الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
دلور ميقري : كما رواه شاهد عيان: الباب الأول
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1" درّةُ المَشرق، ونورُهُ المُشرق المُونق "هذا ما رددته في نفسي، آنَ ألقيتُ نظرة شاملة على منظر المدينة. ولكنها كانت كلمات " ابن بطوطة "، الرحّالة المغربيّ من القرن الرابع عشر الميلاديّ. لقد انبهر بمشهد دمشق، مثلي سواءً بسواء، لما تأمّله من علو إحدى صخور جبل قاسيون.لكنني كنتُ أشرف على الندينة، وأنا أقفُ على سطح الخان العظيم، المُعَّرف باسم بانيه، " أسعد باشا "؛ وهوَ أشهر الولاة من آل " العظم "، الذين حكموا الشام منذ منتصف هذا القرن. لقد استأجرتُ حجرةً حَسَنة في الخان، بمبلغ غرش عثمانيّ واحد، بما في ذلك وجبات الطعام. توصّلتُ لمعرفة الخان، بفضل موظف خطير الشأن في القسطنطينية، التي كانت أولى محطاتي في المشرق. هذا الموظف، الدمشقيّ المنشأ، المنتسب لديوان الباب العالي، أمدّني أيضاً برسالة توصية، على أن أبرزها لو وقعتُ في مأزقٍ ما مع السلطات في الولاية السورية. كوني لم أحتج بعدُ للرسالة، فإنني سأعمد لوصف الخان؛ ولو بأكثر العبارات إيجازاً.قبل كل شيء، عليّ التنويه بفترة إقامتي في إمارة البندقية، الذاخرة بعمارةٍ تعود إلى عصر النهضة الإيطاليّ. لذلك انتبهت إلى عمارة الخان الدمشقيّ، وأنها شبيهة، إلى حدّ ما، بما عاينته من عمارة في بلد المنفى الأول ذاك. ملاحظاتي الأخرى، سيدينُ بعضها لقراءاتي التالية في تاريخ دمشق، وأيضاً بمعلوماتٍ حصلتُ عليها من قبل أصدقاء من ساكني المدينة. بيد أنّ الخان، في المقابل، لم يكن بعظمة أقرانه من العمائر الإيطالية. على أنه يشبهها لناحية الارتفاع المتوسط في البناء، بمقابل العرض الوافر. كذلك فإن واجهة الخان من طراز عمارة القرون الوسطى، الإسلامية؛ أيْ الأيوبية ـ المملوكية. والواجهة مندمجة في مستوى البناء ككل، تتوسطها بوابة مهيبة، بينما تنفتح من الجدران على الخارج محلاتٌ تجارية متنوعة. البوابة، المنحوتة من خشب الجوز، مصفّحة بألواح معدنية، ومثقوبة بمسامير، لتغدو على شكل خلايا النحل. بينما جبينُ الواجهة من الرخام، زيّنَ ببذخ بالمنحوتات والزخارف الهندسية، وتوّجَ بلوحة مكتوب فيها بالعربية اسم الخان وتاريخ الانتهاء من تشييده. من خلال البوابة، يَلِجُ رجلٌ غريب، مثلي، إلى الأقسام الداخلية وقد امتلأ، سلفاً، بعظمة المكان. أدخلُ إذاً من خلال دهليزٍ مزدوج، متصل مع الرواق بسقف ذي نقوشٍ متنوعة. أعبرُ الدهليزَ، لأجد نفسي أمام درجٍ يصل إلى الدور الثاني، أين قباب الرواق. من الأعلى، يُمكن الاطلالة على باحة الخان، المرخّمة الأرضية، والمربعة الشكل، المنفتحُ أيضاً من جدرانها عددٌ من المتاجر، واجهاتها مزخرفة على طريقة الأرابيسك. الفناء، تتوسطه بركة مرمرية، مثمّنة الشكل، تبدو من علٍ كأنها عينٌ سيكلوبية. لعل الأصالة الدمشقية تبرز أكثر في الجدران، المكسوة بالمداميك الحجرية؛ وهيَ من فوق لتحت بالحجر البازاتيّ ثم الحجر الكلسيّ، الضارب للصفرة. صُرْحُ الخان، عبارة عن قبة عظيمة، يحيطها ثماني قباب صغيرة ذات عقود على هيئة متوالية بين الشكل المربع والدائريّ. ذلك الصرح، المحمول على أربع أعمدة ضخمة، ذكّرني هذه المرة بقبة بولس وبطرس في الفاتيكان، المشادة من لدُن الفنان العبقريّ " مايكل آنج ". مما له مغزاه في تلك المقارنات، أن كاتب سطور هذه التذكرة، الذي تجري في عروقه الدماء الإيطالية، كان آنذاك يموّه نفسه بملابس أهل البلد؛ وذلك أيضاً بنصيحة من أحد الأصدقاء: شكلي ومظهري الخارجيّ، لم يكونا في حقيقة الحال ليميزاني عن الشوام، المتّسمين عموماً بلونهم الأبيض وشعرهم الفاتح وقسماتهم الدقيقة إلى رشاقة في البدن ورقة في الطبيعة. ذلك الصديق، صاحب النصيحة، تع ......
