عبدالرزاق دحنون : رسالة إلى الموت لم تكتبها شيرين أبو عاقلة
#الحوار_المتمدن
#عبدالرزاق_دحنون يكتبها الكاتب التركيّ الساخر عزيز نسين حيث وردتْ في أولى مجموعاته القصصية التي تُرجمت إلى العربيَّة بعنوان "مختارات قصصيَّة" ترجمها فاضل جتكر وطبعتها في دمشق وزارة الثقافة السوريَّة عام 1983. وحين طلب الرفيق العزيز المؤلف الموسيقي والمغني السياسي الشيوعي، ورئيس تحرير"الكاتب اليساري" وليم نصار أن نكتب في استشهاد تلك الصحفية المقدسيَّة الجسورة التي وُلدت في 3 كانون الثاني/ يناير 1971 في القدس وقُتلت في صباح 11 أيار/ مايو 2022 في جنين لا أعرف لماذا تذكرت هذه الرسالة العجيبة التي كتبها رفيقنا في الحزب الشيوعي التركي الكاتب الساخر عزيز نسين يُخاطب فيها الموت خطاباً جسوراً ويقف معه نداً لند. كنتُ أقرأ الرسالة وأنظر في عيني تلك المقدسيَّة حيث أرى الرضى والسكينة، نعم، يا شيرين أبو عاقلة رحلت راضية مرضيَّة.قلتُ لك أيها الموت لا تأتِ مصحوباً بالصخب، وها أنتَ أتيت صاخباً، أيقظت العالم في الفجر، كان عليك أن تتمهل، كنتُ لا أريد أن يسمع أحد بمجيئك لزيارتي. يكفي أن نعرف نحن الاثنين، أنا وأنت، بذلك. ليست هناك حاجة لأن تستنفر الآخرين بحدث قدومك. تعال بشكل يليق بي، بسلوك ينسجم مع كياني وتاريخي. تعال بهدوء وصمت، تعال بما ينسجم مع نمط حياتي! فأنت حين تأتي من أجلي أنا، أنت آتٍ لتأخذني لا لتقضَّ مضاجع الآخرين.لقد تحمَّلتُ كل ما عانيت ضاحكة ولم يعلم به سواي. أحزاني خبَّأتها لنفسي. أمَّا أفراحي فكنتُ أتقاسمها والآخرين. كم أتمنَّى أن تكون نهايتي أيضاً على تلك الصورة! أنا أعرف أنَّك قويٌّ. رأسي الذي لم ينحنِ لأحدٍ قد ينحني لك أنتَ، عشت حياتي مرفوعة الرأس، ناصعة الجبين. فعانقني واقفة. مرفوعة الرأس حين تأتي لتأخذني. وإذا كنت قد أخفقتُ في إنجاز جميع المشاريع التي خطَّطتُ لها خلال الفترة التي أمهلتني فيها، فإنَّ الذنب في ذلك لا يقع على أحد سواي، أنا المذنبة الوحيدة. هذه العقوبة تكفيني، إنها أثقل العقوبات لدى الذين يحسون بمرارتها.حياتي كلها أمضيتها وأنا في صراعٍ معك ندَّاً لندٍّ. كثيرة هي المرَّات التي هزمتك فيها. روحي، وهي أقدسُ ما عندي، أريد أن أعطيها ببسالة، بوقارٍ، واقفة، مرفوعة الرأس، بصورةٍ تليق بي، إنَّني لا أريد أن أستسلم. أريد أن أقدِّم روحي لك كما لو كنت أقدِّم لك هديَّة تذكارية. ومقابل هذا إذا أخذتني بعد أن تتسلَّم صوتي الذي كان سيفاً على الدَّوام بيديك الاثنتين بكلِّ إجلالٍ لتضعه فوق رأسكَ بإكبارٍ، فكن مفعماً بالاحترام أمام الروح النقية الشفافة التي دأبت كل حياتها على زيادة نقائها وشفافيتها، مثلما أنا ممتلئة احتراماً لك. لم يسمعني أحدٌ وأنا أتأفَّف فلا تجعلني أتأفَّف منك.تعال في واحدة من لحظاتي العادية، حين أكون في أرض المعركة، تعال ليلاً، وإذا شئت تعال نهاراً. تعال في الصيف. أو في الشتاء، إنَّ بابي وقلبي مفتوحان لك! يكفي ألَّا تجعلني أستصغر نفسي، يكفي ألَّا تضطرَّني إلى طلب الماء من أحدٍ، ألَّا تضطرَّني إلى طلب المساعدة. ألم نتصارع معاً بجسارة؟ ألستُ جديرة بأن أطالبك بكل هذا؟ إذا كنتَ مصرَّاً على جعلي أتأفَّف، فعلى الأقلِّ أرجوك أن تجعلني أفعلُ ذلك بيني وبينك فلا يسمعُ تأفُّفي أحدٌ غيرُنا.كلانا مناضلٌ ثبت في وجه غريمه، كلانا كافح الآخر كلَّ هذه السنين دونَ توقُّفِ. ولعلِّي أشير هنا إلى أنَّ نضالي كان أعظمَ وأكبرَ من نضالكَ أنتَ، ذلك لأنَّك كنت واثقاً من البداية من أنَّ النصر في النهاية سيكونُ، مهما حصل، إلى جانبك. في حين كنتُ أعلم علمَ اليقين بأنَّ نهاية المطافِ ستكونُ من نصيبي. أريد أن أكون جديرة بالموت مثلما كنت جديرة بال ......
