رابح لونيسي : ماذا بقي من -علم الإستغراب- لحسن حنفي؟
#الحوار_المتمدن
#رابح_لونيسي رحل عنا المفكر المصري حسن حنفي وفي قلبه غصة وحسرة على مصير "علم الإستغراب" الذي اعتقد أنه وضع أسسه وبيانه النظري في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، لكن لم ينتشر هذا العلم، ولم نر له أي إستمرارية على عكس "علم الإستشراق" الذي لازال مستمرا إلى حد اليوم حتى ولو أنه أخذ عناوين أخرى، فإن كان علم الإستشراق قد وضعه الغرب لدراسة شعوب الشرق وتراثها لمعرفتها أدق المعرفة من جهة حتى يسهل التحكم فيها سياسيا، أي هو علم في خدمة الإستعمار، كما أن هذا العلم أستهدف ايضا غرس الإعتزاز بالذات وعقدة التفوق والتعالي لدى الإنسان الغربي في مواجهته للآخر، وهو الشرق، وقد حلل إدوارد سعيد الإستشراق بشكل مستفيض مبينا أنه أداة للسلطة والسيطرة على مقدرات شعوب الشرق، ويبدو أن حسن حنفي ذهب من نفس المنطلق، لكن بشكل معكوس حسب تعبير صادق جلال العظم في كتيبه الناقد لإدوارد سعيد "الإستشراق معكوسا". أستهدف حسن حنفي من علم الإستغراب إنشاء علم يدرس كل ما يتعلق بالغرب، ومنه تراثه الفكري والفلسفي، ويضعه في موضع تاريخي، وأنه نتاج تاريخ الغرب عامة وأوروبا خاصة، وذلك بهدف تحرير إنسان الشرق من الإنبهار به وإعتباره عالميا، ويدفعه ذلك إلى الإبداع، فعلم الإستغراب يدخل في إطار مشروع ضخم لحسن حنفي يدور حول ثلاث جبهات، وهي جبهة الأنا الذي وضع له بيانه النظري في "موقفنا من التراث القديم" بهدف نقده والتحرر منه، لكن دون أن يضعه في الوضع التاريخي بحكم أنه يرى أن مصدره هو الوحي الذي لايمكن نقده على عكس ما فعله محمد أركون مثلا منذ بدايات بحثه العلمي، وهو الذي انتقد طه حسين في أول بحث جامعي له حول الفكر الإصلاحي في جامعة الجزائر في 1953 أين يؤاخذ طه حسين بعدم ذهابه بعيدا في نقده للتراث خوفا من تهجم العامة عليه، خاصة بعد ما تعرض له بسبب كتابه "في الشعر الجاهلي"، ولم ينشر أركون هذا البحث إطلاقا بسبب ما تعرض له من غضب في الجزائر في حينها، ويمكن أن نعود إلى هذا البحث لأركون الذي لايسمع به الكثير، والذي بقي وفيا لطرحه حتى وفاته، ويظهر بجلاء في كل أعماله، فأركون أراد تحرير عقل المسلم من التراث بما فيه الوحي، وأنه نتاج تاريخي على عكس حسن حنفي والجابري وغيرهم، ولعل هذا الأمر هو الذي كان حائلا أمام رواج أفكار أرٍكون إضافة إلى خطابه المعقد بمصطلحات غربية بحتة جعلت مترجم كتبه إلى العربية السوري هاشم صالح يكثر من التهميش لشرح تلك المصطلحات المعقدة. أما علم الإستغراب، فقد وضعه حسن حنفي لتحرير المسلم من السيطرة والإنبهار بالغرب، وبوضع كل المنتوج والتراث الغربي في إطار تاريخي، وهي الجبهة الثانية التي يجب مواجهتها في نظره، فيتحرر المسلم بذلك من الإغتراب في الزمان أي التراث القديم الذي يسجن فيه، ويقدسه والإغتراب في المكان أي التراث الغربي والأوروبي الذي سجن فيه آخرين، فأندلعت حربا فكرية وأيديولوجية تحولت في بعض الأحيان إلى حروب أهلية بين ما يسميهم بالسلفيين والتغريبيين، فحنفي يرى ضرورة التحرر من سلفيتين أحدها زمنية وأخرى مكانية، لكنها قديمتان كلاهما، فبذلك سينطلق المسلم نحو الإبداع، بل هو يرى ملامح قيام حضارة الشرق من جديد وإنحسار الحضارة الغربيةن وهو كله تفاؤل أين خصص الفصل الأخير من كتابه " مقدمة في علم ألإستغراب" لإبراز معالم ذلك التي تدفعه إلى التفاؤل، كما يستند على طرج حول الحضارات يشبه تقريبا الشكل الذي وضعه الجزائري ما لك بن نبي، لكن يختلف عنه بإعتباره أن كل حضارة تمر بثلاث مراحل تدوم 7قرون وهي الصعود ثم إنحسار ثم صعود من جديد، لكن بن نبي يراها تصعد ثم تتجمد ثم تهبط ولن تصعد من جديد، ويتأسف حسن حنفي أنه أعطى ......
#ماذا
#-علم
#الإستغراب-
#لحسن
#حنفي؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737214
#الحوار_المتمدن
#رابح_لونيسي رحل عنا المفكر المصري حسن حنفي وفي قلبه غصة وحسرة على مصير "علم الإستغراب" الذي اعتقد أنه وضع أسسه وبيانه النظري في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، لكن لم ينتشر هذا العلم، ولم نر له أي إستمرارية على عكس "علم الإستشراق" الذي لازال مستمرا إلى حد اليوم حتى ولو أنه أخذ عناوين أخرى، فإن كان علم الإستشراق قد وضعه الغرب لدراسة شعوب الشرق وتراثها لمعرفتها أدق المعرفة من جهة حتى يسهل التحكم فيها سياسيا، أي هو علم في خدمة الإستعمار، كما أن هذا العلم أستهدف ايضا غرس الإعتزاز بالذات وعقدة التفوق والتعالي لدى الإنسان الغربي في مواجهته للآخر، وهو الشرق، وقد حلل إدوارد سعيد الإستشراق بشكل مستفيض مبينا أنه أداة للسلطة والسيطرة على مقدرات شعوب الشرق، ويبدو أن حسن حنفي ذهب من نفس المنطلق، لكن بشكل معكوس حسب تعبير صادق جلال العظم في كتيبه الناقد لإدوارد سعيد "الإستشراق معكوسا". أستهدف حسن حنفي من علم الإستغراب إنشاء علم يدرس كل ما يتعلق بالغرب، ومنه تراثه الفكري والفلسفي، ويضعه في موضع تاريخي، وأنه نتاج تاريخ الغرب عامة وأوروبا خاصة، وذلك بهدف تحرير إنسان الشرق من الإنبهار به وإعتباره عالميا، ويدفعه ذلك إلى الإبداع، فعلم الإستغراب يدخل في إطار مشروع ضخم لحسن حنفي يدور حول ثلاث جبهات، وهي جبهة الأنا الذي وضع له بيانه النظري في "موقفنا من التراث القديم" بهدف نقده والتحرر منه، لكن دون أن يضعه في الوضع التاريخي بحكم أنه يرى أن مصدره هو الوحي الذي لايمكن نقده على عكس ما فعله محمد أركون مثلا منذ بدايات بحثه العلمي، وهو الذي انتقد طه حسين في أول بحث جامعي له حول الفكر الإصلاحي في جامعة الجزائر في 1953 أين يؤاخذ طه حسين بعدم ذهابه بعيدا في نقده للتراث خوفا من تهجم العامة عليه، خاصة بعد ما تعرض له بسبب كتابه "في الشعر الجاهلي"، ولم ينشر أركون هذا البحث إطلاقا بسبب ما تعرض له من غضب في الجزائر في حينها، ويمكن أن نعود إلى هذا البحث لأركون الذي لايسمع به الكثير، والذي بقي وفيا لطرحه حتى وفاته، ويظهر بجلاء في كل أعماله، فأركون أراد تحرير عقل المسلم من التراث بما فيه الوحي، وأنه نتاج تاريخي على عكس حسن حنفي والجابري وغيرهم، ولعل هذا الأمر هو الذي كان حائلا أمام رواج أفكار أرٍكون إضافة إلى خطابه المعقد بمصطلحات غربية بحتة جعلت مترجم كتبه إلى العربية السوري هاشم صالح يكثر من التهميش لشرح تلك المصطلحات المعقدة. أما علم الإستغراب، فقد وضعه حسن حنفي لتحرير المسلم من السيطرة والإنبهار بالغرب، وبوضع كل المنتوج والتراث الغربي في إطار تاريخي، وهي الجبهة الثانية التي يجب مواجهتها في نظره، فيتحرر المسلم بذلك من الإغتراب في الزمان أي التراث القديم الذي يسجن فيه، ويقدسه والإغتراب في المكان أي التراث الغربي والأوروبي الذي سجن فيه آخرين، فأندلعت حربا فكرية وأيديولوجية تحولت في بعض الأحيان إلى حروب أهلية بين ما يسميهم بالسلفيين والتغريبيين، فحنفي يرى ضرورة التحرر من سلفيتين أحدها زمنية وأخرى مكانية، لكنها قديمتان كلاهما، فبذلك سينطلق المسلم نحو الإبداع، بل هو يرى ملامح قيام حضارة الشرق من جديد وإنحسار الحضارة الغربيةن وهو كله تفاؤل أين خصص الفصل الأخير من كتابه " مقدمة في علم ألإستغراب" لإبراز معالم ذلك التي تدفعه إلى التفاؤل، كما يستند على طرج حول الحضارات يشبه تقريبا الشكل الذي وضعه الجزائري ما لك بن نبي، لكن يختلف عنه بإعتباره أن كل حضارة تمر بثلاث مراحل تدوم 7قرون وهي الصعود ثم إنحسار ثم صعود من جديد، لكن بن نبي يراها تصعد ثم تتجمد ثم تهبط ولن تصعد من جديد، ويتأسف حسن حنفي أنه أعطى ......