#رواه
#شاهد
#عيان:
#الباب
#الأول

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=708965
دلور ميقري : كما رواه شاهد عيان: الباب الثاني
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1كنتُ أفكّر، أنّ من سخرية القدَر أن أنجو بجلدي من أولئك الثوار في باريس، المجدّفين في أمور الدين، لكي أقع في مدينةٍ إسلامية محافظة، تَصِمُ النصارى بكونهم كفاراً. وها أنا ذا أعيشُ بين ظهراني هؤلاء المحافظين، بشرائي منزلاً في حي القيمرية داخل دمشق القديمة. حتى تكتمل المفارقة، سأعلمُ سلفاً أن صاحبَ البيت الأصليّ كان دَعيّ نبوّة أو ربما عُرف بقدرته على التنبؤ. بدا البيتُ كما لو أنّ أصحابه غادروه قبل ساعة، وليسَ مهجوراً منذ عقود طويلة. إذ أهتم الجيرانُ بنظافة المنزل، وكانوا يسقون بانتظام حديقته. فعلوا ذلك، إيماناً منهم بالرجل المبارك، المدفون تحت ظلال الأشجار المثمرة؛ وكان قد اشتهر بالمعجزات والكرامات في حياته ومماته على حدّ سواء. كان البيت صغيراً، مكّوناً من حجرة نوم واحدة على شكل القنطرة، فيما حجرة أخرى استعملت كمطبخ. وكان يفصل بين الحجرتين رواق، يُشبه أيضاً القنطرة. لقد خضع المنزل لعملية ترميم شاملة، تعهّدها المشتري الأخير أو سلفه. كان هذا بالضبط ما رغبتُ فيه، أنا مَن كنتُ مصاباً برهاب الحجرات الكثيرة ذات الممرات المذكّرة بالمتاهة، التي كانت تشكّل قصرَ الأسرة الباريسيّ. هنا في هذا البيت الصغير، فكّرتُ في نفسي، لو كان ثمة شبحٌ فإن مجال حركته تبقى محدودة. مع أن إيمانيّ المسيحيّ بعيدٌ عما يُبشّر به الخوارنة، إلا أنني أعتقدتُ دوماً بالسحر والقوى الخفيّة، وبالتقمّص. لم تكن عبثية، إشارتي إلى الشبح، طالما أنّ الجيران أكّدوا رؤيته وهوَ يتنقل بين الحجرات والحديقة. بالطبع، معلوماتي استقيتها من السيّد خليل لا من البائع، الذي كان يود التخلّص من المنزل ولو عن طريق بيعه بثمن زهيد. " كون المنزل مهجوراً منذ ثلاثة عقود تقريباً، فلا بد أن الشبحَ أصحى مُسنّاً "، قلتُ لخليل بنبرة تهكّم بعدما تمت عملية البيع. كنت قد رغبتُ بجعل عقد البيع باسمه، لكنه لم يوافق. وكانت حجته أن البائع ليسَ من سكان القيمرية، وبالتالي ليسَ مهماً لو عرف حقيقة شخصي. هذا الأخير، تخلّى لي بكرم عن أثاث المنزل وكان ما يفتأ جيداً وسليماً. لم يمكث السيّد خليل طويلاً عقبَ الانتهاء من عملية نقل الملكية، لكنه أبلغني بعودته إليّ في مساء الخميس القادم مع بقية الأصدقاء: " وعلى فكرة، سيبدأ صيام رمضان في يوم الجمعة "، أضافَ مبتسماً مع شيء من الحَرَج. خرجتُ معه على الأثر، وكان في نيّتي أن أتناول الغداء في المطعم ومن ثم شراء بعض الحاجيات من السوق. توادعتُ معه عند باب الدار، ثم مضى كلّ منا في طريقه. إذاك تذكّرتُ كيسَ أغراضي، وكان ما يفتأ في حجرتي بالخان، ما جعلني أقصد ذلك المكان أولاً. برجوعي إلى المنزل، أخرجتُ من الكيس كتبي الأثيرة، ووضعتها في خزانة جميلة كانت مركونة عند حائط حجرة النوم. عندئذٍ انتبهتُ لوجود أوراق، حال لونها إلى الاصفرار، وكان عليها رموزٌ فلكية غريبة. فكّرتُ أنها لا بدّ وتعود للرجل المبارك، ولعلها لم تمسّ مذ فترة رحيله عن العالم. عندما حلّ الليل، عمدتُ إلى توزيع عدد من الشموع المشتعلة في الرواق، بينما أنيرت حجرة النوم بقنديل كبير: هكذا سأواجه الشبحَ، قلتُ في نفسي، لو جازفَ بالخروج من القبر أو من الكثافة!أعتقد أنّ نومي كان هادئاً لحين مجيء الفجر، حيث أفقتُ على حركة غريبة. أصختُ السمعَ وأنا بين اليقظة والمنام، إلى أن تيقنتُ بأنه عصفورٌ يتنقل بين الرواق والمطبخ المفتوح على الحديقة. بقيتُ أتقلّب في فراشي ساعة أخرى، لأتيقن هذه المرة باستحالة عودتي إلى النوم. نهضتُ على الأثر لأغتسل في الحمّام، لأفاجأ عندما لم أجد ماءً في البرميل الصغير، الموضوع هناك. كنتُ واثقاً من امتلاء الب ......
#رواه
#شاهد
#عيان:
#الباب
#الثاني

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709357
دلور ميقري : كما رواه شاهد عيان: الباب الثالث
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1مثل تعاقب الفصول، أكررُ أيامي بانتظام وعلى نسقٍ واحد. لكن أكثر من مفاجأة، علّمت على يومي الآفل. كذلك رحتُ أفكّر، لما أفقت صباحاً في موعد مشترك مع طيور الحديقة. شدوها الشجيّ، جاء إليّ في فراشي كأنه يدعوني إلى النهوض وترك الأفكار جانباً. لم ألبّ الدعوة فوراً، وذلك بسبب هيمنة ذكرى امرأة النافذة: يا لها من مصادفة غريبة، فكّرتُ، أن ألقاها أول مرة وأنا راكبٌ الكروسة، ومرة أخرى عندما كانت هي من تركب كروستها. وأدركتُ أنها عربتها الخاصة، بالنظر إلى هيئة الحوذي. أما شبهها بذلك الرسم، المصوّر الطفلة، فإنني تأكّدتُ منه تقريباً حالما عدت إلى الدار. لكنها كانت شبيهة، فوق ذلك، بعشيقتي الروسية. ماذا يعني هذا كله، سوى أنني بمواجهة لعبة القدَر؟نهضتُ أخيراً، بينما السؤال ما يني يحلّق فوق رأسي بحيث سلوتُ أمرَ " الشبح " ومقالبه اليومية. بيد أنه كان حاضراً، ولا غرو، بالنظر إلى كونه صاحب الرسم. في هذه الحالة، فكّرتُ مجدداً، لا بد أن ثمة وشيجة تربط الرجل بامرأة النافذة. وذلك الآمر، المنتمي لصنف المرتزقة كما تبيّنَ من ملابسه؟ أهو زوجها، أم أنه والدها؛ لو فكّرنا بفارق السن بينهما؟ لقد كان في مثلي سنّي، فكّرتُ متنهداً، وكانت له شراستي عندما كان النحسُ يضع أمامي فلاحاً بليداً وهمجياً! في هذه الحالة، بالوسع التفكير في عقيدة التقمّص أكثر منها لعبة القدَر. تناولتُ فطوري في الحديقة، وكانت هيَ أول مرة أفعل ذلك. فما لبثت الطيور أن شاركتني الطعام، بانهمارها عليّ من الأشجار كما الثمار الناضجة. وكنتُ حينئذٍ أجلس في ظل شجرة توت أبيض، وقد نضجت ثمارها فعلاً بفضل شمس الربيع المتأخر. عقبَ فراغي من الأكل، فرشتُ السماط تحت الشجرة، ثم قمت بهز جذعها بقوة؛ لتتساقط الثمار كالمطر. حملتُ غلّة الثمار ثم اتجهت إلى البئر، لكي أغسلها. يتعين القول، أن الماء في دمشق نظيفٌ وعذب سواءَ أكان من جوف الأرض أو من الأنهار. التهمتُ كمية كبيرة من ثمار التوت اللذيذة، ثم رميت الباقي إلى الطيور. خطر ببالي بعدئذٍ الذهابَ إلى حي القنوات المجاور، علّني أحظى برؤية سيّدة النافذة. ولكن لماذا أدعوها بهكذا استعارة، مع أنني عرفتُ اسمها؟ بلى، إن صاحبَ الرسم قد وضع بأحرف صغيرة اسمَ الطفلة، وتمكنتُ بالأمس من الانتباه إليه؛ " كَوليزار ". وإنه اسمٌ جميل، له رنينٌ باريسيّ في سمعي. بل إنه يشبه أيضاً اسمَ الكنار، الطائر البديع، الذي امتلكت منه فيما مضى عدداً كبيراً في قصري. ولقد أطلقتُ طيوري جميعاً، آنَ صممتُ على الهرب من البلد إلى المنفى. أما عشيقتي الروسية، فإن جنسيتها الأصلية سهّلت عليها الحصول على أذن بمغادرة فرنسا. ولعلها الآنَ في أحد المنتجعات الصحية في ألمانيا، أينَ دأبت على التواجد هناك في السابق بسبب مرض الربو.خرجتُ من المنزل وأنا أحاول طرد ذكرى عشيقتي، لتحل بمحلها صورة كَوليزار. أسعدني ترديد الاسم في داخلي، برغم أنني غير متيقن بعدُ تماماً من أنها صاحبة الرسم الطفوليّ. أسلمتُ نفسي إلى متعة التجوال، لأكتشف المزيد من فتنة المدينة القديمة. مع ذلك، بقيَ الذهنُ متعلقاً بصورة معذبة القلب، فلم أتمكن من حفظ الأماكن، التي أوصلتني إليها قدماي. ربما أكملتُ دورة كاملة حول المسجد الكبير، لأمرّ خِلَلها من أمام المدارس، الثاوي تحت قبابها جثامينُ عدد من القادة العظام؛ نظير الشقيقين صلاح الدين والملك العادل والسلطان المملوكي المرعب، بيبرس. شعرتُ على الأثر بالجوع، لأتناول غدائي من ثم في مطعمي المختار. شربت الشاي هنالك أيضاً، وكان في فكري أن أتابع جولتي لتقودني إلى ذلك المنزل، أين تسكن معذبتي. المفردة الأخيرة، كأنني ......
#رواه
#شاهد
#عيان:
#الباب
#الثالث

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709750
دلور ميقري : كما رواه شاهد عيان: الباب الرابع
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1فاضت نفسي حنقاً، لشكّي بأنّ كَوليزار كانت تمتنع عمداً عن الظهور في خلال الأيام العشرة المنصرمة. هذا ما استشفّ من رؤيتي لنافذتها المضاءة، الدالّة على وجودها في المنزل. لعل رأسي، المثقل بالخمر، رسخّ فيّ هكذا اعتقاد. وإنه الشراب المسكر، مَن دفعني على الأثر للأتيان بحركة طائشة وخطرة: انحنيتُ على الأرض، بحثاً عن حجر صغير، مستهدٍ بنور المشعل، المثبت في أحد جانبيّ جدار القنطرة. لما عثرتُ على الحجر المناسب، قذفته باتجاه النافذة، ليحدث في اصطدامه بخشب المشربية صوتاً عكّر السكونَ.كنتُ على مبعدة خطوة من القنطرة، مقرراً أن أجتازها والاختفاء في عتمتها ما لو ظهرَ من وراء النافذة شخصٌ ما، غير كَوليزار. لكن مضى الوقتُ بطيئاً، ممضاً، دونَ أن يتغيّر المشهد هنالك في الأعلى. في الأثناء، ارتسمَ النورُ تباعاً في نوافذ بعض الدور المجاورة. لأول وهلة، توهمتُ أنه صوتُ الحجر مَن أيقظ أولئك الجيران. إلى أن خرقَ الصمتَ دويّ عميقٌ، بعيدٌ، شبيه بإيقاع الطبل. عندئذٍ فهمتُ، أنه صوتُ طبلة رجلٍ يُدعى " المسحّر "، يتولى إيقاظ الصائمين كي يتناولوا آخر وجبة طعام قبل موعد أذان الفجر. وإنما في هذه اللحظة، انتبهتُ لشبح امرأة، استقامَ وراء النافذة المعنية. لقد كانت هيَ، فما لبثت أن أسقطت شيئاً باتجاه موقفي. أنحنيت مرة أخرى إلى الأرض، لأتناول منديلاً ضَمّ رقعةً من الورق. بقيتُ لحظةً، أملاً في رؤية صاحبة الرسالة، لكنها لم تُظهر نفسها. كون صدى طبلة المسحّر أضحى قريباً، فإنني غادرتُ مكاني عابراً القنطرة. فكّرتُ في نفسي، وأنا قابضٌ على المنديل: " لو أن الرسالة تبلغني بموعدٍ آنيّ، لما كان ثمة ضرورة لكتابتها؛ لكانت صاحبتها قد نزلت في الحال كي تلقاني، مثلما جرى آخر مرة ".وصلتُ إلى منزلي، في وقتٍ كانت فيه بعضُ نوافذ الجيران مضاءة. بعدما أنرتُ بدَوري القنديلَ الكبير، الكائن في حجرة النوم، عكفتُ على الورقة بعدما شممتُ بعمق رائحة الحبيبة، المبثوثة في المنديل. في أوروبا، تَنقش المرأةُ أولَ حرفٍ من اسمها على منديلها، لكن هكذا تقليد يبدو أنه غير معروفٍ في الشرق. كانت رسالةً، إذاً، مسجّلة بخط جميل وبأحرف كبيرة بالكاد أتسعت لها الورقة الصغيرة: " بعد أيام، سيسافر رجلي مع المحمل الشريف إلى الحج، وحتى ذلك الوقت لا أريدك أن تمر من أمام منزلي ". أسفتُ لخلو ذيل الرسالة من اسم مرسلتها، مع أن هذا كان دليلاً على الحرص واليقظة. من ناحيتي، رأيتُ أن أفضل مكان لحفظ الرسالة هوَ حزمةُ أوراق " الشبح "، أينَ استللت منها فيما مضى رسمَ الطفلة. بينما المنديلُ بقيَ بيدي لما أويت إلى الفراش، وما لبثتُ أن دسسته تحت الوسادة كي يكون حارساً دائماً لمنامي.صباحُ اليوم التالي، حملَ إليّ مفاجأةً من نوع آخر. أفقتُ متأخراً، ولا غرو، كون رأسي أُثقِلَ بالخمر في الليلة البارحة. عوضاً عن سماع زقزقة العصافير، تناهي إليّ صوتٌ غريب، شبيهٌ إلى حدّ ما بصدى طبلة المسحّر. رائحةٌ حرّيفة، ما أسرع أن فَغَمَت أنفي، لأتيقنَ من ثم أنه المطرُ، يتساقط في هذا النهار من الربيع المتأخّر. لاحقاً، عندما رأيتُه مفتوحاً، بابَ المطبخ المفضي إلى الحديقة، فإنني تساءتُ بشكّ ما لو غفلتُ بالأمس عن إغلاقه بالرتاج. لم يكن غريباً، والحالة هذه، أن أُهُرع إلى حزمة الأوراق، الموجودة في الخزانة، لكي أتأكّد من بقاء الرسالة في طيّها. أفرخَ روعي على الأثر، فاتجهت إلى الحمّام لأغتسل. معدتي الفارغة، من أثر الخمر ولا ريب، جعلتني أحضّر فطوراً سخياً. كنتُ أتهيأ للخروج من المنزل فورَ توقف المطر، كون مطبخي أفتقدَ للخضار واللحوم والخبز. مع إشراق الشمس، رأيتني ......
