الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
ميسون الجبوري : ماهود أحمد لوح طيني عراقي صعب القراءة والنسيان
#الحوار_المتمدن
#ميسون_الجبوري لم يكن ذلك الصباح البارد في مطار شيكاغو الأمريكي مثل كل الصباحات التي تمر دون أن ينتبه لها القدر الذي شاء أن يحمل الرسام العراقي ماهود أحمد من موطنه في الولايات المتحدة الأمريكيّة إلى مدينة عمان عاصمة الأردن ولم يكن يعلم بأنها النهايةالتي خطت له كلمة أخيرة كتبت إسمه على شاهدة قبر جديد لواحد من رسامي العراق الكبار قرب قبر زوجته الراحلة الفنانة العراقيّة وسماء الأغا ولم يكن سائق السيارة التي دهسته يعلم ماذا فعلت يداه , يا للأسف ويا للحزن ها نحن ندفن  مبدعاً آخر من مبدعينا دون أن نمشي وراء جنازته وهو الرسام الكبير الذي صنع من رموز حضارتنا الطينيّة العراقيّة عالماً واقعيّاً تعبيرياً ثورياً يؤمن بمعجزة وجود الإنسانفقط دون غيره فقد صوّر لنا مفردات موروثاتنا الحضاريّة السومريّة بألوانه وكتله الضخمة التي تحتفي بواقع الحياة وحركتها الدراميّة وهمومه التي لم تتوقف مسيرتها حتى يومنا هذا , ولعل دراسته لفلسفة فن الرسم في الإتحاد السوفيتي السابق وتأثير الرسام المكسيكي الأشتراكي دييغو ريفيرا عاملاً مهماً في صقل موهبته التي ولدت معه في بيئة الأهوار في محافظة العمارة العراقيّة حيث تتعايش مكونات الطبيعة بمائها وطيرها وخضرتها وحركة الأنسان التي يحتفي بها دون أن ينسى أسئلته الكونيّة الكبرى حينما يجد نفسه ضئيلاً وهامشيّاً في أحيان كثيرة أمام سطوة الآلهة المتعدّدة وجبروت الطبيعة التي تقسوا عليه بفيضاناتها وأوبأتها ومآسي حروبها ,لقد وجد الرسام ماهود أحمد في جسد المرأة مكاناً للطمأنينة والحلم بعيدا عن المخاوف والقلق اللذان شكلا حياته في واقع العراق الساخن والقاسي بأحداثه السياسيّة الدمويّة والعصيبة وتحولاته الِاجتماعيّة المستمرّة فقد جعل منها علامة بارزة وثيمة خاصة في قراءة المشهد الحياتي الذي ننتمي له جميعا باِبراز إنوثتها وخصوبتها باِعتبارها الحقيقة الوحيدة التي تجعل منّا أحياءً وهي امرأة من طراز خاص شكلت ذاكرته وطفولته بحركة جسدها المفعم بالشهوة وألوان ثيابها الصارخة وغطاء رأسها ووشمها الذي يجعل منها أحياناً مزيج من الحقيقية  والخيال ولا غرابة حينما تكون المرأة هنا وما يحيط بها من رموز واِشارات من بيئة تحكمها الآلهات اللواتي لهن مكاناً خاص في الذاكرة التاريخيّة في الحضارات القديمة ومنها طبعا حضارة ما بين بلاد النهرين كوّنها أقدم الحضارات التي اِنبثقت قبل أكثر من عشرة آلاف عام ومع المرأة كان التذكير الدائم بحركة البدء وشخصياتها من بشر بوجوهم المتعبة الخائفة وحيواناتهم الأليفة ومشاحيفهم البدائية البسيطة وخصوصيتهم التاريخيّة المتميزة التي صنعت خطوة الاِنطلاق الذي جاءت معه الأسئلة الصعبة التي مازالت محيّرة وغامضة لكن حلم الإنسان بالاِستمراريّة والمواصلة يتفوق عليها دائما ليكمّل المسيرة التي اِنطفأت شمعتها عند الفنان ماهود أحمد عن عمر يناهز الواحد والثمانين عام اِنقضت بالعطاء والاِبداع , يُذكر إن الرسام قد ولد عام ألف وتسمائة وأربعين في محافظة العمارة العراقيّة وقد حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراة بالرسم من روسيا وعمل اِستاذاً في أكاديميّة الفنون الجميلة في بغداد وقد أشترك في معارض عربيّة وعالمية كثيرة كما له طروحات ومؤلفات في الفن وعمل في مجلات فنيّة متخصصة بالفن وميسرته. ......
#ماهود
#أحمد
#طيني
#عراقي
#القراءة
#والنسيان

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=716160