عبير العلي : هل لدينا حركة نسوية في السعودية؟
#الحوار_المتمدن
#عبير_العلي تبادر لذهني هذا التساؤل بعد أن قرأت إعلانا لأحد مراكز الوعي الفكري في إحدى الجامعات العريقة بالمملكة عن اعتزامه عقد سلسلة من المحاضرات التوعوية، إحداها حول خطر «الحركة النسوية» على أمن المجتمع. وحتى لا يعتقد أنني أحاكم محتوى المحاضرة قبل عقدها، فإنني وجدت هذا التساؤل عن حقيقة وجود حركة نسوية في السعودية مشرعا أمامي ومشروعا، في ظل نمط جمعي وثقافي يبادر بتنميط الآخر، وقولبته وتصنيفه ضمن سياقات قد لا يدرك معناها ولا تاريخها أو حقائقها المجردة.أخيرا، ومع انحسار لافت لاتهام الآخر بالعلمانية والليبرالية والتغريب، صعد مع حركة «تأميم المرأة» محليا مصطلح «النسوية»، وأصبح تصنيفا يأخذ انطباعا سلبيا في سياقه، والحكم به على من يُرى أنها «نسوية» ضمن محددات غير واضحة في تفاصيلها، إلا أنها تتقاطع مع فكرة التصنيف التي تقوم على محاولة إما التهويل أو التحجيم أو ابتكار مداخل جديدة لأهداف قديمة. وحتى نفهم معنى أن يكون أحدهم نسويا فنحن بحاجة لرصد تاريخي دقيق لهذا المصطلح: كيف وأين بدأ؟ وما أسباب وتحولات ظهوره؟ وكيف وصل إلى المجتمعات العربية والإسلامية؟، وما السياقات التي وظف فيها خارج الحقيقة المطلقة لأهدافه؟. تناول كل هذه التفاصيل يطول حديثا وتشعبا لا يحتمله أو يستدعيه المقام، ولكن يكفي أن أشير هنا إلى ثلاثة محاور رئيسة حول هذا الموضوع، وخاتمة لا بد من تأكيدها.المحور الأولى: الحركة النسوية عالميا بدأت كمفهوم منذ عصور قديمة، اختلف حتى المؤرخون لها عن تحديد وقت انطلاقها بدقة، ولكن أُتفق على أنها تحت هذا المسمى مرت بأربع موجات، نعيش في موجتها الرابعة، الأكثر وضوحا في وقتنا الحالي.حينما بدأت «النسوية» في موجتها الأولى كانت منطلقة من جانب إنساني بحت، ينادي بحقوق المرأة إنسانيا في مجالات التعليم والعمل والإصلاح الاجتماعي، ثم تزايدت هذه المطالبات بعد الحرب العالميتين، واضطرار النساء معها للخروج للعمل أكثر من قبل، فتوسعت الدعوات النسوية إلى ضرورة إشراك المرأة في الفضاء العام والسياسي خاصة مثل حق التصويت والمشاركة السياسية، حتى بدأت الموجة الثانية مطلع الستينيات لتؤكد هذا الحق بالذات، ومناهضة التمييز الجنسي وتعنيف المرأة فيما سواه من فضاءات اجتماعية وثقافية.برز في تلك الفترة مصطلح «تحرير المرأة»، واستخدم أكثر من مصطلح «النسوية»، خاصة في الكتابات الأدبية والمسيرات والجمعيات التي تعقد لهذا الغرض، وانتقلت بهذا المسمى إلى الدول العربية (مصر والمغرب)، متخذة طابعا سياسيا واجتماعيا لم يتقبله المحيط العربي، خاصة في الخليج الذي كانت تتشكل فيه ملامح الصحوة التي جعلت قضية «تحرير المرأة» من أهم أولوياتها التي تحذر منها وتقاومها، وتخرج بها من الأهداف الأولى لـ«النسوية» إلى سياقات ينفر منها المجتمع ويخشاها، تتعلق بالعرض والعار. توالت الموجتان الثالثة والرابعة للنسوية في العالم الغربي منذ الثمانينيات حتى وقتنا المعاصر ضمن حركات لها أهدافها الحقوقية أو السياسية أو الاجتماعية، وفي كل نسخة منها تبرز بعض المطالبات النسوية المتجددة التي بعد أن انتهت من إحقاق الأولويات التي قامت عليها في موجتها الأولى ابتكرت مزيدا من المطالبات، خاصة فيما يتعلق بالانفصال الجنسي، التي تتفاوت في المجتمعات الغربية نفسها بين القبول والرفض، والإقرار بأهميتها أو أنها مجرد حاجات شخصية لا تمثل الفكرة العامة للحراك النسوي.المحور الثاني: في عالمنا العربي، كما ذكرت أعلاه، انتقلت الحركة النسوية تحت مسمى «تحرير المرأة»، وهو ما جعلها تصل منذ الستينيات بهذا الاسم حتى مطلع الألفية مشوهة ومنقوصة ومعيبة، لأن ......