#رواه
#شاهد
#عيان:
#الباب
#الرابع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710152
دلور ميقري : كما رواه شاهد عيان: الباب الخامس
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1لاحَ أن الجميعَ كانوا يتحينون فرصةَ غياب الوالي، لكي ينقضوا على بعضهم البعض في مشهدٍ أشبه بحفل مصاصي دماء. هذا ما فكّرتُ فيه، عقبَ سماعي أولاً بأول أخبارَ المعركة، التي أندلعت مساءً في وقتٍ كنتُ فيه وعشيقتي نتهيأ لممارسة الحب. فيما يلي، سأحاولُ بدقّة المؤرخ، وموضوعيته، نقلَ صورة موجزة عن صراعٍ دامٍ، دامَ لمدة ثلاثة أيام وانتهى بنتيجة لا غالب ولا مغلوب ـ كغالبية صراعات العسكر والأصناف في هذه المدينة.هذا الحدث الجديد، كان على خلفيّة زحف والي عكا باتجاه دمشق، بهدف الاستيلاء عليها ومن ثم محاولة الحصول من الأستانة على فرمان يُجيز له الاحتفاظ بها. عادةً، وفي مثل هذه الأحوال، كان البابُ العالي يشترط على الغاصب أن يدفع ضعفيّ ما يترتب على الولاية لخزينة الدولة. " الجزّار "، صاحبُ اللقب المشنوع والمرعب، كان الآنَ يناور مع قواته على حدود الولاية الشامية، تاركاً عسكره يستبيح قرى الإمارة اللبنانية. حاكم الإمارة، لم يكتفِ بحشد جيش كبير لمواجهة عدوّه التقليديّ، وإنما لجأ أيضاً لمحاولة استرضائه عن طريق الرشاوى والهدايا. متسلّم الشام ( نائب الوالي )، راودته نفس الفكرة. فعمد إلى استدعاء أعيان المدينة وتجارها الأغنياء، فطلب منهم جمع مبلغ ألفيّ كيس كي تدفع كرشوة لوالي عكا من أجل رده عن الشام. هؤلاء الأعيان، ردوا بلطف على المتسلم، واعدين إياه بتأمين المبلغ خلال ثلاثة أيام. لكنهم بمجرد خروجهم من السرايا، هُرعوا إلى القلعة للاستنجاد بآمري الإنكشارية؛ كون هؤلاء الأخيرين، خصومَ المتسلّم وسيّده الوالي. بحَسَب مألوف عادتهم، أطلق الإنكشاريون بضعَ قذائف باتجاه السرايا، وذلك إيذاناً بالمعركة أو ربما على سبيل التحذير منها. من ناحيته، وحالما وصلت الرسالة النارية إلى المتسلّم، طلبَ إليه زعماءَ أصناف المرتزقة لحشدهم ضد القلعة. المتسلّم، ويُدعى " هاشم آغا "، قال لأولئك الزعماء: " رفضَ الأعيانُ والتجار دفعَ الأتاوة المطلوبة، معتمدين على دعم القلعة. فعليكم استباحة دورهم ونهب ما تجدونه من مال ومتاع حتى يدفعهم الفقر لبيع ملابسهم، ليتمكنوا من شراء الطعام! ". لكنها كانت فرصة لأصناف المرتزقة، للهجوم أيضاً على دور الإنكشارية، الكائنة أغلبها في حي سوق ساروجة. إحتياطاً، كان الحيُ قد أخليَ منذ الصباح من النساء والأطفال، الذين لاذوا بحرم المسجد الأمويّ. مع ذلك، وقعت حوادث عديدة في أثناء المعارك، أنتهكت فيها الحريمُ من لدُن أولئك العسكر. كان ردّ الإنكشارية عنيفاً، بأن وجهوا فوهاتِ مدافعهم هذه المرة باتجاه العمارة والميدان، وهما حيّان في خارج الأسوار تقطنه غالباً عائلات الأصناف. ثم انتقلت المواجهات إلى حارات الشاغور والعقيبة وباب سريجة، وكانت بين كرّ وفرّ.في أثناء ذلك، تحالفت القابيقول مع اليرلية ضد الأصناف؛ أضحت الانكشارية قوة موحدة، علاوة على امتلاكها المدافع في القلعة. القذائف، أوقعت الحرائق في أسواق الجديد والدرويشية والأروام، أدت إلى اتلاف حوالي ثلاثمائة متجراَ. بسبب تفوق الانكشارية من ناحية القوة النارية، أمرَ المتسلمُ بإحضار أفضل سكّاب في المدينة، بهدف صنع مدفع ضخم، يمكّنه من هدم أجزاء من واجهة القلعة بغية اقتحامها. السكّاب، كان من المغاربة، الذين جندوا في فرقة مرتزقة، تُدعى " الهوارة ". لكنّ الرجلَ ما لبثَ أن عميَ، بسبب توهّج الحديد المذاب ووقوع ذراته في عينيه. فتولى مساعده إكمال سكب المدفع، إلى أن انتهى وتمّ تبريده. بعدئذٍ جر المدفع إلى الحديقة، الكائنة على طرف مسجد " دنكز "، وصوبت فوهته نحو القلعة. القذائف الأولى، أدت الى انهيار بضعة أذرع من السور في جهة سوق السرو ......