#ماذا
#-علم
#الإستغراب-
#لحسن
#حنفي؟
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737214
الحوار المتمدن
رابح لونيسي - ماذا بقي من -علم الإستغراب- لحسن حنفي؟
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 2
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعيكنت ألتقي الدكتور حسن حنفي، فنذكر في سياق حديثنا آراء مفكرين معروفين، ويجري نقاشٌ حول مرجعيات رؤيتهم للعالَم، ومواقفهم المتنوعة من ثنائيات: الماضي والحاضر والأصالة والمعاصرة والتراث والحداثة، وتصوراتِهم المتعددة لدراسة أسباب التخلف والانحطاط وشروط النهضة، والإحياء والإصلاح والتجديد، وأثرِ فهم الدين وتفسير نصوصه وأنماط التدين في النهضة والبناء والتنمية. حين نتحدث عن كتاباتهم ومواقفهم كان لسانُ حسن حنفي لا يستغرق في ذكر غيره بسوء، وأحيانًا يحاول التهرب من الحديث، إذا كان الحديث يتطلب رأيًا سلبيًا صريحًا، وربما يصمت وينقل الكلام إلى شأن آخر، على الرغم من أن هذا الموقف لم ينعكس على كتاباته، خاصة سيرته "ذكريات". نشر حسن حنفي فصلًا في أحد أجزاء مؤلفاته كسيرة أولية، وأعاد كتابة فصل آخر تناول فيه محطات متنوعة من حياته. في كتابه الأخير "ذكريات" وهي المرة الثالثة والأخيرة لكتابة سيرته الشخصية، حاول أن يتحدث عن رحلة حياته ومنعطفاتها المتنوعة من المرحلة الأولى إلى ما انتهت إليه قبيل وفاته.كان فيها أكثرَ تعبيرًا عن ذاته وانفعالاته ومواقفه الصادمة، صوتُه أشد وحديثُه أصرح، وهو يحكي للقرّاء ما تعرّض له من مواجع الحياة ومراراتها، وما كابده من تشرّدٍ وجوعٍ عند وصوله إلى باريس وبؤسٍ لا يطيقه إلا الصبور.كان في بداية المشوار يتساءل على الدوام حتى عن البداهات أحيانًا، متمردًا لا يكترث بالممنوعات الاجتماعية ولا تهمّه البروتوكولات الحكومية، عنيدًا لا يرضخ للترويض، تعيش معه ويعيش لها أحلامُه الكبرى الصادمة لأساتذته وزملائه، ولا يتردّد في إعلانها على الملأ. عند وصوله باريس لإكمال دراساته العليا خريف 1956 لم يكن في جيبه شيءٌ من المال، ذهب إلى بواب السفارة المصرية وطلب منه أن يُؤويه ليلًا ريثما يعثر على سكن، يقول حنفي: "فاستغربت، ألّا يقبل بواب السفارة طالبًا سيغير العالَم بأفكاره" . حين لم يجد مكانًا ذهب إلى مسجد باريس ولم يسمح له بالمبيت فيه، أرشده إمامُ المسجد "إلى أحد الجزائريين، كي ينام معه. وكانت غرفة في فندق في الحي العشرين الذي يقطنه العمال الجزائريون. ستة على سرير واحد" . يتحدث حسن حنفي في ذكرياته عن رأي الآخرين بكتاباته ومواقفه قائلًا: "كانت صورتي في الإخوان أني شيوعي، وصورتي عند الشيوعيين أني إخواني. وصورتي في أجهزة الأمن أني إخواني شيوعي. ولم يكن اليسار الإسلامي قد انتشر بعد، ليحل التناقض بين الإسلام والشيوعية أو الاشتراكية أو الأيديولوجيات العلمانية كالليبرالية والقومية" . حسن حنفي كان مسكونًا بيوتوبيا اليسار الإسلامي، مفهوم اليسار الإسلامي لديه يلتقي فيه الإسلامُ بالشيوعية، وتجتمع الأضدادُ في كأسٍ واحد، بتوظيفٍ براغماتي مكشوف للتراثِ واستعمالِه في إثبات الشيء ونفيه. حسن حنفي ثائرٌ بالفطرة، لم تتوقف أحلامُ الثورة وشعاراتُها بعد تجاوزه مرحلة الشباب. حسن حنفي كعلي شريعتي مثقّف رسوليّ، وأعني بمصطلح المثقّف الرسوليّ المثقّف النبويّ الذي يرى نفسَه بمثابة النبي المُرسَل إلى أمته لهدايتهم، يشعرُ بمسؤوليته عن معتقدات الناس وأفكارهم.كان حنفي يعلن مرةً أنه مسؤولٌ عن تغيير العالَم بأفكاره، ومرةً أخرى يعلن فيها أنه "إنسان صاحب رسالة، أُعد مشروعًا قد ينقذ الأمة من كبوتها، وذلك يقتضي الجلوس على المكتب طيلة العمر، لا زيارات لأقارب أو أصدقاء، فوقتي كله للعلم ولأداء الرسالة" . واصل إعلانَ مهمته الرسولية في أحاديثه وكتاباته، مثلًا يكتب في مقدمة كتابه "من العقيدة إلى الثورة": "أنا فقيه من فقهاء المسلمين أجدد لهم دينهم وأرعى مصالح الناس. ليس لنا ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761446
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعيكنت ألتقي الدكتور حسن حنفي، فنذكر في سياق حديثنا آراء مفكرين معروفين، ويجري نقاشٌ حول مرجعيات رؤيتهم للعالَم، ومواقفهم المتنوعة من ثنائيات: الماضي والحاضر والأصالة والمعاصرة والتراث والحداثة، وتصوراتِهم المتعددة لدراسة أسباب التخلف والانحطاط وشروط النهضة، والإحياء والإصلاح والتجديد، وأثرِ فهم الدين وتفسير نصوصه وأنماط التدين في النهضة والبناء والتنمية. حين نتحدث عن كتاباتهم ومواقفهم كان لسانُ حسن حنفي لا يستغرق في ذكر غيره بسوء، وأحيانًا يحاول التهرب من الحديث، إذا كان الحديث يتطلب رأيًا سلبيًا صريحًا، وربما يصمت وينقل الكلام إلى شأن آخر، على الرغم من أن هذا الموقف لم ينعكس على كتاباته، خاصة سيرته "ذكريات". نشر حسن حنفي فصلًا في أحد أجزاء مؤلفاته كسيرة أولية، وأعاد كتابة فصل آخر تناول فيه محطات متنوعة من حياته. في كتابه الأخير "ذكريات" وهي المرة الثالثة والأخيرة لكتابة سيرته الشخصية، حاول أن يتحدث عن رحلة حياته ومنعطفاتها المتنوعة من المرحلة الأولى إلى ما انتهت إليه قبيل وفاته.كان فيها أكثرَ تعبيرًا عن ذاته وانفعالاته ومواقفه الصادمة، صوتُه أشد وحديثُه أصرح، وهو يحكي للقرّاء ما تعرّض له من مواجع الحياة ومراراتها، وما كابده من تشرّدٍ وجوعٍ عند وصوله إلى باريس وبؤسٍ لا يطيقه إلا الصبور.كان في بداية المشوار يتساءل على الدوام حتى عن البداهات أحيانًا، متمردًا لا يكترث بالممنوعات الاجتماعية ولا تهمّه البروتوكولات الحكومية، عنيدًا لا يرضخ للترويض، تعيش معه ويعيش لها أحلامُه الكبرى الصادمة لأساتذته وزملائه، ولا يتردّد في إعلانها على الملأ. عند وصوله باريس لإكمال دراساته العليا خريف 1956 لم يكن في جيبه شيءٌ من المال، ذهب إلى بواب السفارة المصرية وطلب منه أن يُؤويه ليلًا ريثما يعثر على سكن، يقول حنفي: "فاستغربت، ألّا يقبل بواب السفارة طالبًا سيغير العالَم بأفكاره" . حين لم يجد مكانًا ذهب إلى مسجد باريس ولم يسمح له بالمبيت فيه، أرشده إمامُ المسجد "إلى أحد الجزائريين، كي ينام معه. وكانت غرفة في فندق في الحي العشرين الذي يقطنه العمال الجزائريون. ستة على سرير واحد" . يتحدث حسن حنفي في ذكرياته عن رأي الآخرين بكتاباته ومواقفه قائلًا: "كانت صورتي في الإخوان أني شيوعي، وصورتي عند الشيوعيين أني إخواني. وصورتي في أجهزة الأمن أني إخواني شيوعي. ولم يكن اليسار الإسلامي قد انتشر بعد، ليحل التناقض بين الإسلام والشيوعية أو الاشتراكية أو الأيديولوجيات العلمانية كالليبرالية والقومية" . حسن حنفي كان مسكونًا بيوتوبيا اليسار الإسلامي، مفهوم اليسار الإسلامي لديه يلتقي فيه الإسلامُ بالشيوعية، وتجتمع الأضدادُ في كأسٍ واحد، بتوظيفٍ براغماتي مكشوف للتراثِ واستعمالِه في إثبات الشيء ونفيه. حسن حنفي ثائرٌ بالفطرة، لم تتوقف أحلامُ الثورة وشعاراتُها بعد تجاوزه مرحلة الشباب. حسن حنفي كعلي شريعتي مثقّف رسوليّ، وأعني بمصطلح المثقّف الرسوليّ المثقّف النبويّ الذي يرى نفسَه بمثابة النبي المُرسَل إلى أمته لهدايتهم، يشعرُ بمسؤوليته عن معتقدات الناس وأفكارهم.كان حنفي يعلن مرةً أنه مسؤولٌ عن تغيير العالَم بأفكاره، ومرةً أخرى يعلن فيها أنه "إنسان صاحب رسالة، أُعد مشروعًا قد ينقذ الأمة من كبوتها، وذلك يقتضي الجلوس على المكتب طيلة العمر، لا زيارات لأقارب أو أصدقاء، فوقتي كله للعلم ولأداء الرسالة" . واصل إعلانَ مهمته الرسولية في أحاديثه وكتاباته، مثلًا يكتب في مقدمة كتابه "من العقيدة إلى الثورة": "أنا فقيه من فقهاء المسلمين أجدد لهم دينهم وأرعى مصالح الناس. ليس لنا ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=761446
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 2
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 3
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي دعاني الدكتور #حسن_حنفي للحديث في ندوة الجمعية الفلسفية المصرية مساء الأحد 16 يناير 2011، بحضور نخبةٍ من الأستاذات والأساتذة المعروفين أعضاء الجمعية. أدار هو الندوة، وعقّب عليها الصديقُ المرحوم الدكتور علي مبروك. قدّمتُ في الندوة ورقةً نقديةً لفكرِ د. حسن حنفي وفكرِ د. علي شريعتي، بعنوان: "اختزال الدين في الأيديولوجيا: نقد لاهوت التحرير عند حسن حنفي وعلي شريعتي". لم يظهر الانزعاجُ عليه على الرغم من النقدِ الصريح الذي وجّهتُه لفكره. أحترم موقفَه وأعتزّ به في دعوتي وتقديمي للحديث في هذه الجمعية العريقة. أكبرتُ سعةَ صدره في تقبّل النقد في الندوة، وموقفَه الجدير بالاحترام والتبجيل والثناء، وإعرابَه عن استعداده لاستضافتي في الجمعية أيّ وقتٍ أزور القاهرة. لم يعلن استنكارَه على الرغم من الاختلافِ مع طريقةِ تفكيرِه وفهمِه للدين وعلم الكلام الجديد وتأويلِه للتراث، واختلافِ رؤيتي لعلم الكلام الجديد عن رؤيته، والمعيارِ الذي حدّدتُه لتمييز المتكلم والكلام الجديد،كما شرحتُ ذلك في كتاب "مقدمة في علم الكلام الجديد". علمُ الكلام الجديد عند حسن حنفي يعني لاهوتَ التحرير، وعلمُ الكلام الجديد في نظري يعني لاهوتَ الحرية. الدينُ حياةٌ في أُفق المعنى، ينشدُ إيقاظَ وتكريسَ المعاني الروحية والأخلاقية والجمالية في حياة الإنسان. قدّمني الدكتور حنفي في الندوة، وفي سياق حديثه الحماسي المستفيض أشار إلى أني أمثّل "اليسار الإسلامي" في العراق. أظنّه كان يريد أن يبلِّغ الحضورَ من أستاذات وأساتذة الفلسفة الكرام، اتساعَ الرقعة الجغرافية لليسار الإسلامي في البلاد العربية، وأن دعوتَه هذه تحولت إلى تيارٍ واسع، كما أشار في غير مرة لهذه الأمنية. بعد فراغه من التقديم بدأتُ الحديثَ بالقول: مع احترامي وامتناني للصديق د. حسن حنفي، أودّ أن أوضح: أنا لا يسار إسلامي ولا أيّ يسار آخر، لا يمين إسلامي ولا أيّ يمين آخر، أنا مسلمٌ وكفى. لم يكتم حنفي امتعاظَه وشعورَه بالإحباط للنفي الصريح لما وصفني به. الرجلُ عالمٌ ذكي موهوب، متعددُ اللغات، مثابرٌ صبور، يستحقُ التبجيلَ والثناء.كتبَ وترجمَ وحقّقَ آلافَ الصفحات، ربما لم يكتب أحدٌ من المفكرين من مواطنيه بغزارة وسعة ما كتبه.كتاباتُ حنفي حول التراث متنكرةٌ بلغةٍ لا تخلو من حماسٍ توقده شعاراتٌ ثورية، ومتنكرةٌ بتوظيفاتٍ كما يشاء لمناهج وأدوات ومفاهيم ومصطلحات مستعارَة من الفلسفة والعلوم الإنسانية الحديثة. كان محورُ حديثي في الندوة يدور حول ترحيل الأيديولوجيا للدين من وظيفته الأصيلة، بوصفه يروي الظمأَ الأنطولوجي للمقدّس، وكيف تغفل الأيديولوجيا الواقع، وتضع الفردَ والمجتمعَ في مواجهة العالَم، وتفقر الروحَ والقلبَ والضميرَ والعقل. تحدّثتُ عن تشديدِه المتواصلِ على ضرورة تحويل الدين إلى أيديولوجيا، وإعلانِه عن أن ذلك هو الهدفُ المحوري الذي بدأ به مشروعَه وواصل ترسيخَه في كتاباته المتنوعة والغزيرة حتى آخر حياته. يستعملُ حنفي الأيديولوجيا كالملح الذي يستعمل في كلِّ طعام. لفرط اغواء الأيديولوجيا وتسلطها على وعي حسن حنفي، وتسيّدها في تفكيره، واعتمادها معيارًا في أحكامه على أية جماعة دينية أو سياسية، يصرّحُ في كتاباته بأن جماعةَ الإخوان المسلمين هي "الحزبُ النظيف" الفاعلُ والمؤثرُ الذي عمل على تحقيقِ هذا الهدف منذ نشأته. ويكرّرُ هذا الكلامَ بأساليب متنوعة في موارد متعدّدة من كتاباته، فمثلًا يقول: (لقد عرضت الجماعةُ لأول مرة في تاريخنا الإصلاحي الحديث الدينَ باعتباره أيديولوجية. وتربى شبابُ مصر تربيةً فكرية على ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762906
