّياسيَّة تتكاثر، أميبيَّاً، في بلادنا، حتَّى برز على خطِّها، مؤخَّراً، الحزب الاتِّحادي الدِّيموقراطي، بما روَّج له حواريو الشَّيخ الطَّيِّب الجِّد حول دمج مبادرته مع مبادرةٍ للميرغني كان طرحها في مارس الماضي، مستغلِّين، في ما يبدو، البُعد الفيزيقي للزعيم الاتِّحادي، وصمته المتطاول، وخلوِّ صفِّه الأوَّل من معظم القادة التَّاريخيِّين، كالشَّريف حسين، والحاج مضوي، وعلي محمود، وكذلك حرص ابني الزعيم، الحسن وجعفر، على تفادي الانتطاح في دنيا ما يزال يعمرها حضور أبيهما، وافتقار المتزاحمين في المواقع الأدنى للكاريزميَّة وطاقة الإلهام، لولا تصدِّي البخاري الجعلي، خاطف اللونين الصُّوفي والسِّياسي، لنفي الدَّمج المدَّعى به! هكذا خسر الشَّيخ الجِّد تطلُّعه لأن يتلفَّع بمعطف الميرغني، بعد أن خسر، العام الماضي، فرصة الامساك بعصا حميدتي المارشاليَّة .. وتلك قصَّة يدهشني ألا يكون ملمَّاً بها أكثر من يشتغلون باستراتيجيَّات السِّياسة السُّودانيَّة! فالشَّيخ الجِّد، قاضي المحكمة العليا المتقاعد، وصاحب الهوى الإسلاموي منذ الجَّامعة، ومهندس حشود التأييد لحملات المخلوع الانتخابيَّة، والمتنازل للنِّظام البائد في قضيَّة أراضي الجِّريف شرق الشَّهيرة خلال الأعوام 2013م ــ 2015م، كان أعلن، في رمضان قبل الماضي (2021م)، عن إنشائه منظَّمة مجتمع مدني مهيكلة برئيس، وأمين عام، وغيرهما، وأطلق عليها، للعجب، «مبادرة حماية الثَّورة»، فلا يتطرَّقنَّ إلى ذهنك أدنى شَّكٍّ، وأنت تسمع هذا الاسم الطَّنَّان، في أن المقصودة حماية ثورة ديسمبر المجيدة! الشَّاهد أن أهمَّ نشاطات تلك المنظَّمة، آنذاك، كان تنظيم إفطار رمضاني جماعي دعوا إليه حميدتي كضيف شرف! على أن الأخير كشف اللعبة، على نحو ما، لمَّا تبيَّن له أن مضيفيه محض إسلامويِّين يلعبون سياسة بالبيضة والحجر! فما أن قدَّموه ليخاطب حفل افطارهم، حتَّى انبرى يحذِّرهم، مباشرة، كإسلامويِّين، بالاسم والرَّسمدون، دون أدنى مواربة، مِن أن يظنُّوا أنهم وحدهم المسلمون في هذه البلاد، فليكفُّوا، إذن، عن هذا الوهم الدَّهين! ثم تناول إفطاره، بهدوء، وانصرف، فانصبَّ مطر مدرار على رؤوس الشَّيخ الجِّد وجماعته، ألزمهم، منذ يومها ذاك، صمتاً كثيفاً عن مبادرتهم المجهضة تلك! بغير تلك الخلفيَّة يصعب فهم دوافع حميدتي للحديث الذي أدلى به، مؤخَّراً، في المؤتمر الصَّحفي الذي عقده بمطار الخرطوم، فور عودته من دارفور. ففي إجابته على السُّؤال عن موقفه من مبادرة الشَّيخ الجِّد، قال: «نحن لا نقبل كلَّ مبادرة تقدَّم لنا .. لقد جاءنا منهم، بالجِّنينة، من عرضوا علينا المبادرة، فطلبنا أن نعرف حقيقة من يقف وراءها! وقالوا إن 14 لجنة قد تكوَّنت في إطارها، فطلبنا إطلاعنا على أسماء أعضاء هذه اللجان»! هكذا بادل حميدتي الاسلامويِّين لعباً سياسيَّاً بلعب سياسي، قاصداً حملهم على أن يكشفوا، بأنفسهم، أوراقهم التي ظلوا يخفونها منذ العام الماضي! ويمكن لمن شاء أن يعتبر ذلك مكراً ودهاءً من الرَّجل .. فلا تثريب عليه! لكن ها هو الشَّيخ يغيِّر، هذا العام، خطَّته، فيتحاشى مجرَّد الإشارة لمبادرة العام الماضي، طارحاً، بدلاً منها، مبادرته الجَّديدة التي سارع البرهان للتَّرحيب بها، وتُعرف، حيناً، باسم «مبادرة أهل السُّودان»، وحيناً آخر باسمه الشَّخصي الذي يحرص، بعكس المبادرة السَّابقة، على ربطه، جيِّداً، بـ «التَّصوُّف»، عالماً، بحكم تدريبه الاسلاموي، بما في هذا الرَّبط من سحر في أذهان العامَّة! على كلٍّ، ومهما يكن من أمر، فلئن كانت أغلب خسارة الش ......