#رواه
#شاهد
#عيان:
#الباب
#الخامس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=710714
دلور ميقري : كما رواه شاهد عيان: الباب السادس
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1بعد عودتي من مهمتي في الإمارة اللبنانية، التي كُرّست للتحدث أمام المجمع الكنسيّ، وجدتُ الدارَ مكتومةَ الأنفاس والزرع في الحديقة على حال من الإملاق بسبب جفاف التربة. أدركتُ عندئذٍ أن الخادمَ ترك المسكنَ عقبَ سفري مباشرةً، لأمرٍ ربما يتعلق بالتطيّر من " الشبح ". ملهوجاً ومذعوراً بدَوري، هُرعت لتفقد الصندوق الحديديّ، المكتنز المال والمجوهرات، وكان مخفياً في الحديقة تحت طبقة من التراب والتبن. أفرخ روعي على الأثر، لما وجدتُ الصندوقَ غير ممسوسٍ. كان الوقتُ عند الأصيل، فما لبثتُ أن شرعتُ بسقي الزرع ومن ثم تهوية الحجرات. بعد ذلك، فكّرتُ بأمر العشاء. وكنتُ قد أصبتُ شيئاً من الطعام، أثناء وقوفنا في بلدة شتورة، لتناول الغداء في استراحة الخان. إلا أنني كنتُ في غاية الارهاق نتيجة السفر، فاستلقيتُ على سريري وسرعان ما صرتُ أهوّم.بقيتُ نائماً إلى ساعة مبكرة من الفجر، لأفيق على صوت التذكير، المنبعث من منارة المسجد المجاور. كانت العتمة شديدة، وبالكاد عثرتُ على طريقي إلى القنديل الكبير، الموضوع في المشكاة. غبَّ جلوسي في النور، داعبت خيالي فكرةٌ جريئة؛ وهيَ أن أسرع إلى منزل الحبيبة تحت جنح الظلام؛ أنا من برحَ فيّ الشوق، فتركني أيضاً في حال من الإملاق. لكنني طردتُ الفكرة الطائشة من رأسي، واستبدلتها بمراجعة أوراقٍ تضمنتْ انطباعاتي عن الرحلة اللبنانية، كتبتها أولاً بأول لدى مكوثي في تلك البلاد. هكذا بزغ نورُ الفجر في الحجرة، فيما كنتُ غارقاً بالقراءة وتدوين ملاحظات على هوامش الأوراق. كوني لم يُتح لي العشاء بالأمس، دفعني الشعورُ بالجوع إلى القيام إلى المطبخ وإعداد الفطور. وجدت ثمة كسراً من الخبز، فبللتها ثم وضعتها على نار الموقد، وكنتُ قد أشعلته لسلق البيض. غبَّ ملء البطن، إذا بالنعاس يدهمني، ولم يدعني حتى وضعت رأسي من جديد على الوسادة. في هذه المرة، أفقتُ مع أذان الظهر وكانت الشمسُ قد غمرت جانباً من الرواق والمطبخ. مع أنني نلتُ قسطاً وافراً من النوم، بالأمس واليوم، رأيتني أتكاسل في النهوض من الفراش. لم يزحزحني عن كسلي، سوى حضورُ الخادم غير المتوقّع. لما نهضتُ ولاقيته بنظرةٍ عابسة، تلوّنت سحنته السمراء بحمرة الخجل. قال لي، بعدما هنأني بالرجوع بالسلامة: " أدركُ أنك غاضبٌ مني، كوني تركتُ الدارَ برغم تشديدك عليّ قبل السفر على ضرورة المكوث فيها لحين عودتك. لكنني كنتُ أواظب على الحضور نهاراً "" نعم، بدليل أنّ الحديقة كادت أن تجف والحجرات مخنوقة! "، أوقفت كلامه بهذه الجملة الحانقة والساخرة. فدافع عن نفسه، بالقول: " السببُ أن الوقتَ في عز الصيف، وليسَ الاهمال. أقسم لك على ذلك "" حسنٌ، سأذهب الآنَ إلى المقهى وعندما أعود أريد أن أرى الدارَ تلمع نظافةً "" وماذا عن الغداء، ونحن في منتصف النهار؟ "" سأتغدى في المطعم، بينما عليك أنت شراء ما يلزم المطبخ من السوق "، قلتها ثم نقدته بعض المال مع توصيته بجلب أنواع معيّنة من اللحوم والخضار. كنتُ أتوقّعُ حضورَ الأصدقاء على السهرة، بمجرد علمهم بعودتي عن طريق جان. هكذا خرجتُ إلى الزقاق، محتمياً من لهيب الشمس بأفياء الجدران، المنهمر على بعضها خصلُ عرائش الياسمين والمجنونة. العمارات العالية، كمنائر المسجد الأمويّ وأبراج القلعة، كانت تتطاول من وراء الجدران، وأبعد في سستوى الأفق، لاحت الجبالُ تحت أشعة الشمس ـ كما لو كانت حواشٍ من الضباب. المدينةُ القديمة، تفتقد للحدائق العامة؛ مع أنها تستعيض عنها بالغوطة، فضلاً عن جنائن المنازل. فكرتي هذه، تواءمت مع استعادتي لجولاتي الباريسية في ربوع حدائق قصريّ اللوفر وفرساي، وكا ......
