داود السلمان : احتساء الشعر و رمزية الجمال في احتسي الشعر لوليد حسين
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان اختيار العنوان لقصيدة ما أو قصة وكذلك لمقالة ليس بالعملية السهلة، بل هو بمثابة عملية قيصرية؛ بل ثمة معاناة، حتى وأن كان مبدع النص يمتلك حسّا ذوقياً، وجمالية معرفية، تفيض بمشاعر الإحساس وتدفق المعاني. ثمّة مبدعون، يحسنون اختيار العنوان من الوهلة الاولى من كتابة النص، ولا يعاود تبديل ذلك العنوان الذي وقع عليه الاختيار. وهذا ما أجده عند الشاعر وليد حسين متحققا، في كلّ قصيدة، وليس في هذا النص فحسب، فالنص الذي وقع عليه الاختيار، من قبل الشاعر قد جاء على حين غرّة، كما أرى، ومن خلال معظم قصائد الشاعر ونصوصه، فـ "أحتسي الشعر" عنوان جاء باختيار موفق، مما يجعل القارئ مشدوداً لإكمال النص والسير معه الى شاطئ النهاية.يقول الشاعر:"كحصان جامحٍتطاردني الشيخوخةُ فأحتسي الشعر من دنانٍ معتقةٍأُرتّق الوقتَبحثاً عن الأخطاء النحويّةفي منشورات (الفيس بوك)لأُقوّمَ ما اعوج منّيدون الولوجِ لمنتصف الفكرةِ" الشاعر يبدأ نصه هذا بجملة وصفية؛ حيث "الشيخوخة" بحصان جامح، لأن الحصان الجامح، هو ليس كالحصان المروّض، الذي لا تخشى عاقبته، وكانت العرب تعتني بالحصان أيّما اعتناء، كونه واسطة النقل الوحيدة التي يتنقل بها الناس من قرية الى اخرى، حيث يقطعوا مسافات طويلة لكي يصلوا مبتغاهم، والشيخوخة هنا يرمز لها الشاعر بالمعاناة، أو بالشدائد التي تطرأ على الانسان، وخصوصًا في زماننا هذا؛ او ربما يعني بها مشاكل الحياة برمتها، الحياة التي وصفها العديد من الفلاسفة بأنها لا جدوى منها، أو كما أرجّح أنا، يعني مدّعي الشعر من الذين يتعكزون على هذا اللون من الأبداع المشوب بالعاطفة والاحساس، فيجعلون من أنفسهم مبدعين قابضين على ناصية الشعر، وهم بالأحرى كشرة في مهب الريح، لا يصمدون امام المبدعين الحقيقيين. فالشاعر، لكي يقتل ضجر هذه المعاناة (اذا قبلنا بالمفهوم الاول لمعنى الشيخوخة) طفق يحتسي الشعر، فالشعر الدواء الناجع للقضاء على داء المعاناة والضجر وضجيج الحياة المتعبة، فلا يمكن لأي مبدع أن يكتب نصه الابداعي من دون أسىً ومعاناةٍ وأحزانٍ تترا على فؤاده كغيوم داكنة محملة بزوابع رعدية ورياح عاتية. ومثال على ما نقول: كان الكاتب الكبير دوستويفسكي يذهب الى اماكن القمار فيلعب حتى يخسر كل ما يمتلكه، فيعود حزينا منكسر الخاطر؛ ثم يلوذ بعد ذلك الحزن والغم بالكتابة والأبداع، بل ويكتب وهو في غمرة المعاناة والصراع النفسي فنجده في رواية "المقامر" يؤكد على ذلك حتى هجر القمار أخيرًا وعاد الى رشده. يقول دوستويفسكي: "ربّ خاطرٍ هو أقرب الى الخواطر منها الى الجنون، وأدناها الى الاستحالة، يبلغ من قوة رسوخه في الفكر أن المرء يخاله ممكن التحقيق، حتى إذا كان هذا الخاطر مرتبطا برغبة قوية ملتهبة جامحة فيعتقد المرء في النهاية، أنه أمر حتمي، ضروري، فرضه القدر منذ الازل، امر لا يمكن الا أن يكون، ولا يمكن الا أن يحدث! وربّما كان هنا شيء اكثر من ذلك: ربما كان هاهنا مزيج من نبوءات يسنّها المرء، من جهد خارق تبذله الإرادة، ومن خيال سمم المرء به نفسه بنفسه، ومن أشياء أخرى". مع ذلك، يعود الشاعر لترتيب الوقت، وسط تلك المعاناة، وكل تلك الاشجان التي تكالبت عليه، لأنه في خضم هدفٍ سامٍ يروم البوح به، وهذا الهدف هو: " بحثاً عن الأخطاء النحويّة في منشورات (الفيس بوك). إذن هذه هي قضية الشاعر، القضية التي شاخ من جرائها وشاب مفرقه، ويريد أن يفصح عنها، ولا يتصور متصور بأن هذه القضية هي سهلة بمكان، بل هي قضية معقدة؛ وتعقيد هذه القضية يكمن في أن هناك كما ......
