محمد عبد المجيد : استعلاء الداخل على الخارج
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_المجيد تحلم بالهجرةِ وتحققها، تجمع خبراتٍ حياتيةً وتكنزها، تتعلم الجديدَ في مجتمعــِك المضيفِ حتى تصبح مواطنــًا فيه و.. منه، تقرأ، وتتابع متحررًا من احتكار أنظمة مستبدة لحياتــِك الماضية، ينطلق لسانــُك أو تخط أناملــُك ما يراه جهازُ أمنِ بلدِك في العالم الثالث كأنه ثورةٌ أو تمَرُّد أو.. عصيان!تنخرط في هموم وطنك الثاني؛ لكنك لا تُعطي ظهرَك للوطن الأم؛ فتشارك على البُعْدِ كأنك لم تبرحه، وتعيش في مكانٍ آخر، لكنك تتنفس الاثنين معا: وطن المهجر و.. مسقط الرأس.تتفتح مداركــُك، وتتوسع معارفــُك، وتقتطف ثمارَ تجاربِك فتصبح شخصاً جديدًا، لكنك تحتفظ في أعماقــِك بصورةٍ قديمة لوطنٍ غادرتَه ولم تغدُر به، هاجرت منه ولم تهجره، ذهبتَ عنه ولم تذهب به، ابتعدت عنه فزاد قُربــُك منه.هنا تبدأ أزمتــُك مع أبناء وطنــِك الأم الذين يظنون أنهم الأقدر على كشف أغوار النفس، وفهم السياسة، والدين، وحركة التاريخ؛ متوهمين أنَّ القُرْبَ من الحَدَثِ يجعلك تُبصر أكثر.كثيرٌ من المهاجرين من الجيل الأول يحلمون بنقل خبراتهم، وأفكارِهم، ورؤيتهم، ومشاهداتهم، وفاءً منهم لوطنٍ ما يزال الأهلُ، والأصدقاءُ، والأحبابُ، والذكرياتُ تسكنه، بعضها كشخوصٍ حقيقيةٍ، والبعض الآخر كأشباحٍ حَلـَّـتْ محلَّ المهاجرين.تحاول أنْ تشارك، أو تتشارك من موقع المحبة والتواضع، خاصة إذا هاجرتَ لبلدٍ يتراشق فيه أهلــُه بالأفكار الجميلة، والمكتشفات الباهرة، وعلوم الإدارة الحديثة، وحرية الكلمة، وكرامة المواطن، وعدالة الأحكام؛ فإذا بأبناءِ بلدِك الأم يقفون لك بالمرصادِ، ويسخرون منك، ويتهكمون على ثرائـــِك الفكري بفقرِهم المعلوماتي.ومع ذلك فلا فلا تدير ظهرَك لهم، أو لمسقط رأســِك، فدماغــُك التي كانت مليئةً بالأحلامِ قبل الهجرة تكدست بالأحلام المعاكسة، أيّ التي تتمناها لوطنــِك الأم.أنت قد تكتب عن بلدٍ في أقصى الأرض؛ ولم تقم بزيارتها من قبل فلا تتلقى عتاباً صغيرًا من أهلــِها؛ فإذا أبديتَ رأيــَك لوطنــِك الأم صدَمَك أهله، أي مَنْ عشتَ معهم عُمْرًا من قبله، بغطرسة، وكبرياء، وعنجهية، واستعلاءٍ كأنَّ كلَّ واحدٍ منهم يُخبيء مُخَّ آينشتاين في جمجمته.إنها ليست مشكلتَه فقط، لكنها مشكلة ملايين المهاجرين من العالم الثالث إلى العالم الأول، فالذين غادرناهم يشعرون أنهم خبراء في كل شيء حتى وهم يتوحلون في مستنقع الفقر، والأمية، والجهل، والتعليم الفاسد، والرشوة، العلنية، والشرطة السرية، والوشاية المواطـــَــنية، والاستبداد، ونزع الكرامة، والمهانة، وتكميم الأفواه حتى حُلمك السابق في الهجرة يُخفونه تحت الوسادة، ويحتقرون بُعْــدَك عن مكان الحادث.أنت تعيش في النرويج أو أمريكا أو نيوزيلندا أو سويسرا أو كندا أو أستراليا أو السويد أو ألمانيا أو فنلندا أو .. تغرف من منتجات الحضارة، وتريد إيصالــَها لأهل بلدِك الأم، فتصدك كلماتٌ تعج بالكبرياء على شاكلة: نحن أعرف بوطنك السابق(!) منك، ونحن نقبل الديكتاتورية، والنهب، والسرقة، والظُلــْم، والسجون، والمعتقلات، والغلاء، والصفع على القفا من السلطة التنفيذية، والفشل التعليمي، وكَسْر المستشفيات لظهورنا المقوصة في أسعار العلاج والدواء والجراحة؛ لكننا لا نقبل نصائحَك!من يرى الصورة قبل مشاهدتها يظن أنَّ المهاجرَ هو الذي يتعالى على ابنِ بلدِه الأم؛ لكن الواقعَ، والحقيقة، والمشاهدات تؤكد أنَّ المقيمَ هو الذي يتعاظم بالجهل، وبالقيادة الفاشلة، وبالبرلمان المزور، وبخيرات الوطن الأم المنهوبة على عينك يا تاجر!تُرى كيف نفسر هذه الظاهرة، مع افتراض صحتها، التي رصدتها خلال ......