#رواه
#شاهد
#عيان:
#الباب
#السادس

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=711955
دلور ميقري : كما رواه شاهد عيان: الباب السابع
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1سقوط المطر في شهر أيلول/ سبتمبر، كان شيئاً مألوفاً في الشام. في نهار أحد أيام ذلك الشهر، كنتُ في مكاني المعتاد بالمقهى حينَ تجهّم وجهُ السماء بالسحب الرمادية، وما لبثت الأمطار أن بدأت تصب مع أصوات قصف الرعد ولمعان البرق. لحُسن الحظ، أنني عدتُ إلى داري في الوقت المناسب؛ وإلا ربما كنتُ من ضحايا الفيضان، الذي أعقبَ طوفان نهر بردى بفروعه العديدة. بقيتُ محبوساً في البيت مع خادمي لثلاثة أيام، كنا نغتذي خلالها بخزين المؤن. في اليوم الرابع، وكانت الشمسُ قد أشرقت، أرسلتُ خادمي كي يتقصّى ما جرى في المدينة وأيضاً لشراء الخبز. رجع بعد بضع ساعات، خاوي الوفاض بسبب استمرار إغلاق الأفران. لكنه أتى بأخبار طازجة عما جرى في الأيام الثلاثة الأخيرة، ومنها أن خان الدالاتية جرفه الفيضان وغرّقَ العديد ممن كانوا فيه. كَوليزار، استغلت فرصة الفوضى، المعقّبة الطوفان، فأتت إلى داري برفقة وصيفتها. كان قد مضى نحو الشهر منذ آخر مرة، التقينا فيها؛ وكان برحَ فيّ الجوى في غضون ذلك، حدّ التفكير بتنحية الحذر جانباً والهروع إلى منزلها. سُعدت بمرأى بطنها، المتكّور بالحمل، وبادرتُ أولاً لمداعبته عندما اختلينا في حجرة النوم. قالت لي، أنها تتوقّع مجيء طفلنا في بداية العام القادم. ثم أضافت باسمةً: " يبدو صبياً، ما لو أخذنا ركلاته في عين الاعتبار "" وأتمنى أن يأتي صورة منكِ، ليسَ في الجمال حَسْب، بل أيضاً بالذكاء وقوة الشخصية "، قلتها بحرارة. ثم استدركتُ، بسؤالٍ كان على لساني مذ وقت عودة رجلها من الحج: " كيفَ استقبل زوجك خبرَ حملك، وهل لحظتِ أيّ شك اعتوره؟ "" لم يشك بشيء، وإنما عبّرَ عن فرحته "، ردت بالقول. ثم أضفت مسحة من الحزن على صوتها، لما أضافت دونَ أن تنظر بعينيّ: " وهذا حزّ في قلبي، فحمّلني وزرَ عذاب الضمير. كأنما القدَرُ أراد أن أعيدَ سيرة أمي، وربما أدفعُ مثلها ثمنَ خطيئتي بالموت مبكراً "" أنا لي رأي آخر، وهوَ أنك كنتِ ضحية مذ أن رأيتِ نورَ الحياة. ولا يُمكن اعتبار علاقتنا خيانةً زوجية، بالنسبة لك، كون رجلك استحوذ عليك أساساً بطريقة غير شرعية "، قلت لها فيما أجمع وجهها بكفيّ وأنظر في عينيها. آبت إلى الابتسام، وقد أراحتها كلماتي برغم أنها سمعتها مني أكثر من مرة فيما مضى. بعد ذلك جئنا على سيرة الأوضاع العامة، وكنتُ أعرف أنّ رجلها يُفضي إليها ببعض الأسرار كونه يثق فيها ويرغب أيضاً بأخذ آرائها الحصيفة والحكيمة. قالت رداً على سؤال، بشأن مطامع الجزّار: " يلوح أنّ ولاية أوزون باشا، آيلة إلى الأفول، ولعلنا نشهد مزيداً من الاضطرابات في الفترة المقبلة ". في بداية شهر شباط/ فبراير، وضعت كَوليزار مولوداً، أُعطيَ اسم " أحمد "، وكانت الأمور في المدينة ما تفتأ هادئة. كنتُ أتحيّن الفرصَ لرؤية الطفل، لما شبّ حريق هائل في دمشق التهم عدداً من الأسواق والقيساريات والأماكن السكنية. لم تسجّل إصابات بشرية، لكن الخسائر المادية كانت فادحة. قيل أنّ ما سلم من الحريق ضبطه الوالي، هذا غير ما نهبته العساكر والمرتزقة. على ذلك، اشتدت النقمة على الباشا بين الأهالي وكانوا يدعون عليه بصوتٍ عال في الأماكن العامة. ثم هجم الطاعون بحلول الربيع، وكانت الاستعدادات جارية على قدم وساق لسير المحمل الشريف. إلا أن الوباء انحصر في الريف، ولم ينتقل إلى مدينة دمشق. ثم إذا بالقبجي يحضر من الأستانة عن طريق بيروت، حاملاً معه فرمان السلطان بنيابة الجزّار على دمشق مع جعله أميراً للحج. قبل مسير هذا الأخير على رأس المحمل الشريف، عيَّنَ متسلّماً من قبله على المدينة، يُدعى " كُرد طه "؛ وهذا كان آمرَ قوات ......
#رواه
#شاهد
#عيان:
#الباب
#السابع

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=712725
دلور ميقري : كما رواه شاهد عيان: الباب الثامن
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري 1بسبب امتداد سهرة الأمس إلى ساعة متأخرة ليلاً، على غير العادة منذ فترة طويلة، فإنني بقيتُ في عالم الحلم إلى قرابة الظهيرة. لم توقظني الشمسُ، على مألوف العادة، وإنما أصواتُ طلقاتٍ نارية. بقيت الأصواتُ تصدى في أذنى، وأنا بين اليقظة والمنام، لحين أن وعيتُ تماماً على نفسي. كون الخادم لم يُهرع للفور إليّ، بدافع الفضول والخوف، قدّرتُ أنه بكّر بالذهاب إلى السوق كي يشتري حاجيات المطبخ. غبّ دخولي الحمّام للاغتسال، تناهى لسمعي حضوره ومن ثم مخاطبته إياي من خلف الباب: " الثورة اشتعلت في المدينة، يا سيّدي، والأهالي يشرعون الآنَ بالانتقام من أعوان الجزّار الباغي ". استعجلتُ تناولَ الفطور، بغيَة التوجه إلى السوق لمعاينة الوضع على الأرض. هذا، مع أن خادمي حذرني من مغبّة الخروج، قائلاً أن معظم المحلات أغلقت