حميد الكفائي : هل تستفيد أميركا من ارتفاع سعر الدولار؟
#الحوار_المتمدن
#حميد_الكفائي كثيرون في مجتمعاتنا يعتقدون بأن ارتفاع سعر العملة في أي بلد هو دليل على رصانة الاقتصاد وثراء البلد وقوة الدولة، وكثيرا ما نسمع بعضهم يتفاخر بأن الدينار أو الجنيه أو الدرهم أو الريال في عهود سالفة كان أقوى من الين والجنيه الإسترليني والدولار.لكن الحقيقة أعقد كثيرا من هذا التبسيط، فارتفاع سعر العملة له مضار عديدة، منها أنه يدفع المستهلكين لشراء المنتجات الأجنبية لأنها ستكون رخيصة الثمن، ويكون ذلك على حساب المنتجات الوطنية المماثلة. كما يقلص من السياحة والاستثمار الأجنبي في البلد بسبب ارتفاع التكاليف.لذلك تسعى الحكومات لتخفيض أسعار عملاتها كي تكتسب ميزة اقتصادية على منافسيها، خصوصا الدول التي تشكل الصادرات أو الخدمات السياحية نسبة كبيرة من دخلها الوطني، والتي تتنافس فيها مع دول أخرى. اليابان مثلا أنفقت مليارات الدولارات عام 2011 من أجل تخفيض سعر الين كي ترفع تنافسية صادراتها، بحيث تكون أقل كلفة من صادرات منافسيها، وتساعد على تحفيز النمو الاقتصادي.العراق أيضا أقدم عام 2020 على تخفيض قيمة الدينار بنسبة 20%، ولكن لأسباب تتعلق بخواء خزينة الدولة، واضطرار الحكومة لتمويل رواتب الموظفين والمتقاعدين الذين تجاوز عددهم 7 ملايين، لكن هذا التخفيض سيساهم مستقبلا في تحفيز الإنتاج الوطني، خصوصا وأن العراق يستورد كل شيء تقريبا، منذ أن أصبح النفط يشكل الإيراد الوحيد للدولة أواسط السبعينيات.ولكن ماذا عن أميركا التي يهرع العالم لاقتناء عملتها في الأزمات، باعتبارها "مخزنا للقيمة"، والعملة التي يمكن الوثوق برصانتها مهما حصل في العالم؟يرتفع سعر الدولار أحيانا كثيرة، ليس لأسباب داخلية تتعلق بقوة الاقتصاد الأميركي، وإنما بسبب اللجوء الاضطراري إليه من قبل الدول والشركات والأفراد في العالم. وفي أحيان كثيرة، تجهل الولايات المتحدة مصير مئات المليارات من الدولارات، لأنها منتشرة في البنوك الدولية وفي جيوب الأفراد أو خزائن الشركات والمتاجر حول العالم.بعض الدول مثل بورتوريكو، والأكوادور، والسلفادور، وزمبابوي لفترة معينة، ألغت عملاتها الوطنية واستخدمت الدولار كعملة بديلة، وهناك على الأقل 65 دولة تستخدم الدولار كعملة موازية لعملتها الوطنية. وحتى كوبا الشيوعية المعادية للولايات المتحدة، أطلقت عملة جديدة عام 1994، (CUC)، ربطتها بالدولار الأميركي، بعد أن انهار اقتصادها بسبب توقف الدعم السوفياتي لها.كل هذا الاستخدام العالمي للدولار، والاعتماد عليه كمخزن للثروة، إضافة إلى قوة الاقتصاد الأميركي وثقة العالم به، وقوة الولايات المتحدة كدولة عظمى، تؤدي إلى زيادة الطلب عليه، وبالنتيجة رفع سعره، خصوصا أثناء الأزمات الاقتصادية والسياسية.والسؤال المهم هل تستفيد الولايات المتحدة من ارتفاع سعر العملة دائما، أم أنها تتضرر أحيانا؟ لا شك أن استقرار العملة ورصانة الاقتصاد مهمّان جدا، خصوصا في هذا العصر الذي تتفاعل فيه شعوب العالم مع بعضها أكثر من أي وقت مضى، ومن هذه الناحية فإن الثقة العالمية بالعملة الأميركية تعزّز الاقتصاد الأميركي وتكسبه قوة.لكن الولايات المتحدة بلد شاسع وثري ومنتج وفيه فرص اقتصادية كثيرة، وهو يعتمد في جزء كبير من إيراداته على الصادرات الصناعية المتطورة، والمنتجات الزراعية والمواد الأولية المصنعة، إضافة إلى السياحة والتعليم والطبابة، لذلك فإن ارتفاع سعر الدولار يجعل الصادرات الأميركية مرتفعة الثمن، خصوصا تلك التي تنتجها، أو تنتج بدائلَها، دول أخرى كاليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا. كما يقلص نشاطات السياحة و ......