#استعلاء
#الداخل
#الخارج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698859
#الحوار_المتمدن
#محمد_عبد_المجيد تحلم بالهجرةِ وتحققها، تجمع خبراتٍ حياتيةً وتكنزها، تتعلم الجديدَ في مجتمعــِك المضيفِ حتى تصبح مواطنــًا فيه و.. منه، تقرأ، وتتابع متحررًا من احتكار أنظمة مستبدة لحياتــِك الماضية، ينطلق لسانــُك أو تخط أناملــُك ما يراه جهازُ أمنِ بلدِك في العالم الثالث كأنه ثورةٌ أو تمَرُّد أو.. عصيان!تنخرط في هموم وطنك الثاني؛ لكنك لا تُعطي ظهرَك للوطن الأم؛ فتشارك على البُعْدِ كأنك لم تبرحه، وتعيش في مكانٍ آخر، لكنك تتنفس الاثنين معا: وطن المهجر و.. مسقط الرأس.تتفتح مداركــُك، وتتوسع معارفــُك، وتقتطف ثمارَ تجاربِك فتصبح شخصاً جديدًا، لكنك تحتفظ في أعماقــِك بصورةٍ قديمة لوطنٍ غادرتَه ولم تغدُر به، هاجرت منه ولم تهجره، ذهبتَ عنه ولم تذهب به، ابتعدت عنه فزاد قُربــُك منه.هنا تبدأ أزمتــُك مع أبناء وطنــِك الأم الذين يظنون أنهم الأقدر على كشف أغوار النفس، وفهم السياسة، والدين، وحركة التاريخ؛ متوهمين أنَّ القُرْبَ من الحَدَثِ يجعلك تُبصر أكثر.كثيرٌ من المهاجرين من الجيل الأول يحلمون بنقل خبراتهم، وأفكارِهم، ورؤيتهم، ومشاهداتهم، وفاءً منهم لوطنٍ ما يزال الأهلُ، والأصدقاءُ، والأحبابُ، والذكرياتُ تسكنه، بعضها كشخوصٍ حقيقيةٍ، والبعض الآخر كأشباحٍ حَلـَّـتْ محلَّ المهاجرين.تحاول أنْ تشارك، أو تتشارك من موقع المحبة والتواضع، خاصة إذا هاجرتَ لبلدٍ يتراشق فيه أهلــُه بالأفكار الجميلة، والمكتشفات الباهرة، وعلوم الإدارة الحديثة، وحرية الكلمة، وكرامة المواطن، وعدالة الأحكام؛ فإذا بأبناءِ بلدِك الأم يقفون لك بالمرصادِ، ويسخرون منك، ويتهكمون على ثرائـــِك الفكري بفقرِهم المعلوماتي.ومع ذلك فلا فلا تدير ظهرَك لهم، أو لمسقط رأســِك، فدماغــُك التي كانت مليئةً بالأحلامِ قبل الهجرة تكدست بالأحلام المعاكسة، أيّ التي تتمناها لوطنــِك الأم.أنت قد تكتب عن بلدٍ في أقصى الأرض؛ ولم تقم بزيارتها من قبل فلا تتلقى عتاباً صغيرًا من أهلــِها؛ فإذا أبديتَ رأيــَك لوطنــِك الأم صدَمَك أهله، أي مَنْ عشتَ معهم عُمْرًا من قبله، بغطرسة، وكبرياء، وعنجهية، واستعلاءٍ كأنَّ كلَّ واحدٍ منهم يُخبيء مُخَّ آينشتاين في جمجمته.