رزان الحسيني : الثقافة وظاهرة الاستثقاف الشائعة
#الحوار_المتمدن
#رزان_الحسيني قرّرتُ أن أصير مثقّفًا، باكرًا في الصباح أجلس على شرفة المنزل المطلّة على مزرعة خضراء، فأجلس عند طاولةٍ منفردة عليها فنجانًا من القهوة و كأسًا من الماء البارد، وصحيفة يوميّة، ونظّارةً كبيرة العدسات، ومتكّة للسجائر الممتلئة، و يا حبّذا لو كانت " فيروز " حاضرة ..بهذه الكلمات للمدون خالد مطر افتتح مقالي الاسبوعي عن ظاهرة الاستثقاف التي تأخذ صداها الواسع في الوقت الحالي.إن مصطلح الثقافة هو مصطلح ذو مفهوم مفتوح ولا يقتصر على معايير او صفات محددة لذلك فإن مفهومها في الوقت الحالي قد خضع لعمليات قولبة وتأطير لصفات معينة تحتكرُ داخلها من يجب ان يحمل صفة االمثقف ولا تشمل من يقع خارج ذلك الإطار, فالمثقف ليس من يحمل شهادة جامعية معينة او من يرتاد المنتديات الادبية ومن يقرأ عددا لا متناهيا من الكتب, يشمل مفهوم الثقافة تصرفات وطبيعة حياة محددة يعيش خلالها المثقف كطائر خرج عن السرب, ولا اعني بذلك ان يبطش برأيه وينتقد جميع الظواهر الاجتماعية سلبية كانت ام ايجابية فقط لجلب الإنتباه, بل لمحاولة تغيير المفاهيم الخاطئة والمطروقة الى درجة تستلزم نقدها وتصحيحها, بالتالي النهوض بالمجتمع والذوق والرأي العام وتعلم الاحترام والتعايش والحب. مما لا غبار عليه ان الثقافة تستلزم قراءة الكتب في الواقع, اذ ان القراءة هي السبيل الاساسي لتجديد الافكار وتصحيحها, لكنه ليس الوحيد حيث يحتاج الباحث والساعي الى المعرفة ان يناقش ويسأل ويشعر بضئالة وجوده في هذا العالم الواسع وقلة خبرته بالتالي العطش الدائم لإن يقرأ اكثر ويتواضع وان يكون لين الخلق والمعشر,يتعلم اكثر, يسأل ويناقش اكثر لتكوين رأيه الخاص , اقول يناقش ولا اعني بذلك يجادل, فالمغالطات المنطقية اصبحت شائعة جدا.ان حقائق السيرة الذاتية للاشخاص الاكثر نجاحا في جميع المجالات سواء في الادب ام في العلم, تؤكد إنهم كانوا لا يمتلكون الثقة في نتاجاتهم الأدبية او العلمية, وواجهوا الكثير من اللاثقة والصعوبة في ان يطرحوا اعمالهم الى العلن, إذ كانوا لا يزالون يشعرون بإنهم ناقصي خبرة وموهبة في هذا البحر الواسع من المعرفة, فانشغلوا بالدأب على تطوير انفسهم وايجاد ذواتهم في المجال المطلوب فانتجوا لنا اعمالا سُجلت بالتاريخ واحدثت تغييرا يُشاد به, في المجتمع والعالم.لذا فأن الفرد كاتبا كان ام ناقدا ادبيا ام شاعرا ام عالما..الخ, حين يُحيط نفسه بهالة لا يستحقها من المدح والايشاد بكونه مثقف او متمرس بما يطرحه من محتوى من قبل محيطه او مجتمعه او نفسه حتى, غالبا ما تؤدي الى الركود العقلي الذي ينغلق على الرؤية السطحية للامور الناتجة عن التكبر والاحساس بالفوقية والافضلية, فلا نرى منهم دورهم المطلوب كأفراد في المجتمع او حتى ما يحملونه من لقب بالتالي ركود المجتمع اذا ما تفشت هذه الظاهرة. حيث ان العديد من افراد المجتمع "وأعني بذلك المجتمع العراقي" ينظر الى المثقف هو ذلك الفرد الذي يقتني الكتب ويلتقط لها العديد من الصور الى جانب كوب قهوة سادة, وبغض النظر عن محتوى ذلك الكتاب اذا ما كان فاشلا ام ناجحا, هادفا ام سطحيا, ثم ينشر بعد ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي نقدا غالبا ما يكون نقدا هداما وليس بناءا انطلاقا من مبدأ "خالف تعرف" وتراه ينتقد السائد مجتمعيا بغض النظر ايضا عن صلاحية ذلك السائد ام لا, فالغرض مثبت علميا ما هو إلا لتعويض نقصا حاصلا في النفس والشخصية,إذ يلجئ المستثقف عادة الى القيام بالعديد من الامور المبتذلة ليُري الاخرين بأنه مثقف, هذا الى جانب الحديث المتكرر عن النفس وعدد الكتب الذي قرأها والتواجد المستمر في شارع المتنبي, وأن افضل ......
