احمد الحمد المندلاوي : شوارع نصف مطبوخة
#الحوار_المتمدن
#احمد_الحمد_المندلاوي نصير نصيف المندلاوي ** طفولة الشوارع تتوسد هدوءها ، تنشف شعر إسفلتها من هذيان مياه الأمطار، تتمطى، تحرك أرصفتها لتمتص خدر الانتشاء الذي بدأت حباته تتبخر مع صوت عجلات أول سيارة وطأت أقدامها وجه الشارع بعد تلك الحفلة الصاخبة التي أقامها المطر على شرف شوارع المدينة، حفلة دامت مساحة ثلاثة أيام بلياليها، ذرفت فيها السماء كل ألحان الحب ،ورفرفت فوق هامات القطرات المتسارعة نحو الأرض رايات البشارة بموسم مطير فاتحدت رغبة الشوارع في التخلص من ماضيها غير المشرف مع الأوحال ببسالة القطرات الزجاجية الهاطلة بجنون.قبل أيام كانت هذه الشوارع غرضا للواطئين وجهها، كعوب أحذية تهب ما تحمله في جيوبها من أوحال الى كف الشوارع الممدودة للشحاذة؛ عجلات جرارات زراعية حملت في سلال كرمها الريفي ما صفي ونقى من طين المزارع والبساتين، وبين هذا وذاك يتسلل الخارقون لنواميس الذوق فيثقبون آذان الشوارع لا ليلبسوها أقراطاً من ذهب بل ليمدّوا أنبوب ماء هنا أو يحفروا خندقاً تتقيأ فيه بيوتهم ما شاءت من مياه فضلات الشوارع لا تزال يتيمة، لا يعطف عليها أحد ، حتى الرصيف الذي هو أقرب أرحامها اليها يقضي نهاره لاهياً عنها لا يفكر إلا في شكله و ألوان الأحجار التي يرصفها عمال البلدية فوق وجهه.بالأمس القريب كانت الشوارع عارية تماماً لا ترتدي شيئا يغطي سوأتها، أما اليوم فموضة معاطف الإسفلت اللامعة، ونظارات الأرصفة هي السائدة. طفولة الشوارع تبحث في حقائب العائدين الى مدينة الشوارع عن أزرار معطفها الإسفلتي التي قطعها نزق الراقصين فوق حلباتها، عربات مجنزرة، أحذية جنود، حقائب العائدين تملؤها الأزرار اللامعة ، أزرار العائدين تتدحرج فوق وجه الشوارع ، تلمّ شعث ما علق بوجهها من ظلامات الماضي ، تستفز تردد الغيوم التي لا تزال جاثمة فوق صدر السماء تستل أشعة الشمس من بين براثن الخوف .طفولة الشوارع تتنفس التغيير، ترفع رأسها ، تمسك بيدها حبات اليقين، الغيوم رحلت،وموسيقى الجنون توقفت، والراقصون خلعوا أسمال الرقص وارتدوا بدلات الرحيل، وحدها الشوارع بقيت لتفرش بساط الأمل بين أبناء مدينة الشوارع. ......
#شوارع
#مطبوخة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738492
#الحوار_المتمدن
#احمد_الحمد_المندلاوي نصير نصيف المندلاوي ** طفولة الشوارع تتوسد هدوءها ، تنشف شعر إسفلتها من هذيان مياه الأمطار، تتمطى، تحرك أرصفتها لتمتص خدر الانتشاء الذي بدأت حباته تتبخر مع صوت عجلات أول سيارة وطأت أقدامها وجه الشارع بعد تلك الحفلة الصاخبة التي أقامها المطر على شرف شوارع المدينة، حفلة دامت مساحة ثلاثة أيام بلياليها، ذرفت فيها السماء كل ألحان الحب ،ورفرفت فوق هامات القطرات المتسارعة نحو الأرض رايات البشارة بموسم مطير فاتحدت رغبة الشوارع في التخلص من ماضيها غير المشرف مع الأوحال ببسالة القطرات الزجاجية الهاطلة بجنون.قبل أيام كانت هذه الشوارع غرضا للواطئين وجهها، كعوب أحذية تهب ما تحمله في جيوبها من أوحال الى كف الشوارع الممدودة للشحاذة؛ عجلات جرارات زراعية حملت في سلال كرمها الريفي ما صفي ونقى من طين المزارع والبساتين، وبين هذا وذاك يتسلل الخارقون لنواميس الذوق فيثقبون آذان الشوارع لا ليلبسوها أقراطاً من ذهب بل ليمدّوا أنبوب ماء هنا أو يحفروا خندقاً تتقيأ فيه بيوتهم ما شاءت من مياه فضلات الشوارع لا تزال يتيمة، لا يعطف عليها أحد ، حتى الرصيف الذي هو أقرب أرحامها اليها يقضي نهاره لاهياً عنها لا يفكر إلا في شكله و ألوان الأحجار التي يرصفها عمال البلدية فوق وجهه.بالأمس القريب كانت الشوارع عارية تماماً لا ترتدي شيئا يغطي سوأتها، أما اليوم فموضة معاطف الإسفلت اللامعة، ونظارات الأرصفة هي السائدة. طفولة الشوارع تبحث في حقائب العائدين الى مدينة الشوارع عن أزرار معطفها الإسفلتي التي قطعها نزق الراقصين فوق حلباتها، عربات مجنزرة، أحذية جنود، حقائب العائدين تملؤها الأزرار اللامعة ، أزرار العائدين تتدحرج فوق وجه الشوارع ، تلمّ شعث ما علق بوجهها من ظلامات الماضي ، تستفز تردد الغيوم التي لا تزال جاثمة فوق صدر السماء تستل أشعة الشمس من بين براثن الخوف .طفولة الشوارع تتنفس التغيير، ترفع رأسها ، تمسك بيدها حبات اليقين، الغيوم رحلت،وموسيقى الجنون توقفت، والراقصون خلعوا أسمال الرقص وارتدوا بدلات الرحيل، وحدها الشوارع بقيت لتفرش بساط الأمل بين أبناء مدينة الشوارع. ......
#شوارع
#مطبوخة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738492
الحوار المتمدن
احمد الحمد المندلاوي - شوارع نصف مطبوخة