إنها ليست مشكلتَه فقط، لكنها مشكلة ملايين المهاجرين من العالم الثالث إلى العالم الأول، فالذين غادرناهم يشعرون أنهم خبراء في كل شيء حتى وهم يتوحلون في مستنقع الفقر، والأمية، والجهل، والتعليم الفاسد، والرشوة، العلنية، والشرطة السرية، والوشاية المواطـــَــنية، والاستبداد، ونزع الكرامة، والمهانة، وتكميم الأفواه حتى حُلمك السابق في الهجرة يُخفونه تحت الوسادة، ويحتقرون بُعْــدَك عن مكان الحادث.أنت تعيش في النرويج أو أمريكا أو نيوزيلندا أو سويسرا أو كندا أو أستراليا أو السويد أو ألمانيا أو فنلندا أو .. تغرف من منتجات الحضارة، وتريد إيصالــَها لأهل بلدِك الأم، فتصدك كلماتٌ تعج بالكبرياء على شاكلة: نحن أعرف بوطنك السابق(!) منك، ونحن نقبل الديكتاتورية، والنهب، والسرقة، والظُلــْم، والسجون، والمعتقلات، والغلاء، والصفع على القفا من السلطة التنفيذية، والفشل التعليمي، وكَسْر المستشفيات لظهورنا المقوصة في أسعار العلاج والدواء والجراحة؛ لكننا لا نقبل نصائحَك!من يرى الصورة قبل مشاهدتها يظن أنَّ المهاجرَ هو الذي يتعالى على ابنِ بلدِه الأم؛ لكن الواقعَ، والحقيقة، والمشاهدات تؤكد أنَّ المقيمَ هو الذي يتعاظم بالجهل، وبالقيادة الفاشلة، وبالبرلمان المزور، وبخيرات الوطن الأم المنهوبة على عينك يا تاجر!تُرى كيف نفسر هذه الظاهرة، مع افتراض صحتها، التي رصدتها خلال ......
#استعلاء
#الداخل
#الخارج
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698859
الحوار المتمدن
محمد عبد المجيد - استعلاء الداخل على الخارج!
عبد المجيد إسماعيل الشهاوي : استعلاء الثقافة العربية على الفرد
#الحوار_المتمدن
#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي على مر تاريخها الممتد، تقر الثقافة العربية بدور الفرد في المجتمع وأهميته لضمان الاستمرارية. وهي في ذلك تتلاقى مع أغلب، إن لم يكن كل، الثقافات الأخرى غير العربية حول العالم. لكن التباين والافتراق سرعان ما ينهضا عقب هذا الإقرار المبدئي، حيث تحصر الثقافة العربية، مثل أخرى عديدة، الفرد في دور التابع أو المقود أو ’المفعول به‘ لخدمة أغراض الثقافة نفسها بصفتها ’الفاعل‘ والحكم الأعظم الذي لابد وأن ينصاع الفرد لانحيازاته ومقتضياته مهما كان الثمن. ومن ثم يتحول دور الفرد إلى ’خادم‘ مطيع للثقافة الجمعية وليس صانعًا لها أو فاعلاً أو مؤثرًا فيها. لكن إذا كان الفرد، كما تزعم الثقافة العربية، ليس أكثر من تابع مطالب بالانصياع لإملاءاتها حتى لو كانت لا تستهويه أو تضر به مباشرة، فإلى ماذا تنسب هذه الثقافة المتعالية على الفرد منشأها وأصلها، ومن ثم مرجعيتها؟ في الحقيقة، الثقافة العربية تنظر إلى نفسها باعتبارها أكبر وأعظم وأسمى من مجموع كل أفرادها، سواء السالفين أو الحاضرين أو المستقبليين. ولا تكتفي أبدًا بزعم أن منشأها بشري، حتى لو كانوا بشرًا من الرسل والأنبياء. بل هي، دائمًا وأبدًا، تضفي على نفسها هالة من القداسة تسمو فوق البشر قاطبة والكون كله. هي صنف فريد من ’المعجزة‘، ولا ينبغي لأحد أن يسأل عن السبب أو الأسباب المنطقية للمعجزة. هنا تنتفي المسببات ولا يتبقى للسؤال والمنطق مكانًا. هي ’معجزة‘ وليس أمام الفرد العاقل سوى التأمل في إعجازها، والذود عنها والتضحية من أجلها حتى بنفسه. وهكذا أفلتت الثقافة العربية من نقائص عوالم الأرضيين إلى طهر عالم إلهي سماوي متخيل، لتصبح أقل محاولة للاقتراب منها ونقدها، ناهيك عن مراجعتها ودحضها، نوع من الدنس والفتنة تستوجب الوأد فورًا. لندع نظرة الثقافة العربية لنفسها جانبًا ونقلب العقل في الأمر قليلًا. حتى نعرف منشأ الثقافة وأصلها، لابد أن نعرف ما هي أولًا. ماذا تعني كلمة ’ثقافة‘؟ ’الثقافة‘ هي المحصلة النهائية لتفاعل الإنسان مع بيئته الطبيعية، تتغير وتتبدل بالضرورة كلما طرأ تغيير أو تحديث على الأخيرة. وهي، في الوقت نفسه، قادرة على أن تساهم بنصيب وافر في إحداث التغيير أو التحديث على البيئة المحيطة بالإنسان، ومن ثم الإنسان ذاته باعتباره أحد عناصرها. بتعبير آخر، الإنسان يعيش في بيئة تؤثر فيه ويؤثر فيها، في علاقة تفاعل متبادل ومستمر، و’الثقافة‘ هي المنتج النهائي لهذا التفاعل الأزلي فيما بين الاثنين- الطبيعة والإنسان. هنا الاستعارة من عالم المخلوقات الإلكترونية قد تساعد في التبسيط، مع وجوب توخي الحذر. ’الثقافة‘، بمغزى ما، هي معادل ’السوفت وير‘ أو نظام التشغيل المستخدم في الأجهزة الحديثة من كافة الأنواع والأصناف، من الطائرات ومركبات الفضاء والصواريخ حتى الهواتف الذكية والأجهزة المنزلية. والحقيقة الثابتة في هذا المجال، مثلما مع الثقافة، أن وجود ’السوفت وير‘ لابد أن يسبقه ويمهد له وجود ما يعرف باسم ’الهارد وير‘، بمعنى الجسد (الجهاز) المادي المحسوس المتوافق مع السوفت وير لكي يشتغل وتدب فيه الحركة والحياة. هارد وير الثقافة هو الواقع المادي المحسوس الذي تحيا (تشتغل) فيه الثقافة ذاتها، مثل الجغرافيا والمناخ والتربة والنباتات والحيوانات وتقلبات التاريخ...الخ. بتعبير آخر، ثمة علاقة غير منفكة فيما بين الهارد وير والسوفت وير، وفيما بين الطبيعة والثقافة، تمامًا كتلك القائمة بين الجسد والروح. هكذا في غياب الهارد وير المتوافق، السوفت وير لا يساوي شيئًا. كذلك لا تساوي ’الثقافة‘ شيئًا في غياب الطبيعة، بمغزى ك ......