#روزنامةُ
#الأسبوع
#سلطةُ
#الترامادول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765500
#الحوار_المتمدن
#كمال_الجزولي الاثنينمنذ حين والمبادرات السِّياسيَّة تتكاثر، أميبيَّاً، في بلادنا، حتَّى برز على خطِّها، مؤخَّراً، الحزب الاتِّحادي الدِّيموقراطي، بما روَّج له حواريو الشَّيخ الطَّيِّب الجِّد حول دمج مبادرته مع مبادرةٍ للميرغني كان طرحها في مارس الماضي، مستغلِّين، في ما يبدو، البُعد الفيزيقي للزعيم الاتِّحادي، وصمته المتطاول، وخلوِّ صفِّه الأوَّل من معظم القادة التَّاريخيِّين، كالشَّريف حسين، والحاج مضوي، وعلي محمود، وكذلك حرص ابني الزعيم، الحسن وجعفر، على تفادي الانتطاح في دنيا ما يزال يعمرها حضور أبيهما، وافتقار المتزاحمين في المواقع الأدنى للكاريزميَّة وطاقة الإلهام، لولا تصدِّي البخاري الجعلي، خاطف اللونين الصُّوفي والسِّياسي، لنفي الدَّمج المدَّعى به! هكذا خسر الشَّيخ الجِّد تطلُّعه لأن يتلفَّع بمعطف الميرغني، بعد أن خسر، العام الماضي، فرصة الامساك بعصا حميدتي المارشاليَّة .. وتلك قصَّة يدهشني ألا يكون ملمَّاً بها أكثر من يشتغلون باستراتيجيَّات السِّياسة السُّودانيَّة! فالشَّيخ الجِّد، قاضي المحكمة العليا المتقاعد، وصاحب الهوى الإسلاموي منذ الجَّامعة، ومهندس حشود التأييد لحملات المخلوع الانتخابيَّة، والمتنازل للنِّظام البائد في قضيَّة أراضي الجِّريف شرق الشَّهيرة خلال الأعوام 2013م ــ 2015م، كان أعلن، في رمضان قبل الماضي (2021م)، عن إنشائه منظَّمة مجتمع مدني مهيكلة برئيس، وأمين عام، وغيرهما، وأطلق عليها، للعجب، «مبادرة حماية الثَّورة»، فلا يتطرَّقنَّ إلى ذهنك أدنى شَّكٍّ، وأنت تسمع هذا الاسم الطَّنَّان، في أن المقصودة حماية ثورة ديسمبر المجيدة! الشَّاهد أن أهمَّ نشاطات تلك المنظَّمة، آنذاك، كان تنظيم إفطار رمضاني جماعي دعوا إليه حميدتي كضيف شرف! على أن الأخير كشف اللعبة، على نحو ما، لمَّا تبيَّن له أن مضيفيه محض إسلامويِّين يلعبون سياسة بالبيضة والحجر! فما أن قدَّموه ليخاطب حفل افطارهم، حتَّى انبرى يحذِّرهم، مباشرة، كإسلامويِّين، بالاسم والرَّسمدون، دون أدنى مواربة، مِن أن يظنُّوا أنهم وحدهم المسلمون في هذه البلاد، فليكفُّوا، إذن، عن هذا الوهم الدَّهين! ثم تناول إفطاره، بهدوء، وانصرف، فانصبَّ مطر مدرار على رؤوس الشَّيخ الجِّد وجماعته، ألزمهم، منذ يومها ذاك، صمتاً كثيفاً عن مبادرتهم المجهضة تلك! بغير تلك الخلفيَّة يصعب فهم دوافع حميدتي للحديث الذي أدلى به، مؤخَّراً، في المؤتمر الصَّحفي الذي عقده بمطار الخرطوم، فور عودته من دارفور. ففي إجابته على السُّؤال عن موقفه من مبادرة الشَّيخ الجِّد، قال: «نحن لا نقبل كلَّ مبادرة تقدَّم لنا .. لقد جاءنا منهم، بالجِّنينة، من عرضوا علينا المبادرة، فطلبنا أن نعرف حقيقة من يقف وراءها! وقالوا إن 14 لجنة قد تكوَّنت في إطارها، فطلبنا إطلاعنا على أسماء أعضاء هذه اللجان»! هكذا بادل حميدتي الاسلامويِّين لعباً سياسيَّاً بلعب سياسي، قاصداً حملهم على أن يكشفوا، بأنفسهم، أوراقهم التي ظلوا يخفونها منذ العام الماضي! ويمكن لمن شاء أن يعتبر ذلك مكراً ودهاءً من الرَّجل .. فلا تثريب عليه! لكن ها هو الشَّيخ يغيِّر، هذا العام، خطَّته، فيتحاشى مجرَّد الإشارة لمبادرة العام الماضي، طارحاً، بدلاً منها، مبادرته الجَّديدة التي سارع البرهان للتَّرحيب بها، وتُعرف، حيناً، باسم «مبادرة أهل السُّودان»، وحيناً آخر باسمه الشَّخصي الذي يحرص، بعكس المبادرة السَّابقة، على ربطه، جيِّداً، بـ «التَّصوُّف»، عالماً، بحكم تدريبه الاسلاموي، بما في هذا الرَّبط من سحر في أذهان العامَّة! على كلٍّ، ومهما يكن من أمر، فلئن كانت أغلب خسارة الش ......
#روزنامةُ
#الأسبوع
#سلطةُ
#الترامادول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765500
الحوار المتمدن
كمال الجزولي - روزنامةُ الأسبوع ـ سلطةُ الترامادول!