#تستفيد
#أميركا
#ارتفاع
#الدولار؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762549
#الحوار_المتمدن
#حميد_الكفائي كثيرون في مجتمعاتنا يعتقدون بأن ارتفاع سعر العملة في أي بلد هو دليل على رصانة الاقتصاد وثراء البلد وقوة الدولة، وكثيرا ما نسمع بعضهم يتفاخر بأن الدينار أو الجنيه أو الدرهم أو الريال في عهود سالفة كان أقوى من الين والجنيه الإسترليني والدولار.لكن الحقيقة أعقد كثيرا من هذا التبسيط، فارتفاع سعر العملة له مضار عديدة، منها أنه يدفع المستهلكين لشراء المنتجات الأجنبية لأنها ستكون رخيصة الثمن، ويكون ذلك على حساب المنتجات الوطنية المماثلة. كما يقلص من السياحة والاستثمار الأجنبي في البلد بسبب ارتفاع التكاليف.لذلك تسعى الحكومات لتخفيض أسعار عملاتها كي تكتسب ميزة اقتصادية على منافسيها، خصوصا الدول التي تشكل الصادرات أو الخدمات السياحية نسبة كبيرة من دخلها الوطني، والتي تتنافس فيها مع دول أخرى. اليابان مثلا أنفقت مليارات الدولارات عام 2011 من أجل تخفيض سعر الين كي ترفع تنافسية صادراتها، بحيث تكون أقل كلفة من صادرات منافسيها، وتساعد على تحفيز النمو الاقتصادي.العراق أيضا أقدم عام 2020 على تخفيض قيمة الدينار بنسبة 20%، ولكن لأسباب تتعلق بخواء خزينة الدولة، واضطرار الحكومة لتمويل رواتب الموظفين والمتقاعدين الذين تجاوز عددهم 7 ملايين، لكن هذا التخفيض سيساهم مستقبلا في تحفيز الإنتاج الوطني، خصوصا وأن العراق يستورد كل شيء تقريبا، منذ أن أصبح النفط يشكل الإيراد الوحيد للدولة أواسط السبعينيات.ولكن ماذا عن أميركا التي يهرع العالم لاقتناء عملتها في الأزمات، باعتبارها "مخزنا للقيمة"، والعملة التي يمكن الوثوق برصانتها مهما حصل في العالم؟يرتفع سعر الدولار أحيانا كثيرة، ليس لأسباب داخلية تتعلق بقوة الاقتصاد الأميركي، وإنما بسبب اللجوء الاضطراري إليه من قبل الدول والشركات والأفراد في العالم. وفي أحيان كثيرة، تجهل الولايات المتحدة مصير مئات المليارات من الدولارات، لأنها منتشرة في البنوك الدولية وفي جيوب الأفراد أو خزائن الشركات والمتاجر حول العالم.بعض الدول مثل بورتوريكو، والأكوادور، والسلفادور، وزمبابوي لفترة معينة، ألغت عملاتها الوطنية واستخدمت الدولار كعملة بديلة، وهناك على الأقل 65 دولة تستخدم الدولار كعملة موازية لعملتها الوطنية. وحتى كوبا الشيوعية المعادية للولايات المتحدة، أطلقت عملة جديدة عام 1994، (CUC)، ربطتها بالدولار الأميركي، بعد أن انهار اقتصادها بسبب توقف الدعم السوفياتي لها.كل هذا الاستخدام العالمي للدولار، والاعتماد عليه كمخزن للثروة، إضافة إلى قوة الاقتصاد الأميركي وثقة العالم به، وقوة الولايات المتحدة كدولة عظمى، تؤدي إلى زيادة الطلب عليه، وبالنتيجة رفع سعره، خصوصا أثناء الأزمات الاقتصادية والسياسية.والسؤال المهم هل تستفيد الولايات المتحدة من ارتفاع سعر العملة دائما، أم أنها تتضرر أحيانا؟ لا شك أن استقرار العملة ورصانة الاقتصاد مهمّان جدا، خصوصا في هذا العصر الذي تتفاعل فيه شعوب العالم مع بعضها أكثر من أي وقت مضى، ومن هذه الناحية فإن الثقة العالمية بالعملة الأميركية تعزّز الاقتصاد الأميركي وتكسبه قوة.لكن الولايات المتحدة بلد شاسع وثري ومنتج وفيه فرص اقتصادية كثيرة، وهو يعتمد في جزء كبير من إيراداته على الصادرات الصناعية المتطورة، والمنتجات الزراعية والمواد الأولية المصنعة، إضافة إلى السياحة والتعليم والطبابة، لذلك فإن ارتفاع سعر الدولار يجعل الصادرات الأميركية مرتفعة الثمن، خصوصا تلك التي تنتجها، أو تنتج بدائلَها، دول أخرى كاليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا. كما يقلص نشاطات السياحة و ......
#تستفيد
#أميركا
#ارتفاع
#الدولار؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762549
الحوار المتمدن
حميد الكفائي - هل تستفيد أميركا من ارتفاع سعر الدولار؟