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي دعاني الدكتور #حسن_حنفي للحديث في ندوة الجمعية الفلسفية المصرية مساء الأحد 16 يناير 2011، بحضور نخبةٍ من الأستاذات والأساتذة المعروفين أعضاء الجمعية. أدار هو الندوة، وعقّب عليها الصديقُ المرحوم الدكتور علي مبروك. قدّمتُ في الندوة ورقةً نقديةً لفكرِ د. حسن حنفي وفكرِ د. علي شريعتي، بعنوان: "اختزال الدين في الأيديولوجيا: نقد لاهوت التحرير عند حسن حنفي وعلي شريعتي". لم يظهر الانزعاجُ عليه على الرغم من النقدِ الصريح الذي وجّهتُه لفكره. أحترم موقفَه وأعتزّ به في دعوتي وتقديمي للحديث في هذه الجمعية العريقة. أكبرتُ سعةَ صدره في تقبّل النقد في الندوة، وموقفَه الجدير بالاحترام والتبجيل والثناء، وإعرابَه عن استعداده لاستضافتي في الجمعية أيّ وقتٍ أزور القاهرة. لم يعلن استنكارَه على الرغم من الاختلافِ مع طريقةِ تفكيرِه وفهمِه للدين وعلم الكلام الجديد وتأويلِه للتراث، واختلافِ رؤيتي لعلم الكلام الجديد عن رؤيته، والمعيارِ الذي حدّدتُه لتمييز المتكلم والكلام الجديد،كما شرحتُ ذلك في كتاب "مقدمة في علم الكلام الجديد". علمُ الكلام الجديد عند حسن حنفي يعني لاهوتَ التحرير، وعلمُ الكلام الجديد في نظري يعني لاهوتَ الحرية. الدينُ حياةٌ في أُفق المعنى، ينشدُ إيقاظَ وتكريسَ المعاني الروحية والأخلاقية والجمالية في حياة الإنسان. قدّمني الدكتور حنفي في الندوة، وفي سياق حديثه الحماسي المستفيض أشار إلى أني أمثّل "اليسار الإسلامي" في العراق. أظنّه كان يريد أن يبلِّغ الحضورَ من أستاذات وأساتذة الفلسفة الكرام، اتساعَ الرقعة الجغرافية لليسار الإسلامي في البلاد العربية، وأن دعوتَه هذه تحولت إلى تيارٍ واسع، كما أشار في غير مرة لهذه الأمنية. بعد فراغه من التقديم بدأتُ الحديثَ بالقول: مع احترامي وامتناني للصديق د. حسن حنفي، أودّ أن أوضح: أنا لا يسار إسلامي ولا أيّ يسار آخر، لا يمين إسلامي ولا أيّ يمين آخر، أنا مسلمٌ وكفى. لم يكتم حنفي امتعاظَه وشعورَه بالإحباط للنفي الصريح لما وصفني به. الرجلُ عالمٌ ذكي موهوب، متعددُ اللغات، مثابرٌ صبور، يستحقُ التبجيلَ والثناء.كتبَ وترجمَ وحقّقَ آلافَ الصفحات، ربما لم يكتب أحدٌ من المفكرين من مواطنيه بغزارة وسعة ما كتبه.كتاباتُ حنفي حول التراث متنكرةٌ بلغةٍ لا تخلو من حماسٍ توقده شعاراتٌ ثورية، ومتنكرةٌ بتوظيفاتٍ كما يشاء لمناهج وأدوات ومفاهيم ومصطلحات مستعارَة من الفلسفة والعلوم الإنسانية الحديثة. كان محورُ حديثي في الندوة يدور حول ترحيل الأيديولوجيا للدين من وظيفته الأصيلة، بوصفه يروي الظمأَ الأنطولوجي للمقدّس، وكيف تغفل الأيديولوجيا الواقع، وتضع الفردَ والمجتمعَ في مواجهة العالَم، وتفقر الروحَ والقلبَ والضميرَ والعقل. تحدّثتُ عن تشديدِه المتواصلِ على ضرورة تحويل الدين إلى أيديولوجيا، وإعلانِه عن أن ذلك هو الهدفُ المحوري الذي بدأ به مشروعَه وواصل ترسيخَه في كتاباته المتنوعة والغزيرة حتى آخر حياته. يستعملُ حنفي الأيديولوجيا كالملح الذي يستعمل في كلِّ طعام. لفرط اغواء الأيديولوجيا وتسلطها على وعي حسن حنفي، وتسيّدها في تفكيره، واعتمادها معيارًا في أحكامه على أية جماعة دينية أو سياسية، يصرّحُ في كتاباته بأن جماعةَ الإخوان المسلمين هي "الحزبُ النظيف" الفاعلُ والمؤثرُ الذي عمل على تحقيقِ هذا الهدف منذ نشأته. ويكرّرُ هذا الكلامَ بأساليب متنوعة في موارد متعدّدة من كتاباته، فمثلًا يقول: (لقد عرضت الجماعةُ لأول مرة في تاريخنا الإصلاحي الحديث الدينَ باعتباره أيديولوجية. وتربى شبابُ مصر تربيةً فكرية على ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=762906
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 3
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 4
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي حسن حنفي مفكرٌ مدهش، لا يُخرِجُ القارئَ من متاهةٍ إلا ويدخله في متاهات عويصة، ربما يتعذر عليه الخروجُ منها كلَّ حياته. يستطيعُ أن يكتبَ عن معتقدَين متعارضَين بلغةٍ تصالحية توحّدهما، وأحيانًا يكتبُ رأيين متضاربين عن معتقَد واحد.كتاباتُه متنوعةٌ غزيرة، الجملُ قصيرةٌ، الإيقاعُ سريعٌ، يكتبُ بلغةٍ عاطفية متوترة، بقدرةٍ فذّةٍ على إيقاد المشاعر قبل إيقاظ العقل، واستعمالِ الدين في إذكاء العواطف وتحريض الضمير، قبل توظيفه في مجاله الروحي والأخلاقي. بالرغم من أن حسن حنفي خبيرٌ متمرّس في التراث، يمتلك تكوينًا ممتازًا في أصول الفقه، واطلاعًا واسعًا في علم الكلام، مضافًا إلى خبرته الجيدة في الفلسفة وعلوم الإنسان والمجتمع الحديثة، إلا أن عقلَه لبث حتى وفاته يرى الماضي والحاضر في أفق قراءته الأيديولوجية. القراءةُ الأيديولوجية تتلاعب بالتراث وتسقِط عليه رؤيتَها وأحلامَها الرومانسية. الأيديولوجيا تمارس حجْبًا مزدوجًا للماضي والحاضر، ترى الماضي في الخيال كما تتمنى أن تراه، ترى الحاضرَ في الأماني كما ترغب أن تراها. في الأيديولوجيا يقع التفكيرُ أسيرًا للعواطف وتتحكّم فيه المشاعرُ والانفعالات أكثر مما يتحكمٌ فيه العقل. التفكيرُ عندما يستمدُّ طاقتَه من الخيال فقط من دون أن يمحّصَه العقل، يعجزُ عن رؤية الأشياء بوضوح خارجَ مملكة الخيال الغزيرة المشحونة بالمسلّمات والأحكام والإجابات الجاهزة. الأيديولوجيا تستمدُّ قوةَ تأثيرها من الحماس والعواطف والأمنيات وليس من العقل. الحماسُ متعجّلٌ متحيّز متّقد، لا يلامس الحماسُ شيئًا إلا وأوقده. العقلُ باردٌ متمهل، يتفحّصُ الأشياءَ ويغربلُ الأفكارَ، ويدرسُ المعتقداتِ بتأمل وهدوء وروية. تستمدُّ الأيديولوجيا فاعليتَها من قوة وكثافة الشعارات وإيقاعها السريع وتكرارها المتواصل. عندما تتسيّد الأيديولوجيا يغرق الذهنُ بالشعارات والأحكام المسبقة والإجابات الجاهزة، ولا تعود للتفسيرِ العميق والتحليلِ العقلي الدقيق حاجةٌ، وقلّما نعثرُ في لغة الأيديولوجيا على أدلة علمية وحجج منطقية وبراهين عقلية. حسن حنفي بارعٌ في القراءةِ الأيديولوجية للدين والتراث، وتوظيفِها بتلفيقِ مقولات الفِرَق المتصارِعة، ودمجِ الماضي بالحاضر في خلطةٍ غريبة، يخرجُها لفظيًا ببيان آسر أحيانًا، يستطيع أن يحوّل مقولةً واحدةً إلى كوميديا مضحكة مرة، وتراجيديا سوداء مرة أخرى، وربما يجمعهما معًا في مشهد أخّاذ. لا يغفل القارئُ المتمهل عن التلاعب والتمويه الذي تمارسه قراءتُه الأيديولوجية. في بعض المواقف يعلن نواياه وما يعمل عليه، وإن كانت تتضمن تهافتًا عمليًا مكشوفًا يتنكر إليه الواقع، فهو يعمل في مصر كما يقول على: "الجمع بين شرعية ثورة يوليو، وشرعية الإخوان. بين شرعية الماضي، وشرعية الحاضر… صيغةٌ توحّدُ بين صيغة الخطاب السلفي والخطاب العلماني، فكلاهما ناقص. صيغة يجعل بها الوطن وطنًا للفقير مثلما هو وطن للغني" . كتبَ حسن حنفي عن تجربته في الانتماء للإخوان المسلمين، وتحدّث عن تأسيس هذه الجماعة ودرس أدبياتِها وتاريخَها. قرأتُ كلَّ ما نشره حول الجماعة، رأيتُه منحازًا لا يكفُّ عن تبجيلِها وامتداحِ رجالها والاعتذارِ لمواقفهم الخاطئة، وتوجيهِ دلالات ما تتضمنه أدبياتُها إلى غير وجهتها، وتأويلِ مقاصدها بعكس ما ترنو إليه. يسرف خيالُه في رسمِ صورٍ بديلة للأشخاص والأفكار والكتابات لهذه الجماعة، لا يرى القارئُ الذكي شيئًا من ملامح هذه الصورة في غير كلماته العاطفية. مواقفُ حسن حنفي وكتاباتُه عن جماعة الإخوان المسلمين تكشف عن تواطؤٍ واضح ومراو ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763668
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي حسن حنفي مفكرٌ مدهش، لا يُخرِجُ القارئَ من متاهةٍ إلا ويدخله في متاهات عويصة، ربما يتعذر عليه الخروجُ منها كلَّ حياته. يستطيعُ أن يكتبَ عن معتقدَين متعارضَين بلغةٍ تصالحية توحّدهما، وأحيانًا يكتبُ رأيين متضاربين عن معتقَد واحد.كتاباتُه متنوعةٌ غزيرة، الجملُ قصيرةٌ، الإيقاعُ سريعٌ، يكتبُ بلغةٍ عاطفية متوترة، بقدرةٍ فذّةٍ على إيقاد المشاعر قبل إيقاظ العقل، واستعمالِ الدين في إذكاء العواطف وتحريض الضمير، قبل توظيفه في مجاله الروحي والأخلاقي. بالرغم من أن حسن حنفي خبيرٌ متمرّس في التراث، يمتلك تكوينًا ممتازًا في أصول الفقه، واطلاعًا واسعًا في علم الكلام، مضافًا إلى خبرته الجيدة في الفلسفة وعلوم الإنسان والمجتمع الحديثة، إلا أن عقلَه لبث حتى وفاته يرى الماضي والحاضر في أفق قراءته الأيديولوجية. القراءةُ الأيديولوجية تتلاعب بالتراث وتسقِط عليه رؤيتَها وأحلامَها الرومانسية. الأيديولوجيا تمارس حجْبًا مزدوجًا للماضي والحاضر، ترى الماضي في الخيال كما تتمنى أن تراه، ترى الحاضرَ في الأماني كما ترغب أن تراها. في الأيديولوجيا يقع التفكيرُ أسيرًا للعواطف وتتحكّم فيه المشاعرُ والانفعالات أكثر مما يتحكمٌ فيه العقل. التفكيرُ عندما يستمدُّ طاقتَه من الخيال فقط من دون أن يمحّصَه العقل، يعجزُ عن رؤية الأشياء بوضوح خارجَ مملكة الخيال الغزيرة المشحونة بالمسلّمات والأحكام والإجابات الجاهزة. الأيديولوجيا تستمدُّ قوةَ تأثيرها من الحماس والعواطف والأمنيات وليس من العقل. الحماسُ متعجّلٌ متحيّز متّقد، لا يلامس الحماسُ شيئًا إلا وأوقده. العقلُ باردٌ متمهل، يتفحّصُ الأشياءَ ويغربلُ الأفكارَ، ويدرسُ المعتقداتِ بتأمل وهدوء وروية. تستمدُّ الأيديولوجيا فاعليتَها من قوة وكثافة الشعارات وإيقاعها السريع وتكرارها المتواصل. عندما تتسيّد الأيديولوجيا يغرق الذهنُ بالشعارات والأحكام المسبقة والإجابات الجاهزة، ولا تعود للتفسيرِ العميق والتحليلِ العقلي الدقيق حاجةٌ، وقلّما نعثرُ في لغة الأيديولوجيا على أدلة علمية وحجج منطقية وبراهين عقلية. حسن حنفي بارعٌ في القراءةِ الأيديولوجية للدين والتراث، وتوظيفِها بتلفيقِ مقولات الفِرَق المتصارِعة، ودمجِ الماضي بالحاضر في خلطةٍ غريبة، يخرجُها لفظيًا ببيان آسر أحيانًا، يستطيع أن يحوّل مقولةً واحدةً إلى كوميديا مضحكة مرة، وتراجيديا سوداء مرة أخرى، وربما يجمعهما معًا في مشهد أخّاذ. لا يغفل القارئُ المتمهل عن التلاعب والتمويه الذي تمارسه قراءتُه الأيديولوجية. في بعض المواقف يعلن نواياه وما يعمل عليه، وإن كانت تتضمن تهافتًا عمليًا مكشوفًا يتنكر إليه الواقع، فهو يعمل في مصر كما يقول على: "الجمع بين شرعية ثورة يوليو، وشرعية الإخوان. بين شرعية الماضي، وشرعية الحاضر… صيغةٌ توحّدُ بين صيغة الخطاب السلفي والخطاب العلماني، فكلاهما ناقص. صيغة يجعل بها الوطن وطنًا للفقير مثلما هو وطن للغني" . كتبَ حسن حنفي عن تجربته في الانتماء للإخوان المسلمين، وتحدّث عن تأسيس هذه الجماعة ودرس أدبياتِها وتاريخَها. قرأتُ كلَّ ما نشره حول الجماعة، رأيتُه منحازًا لا يكفُّ عن تبجيلِها وامتداحِ رجالها والاعتذارِ لمواقفهم الخاطئة، وتوجيهِ دلالات ما تتضمنه أدبياتُها إلى غير وجهتها، وتأويلِ مقاصدها بعكس ما ترنو إليه. يسرف خيالُه في رسمِ صورٍ بديلة للأشخاص والأفكار والكتابات لهذه الجماعة، لا يرى القارئُ الذكي شيئًا من ملامح هذه الصورة في غير كلماته العاطفية. مواقفُ حسن حنفي وكتاباتُه عن جماعة الإخوان المسلمين تكشف عن تواطؤٍ واضح ومراو ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=763668
