سعد محمد موسى : إحفيظ ومملكة الاساطير والخوف الجزء الاول
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى إحفيظ ومملكة الاساطير والخوفالجزء الاولكان المشحوف يشق عباب هور (أم النعاج) في (مملكة ميسان) وهو يقلُّ أحفاد (أنكي) إله الماء لدى السومريين حاملاً الأب الذي كان منهمكاً بدفع مجدافيّ القارب، بينما الأم كانت غارقة في صلواتها وتسبيحاتها متربعة وسط القارب أما الأبن (مشعل) ذو الثماني أعوام، كان يرسم مبتهجاً فوق سطح الماء الناعس بأنامله الصغيرة أكواخ القصب، والقمر، والجواميس، والأسماك وكل ما يتذكره أو يشاهده من مفردات الهور وهو جالس بحضن أمه منتشياً بصباحٍ مشمس ودافىء يتناغم مع سحر الماء.وأثناء تلك الرحلة الوديعة والهادئة وعلى حين غرّة أخترقت السماء (مروحية الهليكوبتر) التي أرعبت بازيزها الطيور وأجفلت الجواميس الطافية والمسترخية في الماء ، فاشرأب الطفل بعنقه نحو الطائر الخرافي الذي يتحرك في رحم (أنو - إله السماء)،وفغر فمه مذهولاً وهو يحدق بالمروحية وبقمرة القيادة التي لمح في جوفها الطيار بملامح ضبابية بعيدة، ثم سرعان ما أفلت الطائرة وتلاشت في السماء.تناول مشعل كراسة الرسم التي عادة ما تلازمه وشرع يرسم بقلم الرصاص على الورقة البيضاء شكل الطائرة في الفضاء ورسم الطيار برأسه البارز معتمراً اليشماغ والعقال كما تخيله بفطرته الاهوارية البريئة من سقف قمرة القيادة وهو يمسك بمجدافين يظهران من فتحتين على جانبي المروحية يحركهما في السماء بقوة دافعاً بالطائرة بين الغيوم الى الامام، تماماً كما يفعل أبيه وهو يجدف بالبلم نحو الافاق المترامية في الاهوار.لم يتخيل مشعل أي شيء يمكنه أن يتحرك ويجول دون مجاديف أو يتنقل دون قوارب وأن العالم في إعتقاده عبارة عن أهوار وجزر من القصب الطافية، فجمعت مخيلته ما بين الطائرة والقارب !!رسى المشحوف عند حافات إحدى (چبشات) هور (العظيم) وترجلت العائلة نحو صريفة الجدة وهم يحملون أمتعتهم وهداياهم من "الاسماك، والشلب، والقيمر، وحلوى الخريط" أما مشعل فبعد أن رحبت به جدته واحتضنته أفلت منها وقصد راكضاً العوم مع الجواميس الغاطسة بالماء والتي لم يظهر منها سوى رؤوسها وقرونها الكبيرة.تسلق ظهورهم الآمنة وضحكاته كانت تعلو مع رغاء الجاموس، بينما طيور "البجع الابيض والوز والخضيري" تعوم حولها وتغطس الى أسفل الماء ثم تنط باحثةً عن فرائسها من الاسماك.رجع مشعل الى صريفة جدته (إرداعة) لدى غروب الشمس وجلس بمحاذاتها، بعد أن لاذت الجواميس نحو مضاجعها داخل (السترة) المشيدة من القصب والبواري، وذكّرها بما وعدته في المرة السابقة بان تسرد له حكاية (إيشان تل الذهب ومملكة إحفيظ) وعن (مرواح - مجنون ليلوة) أحتضنته ومسدت على خصلات شعره الاسود، ثم أخبرته بان سرد الحكاية سيكون بعد تناول العشاء.وعندما عاد مشعل الى صريفة الجدة مساءً أجلسته أمامها ثم إستهلت بكلامها عن قصة الإيشانات وهي تشير للطفل بكفها المزدان بنقوش الوشم صوب إيشان إحفيظ بأتجاه (ناحية الخير) الواقعة على تخوم قضاء (المجر الكبير) واستطردت ببوحها قرب فانوسها العتيق الذي يعكس ضوءه الخافت من ذبالته على ملامح وجه الطفل الخائف وهو يستمع بفضول شديد."عادة ما تحتفي مملكة إحفيظ المرعبة برقصات على إيقاعات الدنابك والدفوف حول ألسنة النيران في ليالي الخميس وبعد أن يخيم الظلام تتسلل "الاشباح والمسوخ من المقابر وتتبعها السعالي والطناطل والجن والمردة والاغوال"، بينما الخفافيش الكبيرة والشرسة تبقى تحوم فوق الإيشان وقد سمع أهالي الاهوار عن حكايات مخيفة حول هجوم الخفافيش على الحيوانات والاطفال وعلى سكان البطائح وهي تقوم بامتصاص الدماء وفقأ عيونهم أثناء النوم.أما السلاحف الضخم ......
