الحوار المتمدن
3.19K subscribers
12 photos
94.8K links
الموقع الرسمي لمؤسسة الحوار المتمدن في التلغرام
Download Telegram
سعد سوسه : طبيعة الإنتباه
#الحوار_المتمدن
#سعد_سوسه يزخر العالم المحيط بنا بالكثير من المنبهات والمثيرات التي تجذب إنتباهنا في كل لحظة من لحظات الوعي ، كما أن جسم الإنسان نفسه يعد مصدرا للكثير من المنبهات الصادرة من الأعضاء الحسية والأجهزة الداخلية كالعضلات والمفاصل والأحشاء هذا فضلا عن الأفكار والخواطر التي ترد إلى الذهن . لكن الفرد لا ينتبه إلى هذه المنبهات كلها التي يستلمها في كل لحظة بل يختار وينتقي المثيرات والمنبهات التي تهمه فقط وتحقق حاجاته ومتطلبات وجوده ، وتسمى عملية الإنتقاء هذه الإنتباه ( Attention ) . أن الإنتباه يمكن أن يتوزع عبر مثيرات مختلفة أو يتكثف ويتركز . إذ أشار بورن Bourne إلى أن تركيز الإنتباه يؤثر في وعي الفرد لذاته ولعالمه الخارجي ، فالإنتباه يمكن أن يتوجه نحو ذات الفرد أي نحو أحاسيسه وأفكاره وميوله ودوافعه ورغباته واتجاهاته ومعتقداته أو أن يتجه نحو البيئة المحيطة به وهذا يؤثر بالتبعية في طبيعة التفاعل الإجتماعي للفرد وفي سلوكـه اليومي . ويرى تيرنس Terence أن الإنتباه عملية معقدة جدا تتضمن إنتقاء المعلومات المتوافرة وتنظيمها لعمل إستجابة مناسبة . وهذه المعلومات أما أن تؤخذ من الذاكرة أو من البيئة المحيطة للفرد ليكون إستجابة تأخذ شكل السلوك الظاهر أو الوعي الشعوري وأشارت الدراسات إلى أن الجهاز العصبي لا بد من أن تكون لديه وسيلة للتسجيل يخزن فيها المعلومات الحسية بشكل مؤقت وبدون نظام أو ترتيب . ومن المثيرات التي تغزو حواسنا في لحظة ما فنحن ننتبه فقط إلى تلك التي تقرر عملياتنا العقلية العليا التي تكون ذات صلة بالعمليات النفسية المؤثرة فينا في تلك اللحظة ( 4 ) . إن الإنتباه والإدراك وإن كانتا عملتين متلازمتين بحيث يشكلان معا لبنة أساسية في عملية تفاعل الفرد مع بيئته منهما القاعدة الأساسية التي تستند إليها سائر العمليات العقلية وشتى الأنشطة الجسدية والحركية وأنماط السلوكيات المختلفة في المواقف الإجتماعية والتعليمية والعملية إذ لولا الإنتباه لما إستطاع الفرد أن يعي أو يتذكر أو يتخيل أو يتعلم أو يؤدي عملا دقيقا ولكي يدرك الفرد امرا ما ( أو يفكر في مسألة معقدة ) لا بد له من أن ينبته إليه ، فالفرد يدرك عادة ما ينتبه إليه وأنه بفعل الإنتباه يصبح الإدراك أكثر وضوحا ودقة ، كما يتم الإحتفاظ بالصور والأفكار في الوعي والى أن يتم الإنتهاء من العمل ويتحقق الهدف المنشـــود . ( 5( وإذا كان علماء النفس قد اهتموا بتعريف عملية الإدراك التي ينشط فيها الإنتباه عندما افترضت بعض الدراسات العلمية أن الإنتباه فعُال في عدة حالات وبخاصة عند استقبال المعلومات من عضو الحس ومن ثم عند تخزين وتفسير المعطيات الحسية حيث يقرر الفرد ما إذا كان سوف يستجيب لها أو يتأهب لها بالفعل . إن العلاقة الوثيقة بين الإنتباه والإدراك تتضح في أشكاله الراقية مثل الإنتباه الإرادي فالعجز عن الإنتباه هو عجز عن الإدراك في الوقت نفسه ومن ثم عجز أو اضطراب في السلوك وفي التوافق الإجتماعي والتكيف بصورة عامة وقد أشارت البحوث والدراسات السريرية في هذا المجال إلى أن إضطرابات الإنتباه تترافق دائما مع إضطرابات الإدراك الحسي فالتلازم بين الإنتباه والإدراك من أجل تحقيق عملية الإدراك وضمان نجاحها ، فالإنتباه هو تركيز الشعور في شيء ما بينما الإدراك هو تحديد خصائص هذا الشيء وتعيين هويته ( 6 ( . ولا يدرك الإنسان منبها إلا بعد أن ينتبه إليه ومن هنا فإن الإنتباه يسبق الإدراك ويشير إلى الإهتمام بمنبهات أو معلومات محددة في البيئة بوصفه عملية إنتقالية تتحدد في بؤرة الشعور أما الإدراك فيتركز حول ما ينتبه إليه الفرد مما يؤدي إلى وعي وش ......
#طبيعة
#الإنتباه

لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=754706