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 4
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 5
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي الإخوان المسلمون هم الجماعة السياسية الأطول عمرًا، والأوسع حضورًا والأشدّ تأثيرًا في مصر والبلاد العربية. حسن حنفي من أكثر المفكرين درايةً بالإخوان وخبرةً بنشأتهم وأدبياتهم ومواقفهم ومسيرتهم العملية، وهو الأغزر كتابةً عن الحالة الدينية في مصر، ربما لا نجد كتابًا له إلا ويتطرق للدين والتديّن وأحيانًا يكتب عن ذلك بشكل مستفيض. في كلِّ ما قرأتُ من كتاباته عن الإخوان كان يتحدث بلغة اعتذارية، تحاول بأساليب ذكية تبريرَ مواقفهم، وإدانةَ خصومهم، وتكرارَ الكلام عن "سيكولوجية الاضطهاد" التي تعرضوا لها كحركةٍ سياسية جماهيرية، شديدةِ الإيقاع واسعةِ الحضور في مؤسسات المجتمع المتنوعة. يصف حسن حنفي تأثيرَ السجن والتعنيف والغبن الذي تعرضت له الجماعةُ بقوله: "وغلب على فكرها سيكولوجية الاضطهاد، فنشأ فكر إسلامي معاد للواقع، غاضب، يبغى الانتقام. يستعمل الإرادة الإلهية، كالسيف على رقاب الناس. وانقسم العالم عندهم إلى أبيض وأسود، إلى إسلام وجاهلية، لا يتعايشان بل يدمر أحدهما الآخر. وتقود هذه العملية الصفوة المؤمنة، عن طريق تغيير السلطة" . هذا الكلام يتضمن اعترافًا صريحًا لحنفي برؤيةِ الجماعة المغلقة للعالَم، والنزعةِ الحادة المتطرّفة في تفكيرهم، وتصنيفِهم الخاطئ للمجتمع المسلم إلى "إسلام وجاهلية"، لكن حنفي يعود في موارد كثيرة من كتاباته ليبجلَهم، ويفتعلَ دورا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا استثنائيا اضطلعوا به في مصر. لا يتحدّث حسن حنفي عن استنزافِ الجماعة للتديّن التقليدي وإنهاكِ الحياة الروحية والأخلاقية في المجتمعات المسلمة، وما أحدثته هذه الجماعةُ من ثغرات بنيوية في التربية والتعليم والثقافة والإعلام والسياسة، وهيمنتِها على الجمعيات الخيرية والمساجد ومختلف المؤسسات المجتمعية. تديّنُ الإخوان عمل على تجفيف منابع التديّنِ الشعبي الموروثِ منذ عصر الرسالة، والمتجذّرِ في المجتمعات الإسلامية، والذي استطاعت بنيتُه الراسخة أن تمنح حياةَ الأفراد والمجتمعات معنىً روحيا وأخلاقيا للدين يواكب إيقاعَ تطور المجتمعات والهويات المحلية، ويتناغم والواقعَ المتغير. تديّن الإخوان ينطلق من عقيدةٍ ترسختْ في وعيهم نشأتْ من آراء سيد قطب الصريحة بـ : "أنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم، قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي" . والحكم بأنه: "ارتدّت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظلّ فريق منها يردد على المآذن لا إله إلا الله" . في هذه السياق يخترع سيد قطب مفهومًا لكلٍّ من المجتمع المسلم والمجتمع الجاهلي، حتى ما نراه مجتمعًا مسلمًا يرى سيد قطب أنه: "يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة… لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار، لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتهــا… فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها، وشرائعها، وقيمها، وموازينها، وعاداتها، وتقاليدها… موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلّها يتحدد في عبارة واحدة: أن يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها" . هذه العقيدة دفعت الإخوانَ للعمل على استبدال التديّن الشعبي الرحيم بتديّن مصطنع، تديّنٌ غطاؤه سياسي مضمونُه سلفي، تديّنٌ أحدث تناشزًا مع البيئة المجتمعية، واغترابًا للمسلم العضو في هذه الجماعة عن عائلته ومجتمعه وبيئته، تديّنٌ كلامي مغلَق وفقهي ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764515
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي الإخوان المسلمون هم الجماعة السياسية الأطول عمرًا، والأوسع حضورًا والأشدّ تأثيرًا في مصر والبلاد العربية. حسن حنفي من أكثر المفكرين درايةً بالإخوان وخبرةً بنشأتهم وأدبياتهم ومواقفهم ومسيرتهم العملية، وهو الأغزر كتابةً عن الحالة الدينية في مصر، ربما لا نجد كتابًا له إلا ويتطرق للدين والتديّن وأحيانًا يكتب عن ذلك بشكل مستفيض. في كلِّ ما قرأتُ من كتاباته عن الإخوان كان يتحدث بلغة اعتذارية، تحاول بأساليب ذكية تبريرَ مواقفهم، وإدانةَ خصومهم، وتكرارَ الكلام عن "سيكولوجية الاضطهاد" التي تعرضوا لها كحركةٍ سياسية جماهيرية، شديدةِ الإيقاع واسعةِ الحضور في مؤسسات المجتمع المتنوعة. يصف حسن حنفي تأثيرَ السجن والتعنيف والغبن الذي تعرضت له الجماعةُ بقوله: "وغلب على فكرها سيكولوجية الاضطهاد، فنشأ فكر إسلامي معاد للواقع، غاضب، يبغى الانتقام. يستعمل الإرادة الإلهية، كالسيف على رقاب الناس. وانقسم العالم عندهم إلى أبيض وأسود، إلى إسلام وجاهلية، لا يتعايشان بل يدمر أحدهما الآخر. وتقود هذه العملية الصفوة المؤمنة، عن طريق تغيير السلطة" . هذا الكلام يتضمن اعترافًا صريحًا لحنفي برؤيةِ الجماعة المغلقة للعالَم، والنزعةِ الحادة المتطرّفة في تفكيرهم، وتصنيفِهم الخاطئ للمجتمع المسلم إلى "إسلام وجاهلية"، لكن حنفي يعود في موارد كثيرة من كتاباته ليبجلَهم، ويفتعلَ دورا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا استثنائيا اضطلعوا به في مصر. لا يتحدّث حسن حنفي عن استنزافِ الجماعة للتديّن التقليدي وإنهاكِ الحياة الروحية والأخلاقية في المجتمعات المسلمة، وما أحدثته هذه الجماعةُ من ثغرات بنيوية في التربية والتعليم والثقافة والإعلام والسياسة، وهيمنتِها على الجمعيات الخيرية والمساجد ومختلف المؤسسات المجتمعية. تديّنُ الإخوان عمل على تجفيف منابع التديّنِ الشعبي الموروثِ منذ عصر الرسالة، والمتجذّرِ في المجتمعات الإسلامية، والذي استطاعت بنيتُه الراسخة أن تمنح حياةَ الأفراد والمجتمعات معنىً روحيا وأخلاقيا للدين يواكب إيقاعَ تطور المجتمعات والهويات المحلية، ويتناغم والواقعَ المتغير. تديّن الإخوان ينطلق من عقيدةٍ ترسختْ في وعيهم نشأتْ من آراء سيد قطب الصريحة بـ : "أنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم، قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي" . والحكم بأنه: "ارتدّت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظلّ فريق منها يردد على المآذن لا إله إلا الله" . في هذه السياق يخترع سيد قطب مفهومًا لكلٍّ من المجتمع المسلم والمجتمع الجاهلي، حتى ما نراه مجتمعًا مسلمًا يرى سيد قطب أنه: "يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة… لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله، ولكنها تدخل في هذا الإطار، لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتهــا… فهي - وإن لم تعتقد بألوهية أحد إلا الله - تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها، وشرائعها، وقيمها، وموازينها، وعاداتها، وتقاليدها… موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلّها يتحدد في عبارة واحدة: أن يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها" . هذه العقيدة دفعت الإخوانَ للعمل على استبدال التديّن الشعبي الرحيم بتديّن مصطنع، تديّنٌ غطاؤه سياسي مضمونُه سلفي، تديّنٌ أحدث تناشزًا مع البيئة المجتمعية، واغترابًا للمسلم العضو في هذه الجماعة عن عائلته ومجتمعه وبيئته، تديّنٌ كلامي مغلَق وفقهي ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=764515
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 5
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 6
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي يمتدح #حسن_حنفي سيدَ قطب ويدافع عنه، ويبرّر سلوكَه وأفكارَه، ويخلي مسؤوليتَه عن أفكاره ومواقفه بذريعة السجن والشعور بالمظلومية. يكتب حنفي في سياق تبريره لأفكار سيد قطب قائلًا: (نشأ تيار إسلامي آخر تحت تعذيب السجون. وهنا نشأ لون جديد من الإسلام الغاضب، الثائر، المنتقم من: الاشتراكية، والقومية، ومن العلمانية. ومن هنا وفي هذا الجو النفسي المظلم كتب سيد قطب "معالم في الطريق" عام 1963، وقبض عليه من جديد على أساس أنه منظر التنظيم، ثم أُعدم في عام 1966) . يحاول حنفي الدفاعَ عن سيد قطب بتكرار الحديث عن ظروف السجن القاسية لكتابته، ولا يشير إلى أن الحاكميةَ والجاهلية وغيرَهما من أفكار المركزية كانت منبثّةً في بعض مؤلفاته وأجزاء تفسيره الصادرةِ قبل سجنه. لا يكترث حنفي بضحايا فكر سيد قطب، يلتمس له الأعذارَ حيثما ذكره، ويُعلِّل آراءَه ومواقفَه بعوامل خارجية يرى أنه كان على الدوام هو الضحية، وإن كان حنفي ينقد الحاكميةَ وغيرَها أحيانًا، لكنه يتراجع في موضع آخر فيشيد بما انتقده.