#رسالة
#الموت
#تكتبها
#شيرين
#عاقلة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759617
#الحوار_المتمدن
#عبدالرزاق_دحنون يكتبها الكاتب التركيّ الساخر عزيز نسين حيث وردتْ في أولى مجموعاته القصصية التي تُرجمت إلى العربيَّة بعنوان "مختارات قصصيَّة" ترجمها فاضل جتكر وطبعتها في دمشق وزارة الثقافة السوريَّة عام 1983. وحين طلب الرفيق العزيز المؤلف الموسيقي والمغني السياسي الشيوعي، ورئيس تحرير"الكاتب اليساري" وليم نصار أن نكتب في استشهاد تلك الصحفية المقدسيَّة الجسورة التي وُلدت في 3 كانون الثاني/ يناير 1971 في القدس وقُتلت في صباح 11 أيار/ مايو 2022 في جنين لا أعرف لماذا تذكرت هذه الرسالة العجيبة التي كتبها رفيقنا في الحزب الشيوعي التركي الكاتب الساخر عزيز نسين يُخاطب فيها الموت خطاباً جسوراً ويقف معه نداً لند. كنتُ أقرأ الرسالة وأنظر في عيني تلك المقدسيَّة حيث أرى الرضى والسكينة، نعم، يا شيرين أبو عاقلة رحلت راضية مرضيَّة.قلتُ لك أيها الموت لا تأتِ مصحوباً بالصخب، وها أنتَ أتيت صاخباً، أيقظت العالم في الفجر، كان عليك أن تتمهل، كنتُ لا أريد أن يسمع أحد بمجيئك لزيارتي. يكفي أن نعرف نحن الاثنين، أنا وأنت، بذلك. ليست هناك حاجة لأن تستنفر الآخرين بحدث قدومك. تعال بشكل يليق بي، بسلوك ينسجم مع كياني وتاريخي. تعال بهدوء وصمت، تعال بما ينسجم مع نمط حياتي! فأنت حين تأتي من أجلي أنا، أنت آتٍ لتأخذني لا لتقضَّ مضاجع الآخرين.لقد تحمَّلتُ كل ما عانيت ضاحكة ولم يعلم به سواي. أحزاني خبَّأتها لنفسي. أمَّا أفراحي فكنتُ أتقاسمها والآخرين. كم أتمنَّى أن تكون نهايتي أيضاً على تلك الصورة! أنا أعرف أنَّك قويٌّ. رأسي الذي لم ينحنِ لأحدٍ قد ينحني لك أنتَ، عشت حياتي مرفوعة الرأس، ناصعة الجبين. فعانقني واقفة. مرفوعة الرأس حين تأتي لتأخذني. وإذا كنت قد أخفقتُ في إنجاز جميع المشاريع التي خطَّطتُ لها خلال الفترة التي أمهلتني فيها، فإنَّ الذنب في ذلك لا يقع على أحد سواي، أنا المذنبة الوحيدة. هذه العقوبة تكفيني، إنها أثقل العقوبات لدى الذين يحسون بمرارتها.حياتي كلها أمضيتها وأنا في صراعٍ معك ندَّاً لندٍّ. كثيرة هي المرَّات التي هزمتك فيها. روحي، وهي أقدسُ ما عندي، أريد أن أعطيها ببسالة، بوقارٍ، واقفة، مرفوعة الرأس، بصورةٍ تليق بي، إنَّني لا أريد أن أستسلم. أريد أن أقدِّم روحي لك كما لو كنت أقدِّم لك هديَّة تذكارية. ومقابل هذا إذا أخذتني بعد أن تتسلَّم صوتي الذي كان سيفاً على الدَّوام بيديك الاثنتين بكلِّ إجلالٍ لتضعه فوق رأسكَ بإكبارٍ، فكن مفعماً بالاحترام أمام الروح النقية الشفافة التي دأبت كل حياتها على زيادة نقائها وشفافيتها، مثلما أنا ممتلئة احتراماً لك. لم يسمعني أحدٌ وأنا أتأفَّف فلا تجعلني أتأفَّف منك.تعال في واحدة من لحظاتي العادية، حين أكون في أرض المعركة، تعال ليلاً، وإذا شئت تعال نهاراً. تعال في الصيف. أو في الشتاء، إنَّ بابي وقلبي مفتوحان لك! يكفي ألَّا تجعلني أستصغر نفسي، يكفي ألَّا تضطرَّني إلى طلب الماء من أحدٍ، ألَّا تضطرَّني إلى طلب المساعدة. ألم نتصارع معاً بجسارة؟ ألستُ جديرة بأن أطالبك بكل هذا؟ إذا كنتَ مصرَّاً على جعلي أتأفَّف، فعلى الأقلِّ أرجوك أن تجعلني أفعلُ ذلك بيني وبينك فلا يسمعُ تأفُّفي أحدٌ غيرُنا.كلانا مناضلٌ ثبت في وجه غريمه، كلانا كافح الآخر كلَّ هذه السنين دونَ توقُّفِ. ولعلِّي أشير هنا إلى أنَّ نضالي كان أعظمَ وأكبرَ من نضالكَ أنتَ، ذلك لأنَّك كنت واثقاً من البداية من أنَّ النصر في النهاية سيكونُ، مهما حصل، إلى جانبك. في حين كنتُ أعلم علمَ اليقين بأنَّ نهاية المطافِ ستكونُ من نصيبي. أريد أن أكون جديرة بالموت مثلما كنت جديرة بال ......
#رسالة
#الموت
#تكتبها
#شيرين
#عاقلة
لقراءة المزيد من الموضوع انقر على الرابط ادناه:
https://ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=759617
الحوار المتمدن
عبدالرزاق دحنون - رسالة إلى الموت لم تكتبها شيرين أبو عاقلة