#لدينا
#حركة
#نسوية
#السعودية؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709889
#الحوار_المتمدن
#عبير_العلي تبادر لذهني هذا التساؤل بعد أن قرأت إعلانا لأحد مراكز الوعي الفكري في إحدى الجامعات العريقة بالمملكة عن اعتزامه عقد سلسلة من المحاضرات التوعوية، إحداها حول خطر «الحركة النسوية» على أمن المجتمع. وحتى لا يعتقد أنني أحاكم محتوى المحاضرة قبل عقدها، فإنني وجدت هذا التساؤل عن حقيقة وجود حركة نسوية في السعودية مشرعا أمامي ومشروعا، في ظل نمط جمعي وثقافي يبادر بتنميط الآخر، وقولبته وتصنيفه ضمن سياقات قد لا يدرك معناها ولا تاريخها أو حقائقها المجردة.أخيرا، ومع انحسار لافت لاتهام الآخر بالعلمانية والليبرالية والتغريب، صعد مع حركة «تأميم المرأة» محليا مصطلح «النسوية»، وأصبح تصنيفا يأخذ انطباعا سلبيا في سياقه، والحكم به على من يُرى أنها «نسوية» ضمن محددات غير واضحة في تفاصيلها، إلا أنها تتقاطع مع فكرة التصنيف التي تقوم على محاولة إما التهويل أو التحجيم أو ابتكار مداخل جديدة لأهداف قديمة. وحتى نفهم معنى أن يكون أحدهم نسويا فنحن بحاجة لرصد تاريخي دقيق لهذا المصطلح: كيف وأين بدأ؟ وما أسباب وتحولات ظهوره؟ وكيف وصل إلى المجتمعات العربية والإسلامية؟، وما السياقات التي وظف فيها خارج الحقيقة المطلقة لأهدافه؟. تناول كل هذه التفاصيل يطول حديثا وتشعبا لا يحتمله أو يستدعيه المقام، ولكن يكفي أن أشير هنا إلى ثلاثة محاور رئيسة حول هذا الموضوع، وخاتمة لا بد من تأكيدها.المحور الأولى: الحركة النسوية عالميا بدأت كمفهوم منذ عصور قديمة، اختلف حتى المؤرخون لها عن تحديد وقت انطلاقها بدقة، ولكن أُتفق على أنها تحت هذا المسمى مرت بأربع موجات، نعيش في موجتها الرابعة، الأكثر وضوحا في وقتنا الحالي.حينما بدأت «النسوية» في موجتها الأولى كانت منطلقة من جانب إنساني بحت، ينادي بحقوق المرأة إنسانيا في مجالات التعليم والعمل والإصلاح الاجتماعي، ثم تزايدت هذه المطالبات بعد الحرب العالميتين، واضطرار النساء معها للخروج للعمل أكثر من قبل، فتوسعت الدعوات النسوية إلى ضرورة إشراك المرأة في الفضاء العام والسياسي خاصة مثل حق التصويت والمشاركة السياسية، حتى بدأت الموجة الثانية مطلع الستينيات لتؤكد هذا الحق بالذات، ومناهضة التمييز الجنسي وتعنيف المرأة فيما سواه من فضاءات اجتماعية وثقافية.برز في تلك الفترة مصطلح «تحرير المرأة»، واستخدم أكثر من مصطلح «النسوية»، خاصة في الكتابات الأدبية والمسيرات والجمعيات التي تعقد لهذا الغرض، وانتقلت بهذا المسمى إلى الدول العربية (مصر والمغرب)، متخذة طابعا سياسيا واجتماعيا لم يتقبله المحيط العربي، خاصة في الخليج الذي كانت تتشكل فيه ملامح الصحوة التي جعلت قضية «تحرير المرأة» من أهم أولوياتها التي تحذر منها وتقاومها، وتخرج بها من الأهداف الأولى لـ«النسوية» إلى سياقات ينفر منها المجتمع ويخشاها، تتعلق بالعرض والعار. توالت الموجتان الثالثة والرابعة للنسوية في العالم الغربي منذ الثمانينيات حتى وقتنا المعاصر ضمن حركات لها أهدافها الحقوقية أو السياسية أو الاجتماعية، وفي كل نسخة منها تبرز بعض المطالبات النسوية المتجددة التي بعد أن انتهت من إحقاق الأولويات التي قامت عليها في موجتها الأولى ابتكرت مزيدا من المطالبات، خاصة فيما يتعلق بالانفصال الجنسي، التي تتفاوت في المجتمعات الغربية نفسها بين القبول والرفض، والإقرار بأهميتها أو أنها مجرد حاجات شخصية لا تمثل الفكرة العامة للحراك النسوي.المحور الثاني: في عالمنا العربي، كما ذكرت أعلاه، انتقلت الحركة النسوية تحت مسمى «تحرير المرأة»، وهو ما جعلها تصل منذ الستينيات بهذا الاسم حتى مطلع الألفية مشوهة ومنقوصة ومعيبة، لأن ......
#لدينا
#حركة
#نسوية
#السعودية؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=709889
الحوار المتمدن
عبير العلي - هل لدينا حركة نسوية في السعودية؟