كأن الاضطهادَ الذي يتعرض له الكاتبُ يخلي مسؤوليته عن أفكاره، حتى لو كانت تحرّض على العنف والقتال، وتكفِّر الدول والمجتمعات، وتستبدل الانتماء للوطن والهوية والثقافة بإنتماء لأوطان أخرى باسم المعتقد. ربما يستعير حسن حنفي هذا النوع من الدفاع عن #سيد_قطب من أولئك الذين يدافعون عن شدّة كتابات ابن تيمية وفتاواه بتكفير المختلف في المعتقد، بذريعة سجنه واضهاده. المفكرُ وأيُّ كاتب مسؤولٌ عن كتاباته المحرِّضة على العنف، الفقيهُ مسؤولٌ عن فتاواه المكفِّرة للغير. ليس من حقِّ حنفي تبرئةُ سيد قطب من آثار آرائه المتشدّدة، وهو يعرف تغلغلَها في أدبيات جماعات الإسلام السياسي، وتوالدَ جماعات عنيفة منها، وتمزيقَها لنسيج المجتمع الواحد وعبثَها بأمنه وعيشه. السجنُ والاضطهاد والتعذيب يسلبُ حريةَ الإنسان على كثير من أفعاله الخارجية، إلا أنه لا يميت ضميرَه الأخلاقي، ولا يصادرُ إرادتَه الخيرة، ولا يسقط عنه المسؤوليةَ الجزائية عن أية جريمة يرتكبها، فلو قام سجينٌ بقتل إنسان آخر، أو مارسَ التأليب ضد شخص والتهييج على قتله داخلَ السجن أو خارجه، لا يحكم العقلُ الأخلاقي والقانونُ العادل بتبرئته، وإن كان القضاء يراعي ألمه ومعاناته في السجن، وأثرها في انفعاله وقراراته ومواقفه الغاضبة. السجينُ الذي يتعرض للتعذيب والتنكيل، وتحدث لديه عاهاتٌ وجروحٌ وأمراض نفسية عميقة بسبب ذلك، ينبغي أن نحمي المجتمعَ من أفكاره الملوثة بعقدٍ نفسية حادة، لا أن نعلي من مكانته، ونبالغ في تبجيل شخصيته، ونشيد بهذه الأفكار ونبشِّر بها. مثل هذه الحالات المرضية تحتاج إلى مصحة نفسانية تعالج المصابَ وتحدُّ من سلوكه العدواني. ليس من حق أحد أن يتوّجَ صاحبَها إمامًا على الناس في حياته، ويحتفي بأفكاره بعد موته. أفكارُ سيد قطب اختطفت خيرة شباب الإسلام الغيارى، وأغرقتهم بأوهام متخيلة، وغيبتهم عن الواقع، وورطتهم بمواقف طائشة، وغذّت أذهانهم بتعاليم تتنكر لها طبيعتهم البشرية، ولا تطيقها عواطفهم ومشاعرهم إلا بتدجين وترويض متواصل، وغرست كراهيةً عميقة بداخلهم لأهلهم وجيلهم ومجتمعهم ولكلِّ مختلف المعتقد عنهم، وحبستهم طوعيًا في أقفاص نفسية موحشة يعتزلون فيها أهلَهم وجيلَهم ومجتمعَهم. لا يكفُّ حسن حنفي من الإعلاءِ من كتابات سيد قطب والثناءِ عليه، بلغةٍ لا تليق بمفكرٍ ذكي واسعِ الاطلاع من أمثاله. يضع حسن حنفي تبرئةَ سيد قطب غاية، يحاول أن يتهرّب من ذكر المواقف الصادمة في كتاباته، وعندما يمرّ على "معالم في الطريق" يصف هذا الكت ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765241
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي يمتدح #حسن_حنفي سيدَ قطب ويدافع عنه، ويبرّر سلوكَه وأفكارَه، ويخلي مسؤوليتَه عن أفكاره ومواقفه بذريعة السجن والشعور بالمظلومية. يكتب حنفي في سياق تبريره لأفكار سيد قطب قائلًا: (نشأ تيار إسلامي آخر تحت تعذيب السجون. وهنا نشأ لون جديد من الإسلام الغاضب، الثائر، المنتقم من: الاشتراكية، والقومية، ومن العلمانية. ومن هنا وفي هذا الجو النفسي المظلم كتب سيد قطب "معالم في الطريق" عام 1963، وقبض عليه من جديد على أساس أنه منظر التنظيم، ثم أُعدم في عام 1966) . يحاول حنفي الدفاعَ عن سيد قطب بتكرار الحديث عن ظروف السجن القاسية لكتابته، ولا يشير إلى أن الحاكميةَ والجاهلية وغيرَهما من أفكار المركزية كانت منبثّةً في بعض مؤلفاته وأجزاء تفسيره الصادرةِ قبل سجنه. لا يكترث حنفي بضحايا فكر سيد قطب، يلتمس له الأعذارَ حيثما ذكره، ويُعلِّل آراءَه ومواقفَه بعوامل خارجية يرى أنه كان على الدوام هو الضحية، وإن كان حنفي ينقد الحاكميةَ وغيرَها أحيانًا، لكنه يتراجع في موضع آخر فيشيد بما انتقده.كأن الاضطهادَ الذي يتعرض له الكاتبُ يخلي مسؤوليته عن أفكاره، حتى لو كانت تحرّض على العنف والقتال، وتكفِّر الدول والمجتمعات، وتستبدل الانتماء للوطن والهوية والثقافة بإنتماء لأوطان أخرى باسم المعتقد. ربما يستعير حسن حنفي هذا النوع من الدفاع عن #سيد_قطب من أولئك الذين يدافعون عن شدّة كتابات ابن تيمية وفتاواه بتكفير المختلف في المعتقد، بذريعة سجنه واضهاده. المفكرُ وأيُّ كاتب مسؤولٌ عن كتاباته المحرِّضة على العنف، الفقيهُ مسؤولٌ عن فتاواه المكفِّرة للغير. ليس من حقِّ حنفي تبرئةُ سيد قطب من آثار آرائه المتشدّدة، وهو يعرف تغلغلَها في أدبيات جماعات الإسلام السياسي، وتوالدَ جماعات عنيفة منها، وتمزيقَها لنسيج المجتمع الواحد وعبثَها بأمنه وعيشه. السجنُ والاضطهاد والتعذيب يسلبُ حريةَ الإنسان على كثير من أفعاله الخارجية، إلا أنه لا يميت ضميرَه الأخلاقي، ولا يصادرُ إرادتَه الخيرة، ولا يسقط عنه المسؤوليةَ الجزائية عن أية جريمة يرتكبها، فلو قام سجينٌ بقتل إنسان آخر، أو مارسَ التأليب ضد شخص والتهييج على قتله داخلَ السجن أو خارجه، لا يحكم العقلُ الأخلاقي والقانونُ العادل بتبرئته، وإن كان القضاء يراعي ألمه ومعاناته في السجن، وأثرها في انفعاله وقراراته ومواقفه الغاضبة. السجينُ الذي يتعرض للتعذيب والتنكيل، وتحدث لديه عاهاتٌ وجروحٌ وأمراض نفسية عميقة بسبب ذلك، ينبغي أن نحمي المجتمعَ من أفكاره الملوثة بعقدٍ نفسية حادة، لا أن نعلي من مكانته، ونبالغ في تبجيل شخصيته، ونشيد بهذه الأفكار ونبشِّر بها. مثل هذه الحالات المرضية تحتاج إلى مصحة نفسانية تعالج المصابَ وتحدُّ من سلوكه العدواني. ليس من حق أحد أن يتوّجَ صاحبَها إمامًا على الناس في حياته، ويحتفي بأفكاره بعد موته. أفكارُ سيد قطب اختطفت خيرة شباب الإسلام الغيارى، وأغرقتهم بأوهام متخيلة، وغيبتهم عن الواقع، وورطتهم بمواقف طائشة، وغذّت أذهانهم بتعاليم تتنكر لها طبيعتهم البشرية، ولا تطيقها عواطفهم ومشاعرهم إلا بتدجين وترويض متواصل، وغرست كراهيةً عميقة بداخلهم لأهلهم وجيلهم ومجتمعهم ولكلِّ مختلف المعتقد عنهم، وحبستهم طوعيًا في أقفاص نفسية موحشة يعتزلون فيها أهلَهم وجيلَهم ومجتمعَهم. لا يكفُّ حسن حنفي من الإعلاءِ من كتابات سيد قطب والثناءِ عليه، بلغةٍ لا تليق بمفكرٍ ذكي واسعِ الاطلاع من أمثاله. يضع حسن حنفي تبرئةَ سيد قطب غاية، يحاول أن يتهرّب من ذكر المواقف الصادمة في كتاباته، وعندما يمرّ على "معالم في الطريق" يصف هذا الكت ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765241
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 6
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 7
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي يستعملُ د. حسن حنفي التراثَ بما هو أوعية يستخدمُها كما يشاء في استنهاض المجتمع، بوصف التراثَ معتقدات وقيم وأحكام راسخة في وجدان المجتمع ويختزنها شعورُه الجمعي. تقرأ في كتاباته ما يدلّل على أنه تراثي وإن كان يحاول أن يظهر ضدّ منطق التراث ورؤيته للعالَم، تراه يتحدث بكلامٍ حداثي وإن كان التأملُ الدقيق بكتاباته يكشف بجلاءٍ أن حداثتَه ضدّ منطق الحداثة ورؤيتها للعالَم. طريقةُ تأويله للتراث غريبةٌ على التراث، يحاول باستمرار إخراجَ التراث من إطارِه التاريخي والفضاءِ الذي تكوّن فيه وسياقاتِه والرؤيةِ الكامنة فيه للعالَم. يمتلكُ حنفي مهارةَ التوظيف البراغماتي للتراث، بنحوٍ يتخذ منه مرايا تنعكس عليها قناعاتُه، التراثُ في مراياه يتجلى يساريًا اشتراكيًا، ويساريًا إسلاميًا، وديمقراطيًا ليبراليًا.كلُّ مرة يحاول تحميلَه ما لا يتحمله، وتقويلَه ما لا يقوله، ويركّبُ عليه ما يتنكر له. متمرّسٌ في التقاطِ مقولاتِ المتكلمين وبخاصة المعتزلة، وبعضِ فتاوى الفقهاء، وآراءِ الفلاسفة، وشذراتِ المتصوفة، ويقوّلها ما يراه ضروريًا لنهضة الأمة وتقدّمها اليوم، وكأن تلك المقولاتِ والآراء علبٌ تقبل كلَّ أيديولوجيا وقناعة، وإن كانت مفارقةً لها لا تشبهها بشيء. مقولاتُ المتكلمين ومعتقداتُهم وآراؤهم ليست أوعيةً مفرَغة من المضمون. التراثُ نمطُ وجودٍ ينتمي للماضي، التراثُ رؤىً للعالَم، التراثُ مناهجُ فهمٍ متنوعة، التراثُ أدواتُ نظرٍ مختلفة، التراثُ طرائقُ فهمٍ فلسفية وكلامية وأصولية وفقهية وقرآنية وحديثية وصوفية، يعبّر كلٌّ منها عن منطقِه الخاص للفهم ورؤيتِه للعالَم. يشدد حنفي في مناسبات متنوعة على أهمية تراث المعتزلة وضرورة ايقاظ عقلانيتهم، لكن كتابه العمدة في تجديد علم الكلام "من العقيدة إلى الثورة" لا تنتمي مقدمته إلى نتائجه. ما تُعلِنه آمالُه وأمانيُه وأحلامُه الرومانسية شيءٌ، وما ينتهي إليه في بحثه شيءٌ ليس من جنسها. مشروعه الذي يقومُ على إعادةِ بناء التراث لا تجد فيه ما يدلل على إعادةِ البناء، ولا تكتشفُ في جوهره عقلانيةَ المعتزلة، بل عند تفحّصه بعمقٍ تجده يستبطن أشعريةً متنكرة. يصرّ على أنه ينطلق من التراث إلى الواقع، غير أن قراءتَه بتأمل دقيق، وتحليلَ بنيته العميقة، تكشف لك أنه يبدأ من التراث لينتهي بالتراث، وكأنه يستأنف شيئًا من الأحلام الطوباوية للدعوات الأصولية، على شاكلة تفكيره وأسلوب تعبيره، وبإيقاع شعاراته المثيرة للمشاعر. يقول د. جابر عصفور: (مشروع حسن حنفي عن التراث والتجديد، هو في حقيقته ضد مشروع تجديد التراث. فحنفي حين سافر إلى باريس لاستكمال دراساته العلمية، كان عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين، وقد التقي هناك بمجموعة من الأساتذة المسيحيين المتأثرين والفاعلين في مشروع لاهوت التحرير المسيحي، وقد حاول استنساخ التجربة في ما يسمى بمشروع اليسار الإسلامي، وأصدر مجلة "اليسار الإسلامي" كمنفيستو لمشروعه الفلسفي. فحنفي يميل إلى المدرسة الظاهرية في قراءة النصوص الدينية والتراثية ليس معتزليًا يقدم العقل، وإنما أشعري أصولي) . يشدّد حنفي على أن التراثَ هو الشفاء لو عملنا على إعادةِ بنائه واستئنافِه مجدّدًا. التراث كما يرى يمكنه أن يتحدث لنا بلغةٍ تتكفل دواءَ كلِّ أمراض واقعنا وما نعجز عن معالجته اليوم. إعادةُ البناء التي يعمل عليها، تمثل أحيانًا تلفيقًا مبسَّطًا للتراث مع لغةِ الفلسفة الغربية، ومصطلحاتِ العلوم الإنسانية الحديثة، واللاهوتِ الجديد، والأيديولوجيات الجديدة، والنظمِ السياسية المعروفة اليوم. أرى مشروعَ حنفي نسخةً متنكرة لـدعوة "إسلامية المعرفة". إسلامي ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765844
