طارق حجي : سبع شذرات متنوعات
#الحوار_المتمدن
#طارق_حجي (1) قصةٌ حقيقيةٌ كأنها مشهدٌ سينيمائي ...فى سنةِ 2013كنت فى موسكو أشاركُ فى مؤتمرٍ وفى ليلةٍ كنت أجلس أثناء العشاءِ أمام الصحفي الفرنسي آلان جريش Alain Gresh أحد أشهر كتّاب لوموند وكنتُ أعرفُهوأُتابعُه منذ سنواتٍ.وعندما تطرق الحديثُ للقاهرةِقلتُ له : "أكيد زرتَها كثيراً ".فرد قائلاً : أنا ولدتُ فى القاهرة سنة 1948 ... وتحديداً فى شارع البرازيل فى الزمالك فى القصر الذى هو حالياً مقر سفارة الجزائر فى مِصْرَ !!ذُهلتُ لأنني أعرف القصر الذى أشار له جيداً وأعرف تاريخه !فقلت له : ولكنه فى سنة 1948 كان مملوكاً لأشهر مصري شيوعي هنري كوريل Henri Curiel مؤسس حزب "حدتو" !!!فقال لي : الشخص الذى ذكرته هو أبي !مفاجأة من أكبر مفاجآت العمر !فأنا أعرف عن والده ما يسمح لي بكتابة مئات الصفحات عنه.ولم أسأله عن سبب إختلاف الإسم العائلي ، لأنني توقعت السبب.ولمن لا يعرف ، فإن هنري كوريل هو مؤسس أهم حزب شيوعي فى تاريخ مِصْرَ وأقصد "الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني" ومن حروف الكلمات الأربع الأولى جاء إسم الحزب الذى إشتهر به : حدتو !ومعروف أن هنري كوريل يهودي مصري ساعد عدة نظم تحررية حول العالم للتخلص من الإستعمار . وعندما غادر مِصْرَ سنة 1950 إستقر فى فرنسا إذ كان مناهضاً لدولة إسرائيل. و كوريل الذى ولد فى مِصْرَ سنة 1913 قُتِل فى پاريس سنة 1978 بإطلاق النار عليه فى مدخل العمارة التى كان يسكن فيها.بقى أن أذكر أن الرئيس پوتين كان حاضراً هذا العشاء.(2) عرفتُ الكاتب المصري الشهير محمود السعدني معرفةً شخصيةً جيدةً وقرأتُ كل مؤلفاته. السعدني الإستثنائي جمعَ ما بين الفهمِ السياسي و الإنساني والأدبي مع خفةِ ظلٍ لا نظير لها.إعتقلَ سنة 1959 وبقى مع قياداتِ اليسارِ المصري فى السجن حتى سنة 1964.وكتابه "زمش" يحكي قصةَ سنواتِه فى السجن.وعنوانُ الكتاب قصة !عندما إعتقلكان يراقب اليساريين المصريين وهم يعذبون حتى يقول كلٌ منهم إسم حزبِه الشيوعي :كان البعضُ يصيحون : حدتو (وهو إسم أهم حزب شيوعي فى تاريخ مِصْرَ ). و "حدتو" هى الحروف الأولى من "حركة ديموقراطية للتحرر الوطني".وآخرون يقولون : نحشم (وهو إسم حزب شيوعي آخر ). و "نحشم" هى الحروف الأولى من "نحو حزب شيوعي مصري".وغيرهم يقولون : إسكرا (وهو إسم حزب شيوعي ثالث). و "إسكرا" كلمة روسية معناها : شعلة.وعندما جاء الدورُ على الأستاذ محمود السعدني صاح : زمش !فظن المحققون أنه حزبٌ شيوعيٌّ آخر لم يكونوا على علمٍ به.ثم إتضح أن السعدني العظيموهو فى ظرفٍ عصيبومُعَرَض للتعذيبكان كعادتِه : يسخر فقد شرحَ لهم أن زمش تعني : زي ما إنت شايف ! فهو لم يكن عضواً بأيٍّ من الأحزابِ الشيوعيةِولكنلو كان المحققون/المعذبونمصرينعلى أن يقول شيئاً مثل الآخرين : حدتونحشم إسكرافها هو يقول : زمش ومعناها : زي ما إنت شايف !ومن روائعِ سخريتهأنهعندما جاء الساداتُ لحكم مِصْرَ سنة 1970وكان ذَا طلة بعيدة عن طلة جمال عبدالناصرقال السعدني العظيمناصر كان بيموتنا من الرعبأما السادات ف ها يموتنا من الضحك !وأختم بقوليأنني كنتُ محظوظاً جداً بمعرفتي (معرفة شخصية طويلة) بالعظيم محمود السعدني.(3) أنا أؤمنُ بشكلٍ قطعي أن الدينَ شأنٌ شخصي وليس مرجعيةً عامة للم ......