#الثقافة
#وظاهرة
#الاستثقاف
#الشائعة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683318
#الحوار_المتمدن
#رزان_الحسيني قرّرتُ أن أصير مثقّفًا، باكرًا في الصباح أجلس على شرفة المنزل المطلّة على مزرعة خضراء، فأجلس عند طاولةٍ منفردة عليها فنجانًا من القهوة و كأسًا من الماء البارد، وصحيفة يوميّة، ونظّارةً كبيرة العدسات، ومتكّة للسجائر الممتلئة، و يا حبّذا لو كانت " فيروز " حاضرة ..بهذه الكلمات للمدون خالد مطر افتتح مقالي الاسبوعي عن ظاهرة الاستثقاف التي تأخذ صداها الواسع في الوقت الحالي.إن مصطلح الثقافة هو مصطلح ذو مفهوم مفتوح ولا يقتصر على معايير او صفات محددة لذلك فإن مفهومها في الوقت الحالي قد خضع لعمليات قولبة وتأطير لصفات معينة تحتكرُ داخلها من يجب ان يحمل صفة االمثقف ولا تشمل من يقع خارج ذلك الإطار, فالمثقف ليس من يحمل شهادة جامعية معينة او من يرتاد المنتديات الادبية ومن يقرأ عددا لا متناهيا من الكتب, يشمل مفهوم الثقافة تصرفات وطبيعة حياة محددة يعيش خلالها المثقف كطائر خرج عن السرب, ولا اعني بذلك ان يبطش برأيه وينتقد جميع الظواهر الاجتماعية سلبية كانت ام ايجابية فقط لجلب الإنتباه, بل لمحاولة تغيير المفاهيم الخاطئة والمطروقة الى درجة تستلزم نقدها وتصحيحها, بالتالي النهوض بالمجتمع والذوق والرأي العام وتعلم الاحترام والتعايش والحب. مما لا غبار عليه ان الثقافة تستلزم قراءة الكتب في الواقع, اذ ان القراءة هي السبيل الاساسي لتجديد الافكار وتصحيحها, لكنه ليس الوحيد حيث يحتاج الباحث والساعي الى المعرفة ان يناقش ويسأل ويشعر بضئالة وجوده في هذا العالم الواسع وقلة خبرته بالتالي العطش الدائم لإن يقرأ اكثر ويتواضع وان يكون لين الخلق والمعشر,يتعلم اكثر, يسأل ويناقش اكثر لتكوين رأيه الخاص , اقول يناقش ولا اعني بذلك يجادل, فالمغالطات المنطقية اصبحت شائعة جدا.ان حقائق السيرة الذاتية للاشخاص الاكثر نجاحا في جميع المجالات سواء في الادب ام في العلم, تؤكد إنهم كانوا لا يمتلكون الثقة في نتاجاتهم الأدبية او العلمية, وواجهوا الكثير من اللاثقة والصعوبة في ان يطرحوا اعمالهم الى العلن, إذ كانوا لا يزالون يشعرون بإنهم ناقصي خبرة وموهبة في هذا البحر الواسع من المعرفة, فانشغلوا بالدأب على تطوير انفسهم وايجاد ذواتهم في المجال المطلوب فانتجوا لنا اعمالا سُجلت بالتاريخ واحدثت تغييرا يُشاد به, في المجتمع والعالم.لذا فأن الفرد كاتبا كان ام ناقدا ادبيا ام شاعرا ام عالما..الخ, حين يُحيط نفسه بهالة لا يستحقها من المدح والايشاد بكونه مثقف او متمرس بما يطرحه من محتوى من قبل محيطه او مجتمعه او نفسه حتى, غالبا ما تؤدي الى الركود العقلي الذي ينغلق على الرؤية السطحية للامور الناتجة عن التكبر والاحساس بالفوقية والافضلية, فلا نرى منهم دورهم المطلوب كأفراد في المجتمع او حتى ما يحملونه من لقب بالتالي ركود المجتمع اذا ما تفشت هذه الظاهرة. حيث ان العديد من افراد المجتمع "وأعني بذلك المجتمع العراقي" ينظر الى المثقف هو ذلك الفرد الذي يقتني الكتب ويلتقط لها العديد من الصور الى جانب كوب قهوة سادة, وبغض النظر عن محتوى ذلك الكتاب اذا ما كان فاشلا ام ناجحا, هادفا ام سطحيا, ثم ينشر بعد ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي نقدا غالبا ما يكون نقدا هداما وليس بناءا انطلاقا من مبدأ "خالف تعرف" وتراه ينتقد السائد مجتمعيا بغض النظر ايضا عن صلاحية ذلك السائد ام لا, فالغرض مثبت علميا ما هو إلا لتعويض نقصا حاصلا في النفس والشخصية,إذ يلجئ المستثقف عادة الى القيام بالعديد من الامور المبتذلة ليُري الاخرين بأنه مثقف, هذا الى جانب الحديث المتكرر عن النفس وعدد الكتب الذي قرأها والتواجد المستمر في شارع المتنبي, وأن افضل ......
#الثقافة
#وظاهرة
#الاستثقاف
#الشائعة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
http://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=683318
الحوار المتمدن
رزان الحسيني - الثقافة وظاهرة الاستثقاف الشائعة