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي يستعملُ د. حسن حنفي التراثَ بما هو أوعية يستخدمُها كما يشاء في استنهاض المجتمع، بوصف التراثَ معتقدات وقيم وأحكام راسخة في وجدان المجتمع ويختزنها شعورُه الجمعي. تقرأ في كتاباته ما يدلّل على أنه تراثي وإن كان يحاول أن يظهر ضدّ منطق التراث ورؤيته للعالَم، تراه يتحدث بكلامٍ حداثي وإن كان التأملُ الدقيق بكتاباته يكشف بجلاءٍ أن حداثتَه ضدّ منطق الحداثة ورؤيتها للعالَم. طريقةُ تأويله للتراث غريبةٌ على التراث، يحاول باستمرار إخراجَ التراث من إطارِه التاريخي والفضاءِ الذي تكوّن فيه وسياقاتِه والرؤيةِ الكامنة فيه للعالَم. يمتلكُ حنفي مهارةَ التوظيف البراغماتي للتراث، بنحوٍ يتخذ منه مرايا تنعكس عليها قناعاتُه، التراثُ في مراياه يتجلى يساريًا اشتراكيًا، ويساريًا إسلاميًا، وديمقراطيًا ليبراليًا.كلُّ مرة يحاول تحميلَه ما لا يتحمله، وتقويلَه ما لا يقوله، ويركّبُ عليه ما يتنكر له. متمرّسٌ في التقاطِ مقولاتِ المتكلمين وبخاصة المعتزلة، وبعضِ فتاوى الفقهاء، وآراءِ الفلاسفة، وشذراتِ المتصوفة، ويقوّلها ما يراه ضروريًا لنهضة الأمة وتقدّمها اليوم، وكأن تلك المقولاتِ والآراء علبٌ تقبل كلَّ أيديولوجيا وقناعة، وإن كانت مفارقةً لها لا تشبهها بشيء. مقولاتُ المتكلمين ومعتقداتُهم وآراؤهم ليست أوعيةً مفرَغة من المضمون. التراثُ نمطُ وجودٍ ينتمي للماضي، التراثُ رؤىً للعالَم، التراثُ مناهجُ فهمٍ متنوعة، التراثُ أدواتُ نظرٍ مختلفة، التراثُ طرائقُ فهمٍ فلسفية وكلامية وأصولية وفقهية وقرآنية وحديثية وصوفية، يعبّر كلٌّ منها عن منطقِه الخاص للفهم ورؤيتِه للعالَم. يشدد حنفي في مناسبات متنوعة على أهمية تراث المعتزلة وضرورة ايقاظ عقلانيتهم، لكن كتابه العمدة في تجديد علم الكلام "من العقيدة إلى الثورة" لا تنتمي مقدمته إلى نتائجه. ما تُعلِنه آمالُه وأمانيُه وأحلامُه الرومانسية شيءٌ، وما ينتهي إليه في بحثه شيءٌ ليس من جنسها. مشروعه الذي يقومُ على إعادةِ بناء التراث لا تجد فيه ما يدلل على إعادةِ البناء، ولا تكتشفُ في جوهره عقلانيةَ المعتزلة، بل عند تفحّصه بعمقٍ تجده يستبطن أشعريةً متنكرة. يصرّ على أنه ينطلق من التراث إلى الواقع، غير أن قراءتَه بتأمل دقيق، وتحليلَ بنيته العميقة، تكشف لك أنه يبدأ من التراث لينتهي بالتراث، وكأنه يستأنف شيئًا من الأحلام الطوباوية للدعوات الأصولية، على شاكلة تفكيره وأسلوب تعبيره، وبإيقاع شعاراته المثيرة للمشاعر. يقول د. جابر عصفور: (مشروع حسن حنفي عن التراث والتجديد، هو في حقيقته ضد مشروع تجديد التراث. فحنفي حين سافر إلى باريس لاستكمال دراساته العلمية، كان عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين، وقد التقي هناك بمجموعة من الأساتذة المسيحيين المتأثرين والفاعلين في مشروع لاهوت التحرير المسيحي، وقد حاول استنساخ التجربة في ما يسمى بمشروع اليسار الإسلامي، وأصدر مجلة "اليسار الإسلامي" كمنفيستو لمشروعه الفلسفي. فحنفي يميل إلى المدرسة الظاهرية في قراءة النصوص الدينية والتراثية ليس معتزليًا يقدم العقل، وإنما أشعري أصولي) . يشدّد حنفي على أن التراثَ هو الشفاء لو عملنا على إعادةِ بنائه واستئنافِه مجدّدًا. التراث كما يرى يمكنه أن يتحدث لنا بلغةٍ تتكفل دواءَ كلِّ أمراض واقعنا وما نعجز عن معالجته اليوم. إعادةُ البناء التي يعمل عليها، تمثل أحيانًا تلفيقًا مبسَّطًا للتراث مع لغةِ الفلسفة الغربية، ومصطلحاتِ العلوم الإنسانية الحديثة، واللاهوتِ الجديد، والأيديولوجيات الجديدة، والنظمِ السياسية المعروفة اليوم. أرى مشروعَ حنفي نسخةً متنكرة لـدعوة "إسلامية المعرفة". إسلامي ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765844
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 7
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 1
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي هذه سلسلةُ مقالات كتبتُها عند وفاة الدكتور حسن حنفي رحمه الله، لم أشأ نشرها في الجريدة ذلك الوقت. مشاعرُ فقدان الأصدقاء القريبين موجعةٌ، احتجتُ مدةً طويلة لتبرد مشاعري وأعيدُ تحريرَ النص وأنا هادئ. أحاول أن أكتبَ عنه وأنا متخفف من مشاعرَ فقدان صديق عزيز، ولئلا يقعُ تفكيري أسيرَ عواطفي عند الحديث عن أفكاره. رحل الدكتور حسن حنفي يوم الخميس 21-10-2021 عن عالمنا بعمر 86 سنة "1935 – 2021". برحيله فقد العربُ مفكرًا غزيز الإنتاج، وخسرت الفلسفةُ معلّمًا أفنى حياتَه في التعليم، وباحثًا كرّس عمرَه للبحث والكتابة. كنا معًا على المنصة في الجلسة الافتتاحية آخر مرة التقينا بمؤتمر النهضة العربية سنة 2018 في الأردن،كان مُقعدًا على كرسي، لكن همّته وعزيمته وحماسته لم تهدأ، وتوقّد ذهنه لم ينطفئ. أحترمُ حسنَ حنفي وأعتزّ بصداقته، ويعجبُني منجزَه الواسع، وأهتمُ بمتابعة ومطالعة كتاباته المتدفقة الغزيرة. تربطنا صداقةٌ تواصلت سنوات طويلة، كان مهذبًا دافئًا ودودًا معي، أحبُّ صوتَ الإنسان الغيور الشهم داخلَه، وإن كنتُ أختلفُ مع تعريفه للدين وقراءته لنصوصه. تعودُ علاقتي بفكر حسن حنفي إلى أكثر من أربعين عامًا، قرأتُ سلسلةَ مقالاته في نقد الأصولية بجريدة "الوطن" الكويتية بعد مقتل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات. في نقده للأصولية للمرة الأولى أقرأ نقدًا بجرأة لم أعرفها في أدبيات الجماعات الدينية. لم تألف هذه الجماعاتُ غربلةً وتمحيصًا في داخلها لشعاراتها ومفاهيمها وقراراتها.كلُّ ما قرأتُه في تقويمها ومراجعتها ونقدها لكتّاب خرجوا عليها وغادروا تفكيرها، أو كتّاب ينتمون للجبهة المقابلة لها. انتقل حسنُ حنفي في نقده للأصولية إلى آفاق أوسع من ضيق أفق تفكيرها ومفاهيمها المبسّطة، ونظرتها الأُحادية لواقع شديد التركيب ومتعدّد الأبعاد ومتنوّع الوجوه. بادرتُ لقراءة ما أعثر عليه من مقالات حنفي ومؤلفاته. أرسلتُ له رسالةً بريدية. لم أكن واثقًا من وصولها، فوجئتُ بعد مدة طويلة برسالة جوابية مرفقةً بطرد يحمل مجلة "اليسار الإسلامي" وغيرها، هذه المجلةُ أصدرَ حنفي العددَ اليتيم منها ولم يردفه بعدد آخر. ضمّت "اليسار الإسلامي" مقالاتٍ بعضُها منشور من قبل، منها مقالةٌ للدكتور علي شريعتي مترجمة للعربية.كانت المجلةُ أشبه ببيان تأسيسي لحزب أيديولوجي ثوري. قرأتُ مقدمتَه المسهبة للمجلة أكثرَ من مرة، رأيتها مقالةً تحتشدُ فيها أصواتٌ متنوعةٌ للثوار في تاريخ الإسلام المبكر، تحتشدُ هذه الأصواتُ بموازاة مقولات العدل والحرية في علم الكلام المعتزلي، ومفاهيمَ إنسانية منتقاة من التراث. لم أقرأ من قبل كتابات تتجاور فيها كلُّ هذه التوليفة المركبة من أضداد، يحاول حنفي أن يسكبَ أضدادًا في كأس واحد. بقدر ما أعجبتني براعةُ حسن حنفي في الصياغة اللغوية لشعارات تنادي بأحلام اليسار والحركات الثورية بمختلف تعبيراتها، وخبرتُه الواسعة بحقول التراث المتنوعة، تساءلتُ عن كيفية جمع ثورات تنطلق من مواقف اعتقادية متعارضة وأحيانًا متصارعة، ودمجها بمقولات كلامية تعكس كلُّ واحدة منها رؤيةَ أحد الفرق الكلامية المتنازعة. بدأ ينمو ويتراكم هذا التساؤل وأمثالُه بمرور الزمن كلما قرأتُ جديدًا لحنفي، إلى درجة اكتشفتُ فيها عقلًا يدمجُ عناصرَ غريبة وأحيانًا متضادة تنتمي لفلسفات متنوعة وعقائد متصارعة، يدعوها لتنادي بصوته لا صوتها، وتعلنُ غاياتِه لا غاياتها، وتنشدُ أحلامَه لا أحلامها. وقفتُ على بوصلةَ تفكير حنفي منذ أول قراءة لكتاباتِه وتكشّفَ لي بوضوح كيف يجعل الشرقَ يقول ما قاله الغربُ والغرب ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765931
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي هذه سلسلةُ مقالات كتبتُها عند وفاة الدكتور حسن حنفي رحمه الله، لم أشأ نشرها في الجريدة ذلك الوقت. مشاعرُ فقدان الأصدقاء القريبين موجعةٌ، احتجتُ مدةً طويلة لتبرد مشاعري وأعيدُ تحريرَ النص وأنا هادئ. أحاول أن أكتبَ عنه وأنا متخفف من مشاعرَ فقدان صديق عزيز، ولئلا يقعُ تفكيري أسيرَ عواطفي عند الحديث عن أفكاره. رحل الدكتور حسن حنفي يوم الخميس 21-10-2021 عن عالمنا بعمر 86 سنة "1935 – 2021". برحيله فقد العربُ مفكرًا غزيز الإنتاج، وخسرت الفلسفةُ معلّمًا أفنى حياتَه في التعليم، وباحثًا كرّس عمرَه للبحث والكتابة. كنا معًا على المنصة في الجلسة الافتتاحية آخر مرة التقينا بمؤتمر النهضة العربية سنة 2018 في الأردن،كان مُقعدًا على كرسي، لكن همّته وعزيمته وحماسته لم تهدأ، وتوقّد ذهنه لم ينطفئ. أحترمُ حسنَ حنفي وأعتزّ بصداقته، ويعجبُني منجزَه الواسع، وأهتمُ بمتابعة ومطالعة كتاباته المتدفقة الغزيرة. تربطنا صداقةٌ تواصلت سنوات طويلة، كان مهذبًا دافئًا ودودًا معي، أحبُّ صوتَ الإنسان الغيور الشهم داخلَه، وإن كنتُ أختلفُ مع تعريفه للدين وقراءته لنصوصه. تعودُ علاقتي بفكر حسن حنفي إلى أكثر من أربعين عامًا، قرأتُ سلسلةَ مقالاته في نقد الأصولية بجريدة "الوطن" الكويتية بعد مقتل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات. في نقده للأصولية للمرة الأولى أقرأ نقدًا بجرأة لم أعرفها في أدبيات الجماعات الدينية. لم تألف هذه الجماعاتُ غربلةً وتمحيصًا في داخلها لشعاراتها ومفاهيمها وقراراتها.كلُّ ما قرأتُه في تقويمها ومراجعتها ونقدها لكتّاب خرجوا عليها وغادروا تفكيرها، أو كتّاب ينتمون للجبهة المقابلة لها. انتقل حسنُ حنفي في نقده للأصولية إلى آفاق أوسع من ضيق أفق تفكيرها ومفاهيمها المبسّطة، ونظرتها الأُحادية لواقع شديد التركيب ومتعدّد الأبعاد ومتنوّع الوجوه. بادرتُ لقراءة ما أعثر عليه من مقالات حنفي ومؤلفاته. أرسلتُ له رسالةً بريدية. لم أكن واثقًا من وصولها، فوجئتُ بعد مدة طويلة برسالة جوابية مرفقةً بطرد يحمل مجلة "اليسار الإسلامي" وغيرها، هذه المجلةُ أصدرَ حنفي العددَ اليتيم منها ولم يردفه بعدد آخر. ضمّت "اليسار الإسلامي" مقالاتٍ بعضُها منشور من قبل، منها مقالةٌ للدكتور علي شريعتي مترجمة للعربية.كانت المجلةُ أشبه ببيان تأسيسي لحزب أيديولوجي ثوري. قرأتُ مقدمتَه المسهبة للمجلة أكثرَ من مرة، رأيتها مقالةً تحتشدُ فيها أصواتٌ متنوعةٌ للثوار في تاريخ الإسلام المبكر، تحتشدُ هذه الأصواتُ بموازاة مقولات العدل والحرية في علم الكلام المعتزلي، ومفاهيمَ إنسانية منتقاة من التراث. لم أقرأ من قبل كتابات تتجاور فيها كلُّ هذه التوليفة المركبة من أضداد، يحاول حنفي أن يسكبَ أضدادًا في كأس واحد. بقدر ما أعجبتني براعةُ حسن حنفي في الصياغة اللغوية لشعارات تنادي بأحلام اليسار والحركات الثورية بمختلف تعبيراتها، وخبرتُه الواسعة بحقول التراث المتنوعة، تساءلتُ عن كيفية جمع ثورات تنطلق من مواقف اعتقادية متعارضة وأحيانًا متصارعة، ودمجها بمقولات كلامية تعكس كلُّ واحدة منها رؤيةَ أحد الفرق الكلامية المتنازعة. بدأ ينمو ويتراكم هذا التساؤل وأمثالُه بمرور الزمن كلما قرأتُ جديدًا لحنفي، إلى درجة اكتشفتُ فيها عقلًا يدمجُ عناصرَ غريبة وأحيانًا متضادة تنتمي لفلسفات متنوعة وعقائد متصارعة، يدعوها لتنادي بصوته لا صوتها، وتعلنُ غاياتِه لا غاياتها، وتنشدُ أحلامَه لا أحلامها. وقفتُ على بوصلةَ تفكير حنفي منذ أول قراءة لكتاباتِه وتكشّفَ لي بوضوح كيف يجعل الشرقَ يقول ما قاله الغربُ والغرب ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=765931
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 1
عبدالجبار الرفاعي : الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 8