#إحفيظ
#ومملكة
#الاساطير
#والخوف
#الجزء
#الاول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746788
#الحوار_المتمدن
#سعد_محمد_موسى إحفيظ ومملكة الاساطير والخوفالجزء الاولكان المشحوف يشق عباب هور (أم النعاج) في (مملكة ميسان) وهو يقلُّ أحفاد (أنكي) إله الماء لدى السومريين حاملاً الأب الذي كان منهمكاً بدفع مجدافيّ القارب، بينما الأم كانت غارقة في صلواتها وتسبيحاتها متربعة وسط القارب أما الأبن (مشعل) ذو الثماني أعوام، كان يرسم مبتهجاً فوق سطح الماء الناعس بأنامله الصغيرة أكواخ القصب، والقمر، والجواميس، والأسماك وكل ما يتذكره أو يشاهده من مفردات الهور وهو جالس بحضن أمه منتشياً بصباحٍ مشمس ودافىء يتناغم مع سحر الماء.وأثناء تلك الرحلة الوديعة والهادئة وعلى حين غرّة أخترقت السماء (مروحية الهليكوبتر) التي أرعبت بازيزها الطيور وأجفلت الجواميس الطافية والمسترخية في الماء ، فاشرأب الطفل بعنقه نحو الطائر الخرافي الذي يتحرك في رحم (أنو - إله السماء)،وفغر فمه مذهولاً وهو يحدق بالمروحية وبقمرة القيادة التي لمح في جوفها الطيار بملامح ضبابية بعيدة، ثم سرعان ما أفلت الطائرة وتلاشت في السماء.تناول مشعل كراسة الرسم التي عادة ما تلازمه وشرع يرسم بقلم الرصاص على الورقة البيضاء شكل الطائرة في الفضاء ورسم الطيار برأسه البارز معتمراً اليشماغ والعقال كما تخيله بفطرته الاهوارية البريئة من سقف قمرة القيادة وهو يمسك بمجدافين يظهران من فتحتين على جانبي المروحية يحركهما في السماء بقوة دافعاً بالطائرة بين الغيوم الى الامام، تماماً كما يفعل أبيه وهو يجدف بالبلم نحو الافاق المترامية في الاهوار.لم يتخيل مشعل أي شيء يمكنه أن يتحرك ويجول دون مجاديف أو يتنقل دون قوارب وأن العالم في إعتقاده عبارة عن أهوار وجزر من القصب الطافية، فجمعت مخيلته ما بين الطائرة والقارب !!رسى المشحوف عند حافات إحدى (چبشات) هور (العظيم) وترجلت العائلة نحو صريفة الجدة وهم يحملون أمتعتهم وهداياهم من "الاسماك، والشلب، والقيمر، وحلوى الخريط" أما مشعل فبعد أن رحبت به جدته واحتضنته أفلت منها وقصد راكضاً العوم مع الجواميس الغاطسة بالماء والتي لم يظهر منها سوى رؤوسها وقرونها الكبيرة.تسلق ظهورهم الآمنة وضحكاته كانت تعلو مع رغاء الجاموس، بينما طيور "البجع الابيض والوز والخضيري" تعوم حولها وتغطس الى أسفل الماء ثم تنط باحثةً عن فرائسها من الاسماك.رجع مشعل الى صريفة جدته (إرداعة) لدى غروب الشمس وجلس بمحاذاتها، بعد أن لاذت الجواميس نحو مضاجعها داخل (السترة) المشيدة من القصب والبواري، وذكّرها بما وعدته في المرة السابقة بان تسرد له حكاية (إيشان تل الذهب ومملكة إحفيظ) وعن (مرواح - مجنون ليلوة) أحتضنته ومسدت على خصلات شعره الاسود، ثم أخبرته بان سرد الحكاية سيكون بعد تناول العشاء.وعندما عاد مشعل الى صريفة الجدة مساءً أجلسته أمامها ثم إستهلت بكلامها عن قصة الإيشانات وهي تشير للطفل بكفها المزدان بنقوش الوشم صوب إيشان إحفيظ بأتجاه (ناحية الخير) الواقعة على تخوم قضاء (المجر الكبير) واستطردت ببوحها قرب فانوسها العتيق الذي يعكس ضوءه الخافت من ذبالته على ملامح وجه الطفل الخائف وهو يستمع بفضول شديد."عادة ما تحتفي مملكة إحفيظ المرعبة برقصات على إيقاعات الدنابك والدفوف حول ألسنة النيران في ليالي الخميس وبعد أن يخيم الظلام تتسلل "الاشباح والمسوخ من المقابر وتتبعها السعالي والطناطل والجن والمردة والاغوال"، بينما الخفافيش الكبيرة والشرسة تبقى تحوم فوق الإيشان وقد سمع أهالي الاهوار عن حكايات مخيفة حول هجوم الخفافيش على الحيوانات والاطفال وعلى سكان البطائح وهي تقوم بامتصاص الدماء وفقأ عيونهم أثناء النوم.أما السلاحف الضخم ......
#إحفيظ
#ومملكة
#الاساطير
#والخوف
#الجزء
#الاول
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=746788
الحوار المتمدن
سعد محمد موسى - إحفيظ ومملكة الاساطير والخوف/ الجزء الاول