كمال غبريال : البرجماتية المظلومة ومحاذير التطبيق
#الحوار_المتمدن
#كمال_غبريال تكتسب كلمة برجماتية سمعة ومفهوماً سيئاً لدى مثقفينا. إذ يستخدمونها بمعنى الانتهازية والنذالة. وتفضيل المصلحة الشخصية على حساب المبادئ والقيم والأخلاق. وهذا أبعد ما يكون عن فهم المحتوى الحقيقي لهذا المصطلح.البرجماتية نظرية فلسفية شأنها شأن كل مثيلاتها، عبارة عن بلورة فلسفية حديثة ناضجة لأفكار قديمة سبق وأن توصل لها الإنسان. لتعطيها الصياغة الجديدة صياغة نظرية متطورة ومتقنة. يترتب عليها دفعة تطبيقية ونقدية تؤدي للمزيد من التطوير والتنقيح لها.البراجماتية عبر ما تعرفه الثقافة الجمعية العربية عنها، تتلخص في قولنا المأثور: "النجاح دليل الصلاح".وتقول الحكمة المصرية الشعبية "إللي تغلب به إلعب به".هذه هي البرجماتية في صورتها الأولية الخام. والتي تجعل مرجعية الحكم على الصواب/ الخطأ هي النتائج العملية للمقولة محل النظر.أما الصياغة الفلسفية لهذا المنهج وتسميته بالبرجماتية Pragmatism، فترجع في بدايتها إلى تشارلز بيرس (1839 – 1914 م.)، الذي استخدم المصطلح عام 1878 م. في مقال بمجلة علمية بعنوان "كيف نوضح أفكارنا".يذهب بيرس في هذا المقال إلى أن صحة القضية تتحدد بالسلوك والنتائج التي يمكن أن تترتب على تطبيقها. فالسلوك هو المعنى والمعيار الوحيد للقضية.يقول جون ديوي (1859- 1952 م.) أن البراجماتية "فلسفة معاكسة للفلسفة القديمة التي تبدأ بالتصورات، وبقدر صدق هذه التصورات تكون النتائج.فهي تَدَعُ الواقع يفرض على البشر معنى الحقيقة. وليس هناك حق أو حقيقة ابتدائية تفرض نفسها على الواقع". ويقول أن العقل ليس أداة للمعرفة وإنما هو أداة لتطور الحياة وتنميتها. فليس من وظيفة العقل أن يعرف. . . . وإنما عمل العقل هو خدمة الحياة.ويذهب وليم چيمس (1842 - 1910 م.) إلى أن المنفعة العملية هي المقياس لصحة هذا الشيء. ويقول عن البراجماتية: "إنها تعني الهواء الطلق وإمكانيات الطبيعة المتاحة. ضد الموثوقية التعسفية واليقينية الجازمة والاصطناعية، وادعاء النهائية في الحقيقة بإغلاق باب البحث والاجتهاد.البرجماتية لا تقدم لك نتائج أو أفكار لاعتناقها. إنها مجرد طريقة فحسب، مجرد منهج فقط. ويؤكد وليم چيمس أن البراجماتية لا تعتقد بوجود حقيقة مثل الأشياء مستقلة خارجة عن التموضع العيني. فالحقيقة هي مجرد منهج للتفكير. كما أن الخير هو منهج للعمل والسلوك. فحقيقة اليوم قد تصبح خطأ غداً أو بعد غد. لينزع عن المنطق والثوابت التي ظلت حقائق لقرون ماضية حقائق مطلقة كينونتها المقدسة.البراجماتية هكذا لا تلتفت "للبراهين القبلية" التي نؤمن بصحتها وننطلق منها لاستنتاجات نعتقد في صحتها التامة وفقاً للمنطق الأرسطي. ذلك المنطق الذي احتفظ بالفكر الإنساني منذ العصر الإغريقي وطوال العصور الوسطى وعصر النهضة داخل زنزانته. حتى اتضحت مسئوليته عن بقاء الفكر الإنساني أسير قضايا ومطلقات الماضي. وعجزه عن التحليق في آفاق جديدة. فهذه القضايا المرجعية المسلم بصحتها قد تكون خيالية أو خرافية أو فلنقل خاطئة. وبالتالي ستقودنا إلى نتائج وتطبيقات خاطئة.لكن لعل الأخطر من هذا يحدث في ظل افتراض صحة هذه المرجعيات. لأننا وفقاً لمنطق المرجعيات القبلية ومنطق أرسطو، لا نستطيع أن نقفز في الفراغ خشية الضلال أو الضياع. وهذا معناه حرمان طائر العقل من جناحيه اللذين يحلق بهما. لمجرد خوفنا من ضياعه في الفضاء الفسيح.لهذا كان لابد للعلم من منطق جديد يحرر العقل من سيطرة المقدمات الأرسطية الشهيرة. ليتخذ لنفسه منهج "افتراض الفروض". والتي هي بمثابة قفزة في الفراغ أو الفضاء. لكنها لا تؤدي للضياع. فعلى العالم الذي ......