تحسّباً من انتقال القتال إلى الأسواق وأعمال السلب والنهب. لكنني سرعان ما أضحيتُ خارجَ المنزل، وكان الطقسُ جميلاً في مثل هذا اليوم الخريفيّ المبكر. قادتني أقدامي إلى المقهى، وكان لحُسن الحظ مفتوحاً ولو أن الروادَ قلائلُ. جلست إلى طاولة قريبة من المدخل، أنصت لشتى التعليقات سواء من الروّاد أو المارّة. اسمٌ واحد، تردد على ألسنة الجميع؛ وهوَ " اللاوند "؛ ما كان يعني أن غضبة الأهالي منصبّة على هذه القوات؛ كونها أذاقتهم الويلات حينَ كان قائدها متسلّماً على المدينة إلى يوم أمس. فيما أسحبُ أنفاساً من الناركيلة، مستمتعاً بأول أيام الحرية، فكّرتُ بالحبيبة وأنها بأمان، ولا غرو، بسبب إعتبار رجلها من أبرز شهداء عهد الجزّار. لم أترك مكاني في المقهى، سوى مع ارتجاج الأرض بدويّ قصف المدفعية، وكان صادراً عن القلعة كما رجّح بعضُ الرجال من حولي. كوني في الآونة الأخيرة أعتدتُ على إعلان حضوري في دار الحبيبة في أي وقتٍ شئتُ، رأيتني في الطريق إليه كي أبقى بجانبها في هذا الوقت العصيب. مع اشتداد القصف، لحظتُ الناسَ يقفون على أسطح دورهم وبعضهم كان يشير إلى أماكن معينة ربما لحقها الحريقُ. هتفتُ وأنا أطوق كَوليزار، حالما انفردنا معاً في حجرة نومها: " إنه يوم رائع، برغم كل شيء. وإنني في لهفةٍ لعقد قراننا حالاً، ومستعدٌ في سبيل ذلك للتصنّع بديانتي ". كنتُ ثملاً بحًسنها المبهر، بعبق جسدها الياسمينيّ، أتكلم بصدق ودون أيّ تكلّف. ردة فعلها على عرضي، كان الاغراق بالضحك بسعادة وليسَ بدافع السخرية. شدّتني إلى سريرها، المركون بإزاء النافذة الوحيدة؛ ثمة، أين أبصرتها لأول مرة من موقفي في الزقاق وكانت تخيط قطعة نسيج بين يديها فيما هيَ تلقي نظراتٍ مختلسة على الخارج. لقد مضت قرابة ثلاثة أعوام على ذلك اليوم، الذي كان فاتحة قصة عشق أغرب من الخيال. وكان ثمرةَ عشقنا طفلٌ بهيّ، صارَ يناديني بصفة الأب عندما تعلّم أولى الكلمات. عقبَ فراغنا من ممارسة الحب، وكان صوتُ القصف قد هدأ لحدّ كبير، بقيت كّوليزار بين الأغطية كوردة بين أوراقها، وكانت تتأملني في شغف. كنتُ إذاك مثبتاً بصري في السقف، المرقّش بفنون الزخرفة والنقوش، سعيداً بشعور الحرية أكثر من أيّ وقت مضى. داعبتني بوضع يدها على عينيّ، فقبلتُ أناملها وأنا أخاطبها: " حبيبتي، ما أجملك في يوم الحرية هذا "" قل لي، أكنتُ جاداً حينَ عرضتَ قبل قليل أن تترك ديانتك من أجلي؟ "" كل الجدّ، يا جميلتي "، قلتها ثم استدركتُ متسائلاً: " هل يحتاج ذلك لإجراءات عديدة، منها الختان؟ ". عند ذلك انفجرت بالضحك، قبل أن توضّح بنبرة جدية: " لا، الختان يأتي فيما بعد وهوَ سنّة وليسَ فرضاً. سنُحضر أولاً شيخاً، تردد أمامه الشهادتين ثم يكتب كتابنا على الأثر "" وكي ......
#رواه
#شاهد
#عيان:
#الباب
#الثامن

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=713922
دلور ميقري : كما رواه شاهد عيان: الخاتمة
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري بينما كنتُ أتساءل في نفسي، عما سيكونه مصيرنا أنا والأصدقاء عقبَ فك الحصار، جاء وصبفُ الحكيم وأمرني أن أتهيأ لمقابلة الباشا. بعد قليل، كنتُ في حضرة هذا الأخير. رأيته في مكانه المعهود بالديوان، لكنه هذه المرة كان جالساً وقد بدت الحيوية على ملامحه. كذلك كان الحكيمُ واقفاً، وبين قدميه صندوقٌ صغير، محلّى بالصدف والفضّة. خاطبني الجزّارُ، مشيراً إلى الصندوق بأصبعه: " ستنال مكافأتك، كما وعدتك، لو أنني انتصرتُ على المسيح الدجال! ". ثم أضافَ، مكشراً عن ابتسامة مريعة: " خذ المال وعُد فوراً إلى دمشق، والأفضل لو أنك تغادر الشرق نهائياً ". على الأثر، دفعَ الحكيمُ الصندوقَ برجله إلى ناحيتي: " هنا عددٌ من المجوهرات الثمينة، تساوي نحو عشرين ألف غرش "، قالها بصوتٍ فخم. عليّ كان أن أفاجئهما كلاهما، عندما تكلمتُ بعد طلب الإذن: " أرغبُ أن أفتدي بهذا المبلغ الأصدقاءَ الأربعة، الذين رُحّلوا معي من بيروت إلى عكا "" سنطلق سراحهم دونَ مقابل، لو أنهم بقوا على قيد الحياة "، أجابني الباشا ثم أشار بيده أن أنصرف. حملتُ الصندوقَ وفكري في غاية البلبلة، ثم مضيتُ بأثر الحكيم. بمجرد أن أضحينا خارج قاعة الديوان، استفهمتُ منه عن مصير أصدقائي. استمر في المسير، وهوَ يهز رأسه الكبير بطريقة غامضة. لما وصلنا إلى مسكنه، التفتَ إليّ قائلاً: " نبلٌ منك، ولا ريب، أن تفتدي رفاقك بثروة كبيرة وضعت بتصرفك ". ثم أضافَ بنبرة تعبّر عن الأسف: " بالنسبة لصديقيك النصرانيين، كانوا منذ أيام ضمن دفعة من المعدومين، الذين ألقيت رؤوسهم من على السور بغيَة بث الرعب في أفئدة الفرنسيين ".سألته بصوتٍ كامد وقد اغرورقت عيناي بالدمع: " وصديقي المسلم، السيّد خليل؟ ". كان قد تكلمَ بطريقة تعبّر عن اللامبالاة، لكنه حينَ رأى مدى تأثري، ليّن لهجته: " إنه بخير، وسيكون معك بعد قليل ". أردفَ وهوَ يضرب كفه على الصندوق، الذي أحمله: " لديك ثروة تضمن لك العيش برخاء، وأكررُ عليك نصيحة الباشا بالسفر فوراً من هذه البلاد المشئومة ". أفرخ روعي لما علمتُ بنجاة صديقي المسلم، وكان هذا الخبرُ أهم من كل ما عداه. غبَّ ذهاب الحكيم إلى أشغاله، بقيتُ في حجرتي متململاً لساعةٍ أخرى. لم يهدأ بالي إلا عندما حضر الوصيفُ، ليخبرني بالنبأ السعيد: " صديقك يغتسل في الحمّام، وسيكون هنا بعد قليل ". ثم تابع القول بلهجة عملية: " أمرني الحكيمُ بمرافقتكما إلى الميناء، لكي أخلّص لكما الإذن بمغادرة المدينة ". وهوَ ذا يطل عليّ في الحجرة، آخرُ من تبقى لي من أصدقاء. تعانقنا طويلاً، وامتزجت دموعنا. كان قد تغيّرَ بشكل ملحوظ، بحيث برزت عظام وجنتيه. تجربة الاعتقال لم تكن سهلة، بالنظر إلى أن زنازين القلعة مبنية لكي تعجّل بموت زائريها. خوفاً من أن يكون أحدٌ يتنصت علينا من مكان ما وراء الجدران، فإنني اكتفيتُ بذكر حصولنا على العفو بمناسبة انتهاء الحصار. برهة أخرى، وحضرَ الوصيفُ ليقودنا إلى الميناء. تم ابلاغنا هنالك عن وجود سفينة انكليزية، ستبحر ليلاً إلى قبرص. أما السفينة المبحرة إلى بيروت، فإنها ستقلع صباحاً. كان بودي السفر صباحاً ليتاح لي التجوّل في عكا وكتابة انطباعاتي عن المدينة، التي صمدت أمام نابليون. لكنني لم أضمن غدر الجزّار، وفضّلت أن نسافر دونَ تأخير. في ساعةٍ مبكرة من نفس الليلة، أبحرت بنا السفينة الإنكليزية والتي تبيّنَ أنها كانت مخصصة لنقل الأغذية إلى عكا في خلال الحصار ضمن أسطول منذور لنفس الغرض. ضمونا إلى حشدٍ من المسافرين، حشروا في بطن السفينة. كون الطقس في أوان الربيع المتأخر، لم نهتم نحن الصديقان لافتقاد المكان لأفرشة وبطاطين. هكذا جلسنا ......
#رواه
#شاهد
#عيان:
#الخاتمة

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=714020
دلور ميقري : الدّرج
#الحوار_المتمدن
#دلور_ميقري ما يزيد عن الثلاثة عقود مضت، لأجدَ نفسي مرةً أخرى في الوطن.حال وصولي للحارة، لفتَ نظري أن دكان الرجل الطيب، " أبي خالد "، ما يزال على حاله بالرغم من التصاقه بإحدى الأبنية الحديثة، التي قامت على أنقاض البيوت القديمة. لكن لدهشتي، ظهر الرجلُ وهوَ بكامل صحته، وكان يتكلم مع آخرين من خلف السدّة الخشبية. حييته من مكاني، ثم ارتقيت الدرجة الأولى كي أعانقه بحرارة الحنين. بيد أنّ الدرجة الثانية كانت من العلو، أن أرضية الدكان أضحت بمستوى صدري." سامحك الله، يا أبا خالد! الإنسان، ابتكرَ الدرجَ لكي يسهّل تنقله لا لكي يعيقه "، خاطبته معاتباً. هزّ الرجل رأسه، المشتعل فيه الشيب، وأجابني بمرارة أنّ الذنب يقع على متعهدي الأبنية، الجشعين. تركته مشغولاً مع زبائنه، ومضيتُ مستغرباً من عدم سؤاله عن غيبتي كل تلك الأعوام. عندما هممتُ بدخول الزقاق، لفتَ نظري محل حلويات على الناصية، شبيهاً بأمثاله في مركز المدينة. تلمظتُ شفتيّ وأنا أتنقل بعينيّ بين أرفف واجهة المحل، المحتفية بأطباق من الكنافة والبقلاوة. كان المحل مكتظاً بالزبائن، فارتأيتُ أن أجلسَ قليلاً على كرسي في مدخله ريثما تخفّ الحركة. بعد قليل، وضعتُ على الكرسي كيساً يحتوي بعض الأغراض ومخطوطة رواية أنجزتها مؤخراً، ثم خطوتُ إلى داخل المحل. ثمة كانت امرأة شابة، شقراء وفارعة القوام، تتكلم مع الزبائن وهيَ ترطن باللهجة الشامية. فكّرتُ أنها امرأة روسية، ولعلها قرينة أحد خريجي الإتحاد السوفييتي السابق. " هل أجد لديكم معمولَ العجوة؟ "، سألتُ المرأة. نظرتَ إليّ ملياً، وكأنما أشتبهت أنها تعرفني، وما لبثت أن أشارت إلى أحد رفوف المحل: " لقد نفدَ طلبك ". تركتها تجادل امرأة مسنّة، كانت تشكو بأن طبق الحلوى، الذي اشترته قبلاً، قد وجدت فيه الفول السوداني بدلاً عن الفستق الحلبي. إذ أجفلتني فكرة مباغتة، عن مخطوطة الرواية، ما جعلني أعود أدراجي لمدخل الدكان. فوجئتُ بأن المخطوطة مرمية على الأرض، والكيس ما فتأ بمكانه على الكرسي. أخرجني من ذهولي سماع صوتٍ أليف، خاطبني من الخلف: " بابا، هل سننتظر هنا طويلاً؟ ". كانت ابنتي الصغيرة، غير المتجاوزة سنواتها الثلاث. أمسكت بيدها، لأتجه إلى صدر الزقاق، أينَ يقوم منزل الأسرة. في صعودنا المرتفعَ الهيّن عند منتصف الزقاق، ارتقينا درجاً أنيقاً لا بد أنه أنشيء في فترة إشادة الأبنية الحديثة. ولكن، هاهي الدرجة الأخيرة تجبرني على الوقوف طالما أن ما يليها كان سداً من الإسمنت بارتفاع قامتي تقريباً. حائراً، التفتُ حولي محاولاً عبثاً إيجاد ممر آخر. في اللحظة التالية، ظهرَ ثلاثة فتية تلوح على وجوههم علامات الشقاء وكأنهم متشردون. سألتهم عن طريقة للخروج من المأزق، فأجابني أحدهم وبسمة مسمومة على شفتيه: " سننزل نحن إليك كي نساعدك ". قبضتُ على يد ابنتي، متراجعاً إلى الخلف وقد طغى عليّ رعبٌ شديد مع هذه الفكرة: " على الأغلب أنهم فتية منحرفون، يقطعون طريق السابلة لسلبهم وربما لقتلهم أيضاً! ". ......
#الدّرج

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=745520