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي تسارعت كتابةُ حسن حنفي في الربع الأخير من حياته، وتضخّم مشروعُه وتكدّست مجلداتُه، بنحوٍ يشعر معه القارئُ الذي واكب كتاباتِه بشغفٍ حنفي بالكمّ وتعلّقِه ببلوغ خاتمة مشروعه الموسوعي.كان وهو يكتب متعجلًا كمن يقرأ روايةً بوليسية يترقّب خاتمتَها بلهفة. وعد أن يغطّي مشروعُه كلَّ حقول التراث الواسعة، وبالفعل وفى بوعده أفقيًا. لم يتورط في مثل هذا العمل الموسوعي مفكرٌ آخر غيرُه، لا من جيله، ولا أجيال أساتذته، ولا تلامذته. لا يمكن إنكارُ مواهبه الفذّة، ولا تكوينه الأكاديمي الرصين، ولا خبرته الممتازة في معرفة الفلسفة والعلوم الإنسانية الحديثة، ولا خبرته الأفقية والعمودية بالتراث، إلا أنه أراد أن يكونَ متكلمًا كأئمة الفرق، وفقيهًا كأئمة المذاهب، وأصوليًا كالإمام الشافعي، ومفسّرًا كأعلام التفسير المعروفين، وعالِمًا بالرجال والحديث كأعلام المحدثين وعلماء الرجال والطبقات، وقبل كلِّ ذلك أراد أن يكون فيلسوفًا كالفارابي وابن سينا وابن رشد وملا صدرا. أظن أن ذلك يتعذّر على إنسان اليوم، مهما كانت عبقريتُه وتكوينُه العلمي ومواهبُه ومعارفُه وصبرُه ومثابرتُه. ضيّع حسن حنفي مواهبَه وطاقاتِه وصبرَه الطويل في متاهات التراث وكهوفه، ولبث في تلك المتاهات ولم يخرج منها بعد أن دفن فيها عقلَه وتكوينَه الأكاديمي الثمين وإمكاناتِه المعرفية. عاش فكرُ حسن حنفي مغترِبًا وسيلبث مغترِبًا، صوتُه لم يكن مألوفًا للكلّ، حاول أن يكونَ إسلاميًا فتنكّر له الإسلاميون، مثلما حاول أن يكونَ علمانيًا فتنكّر له العلمانيون. البيان النظري للمشروع الذي أصدره كخارطة طريق عنوانه: "التراث والتجديد"، لكن مشروعه إحيائي لا تجديدي. الإحياء يبدأ من التراث لينتهي بالتراث، الإحياء إعادة صياغة لفظية تستبدل كلمات بكلمات، وأحيانًا تنحت مصطلحات بديلة لتملأها بالمعاني التراثية ذاتها. الإحياء غير التجديد، التجديد يدرس البنيةَ العميقة لعلوم الدين، ويعمل على اكتشاف مناهجها ومنطقها الخاص ورؤيتها للعالم، ويستوعبها استيعابًا نقديًا، ويتجاوزها ليجتهد في إنتاج علوم ومعارف الدين بمعطيات ومناهج وأدوات العلوم والمعارف الحديثة. دراسة التراث ضرورة تفرضها الكيفيةُ التي نريد أن نتحرّر بها من وصايته. تبدأ دراسةُ التراث بالكشف عن البنيةِ الأشعرية وغيرِها من مقولات المتكلمين المؤسّسة لرؤية المسلم للعالم في الماضي والحاضر، هذه الرؤيةُ الكلامية التي يستقي منها التفسيرُ والفقه والأخلاق وتصوّف الاستعباد. كتب حسنُ حنفي مقدماتِه النظرية بلغةٍ أكثر تماسكًا وبمنهجٍ أكثر تنظيمًا ورصانة، غير أنه أخفق في تطبيقاته. ظهر مبكرًا أدقُّ نصوصه وأوضحُها وأكثرُها تماسكًا نظريًا، في تقديمه المطول لترجمة "رسالة في اللاهوت والسياسة" لسبينوزا. كان متمكنًا في ترجماته القليلة، لو لبث في هذا الميدان وراكم تجربتَه فيه لربما أنجز للمكتبة العربية ترجمةَ أثمن النصوص الفلسفية وأغناها قبل أن تشيع الترجمةُ أخيرًا.كان متمكنًا أيضًا في بناء الإطار النظري الصادر بعنوان: "التراث والتجديد" الذي كتبه بوصفه المانفيستو لمشروعه، وهكذا صاغ مقدماتِه النظرية لحقول مشروعه. غير أن محاولاتِه في إعادة بناء علوم الدين بالاغتراف من التراث عجزتْ عن الوفاء بوعودها، وأخفقتْ في تمثّل رؤيتِه النظرية وحضورِها. ضاعت في مشروعه المباني، ولم نرَ من الإطار النظري الذي يرسمه في مقدّماته إلا عنواناتِ الكتب والفصول والمباحث، انشغل بالشعارات من دون أن نقرأ في كتاباته إعادةَ بناءٍ أو تجديدًا ينعكس على البنية التحتية لعلوم الدين. إعادة بناء حقول التراث في أعماله ت ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766547
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي عبد الجبار الرفاعي تسارعت كتابةُ حسن حنفي في الربع الأخير من حياته، وتضخّم مشروعُه وتكدّست مجلداتُه، بنحوٍ يشعر معه القارئُ الذي واكب كتاباتِه بشغفٍ حنفي بالكمّ وتعلّقِه ببلوغ خاتمة مشروعه الموسوعي.كان وهو يكتب متعجلًا كمن يقرأ روايةً بوليسية يترقّب خاتمتَها بلهفة. وعد أن يغطّي مشروعُه كلَّ حقول التراث الواسعة، وبالفعل وفى بوعده أفقيًا. لم يتورط في مثل هذا العمل الموسوعي مفكرٌ آخر غيرُه، لا من جيله، ولا أجيال أساتذته، ولا تلامذته. لا يمكن إنكارُ مواهبه الفذّة، ولا تكوينه الأكاديمي الرصين، ولا خبرته الممتازة في معرفة الفلسفة والعلوم الإنسانية الحديثة، ولا خبرته الأفقية والعمودية بالتراث، إلا أنه أراد أن يكونَ متكلمًا كأئمة الفرق، وفقيهًا كأئمة المذاهب، وأصوليًا كالإمام الشافعي، ومفسّرًا كأعلام التفسير المعروفين، وعالِمًا بالرجال والحديث كأعلام المحدثين وعلماء الرجال والطبقات، وقبل كلِّ ذلك أراد أن يكون فيلسوفًا كالفارابي وابن سينا وابن رشد وملا صدرا. أظن أن ذلك يتعذّر على إنسان اليوم، مهما كانت عبقريتُه وتكوينُه العلمي ومواهبُه ومعارفُه وصبرُه ومثابرتُه. ضيّع حسن حنفي مواهبَه وطاقاتِه وصبرَه الطويل في متاهات التراث وكهوفه، ولبث في تلك المتاهات ولم يخرج منها بعد أن دفن فيها عقلَه وتكوينَه الأكاديمي الثمين وإمكاناتِه المعرفية. عاش فكرُ حسن حنفي مغترِبًا وسيلبث مغترِبًا، صوتُه لم يكن مألوفًا للكلّ، حاول أن يكونَ إسلاميًا فتنكّر له الإسلاميون، مثلما حاول أن يكونَ علمانيًا فتنكّر له العلمانيون. البيان النظري للمشروع الذي أصدره كخارطة طريق عنوانه: "التراث والتجديد"، لكن مشروعه إحيائي لا تجديدي. الإحياء يبدأ من التراث لينتهي بالتراث، الإحياء إعادة صياغة لفظية تستبدل كلمات بكلمات، وأحيانًا تنحت مصطلحات بديلة لتملأها بالمعاني التراثية ذاتها. الإحياء غير التجديد، التجديد يدرس البنيةَ العميقة لعلوم الدين، ويعمل على اكتشاف مناهجها ومنطقها الخاص ورؤيتها للعالم، ويستوعبها استيعابًا نقديًا، ويتجاوزها ليجتهد في إنتاج علوم ومعارف الدين بمعطيات ومناهج وأدوات العلوم والمعارف الحديثة. دراسة التراث ضرورة تفرضها الكيفيةُ التي نريد أن نتحرّر بها من وصايته. تبدأ دراسةُ التراث بالكشف عن البنيةِ الأشعرية وغيرِها من مقولات المتكلمين المؤسّسة لرؤية المسلم للعالم في الماضي والحاضر، هذه الرؤيةُ الكلامية التي يستقي منها التفسيرُ والفقه والأخلاق وتصوّف الاستعباد. كتب حسنُ حنفي مقدماتِه النظرية بلغةٍ أكثر تماسكًا وبمنهجٍ أكثر تنظيمًا ورصانة، غير أنه أخفق في تطبيقاته. ظهر مبكرًا أدقُّ نصوصه وأوضحُها وأكثرُها تماسكًا نظريًا، في تقديمه المطول لترجمة "رسالة في اللاهوت والسياسة" لسبينوزا. كان متمكنًا في ترجماته القليلة، لو لبث في هذا الميدان وراكم تجربتَه فيه لربما أنجز للمكتبة العربية ترجمةَ أثمن النصوص الفلسفية وأغناها قبل أن تشيع الترجمةُ أخيرًا.كان متمكنًا أيضًا في بناء الإطار النظري الصادر بعنوان: "التراث والتجديد" الذي كتبه بوصفه المانفيستو لمشروعه، وهكذا صاغ مقدماتِه النظرية لحقول مشروعه. غير أن محاولاتِه في إعادة بناء علوم الدين بالاغتراف من التراث عجزتْ عن الوفاء بوعودها، وأخفقتْ في تمثّل رؤيتِه النظرية وحضورِها. ضاعت في مشروعه المباني، ولم نرَ من الإطار النظري الذي يرسمه في مقدّماته إلا عنواناتِ الكتب والفصول والمباحث، انشغل بالشعارات من دون أن نقرأ في كتاباته إعادةَ بناءٍ أو تجديدًا ينعكس على البنية التحتية لعلوم الدين. إعادة بناء حقول التراث في أعماله ت ......
#الدكتور
#حنفي:
#الأضدادُ
#كأسٍ
#واحد
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=766547
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - الدكتور حسن حنفي: الأضدادُ في كأسٍ واحد – 8
عبدالجبار الرفاعي : نسيان الله في تفسير حسن حنفي
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي د. عبد الجبار الرفاعي القرآنُ الكريم هو المنبعُ المُلهِم الذي نشأتْ في فضائه علومُ الدين، واستقتْ منه معارفُ التراث. لم نجد أحدًا من المفسرين والمحدثين والفقهاء والمتكلمين والمتصوفة وحتى الفلاسفة في الإسلام يتجاهل الدلالاتِ الميتافيزيقيةِ لعالَم الغيب في القرآن. تبدأ سورةُ البقرة، وهي أولُ سورةٍ بعد الفاتحة في القرآن بالحديث عن الغيب: " الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ" . الإيمانُ بالله هو إيمانُ بالغيب، الله هو "الغيب المطلق"، و"غيب الغيوب" كما يرى العرفاء. "نسيانُ الله" الذي يهيمن حضوره على القرآن الكريم، والادعاءُ بأن "الله هو التاريخ" ، محاولةٌ غريبةٌ تورطت فيها كتاباتُ حسن حنفي. القرآنُ يشدّد على الصلة الوجودية بين عالَم الغيب وعالَم الشهادة. مفهومُ الإنسانية في كتابات حنفي يفرِّغُ عالَم الغيب من الدلالات الميتافيزيقية، ويتجاهل المعنى الغيبي لله ويستبدله حيثما ورد بالإنسانِ وشؤونِه وأحوالِه. في مجلدٍ كبير للتفسير أصدره حسن حنفي في السنوات الأخيرة من حياته، يتجاوز 1500 صفحة، يمثّل أحدَ الحلقات الأخيرة لمشروعه، يتحدث عن: الإنسانِ، والواقعِ والتغييرِ الاجتماعي، والنضال، وحقوقِ الإنسان، والمجتمعِ ومؤسساته، والدولةِ ومؤسساتها، والسلطةِ والحكومة، وكلِّ شيء يتصل بالإنسان و"عالَم الشهادة"، غير أنه ينسى"عالَم الغيب" الذي يفرض هيمنتَه بوضوحٍ في القرآن، بشكل يتنبه إليه كلُّ مَن يستمعُ إلى صوتِ الله ونداءِ الغيب من آياته، ولو أورد حنفي آياتِ الغيب في سياقِ تفسيره أو أعمالِه الأخرى يعمد إلى تأويلها بلغةٍ لا نقرأ فيها للغيب أثرًا. لا نترقب من حنفي أن يغرقَ في تفسير باطني للغيب، أو يرسمَ جغرافيا متخيَّلة له، ولا نريد منه أن يحشدَ في تفسيره لوحاتٍ وصورًا ذهنية لعوالم الربوبية،كما أسرفتْ في ذلك الاتجاهاتُ الباطنية والتفسيرُ الإشاري لأكثر المتصوفة والفرق المغالية، لكن لا يمكن قبولُ هذا النوع من إهدار الغيب في القرآن والتنكّر لحضوره المدهش. اختلت المعادلةُ القرآنية على وفق المنطق الأيديولوجي للتفسير عند حسن حنفي، فحجبَ فيها الإنسانُ حضورَ الله، وأخفى عالَمُ الشهادة عالَمَ الغيب. يحضر في اللغة القرآنية اللهُ بتجلياته وأسمائه وصفاته، مثلما يحضر فيها الإنسانُ بوصفه خليفةً لله. الغيبُ حاضرٌ في القرآن الكريم بكثافةٍ، غائبٌ في كتابات حسن حنفي بشكلٍ يثير الحيرة. يمارس حسن حنفي عمليةَ إكراهٍ لدلالات آيات الغيب في القرآن، فيحيل ما هو سماوي إلى أرضي، ويفسّر ما وراء المادة بالمادي، وما هو ميتافيزيقي بالدنيوي، ويصرّ على دلالات اجتماعية وسياسية لهذه الآيات لا يشي بها مضمونُها. يغيب الغيبُ في كتاباته، وكأن القرآنَ الكريم عندما يتحدث بكثافةٍ عن الله بوصفه "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" لم يقرأه حنفي. القرآنُ يركزُ على الغيب بشكلٍ مدهش، لا تجد سورةً في القرآن حتى القصار تنسى الغيبَ أو لا يحضر فيها اللهُ وأسماؤه وصفاته. يعمل حنفي على تفريغِ القرآن من دلالاته الغيبية،كأن آياتِ الغيب في القرآن تتحدث عن النضال والكفاح والصراع الطبقي، ولا صلةَ لها بمضمونِها الميتافيزيقي. لا يكترث حنفي أيضًا بالحياة الروحية في القرآن، وكأن القرآنَ كتابٌ يمكن أن يتحدّث عن كلِّ شيء إلا اللهَ وتوحيدَه وعبادتَه. القرآنُ كتابٌ محوره الأساسي التوحيد، وغرضُه رسمُ خارطةٍ لبناء صلةٍ وجودية يقظة للإنسان بالله. قلّما يحضر اللهُ في تفسير حنفي بوصفه إلهَ النور والمحبة والجمال الذي أضاء نورُه كلَّ شيء،كما ترسم صورتَه آياتُ القرآن: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ… نورٌ عَلَى& ......