#شذرات
#متنوعات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763006
#الحوار_المتمدن
#طارق_حجي (1) قصةٌ حقيقيةٌ كأنها مشهدٌ سينيمائي ...فى سنةِ 2013كنت فى موسكو أشاركُ فى مؤتمرٍ وفى ليلةٍ كنت أجلس أثناء العشاءِ أمام الصحفي الفرنسي آلان جريش Alain Gresh أحد أشهر كتّاب لوموند وكنتُ أعرفُهوأُتابعُه منذ سنواتٍ.وعندما تطرق الحديثُ للقاهرةِقلتُ له : "أكيد زرتَها كثيراً ".فرد قائلاً : أنا ولدتُ فى القاهرة سنة 1948 ... وتحديداً فى شارع البرازيل فى الزمالك فى القصر الذى هو حالياً مقر سفارة الجزائر فى مِصْرَ !!ذُهلتُ لأنني أعرف القصر الذى أشار له جيداً وأعرف تاريخه !فقلت له : ولكنه فى سنة 1948 كان مملوكاً لأشهر مصري شيوعي هنري كوريل Henri Curiel مؤسس حزب "حدتو" !!!فقال لي : الشخص الذى ذكرته هو أبي !مفاجأة من أكبر مفاجآت العمر !فأنا أعرف عن والده ما يسمح لي بكتابة مئات الصفحات عنه.ولم أسأله عن سبب إختلاف الإسم العائلي ، لأنني توقعت السبب.ولمن لا يعرف ، فإن هنري كوريل هو مؤسس أهم حزب شيوعي فى تاريخ مِصْرَ وأقصد "الحركة الديموقراطية للتحرر الوطني" ومن حروف الكلمات الأربع الأولى جاء إسم الحزب الذى إشتهر به : حدتو !ومعروف أن هنري كوريل يهودي مصري ساعد عدة نظم تحررية حول العالم للتخلص من الإستعمار . وعندما غادر مِصْرَ سنة 1950 إستقر فى فرنسا إذ كان مناهضاً لدولة إسرائيل. و كوريل الذى ولد فى مِصْرَ سنة 1913 قُتِل فى پاريس سنة 1978 بإطلاق النار عليه فى مدخل العمارة التى كان يسكن فيها.بقى أن أذكر أن الرئيس پوتين كان حاضراً هذا العشاء.(2) عرفتُ الكاتب المصري الشهير محمود السعدني معرفةً شخصيةً جيدةً وقرأتُ كل مؤلفاته. السعدني الإستثنائي جمعَ ما بين الفهمِ السياسي و الإنساني والأدبي مع خفةِ ظلٍ لا نظير لها.إعتقلَ سنة 1959 وبقى مع قياداتِ اليسارِ المصري فى السجن حتى سنة 1964.وكتابه "زمش" يحكي قصةَ سنواتِه فى السجن.وعنوانُ الكتاب قصة !عندما إعتقلكان يراقب اليساريين المصريين وهم يعذبون حتى يقول كلٌ منهم إسم حزبِه الشيوعي :كان البعضُ يصيحون : حدتو (وهو إسم أهم حزب شيوعي فى تاريخ مِصْرَ ). و "حدتو" هى الحروف الأولى من "حركة ديموقراطية للتحرر الوطني".وآخرون يقولون : نحشم (وهو إسم حزب شيوعي آخر ). و "نحشم" هى الحروف الأولى من "نحو حزب شيوعي مصري".وغيرهم يقولون : إسكرا (وهو إسم حزب شيوعي ثالث). و "إسكرا" كلمة روسية معناها : شعلة.وعندما جاء الدورُ على الأستاذ محمود السعدني صاح : زمش !فظن المحققون أنه حزبٌ شيوعيٌّ آخر لم يكونوا على علمٍ به.ثم إتضح أن السعدني العظيموهو فى ظرفٍ عصيبومُعَرَض للتعذيبكان كعادتِه : يسخر فقد شرحَ لهم أن زمش تعني : زي ما إنت شايف ! فهو لم يكن عضواً بأيٍّ من الأحزابِ الشيوعيةِولكنلو كان المحققون/المعذبونمصرينعلى أن يقول شيئاً مثل الآخرين : حدتونحشم إسكرافها هو يقول : زمش ومعناها : زي ما إنت شايف !ومن روائعِ سخريتهأنهعندما جاء الساداتُ لحكم مِصْرَ سنة 1970وكان ذَا طلة بعيدة عن طلة جمال عبدالناصرقال السعدني العظيمناصر كان بيموتنا من الرعبأما السادات ف ها يموتنا من الضحك !وأختم بقوليأنني كنتُ محظوظاً جداً بمعرفتي (معرفة شخصية طويلة) بالعظيم محمود السعدني.(3) أنا أؤمنُ بشكلٍ قطعي أن الدينَ شأنٌ شخصي وليس مرجعيةً عامة للم ......
#شذرات
#متنوعات
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763006
الحوار المتمدن
طارق حجي - سبع شذرات متنوعات