حسين علوان حسين : الحمار الذي انقلب كلباً
#الحوار_المتمدن
#حسين_علوان_حسين كان يا ما كان في أردأ الأزمان ، الحمار الأجرب "صرمان" ، الفرحان بصوته الرنان . آمن صرمان ايماناً ارثوذكسياً بأن صوته يصدح بأروع الألحان و إلا لما جرى ذكره في القرآن ، و أن جلده الأجرب إنما هو أجمل الجلدان لكونه قد ورثه من أجداده النمور المرقطة من أُلي العزم الشجعان . و رغم ولعه بالغناء ، إلا أنه لم يكن يعرف سوى أغنية واحدة ، مطلعها : "الذكريات هواي ، و النفخ دواي" ، حيث يرفع عقيرته بها على مقام "شخاخ البعران" الذي يستطيبه و يتسلطن به كل السلطان من أذان الفجر إلى ما بعد أذان المغرب من الجمعة إلى الخميس . ذاق السمّيعة ذرعاً باسطوانته النشاز تلك ، و صاروا يولّون منه الأدبار و هم يصمّون الأذان و يستعيذون من شر الحيوان الذي لا يميز بين الذراع و الكراع و لا بين الباع و الصاع . أما هو ، فقد آمن أيمان المتبتلين بأن فزع جميع الدواب منه في كل مكان فإنما يعود لغيرتهم منهم و حسدهم له باعتباره فلتة من فلتات هذا الزمان في شاخط العصر و الأوان . كما كان يشكو دوماً انعدام الأنصار و الأتباع و الأعوان و الخلان و الندمان ، و يفرفح تعاسته فرفحة الصمان و البكمان و العميان ، فأصابته الهستيريا جراء كل هذا الخذلان و الحرمان الذي يمنعه من التمتع بنشوة الشهرة و نجومية الفنان . ثم تفتقت عبقريته بوجوب سعيه الأريب لخطب ود الإنسان بتقليده للكلاب علّه يفوز مثلهم ببعض الحنان و النشدان . و لفرط نباهته ، فإنه لم يتعلم من الكلاب سوى العض بمناسبة و من دون مناسبة ، فراح ينهش كل الأنس و الجان كي يكسب ودّهم بالبرهان المحفور بالأسنان . عندها أوثقوا رباطه ، ثم أدخلوه مستشفى المجانين ، حيث عزلوه عزل المجرمين الخطرين ، و جلدوه جلد الآبقين ، كما كمموا فمه لتفادي نهيقه المهيج لقلق المستيقظين و النائمين من مجانين الدار و عاقلي الجوار .في المستشفى ، شاهده طبيب بيطار طيب القلب ممن يرفض رفضاً باتاً العمل بشعار : اتقِ شر من أحسنت إليه ، و يؤمن بحقوق الحيوان مثل الإنسان . رقَّ قلبه الطبيب لحالته المزرية تلك ، فنزع الكمامة عن فمه الفلتان ، و أمر بوجوب معاملته بكل مودة و احترام . ثم أتاح لصوته ملعباً رحباً كي يمارس هوايته بالنهيق بكل حرية في اجترار أغنيته الوحيدة المقيتة تلك مع غيره من اللاعبين و المشجعين . و عندما زاره الطبيب في ملعبه الجديد لتفقد أحواله ، سارع صرمان بعضّه شرَّ ثلاث عضّات ليعبر له بها عن جميل العرفان ! ......
#الحمار
#الذي
#انقلب
#كلباً
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721403
#الحوار_المتمدن
#حسين_علوان_حسين كان يا ما كان في أردأ الأزمان ، الحمار الأجرب "صرمان" ، الفرحان بصوته الرنان . آمن صرمان ايماناً ارثوذكسياً بأن صوته يصدح بأروع الألحان و إلا لما جرى ذكره في القرآن ، و أن جلده الأجرب إنما هو أجمل الجلدان لكونه قد ورثه من أجداده النمور المرقطة من أُلي العزم الشجعان . و رغم ولعه بالغناء ، إلا أنه لم يكن يعرف سوى أغنية واحدة ، مطلعها : "الذكريات هواي ، و النفخ دواي" ، حيث يرفع عقيرته بها على مقام "شخاخ البعران" الذي يستطيبه و يتسلطن به كل السلطان من أذان الفجر إلى ما بعد أذان المغرب من الجمعة إلى الخميس . ذاق السمّيعة ذرعاً باسطوانته النشاز تلك ، و صاروا يولّون منه الأدبار و هم يصمّون الأذان و يستعيذون من شر الحيوان الذي لا يميز بين الذراع و الكراع و لا بين الباع و الصاع . أما هو ، فقد آمن أيمان المتبتلين بأن فزع جميع الدواب منه في كل مكان فإنما يعود لغيرتهم منهم و حسدهم له باعتباره فلتة من فلتات هذا الزمان في شاخط العصر و الأوان . كما كان يشكو دوماً انعدام الأنصار و الأتباع و الأعوان و الخلان و الندمان ، و يفرفح تعاسته فرفحة الصمان و البكمان و العميان ، فأصابته الهستيريا جراء كل هذا الخذلان و الحرمان الذي يمنعه من التمتع بنشوة الشهرة و نجومية الفنان . ثم تفتقت عبقريته بوجوب سعيه الأريب لخطب ود الإنسان بتقليده للكلاب علّه يفوز مثلهم ببعض الحنان و النشدان . و لفرط نباهته ، فإنه لم يتعلم من الكلاب سوى العض بمناسبة و من دون مناسبة ، فراح ينهش كل الأنس و الجان كي يكسب ودّهم بالبرهان المحفور بالأسنان . عندها أوثقوا رباطه ، ثم أدخلوه مستشفى المجانين ، حيث عزلوه عزل المجرمين الخطرين ، و جلدوه جلد الآبقين ، كما كمموا فمه لتفادي نهيقه المهيج لقلق المستيقظين و النائمين من مجانين الدار و عاقلي الجوار .في المستشفى ، شاهده طبيب بيطار طيب القلب ممن يرفض رفضاً باتاً العمل بشعار : اتقِ شر من أحسنت إليه ، و يؤمن بحقوق الحيوان مثل الإنسان . رقَّ قلبه الطبيب لحالته المزرية تلك ، فنزع الكمامة عن فمه الفلتان ، و أمر بوجوب معاملته بكل مودة و احترام . ثم أتاح لصوته ملعباً رحباً كي يمارس هوايته بالنهيق بكل حرية في اجترار أغنيته الوحيدة المقيتة تلك مع غيره من اللاعبين و المشجعين . و عندما زاره الطبيب في ملعبه الجديد لتفقد أحواله ، سارع صرمان بعضّه شرَّ ثلاث عضّات ليعبر له بها عن جميل العرفان ! ......
#الحمار
#الذي
#انقلب
#كلباً
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=721403
الحوار المتمدن
حسين علوان حسين - الحمار الذي انقلب كلباً