#نسيان
#الله
#تفسير
#حنفي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767539
#الحوار_المتمدن
#عبدالجبار_الرفاعي د. عبد الجبار الرفاعي القرآنُ الكريم هو المنبعُ المُلهِم الذي نشأتْ في فضائه علومُ الدين، واستقتْ منه معارفُ التراث. لم نجد أحدًا من المفسرين والمحدثين والفقهاء والمتكلمين والمتصوفة وحتى الفلاسفة في الإسلام يتجاهل الدلالاتِ الميتافيزيقيةِ لعالَم الغيب في القرآن. تبدأ سورةُ البقرة، وهي أولُ سورةٍ بعد الفاتحة في القرآن بالحديث عن الغيب: " الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ" . الإيمانُ بالله هو إيمانُ بالغيب، الله هو "الغيب المطلق"، و"غيب الغيوب" كما يرى العرفاء. "نسيانُ الله" الذي يهيمن حضوره على القرآن الكريم، والادعاءُ بأن "الله هو التاريخ" ، محاولةٌ غريبةٌ تورطت فيها كتاباتُ حسن حنفي. القرآنُ يشدّد على الصلة الوجودية بين عالَم الغيب وعالَم الشهادة. مفهومُ الإنسانية في كتابات حنفي يفرِّغُ عالَم الغيب من الدلالات الميتافيزيقية، ويتجاهل المعنى الغيبي لله ويستبدله حيثما ورد بالإنسانِ وشؤونِه وأحوالِه. في مجلدٍ كبير للتفسير أصدره حسن حنفي في السنوات الأخيرة من حياته، يتجاوز 1500 صفحة، يمثّل أحدَ الحلقات الأخيرة لمشروعه، يتحدث عن: الإنسانِ، والواقعِ والتغييرِ الاجتماعي، والنضال، وحقوقِ الإنسان، والمجتمعِ ومؤسساته، والدولةِ ومؤسساتها، والسلطةِ والحكومة، وكلِّ شيء يتصل بالإنسان و"عالَم الشهادة"، غير أنه ينسى"عالَم الغيب" الذي يفرض هيمنتَه بوضوحٍ في القرآن، بشكل يتنبه إليه كلُّ مَن يستمعُ إلى صوتِ الله ونداءِ الغيب من آياته، ولو أورد حنفي آياتِ الغيب في سياقِ تفسيره أو أعمالِه الأخرى يعمد إلى تأويلها بلغةٍ لا نقرأ فيها للغيب أثرًا. لا نترقب من حنفي أن يغرقَ في تفسير باطني للغيب، أو يرسمَ جغرافيا متخيَّلة له، ولا نريد منه أن يحشدَ في تفسيره لوحاتٍ وصورًا ذهنية لعوالم الربوبية،كما أسرفتْ في ذلك الاتجاهاتُ الباطنية والتفسيرُ الإشاري لأكثر المتصوفة والفرق المغالية، لكن لا يمكن قبولُ هذا النوع من إهدار الغيب في القرآن والتنكّر لحضوره المدهش. اختلت المعادلةُ القرآنية على وفق المنطق الأيديولوجي للتفسير عند حسن حنفي، فحجبَ فيها الإنسانُ حضورَ الله، وأخفى عالَمُ الشهادة عالَمَ الغيب. يحضر في اللغة القرآنية اللهُ بتجلياته وأسمائه وصفاته، مثلما يحضر فيها الإنسانُ بوصفه خليفةً لله. الغيبُ حاضرٌ في القرآن الكريم بكثافةٍ، غائبٌ في كتابات حسن حنفي بشكلٍ يثير الحيرة. يمارس حسن حنفي عمليةَ إكراهٍ لدلالات آيات الغيب في القرآن، فيحيل ما هو سماوي إلى أرضي، ويفسّر ما وراء المادة بالمادي، وما هو ميتافيزيقي بالدنيوي، ويصرّ على دلالات اجتماعية وسياسية لهذه الآيات لا يشي بها مضمونُها. يغيب الغيبُ في كتاباته، وكأن القرآنَ الكريم عندما يتحدث بكثافةٍ عن الله بوصفه "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" لم يقرأه حنفي. القرآنُ يركزُ على الغيب بشكلٍ مدهش، لا تجد سورةً في القرآن حتى القصار تنسى الغيبَ أو لا يحضر فيها اللهُ وأسماؤه وصفاته. يعمل حنفي على تفريغِ القرآن من دلالاته الغيبية،كأن آياتِ الغيب في القرآن تتحدث عن النضال والكفاح والصراع الطبقي، ولا صلةَ لها بمضمونِها الميتافيزيقي. لا يكترث حنفي أيضًا بالحياة الروحية في القرآن، وكأن القرآنَ كتابٌ يمكن أن يتحدّث عن كلِّ شيء إلا اللهَ وتوحيدَه وعبادتَه. القرآنُ كتابٌ محوره الأساسي التوحيد، وغرضُه رسمُ خارطةٍ لبناء صلةٍ وجودية يقظة للإنسان بالله. قلّما يحضر اللهُ في تفسير حنفي بوصفه إلهَ النور والمحبة والجمال الذي أضاء نورُه كلَّ شيء،كما ترسم صورتَه آياتُ القرآن: "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ… نورٌ عَلَى& ......
#نسيان
#الله
#تفسير
#حنفي
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=767539
الحوار المتمدن
عبدالجبار الرفاعي - نسيان الله في تفسير حسن حنفي
بدور زكي محمد : مدارات حسن حنفي بين أفلاك الحقيقة
#الحوار_المتمدن
#بدور_زكي_محمد مدارات حسن حنفيبين أفلاك الحقيقةبربك أيها الفلك المدارُأقصد ذا المسار أم اضطرارُمدارك قل لنا في أي شيءففي أفهامنا منه انبهارُإبن شبل البغداديبدور زكي محمدكاتبة عراقيةوردةُ العقل على صليب العصر، جُملة تُنسب إلى هيجل في وصف الفيلسوف، تذكرها الدكتور حسن حنفي قبل سنوات في محاضرته عن ظاهريات الروح، وحين كررها، تمثل جلال المشهد، فقال: ذلك هو الحلاّج، وتساءل بنبرة حزن: "ماذا سيكون مصيرنا؟ " أي عبء يتحمله من يتصدى لدراسة هذا العالم بكل موجوداته وتجليات ظواهره، وكم يحتاج من العزيمة والصبر كي يقنع عقولاً أدمنت مسايرة السلف من الناقلين غير الواعين، وقد صدق المتنبي في قوله: وإذا كانت النفوسُ كباراً، تعبت في مرادها الأجسامُ، فقد أتعبت دنيانا فقيدنا الدكتور حسن حنفي الذي جمع في شخصه بين الفيلسوف والفقيه، باحثاً في ركام معارفنا القديمة، مزيحاً عنها غبار العصور وقيود السابقين، وعينه على الواقع، مستفيداً من تراث الغرب وفلسفته، في محاولة لبناء مشروعه الثقافي على أسس إنسانية نبيلة، آخذا بعين الإعتبار تغير الزمن وموجباته من غير انتقاصٍ من إيمان الفرد وعالمه الروحي. كان الدكتور حنفي يؤكد على تمسكه بجذوره المعرفية، لكنه لم يدعهاتقيِّده، بل تحرره، فالحكمة أو الفلسفة بكل روافدها كما درسها وتمثلها في عقله النيِّر، لا تقبل القيد، ولا تقف عند حدود، لذلك لم يكن مبالياً بشكوى بدنه وتكاثر أحماله، وكثرة المشاغبين من حوله، الذين ضاقوا بمنهجه البحثي. نثر عمره في رياض العلم كما قال ابن شبل البغدادي: ودهر ينثر الأعمار نثراً، كما للورد في الروض انتثارُ. فالأعمار تنقضي لكن دوحة الفكر تبقى مورقة وإن اشتبكت عليها معاول الجهل.في حزمة الأماني التي واصلت إشراقها في قلب الراحل الكبير، الكثير مما يرهق الباحث المثابر وهو يواسي سنوات عمره وقد أشرفت على نهاياتها، يلتمس جسده المتعب أن يستجيب لما يبرق بخاطره من فكر لا يعرف هدوء العمر، فيقول: " كنت أتمنى أن أعيش أطول ولو أني راضٍ من أني تجاوزت الثمانين، كي أُعطي أكثر مما أعطيت، وأن أقوم بواجبي تجاه حقوق الشعب وواجبات الدولة وأمانة الوطن"، ويضيف في غمرة إحساسه بوجع الحياة حين تذبل، أنه سيمضي غير غاضب من أحد: " أشعر بالسيد المسيح في قلبي، يدفعني إلى التسامح والمحبة"(من كتابه ذكرياتي).مدارات لا حصر لها شغلت عقل أستاذنا الفيلسوف، كان مهموماً بفكرة العدالة الإجتماعية، ولذلك بحث في تاريخ الإسلام عن تيار كان الأكثر تمثيلاً لها، تيار عارض سطوة الحكام والنخبة المترفة، وفي محاولاته لإذكاء وعي المسلمين بالعدالة، أسس في العام 1982 مجلة اليسار الإسلامي، لكنها قوبلت بالرفض من قبل الأوصياء على التراث، صودرت وبسببها تعرض للمحاكمة.همّه الأكبر كان تجديد التراث الإسلامي، وتجاوز مفاهيم وتفسيرات لم تعد ملائمة لتطور العقل الإنساني، وقد أثرى المكتبة الإسلامية بكثير من المؤلفات التي تفتح آفاق التفكير، ليتدبر المسلمون ويتفكرون في علوم الأقدمين، وفقاً لحاجاتهم وواقعهم،وهذا ما بيّنه في كتابه "من النقل إلى العقل"، الذي حثَّ فيه على دراسة العلوم النقلية الخمسة: القرآن والحديث والتفسير والفقه وعلوم التصوف، بأسلوب يجمع بين النقل والعقل. وتمنى أن يأتي جيل بعده يحولها إلى علوم عقلية خالصة. وهذا يعبر عن حرص الدكتور حنفي على تعاقب المراحل لضمان نجاح مشروعه الإصلاحي. ففي علم القرآن ركز على أسباب النزول " فالوحي لم ينزل إلا بناءً على سبب، فالأشياء العامة هي التي سأل عنها الناس..". وتماشياً مع اهتمام ......
#مدارات
#حنفي
#أفلاك
#الحقيقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769063
#الحوار_المتمدن
#بدور_زكي_محمد مدارات حسن حنفيبين أفلاك الحقيقةبربك أيها الفلك المدارُأقصد ذا المسار أم اضطرارُمدارك قل لنا في أي شيءففي أفهامنا منه انبهارُإبن شبل البغداديبدور زكي محمدكاتبة عراقيةوردةُ العقل على صليب العصر، جُملة تُنسب إلى هيجل في وصف الفيلسوف، تذكرها الدكتور حسن حنفي قبل سنوات في محاضرته عن ظاهريات الروح، وحين كررها، تمثل جلال المشهد، فقال: ذلك هو الحلاّج، وتساءل بنبرة حزن: "ماذا سيكون مصيرنا؟ " أي عبء يتحمله من يتصدى لدراسة هذا العالم بكل موجوداته وتجليات ظواهره، وكم يحتاج من العزيمة والصبر كي يقنع عقولاً أدمنت مسايرة السلف من الناقلين غير الواعين، وقد صدق المتنبي في قوله: وإذا كانت النفوسُ كباراً، تعبت في مرادها الأجسامُ، فقد أتعبت دنيانا فقيدنا الدكتور حسن حنفي الذي جمع في شخصه بين الفيلسوف والفقيه، باحثاً في ركام معارفنا القديمة، مزيحاً عنها غبار العصور وقيود السابقين، وعينه على الواقع، مستفيداً من تراث الغرب وفلسفته، في محاولة لبناء مشروعه الثقافي على أسس إنسانية نبيلة، آخذا بعين الإعتبار تغير الزمن وموجباته من غير انتقاصٍ من إيمان الفرد وعالمه الروحي. كان الدكتور حنفي يؤكد على تمسكه بجذوره المعرفية، لكنه لم يدعهاتقيِّده، بل تحرره، فالحكمة أو الفلسفة بكل روافدها كما درسها وتمثلها في عقله النيِّر، لا تقبل القيد، ولا تقف عند حدود، لذلك لم يكن مبالياً بشكوى بدنه وتكاثر أحماله، وكثرة المشاغبين من حوله، الذين ضاقوا بمنهجه البحثي. نثر عمره في رياض العلم كما قال ابن شبل البغدادي: ودهر ينثر الأعمار نثراً، كما للورد في الروض انتثارُ. فالأعمار تنقضي لكن دوحة الفكر تبقى مورقة وإن اشتبكت عليها معاول الجهل.في حزمة الأماني التي واصلت إشراقها في قلب الراحل الكبير، الكثير مما يرهق الباحث المثابر وهو يواسي سنوات عمره وقد أشرفت على نهاياتها، يلتمس جسده المتعب أن يستجيب لما يبرق بخاطره من فكر لا يعرف هدوء العمر، فيقول: " كنت أتمنى أن أعيش أطول ولو أني راضٍ من أني تجاوزت الثمانين، كي أُعطي أكثر مما أعطيت، وأن أقوم بواجبي تجاه حقوق الشعب وواجبات الدولة وأمانة الوطن"، ويضيف في غمرة إحساسه بوجع الحياة حين تذبل، أنه سيمضي غير غاضب من أحد: " أشعر بالسيد المسيح في قلبي، يدفعني إلى التسامح والمحبة"(من كتابه ذكرياتي).مدارات لا حصر لها شغلت عقل أستاذنا الفيلسوف، كان مهموماً بفكرة العدالة الإجتماعية، ولذلك بحث في تاريخ الإسلام عن تيار كان الأكثر تمثيلاً لها، تيار عارض سطوة الحكام والنخبة المترفة، وفي محاولاته لإذكاء وعي المسلمين بالعدالة، أسس في العام 1982 مجلة اليسار الإسلامي، لكنها قوبلت بالرفض من قبل الأوصياء على التراث، صودرت وبسببها تعرض للمحاكمة.همّه الأكبر كان تجديد التراث الإسلامي، وتجاوز مفاهيم وتفسيرات لم تعد ملائمة لتطور العقل الإنساني، وقد أثرى المكتبة الإسلامية بكثير من المؤلفات التي تفتح آفاق التفكير، ليتدبر المسلمون ويتفكرون في علوم الأقدمين، وفقاً لحاجاتهم وواقعهم،وهذا ما بيّنه في كتابه "من النقل إلى العقل"، الذي حثَّ فيه على دراسة العلوم النقلية الخمسة: القرآن والحديث والتفسير والفقه وعلوم التصوف، بأسلوب يجمع بين النقل والعقل. وتمنى أن يأتي جيل بعده يحولها إلى علوم عقلية خالصة. وهذا يعبر عن حرص الدكتور حنفي على تعاقب المراحل لضمان نجاح مشروعه الإصلاحي. ففي علم القرآن ركز على أسباب النزول " فالوحي لم ينزل إلا بناءً على سبب، فالأشياء العامة هي التي سأل عنها الناس..". وتماشياً مع اهتمام ......
#مدارات
#حنفي
#أفلاك
#الحقيقة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=769063
الحوار المتمدن
بدور زكي محمد - مدارات حسن حنفي بين أفلاك الحقيقة