#احتساء
#الشعر
#رمزية
#الجمال
#احتسي
#الشعر
#لوليد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734911
#الحوار_المتمدن
#داود_السلمان اختيار العنوان لقصيدة ما أو قصة وكذلك لمقالة ليس بالعملية السهلة، بل هو بمثابة عملية قيصرية؛ بل ثمة معاناة، حتى وأن كان مبدع النص يمتلك حسّا ذوقياً، وجمالية معرفية، تفيض بمشاعر الإحساس وتدفق المعاني. ثمّة مبدعون، يحسنون اختيار العنوان من الوهلة الاولى من كتابة النص، ولا يعاود تبديل ذلك العنوان الذي وقع عليه الاختيار. وهذا ما أجده عند الشاعر وليد حسين متحققا، في كلّ قصيدة، وليس في هذا النص فحسب، فالنص الذي وقع عليه الاختيار، من قبل الشاعر قد جاء على حين غرّة، كما أرى، ومن خلال معظم قصائد الشاعر ونصوصه، فـ "أحتسي الشعر" عنوان جاء باختيار موفق، مما يجعل القارئ مشدوداً لإكمال النص والسير معه الى شاطئ النهاية.يقول الشاعر:"كحصان جامحٍتطاردني الشيخوخةُ فأحتسي الشعر من دنانٍ معتقةٍأُرتّق الوقتَبحثاً عن الأخطاء النحويّةفي منشورات (الفيس بوك)لأُقوّمَ ما اعوج منّيدون الولوجِ لمنتصف الفكرةِ" الشاعر يبدأ نصه هذا بجملة وصفية؛ حيث "الشيخوخة" بحصان جامح، لأن الحصان الجامح، هو ليس كالحصان المروّض، الذي لا تخشى عاقبته، وكانت العرب تعتني بالحصان أيّما اعتناء، كونه واسطة النقل الوحيدة التي يتنقل بها الناس من قرية الى اخرى، حيث يقطعوا مسافات طويلة لكي يصلوا مبتغاهم، والشيخوخة هنا يرمز لها الشاعر بالمعاناة، أو بالشدائد التي تطرأ على الانسان، وخصوصًا في زماننا هذا؛ او ربما يعني بها مشاكل الحياة برمتها، الحياة التي وصفها العديد من الفلاسفة بأنها لا جدوى منها، أو كما أرجّح أنا، يعني مدّعي الشعر من الذين يتعكزون على هذا اللون من الأبداع المشوب بالعاطفة والاحساس، فيجعلون من أنفسهم مبدعين قابضين على ناصية الشعر، وهم بالأحرى كشرة في مهب الريح، لا يصمدون امام المبدعين الحقيقيين. فالشاعر، لكي يقتل ضجر هذه المعاناة (اذا قبلنا بالمفهوم الاول لمعنى الشيخوخة) طفق يحتسي الشعر، فالشعر الدواء الناجع للقضاء على داء المعاناة والضجر وضجيج الحياة المتعبة، فلا يمكن لأي مبدع أن يكتب نصه الابداعي من دون أسىً ومعاناةٍ وأحزانٍ تترا على فؤاده كغيوم داكنة محملة بزوابع رعدية ورياح عاتية. ومثال على ما نقول: كان الكاتب الكبير دوستويفسكي يذهب الى اماكن القمار فيلعب حتى يخسر كل ما يمتلكه، فيعود حزينا منكسر الخاطر؛ ثم يلوذ بعد ذلك الحزن والغم بالكتابة والأبداع، بل ويكتب وهو في غمرة المعاناة والصراع النفسي فنجده في رواية "المقامر" يؤكد على ذلك حتى هجر القمار أخيرًا وعاد الى رشده. يقول دوستويفسكي: "ربّ خاطرٍ هو أقرب الى الخواطر منها الى الجنون، وأدناها الى الاستحالة، يبلغ من قوة رسوخه في الفكر أن المرء يخاله ممكن التحقيق، حتى إذا كان هذا الخاطر مرتبطا برغبة قوية ملتهبة جامحة فيعتقد المرء في النهاية، أنه أمر حتمي، ضروري، فرضه القدر منذ الازل، امر لا يمكن الا أن يكون، ولا يمكن الا أن يحدث! وربّما كان هنا شيء اكثر من ذلك: ربما كان هاهنا مزيج من نبوءات يسنّها المرء، من جهد خارق تبذله الإرادة، ومن خيال سمم المرء به نفسه بنفسه، ومن أشياء أخرى". مع ذلك، يعود الشاعر لترتيب الوقت، وسط تلك المعاناة، وكل تلك الاشجان التي تكالبت عليه، لأنه في خضم هدفٍ سامٍ يروم البوح به، وهذا الهدف هو: " بحثاً عن الأخطاء النحويّة في منشورات (الفيس بوك). إذن هذه هي قضية الشاعر، القضية التي شاخ من جرائها وشاب مفرقه، ويريد أن يفصح عنها، ولا يتصور متصور بأن هذه القضية هي سهلة بمكان، بل هي قضية معقدة؛ وتعقيد هذه القضية يكمن في أن هناك كما ......
#احتساء
#الشعر
#رمزية
#الجمال
#احتسي
#الشعر
#لوليد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734911
الحوار المتمدن
داود السلمان - احتساء الشعر و رمزية الجمال في (احتسي الشعر) لوليد حسين