#استعلاء
#الثقافة
#العربية
#الفرد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766483
#الحوار_المتمدن
#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي على مر تاريخها الممتد، تقر الثقافة العربية بدور الفرد في المجتمع وأهميته لضمان الاستمرارية. وهي في ذلك تتلاقى مع أغلب، إن لم يكن كل، الثقافات الأخرى غير العربية حول العالم. لكن التباين والافتراق سرعان ما ينهضا عقب هذا الإقرار المبدئي، حيث تحصر الثقافة العربية، مثل أخرى عديدة، الفرد في دور التابع أو المقود أو ’المفعول به‘ لخدمة أغراض الثقافة نفسها بصفتها ’الفاعل‘ والحكم الأعظم الذي لابد وأن ينصاع الفرد لانحيازاته ومقتضياته مهما كان الثمن. ومن ثم يتحول دور الفرد إلى ’خادم‘ مطيع للثقافة الجمعية وليس صانعًا لها أو فاعلاً أو مؤثرًا فيها. لكن إذا كان الفرد، كما تزعم الثقافة العربية، ليس أكثر من تابع مطالب بالانصياع لإملاءاتها حتى لو كانت لا تستهويه أو تضر به مباشرة، فإلى ماذا تنسب هذه الثقافة المتعالية على الفرد منشأها وأصلها، ومن ثم مرجعيتها؟ في الحقيقة، الثقافة العربية تنظر إلى نفسها باعتبارها أكبر وأعظم وأسمى من مجموع كل أفرادها، سواء السالفين أو الحاضرين أو المستقبليين. ولا تكتفي أبدًا بزعم أن منشأها بشري، حتى لو كانوا بشرًا من الرسل والأنبياء. بل هي، دائمًا وأبدًا، تضفي على نفسها هالة من القداسة تسمو فوق البشر قاطبة والكون كله. هي صنف فريد من ’المعجزة‘، ولا ينبغي لأحد أن يسأل عن السبب أو الأسباب المنطقية للمعجزة. هنا تنتفي المسببات ولا يتبقى للسؤال والمنطق مكانًا. هي ’معجزة‘ وليس أمام الفرد العاقل سوى التأمل في إعجازها، والذود عنها والتضحية من أجلها حتى بنفسه. وهكذا أفلتت الثقافة العربية من نقائص عوالم الأرضيين إلى طهر عالم إلهي سماوي متخيل، لتصبح أقل محاولة للاقتراب منها ونقدها، ناهيك عن مراجعتها ودحضها، نوع من الدنس والفتنة تستوجب الوأد فورًا. لندع نظرة الثقافة العربية لنفسها جانبًا ونقلب العقل في الأمر قليلًا. حتى نعرف منشأ الثقافة وأصلها، لابد أن نعرف ما هي أولًا. ماذا تعني كلمة ’ثقافة‘؟ ’الثقافة‘ هي المحصلة النهائية لتفاعل الإنسان مع بيئته الطبيعية، تتغير وتتبدل بالضرورة كلما طرأ تغيير أو تحديث على الأخيرة. وهي، في الوقت نفسه، قادرة على أن تساهم بنصيب وافر في إحداث التغيير أو التحديث على البيئة المحيطة بالإنسان، ومن ثم الإنسان ذاته باعتباره أحد عناصرها. بتعبير آخر، الإنسان يعيش في بيئة تؤثر فيه ويؤثر فيها، في علاقة تفاعل متبادل ومستمر، و’الثقافة‘ هي المنتج النهائي لهذا التفاعل الأزلي فيما بين الاثنين- الطبيعة والإنسان. هنا الاستعارة من عالم المخلوقات الإلكترونية قد تساعد في التبسيط، مع وجوب توخي الحذر. ’الثقافة‘، بمغزى ما، هي معادل ’السوفت وير‘ أو نظام التشغيل المستخدم في الأجهزة الحديثة من كافة الأنواع والأصناف، من الطائرات ومركبات الفضاء والصواريخ حتى الهواتف الذكية والأجهزة المنزلية. والحقيقة الثابتة في هذا المجال، مثلما مع الثقافة، أن وجود ’السوفت وير‘ لابد أن يسبقه ويمهد له وجود ما يعرف باسم ’الهارد وير‘، بمعنى الجسد (الجهاز) المادي المحسوس المتوافق مع السوفت وير لكي يشتغل وتدب فيه الحركة والحياة. هارد وير الثقافة هو الواقع المادي المحسوس الذي تحيا (تشتغل) فيه الثقافة ذاتها، مثل الجغرافيا والمناخ والتربة والنباتات والحيوانات وتقلبات التاريخ...الخ. بتعبير آخر، ثمة علاقة غير منفكة فيما بين الهارد وير والسوفت وير، وفيما بين الطبيعة والثقافة، تمامًا كتلك القائمة بين الجسد والروح. هكذا في غياب الهارد وير المتوافق، السوفت وير لا يساوي شيئًا. كذلك لا تساوي ’الثقافة‘ شيئًا في غياب الطبيعة، بمغزى ك ......
#استعلاء
#الثقافة
#العربية
#الفرد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766483
الحوار المتمدن
عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - استعلاء الثقافة العربية على الفرد