#البرجماتية
#المظلومة
#ومحاذير
#التطبيق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760177
#الحوار_المتمدن
#كمال_غبريال تكتسب كلمة برجماتية سمعة ومفهوماً سيئاً لدى مثقفينا. إذ يستخدمونها بمعنى الانتهازية والنذالة. وتفضيل المصلحة الشخصية على حساب المبادئ والقيم والأخلاق. وهذا أبعد ما يكون عن فهم المحتوى الحقيقي لهذا المصطلح.البرجماتية نظرية فلسفية شأنها شأن كل مثيلاتها، عبارة عن بلورة فلسفية حديثة ناضجة لأفكار قديمة سبق وأن توصل لها الإنسان. لتعطيها الصياغة الجديدة صياغة نظرية متطورة ومتقنة. يترتب عليها دفعة تطبيقية ونقدية تؤدي للمزيد من التطوير والتنقيح لها.البراجماتية عبر ما تعرفه الثقافة الجمعية العربية عنها، تتلخص في قولنا المأثور: "النجاح دليل الصلاح".وتقول الحكمة المصرية الشعبية "إللي تغلب به إلعب به".هذه هي البرجماتية في صورتها الأولية الخام. والتي تجعل مرجعية الحكم على الصواب/ الخطأ هي النتائج العملية للمقولة محل النظر.أما الصياغة الفلسفية لهذا المنهج وتسميته بالبرجماتية Pragmatism، فترجع في بدايتها إلى تشارلز بيرس (1839 – 1914 م.)، الذي استخدم المصطلح عام 1878 م. في مقال بمجلة علمية بعنوان "كيف نوضح أفكارنا".يذهب بيرس في هذا المقال إلى أن صحة القضية تتحدد بالسلوك والنتائج التي يمكن أن تترتب على تطبيقها. فالسلوك هو المعنى والمعيار الوحيد للقضية.يقول جون ديوي (1859- 1952 م.) أن البراجماتية "فلسفة معاكسة للفلسفة القديمة التي تبدأ بالتصورات، وبقدر صدق هذه التصورات تكون النتائج.فهي تَدَعُ الواقع يفرض على البشر معنى الحقيقة. وليس هناك حق أو حقيقة ابتدائية تفرض نفسها على الواقع". ويقول أن العقل ليس أداة للمعرفة وإنما هو أداة لتطور الحياة وتنميتها. فليس من وظيفة العقل أن يعرف. . . . وإنما عمل العقل هو خدمة الحياة.ويذهب وليم چيمس (1842 - 1910 م.) إلى أن المنفعة العملية هي المقياس لصحة هذا الشيء. ويقول عن البراجماتية: "إنها تعني الهواء الطلق وإمكانيات الطبيعة المتاحة. ضد الموثوقية التعسفية واليقينية الجازمة والاصطناعية، وادعاء النهائية في الحقيقة بإغلاق باب البحث والاجتهاد.البرجماتية لا تقدم لك نتائج أو أفكار لاعتناقها. إنها مجرد طريقة فحسب، مجرد منهج فقط. ويؤكد وليم چيمس أن البراجماتية لا تعتقد بوجود حقيقة مثل الأشياء مستقلة خارجة عن التموضع العيني. فالحقيقة هي مجرد منهج للتفكير. كما أن الخير هو منهج للعمل والسلوك. فحقيقة اليوم قد تصبح خطأ غداً أو بعد غد. لينزع عن المنطق والثوابت التي ظلت حقائق لقرون ماضية حقائق مطلقة كينونتها المقدسة.البراجماتية هكذا لا تلتفت "للبراهين القبلية" التي نؤمن بصحتها وننطلق منها لاستنتاجات نعتقد في صحتها التامة وفقاً للمنطق الأرسطي. ذلك المنطق الذي احتفظ بالفكر الإنساني منذ العصر الإغريقي وطوال العصور الوسطى وعصر النهضة داخل زنزانته. حتى اتضحت مسئوليته عن بقاء الفكر الإنساني أسير قضايا ومطلقات الماضي. وعجزه عن التحليق في آفاق جديدة. فهذه القضايا المرجعية المسلم بصحتها قد تكون خيالية أو خرافية أو فلنقل خاطئة. وبالتالي ستقودنا إلى نتائج وتطبيقات خاطئة.لكن لعل الأخطر من هذا يحدث في ظل افتراض صحة هذه المرجعيات. لأننا وفقاً لمنطق المرجعيات القبلية ومنطق أرسطو، لا نستطيع أن نقفز في الفراغ خشية الضلال أو الضياع. وهذا معناه حرمان طائر العقل من جناحيه اللذين يحلق بهما. لمجرد خوفنا من ضياعه في الفضاء الفسيح.لهذا كان لابد للعلم من منطق جديد يحرر العقل من سيطرة المقدمات الأرسطية الشهيرة. ليتخذ لنفسه منهج "افتراض الفروض". والتي هي بمثابة قفزة في الفراغ أو الفضاء. لكنها لا تؤدي للضياع. فعلى العالم الذي ......
#البرجماتية
#المظلومة
#ومحاذير
#التطبيق
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=760177
الحوار المتمدن
كمال غبريال - البرجماتية المظلومة ومحاذير التطبيق