الحوار المتمدن
3.07K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
حسن مدن : المثقف الواحد المتعدد: البورتريه لا البروفايل
#الحوار_المتمدن
#حسن_مدن هلْ من الأجدى أنْ يَحتكمَ المثقَّفُ إلى فكرةٍ أو نظرةٍ محوريةٍ واحدةٍ عبرها يرى الظَّواهرَ الأخرى، وأنْ يرى أنَّ هناكَ ناظمًا للأشياء والظَّواهر، أمْ أنَّه ينظرُ إليها فُرادى، جزئياتٍ مبعثرةً مختلفةً. حتّى تفسير التّاريخ نفسه عانى منْ هذا الَّلبس، ومثلُه السّلوك العام للبشر، وفي هذا السِّياق يمكنُ صوْغُ أسئلةٍ عدّةٍ عمَّن كانَ على حقٍّ: كارل ماركس مثلًا في اعتمادِه التَّفسير الاقتصاديِّ لتطوِّر مجتمعاتِ وسلوكِ الأفراد، أو فرويد في اعتمادِه التَّحليلِ النَّفسيِّ منهجًا لفهم النَّسق العامِّ للسِّلوكِ البشريِّ؟ ويمكنُ سوقُ أمثلةٍ أخرى عنْ مزاعمِ صراعِ الحضاراتِ والأديانِ والثَّقافات وهَلمَّ جرّا...أيُّهما أجدى للمرءِ أنْ تكونَ بصيرتُه مفتوحةً على الظَّواهرِ المختلفة، وهو يسعى لتأويلِها مُستعينًا بأكثرَ منْ منهجٍ وأكثرَ منْ رؤيةٍ، فيرى الاقتصاديَّ والثَّقافيَّ والنَّفسيَّ وسواه في الظّاهرةِ الواحدة، أمْ يقصرْ ميدانَ بحثِه ورؤيتِه على عاملٍ دونَ سواه؟ أَمِنَ الأجدى أنْ يتمترسَ المرءُ وراءَ رؤيةٍ فلسفيَّةٍ بعينها، يُخضعُ شتّى الظَّواهرِ لها مُحاولًا، طَوعًا أو قسرًا، تأويلَها عبرَ هذه الرُّؤيةِ، أمْ أنَّه يُوسِّعُ زاويةَ نظرِه فيرى تعدُّدَ الأبعادِ في الظَّاهرةِ الواحدةِ، فيقاربُها من الزَّوايا المُختلفةِ كيْ يستويَ في نهايةِ المَطافِ إلى خُلاصةٍ أقربَ إلى الحقيقةِ منْ سواها.ثمَّ ألا يُؤدّي ذلك إلى نوعٍ من التَّوفيق الذي يبلغ حدَّ التَّلفيقِ بين نقائضَ مختلفةٍ، متعدِّدةٍ، متناقضةٍ، ولو تأمَّلنا في الكثيرِ من الأطروحاتِ التي تَجدُ لها سوقًا رائجةً من حوالينا لوجدنا فيها نماذجَ لا تُحصى على هذا التَّلفيق الذي لا يُمكنُ أنْ يُنتجَ معرفةً جديدةً، أو يُولِّد مفاهيمَ خلّاقة. والمعرفةُ بمقدار ما هي تواصل واستمراريّة، فإنّها كذلك تتطلّب الجرأةَ على القطيعة مع مفاهيمَ بلت، حتى لوْ كان لها من سطوةِ الحضورِ ما يتطلَّب المقارعةَ الجسورةَ؛ كيْ تَشقَّ المعرفةُ الجديدةُ لنفسِها دربًا للأمام. ولكنَّ معرفةَ أشياءَ كثيرةٍ، وإنْ كانتْ مكسبًا للمرء، فإنّها أشبهُ بحبّاتِ السِّبحةِ التي انفرطَ عقدُها فتناثرتْ على الأرضِ كلَّ حبةٍ في جهة، إنْ لمْ يجمعْها خيطٌ واحدٌ تلتئمُ فيه.يجري التَّبشيرُ اليومَ بسقوطِ الفلسفاتِ والنَّظرياتِ والمشاريع الكبرى التي كانت تزعمُ لنفسِها امتيازَ الإحاطةِ بكلِّ شيءٍ، وتفسيرِه وتعليلِه، ويُنعشُ تفرُّغَ العلومِ والمعارفِ والاختصاصاتِ وتشظّيها إلى فروعٍ دقيقةٍ، متخصِّصة، الرَّأيِ القائلِ إنَّه لمْ يعدْ بوسعِ شيءٍ واحدٍ كبيرٍ أنْ يحيطَ بكلِّ شيءٍ، وتُروِّجُ بعضُ دعواتِ ما بعدِ الحداثةِ - فرانسوا ليوتار مثالاً - لِما تدعوه نهايةَ السِّردياتِ الكبرى، خاصّةً منها تلك ذاتُ التَّوجهِ اليساريّ: الثّورةُ والتَّحريرُ والعدالةُ الاجتماعيّةُ، بلْ وحتى قِيمُ التَّنويرِ وتمجيدُ العَقلِ، فيما ذهبَ هربرت ماركوز ومجايلوه منْ رموزِ مدرسةِ فرانكفورت، إلى أنّ آلياتِ نمطِ الحياةِ الاستهلاكيّ الذي أشاعتْه الرَّأسماليةُ في مرحلةِ نضوجِها أغرقَ النّاسَ في أوهامِ المجتمعِ الاسْتهلاكيّ واستوعبَ طاقاتِ الاحتجاجِ لديهم.هذه الدَّعواتُ الآتيةُ في سياقِ الفكرِ الغربيّ تعبيرًا عن التَّعقيداتِ التي يطرحُها تطوُّرُ الرَّأسْماليةِ في البلدانِ المُتقدِّمةِ تجدُ أصداءً لها في بلدانِنا العربيّةِ التي تبدو أبعدَ ما تكونُ عن استيفاءِ شروطِ الحَداثةِ الفكريّةِ، وهناكَ مهووسون بالموضاتِ والتّقليعاتِ الفكريّة يحاولون إسقاطَها على واقعٍ مغايرٍ، شديدِ الصَّرا ......
#المثقف
#الواحد
#المتعدد:
#البورتريه
#البروفايل

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=741264